تاريخ مدينة دمشق - ج ١٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد (١) ، قال في الطبقة الثانية من أهل الكوفة : زاذان أبو عمر مولى كندة ، روى عن علي ، وعبد الله ، وسلمان ، والبراء بن عازب ، وعبد الله بن عمر ، وكان ثقة قليل الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق ، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٢) ، قال في الطبقة الثانية [من] تابعي أهل الكوفة : زاذان أبو عمر مولى كندة ، توفي زمن الحجاج بعد الجماجم ، روى عن علي وعبد الله.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي النّرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد أحمد ، ومحمّد بن الحسن الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٣) ، قال : زاذان أبو عبد الله مولى كندة ، سمع من (٤) ابن مسعود ، وعليا (٥) وابن عمر ، روى عنه (٦) ذكوان أبو صالح ، وعبد الله بن السائب ، وعمرو بن مرّة ، قال أبو نعيم : نا أبو مسلمة (٧) الصائغ سمع أبا رجاء الأحمسي عن زاذان أبي عمر : سئل علي عن درهمين بدرهم طيب؟ فقال : ردّه. وقال عمر بن حفص عن أبيه ، عن الأعمش ، حدّثني حبيب ، عن زاذان عن علي : الصاع بالصاعين الربا العجلان ، وقال الثوري وشعبة عن حبيب عن رجل عن علي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي الأصفهاني إجازة ، قال : وأنا أبو طاهر محمّد بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٦ / ١٧٨.

(٢) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٢ / ١ / ٤٣٧.

(٤) سقطت من البخاري وم.

(٥) كذا ، إن حذفنا «من» تصح.

(٦) بالأصل : «عن» والصواب عن البخاري.

(٧) البخارى وم : سلمة.

٢٨١

محمّد بن أبي حاتم (١) ، قال : زاذان أبو عمر مولى كندة كوفي ، روى عن علي وابن مسعود والبراء بن عازب ، وابن عمر ؛ روى عنه عمرو بن مرّة ، والمنهال بن عمرو ، وحبيب بن أبي ثابت ، وذكوان أبو صالح ، وعطاء بن السائب ، سمعت أبي يقول ذلك ، قال أبو محمّد : روى عنه أبو اليقظان عثمان بن عمير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، نا مسلم بن الحجّاج ، قال ابن عمر : زاذان عن علي ، وعبد الله ، روى عنه هلال بن يساف (٢) ، وعثمان بن عمير.

قرأت على الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله :

أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله زاذان عن ابن (٣) مسعود ، روى عنه عبد الله ابن السائب ليس به بأس ، وقال في موضع آخر منه : أبو عمر زاذان.

أخبرنا إبراهيم بن يعقوب ، حدّثني عبد الله بن يوسف ، أنا عيسى ، نا هارون بن عنبرة ، نا زاذان أبو عمر ، قال : دخلت على ابن مسعود.

وقرأت على الفضل أيضا ، عن محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، أنا محمّد بن حمّاد ، قال : أبو عمر زاذان الكندي ، روى عنه المنهال بن عمرو.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر بن سوار ، وأبو الحسين بن الطّيّوري ، قالا : أنا أبو الفرج الطناجيري ، أنا حكيم الدارمي ، أنا عبد الملك بن بدر ، أنا أبو بكر أحمد بن هارون ، قال في الطبقة الثانية من الأسماء المنفردة وهم التابعون : زاذان أبو عمر يروي عن علي ، وعبد الله ، روى عنه عبد الله بن السائب ، كوفي ، وقد سمي زاذان غيره وهو ابن فرّوخ.

__________________

(١) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٦١٤.

(٢) بالأصل : يساق وفي م : سياق.

(٣) بالأصل وم : «أبي» خطأ.

٢٨٢

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن الحاكم ، قال : أبو عمر ، ويقال أبو عبد الله زاذان الكندي مولاهم الكوفي ، سمع علي بن أبي طالب ، وابن مسعود ، وابن عمر ، ليس بالمتين عندهم ، روى عنه هلال بن يساف (١) ، وحبيب بن أبي ثابت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن الحسن ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : زاذان أبو عمر الكندي مولاهم سمع علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمر ، روى عنه ذكوان أبو صالح ، وعبد الله بن السائب ، وعمرو بن مرّة ، وغيرهم وكان ثقة. نزل بالكوفة ، وذكر أنه ورد بغداد ، ووقف على الصراة. وقد سقنا الخبر بذلك في أول الكتاب عند ذكر سليمان بن صرد الخزاعي.

أنبأنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد ، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد بن موسى الشاموخي (٣) ، أنا عمر بن محمّد بن سيف ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا أحمد بن عبد الجبار الدارمي ، نا أبي عن سهل بن شعيب ، عن زياد بن أبي زياد ، عن أبي هاشم الرّمّاني ، قال (٤) : قال زاذان ـ أراه كذا قال سهل : ـ كنت غلاما حسن الصوت جيد الضرب بالطنبور ، وكنت أنا وصاحب لي في رابعة وعندنا نبيذ لنا وأنا أغنيهم (٥) إذ مرّ عبد الله بن مسعود فلما سمع الصوت دخل علينا فضرب الباطية (٦) برجله فأكفأها وانتزع الطنبور من يدي فضرب بن الأرض فكسره ، ثم قال : لو كان ما أسمع من حسن صوتك هذا يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت قال : ثم مضى ، قلت لأصحابي : من هذا الذي فعل؟ قالوا : هذا عبد الله بن مسعود ، قال : فألقى الله في نفسي التوبة ، فسعيت وأنا أبكي فلما بلغ الباب أراد أن يدخل فأخذت

__________________

(١) بالأصل : يساق وفي م : ساق.

(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٤٨٧.

