تاريخ مدينة دمشق - ج ١٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

الأصمعي عن حمّاد بن سلمة ، قال : أراد أبو العالية سفرا ، فسمع رجلا يقول : يا متوكل ، فأقام.

أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن طاهر بن سعيد ، أنا محمّد بن سعدان الفارسي ، أنا أبو الحسن علي بن بكران الصوفي ، أنا أبو الحسن علي الديلمي قال : وسمعته ـ يعني أبا عبد الله بن خفيف ـ يحكي عن أبي العالية الرّياحي قال : وقع في رجله الأكلة (١) فقالوا : يحتاج يقطع ، فأبى عليهم فارتفع إلى ساقه ، فقيل له إن لم تقطعه ارتفع إلى فخذك ومتّ فتكون قاتل نفسك ، فقال : إن كان ولا بد فاحضروا إلي قارئا ، فإذا رأيتموني قد احمرّ لوني وحددت بصري فافعلوا ما بدا لكم ، فأحضر له قارئ ، فقرأ فحدّد بصره واحمرّ لونه فقاموا فوضعوا على رجله المنشار فقطعوه وهو على حالته ، فلما أفاق سألوه : هل ألمت به؟ فقال : شغلني برد محبة الله عن حرارة سكّينه ، ثم أخذ رجله فقال : إن سألني الله يوم القيامة هل مسست بها منذ أربعين سنة في شيء لم أرضه فقلت : لا ، وأنا صادق.

وأخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو محمّد المصري ، أنا أبو بكر الدّينوري ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا روح بن عبادة ، عن هشام بن أبي عبد الله ، عن جعفر بن ميمون ، عن أبي العالية قال : سيأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن وتبلى كما تبلى ثيابهم لا يجدون له حلاوة ولا لذاذة ، إن قصروا عن ما أمروا به قالوا : إن الله غفور رحيم ، وإن عملوا ما نهوا عنه قالوا : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ)(٢) أمرهم كله طمع ليس معه خوف ، لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب ، أفضلهم في أنفسهم المداهن.

أخبرنا أبو طالب بن يونس وأبو نصر بن البنّا إجازة ، قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر (٣) بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين (٤) بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٥) ، نا يحيى بن خليف ، نا أبو خلدة ، قال : قال أبو العالية : لما كان زمن

__________________

(١) الأكلة كفرحة داء في العضو يأتكل منه.

(٢) سورة النساء ، الآية : ١١٦.

(٣) بالأصل : «عمرو» خطأ ، والمثبت عن م.

(٤) بالأصل : «الحسن» والصواب ما أثبت عن م.

(٥) طبقات ابن سعد ٧ / ١١٤.

١٨١

علي ومعاوية وإني لشابّ القتال أحب إليّ من الطعام الطيب ، فتجهّزت بجهاز حسن حتى أتيتهم فإذا صفّان ما ترى طرفاهما ، إذا كبر هؤلاء كبر هؤلاء ، وإذا هلك هؤلاء هلك هؤلاء. قال : فراجعت نفسي ، فقلت : أي الفريقين أنزله كافرا ، وأي الفريقين أنزله مؤمنا؟ أو من أكرهني على هذا؟ فما أمسيت حتى رجعت وتركتهم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن محمّد بن علي السيرافي (١) ، أنا أحمد بن إسحاق ، أنا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط (٢) ، أنا أبو داود وغيره عن أبي خلدة ، عن أبي العالية ، قال : لما كان زمن علي ومعاوية أتيتهم فإذا صفان لا يرى طرفاهما إذا كبر هؤلاء ، كبر هؤلاء وإذا هلك هؤلاء هلك هؤلاء فقلت : أي الفريقين تراه كافرا ، أي الفريقين تراه مؤمنا؟ فلم أمس حتى رجعت.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم (٣) ، نا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، نا سوار (٤) بن عبد الله العنبري (٥) ، نا أبو داود الطيالسي ، نا أبو خلدة ، عن أبي العالية ، قال : لما كان قتال علي ومعاوية كنت رجلا شابا فتهيأت سلاحي ولبست سلاحي فأتيت القوم فإذا صفّان لا يرى طرفاه (٦) ، فتلوت هذه الآية (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ)(٧) قال : فرجعت وتركتهم (٨).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي وأبو عبد الله يحيى بن الحسن بن أحمد ، قالا : أنا أبو محمّد الصيرفي ، أنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد الكتاني ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد ، نا أبو جهنة ، نا عبد الرّحمن ، نا أبو خلدة ، قال : سمعت أبا العالية يقول : حدّثوا القوم ما حملوا قال : قلت : ما حملوا؟ قال : ما نشطوا.

__________________

(١) بالأصل السراقي والصواب ما أثبت «السيرافي» وفي م كالأصل.

(٢) لم أجد الخبر في تاريخ خليفة ولا في طبقاته.

(٣) بالأصل «إبراهيم» والصواب ما أثبت ، «أبو نعيم» والخبر بهذا السند في بغية الطلب ٨ / ٣٦٨٠ نقلا عن أبي نعيم ، وهو في حلية الأولياء ٢ / ٢١٩ وفي م : إبراهيم.

