تاريخ مدينة دمشق - ج ١٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قال : وأما حراش الحاء مكسورة غير معجمة ، والراء غير معجمة فمنهم ربعي بن حراش ، روى أن بعض علماء بغداد أملى عليهم ابن حراش فلما أنكروا عليه أخذ العلم فمحمح على الجارود ، عن علي بن أبي طالب ، وحذيفة ، وأبي مسعود البدري ، وله قدر وذكر ، وينسب إلى الصّدق والعفة.

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي زكريا البخاري ، وحدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى.

أخبرنا (١) نا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا أبو زكريا ، نا عبد الغني بن سعيد ، قال : حراش بالحاء المهملة ، ربعي بن حراش ، عن علي ، وحذيفة ، وأبي مسعود.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي ، قال : ربعي بن حراش الغطفاني ـ وقال ابن سعد : العبسي الكوفي الأعور ـ أخو مسعود ، سمع علي بن أبي طالب وحذيفة ، وأبا مسعود ، وعقبة بن عمر ، وروى عنه عبد الملك بن عمير ، ومنصور (٢) في «العلم» و «البيوع» و «الاستقراض» ، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز ، وصلى عليه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، ذكره البخاري ، وقال الدّهلي فيما كتب إليّ أبو نعيم ، قال : وربعي بن حراش في زمن عمر بن عبد العزيز ـ يعني موته ـ وقال ابن أبي شيبة نحو الذّهلي ، وقال ابن نمير : مات سنة إحدى ومائة ، وقال ابن سعد : توفي في ولاية الحجاج بعد الجماجم.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : قال : أنا أبو بكر الخطيب (٣) : ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن عبد الله بن بجاد (٤) بن عبد بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيص بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان (٥) بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان العبسي الكوفي ، روى عن عمر بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وثمة سقط في الكلام بعد قوله : «أخبرنا» راجع فهارس الأسانيد (المطبوعة : عبد الله بن جابر ص ٨٥٢).

(٢) يعني ابن المعتمر ، أبا عتاب السلمي الكوفي ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٤٠٢.

(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٤٣٣.

(٤) في تاريخ بغداد : نجاد.

(٥) بالأصل بالغين المعجمة ، خطأ.

٤١

الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وحذيفة بن اليمان ، وأبي بكرة ، وعمران بن حصين ، حدث عنه عامر الشعبي ، وعبد الملك بن عمير ، ومنصور بن المعتمر ، وأبو مالك الأشجعي ، وحصين (١) بن عبد الرحمن ، وحميد بن هلال ، ومحمد بن علي السلمي ، وإبراهيم بن مهاجر ، وغيرهم ، وكان ثقة ، وهو أخو مسعود وربيع ابني حراش ممن ورد المدائن غير مرة في حياة حذيفة وبعده.

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٢) : أما حراش بحاء مهملة مكسورة وراء مفتوحة وشين معجمة : ربعي ومسعود وربيع بنو حراش العبسيون ، روى ربعي عن علي ، وحذيفة ، وروى أخوه مسعود ، عن حذيفة ، وأخوهم ربيع هو الذي تكلم بعد موته.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ، وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز ، أنبأ علي بن محمد بن خزفة (٣) قالا : ثنا أبو عبد الله الزّعفراني ، أنبأ أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا أحمد بن حنبل ، نا حجاج قال : قلت لشعبة : هل أدرك عليا؟ قال : نعم ، حدّث عن علي ولم يقل سمع ـ يعني ربعيا ـ.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السماك ، نا حنبل بن إسحاق ، حدثني أبو عبد الله ، نا حجاج ، قال : قلت لشعبة : هل أدرك عليا؟ قال : نعم ، حدث عن علي ولم يقل سمع ـ يعني ربعيا ـ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمد ، نا الهيثم بن عدي ، عن مجالد ، قال : كان المحدثون من أصحاب عبد الله فذكرهم وفيهم : ربعي بن حراش العبسي ، قال أبو جعفر بن أبي شيبة : ولم يسمع ربعي من عبد الله.

__________________

(١) بالأصل : «حصن» والمثبت عن م وانظر تاريخ بغداد وتهذيب التهذيب وسير الأعلام.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٤٢٤ و ٤٢٦.

(٣) بالأصل «حرفه» وفي م : حرقه والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير ، وقد مرّ التعريف به.

٤٢

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبي أبو العباس أبو محمد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سلميان ، نا أبو يعقوب إسحاق بن سيار ، نا أبو عاصم ، عن كثير ـ يعني ابن أبي كثير ـ ، أنبأ النضر ، حدثني ربعي أنه انطلق إلى حذيفة يزوره ـ وكانت أخته تحت حذيفة ـ فخرج من خرج من أولئك إلى عثمان ، فقال لي حذيفة : ما فعل قومك يا ربعي ، هل خرج منهم أحد؟ فأسمى له نفرا ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من خرج من الجماعة ، واستذلّ الإمارة ، لقي الله ولا وجه له عنده» [٤١٧٩].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (١) ، نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، قالا : أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد ، نا داود بن عمرو ، نا علي بن هاشم ـ يعني ابن البريد ـ ، نا محمد بن علي السّلمي ، قال : رأيت ربعي بن حراش ومرّ بعشّار ومعه مال ، فأخذه فوضعه على قربوس (٢) السّرج ثم غطّاه ومرّ (٣)