(٣) بالأصل «الساموحي» والمثبت والضبط عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى شاموخ وهي قرية بنواحي البصرة ، ذكره السمعاني وترجم له ترجمة قصيرة.

(٤) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ٤ / ٢٨١.

(٥) بالأصل : أعينهم ، والمثبت عن السير.

(٦) بالأصل : الباطنية ، والصواب ما أثبت عن السير ، وبهامشها : المناجود وهو كل إناء يجعل فيه الخمر.

٢٨٣

بثوبه فالتفت إليّ فقال : من أنت؟ قلت : أنا صاحب الطنبور ، فأقبل عليّ فاعتنقني وبكى ، ثم قال : مرحبا بمن يحبه الله. اجلس مكانك ، قال : ثم دخل فأخرج إليّ تمرا فقال : كل من هذا التمر ولو كان غيره أخرجته إليك.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان التميمي قراءة عليه ، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي ، قراءة عليه ، نا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن موسى الحسيني ، نا أبو عسار ، حدّثني عطاء بن مسلم الخفّاف ، عن العلاء بن المسيّب ، عن شريك البرجمي ، عن أبي عمر ، قال : قال علي (١) : يا أبا عمر تدري على كم افترقت النصارى؟ قال : قلت : الله أعلم ، قال : على ثنتين وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلّا واحدة في الناجية. تدري على كم افترقت هذه الأمة؟ قال : قلت : الله أعلم قال : تفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلّا واحدة في الناجية ، قال : وتفترق فيّ اثنتا عشرة (٢) فرقة قال : قلت : وأنت تفترق فيك؟ قال : نعم ، يا أبا عمر وتفترق فيّ اثنتا عشرة (٣) فرقة كلها في الهاوية إلّا واحدة في الناجية ، وإنك من تلك الواحدة ، وتلك الواحدة.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنّا ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن بيري ، وعن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد الأزدي ، أنا علي بن محمّد بن خزفة (٤) ، قالا : أنا محمّد بن الحسين ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا أبي ، نا حميد بن عبد الرّحمن الرّؤاسي ، نا حسن بن صالح ، عن موسى الذي كان في جهينة عن طلحة بن عبد الله ، عن زاذان قال : أخذت من أم يعقوب تسبيحا لها فلما أتيت على علي قال لي : يا أبا عمر ردّ على أم يعقوب تسبيحها.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الحسن (٥) بن علي ، أنا أبو عمر بن

__________________

(١) في مختصر ابن منظور : قال علي يا أبا عمر ، تدري على كم افترقت اليهود؟ قال : قلت : الله أعلم ، قال : على واحدة وسبعين فرقة ، كلها في الهاوية إلّا واحدة في الناحية ... والباقي كالأصل.

(٢) بالأصل : «اثنى عشر ... اثنا عشر».

(٣) بالأصل : «اثنى عشر ... اثنا عشر».

(٤) بالأصل : «حرفة» والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مرّ.

(٥) بالأصل : «أبي محمد بن الحسن» خطأ حذفنا «بن» فهي مقحمة.

٢٨٤

حيّوية ، أنا أحمد (١) بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٢) ، نا الفضل بن دكين ، نا عبد الله بن عمرو بن مرّة ، قال : سمعت عنترة قال : أخبرني زاذان أنه دخل على عبد الله وقد سبقه الناس بالمجلس فقال له : أديت أصحابك الخير (٣) ، فقال له : ادنه فاجلسني إلى جنبه.

أنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ح.

وأنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب ، قالا : حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عيسى بن يونس ، عن هارون بن عنبرة ، عن عبد الله بن السائب ، نا زاذان أبو عمر قال : دخلت على عبد الله بن مسعود ، فوجدت أصحاب الخزّ واليمنة (٤) قد سبقوني إلى المجلس ـ وقال ابن حيّوية : المجالس ـ فناديته يا عبد الله ـ زاد بن حيّوية : بن مسعود ، وقالا : ـ من أجل أني رجل أعجمي أقصيتني وأدنيت هؤلاء؟ [قال :] ادن. وقال ابن حيّوية : ادنه ـ فدنوت ـ زاد ابن المنتاب منه وقالا : ـ حتى ما كان بيني وبينه جليس ، فسمعته يقول : يؤخذ بيد العبد والأمة يوم القيامة فينصب ـ وقال ابن حيّوية : فينصبان ـ على رءوس الأولين والآخرين ، ثم ينادي مناد : هذا فلان بن فلان ، فمن كان له قبله حق فليأت إلى حقه ، فتفرح المرأة أن يدور لها الحق على أبيها ـ زاد ابن المنتاب : أو ابنها أو ـ وزاد ابن حيّوية : على وقال ـ أخيها أو زوجها ثم قرأ عبد الله : (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ)(٥) فيقول الرب تبارك وتعالى : ائت هؤلاء حقوقهم ، فيقول : يا رب من أين أوتيهم؟ فيقول للملائكة : خذوا من أعمالهم الصالحة وأعطوا كل إنسان بقدر ماله ، فإن كان وليا ـ وقال ابن حيّوية : فإن يكن كان وليا ـ لله عزوجل فضلت له مثقال حبة من خردل ، ضاعفها الله له حتى يدخل الجنة ـ وقال ابن حيّوية : حتى يدخله به الجنة ـ ثم قرأ عبد الله ـ زاد ابن المنتاب : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ ، وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها) ـ ثم اتفقا فقالا : ـ (وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً

__________________

(١) بالأصل وم : «محمد» والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ١٧٨.

(٣) في طبقات ابن سعد : «فقال له : أدنيت أصحاب الخزّ» وهي أظهر.

(٤) كذا ، وفي مختصر ابن منظور ٨ / ٣٧٢ «اليمنية» وهي برود منسوبة لليمن وبدون إعجام في م.