(٤) بالأصل «مسور» والمثبت عن الحلية وابن العديم وفي م : ميسور.

(٥) بالأصل : «العتيهي» والمثبت عن المصدرين السابقين ومهملة بدون نقط في م.

(٦) عن الحلية وبالأصل «فيكون».

(٧) سورة النساء ، الآية : ٩٣.

(٨) عن الحلية وابن العديم : وبالأصل : فتركهم.

١٨٢

قال : ونا أبو جهينة عن جرير ، عن ليث ، قال : كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي وعمي أبو بكر ، قالا : نا سفيان بن عيينة ، عن عاصم ، قال : كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام (١).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا فيما قرأت عليه عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف ، أنا عمر بن أحمد بن شاهين.

وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الحسن بن الطّيّوري ، أنا أبو الفتح الدّاراني ، أنا أبو حفص بن شاهين ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص العطار.

وأخبرنا أبو عبد الله أيضا ، أنبأنا أبو الحسين ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد المخرّمي ، نا إسماعيل بن محمّد الصفار ، قالا : أنا العباس بن محمّد بن حاتم ، نا عبد الله بن محمّد بن حميد بن أبي الأسود ، أنا عبد الرّحمن بن مهدي ، عن نعيم التميمي ، عن عاصم الأحول ، قال : كان أبو العالية إذا اجتمع عليه أربعة قام وتركهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر النافذ ، نا أبو حبيب العباس بن محمّد بن أحمد بن عيسى المتوني ، نا رزين بن السحت ، نا يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله الحضرمي المقرئ ، نا حمّاد ، عن حميد أو غيره قال : دفع أنس بن مالك إلى أبي العالية تفاحة كانت في يده فجعل يقلبها ويقول : تفاحة مستها كف ، مستها كف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه ، نا الحسين بن إدريس ، نا محمّد بن عبد الله بن عمار ، ثنا وكيع ، عن خالد بن دينار ، قال : قال أبو العالية : ما مسست ذكري منذ ستين سنة أو سبعين سنة بيميني (٢).

__________________

(١) انظر بغية الطلب ٨ / ٣٦٨٦.

(٢) الخبر في الحلية ٢ / ٢١٩ وسير الأعلام ٤ / ٢١٠.

١٨٣

أخبرناه أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (١) البنّا ، أنبأ أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون ، أنا أحمد بن سليمان بن زيّان (٢) الكندي ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا وكيع عن (٣) خالد بن دينار ، قال : سمعت أبا العالية يقول : ما مسست ذكري بيميني منذ ستين سنة أو سبعين سنة.

أخبرنا أبو البركات ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل أحمد بن الحسن الباقلانيان ، قالا : أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان ، نا أبي ، نا جرير ، عن مغيرة ، قال : أول من أذّن وراء نهر (٤) بلخ أبو العالية لما قطعوا النهر تغفل الناس فأذّن.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران.

أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفار ، نا أحمد بن منصور ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن عاصم الأحول ، قال : سمعت أبا العالية يقول : أنتم أكثر صياما وصلاة ممن كان قبلكم ، ولكن الكذب قد جرى في ألسنتكم (٥).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو سعد الماليني.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن مسعدة ، قالا : أنا [أبو] أحمد بن عدي الحافظ (٦) ، نا محمّد (٧) بن يحيى بن الحسين العمي ، نا عبيد الله العبسي (٨) ، نا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، قال : قال رفيع أبو

__________________

(١) بالأصل وم «بن» والصواب ما أثبت ، وقد مرّ هذا السند كثيرا.

(٢) بالأصل رسمها : «ريان» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٣٧٨.

(٣) بالأصل وم «بن».

(٤) بالأصل وم : «ورا بهلح» كذا ، والصواب عن مختصر ابن منظور ٨ / ٣٣١ ، وفي الحلية وبغية الطلب : وراء النهر.

(٥) الخبر في سير الأعلام ٤ / ٢١٠.

(٦) الكامل لابن عدي ٣ / ١٦٣ والزيادة منا للإيضاح.

(٧) اللفظتان : «محمد بن» استدركتا عن هامش الأصل.

(٨) ابن عدي : العشي.

١٨٤

العالية : إني لأرجو أن لا يهلك عبد بين نعمتين (١) ، نعمة يحمد الله علينا ، وذنب يستغفر الله منه.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم (٢) ، نا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا علي بن مسلم ، نا روح ، ثنا أبو خلدة ، قال : كان أبو العالية إذا دخل عليه أصحابه يرحب بهم ثم يقرأ : (وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) ، الآية (٣).

قال (٤) : ونا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، نا عبد الله بن سعيد بن الوليد ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن سلام ، نا محمّد بن مصعب ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، قال : إن الله تعالى قضى على نفسه أن من آمن به هداه ، وتصديق ذلك في كتابه (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)(٥) ومن توكل عليه كفاه ، وتصديق ذلك في كتاب الله : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)(٦) ومن أقرضه جازاه وتصديق ذلك في كتاب الله : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ)(٧) ومن استجاره من عذابه أجاره ، وتصديق ذلك في كتاب الله : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً)(٨) والاعتصام الثقة بالله ، ومن دعاه أجابه وتصديق ذلك في كتاب الله : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ)(٩).