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنبأ محمد بن أحمد بن جعفر ، أنا أحمد بن محمد بن زنجويه ، أنبأ الحسين بن عبد الله بن سعيد ، أخبرني أبو بكر بن دريد ، أنا ابن أخي الأصمعي عن عمه ، قال : أتى رجل الحجّاج بن يوسف ، فقال : ربعي بن حراش زعموا لا يكذب ، وقد قدم ابناه عاصيين. فابعث إليه فاسأله فإنه سيكذب ، فبعث إليه الحجّاج فقال : ما فعل ابناك يا ربعي ، فقال : هما في البيت والله المستعان ، فقال له الحجاج : هما لك ، وأعجبه صدقه (٤)

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٥) ، أنا القاضي محمد بن أحمد بن إبراهيم ، فيما قرئ عليه وأذن لي ، قال : نا محمد بن أيوب ، نا نوح بن حبيب ، نا وكيع بن الجرّاح ، نا سفيان ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، قالوا : من ذكرت يا أبا سفيان؟ قال : ذكرت ربعيا ، وتدرون من ربعي؟ كان ربعي من أشجع ، زعم قومه أنه لم

__________________

(١) بالأصل وم المرزقي بالقاف ، والصواب بالفاء ، وقد مرّ كثيرا.

(٢) القربوس : حنو السرج.

(٣) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ٤ / ٣٦٠.

(٤) الخبر نقله الذهبي عن الأصمعي ٤ / ٣٦٠.

(٥) الخبر في حلية الأولياء ٤ / ٣٦٨ ترجمته.

٤٣

يكذب قط ، فسعى به ساعي (١) إلى الحجاج بن يوسف ، فقالوا : هاهنا رجل من أشجع زعم قومه أنه لم يكذب قط ، وأنه سيكذب لك ، فإنك ضربت على ابنيه البعث فعصيا وهما في البيت ، فبعث إليه فإذا شيخ منحن فقال له : ما فعل ابناك؟ فقال : هما هذان في البيت ، قال : فحمله وكساه وأوصى به خيرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أحمد بن محمد بن أبي عثمان ، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر ، أنا أبو علي بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا عمر بن بكير ، نا أبو عبد الرحمن الطائي ، أنا أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة ، قال : كان يقال إن ربعي بن حراش لم يكذب كذبا قط ، قال : فأقبل ابناه من خراسان مديا (٢) حلا فجاء العريف إلى الحجاج فقال : أيها الأمير إن الناس يزعمون أن ربعي بن حراش لم يكذب كذبة قط ، وقد قدم ابناه من خراسان وهما عاصيان ، فقال الحجاج : عليّ به ، فلما جاءه قال : أيها الشيخ ، قال : ما تشاء ، قال : ما فعل ابناك؟ قال : المستعان الله خلفتهما في البيت ، قال : لا جرم والله لا أسوءك فيهما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار بن إبراهيم ، قالا : أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر ، زاد ابن الطّيّوري وابن عمه أبو نصر محمد بن الحسن بن محمد.

وأخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا وأبو النجم ، أنا أبو بكر بن الخطيب (٣) ، أنا حمزة بن محمد بن طاهر ، قالوا : أنا أبو العباس الوليد بن بكر بن مخلد (٤) ، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد ، حدثني أبي أحمد بن صالح ، قال : ربعي بن حراش كوفي تابعي ثقة ، ويقال إنه لم يكذب كذبة قط ، وكان له ابنان عاصيان زمن الحجاج ، فقيل للحجاج : إن أباهما لم يكذب كذبة قط ، لو أرسلت إليه فسألته عنهما ، فأرسل إليه فقال : أين ابناك؟ قال : هما في البيت ، قال : قد عفونا عنهما ، بصدقك ، زادني الأنماطي عن ابن الطّيوري وحده عنهما والبلخي عن ثابت وحده عن

__________________

(١) كذا بالأصل وم بإثبات الياء.

(٢) كذا رسم اللفظتين : «مد؟؟؟ ا حملا» وفي م : «فدنا حلا» ولم أحلهما.

(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٤٣٣ ـ ٤٣٤.

(٤) قوله : «بن مخلد» ليس في تاريخ بغداد ، ومكان اللفظتين : «الأندلسي».

٤٤

الحسين ، عن الوليد بن بكر بإسناده في موضع آخر : من خيار التابعين.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأ علي بن طلحة المقرئ ، أنا محمد بن إبراهيم الغازي (٢) ، نا محمد بن محمد بن داود الكرخي (٣) ، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش ، قال : ربعي بن حراش كوفي صدوق.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، ثنا أبو بكر الخطيب (٤).

وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ الحسين بن صفوان ، نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، أنا محمد بن الحسين ، نا محمد بن جعفر بن عون ، أخبرني بكر بن محمد العابد ، عن الحارث الغنوي ، قال : آلى ربيع بن حراش ألّا تفترّ (٥) أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره ، فما ضحك إلّا بعد موته ، وآلى أخوه ربعي بعده ألّا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النار. قال الحارث الغنوي : فلقد أخبرني غاسله أنه لم يزل متبسما على سريره ـ وكنا في رواية الخطيب : ونحن ـ نغسّله حتى فرغنا منه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، نا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمد ، نا الهيثم بن عدي ، قال : مات ربعي بن حراش العبسي زمن الحجاج بعد الجماجم.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل ، ثنا الحسين بن صفوان البردعي.

وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنبأ أبو عمرو بن مندة ، أنبأ الحسن بن محمد بن يوسف ، أنبأ أحمد بن محمد بن عمر ، قالا : ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنا

__________________

(١) المصدر السابق نفسه.

(٢) عن تاريخ بغداد ، وبالأصل وم : الغاري.

(٣) في تاريخ بغداد : الكرجي.

(٤) انظر تاريخ بغداد ٨ / ٤٣٤ ونقله الذهبي في سير الأعلام ٤ / ٣٦١.

(٥) بالأصل وم : «تغير» والمثبت عن سير الأعلام.

(٦) تاريخ بغداد ٨ / ٤٣٤.

٤٥

محمد بن سعد ، قال : ربعي بن حراش العبسي ـ زاد ابن شجاع : روى عن عمرو ، قالا : ـ توفي في ولاية الحجاج بعد الجماجم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر السنجي أبي الخطيب ، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله.

وأخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو طاهر أحمد بن علي بن سوّار ، قالا : أنا الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري ، أنا محمد بن زيد بن علي بن مروان ، أنا محمد بن محمد بن عقبة ، نا هارون بن حاتم ، قال : نا أصحابنا : أن ربعي بن حراش [مات (١) سنة] إحدى وثمانين ، وكان ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن بجاد العبسي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط ، قال (٢) : وفيها ـ يعني سنة اثنين وثمانين ـ مات ربعي بن حراش بعد الجماجم.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنبأ أبو عمر بن مهدي ، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي أحمد بن حنبل ، نا أبو نعيم ، نا سعيد.

وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنبأ أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأ أبو الميمون بن راشد ، ثنا أبو زرعة ، قال (٣) : قال أبو نعيم ح.

وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد ، أنبأ أبو منصور محمد بن الحسن ، نا أحمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن عبد الرحمن ، نا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثني عبد الله بن أبي الأسود ، قال : سمعت أبا نعيم يقول : مات ربعي بن حراش في خلافة ـ وقال أبو زرعة في ولاية ـ عمر بن عبد العزيز وصلّى عليه عبد الحميد ـ زاد أبو زرعة : بن عبد الرحمن.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن ، ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأ أبو بكر

__________________

(١) ما بين معكوفتين مكانه بالأصل : «ما نصبه» كذا والمثبت والزيادة عن م.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٨٨.

(٣) الخبر في تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٩٤.

٤٦

الخطيب (١) : أنا ابن الفضل ، نا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، قال : قال أبو نعيم : مات ربعي بن حراش في زمن عمر بن عبد العزيز.

قال : وأنا محمد بن أحمد بن رزق ، نا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، قال : قال أبو عبد الله ، قال أبو نعيم حدثني ح.

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا محمد بن علي ، أنا محمد بن أحمد ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي ، نا أحمد بن حنبل ، عن أبي نصر ، قال : وأخبرني سعيد بن جميل العبسي ، قال : رأيت ربعي بن حراش رجلا أعور صلّى عليه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ، وذلك في ولاية عمر بن عبد العزيز (٢) أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السّمّاك ، نا حنبل بن إسحاق ، قال : قال أبو عبد الله فذكره.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنبأ عبد الملك بن محمد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا أبو جعفر بن أبي شيبة ، قال : قال عمي : مات ربعي بن حراش زمن عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا علي بن أحمد بن محمد بن البسري ، أنا أبو طاهر المخلّص إجازة ، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد ، أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلّام ، قال : سنة مائة فيها توفي ربعي بن حراش العبسي ، صلّى عليه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد ، قالا : نا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا الحسن بن محمد بن الحسن ، نا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، نا ابن نمير ، قال : مات ربعي بن حراش سنة إحدى ومائة.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٨ / ٤٣٤.

(٢) المصدر السابق.

٤٧

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا نصر بن أحمد بن نصر ، أنبأ محمد بن أحمد بن عبد الله ح.

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ، وأبو طاهر أحمد بن علي بن سوّار ، قالا : أنا الحسين بن علي الطناجيري ، قالا : أنا أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن مروان ، نا محمد بن محمد بن عقبة ، نا هارون بن حاتم ، قال : ونا الفضل بن دكين ، قال : مات ربعي بن حراش سنة إحدى ومائة.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة ح.

وأخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأ أبو بكر الخطيب (١) ، أنا هبة الله بن منصور (٢) ، أنا أحمد بن عبيد :

أخبرناه محمد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ربعي بن حراش مات سنة أربع ومائة.

قرأنا على أبي عبد الله بن البنا ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة ، أنا محمد بن الحسين الزّعفراني ح.

وأخبرنا أبو الحسن ، نا وأبو النجم ، أنبأ أبو بكر الحافظ (٣) ، نا عبيد (٤) الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، نا الحسين بن أحمد ـ يعني ابن صدقة ـ ، قالا : أنا أحمد بن أبي خيثمة ، أنا علي بن أحمد المدائني ، قال : ربعي بن حراش من بني الحريش ، مات سنة أربع ومائة.