(٥) سورة المؤمنون ، الآية : ١٠١.

٢٨٥

عَظِيماً)(١) وإن كان عبدا شقيا قالت الملائكة : ربنا فنيت (٢) حسناته ويبقى طالبون كثير ، فيقول : خذوا من أعمالهم السيئة فأضيفوها إلى عمله السيئ ، ثم صكّوا له صكا إلى ـ قال ابن حيّوية : ثم صكوا به صكا ـ [إلى النار](٣).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني شفاها ، ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي ، ورشأ بن نظيف ، قالا : أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطّرسوسي ، أنا محمّد بن محمّد بن داود ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (٤) ، ثنا عقبة بن قبيصة ، أنا أبي ، عن سفيان ، عن عبد الله بن السائب ، قال : سمعت زاذان يقول : سمعت من عبد الله أشياء ما أحدا يسألني عنها.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السماك ، أنا حنبل بن إسحاق ، نا قبيصة ، حدّثنا سفيان ، عن عبد الله بن السائب ، قال : سمعت زاذان يقول : سمعت من عبد الله أشياء ما أحد يسألني عنها.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو الفضل بن البقال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السماك ، أنا حنبل بن إسحاق ، نا قبيصة ، نا سفيان ، عن عبد الله بن السائب ، عن زاذان قال : لقد سألت عبد الله عن أشياء ما سألت عنها.

قرأت على أبي عبد الله بن البنا عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن بيري ، وعن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنا علي بن [خزفة](٥) ، قالا : نا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا ابن أبي الأصبهاني ، أنا وكيع ، عن علي بن صالح ، عن زبيد ، قال : رأيت زاذان يصلّي قائما كأنه خشبة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الرّحمن

__________________

(١) سورة النساء ، الآية : ٤٠.

(٢) مهملة بالأصل ورسمها : «ملب» والمثبت عن م.

(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر ، وفيه أيضا مستدركة بين معكوفتين.

(٤) بالأصل وم : «حراس» والصواب ما أثبت ، وقد مرّ.

(٥) بياض بالأصل مقدار كلمة والمثبت عن م.

٢٨٦

السّلمي ، أنا أبو إسحاق بن رجاء الرارى (١) ، أنا أبو الحسن .... (٢) ، ثنا عمرو بن علي أبو حفص ، نا أبو داود ، نا علي بن صالح ، عن زبيد (٣) ، قال : رأيت زاذان يصلّي قائما كأنه جذع قد حفر له (٤).

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٥) ، حدّثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمّد بن إسحاق ، ثنا سوار العنبري ، نا عبد الله بن داود ، عن علي بن صالح ، عن زبيد ، قال : رأيت زاذان يصلّي كأنه جذع وقد حفر له.

قال (٦) : ونا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، ثنا محمّد بن أحمد بن خلف ، نا إسحاق بن منصور السلولي ، نا محمّد بن طلحة ، عن محمّد بن جحادة ، قال : كان زاذان يبيع الكرابيس (٧) فكان إذا جاءه الرجل أراه شرّ الطرفين وسامه سومة واحدة.

قال (٨) : وحدّثنا عبد الله بن محمّد ، نا أحمد بن علي بن الجارود ، نا أبو سعيد الأشج ، نا عبد الله بن إدريس ، عن أبيه ، عن عبد الله بن أبي كثير ، قال : كان زادان يخرج يوم العيد فيتخلّل الطريق ويكبر ويذكر الله حتى يأتي المصلّى.

قال (٩) : وحدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، نا محمّد بن أحمد (١٠) بن سليمان الهروي ، نا يحيى بن السري ، نا أبو محمّد الضرير ، نا ابن (١١) نمير ، قال : قال الوليد : [قال] زاذان يوما : إني جائع فسقط عليه من الرّوزنة رغيف مثل الرحا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور عن عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا داود بن عمرو ، نا مبارك بن سعيد بن مسروق ، نا سالم بن أبي

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل.

(٢) كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.

(٣) مهملة بالأصل بدون نقط ، والصواب ما أثبت عن م.

(٤) سير الأعلام ٤ / ٢٨١.

(٥) حلية الأولياء ٤ / ١٩٩.

(٦) المصدر نفسه.

(٧) الكرابيس : الثياب القطنية.

(٨) الحلية ٤ / ١٩٩ وسير الأعلام ٤ / ٢٨١.

(٩) الحلية ٤ / ١٩٩ وسير الأعلام ٤ / ٢٨١.

(١٠) في الحلية : محمد.

(١١) عن الحلية وبالأصل : أبو نمير.

٢٨٧

حفصة ، عن زاذان أبي عمر : أنه كان يبيع الثياب فكان إذا نشر الثوب ناول شرّ الطرفين.

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي ، أنا أبو بكر الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) ، نا أبو بكر الحميدي ، نا سفيان ، قال : سمعت عطاء بن السائب قال : كان زاذان إذا نشر الثوب ناول المشتري أحد (٢) الشقين فساوم سومة واحدة ، قال سفيان : وأحسب عطاء قد ذكره عن ميسرة (٣) وسالم البراد أو أحدهما.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٤) ، نا أحمد بن علي المطيري ، نا عبد الله بن الدّورقي (٥) ، نا يحيى بن معين ، نا عمار بن محمّد ابن أخت (٦) سفيان عن عمارة بن أبي حفصة ، قال : كان زاذان إذا نشر الثوب بدأ بأردأ الطرفين.

قال : ونا أبو أحمد (٧).

وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو سعيد الماليني ، أنا أبو أحمد بن عدي (٨) ، نا عمران بن موسى ، نا محمّد بن أبي خلف ، نا إسحاق بن منصور ، نا محمّد بن طلحة ، عن محمّد بن جحادة ، قال : كان زاذان يبيع الكرابيس ، وكان إذا جاءه الرجل أراه شرّ الطرفين وسامه سومة واحدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا إسماعيل : أخبرنا حمزة ، نا أبو أحمد (٩) ، نا محمّد بن الحسن بن محمّد بن زياد بحلب ، نا عبد الله بن عمر الخطابي ، قال : ونا علي بن سعيد بن بشر (١٠) وخالد بن النّضر ، قالا : أنا عمرو (١١) بن علي ، نا أمية بن

__________________

(١) كتاب المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٧٨.

(٢) في المعرفة والتاريخ : أردأ.

(٣) ميسرة أبو صالح ، مولى كندة انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (مصورة ط الهند ١٠ / ٣٨٧).

(٤) الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٣ / ٢٣٧.

(٥) رسمها بالأصل : «الدودمي» والصواب عن ابن عدي.

(٦) بالأصل : «أحب» والصواب عن ابن عدي.

(٧) الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٣ / ٢٣٧.

(٨) الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٣ / ٢٣٧.

(٩) الكامل لابن عدي ٣ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧.

(١٠) في ابن عدي : «بشير» انظر ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ١٤٥.

(١١) بالأصل : «عمر» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١١ / ٤٧٠.

٢٨٨

خالد ، أنا شعبة ، قال : قلت للحكم : ما لك لم تحمل عن (١) زاذان؟ قال : كان كثير الكلام.

أخبرنا أبو محمّد بن طاهر بن سهل ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا علي بن طلحة بن محمّد المقرئ ، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي ، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش (٢) ، نا أبو حفص عمرو بن علي ، نا أمية بن خالد ، عن شعبة قال : قلت للحكم بن عتيبة [لما] لم ترو عن زاذان؟ قال : كان كثير الكلام.

أخبرنا بها عالية أبو الأعز قراتكين بن الأسعد (٣) ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص عمرو بن علي ، حدّثني أمية بن خالد ، حدّثني شعبة ، قال : قلت للحكم : ما لك لم تحمل عن زاذان؟ قال : كان كثير الكلام.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد (٤) ، نا علي بن أحمد بن سليمان ، والحسين بن الضّحّاك ، قالا : ثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم ، نا نعيم بن حمّاد ، نا عبد الله بن إدريس ، عن شعبة ، قال : سألت سلمة بن كهيل عن زاذان فقال : أكثر على نفسه وأبو البختري أحبّ إليّ منه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي ، نا عبد الله بن إدريس.

وأخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، أنا أبو أحمد (٥) ، نا يعقوب بن إبراهيم الأكفاني ، نا أبو كريب ، نا ابن إدريس.

وأنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو

__________________

(١) عن ابن عدي ، بالأصل «عن».

(٢) بالأصل : «حراس» والصواب ما أثبت وقد مرّ.

(٣) بالأصل : «الأسد» والصواب ما أثبت والسند معروف.

(٤) الكامل لابن عدي ٣ / ٢٣٧ وسير الأعلام ٤ / ٢٨١.

(٥) الكامل لابن عدي ٣ / ٢٣٧.

٢٨٩

عمرو بن السماك ، نا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو الفضل عبد الله ، قال : بلغني عن ابن إدريس.

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا محمّد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد ، أنا الأحوص بن مفضّل بن غسان ، نا أبي ، نا أحمد بن حنبل ، قال : أخبرت عن ابن إدريس.

وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسن بن المفضّل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا عبد الله بن إدريس ، عن شعبة ، قال : سألت الحكم ـ زاد المفضّل : بن عتيبة ـ عن زاذان فقال : أكثر وسألت سلمة بن كهيل فقال : أبو البختري ـ زاد المفضل : الطائي وقالا : ـ أعجب ـ وقال ابن أبي شيبة أحبّ ـ إليّ منه.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد بقراءتي عليه ، عن أبي الحسن بن الطّيّوري ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر (٢) بن حيّوية قراءة ، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، قال : سمعت أبا طالب يسأل يحيى بن معين عن زاذان أبي عمر فقال : ثقة ، وسألته عن حميد بن هلال؟ فقال : ثقة ، لا يسأل عن مثل هؤلاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٣) ، قال : وزاذان قد روى عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منهم ابن مسعود ، وتاب ، زاذان على يديه ، وروى عن أبي هريرة ، وعبد الله بن عمر ، وسلمان الفارسي ، وأحاديثه لا بأس بها إذا روى عنه ثقة ، وكان يبيع الكرابيس بالكوفة ، وإنما رماه من رماه بكثرة كلامه ، ولم أذكر من حديثه شيئا لأجل الطول (٤).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا هبة الله بن إبراهيم ، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد.

__________________

(١) المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٩٥.

(٢) بالأصل «عمرو» خطأ ، وقد مرّ.

(٣) الكامل لابن عدي ٣ / ٢٣٧.

(٤) ابن عدي : لأن لا يطول.

٢٩٠

أخبرني محمّد بن إبراهيم بن هشام عن أبيه عن محمّد بن عمر ، قال : زادان أبو عمر الفارقي مولى لكندة ، أدرك عمر ، وكان من أصحاب عبد الله ، وكان من شيعة علي ، هلك في سلطان عبد الملك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأ أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا عثمان بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد ، نا الهيثم بن عدي ، قال : ومات زاذان أبو عمر مولى كندة بعد الجماجم.

قرأت على أبي غالب [بن] البنّا عن الحسن بن علي ، أنا أبو عمر (١) بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين (٢) بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، قال : وتوفي زاذان بالكوفة أيام الحجاج بن يوسف بعد الجماجم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط ، قال (٤) : وفيها ـ يعني سنة اثنتين وثمانين ـ مات أبو وائل وزاذان.

