تاريخ مدينة دمشق - ج ١٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

[ذكر من اسمه](١) ذكوان

٢٠٩٧ ـ ذكوان بن إسماعيل بن يحيى البعلبكّي القاضي

حدّث عن إسماعيل بن حصن الجبيلي.

روى عنه : ابن شعيب.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري ، أنا تمام بن محمّد ، أنا محمّد بن هارون بن شعيب ، حدّثني ذكوان بن إسماعيل بن أخي القاضي ببعلبك ، ومحمّد بن عثمان بن حمّاد الأنصاري الكفرسوسي (٢) ، قالا : ثنا أبو سليم إسماعيل بن حصن ، نا سويد بن عبد العزيز ، نا سفيان بن حسين ، عن الحسن البصري ، عن عبد الرحمن بن حمزة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «لا تسأل الإمارة ، فإنك إن أعطيتها عن مسئلة وكلت إليها ، وإن أعطيتها عن غير مسئلة أعنت عليها ، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو خير ، وكفّر عن يمينك» [٤١٣٤].

٢٠٩٨ ـ ذكوان مولى عمر بن الخطاب (٣)

قدم على معاوية.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الصمد

__________________

(١) زيادة لازمة منا.

(٢) ضبطت عن اللباب بفتح أولها وسكون الفاء نسبة إلى كفرسوسية قرية بغوطة دمشق.

(٣) ترجمته في الوافي بالوفيات ١٤ / ٤٠.

٣٢١

الكلاعي اللّبّاد ـ قراءة عليه ـ أنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبي أبو الحسين ، أخبرني أبو الميمون ـ يعني أحمد بن محمّد بن بشر بن مامية ، أخبرني أبي ، نا أبو الحكم ـ يعني الهيثم بن مروان ـ حدّثني محمّد بن إدريس الشافعي قال : استعمل معاوية ذكوان مولى ابن الخطاب على عشور الكوفة فمكث زمانا ثم بلغه عنه بعض ما كره فعزله ، فلما استعمل الضّحّاك بن قيس الفهري على الكوفة أمره أن يقيمه للناس ويأخذ منه خمسين ألفا ، ففعل ذلك به ، ثم كتب إليه معاوية ، فقدم ، فلما قام بين السّمّاطين قال معاوية : يا ذكوان قد علمت قريش أنّا أحلاس الخيل ، قال ذكوان : ونحن فرسانها ، فقال معاوية : يا ذكوان أرض ولك مائة ألف ، قال : لا ، قال : فمائتي ألف ، قال : فلم يزل يزيده فرضي قال : وقد كان ذكوان صبر للضحاك حتى نجا منه وهجاه فقال (١) :

تطاولت (٢) للضحاك حتى رددته

إلى حسب في قومه متقاصر

فلو شهدتني من قريش عصابة

قريش البطاح لا قريش الظواهر

فريقان منهم ساكن بطن يثرب

ومنهم فريق ساكن بالمشاعر

__________________

(١) الأبيات في الوافي بالوفيات ١٤ / ٤١ (الأول والثاني).

(٢) الوافي : تطاولت.

٣٢٢

[ذكر من اسمه](١) ذكي

٢٠٩٩ ـ ذكي بن عبد الله

أبو الحسن المشرقي (٢)

حدّث بدمشق عن أبي بكر محمّد بن عبيد الله بن أبي المغيث.

روى عنه : علي بن محمّد الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي ، أنا أبو الحسن ذكي بن عبد الله المشرقي ، نا أبو بكر محمّد بن عبيد الله بن أبي المغيث ، نا عبد الله بن سليمان ، نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، أخبرني أبي ، وعقبة بن علقمة قالا : نا الأوزاعي ، حدّثني عبد الواحد بن قيس ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كل مسكر خمر» عبد الله بن سليمان هذا هو خيثمة بن سليمان ، دلسه الحنّائي [٤١٣٥].

وقد أخبرناه عاليا من حديث خيثمة أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطان ـ قراءة عليه ـ سنة خمس عشرة وأربع مائة ، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي ، أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، أخبرني أبي ، وعقبة بن علقمة ، قالا : ثنا الأوزاعي حدّثني عبد الواحد بن قيس ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. [قال : «كلّ مسكر خمر» (٣) [٤١٣٥ م].

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) في م : «الشرقي» وسترد في الخبر التالي «المشرقي».

(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن م.

٣٢٣

[ذكر من اسمه](١) ذواد

٢١٠٠ ـ ذوّاد العقيلي الجزري

حدّث بالرّصافة.

حكى عنه معمر.