الصواب علي بن محمد ، وربعي : عبسي لا حرشي.

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي محمد التميمي ، أنا مكي بن محمد ، أنا ابن أبي سليمان بن زبر ، قال : قال المدائني : مات ربعي بن حراش سنة أربع ومائة.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٨ / ٤٣٤.

(٢) في تاريخ بغداد : هبة الله بن الحسن الطبري.

(٣) المصدر السابق.

(٤) تاريخ بغداد : عبد الله.

٤٨

٢١٣٦ ـ ربعي بن عامر (١)

أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح دمشق ، ثم خرج إلى القادسية مع هاشم بن عتبة ، وشهد فتوح خراسان ، وقال في ذلك شعرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا أبو بكر بن سيف ، نا السّري بن يحيى ، حدّثنا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن أبي عثمان ، عن خالد ، وعبادة ، قالا : وقدم على أبي عبيدة كتاب عمر بأن [يصرف](٢) جند العراق إلى العراق وأمرهم بالحث إلى سعد بن مالك فأمر على جند العراق هاشم بن عتبة وعلى مقدمته القعقاع بن عمرو ، وعلى مجنبتيه عمر (٣) بن مالك الزّهري وربعي بن عامر ، وصرفوا بعد دمشق نحو سعد ، قال سيف : وفي ذلك يعني فتح خراسان يقول ربعي بن عامر :

نحن وردنا من هراة منا هلا

روا من المروين إن كنت جاهلا

وبلخ ونيسابور قد شقيت بنا

وطوس ومرو قد أزرنا القبائلا

أنخنا إليها كورة بعد كورة

نفضهم حتى احتوينا المناهلا

فلله عينا من رأى مثلنا معا

غداة أزرنا الخيل تركا وكابلا

__________________

(١) ترجمته في الإصابة ١ / ٥٠٣.

(٢) الزيادة عن الإصابة.

(٣) الإصابة : عمير.

٤٩

ذكر من اسمه ربيعة

٢١٣٧ ـ ربيعة بن أحمد بن طولون

كان أبوه أمير مصر ودمشق ، وكان بدمشق مع أخيه خمارويه بن أحمد ، ثم نص (١) عليه ابن أخيه جيش بن خمارويه بها وحمله إلى مصر.

حكى عنه أبو جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم المعروف بابن الداية حكاية في جيش العقبي ، تقدم ذكرها في ترجمة جيش.

٢١٣٨ ـ ربيعة بن إبراهيم الدمشقي

حكي عنه شيء مرسل ، حكاه عنه رجل من بني كنانة يقال له ابن أبي صالح ، تقدمت روايته في ترجمة حارثة بن قطن.

٢١٣٩ ـ ربيعة بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة

ابن جمح الجمحي القرشي (٢)

أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأسلم ، ثم شرب الخمر في خلافة عمر ، فهرب خوفا من إقامة الحدّ إلى الشام ، ثم لحق بالروم فتنصر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو المعالي الحسين بن حمزة بن السعدي ، قالا : أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي ، نا أبو بكر الرّمادي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ،

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل وفي م : جن ولعل الصواب : قبض.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ٢ / ٥٧ والإصابة ١ / ٥٣٠.

٥٠

عن الزهري ، قال : وأنا أبو بكر الخرائطي ، نا العباس الدوري ، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، نا أبي ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ، عن المسور بن مخرمة ، عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : حرست مع عمر رضي‌الله‌عنه ليلة بالمدينة (١) فبينا نحن نمشي شبّ لنا سراج فانطلقنا نؤمّه ، فلما دنونا إذا باب مجاف (٢) على قوم لهم فيه أصوات ولغط فأخذ عمر بيدي وقال لي : أتدري بيت من هذا؟ قلت : لا ، قال : هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف ، وهم الآن شرب ، فما ترى؟ قلت : أرى قد أتينا ما نهانا الله تبارك وتعالى عنه (٣)(وَلا تَجَسَّسُوا)(٤) زاد الرّمادي : وقد تجسسنا ـ فرفع (٥) عمر وتركهم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد بن الزهري ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمد بن يحيى ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ، عن المسور بن مخرمة ، عن عبد الرحمن بن عوف : أنه حرس ليلة مع عمر بن الخطاب بالمدينة ، فبينما هم يمشون ، شبّ لهم سراج في بيت ، فانطلقوا يؤمّونه حتى إذا دنوا منه إذا باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط ، فقال عمر : وأخذ بيد عبد الرحمن : أتدري بيت من هذا؟ قال : لا ، قال : هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف ، وهم الآن شرب ، كما ترى ، فقال عبد الرحمن : أرى أن قد أتينا ما نهانا الله فقال : (وَلا تَجَسَّسُوا) فقد تجسسنا ، فانصرف عنهم عمر وتركهم (٦).

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ، أنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الصمد اللّبّاد الكلاعي ، قراءة عليه ، أنبأ تمّام بن محمد ، أنا أبي أبو الحسين الرازي ، أخبرني أبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدّثني علي بن الوليد ، نا المزني ، نا الشافعي ، نا عبد الوهاب ، عن محمد بن عمرو ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، أن أبا بكر

__________________

(١) بالأصل : «المدينة» والمثبت عن الإصابة.