قال (١٠) : ونا أحمد بن جعفر بن معبد ، نا أبو بكر بن النعمان ، نا محمّد بن سعيد بن سابق ، نا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، قال : اعمل بالطاعة وأجب عليها من عمل بها ، وأجتنب المعصية وعاد عليها من عمل بها ، فإن شاء

__________________

(١) سقطت من ابن عدي.

(٢) حلية الأولياء ٢ / ٢٢١.

(٣) سورة الأنعام ، الآية : ٥٤.

(٤) القائل أبو نعيم ، انظر الحلية ٢ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ وسير الأعلام ٤ / ٢١١.

(٥) سورة التغابن ، الآية : ١١.

(٦) سورة الطلاق ، الآية : ٣.

(٧) سورة البقرة ، الآية : ٢٤٥.

(٨) سورة آل عمران ، الآية : ١٠٣.

(٩) سورة البقرة ، الآية : ١٨٦.

(١٠) انظر حلية الأولياء ٢ / ٢١٨.

١٨٥

الله عذّب أهل معصيته وإن شاء غفر لهم.

أخبرنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنا إجازة ، قالا : قرئ على أبي محمّد الحسن بن علي بن أبي عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين (١) بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٢) :

أخبرنا المنهال بن بحر القشيري ، نا أبو خلدة ، قال : كنت عند أبي العالية قاعدا إذ جاء غلام له بمنديل قند سكّر مختوم ، ففضّ الخاتم وأعطاه عشر سكرات ، وقال : لو جاءني (٣) لم يخني بأكثر (٤) من هذا. أمرنا أن نختم على الرسول والخادم لكي لا نظنّ (٥) بهم ظنا سيئا.

أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح ، وأبو الحسن بن أبي طالب ، أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمّد بن عمرو الأحمس بالكوفة ، نا الحسن بن حميد بن الربيع ، نا عثمان بن محمّد.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٦) ، نا عثمان بن أبي شيبة (٧) ، نا ابن إدريس ، عن شعبة [عن](٨) عبد الله بن سعيد (٩) ، عن محمّد بن سيرين ، قال : ثلاثة يصدقون من حدثهم (١٠) أنس وأبو العالية والحسن.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، نا أبو بكر الخطيب.

وأخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله بن

__________________

(١) بالأصل وم : «الحسن» خطأ.

(٢) طبقات ابن سعد ٧ / ١١٥.

(٣) في ابن سعد : «خانني» وهي الظاهر.

(٤) عن ابن سعد ، وبالأصل : أكثر.

(٥) عن ابن سعد ، وبالأصل : ظن.

(٦) كتاب المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٥.

(٧) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل : ابن أبي سلمة.

(٨) زيادة لازمة.

(٩) المعرفة والتاريخ : صبيح.

(١٠) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل : حديثهم.

١٨٦

جعفر ، نا يعقوب (١) ، نا عثمان ، نا جرير ، عن رجل ، عن عاصم الأحول ، عن ابن سيرين قال : لا تحدّثني عن الحسن ولا أبي العالية بشيء (٢) فإنهما لا يباليان عن من أخذا (٣) الحديث.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الواحد بن أحمد بن شماس ، أنا الحسين بن أحمد بن أبي ثابت ، أنا زكريا بن يحيى السّجزي (٤) ، أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا جرير ، عن رجل ، عن عاصم ، قال لي محمّد بن سيرين إذا حدثتني (٥) فلا تحدّثني عن رجلين من أهل البصرة : الحسن وأبي العالية وإنهما كانا لا يباليان ممن أخذ عليهما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي ، أنا محمّد بن عمر ، نا محمّد بن عبد الله بن محمّد بن إسماعيل ، قال : قرأت على أحمد بن محمّد بن هارون ، قلت له : أخبرك إبراهيم بن الجنيد الجيلي ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا جرير ، عن رجل ، عن عاصم قال : قال لي ابن سيرين : لا تحدّثني عن أبي العالية والحسن فإنهما كانا لا يباليان عن من أخذا (٦) ـ يعني ـ لسلامتهما وحسن ظنهما بالناس.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي ، أنا أبو بكر البيهقي.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن هبة الله ، قالا : أنا أبو الحسن بن الفضل القطان ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا سليمان بن حرب ، نا حمّاد ، عن ابن عون ، عن محمّد بن سيرين ، قال : كنا هاهنا ثلاثة يصدّقون كل من حدثهم (٧) ، قال سليمان : كأنه كره ذلك لهم ، أراد الحسن وأبا العالية ورجلا آخر.

__________________

(١) كتاب المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٦.

(٢) تقرأ بالأصل : شيء ، ومهملة بدون إعجام في م والصواب عن المعرفة والتاريخ.

(٣) بالأصل «أخذ» وفي م : أحد والصواب عن المعرفة والتاريخ.

(٤) بالأصل : الشجري ، والصواب ما أثبت مهملة في م.

(٥) بالأصل وم : حدثني.

(٦) بالأصل وم : أخذ.