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد ، وأبو منصور بن الجواليقي ، وأبو الفضل محمّد بن محمّد بن عطاف ، قالوا : أنا طراد بن محمّد ، أنبأ علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، نا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفار ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر قال : سمعت رجلا من أهل الجزيرة يقال له ذوّاد يحدث محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس ـ ودخلنا عليه بالرصافة ـ فقال : دخل سعد بن أبي وقاص على معاوية فقال : السلام عليك أيها الملك ، فقال معاوية : فهلّا غير ذلك ، أنتم المؤمنون وأنا أميركم ، فقال سعد : نعم ، إن كنا أمرناك ، فقال معاوية : لا يبلغني أن أحدا يقول : إنّ سعيدا ليس من قريش إلّا فعلت به وفعلت ، فقال محمّد بن علي : لعمري ، إنّ سعدا لوسط من قريش ، ثابت النسب.

أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٢) : ذوّاد العقيلي أن سعدا روى عنه معمر مرسل.

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٢٦٣.

٣٢٤

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا حمد بن عبد الله ـ إجازة ـ.

قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (١) : ذوّاد العقيلي روى عن سعد ، ومعاوية ، روى عنه معمر ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

(١) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٤٥٢.

٣٢٥

[ذكر من اسمه](١) ذؤالة

٢١٠١ ـ ذؤالة بن الأصبغ بن ذؤالة الكلبي

أحد فرسان كلب المشهورين ، وكان أبوه ممن قام مع يزيد بن الوليد الناقص ثم إن ذؤالة وحمزة وفرافصة بني الأصبغ خلعوا مروان بن محمّد تبع جماعة من أهل الشام ، وساروا من تدمر إلى حمص ، وتحصنوا بها ، فأقبل إليهم مروان ، فحاصرهم بها حتى غلب عليها ، وقتل ذؤالة وصلبه على باب حمص ، فقال في ذلك بعض الشعراء :

ألا هل أتى حسان كلب بأننا

تركنا بحمص من ذؤالة مرقبا

فبدل بعد السير فيها إقامة

وبعد ركوب الخيل جذعا مشذبا

٢١٠٢ ـ ذؤالة بن محمّد

حدّث عن أبيه ، عن جده.

روى عنه : أبو صالح الجسريني (٢).

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنبأ أبو إسحاق بن سنان ، نا أبو صالح الجسريني (٣) ، حدّثني ذؤالة بن محمّد ، عن أبيه ، عن جده ، عن الأوزاعي ، قال : أنست (٤) عن ليث بن أبي سليم ، عن أبي الزبير ، عن جابر :

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) بالأصل «الحسروي» والمثبت «الجسريني» نسبة إلى جسرين من قرى غوطة دمشق ، كما في معجم البلدان ، ذكره ياقوت واسمه : محمّد بن هاشم بن شهاب أبو صالح العذري الجسريني.

(٣) مهملة بالأصل وم ، انظر ما سبق.

(٤) لفظة مهملة وغير مقروءة ، وكذا رسمها بالأصل وم.

٣٢٦

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يكن يبيت حتى يقرأ بهاتين السورتين : «ألم تنزيل» و «تبارك» [٤١٣٦].

أخبرناه أعلى من هذا بثلاث درجات أبو المحاسن مسعود بن محمّد بن غانم الغانمي الفقيه الهروي بها.

أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي ـ ببلخ ـ أنبأ أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن الخزاعي (١) ، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ، نا أبو عبيدة الشريف بن يحيى ، نا أحمد بن يونس ، نا أبو بكر بن عياش ، وزهير ، وفضيل هو ابن عياض ، والحسين بن صالح ، وأبو معاوية ، وأبو الأحوص ، وحفص ـ هو ـ ابن غياث ، وعبد السلام هو ابن حرب ، ومندل وحبان ، عن ليث ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل وتبارك.

وكذا رواه أيوب السختياني وأبو الأحوص سلّام بن سليم ، وعبد الرّحمن بن محمّد المحاربي ، عن ليث ، ونافع أتيا على روايته هكذا المغيرة بن مسلم السراج ، وذكر أبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي أنه سأل أبا الزبير ، فقال : لم أسمعه من جابر.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو عبد الله محمّد بن طلحة بن علي الرازي الصوفي ، أنبأ أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبّابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا زهير ، قال : قال : قلت لأبي الزبير أسمعت جابر بن عبد الله يذكر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان لا ينام حى يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك؟ قال : ليس جابر ، حدّثني صفوان أو ابن صفوان.

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ١٩٩.

٣٢٧

[ذكر من اسمه](١) ذؤابة

٢١٠٣ ـ ذؤابة بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص

أمه أم ولد ، ذكر بعيناى؟؟ (٢) ذكره في ترجمة أخيه عثمان بن الوليد ولم يعقب ذؤابة عقبا.