(٢) أي مردود.

(٣) سقطت من الأصل وكتبت فوق الكلام.

(٤) سورة الحجرات ، الآية : ١٢.

(٥) الإصابة : فانصرف.

(٦) الخبر بهذه الرواية نقله ابن حجر في الإصابة ١ / ٥٣١.

٥١

الصّدّيق كان من أعبر الناس للرؤيا فأتاه ربيعة بن أمية بن خلف ، فقال : إني رأيت في المنام كأني في أرض معشبة مخصبة إذ خرجت منها إلى أرض مجدبة كالحة ، ورأيتك في جامعة من حديد عند سرير ابن أبي الحسن (١) ، فقال أبو بكر : أمّا ما رأيت لنفسك ، فإن صدقت رؤياك فستخرج من الإيمان إلى الكفر ، وأمّا ما رأيت لي فإنّ ذلك دينه جمعه الله لي في أشدّ الأشياء ، السرير ، وذلك يوم الحشر ، قال : فشرب ربيعة الخمر في زمان عمر بن الخطاب ، فهرب منها إلى الشام وهرب منها إلى قيصر ، فتنصر ومات عنده نصرانيا ، وقد روي نحو هذا المنام عن صهيب.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا بشر بن موسى بن صالح الأسدي ، نا الحميدي ، قال : قال سفيان : وثنا حصين بن عبد الرحمن ، قال : وأتي صهيب في النوم : كأن أبا بكر في جامعه وهو موثق إلى دار أبي الحشر ، فلما أصبح لقي أبا بكر فسلّم عليه أبو بكر فلم يردّ عليه صهيب ، فقال : يا صهيب أسلّم عليك فلا تردّ علي ، فقال : دعني ، قال : لتخبرني فأخبره ، فقال أبو بكر : الله أكبر ، جمع لي أمري إلى يوم الحشر ، قال الحميدي : الغل يكره والجامعة نسخت.

حدّثني أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا محمد بن عبد الله ، أنا أحمد بن محمد بن الشرقي ، نا محمد بن يحيى ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيّب ، أن عمر غرّب ربيعة بن أمية بن خلف في الخمر إلى خيبر فلحق بهرقل فتنصر ، فقال عمر : لا أغرّب بعده أحدا أبدا (٢).

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال في تسمية ولد أمية : ربيعة بن أمية لحق بالروم وتنصر.

__________________

(١) في المختصر : «ابن أبي الحشر» وفي الإصابة ١ / ٥٣١ عند سرير إلى الحشر.

(٢) الإصابة ١ / ٥٣١.

٥٢

٢١٤٠ ـ ربيعة ولقبه مسكين بن أنيف

ابن شريح بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم

ابن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم (١)

ويقال ربيعة بن عامر بن أنيف بن شريح بن (٢) عمرو بن عمرو بن زيد بن عبد الله بن عدس بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، وقيل ابن عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن عمرو بن عدس الدارمي.

شاعر شجاع من أهل العراق ، وفد على معاوية وعلى ابنه يزيد ، وحضر لبيد بن عطارد حين لطمه غلام عمرو بن الزبير ، وقال في ذلك شعرا يأتي في ترجمة لبيد.

ولقّب بمسكين لقوله (٣) :

أنا مسكين لمن أنكرني

ولم يعرفني جدّ نطق

لا أبيع الناس عرضي إنني

لو أبيع الناس عرضي لنفق

قرأت في كتاب أبي الفرح علي بن الحسين الأموي (٤) ، أخبرني هاشم بن محمّد ، نا عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ، حدّثني محمّد (٥) بن عبد الله بن مالك الخزاعي ، حدّثني عبد الله بن ياسين (٦) ، أخبرني أيوب بن أبي أيوب السعدي (٧) ، قال : قدم مسكين الدّارمي على معاوية فسأله أن يفرض له فأبى عليه ، وكان لا يفرض إلّا لليمن ، فخرج مسكين وهو يقول

أخاك أخاك إنّ من لا أخا له

كساع إلى الهيجا بغير سلاح

وان ابن عمّ المرء فاعلم جناحه

وهل ينهض (٨) البازي بغير جناح؟

__________________

(١) ترجمته في الأغاني ٢٠ / ٢٠٥ ومعجم الأدباء ١١ / ١٢٦ ، والشعر والشعراء ص ٣٤٧.

(٢) بالأصل «عن» والمثبت عن م ، وانظر جمهرة ابن حزم ص ٢٣٢.

(٣) البيتان في الأغاني ٢٠ / ٢٠٥ ومعجم الأدباء ١١ / ١٢٧.

(٤) الخبر في الأغاني ٢٠ / ٢٠٨.

(٥) سقطت من الأغاني.

(٦) الأغاني : عبد الله بن بشير.

(٧) بالأصل وم : السعيدي.

(٨) عن الأغاني وبالأصل : ينهق.