(٧) بالأصل وم : «حديثهم» والصواب ما أثبت.

١٨٧

وأخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو بكر ، أنا أبو الحسين ، أنا عبد الله ، أنا يعقوب (١) ، نا محمّد بن منصور الطوسي ، نا يحيى بن أبي بكير (٢) ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن يزيد ، قال : كان ثلاثة من أصحابنا إذا سمعوا الحديث رفعوه : الحسن وأبو العالية وآخر.

الرجل الثالث الذي لم يسمّه هو حميد بن هلال.

أخبرنا أبو غالب بن البنا فيما قرأت عليه عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف ، أنبأ أبو حفص بن شاهين.

وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الفتح الرزاز ، أنا أبو حفص [بن] شاهين ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص.

وأخبرنا أبو عبد الله أيضا ، أنا أبو الحسين ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا عثمان بن محمّد المخرّمي ، نا إسماعيل بن محمّد الصفار ، قالا : أنا العباس بن محمّد الدوري ، نا أبو بكر بن أبي الأسود ، أخبرني داود بن إبراهيم ، أنا وهيب ، أخبرني ابن عون ، عن محمّد بن سيرين ، قال : كان أربعة يصدّقون من حدثهم ولا يبالون ممن سمعوا الحديث : الحسن وأبو العالية وحميد بن هلال ، ولم يذكر الرابع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام ، قالا : أنا أبو محمّد الصيرفي ، أنا أبو القاسم بن حبّابة ، نا أبو القاسم البغوي ، ثنا عباس بن محمّد ، نا أبو بكر بن أبي الأسود ، ثنا داود بن إبراهيم ، نا وهيب ، ثنا بن عون ، قال : كان الحسن وأبو العالية وحميد بن هلال يصدّقون من حدثهم (٣) ولا يبالون ممن سمعوا.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مدرك ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، ثنا حرملة بن يحيى ، قال : سمعت الشافعي يقول : حديث أبي العالية الرياحي ـ رياح ـ قال : أعني

__________________

(١) المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٣ ـ ٤٤.

(٢) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل : بكر.

(٣) بالأصل وم : «حديثهم» والصواب ما أثبت.

١٨٨

الذي يروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الضحك في الصلاة : أن على الضحاك الوضوء.

أخبرنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنا في كتابيهما ، قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر (١) بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين (٢) بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا الفضل (٤) بن دكين ، نا أبو خلدة ، قال : كان كفن أبي العالية عند بكر بن عبد الله قميصا مكفوفا مزرورا (٥) وكان يلبسه كل ليلة أربعة وعشرين ، ومن الغد من رمضان ثم يردّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني العباس بن يزيد البصري ، نا يعلى بن عبد الرّحمن العنبري ، ثنا سيار بن سلامة ، قال : دخلت على أبي العالية في مرضه الذي مات فيه فقال : إن أحبّه إلى أحبّه إلى الله عزوجل.

وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمّد ، وأبو محمّد أحمد بن محمّد بن أبي عثمان ، قالا : أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن الحسن الخلّال ، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمّد صاحب أبي صخرة ، نا علي بن مسلم الطوسي ، نا عمر بن محمّد هو ابن أبي رزين ، نا سعيد ، عن قتادة : أن أبا العالية لما حضره الموت بذل دراهم ورقا فكره أن يموت وهي ورق فأمر أن يجعلوها برا.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، نا أبو علي بن الصّوّاف ، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد ، قال : قال الهيثم : مات [أبو] العالية الرياحي في سلطان الحجاج.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب ، حدّثني أحمد بن منيع ، ثنا أبو قطن ، ثنا أبو خلدة ، قال : قال أبو العالية : يصيبني إلى الهلال أمر شديد لم يصبني مثله قال : فقالت

__________________

(١) بالأصل وم : «أبي عمرو» والصواب ما أثبت ، وقد مرّ.

(٢) بالأصل وم : «الحسن».

(٣) طبقات ابن سعد ٧ / ١١٦.

(٤) بالأصل وم : «المفضل» والصواب عن ابن سعد.

(٥) بالأصل : «مزورا» والصواب عن ابن سعد ، وفيه : قميص مكفوف مزرور.

١٨٩

امرأته تزعم أنك تموت ، قال : رأيتني آكل رطبا وعنبا لم آكل مثله قط ، قال : فمات بعد الهلال يوم الثالث من شوال.

قال : وحدّثنا يعقوب ، ثنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم ، عن أبي قطن ، نا أبو خلدة ، قال : سمعت أبا العالية يقول : يصيبني إلى هلال ـ يعني ما لم يصبني قط ـ يعني الموت ، قال : فمات في شوال سنة تسعين.

قال : ونا يعقوب ، ثنا سلمة ، ثنا أحمد ، ثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم بن قطن القطعي ، ثنا أبو خلدة ، عن أبي العالية ، قال : مات في شوال يوم الاثنين سنة تسعين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، نا شجاع بن علي ، أنبأ محمّد بن إسحاق ، أنبأ محمّد بن يعقوب ، ومحمّد بن عبد الله بن يوسف ، قالا : أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا أبي.