[ذكر من اسمه](٣) ذو ظليم

٢١٠٤ ـ ذو ظليم

اسمه حوشب ، تقدم ذكره في حرف الحاء.

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة منا.

(٢) هكذا بالأصل وم ، ولعل الصواب : سيأتي.

(٣) ما بين معكوفتين زيادة منا.

٣٢٨

[ذكر من اسمه](١) ذو الفقار

٢١٠٥ ـ ذو الفقار بن محمّد بن معبد بن الحسن بن الحسن (٢)

ابن أحمد المعروف بحميدان

أبو الضمضام (٣) الحسني العلوي المروزي الضرير الواعظ

سمع ببغداد مالكا البانياسي ، والوزير أبا علي الحسن بن علي بن إسحاق المعروف بنظام الملك ، وقدم علينا دمشق قبل العشرين والخمسمائة وحضرت مجلس وعظه بها وأظهر الميل إلى الروافض ، وتعصّب له جماعة منهم ، وكان يروي الحديث على كرسيه بإسناده عن نظام الملك فلم أحفظ عنه شيئا ، وخرج عن دمشق بعد حدوث فتنة جرت وسكن الموصل ، وسمع منه بها ، واستجيز لي منه.

أخبرنا ذو الفقار (٤) بن محمّد في كتابه إلىّ من الموصل ، أنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن إبراهيم البانياسي ببغداد سنة تسع وسبعين وأربعمائة ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصلت ، نا إبراهيم بن عبد الصمد ، نا محمّد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، نا أبي ، نا أبو هلال ، نا أبو الوازع ، عن أبي برزة ، قال : أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : علمني شيئا لعل الله أن ينفعني به ، قال : «انظر ما يؤذي الناس فنحّه عن الطريق» [٤١٣٧].

قال لي أبو سعد بن السمعاني : سألت أبا الضمضام ذو الفقار بن محمّد بن معبد العلوي بالموصل عن ولادته ، فقال في سنة خمس وخمسين وأربعمائة بمرو في سكة أبي عاصم.

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة منا.

(٢) في م ومختصر ابن منظور ٨ / ٢١١ الحسين.

(٣) في م والمختصر : أبو الصمصام ، بصادين.

(٤) سقطت من الأصل وكتبت فوق الكلام.

٣٢٩

[ذكر من اسمه](١) ذو القرنين

٢١٠٦ ـ ذو القرنين واسمه الاسكندر بن فيلفتين (٢)

ابن مضريم (٣) بن هرمس بن هردس بن ميطون بن رومي

ابن أنطي (٤) بن يونان بن يافث بن نوتة (٥) بن سرحون

ابن رومة (٦) بن ثرنط (٧) بن توفيل بن رومي

ابن الأصفر بن أليفر (٨) بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم

ويقال اسمه مرزبا بن مردفة اليوناني ، من ولد يونن بن يافث بن نوح ، وقيل : ابن ملنوس بن مطرنوس ، وذكر إسماعيل بن أبي أويس ، قال : بلغنا أن اسم ذي القرنين صعب بن عبد الله بن فنان بن منصور بن عبد الله بن الأزد بن غوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن قحطان.

وذكر عبد الله بن جعفر الزهري ، عن محمّد بن عبد الله بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، قال : وجدت في كتاب أبي سلمة بن عبد الرّحمن : أن الضحاك بن معدّ ولد رجلين : عبد الله بن الضحاك وهو ذو القرنين ، وعباد بن الضحاك.

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) في تاريخ الطبري ١ / ٥٧٧ : ابن فيلفوس» وقيل : «ابن بيلبوس بن مطريوس» وفي ابن الأثير ١ / ٢٨٥ : فيلبوس وفي م : فيلفس.

(٣) في المصدرين : مصريم.

(٤) في المصدرين : ليطي.

(٥) في المصدرين : ثوبة.

(٦) الطبري : «رومية» ابن الأثير : «روميط» وفي م : رومية.

(٧) في المصدرين : زنط.

(٨) في المصدرين : اليفز.

٣٣٠

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأ أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني إبراهيم بن المنذر ، عن عبد العزيز بن عمران ، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : ذو القرنين عبد الله بن الضحاك بن معدّ.

وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى ، قال : قد قال بعض الفرس (١) : أنه يعني الاسكندر بن دارا بن بهمن الملك ، والقرنين تسمية الإسكندر. قال أبو عبيدة : ولكن الثبت عندنا أن ذا القرنين الاسكندر كان من الروم ، وإنه فيلوس بن مضريم بن هرمس بن هردش بن مبطون بن رومي بن ذو القرنين لنطي بن نوفان بن يافث بن نونة بن سرود بن يرويبة بن نوفيل (٢).