٢٢٢٤ ـ زاذان مولى عثمان بن عفان

كانت له قطيعة بدمشق ذكر ذلك أبو الحسن الرازي من مشيخته من أهل دمشق ، ولا أعرف زاذان هذا إلّا من هذا الوجه.

__________________

(١) بالأصل وم «عمرو» خطأ ، وقد مرّ والسند معروف.

(٢) بالأصل : «الحسن» والصواب ما أثبت عن م.

(٣) طبقات ابن سعد ٦ / ١٧٩.

(٤) تاريخ خليفة بن خياط ص ٢٨٨ وفيه أنهما ماتا بعد الجماجم.

٢٩١

ذكر من اسمه زامل

٢٢٢٥ ـ زامل بن عتيك الجذامي

ممن شهد صفّين ، وخرج من دمشق مع معاوية وقتل يومئذ ، فارس شاعر.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي ، نا إبراهيم بن الحسين الكسائي ، نا يحيى بن سليمان الجعفي ، نا نصر بن مزاحم (١) ، نا عمرو بن شمر (٢) ، قال : قال جابر الجعفي : خرج إليه ـ يعني إلى الأشتر ـ زامل بن عتيك الجذامي (٣) فشدّ عليه وهو يقول :

يا صاحب السيف الخصيب المضرب (٤)

وصاحب الجوشن (٥) ذاك المذهب

هل لك في طعن غلام محرب

يحمل رمحا مستقيم الثعلب

قال : وشد على الأشتر (٦) فطعنه على الجوشن فصرعه ، وشد الأشتر بسيفه فكسف (٧) قوائم الفرس ، ثم ضربه بالسيف فقتله وهو يقول :

لا بدّ من قتلي أو من قتلكا

__________________

(١) انظر وقعة صفّين لنصر ابن مزاحم ص ١٧٦.

(٢) بالأصل : «بشر» خطأ والصواب ما أثبت ، انظر لسان الميزان ٤ / ٣٦٦ وفي م : «عمر بن نشر».

(٣) في وقعة صفّين : «الحزامي» وفيه ص ١٧٤ زامل بن عبيد الحزامي.

(٤) في وقعة صفّين : المرسب.

(٥) الجوشن : زرد يلبس على الصدر.

(٦) بالأصل وم : الأسير ، والصواب ما أثبت ، وقد مرّ.

(٧) عن وقعة صفين ، وبالأصل : «مسف» والكف : القطع.

٢٩٢

قتلت منهم (١) خمسة من قبلكا

كلهم كانوا حماة مثلكا

٢٢٢٦ ـ زامل بن عفير

ويقال ابن عقيل الطائي ، شاعر جاهلي أغير عليه ، فهرب من بلاد قومه إلى الشام ، واتصل بالحارث الأكبر الغسّاني ، وقال فيه شعرا يذكره بنفسه : وهو :

أبلغ الحارث المردد في المجد

وفي المكرمات حدّا فحدا

وإن أرباب واطئ العقر والأر

جب والمالكين غورا ونجدا

إني ناظر إليك ودوني

غائيات غادرن مدى بعدا

أراك بارك سوي كريم

ناعم البال من مراح ومعدا

غير أن الأوطان تجتذب المرء

إليها الهوى وإن عاش كدا

ويأتي بالشام معتدي

حسرات يعددن قلبي فدا

ليس يستعذب الغريب مقاما

في سوى أرضه وإن نال جدا

ذكر ذلك أبو بكر بن دريد ، عن السكن بن سعيد ، عن محمّد بن عبّاد ، عن الكلبي.

٢٢٢٧ ـ زامل بن عمرو السّكسكي الحبراني الحميري الحمصي (٢)

أمير دمشق وحمص من قبل مروان بن محمّد.

روى عن أبيه عن جده ، وله صحبة ، وعن عريب الحبراني ، وشهاب بن عبد الله الخولاني.

روى عنه : سعيد بن أبي هلال ، والزّبيدي ، وعمر بن محمّد بن صهبان.

ذكر أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبيد ، نا هارون بن إسحاق ، نا يحيى بن

__________________

(١) في صفين : «منكم».

والخمسة الذين قتلهم : صالح بن فيروز العكي ، ومالك بن أدهم السلماني ، ورياح بن عتيك الغساني ، والأجلح بن منصور الكندي (ابن مزاحم ص ١٧٤).

(٢) ترجمته في الوافي بالوفيات ١٤ / ١٦٤.

والحبراني بضم الحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة والراء المهملة والنون ، نسبة إلى حبران ، هو حبران بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس من اليمن. (الأنساب).

٢٩٣

بكير ، حدّثني ليث ، عن خالد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زامل بن عمرو السّكسكي أن مخبرا أخبره عن أبي الدّرداء قال : أقبلت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما حتى وقف على أصحاب اللحم فقال : «لا تخلطوا ميتا بمذبوح ، والناس قريب عهد بجاهلية. سبعا احفظوهن عني : لا تحتكروا ، ولا تناجشوا ، ولا تلقّوا الركبان ، ولا يبيع (١) حاضر لباد (٢) ، ولا يبيع (٣) رجل على بيع أخيه حتى يذر ، ولا يخطب على خطبة أخيه ، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفئ إناءها ولتنكح ، فإنّ لها ما كتب الله لها» [٤٢٥٦].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمّد بن يزيد قاضي حلب بدمشق ، نا أبو عبد الله أحمد بن علي بن سهل المروزي بحلب ، نا علي بن الجعد ، نا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن الشّعبي ، عن صعصعة بن صوحان ، قال : سمعت زامل بن عمرو (٤) الجذامي (٥) يحدّث عن ذي الكلاع ، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنما يبعث المسلمون على النيات» المحفوظ : المقتتلون (٦) [٤٢٥٧].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا أنبا أبو الحسين الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب (٧) ، أنا أبو الحسن إجازة.

وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي (٨) ، أنا أبو الحسن بن جوصا ، قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة : زامل بن عمرو من اليمن حمصي ، وولّاه مروان بن محمّد دمشق بعد مقتل الوليد ـ يعني ابن يزيد ـ.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن

__________________

(١) كذا والصواب : يبع وإعجامها مضطرب في م.

(٢) بالأصل وم : «حاضر الباد» والصواب ما أثبت.

(٣) كذا والصواب : يبع وإعجامها مضطرب في م.

(٤) بالأصل : «عمر» والصواب ما أثبت ، وهو صاحب الترجمة.

(٥) كذا ورد بالأصل هنا وفي م : زامل بن عمر الحداني.

(٦) اللفظة غير منقوطة بالأصل ورسمها غير واضح ، والذي أثبت عن موسوعة أطراف الحديث ٣ / ٥٥٤.

(٧) بالأصل : «غياث» والصواب ما أثبت عن م.

(٨) بالأصل وم : «الكلاعي» خطأ ، والصواب ما أثبت ، قياسا إلى سند مماثل.

٢٩٤

الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسن الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، نا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (١) : زامل بن عمرو (٢) السكسكي يعدّ في الشاميين عن عريب الحبراني ، روى عنه سعيد بن أبي هلال ، والزبيدي ، وتابعه ابن أبي حاتم (٣).

٢٢٢٨ ـ زائدة بن قدامة بن مسعود الثقفي

ابن عم المختار بن أبي عبيد بن مسعود كوفي سمع ابن عمر ، ووفد على يزيد بن معاوية.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد الرّحمن بن أحمد ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير الطبري (٤) ، قال : حدث عن هشام بن محمّد ، قال : قال أبو مخنف (٥) قال : النضر بن صالح : كانت الشيعة تشتم (٦) المختار وتعتبه (٧) لما كان منه في أمر الحسن بن علي يوم طعن بمظلم ساباط ، فحمل إلى أبيض المدائن (٨) ، حتى إذا كان زمن الحسين ، وبعث الحسين مسلم بن عقيل إلى الكوفة ، نزل دار المختار وهي اليوم دار سالم (٩) بن المسيّب ، فبايعه المختار ابن أبي عبيد فيمن بايعه من أهل الكوفة ، وناصحه ودعا إليه من أطاعه حتى خرج ابن عقيل ، ثم خرج والمختار في قبة له فجاءه خبر ابن عقيل عند الظهر أنه قد ظهر بالكوفة ولم يكن خروجه يوم خرج على ميعاد من أصحابه إنما خرج حين قيل له إن هانئ بن عروة المرادي ، قد ضرب وحبس ، فأقبل المختار في مواليه حتى انتهى إلى باب الفيل بعد المغرب ، وقد عقد عبيد الله بن زياد

__________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٤٤٣.

(٢) عن البخاري وبالأصل «عمر».

(٣) انظر الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٦١٧.

(٤) الخبر في تاريخ الطبري ٥ / ٥٦٩.

(٥) عن الطبري وبالأصل : أبو محيف.

(٦) بالأصل : «سمر» والصواب عن الطبري.

(٧) بالأصل : «و؟؟؟ عسد» والصواب عن الطبري ، وفي ابن الأثير : وتعيبه.

(٨) انظر معجم البلدان ٥ / ٧٤.

(٩) في الطبري : «سلم» وفيه ج ٥ / ٣٥٥ «مسلم».

٢٩٥

لعمرو بن حريث راية على جميع الناس ، وأمره أن يقعد لهم في المسجد ، فلما جاء المختار فوقف على باب الفيل مر به هانئ بن أبي حيّة الوادعي (١) فقال للمختار (٢) : مما وقوفك هاهنا ، لا أنت مع الناس ولا أنت في رحلك ، فقال : أصلح (٣) رأي مرتجيا لعظيم خطابكم فقال له : أظنك والله قاتلا نفسك ، ثم دخل على عمرو بن حريث فأخبره بما قال للمختار وما ورد عليه المختار.

[قال أبو مخنف :] فأخبرني النضر بن صالح ، عن عبد الرّحمن بن أبي عمير الثّقفيّ ، قال : كنت جالسا عند عمرو حين بلّغه هانئ بن أبي حيّة (٤) عن المختار هذه المقالة ، قال : قم إلى ابن عمك فأخبره أن صاحبه لا يدرى أين هو ، فلا يجعلن على نفسه سبيلا ، فقمت لآتيه ، ووثب إليه زائدة (٥) بن قدامة بن مسعود فقال له : يأتيك على أنه آمن؟ فقال له عمرو بن حريث : أما من قبلي فهو آمن ، وإن رقّي إلى الأمير عبيد الله بن زياد شيء من أمره قلت له بمحضره الشهادة ، وشفعت له أحسن الشفاعة ، فقال له زائدة بن قدامة : لا يكون مع هذا إن شاء الله إلّا خير.

قال عبد الرّحمن : فخرجت ومعي زائدة إلى المختار ، فأخبرناه بمقالة ابن أبي حيّة (٦) وبمقالة عمرو بن حريث ، وناشدناه بالله لا يجعل على نفسه سبيلا. فجلس إلى ابن حريث فسلّم عليه وجلس تحت رأسه حتى أصبح ، وتذاكر الناس أمر المختار وفعله فمشى عمارة بن عقبة بن أبي معيط بذلك إلى عبيد الله بن زياد ، فذكر له ، فلما ارتفع النهار فتح باب عبيد الله بن زياد ، وأذن للناس ، فدخل المختار فيمن دخل ، فدعاه عبيد الله بن زياد وقال له : أنت المقبل في المجموع لتنصر ابن عقيل فقال : لم أفعل ، ولكني أقبلت فنزلت تحت راية عمرو بن حريث ، وبتّ معه وأصبحت ، فقال له عمرو : صدق أصلحك الله ، قال : فرفع القضيب ، واعترض به وجه المختار فخبط به عينيه (٧)

__________________

(١) بالأصل : «الوادع» والصواب عن الطبري.