وأخبرنا أبو بكر بن المزرفي (١) ، ثنا أبو بكر بن الخطيب. أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه ، وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنا أبو الحسين بن بشران ، قالا : أنا أبو عمرو بن السماك ، ثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ، نا أبو قطن ، ثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال : مات في شوال يوم الاثنين سنة تسعين ، وليس في رواية أبي الفتح : يوم الاثنين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، ثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، ثنا أبو زرعة ، قال : قال أحمد بن حنبل ، عن عمرو بن الهيثم ، عن أبي خلدة : أن أبا العالية مات في شوال سنة تسعين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأ أبو الفضل ، أنبأ أبو العلاء ، أنبأ أبو بكر البابسيري ، أنبأ أبو أمامة ، أنبأ أبي ، قال : قال أبو زكريا.

قال : وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنبأ أبو الحسن السفار ، وأبو محمّد بن بالويه ، قالا : ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، قال : سمعت عباس بن محمّد يقول : سمعت يحيى يقول : مات أبو العالية سنة تسعين ، زاد عباس : قال يحيى : أبو العالية الرياحي اسمه رفيع.

__________________

(١) بالأصل بالقاف ، والصواب المزرفي بالفاء.

١٩٠

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنبأ أحمد بن محمّد الكلاباذي ، قال : قال خليفة : مات أبو العالية في شوال سنة ثلاث وتسعين (١) ، قاله البخاري [في] الكبير والصغير.

وقال أحمد عن أبي قطن : حدّثناه أبو خلدة بهذا ، وقال الذّهلي : ثنا أحمد بن حنبل ، ثنا أبو قطن مثله ، وقال : سنة تسعين ، ولم يقل : ثلاث وتسعين ، وقال : كان الواقدي توفي في ولاية الحجاج.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ، أنبأ أبو الحسن علي بن عبد الله الهمداني ، أنبأ أبو عبد الله محمّد بن الحسين بن عمر اليمني ، أنبأ أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السلام الجيري ، حدّثنا الحسين بن نصر بن المعاول ، ثنا أحمد بن صالح ، ثنا أبو نعيم ، قال : قلت لأبي خلدة سنة ثنتين وستين ومائة : مذ كم مات أبو العالية قال : مذ ستين ، فعلى هذه الرواية يكون موته سنة ثنتين ومائة.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر ، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، أنبأ المدائني ، قال : مات أبو العالية الرياحي سنة ست ومائة (٢).

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماني ، أنبأ نعمة الله بن محمّد الزيدي ، ثنا أحمد بن محمّد بن عبد الله ، ثنا محمّد بن أحمد بن سليمان ، أنبأ سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني عمي أبو بكر الحسن بن سفيان ، ثنا محمّد بن علي بن عمر [ثنا] روّاد بن الجرّاح ، عن محمّد بن إسحاق ، قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : أبو العالية الرياحي رفيع بن مهران أعتقته امرأة من بني رياح سائبة ، توفي أبو العالية سنة إحدى عشرة ومائة (٣)(٤).

__________________

(١) لم يرد الخبر في كتابي خليفة المطبوعين : التاريخ والطبقات.

(٢) وهمه الذهبي في قوله (سير الأعلام ٤ / ٢١٣).

(٣) انظر تهذيب التهذيب ٢ / ١٦٨ وصحح ابن حجر وفاته سنة تسعين.

(٤) زيد في م : آخر الجزء الخامس عشر بعد المائتين.

١٩١

[ذكر من اسمه](١) ركز

٢١٩٠ ـ ركز بن أبي سهم الهلالي

ويقال ركز اللهالي ، كان على ميسرة الضحاك بن قيس (٢) الفهري يوم مرج (٣) راهط حين قاتل مروان بن الحكم ، وقتل ركز يومئذ ، وسيأتي ذكره في ترجمة الضحاك بن قيس.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح.

(٢) العبارة بالأصل مضطربة ونصها : «كان على مسيرة ابن قيس الضحاك» وفي م : ميسرة الضحاك الهري يوم محرج راهط ولعل الصواب ما قررناه.

(٣) بالأصل وم : «مخرج» والصواب ما أثبت ، وقد مضى التعريف به.

١٩٢

[ذكر من اسمه](١) ركن

٢١٩١ ـ ركن بن عبد الله بن سعد

أبو عبد الله ربيب (٢) مكحول (٣)

حدّث عن مكحول.

روى عنه : عبد الصمد بن النعمان ، وآدم بن أبي إياس ، وشبابة بن سوّار ، وأبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني النحوي ، ويحيى بن عبد ربه السمسار ، وأبو جابر محمّد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ أبو طالب بن غيلان ، نا أبو بكر الشافعي ، نا محمّد بن غالب ، حدّثني عبد الصمد ، ثنا ركن أبو عبد الله ، عن مكحول ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ذراري المسلمين يوم القيامة تحت العرش ، شافع ومشفّع ، من لم يبلغ اثنتي (٤) عشرة سنة ، ومن بلغ ثلاث عشرة (٥) سنة فعليه وله» (٦) [٤٢٢٧].