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، عن أبي الحسن الدارقطني ح.

وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، قال : وأما يونان فهو فيما ذكر الحسن بن عليل العنزي ، عن أبي كريب ، عن هشام بن الكلبي ، قال : ومن بني يونان بن يافث بن نوح النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رومي بن لنطي بن يونان بن يافث بن نوح ، ومنهم ذو القرنين ، وهو هرمس ، ويقال هرديس بن فيطون بن رومي بن لنيطي بن كسلوحين بن يونان بن يافث بن نوح. وان دبيل وباجروان وورتان ودبيل وببلقان بن أرميني بن لنطي بن يونان وفلسطين وهو فلستين بن كسلوحيم بن لنطي بن يونان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) : أما يونان ـ أوله ياء معجمة باثنتين من تحتها ، وبعد الواو نون ـ فهو يونان بن يافث بن نوح ، من ولد رومي بن لنطي بن يونان ، ومن ولده ذو القرنين وهو هرمس ، ويقال هرديس بن

__________________

(١) الأصل وم : القرنين ، والمثبت عن مختصر ابن منظور ٨ / ٢١٢.

(٢) كذا ورد بالأصل نسبه هنا عن أبي عبيدة ، انظر ما تقدم في نسبة في بداية الترجمة ، وقارن ما ذكره ابن منظور في مختصره عن أبي عبيدة وأخّر في م إلى ما بعد الخبرين التاليين.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٥٥٩ ـ ٥٦٠.

٣٣١

فيطون بن رومي بن لنطي بن كسلوحين (١) بن يونان ، كذا قال بالفتح وقال غيره بالضم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنبأ إبراهيم بن يونس بن محمّد ، أنا عبد العزيز بن أحمد النصيبي إجازة ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد الواسطي ، نا عمر بن الفضل بن مهاجر ، نا أبي ، نا الوليد بن حمّاد ، نا محمّد بن العباس ، نا عمران بن موسى البغدادي ، نا السام بن داود ، نا أحمد بن نباتة ، عن سلمة بن أبي سلمة الأبرش ، عن محمّد بن إسحاق ، عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي ، قال : سمعت إبراهيم بن محمّد بن طلحة بن عبيد الله يحدث عن أبيه ، عن جده يرفعه ، قال : إن ذا القرنين كان ابن رجل من حمير حميريّا وكان قد وفد إلى الروم ، فأقام فيهم ، وكان يسمى أبوه الفيلسوف لعقله وأدبه ، فتزوج في الروم امرأة من غسان ـ وكانت على دين الروم ـ فولدت ذا القرنين فسمّاه أبوه الإسكندر. فهو الإسكندر بن الفيلسوف من حمير (٢) ، وأمه رومية غسّانية.

قال ابن إسحاق : قال أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي : ولذلك يقول تبّع الحميري لما فخر بأجداده ـ وجده ملكهم ـ في قصيدة يقولها يفخر بذي القرنين إلى أجداده :

قد كان ذو القرنين جدّي مسلما

ملكا تدين له الملوك وتحسد (٣)

بلغ المشارق والمغارب يبتغي

أسباب أمر من حكيم مرشد (٤)

فرأى مغيب الشمس عند غروبها

في عين ذي خلب (٥) وثأط حرمد

__________________

(١) في الاكمال : كسلوجين.

(٢) قال أبو الريحان المنجم الهروي البيروني في كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية : قيل هو أبو كرب شمر بن عبير بن أفريقس الحميري ، وقال : ويشبه أن يكون هذا القول أقرب لأن الأذواء كانوا من اليمن وهم الذين لا تخلو أساميهم من ذي.

وقال المسعودي إلى مروج الذهب : قيل إن بعض التبابعة غزا مدينة رومية وأسكنها خلقا من اليمن وأن ذا القرنين الذي هو الاسكندر من أولئك العرب المتخلفين بها (تفسير الرازي ٢١ / ١٦٤).

(٣) في تفسير الرازي والقرطبي : قبلي بدل جدي ، وفي القرطبي : تسجد بدل تحسد ، وعجزه في الرازي : «ملكا علا في الأرض غير مفند» فيزول الإقواء.

(٤) عجزه في الرازي : أسباب ملك من كريم سيد.

(٥) خلب : الطين أو صلبه اللازب أو أسوده (القاموس).

والثأطة : الطين والحمأة جمعها ثأط (القاموس).

٣٣٢

من بعده بلقيس كانت عمّتي

ملكتهم حتى أتاها المزهد

قال السام بن داود وليس كل الناس يعلم أنه من حمير ولا يعرف أباه ، وإنما نسبته الروم إلى أمه كان أبوه مات وهو صغير ، وخلفه في حجر أمه فلذلك جهل العلماء ، ونسبوه إلى أمه ، ولقد كان أبوه من أهل الملك ، والمروءة ، ولذلك سمّي الفيلسوف في حديث طويل اختصرناه.

أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين في كتابيهما ، قالا : نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله ، وأبو بكر أحمد بن سندي ، قالا : نا الحسن بن علي العطار ، أنا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر ، عن محمّد بن إسحاق ، حدّثني سعيد بن بشير ، عن قتادة أنه قال : الإسكندر هو ذو القرنين وأبوه قيصر وهو أول القياصرة ، وكان من ولد سام بن نوح عليهما‌السلام.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضل ، أنبأ أبو مضر (١) محلّم (٢) بن إسماعيل بن مضر بن إسماعيل الضبّي ، أنا أبو سعيد الخليل (٣) بن أحمد بن محمّد بن الخليل بن موسى بن عبد الله القاضي ، نا أبو العباس السراج ، نا قتيبة بن سعيد ح.

وأخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا خالد بن يوسف بن خالد السمتي ، قالا : نا أبو عوانة عن ـ وفي حديث أبي سهل نا ـ سماك ، عن حبيب بن جماز ، قال : كنت عند علي بن أبي طالب وسأله رجل عن ذي القرنين كيف بلغ المشرق والمغرب؟ فقال : سخّر له السحاب ، ومدّت له الأسباب ، وبسط له في النور ، وقال : أزيدك؟ قال : فسكت الرجل ، وسكت عليّ رضي‌الله‌عنه (٤).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وعبد الباقي بن محمّد بن غالب العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا محمّد بن هارون الحضرمي ،

__________________

(١) في سير الأعلام : أبو مضمر.

(٢) عن سير الأعلام ٢٠ / ٦٤ في ترجمة أبي الفضل محمّد بن إسماعيل ، و ١٨ / ٣٣٤ وبالأصل «محكم».

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٣٧.

(٤) نقله ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ١٢٥.

٣٣٣

نا سعيد بن يحيى ، نا أبي ، نا بسام الصيرفي ، نا عامر بن واثلة ، أن رجلا جاء إلى علي بن أبي طالب ، فقال : يا أمير المؤمنين ما (الذَّارِياتِ ذَرْواً)(١) قال : الرياح ، قال : فما (فَالْحامِلاتِ وِقْراً)(٢) قال : السحاب ، قال : فما (فَالْجارِياتِ يُسْراً)(٣) قال : السفن ، قال : فما (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً؟)(٤) قال : الملائكة ، قال : فمن : (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ، وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ)(٥) قال : هم منافقو قريش ، قال : فمن : (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً؟)(٦) قال : منهم أهل حروراء ، قال : فما ذو القرنين نبي أو ملك؟ قال : ليس بنبيّ ولا ملك ، ولكن كان عبدا صالحا أحبّ الله فأحبه ، وناصح الله فنصحه ، بعثه الله إلى قوم فضرب على قرنه الأيمن فمات ، فبعثه الله فضرب على قرنه الأيسر فمات.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني ـ يعني إبراهيم بن المنذر ـ عن عبد العزيز بن عمران ، عن هشام بن سعد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن القاسم بن أبي بزّة ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : سمعت ابن الكوا قال لعلي بن أبي طالب : أخبرني يا أمير المؤمنين ما كان ذو القرنين؟ قال : كان رجلا أحبّ الله فأحبه الله ، بعثه الله إلى قوم فضربوه على قرنه ضربة مات منها ، ثم بعثه الله إليهم فضربوه على قرنه ضربة مات منها ، ثم بعثه الله فسمّي ذا القرنين ولا نعلم (٧) أحدا من الناس كان له قرنان.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو سهل بن زياد القطان ، نا أبو الحسين علي بن إبراهيم الواسطي ، إملاء ، نا محمّد بن أبي نعيم ، نا ربعي بن عبد الله بن الجارود ، نا سيف بن

__________________

(١) سورة الذاريات ، الآية : ١.

(٢) سورة الذاريات ، الآية : ٢.

(٣) سورة الذاريات ، الآية : ٣.

(٤) سورة النازعات ، الآية : ٥ ، وفي التنزيل العزيز : فالمدبرات.

(٥) سورة إبراهيم ، الآيتان : ٢٨ و ٢٩.

(٦) سورة الكهف ، الآية : ١٠٤.

(٧) بالأصل وم : «يعلم».