(٢) بالأصل : المختار ، والمثبت عن الطبري.

(٣) في الطبري : أصلح رأيي مرتجا لعظم خطيئتكم.

(٤) الطبري : «حية» وقد مضى قريبا «حية».

(٥) بالأصل : «زايد» والمثبت عن الطبري.

(٦) الطبري : «حية» وقد مضى قريبا «حية».

(٧) الطبري : عينه.

والشتر : انقلاب جفن العين من أعلى إلى أسفل وتشنجه.

٢٩٦

فشترها وقال : أولى لك ، أما والله لو لا شهادة عمر ولك لضربت عنقك ، انطلقوا به إلى السجن ، فانطلقوا به إلى السجن فحبس فيه فلم يزل في السجن حتى قتل الحسين. ثم إن المختار بعث إلى زائدة بن قدامة فسأله [أن يسير](١) إلى عبد الله بن عمر فيسأله أن يكتب له إلى يزيد بن معاوية. فيكتب (٢) له إلى عبيد الله بن زياد بتخلية سبيله ، فركب زائدة إلى عبد الله بن عمر فقدم عليه فبلّغه رسالة المختار ، وعلمت صفية أخت المختار بحبس أخيها وهي تحت عبد الله بن عمر ، فبكت وجزعت فلما رأى ذلك عبد الله بن عمر كتب مع زائدة إلى يزيد بن معاوية : أما بعد ، فإن عبيد الله بن زياد حبس المختار وهو صهري ، وأنا أحب أن يعافا ويصلح ، فإن رأيت رحمنا الله وإياك أن تكتب إلى ابن زياد فتأمره بتخليته فعلت ، والسلام عليك.

فمضى زائدة على رواحله بالكتاب ، حتى قدم به على يزيد بالشام ، فلما قرأه ضحك ثم قال : يشفع أبا عبد الرّحمن ، وأهل ذلك [هو](٣) فكتب له إلى عبيد الله بن زياد : أما بعد ، فخلّ سبيل المختار بن أبي عبيد حين تنظر في كتابي ، والسلام عليك.

فأقبل به زائدة حتى دفعه إلى ابن زياد ، فدعا ابن زياد بالمختار ، فأخرجه ثم قال : قد أجّلتك ثلاثا فإن أدركتك بالكوفة بعدها فقد برئت منك الذمة. فخرج إلى رحله. وقال ابن زياد : والله لقد اجترأ عليّ زائدة (٤) حيت ترحّل إلى أمير المؤمنين حتى يأتيني بالكتاب بتخلية رجل ، قد كان من شأني أن أطيل حبسه ، عليّ به ، فمرّ به عمرو بن نافع أبو عثمان ـ كاتب ابن زياد ـ وهو يطلب ، فقال : النجا بنفسك ، واذكرها يدا لي عندك.

قال : فخرج زائدة فتوارى يومه ذلك ثم إنه خرج في أناس من قومه حتى أتى القعقاع بن شور الذّهلي ، ومسلم بن عمرو الباهليّ ، فأخذا له من ابن زياد الأمان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أبو عبد الله النهاوندي ، نا أحمد بن عمران الانساني ، نا موسى بن زكريا التّستري ، نا خليفة بن خياط العصفري (٥) ، قال : ثم خرج شبيب ـ يعني ـ ابن يزيد الخارجي ـ عن الكوفة فوجّه

__________________

(١) الزيادة المستدركة عن الطبري.

(٢) عن الطبري وبالأصل : فكتب.

(٣) الزيادة المستدركة عن الطبري.

(٤) بالأصل : زيادة» والصواب عن الطبري.

(٥) تاريخ خليفة بن خياط ص ٢٧٥ حوادث سنة ٧٦.

٢٩٧

إليه (١) الحجّاج زائدة بن قدامة الثقفي في جمع كثير فالتقوا بأسفل الفرات فقتل زائدة يعني سنة ست وسبعين.

٢٢٢٩ ـ زائدة بن نعمة بن نعيم بن نجيح (٢)

أبو نعمة القشيري المعروف بالمحفحف (٣)(٤)

شاعر ، قدم دمشق ومدح بها أتابك (٥) ولقيته بالرافقة ، وأنشدني شيئا من شعره.

حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن المحسّن (٦) بن أحمد السلمي ـ من لفظه ، وكتبه لي بخطه ـ قال (٧) : المحفحف شاعر بدوي كثير الشعر ، نقي الألفاظ مختارها ، مستطرف المعاني ، قليل اللحن ، حسن الفن ، يمدح من العرب السادات وأهل البيوتات ، وله في صدقة بن مزيد ما شئت من القصائد الناصعة والمعاني الرائعة ، وصل إلى دمشق وأنشد أتابك قصيدة نونية ، وخلع عليه خلعة تامة ، وحمله على فرس عتيق ، ورأيته بحلب في مجلس الملك رضوان ، وهو ينشده قصيدة منها قوله لناقته :

لا راحة لك يا زيد ولا سنة

ولا لنا أن نرى السلطان في حلبا

أنا المظفّر رضوان الذي أمنت

به البريّة لما خافت العطبا

الواهب المنعم الحضر التي عظمت

والجرد والمرد والهندية القضبا

سحابة تذهب العدم المضرّ بنا

وتمطر الفضّة البيضاء والذهبا

وتوقد الحرب في أعدائه فترى

عظامهم لا تني في قعرها حطبا

فالدهر يخدمه والنصر يقدمه

والله يولى عداه الويل والحربا

يا ابن الأولى ملكوا الدنيا وعمّ

جميع ما خولوه العجم والعربا

__________________

(١) بالأصل : «فوجد ابنه الحجاج» ولا معنى لها ، والصواب عن تاريخ خليفة.