قال : وثنا محمّد بن غالب ، حدّثني عبد الصمد ، ثنا ركن أبو عبد الله ، عن مكحول ، عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا

__________________

(١) ما بين معكوفين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح.

(٢) بالأصل وم : «زيد بن مكحول» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٨ / ٣٣٢.

(٣) ترجمته في ميزان الاعتدال ٢ / ٥٤ وسماه ركن الشامي ، والكامل لابن عدي ٣ / ١٦٠ ولسان الميزان ٢ / ٤٦٢ وتاريخ بغداد ٨ / ٤٣٥.

(٤) بالأصل : اثني عشر.

(٥) بالأصل : عشر.

(٦) الخبر في ميزان الاعتدال ٢ / ٥٤.

١٩٣

إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» [٤٢٢٨].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (١) ، ثنا ابن قتيبة ، ثنا عبد العزيز بن هبّار ، ثنا آدم أبو الحسن بن ناهية (٢) ـ أبو أياس ، اسمه ناهية (٣) ـ ثنا ركن بن عبد الله الشامي ، عن مكحول ، عن أبي أمامة الباهلي ، قال : قلت : يا رسول الله الرجل يتوضأ للصلاة ، ثم يقبّل أهله ويلاعبها ينقض ذلك وضوأه؟ قال : «لا» [٤٢٢٩].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، قال : قرئ على أبي الخير محمّد بن أحمد بن هارون ، وأنا أسمع قيل له : أخبركم أبو بكر بن مردويه ، ثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن عبيد بن صالح ، ثنا شبابة بن سوّار ، ثنا ركن بن عبد الله الدمشقي ، عن مكحول الشامي ، عن معاذ بن جبل : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما بعثه إلى اليمن مشى معه أكثر من ميل يوصيه ، قال : «يا معاذ ، أوصيك بتقوى الله العظيم (٤) ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وترك الخيانة ، وحفظ الجار ، وخفض الجناح ، ولين الكلام ، ورحمة اليتيم ، والتفقّه في القرآن ، وحب الآخرة ، يا معاذ لا تفسد أرضا ، ولا تشتم مسلما ، ولا تصدّق كاذبا ، ولا تعص إماما عادلا ، يا معاذ ، أوصيك بذكر الله عند كل حجر ، وشجر ، وأن تحدث لكل ذنب توبة ، السرّ بالسرّ والعلانية بالعلانية ، يا معاذ ، إني أحب لك ما أحب لنفسي ، وأكره لك ما أكره لها ، إني لو أعلم أننا نلتقي إلى يوم القيامة لقصرت عليك من الوصية ، ولكني لا أراني نلتقي إلى يوم القيامة ، يا معاذ إن أحبكم إليّ لمن لقيني يوم القيامة على مثل الحالة التي فارقني عليها» [٤٢٣٠].

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، ثنا وأبو النجم الشيحي (٥) ، أنبأ أبو بكر الخطيب (٦) ، أخبرني أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون النرسي (٧) ، ثنا

__________________

(١) الكامل لابن عدي ٣ / ١٦٠ وميزان الاعتدال ٢ / ٥٤.

(٢) مهملة بدون نقط بالأصل والمثبت عن ابن عدي وم.

(٣) مهملة بدون نقط بالأصل والمثبت عن ابن عدي وم.

(٤) سقطت من الأصل وكتبت فوق الكلام.

(٥) رسمها بالأصل : السنجي وفي م : المسحي ، والصواب ما أثبت وقد مرّ.

(٦) الخبر في تاريخ بغداد ٨ / ٤٣٥.

(٧) بالأصل : «أحمد بن حسن ثنا السري» وهو خطأ فاحش والصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٣٣٧ وفي م كالأصل.

١٩٤

محمّد بن جعفر بن محمّد الأدمي القارئ ، نا أحمد بن عبيد بن صالح (١) ، ثنا شبابة بن سوّار الفزاري ، ثنا ركن بن عبد الله الدمشقي ، عن مكحول الشامي ، عن معاذ بن جبل : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما بعثه إلى اليمن مشى معه أكثر من ميل يوصيه فقال : «يا معاذ أوصيك بتقوى الله العظيم ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وترك الخيانة ، وخفض الجناح ، ولين الكلام ، ورحمة اليتيم ، والتفقّه في الدين ، والجزع من الحساب ، وحب الآخرة ، يا معاذ ، ولا تفسدنّ أرضا ، ولا تشتم مسلما ، ولا تصدّق كاذبا ، ولا تكذّب صادقا ، ولا تعص إماما عادلا ، يا معاذ أوصيك بذكر الله عزوجل ـ يعني عند كل حجر وشجر ـ وأن تحدث لكل ذنب توبة ، السرّ بالسرّ ، والعلانية بالعلانية ، يا معاذ إني أحب لك ما أحب لنفسي ، وأكره لك ما أكره لها ، يا معاذ إني لو أعلم أنّا نلتقي إلى يوم القيامة لأقصرت لك من الوصية ، يا معاذ إن أحبكم إليّ من لقيني يوم القيامة على مثل الحالة الذي فارقني عليها» [٤٢٣١].