٥٣

وما طالب الحاجات إلّا مغرّر

وما نال شيئا طالب كجناح

قال السعدي (١) : فلم يزل معاوية كذلك حتى غزى اليمن وكثرت ، وضعفت عدنان فبلغ معاوية أن رجلا من أهل اليمن قال يوما : لهممت [ألّا أدع بالشام أحدا من مضر ، بل هممت](٢) ألّا أحلّ حبوتي حتى أخرج كلّ نزاريّ بالشام ، فبلغت معاوية ، ففرض من وقته لأربعة آلاف (٣) رجل من قيس سوى خندف وقدم على تفيئة (٤) ذلك عطارد بن حاجب على معاوية ، فقال له : ما فعل الفتى الدارمي الصبيح الوجه الفصيح اللسان ـ يعني مسكينا ـ؟ فقال : صالح يا أمير المؤمنين ، قال : أعلمه أني قد فرضت له فله شرف بالعطاء وهو في بلاده ، فإن شاء أن يقيم بها (٥) أو عندنا فليفعل ، فإنّ عطاءه سيأتيه ، وبشّره بأن قد فرضت لأربعة آلاف (٦) من قومه من خندف ، قال : وكان معاوية بعد ذلك يغزي اليمن في البحر ، ويغزي قيسا في البرّ. فقال شاعر اليمن (٧) :

ألا أيها القوم الذين تجمعوا

بعكّا أناس أنتم أم أباعر؟

أيترك قيسا (٨) آمنين بدارهم

وتركب (٩) ظهر البحر والبحر زاخر

فو الله ما أدري وإني لسائل

أهمدان يحمى ضيمها (١٠) أم يحابر؟

أم الشرف الأعلى من أولاد حمير

بنو مالك أن تستمرّ المرائر

أأوصى أبوهم بينهم أن تواصلوا

وأوصى أبوكم بينكم أن تدابروا

قال : ويقال : إن النجاشي قال هذه الأبيات.

وقرأت هذه القصة في كتاب آخر عن الأصبهاني ، عن أبي أحمد حبيب بن نصر المهلّبي ، عن محمّد بن عبد الله بن مالك الخزاعي بإسنادها نحوه ، وزاد بعد شعر شاعر

__________________

(١) بالأصل : السعيدي.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني.

(٣) بالأصل : ألف.

(٤) أي على إثر ذلك.

(٥) عن الأغاني ، وبالاصل «بهما».

(٦) بالأصل : ألف.

(٧) الأبيات في الأغاني ٢٠ / ٢٠٩.

(٨) الأغاني : أتترك قيس.

(٩) بالأصل : «وتركت» والمثبت عن الأغاني.

(١٠) تقرأ بالأصل : تحمس خيمنا ، والمثبت عن الأغاني.

٥٤

اليمن : فرجع إليهم جميعا عن وجههم ، وبلغ معاوية ما كان ، فدعا بهم فسكن منهم ، وقال : أنا أغزيكم في البحر لأنه أرفق من الجبل وأقل مئونة ، وأنا أعاقب بينكم في البرّ والبحر. ففعل ذلك.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن الغسّاني ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأ عبد الله بن أحمد الفرغاني ، أنا محمّد بن جرير (١) ، قال : قال هشام بن محمّد عن أبي مخنف : حدّثني منيع بن العلاء السّعدي أن مسكين بن عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن عديس كان فيمن قاتل المختار فلما هزم الناس لحق بأذربيجان بمحمّد بن عمير بن عطارد وقال :

عجبت دختنوس لما رأتني

قد علاني من المشيب خمار

فأهلّت بصوتها وأرنّت

لا تهالي قد شاب مني العذار

إن تريني قد بان غرب شبابي

وأتى دون مولدي أعمار (٢)

ابن عامين وابن خمسين عاما

أي دهر إلّا له أدهار

ليت يسعى لها وجوبتها لي

يوم قالت ألا ترم تغار (٣)

ليتنا قبل ذلك اليوم متنا

أو فعلنا ما يفعل الأحرار

فعل قوم نفاني (٤) الحين عنهم

لم أقاتل وقاتل العيزار

فتولّيت عنهم وأصيبوا

ونفاني (٥) عنهم شنار وعار

لهف نفسي على شهاب قريش

حين يؤتى برأسه المختار

يعني عمر بن سعد بن أبي وقاص.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو القاسم بن البسري ، وأبو محمّد بن أبي عثمان ، قالوا : أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن

__________________

(١) الخبر في تاريخ الطبري ٦ / ٧٠ في حوادث سنة ٦٦.

(٢) الطبري : أعصار.

(٣) في الطبري : ليت سيفي ... ألا كريم يغار.

(٤) الطبري : تقاذف الخير عنهم.

(٥) غير مقروءة بالأصل والمثبت عن الطبري.

٥٥

الصلت ، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن شباب ، حدّثني أبي ، أنا أحمد بن عبيد ، عن ابن الكلبي ، قال : لما نزلت بعبد الله بن شداد الموت دعا ابنا له فأوصاه فكان فيما أوصاه أن قال : يا بني عليك بصحبة الأخيار وصدق الحديث ، وإياك وصحبة الأشرار فإنها شنار وعار وكن كما قال مسكين الدارمي :

اصحب الأخيار وارغب فيهم

رب من صحبته مثل الجرب

وأصدق الناس إذا حدّثتهم

ودع الكذب فمن شاء كذب

رب مهزول سمين عرضه

وسمين الجسم مهزول الحسب (١)

أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة ، وقرأ عليّ إسناده ، أنبأ أبو علي الجازري :