(٢) بالأصل : «بحبح» والمثبت عن بغية الطلب وم.

(٣) في بغية الطلب : والوافي بالوفيات : المجفجف وفي م : المحيحف.

(٤) ترجمته في معجم الأدباء ١١ / ١٥٤ وبغية الطلب ٨ / ٣٧٣٨ والوافي بالوفيات ١٤ / ١٦٨.

وفي معجم الأدباء : التستري بدل القشيري.

ونص الصفدي في الوافي : المجفجف بجيمين وفاءين.

(٥) هو طغتكين صاحب دمشق.

(٦) بالأصل : «الحسن» والصواب ما أثبت «المحسّن» عن بغية الطلب وفهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة ٧ / ٤٢٩).

(٧) الخبر والشعر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٨ / ٣٧٣٨ ـ ٣٧٣٩.

٢٩٨

قوم مناقبهم لمّا مضوا بقيت

تخالها (١) في سماء السؤدد الشهبا

لهم من الله نصر لا يعبّهم

ومدحهم جمّل الأشعار والخطباء

إنّي أتيتك لا أبغي سواك حيا

ولا أرى في بلاد الله مضطربا

ومن أتاك طليحا (٢) طالبا جدة

فإنه بالغ مما بغى الأربا

فأعطاه وخوّله وأجزل صلته وجمّله.

أنشدني أبو نعمة زائدة بن نعمة بن نعيم بن نجيح القسري المعروف بالمحفحف لنفسه بالرافقة (٣) :

أهند على ما كنت تعهدها هند

أم استبدلت بعدي وغيّرها البعد

بلى غير شك إنها قد تبدّلت

لأنّ الغواني لا يدوم لها عهد

كما لم يدم عصر الشباب ولا الصبا

ولا ماكث في غير أيامه الورد

وعندي من الآراء والعزم صارم

متى أنتضيه ليس ينبو له حدّ

أتيتك يا بن الفضل من آل مزيد

ويا بن الألى ما فوق مجدهم مجد

وقد حكمت كل الملاحم أنه

على الجانب السّعدي طالعك السعد

وقلنا بأرض الجامعين وبابل

وقد أفسدت فيها الأعاريب والكرد

ألا فتنحّوا عن دبيس وداره

فلا بدّ من أن يظهر الملك الجعد (٤)

ويجعله يوما عبوسا عصبصبا

بقتل العدى حتى يشيب له المرد

فلم يقبلوا منا وكانت ضلالة

ومن ضلّ في الدنيا فليس له رشد

وأنشدنا أبو نعمة لنفسه (٥).

أصبح الرّبع من سميّة خالي

غير (٦) هين وناشط وغوال

وثلاث كأنهن حمام

في رمال وأشعث الرأس بال

__________________

(١) عن بغية الطلب وبالأصل تجالها.

(٢) يعني المتعب والضعيف المهزول.

(٣) الأبيات في بغية الطلب ٨ / ٣٧٤٠ وبعضها في الوافي بالوفيات.

(٤) يعني الكريم.

(٥) الأبيات في بغية الطلب ٨ / ٣٧٤٠ ـ ٣٧٤١ ومعجم الأدباء ١١ / ١٥٤ ـ ١٥٥.

(٦) في بغية الطلب : غير هيق وناشط وغزال.

والناشط : الثور الوحشي الذي يخرج من أرض إلى أرض.

٢٩٩

هللته الرياح مما توالي

نسجها بالغدوّ والآصال

برّح غربلت حصاه فأمسى

خالصا وحده بلا غربال

من قبول ومن دبور نوج (١)

وجنوب ومن صبا وشمال

يجلب الغيث غير ريب حياه

لرسوم الديار والاطلالي

كلّ بيت من الربيع وزهر

مثل جيد من العرائس حالي

أو كذا الذي عهدن لديه

في ظلال الخيام أو في الحجال

كل براقة الثنايا ترانا

برقيق العروق (٢) عذب زلال

وكان الغمام من بعدوهن

مازحته بقرقف (٣) جريال

تظني الشيب بعد طول مشيب

والكريم الحليم بعد اكتهالي

كنت في عينها كمرود كحل

صرت في عينها كشوك السّبال

حيث صار السواد مني بياضا

وتبدّلت أرذل الإبدال

فإذا الخيل أصبحت بي قياما

صافنات وأينقي وجمال

بجناب بن سالم وحماه

احتمى جانبي وجاهي ومالي

مثل ما كنت في عراق دبيس

لم تكن تخطر الهموم ببالي

فإذا ساءلت قريش بمصر

ونمير ابن عامر كيف حالي

وكلاب وفتية من عقيل

ورجال ببرقة من هلال

كان رد الجواب إني بخير

ما عدت مالكا صروف الليالي

٢٢٣٠ ـ زائدة بن هارون بن عفّان البيروتي

حدّث بمكة عن أبيه.

روى عنه : أبو عبد الرّحمن السّلمي الصوفي.

__________________

(١) معجم الأدباء : سنوح.

(٢) في بغية الطلب ومعجم الأدباء : «الغروب» وهو الريق.

(٣) القرقف : الخمر ، والجريال : لونها ، وهو في الأصل : صبغ أحمر. وفي معجم الأدباء : مازجته.

٣٠٠