وكتب له في عهده : أن لا طلاق لامرئ فيما لا يملك ، ولا عتق فيما لا يملك ، ولا نذر في معصية ، ولا قطيعة رحم ، ولا فيما لا يملك ابن آدم ، وعلى أن يأخذ من كل خادم دينارا أو عدله معافر ، وعلى أن لا تمس القرآن إلّا طاهرا ، وانك إذا أتيت اليمن (٢) يسألونك (٣) نصاراها عن مفتاح الجنة فقل : مفتاح الجنة لا إله إلّا الله وحده لا شريك له».

قال أحمد بن عبيد : قوله : معافر يريد ثيابا معافرية (٤).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن علي بن عبيد بن سوار ، والمبارك بن عبد الجبار ، قالا : أنا أبو الفرج الحسن بن علي الطناجيري ، نا محمّد بن إبراهيم الدارمي ، ثنا عبد الملك بن بدر بن الهيثم ، ثنا أحمد بن هارون البرديجي ، قال في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة : ركن يروي عنه مكحول شامي.

كتب إليّ أبو جعفر الهمذاني ، أنا أبو بكر الصفار ، أنبأ أبو بكر بن منجويه ، أنبأنا

__________________

(١) تاريخ بغداد : ناصح.

(٢) بالأصل : «اليمين» والصواب عن تاريخ بغداد.

(٣) كذا بالأصل وم.

(٤) نسبة إلى بلد باليمن اسمه معافر.

١٩٥

الحاكم أبو أحمد ، قال : أبو عبد الله ركن الشامي عن مكحول حديثه ليس بالقائم ، روى عنه عبد الصمد بن النعمان.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : ركن بن عبد الله ـ زاد بدر : بن سعد ، وقالا : ـ أبو عبد الله الدمشقي ، يقال إنه كان ابن امرأة مكحول الشامي ، قدم بغداد وحدث بها عن مكحول أبي عبد الله الشامي ، روى عنه شبابة بن سوّار الفزاري ، ويحيى بن عبدويه ، وعبد الصمد بن النعمان البزار (٢) ، وأبو عمرو الشيباني صاحب اللغة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أخبرنا أبو الحسن بن السّقّا ، ثنا أبو العباس الأصم ، قال : سمعت عباس بن محمّد يقول : سمعت يحيى يقول : ركن الذي يروي عنه أبو عمرو الشيباني ليس بثقة ، قال : وسمعته (٣) يقول : ركن ليس بشيء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم ، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري ، أنبأ أبو أمية الأحوص بن المفضل (٤) بن غسّان الغلّابي ، ثنا أبي ، قال : قال أبو زكريا : ولم يكن ركن بشيء ، روى عنه ضعفاء أهل العراق ، وكان يقول : حدّثني بعل أمي مكحول.

أخبرنا أبو الحسن ، وأبو النجم أنا أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا الجوهري ، أنا محمّد بن العباس ، ثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، قال : سأل رجل يحيى بن معين ـ وأنا شاهد ـ عن ركن الشامي فقال : ليس بشيء.

قال (٦) : وأنبأ أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكّي ، ثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي ، ثنا عبد الله بن جعفر بن

__________________

(١) تاريخ بغداد ٨ / ٤٣٥.

(٢) تاريخ بغداد : البزاز وفي م كالأصل.

(٣) بالأصل وم : وسمعت.

(٤) بالأصل وم : الفضل ، والصواب ما أثبت ، وقد مرّ.

(٥) تاريخ بغداد ٨ / ٤٣٦.

(٦) المصدر نفسه ٨ / ٤٣٥.

١٩٦

خاقان المروزي ، قال : سمعت علي بن النّضر يقول : قرأ علينا عبدان كتاب الجنائز ، فلما فرغ من باب التسليم على الجنازة قال لرجل من أصحاب الرأي : [يا أبا فلان](١) من أين جئتم بتسليمتين؟ فقال الرجل : يروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بتسليمتين ، فقال عبدان : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : عن من؟ قال :

أخبرنا إبراهيم بن رستم ، عن أبي عصمة ، عن الركن ، عن مكحول ، عن عثمان بن عفان ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الصلاة على الجنازة بالليل والنهار سواء ، يكبر أربعا ، ويسلّم تسليمتين» فقال له عبدان : يا أبا فلان من هاهنا أتى (٢) أبو عصمة حيث ترك حديثه ، يروى مثل هذا عن الركن! قال عبد الله بن المبارك : لأن أقطع الطريق أحب إليّ من أن أروي عن عبد القدوس الشامي ، وعبد القدوس خير من مائة مثل ركن [٤٢٣٢].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، قال (٣) : ووزير بن عبد الله ، وغالب بن عبيد الله الجزري (٤) العقيلي ، وركن الشامي ، وذكر جماعة ، وغيرهم. لا ينبغي لأهل العلم أن يشغلوا أنفسهم بحديث هؤلاء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، وأبو يعلى حمزة بن علي ، قالا : أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، أنا علي بن منير ، أنا الحسن بن رشيق ، ثنا أبو عبد الرّحمن النسائي ، قال : ركن متروك الحديث.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأ حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٥) ، قال : وركن هذا له عن مكحول أحاديث ومقدار ما له مناكير.

__________________

(١) الزيادة عن تاريخ بغداد.