أخبرنا أبو المعافا بن زكريا ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، حدّثني أبي ، نا أحمد بن عبيد ، قال : قال الهيثم بن عدي : قال وهب بن منبه : الأحمق إذا تكلم فضحه حمقه فذكر حكاية ، قال : وأنشد لمسكين الدارمي في ذلك (٢) :

اتّق الأحمق أن تصحبه

إنّما الأحمق كالثوب الخلق

كلما رقّعت منه جانبا

حرّكته الريح وهنا فانخرق

أو كصدع في زجاج فاحش (٣)

هل يرى صدع زجاج يتفق

وإذا جالسته في مجلس

أفسد المجلس منه بالخرق (٤)

وإذا نهنهته كي يرعوي

زاد جهلا وتمادى في الحمق

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنبأ الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان المالكي ، قال : ولمسكين الدارمي (٥) :

وإذا الفاحش لاقا فاحشا

فهناكم وافق الشيء (٦) الطّبق

__________________

(١) في الأغاني ٢٠ / ٢١١ سمين بيته وسمين البيت مهزول النسب.

(٢) الأبيات في معجم الأدباء لياقوت الحموي ١١ / ١٢٩ ـ ١٣٠.

(٣) في معجم الأدباء : زجاج بيّن

أو كفتق وهو يعيى من رتق

(٤) الخرق : الأحمق.

(٥) الأبيات في معجم الأدباء ١١ / ١٣٠.

(٦) معجم الأدباء : الشن الطبق.

٥٦

إنما الفحش ومن يعنى به (١)

كغراب الشرّ ما شاء نعق

أو حمار الشرّ (٢) إن أشبعته

رمح الناس وإن جاع نهق

أو غلام السوء إن جوّعته

سرق الجار وإن يشبع فسق

أو كغيرى رفعت من ذيلها

ثم أرخته ضرارا فانمزق

أيها السائل عما قد مضى

هل جديد مثل ملبوس خلق

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو عمر ، وعبد الوهاب بن محمّد ، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد ، نا أبو بكر عبد الله بن محمّد القرشي ، حدّثني عبد الرّحمن بن صالح الأزدي : أن رجلا من الأنصاري حدثه ، قال : قال مسكين الدارمي (٣) :

ولست إذا ما سرّني الدهر ضاحكا

ولا خاشعا ما عشت من حادث الدّهر

ولا جاعلا عرضي لمالي وقاية

ولكن أقي عرضي فيحرزه وفري

أعفّ لذي عسري وأبدي تجملا

ولا خير فيمن لا يعفّ لدى العسر

وإنّي لأستحي إذا كنت معسرا

صديقي وإخواني بأن يعلموا فقري

وأقطع إخواني وما حال عهدهم

حياء وإعراضا وما بي من كبر

فإن يك عارا ما أتيت فربما

أتى أمر يوم السوء من حيث لا تدري

ومن يفتقر يعلم مكان صديقه

ومن يحيى لا يعدم بلاء من الدّهر

فإن يك الجاني الزمان إليكم

حبيس المؤاتي في الضيعة والذخر

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم (٤) بن مجاهد ، أنبأ محمّد بن أحمد بن المسلمة في كتابه ، أنا محمّد بن عمران بن موسى إجازة ، نا أحمد بن محمّد المكي ، ثنا أبو العيناء ، نا العتبي ، قال : قال مسكين الدارمي (٥) :

رأيت زيادة الإسلام ولّت

جهارا حين ودّعنا زياد

__________________

(١) معجم الأدباء : ومن يعتاده كغراب السوء.

(٢) معجم الأدباء : «حمار السوء» ورمح : رفس.

(٣) الأبيات في معجم الأدباء ١١ / ١٢٩.

(٤) بالأصل : «دقسم» وفي م : مجاهد والمثبت عن شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عاصم ـ عائذ ٦٤٩).

(٥) البيت في الأغاني ٢٠ / ٢٠٦.

٥٧

فقال الفرزدق (١) :

أمسكين أبكى الله عينيك إنما

جرى في ضلال دمعها إذ تحدّرا

بكيت امرأ من أهل ميسان (٢) كافرا

ككسرى على عدّانه (٣) أو كقيصرا

أقول لهم لما أتاني نعيه :

به لا بظبي (٤) بالصريمة أعفرا

فقال له مسكين :

ألا أيها المرء الذي لست قائما

ولا قاعدا (٥) في القوم إلّا انبرى ليا

فجئني بعمّ مثل عمي أو أب

كمثل أبي أو خال صدق كخاليا

قال : وأنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة النحوي ، نا إسماعيل بن إسحاق الأزدي ، نا سليمان بن حرب ، نا حمّاد بن زيد ، نا المجالد ، عن الشعبي ، قال : مات زياد بالكوفة سنة ثلاث وخمسين فرثاه مسكين الدارمي فقال :

صلّى الإله على قبر وساكنه

دون الثّويّة (٦) تجري فوقه المور

أبا المغيرة والدنيا مغيّرة

إنّ امرأ غرّت الدنيا لمغرور

فقال الفرزدق لمسكين :

أمسكين أبكى الله عينيك إنما

جرى في ضلال دمعها إذ تحدّر

وذكر الأبيات.

أنبأنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي ، أنا عبد الله بن عبد الرزاق بن عبد الله بن الفضيل ، أنا محمّد بن أحمد بن أبي الصقر ، أنا محمّد بن المغلّس ، أنا الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرّع ، نا محمّد بن حميد ، عن عمه ، قال : قال مسكين الدارمي :

__________________

(١) الأبيات في ديوانه ١ / ٢٠٦ والأغاني ٢٠ / ٢٠٦.

(٢) كورة بين البصرة وواسط.

(٣) العدان : الزمان ، أي على زمانه وعهده.

(٤) قوله : «به لا بظبي» مثل يضرب عند نعي العدو ، وهو دعاء لهم في الشماتة.

(٥) في الأغاني : لست قاعدا ولا قائما.

(٦) الثوية : موضع قريب من الكوفة (معجم البلدان).

٥٨

ناري ونار الجار واحدة

وإليه قبلي تنزل القدر (١)

قالت امرأته : صدقت والله لأن القدر له ، وأنت لا قدر لك ، وقد روي هذا البيت لحاتم الطائي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، وأبو المعالي الحسين بن حمزة والسلميون ، قالوا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي ، أنبأ أبو بكر الخرائطي قال : أقرأني أبو جعفر العدوي لحاتم طيّىء (٢) :

ناري ونار الجار واحدة

وإليه قبلي تنزل القدر

ما ضرّ جارا لي أجاوره

أن لا يكون لبابه ستر

أغضي إذا ما جارتي برزت

حتى تواري (٣) جارتي الخدر

٢١٤١ ـ ربيعة بن الحارث بن عبيد ، ويقال ابن عبد الله بن الحارث

أبو زياد الجبلاني (٤) الحمصي القاضي

قدم دمشق ، وحدث بها وبحمص : عن جعفر بن عبد الله السالمي ، وعتبة بن السكن ، وأبي القاسم عبد الله بن عبد الجبار الخبائري (٥) ، ومحمّد بن زياد صاحب لهشيم ، وأحمد بن الفرج ، وسليمان بن سلمة ، وأحمد بن حنبل وغيرهم.

روى عنه : أبو الميمون بن راشد ، ومحمّد بن محمّد بن أبي حذيفة ، ومحمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس ، والحسن بن أحمد بن غطفان ، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي القاضي ، والقاضي أبو العباس أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير الذّهلي ،

__________________

(١) البيت في الشعر والشعراء ص ٣٤٨.

(٢) الأبيات في الشعر والشعراء منسوبة لمسكين ص ٣٤٨ وفي معجم الأدباء ١١ / ١٣٢ منسوبة أيضا لمسكين الدارمي.

والأول والثاني في الأغاني ٢٠ / ٢١٤ لمسكين أيضا. وفي ديوان حاتم ط بيروت قصيدة على هذا الروي وفيها بيتان روايتهما قريبة من البيت الثاني والثالث وروايتيهما :

وما ضرّ جارا يا ابنة القوم فاعلمي

يجاورني ، ألا يكون له ستر

بعيني عن جارات قومي غفلة

وفي السمع مني عن حديثهم وقر

(٣) في الشعر والشعراء : «أعمى» بدل «أغضي» ، و «يغيب» بدل «تواري».

(٤) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى جبلان بطن من حمير قبيلة بحمص.

(٥) مهملة بدون نقط ، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب ، ذكره السمعاني وترجم له.

٥٩

وأبو عبد الرّحمن التاني ، وأبو عوانة الإسفرايني ، ويعقوب بن أحمد بن ثوابة الحضرمي الحمصي ، ومحمّد بن يوسف بن بشر الهروي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ تمام بن محمّد ، أنبأ أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زياد ربيعة بن الحارث الجبلاني الحمصي بدمشق ، نا جعفر بن عبد الله السالمي ، نا إسماعيل بن عياش ، عن عبد الله بن دينار ، عن الزّهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، قال : سدل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ناصيته ما شاء الله ثم فرق [فرق](١) أهل الكتاب.

قال تمام : هو عبد الله بن دينار الحمصي.

٢١٤٢ ـ ربيعة بن درّاج بن العنبس بن وهبان

ابن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص

القرشي الجمحي (٢)

رأى أبا بكر الصديق ، وحدث عن عمر بن الخطاب.

روى عنه : عبد الله بن محيريز ، والزّهري.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر ، أنا أبو محمّد بن علي ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ أبو علي بن المذهب ، قالا : أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدّثني أبي ، ثنا سكن بن نافع الباهلي ، نا صالح ، عن الزّهري ، حدّثني ربيعة بن درّاج : أن علي بن أبي طالب سبّح بعد العصر ركعتين في طريق مكة ، فرآه عمر فتغيظ عليه ثم قال : أما والله لقد علمت أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عنهما (٤) [٤١٨٠].

قال : وحدّثني أبي ، نا الحسن بن يحيى ، أنا ابن المبارك ، نا معمر ، عن الزّهري ، عن ربيعة بن درّاج : أن عليا صلّى بعد العصر ركعتين فتغيّظ عليه عمر وقال : أما علمت

__________________

(١) زيادة عن مختصر ابن منظور ٨ / ٢٧٧.

(٢) ترجمته في الإصابة ١ / ٥٠٧.

(٣) الخبر في مسند الإمام أحمد ١ / ١٧.

(٤) في المسند : عنها.

٦٠