٣٣٤

وهب مولى لبني تيم ، قال : دخلت شعب ابن عامر على أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : فإذا شيخ كبير قد وقع حاجبه على عينه (١) ، قال : فقلت له : أحب أن تحدّثني بحديث سمعته من علي ليس بينك وبينه أحد ، قال : أحدثك به إن شاء الله وتجدني له حافظا : أقبل عليّ يتخطى رقاب الناس بالكوفة حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الله ما بين لوحي المصحف آية تخفى عليّ فيم أنزلت ولا أين أنزلت ولا ما عني بها ، والله لا تلقوا أحدا يحدثكم ذاكم بعدي حتى تلقوا نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فقام رجل يتخطى رقاب الناس فنادى أيا أمير المؤمنين قال : فقال علي : ما أراك بمسترشد أو ما أنت مسترشد ، قال : يا أمير المؤمنين حدّثني عن قول الله عزوجل : (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) قال : الرياح ويلك ، قال : (فَالْحامِلاتِ وِقْراً) قال : السحاب ويلك ، قال : (فَالْجارِياتِ يُسْراً) قال : السفن ويلك ، قال : (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) ، قال : الملائكة ويلك ، قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ)(٢) قال : ويلك بيت في ست سماوات ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة ، وهو الضّراح ، وهو حذاء الكعبة من السماء ، قال : يا أمير المؤمنين حدّثني عن قول الله عزوجل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ، جَهَنَّمَ) قال : ويلك ظلمة قريش ، قال : يا أمير المؤمنين حدّثني عن قول الله عزوجل (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)؟ قال : ويلك منهم أهل حروراء (٣) ، قال : يا أمير المؤمنين حدّثني عن ذي القرنين ، أنبيّ كان أو رسول؟ قال : لم يكن نبيا ولا رسولا ولكنه عبد ناصح الله عزوجل فناصحه الله عزوجل ، وأحبّ الله فأحبه الله ، وإنه دعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه فهلك ، فغبر زمانا ثم بعثه الله عزوجل إليهم فدعاهم إلى الله عزوجل فضربوه على قرنه الآخر فهلك بذلك قرناه.

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، وأبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم الخشوعي ، قالوا : حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، أنا

__________________

(١) كذا بالأصل : حاجبه على عينه وفي م : دفع حاجبه على عينه.

(٢) سورة الطور ، الآيتان ٤ و ٥.

(٣) قرية بظاهر الكوفة.

٣٣٥

محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزقويه ، أنا عثمان بن أحمد ، وأحمد بن سندي ، قالا : نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنبأ إسحاق ، عن عبد الله بن زياد بن سمعان ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده : أن ذا القرنين أنه دعا ملكا جبارا إلى الله عزوجل ودينه فضرب على قرنه فكسره ورضّه ، ثم قال : ثم دعاه إلى الله فدقّ قرنه الثاني فكسره ، فسمّي ذا القرنين.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني إبراهيم ، عن عبد العزيز ، عن حازم بن حسين ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، قال : إنما سمّي ذو القرنين أنه كانت له غديرتان في رأسه من شعر يطأ فيهما.

قال : وحدّثني إبراهيم بن المنذر ، عن عبد العزيز ، عن سليمان بن أسيد ، عن ابن شهاب ، قال : إنما سمّي ذو القرنين أنه بلغ قرن الشمس من مغربها وقرن الشمس من مطلعها فسمّي ذا القرنين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر الباقلاني ، وأبو الفضل أحمد بن الحسن ، قالا : أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي ، نا إسماعيل بن أبان ، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن عبد الله الوادعي (١) ، قال : سمعت معاوية يقول : ملك الأرض أربعة : سليمان بن داود النبي ، وذو القرنين ، ورجل من أهل حلوان ، ورجل آخر فقيل له : الخضر؟ قال : لا (٢).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني إبراهيم بن المنذر ، عن محمّد بن الضحاك ، عن أبيه ، عن سفيان الثوري ، قال : بلغني أنه ملك الأرض كلها أربعة : مؤمنان وكافران سلميان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذو القرنين ، ونمرود ، وبخت نصّر (٣).

__________________

(١) نسبة إلى وادعة بطن من همدان.

(٢) نقله ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ١٢٦.

(٣) المصدر نفسه.

٣٣٦

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي بمصر ، أنا أبو أحمد عبد الله بن محمّد بن عبد الله (١) المعروف بابن المفسر قراءة عليه ، نا أبو سليمان حوشب بن أحمد بن أبي حكيم القرشي قراءة عليه في ذكره بسوق البقل في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين ومائتين ، نا أبو الجماهر محمّد بن عثمان التنوخي ، نا سعيد بن بشير ، قال : ملك الأرض أربعة : اثنان مؤمنان : سليمان بن داود ، وذو القرنين ، واثنان كافران : نمرود بن كوش بن حام بن نوح ، وبخت ناصر (٢).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد وأبو القاسم بن أبي العلاء ، وأبو نصر بن طلّاب ، وأبو القاسم غنائم بن أحمد بن عبيد الله الخيّاط ، وأبو الحسن علي بن الخضر بن عبد البرح.

وأخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، أنبأ أبو القاسم الحنّائي ح.

وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن النوبي (٣) ، أنا عمي أبو الفضل عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد ، قالوا : أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأ [أبو](٤) إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت ، نا محمّد بن حمّاد ، أنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن أبي ذئب ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا أدري أتبّع كان لعينا أم لا ، ولا أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا ، ولا أدري ذو القرنين كان (٥) نبيا أم لا» [٤١٣٨].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي ، نا وكيع ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : ذو القرنين نبيّ.

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٢٨٢.

(٢) كذا بالأصل هنا «بخت ناصر» وفي م : بخت نصر.

(٣) كذا رسمها بالأصل وفي م : «الهوى».

(٤) زيادة عن م سقطة من الأصل ، وزهره الذهبي في سير الأعلام في ترجمة ابن أبي نصر ١٧ / ٣٦٦ ذكر اسمه : إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن أبي ثابت البغدادي.

(٥) كذا بالأصل «كان نبيا» ، وفوق اللفظتين إشارتين تفيدان التقديم والتأخير ويريد : نبيا كان أم لا.

٣٣٧

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (١) ، أنبأ علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، نا محمّد بن يونس ، نا عبد الله بن مسلمة القعنبي ، نا عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم ، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم ، عن سعيد (٢) بن مسعود ، عن رجلين من كندة من قومه قالا : استطلنا يومنا فانطلقنا إلى عقبة بن عامر الجهني فوجدناه في ظل داره جالسا ، فقلنا له : إنا استطلنا يومنا فجئنا نتحدث عندك ، فقال : وأنا استطلت يومي فخرجت إلى هذا الموضع ، قال : ثم أقبل علينا وقال : كنت أخدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخرجت ذات يوم ، فإذا أنا برجال من أهل الكتاب بالباب معهم مصاحف فقالوا : من يستأذن لنا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته فقال : «ما لي ولهم ، يسألونني عما لا أدري ، إنما أنا عبد لا أعلم إلّا ما علّمني ربي عزوجل» ثم قال : «أبغني وضوءا» فأتيته بوضوء ، فتوضأ ثم خرج إلى المسجد فصلّى ركعتين ، ثم انصرف ، فقال لي وأنا أرى السرور والبشر في وجهه فقال : «أدخل القوم عليّ ، ومن كان من أصحابي فأدخله أيضا» ، قال : فأذنت لهم فدخلوا فقال لهم : «إن شئتم أحدثكم عما جئتم تسألونني عنه من قبل أن تكلّموا ، وإن شئتم فتكلّموا قبل أن أقول» ، قالوا : بل أخبرنا ، قال : «جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، إنّ أول أمره أنه كان غلاما من الروم أعطي ملكا. فسار حتى أتى ساحل أرض مصر ، فابتنى مدينة يقال لها الإسكندرية ، فلما فرغ من بنائها (٣) بعث الله تعالى ملكا ، ففرع به فاستعلى بين السماء والأرض ثم قال : انظر ما تحتك فقال : أرى مدينتين ، ثم استعلى به ثانية ثم قال : انظر ما تحتك فنظر فقال (٤) : أرى مدينتين قد أحاطت بهما ، ثم استعلى به وقال : انظر ما تحتك ، فنظر فقال (٥) : ليس أرى شيئا ؛ فقال : المدينتين هو البحر المستدير وقد جعل الله تعالى له مسلكا يسلك به ، فعلم الجاهل وثبت العالم ، قال : ثم جوّزه فابتنى السدّ جبلين زلقين ، لا يستقر عليهما شيء أصلا. فلما فرغ منهما صار في الأرض فأتى على أمة ـ أو على قوم ـ وجوههم كوجوه الكلاب ، فلما قطعهم أتى على قوم قصار ، فلما قطعهم أتى

__________________

(١) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي ٦ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦ ونقله السيوطي في الخصائص الكبرى ٢ / ١٠١ عن البيهقي.

(٢) في البيهقي : سعد.

(٣) البيهقي : شأنها.

(٤) ما بين الرقمين سقط من دلائل البيهقي.

(٥) ما بين الرقمين سقط من دلائل البيهقي.

٣٣٨

على قوم من الحيات ، تلتقم الحية منهم الصخرة العظيمة ثم أتى على الغرانيق ، وقرأ هذه الآية : (وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً)(١) ، فقالوا : هكذا نجده في كتابنا [٤١٣٩].