(٢) عن تاريخ بغداد وبالأصل «إلى».

(٣) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٤٩.

(٤) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل غير واضحة ورسمه : الحبرى وفي م : «الحري».

(٥) الكامل لابن عدي ٣ / ١٦١.

١٩٧

قال أبو أحمد (١) : وقال لنا ابن حماد : وهو متروك الحديث ، ويذكره عن النسائي.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى ، أنا محمّد بن علي ، وعلي بن محمّد بن الحسين في كتابيهما ، عن أبي الحسن الدارقطني.

وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أخبرنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز الخياط ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب ، قال : هذا ما وافقت (٢) عليه أبا الحسن الدارقطني ، قال : ركن بن عبد الله الشامي ، عن مكحول مقلّ ، وقال بطريق : متروك ، ولم يقل مقلّ.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحدّاد ، قالا : قال لنا أبو نعيم الحافظ : ركن بن عبد الله شامي ، يروي عن مكحول مناكير ، حدث عنه آدم ، لا شيء (٣).

__________________

(١) المصدر نفسه ص ١٦٠.

(٢) عن م وبالأصل وقفت.

(٣) في ميزان الاعتدال أنه : مات نحو ستين ومائة.

١٩٨

[ذكر من اسمه](١) رماحس

٢١٩٢ ـ رماحس بن عبد العزيز بن الرّماحس (٢) بن السكران

ابن واقد بن وهيب ،

ويقال : أهيب بن هاجر بن عرينة بن وائلة بن الفاكه

ابن عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة الكناني

ولي شرطة مروان بن محمّد ، ثم دخل الأندلس بعد زوال ملك بني أمية ، فولاه عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام الداخل إلى الأندلس الجزيرة وشذونة (٣) وهي من (٤) بلاد بني كنانة ، فتمنّع عليه فيها فغزاه ، فهرب إلى العدوة ومات هنالك.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٥) : وأما هاجر بكسر الجيم فهو عبد العزّى (٦) بن الرّماحس بن الرّسارس بن السّكران بن واقد بن أهيب بن هاجر بن عرينة بن وائلة بن الفاكه بن عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة ، كذلك وجدته مقيدا محققا في نسبه لابن الكلبي بخط ابن عبدة من رواية عبد الله بن مسلم المالكي الحرّاني (٧) ، عن أبي المنذر (٨) ، وقد قرئ الكتاب على شباب وعليه خط علي بن عيسى الرّبعي بأنه قد قابل به وصححه وفيه بكسر الجيم ، ومن ولده الرّماحس بن عبد العزّى بن الرّماحس كان على شرطة مروان بن محمّد.

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح.

(٢) في جمهرة ابن حزم ص ١٨٩ والاكمال لابن ماكولا ٧ / ٣٠٩ «الرسارس».

(٣) غير مقروءة بالأصل والمثبت عن ابن حزم. وشذونة مدينة بالأندلس تتصل نواحيها بنواحي موزور من أعمال الأندلس (ياقوت).

(٤) بالأصل : وهي من هي بلاد» والمثبت يوافق عبارة ابن حزم والعبارة مضطربة في م.

(٥) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٣٠٩.

(٦) في الاكمال : عبد الرحمن.

(٧) في الاكمال : الخزاعي.

(٨) الاكمال : ابن المنذر.

١٩٩

[ذكر من اسمه](١) رمّاح

٢١٩٣ ـ رمّاح بن أبرد بن ثوبان بن سراقة بن سليمان (٢)

ابن ظالم بن جذيمة (٣) بن يربوع بن غيظ بن مرّة

ابن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيص بن ريث بن غطفان

ابن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر ، ويقال : سراقة بن حرملة

أبو شرحبيل ـ ويقال : أبو شراحيل ـ المرّي المعروف بابن ميّادة (٤)

وهي أمه.

وكانت أمه بربرية (٥) وقيل صقلبية (٦) وكان هو يزعم أنها فارسية ، وإنما سميت بذلك لأن رجلا نظر إليها وهي ناعسة تميل على بعيرها فقال : ما هذه؟ فقالوا : اشتراها بنو بريان فقال : وأبيكم انها لميّادة تميل على بعيرها ، فغلب (٧) عليها ميّادة.

وكان ابن ميادة من الشعراء المجيدين ، كثير الشعر وهو مخضرم أدرك الدولتين جميعا ، وأم ثوبان جدته (٨) بنت كعب بن زهير بن أبي سلمة الشاعر بن الشاعر.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح.

(٢) في الأغاني : سلمى.

(٣) بالأصل وم : خزيمة ، والمثبت عن الأغاني.

(٤) ترجمته في الأغاني ٢ / ٢٦١ ومعجم الأدباء ١١ / ١٤٣ والشعر والشعراء ص ٤٨٤ والوافي بالوفيات ١٤ / ١٤٣.

(٥) بالأصل وم : بربره ، والمثبت عن الأغاني.

(٦) بالأصل وم : صقيلة ، والمثبت عن الأغاني.

(٧) بالأصل وم : «فقلت» ولعل الصواب ما أثبت.

(٨) بالأصل : جدة.

٢٠٠