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، وأبو الحسن علي بن بركات ، قالوا : ثنا أبو بكر الخطيب لفظا ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنبأ أبو عمرو الدقاق ، وأبو بكر بن سندي ، قالا : نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، نا إسحاق بن بشر ، عن عثمان بن الساج ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه قال : كان ذو القرنين ملكا صالحا أرضى الله عزوجل عمله وأثنى عليه في كتابه ، وكان منصورا وكان الخضر وزيره (٢).

وأنبأنا أبو الفضائل ، وأبو تراب ، قالا : ثنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن ، أنبأ أبو عمرو وأبو بكر ، قالا : أنا الحسن ، نا إسماعيل ، نا إسحاق ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن قال : كان ذو القرنين ملك بعد نمرود وكان من معه أنه كان رجلا مسلما صالحا أتى المشرق والمغرب مدّ الله عزوجل له في الأجل وبصّره حتى قهر البلاد ، واحتوى (٣) على الأموال وفتح المدائن وقتل الرجال ، وجال في البلاد والقلاع فسار حتى أتى المشرق والمغرب فذلك قول الله عزوجل : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً)(٤) ـ يعني خبرا ـ (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً)(٥) ـ أي علما ـ أن يطلب أسباب المنازل (٦). ثم أتبع سببا.

__________________

(١) سورة الكهف ، الآيتان : ٨٤ و ٨٥.

(٢) نقله ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا ٢ / ١٢٢.

في ذي القرنين واسمه تنازع الناس وكثرت الأقوال حتى التناقض ، والخلاف فيه كثير ولا طائل تحته.

قال ناس أنه من الملائكة ومنهم من قال : نبيا ومنهم من قال أنه كان عبدا صالحا.

وفي تسميته بذي القرنين قيل : لأنه انقض في وقته قرنان من الناس. وقيل : لأنه كان على رأسه ما يشبه القرنين ، كان لتاجه قرنان. وقيل : نقلا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأنه طاف قرني الدنيا يعني شرقها وغربها.

وقيل : لأنه رأى حلما في المنام كأنه تعلق بطرفي الشمس وقرنيها.

وقيل : لأنه دخل النور والظلمة. وقيل : لأنه كان له ضفيرتان أي قرنان. (راجع : مروج الذهب ـ تفسير الرازي ـ تفسير القرطبي ـ المعارف لابن قتيبة).

(٣) كلمة غير مقروءة رسمها وأخنوا والمثبت عن البداية والنهاية.

(٤) سورة الكهف ، الآية : ٣ ..

(٥) سورة الكهف ، الآية : ٨٤.

(٦) الخبر نقله ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا ٢ / ١٢٧.

٣٣٩

قال إسحاق : فزعم مقاتل ـ وزاد على ما قال سعيد بن أبي عروبة ـ قال : كان يفتح المدائن ويجمع الكنوز فمن اتبعه على دينه وشايعه عليه وإلّا قتله (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، نا زكريا بن يحيى ، نا الأصمعي ، نا الفضل بن عطية ، عن عطاء وعبد الله بن عبيد بن عمير : أن ذا القرنين حجّ ماشيا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا طراد بن محمّد ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ، نا علي بن حرب ، نا سفيان ، عن الفضل بن عطية ، سمع عبيد بن عمير يحدث : أن ذا القرنين حجّ ماشيا فسمع به إبراهيم صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخرج يتلقاه ، كذا في هذه الرواية.

ورواه غيره عن سفيان ، عن الفضل ، عن عطاء ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير :

أخبرناه أبو البركات الأنماطي ، وأبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل أحمد بن الحسن ، قالا : أنا أبو القاسم بن بشران ، أنبأ أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا سعيد بن عمرو ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن الفضل بن عطية ، عن عطاء : أن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : حجّ ذو القرنين ماشيا أول من حج فسمع به إبراهيم فخرج يتلقاه (٢).

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، وأبو الحسن علي بن بركات قالوا : حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد وأبو بكر أحمد بن سيدي ، قالا : ثنا الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى ، نا علي بن عاصم ، حدّثني أصبغ بن زيد الوراق ، عن بعض أصحابه ، قال : كان إبراهيم خليل الرّحمن جالسا بمكان فسمع صوتا فقال : ما هذا الصوت ، قال : قيل له : هذا ذو القرنين قد أقبل في جنوده فقال لرجل عنده : ائت ذا القرنين فاقرئه السلام ، فأتاه فقال : إن إبراهيم يقرئك السلام ، قال : ومن إبراهيم؟

__________________

(١) نقله ابن كثير : البداية والنهاية ٢ / ١٢٦ وفيها وتابعه عليه بدل وشايعه.

(٢) المصدر نفسه ٢ / ١٢٣.

٣٤٠