تاريخ مدينة دمشق - ج ١٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

والكرم ، والرأي في البهم (١)؟ قالوا : لسنا منهم ، قال : لا؟ قالوا : لا ، قال : فأنتم إذا هوازن أجرؤها فوارسا وأجملها مجالسا؟ قالوا : لسنا بهم ، قال : لا؟ قالوا : لا ، قال : فأنتم إذا سليم فوارس عصاصها (٢) ومناع أعراضها ، قالوا : لسنا بهم؟ قال : لا؟ قالوا : [لا ،](٣) قال فأنتم إذا غطفان أعظمها أحلاما ، وأسرعها إقداما. قالوا : لسنا منهم ، قال : لا؟ قالوا : لا ، قال : فأنتم إذا بنو حنظلة أكرمها جدودا وأسهلها خدودا وألينها جلودا ، قالوا : لسنا بهم ، قال : لا؟ قالوا : لا ، اذهبوا لا أفلا أراكم إلّا من ربعات مضر ، وأنتم تأبون إلّا أن تترقوا في الغلاصم منهم ، اذهبوا لا كثّر الله بكم من قلّة ، ولا أعزّ بكم من ذلّة.

وقد روي هذا من وجه آخر :

أخبرناه أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، نا أحمد بن منصور الرمادي ، نا عبد الله بن صالح ، حدّثني الليث ، حدّثني خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن سليمان بن عبد الله أنه قال : وقف رجل من بني سعد مناة يقال له طلبة بن قيس هو وأصحاب له على دغفل رجل من شيبان وذلك في الجاهلية ، فقال دغفل : من القوم؟ قال : خيار مضر ، قال دغفل : قريش أهل المروة والقدم والعلاء والكرم وعامرة الحرم ، قال : لا ، قال : فغطفان خيرها أياما وأعظمها أحكاما وأسرعها إقداما ، قال : لا ، قال : فبنو حنظلة أرقها خدودا وأعظمها وفودا وخيرها جدودا؟ قال : لا ، قال : فبنو عامر أوسعها محابس وأعظمها مجالس وخيرها فوارس ، قال : لا ، قال : فلست من خيار مضر.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا نصر بن علي ، قال : أخبرنا (٤) الأصمعي قال : والنسابون أربعة : دغفل ، وأبو ضمضم ، وصبيح ، والكيّس النمري.

__________________

(١) البهم جمع بهمة ، وهي مشكلات الأمور (اللسان).

(٢) المختصر : عظاظها.

(٣) زيادة منا.

(٤) الأصل : خيرنا والمثبت عن م.

٣٠١

قال : وأخبرنا (١) الأصمعي عن مسمع بن عبد الملك قال : قيل للنّسّاب البكري : قد نسبت كل شيء حتى نسبت الذرّ ، قال : الذرّ ثلاثة أبطن : الذرّ ، وفازر (٢) ، وعقفان.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا الحسين الصفار ، وهو محمّد بن محمّد بن الحسين يقول : سمعت الدريدي يقول : حدّثني عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي عن عمه أن دغفل دخل على معاوية فقال له معاوية : أيّ بيت قالته العرب أفخر وأندى؟ قال له : قول الشاعر :

لهم همم لا منتها لكبارها

وهمّته الصغرى أجلّ من الدهر

له راحة لو أنّ مغشاه جودها

على البرّ كان البرّ أندى من البحر

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي ، أنبأ محمّد بن عمر بن محمّد ، نا محمّد بن عبد الله بن محمّد ، قال : قرأت على محمّد بن أحمد بن هارون ، قلت له : أخبرك إبراهيم بن الجنيد ، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن كثير ، حدّثني عبد الملك بن قريب الأصمعي ، نا العلاء بن أخي العلاء بن زياد العدوي ، عن رؤبة بن العجّاج ، قال : أتيت النّساب البكري فقال لي : من أنت يا غلام؟ قال : قلت : أنا ابن العجّاج ، قال : قصرت والله وعرفت ، لعلك كقوم عندي إن سألت عنهم لم يسألوني ، وإن حدّثتهم لم يعوا عني ، قال : قلت : أرجو أن لا أكون كذلك ، قال : فما أعداء المروءة؟ قال : قلت : تخبرني ، قال بنو عم السوء رأوا صالحا دفنوه ، وإن رأوا قبيحا أذاعوه ، قال : ثم قال لي : إنّ للعلم آفة ونكدا وهجنة ، فآفته نسيانه وهجنته نشره عند غير أهله ، كذا قال ابن سلم ، وإنما هو ابن أسلم.

أخبرناه أبو المعالي الفارسي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد ، نا بشر بن موسى ، نا الأصمعي عبد الملك بن قريب أبو سعيد سنة إحدى عشرة ومائتين بالبصرة في بني أصمع ، نا العلاء بن أسلم ، عن رؤبة بن العجّاج قال : أتيت النسابة العنبري (٣) فقال : من أنت؟ قلت : ابن العجّاج ، قال : قصرت وعرفت ، لعلك كأقوام يأتونني ، فإن سكتّ عنهم لم

__________________

(١) الأصل : خيرنا والصواب عن م.

(٢) بالأصل : وقان ، والمثبت عن اللسان (عقف) وفي م : الدر وقارب وعقفار.

(٣) كذا بالأصل وم هنا ، وليس في عامود نسبه ما يشير إلى هذه النسبة فلعله تحريف : البكري.

٣٠٢

يسألوني ، وإن حدّثتهم لم يعوا عني ، قلت : أرجو أن لا أكون كذاك ، قال : فما أعداء المروءة؟ قلت : تخبرني ، قال : بنو عم السوء إن رأوا صالحا دفنوه وإن رأوا شرا أذاعوه ، ثم قال : إن للعلم آفة ونكدا وهجنة ، فآفته نسيانه ، ونكده الكذب فيه ، وهجنته نشره في غير أهله.

وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا بكر إسماعيل بن محمّد الضرير بالري قال : سمعت بشر بن موسى الأسدي يقول : سمعت الأصمعي يقول : حدّثنا العلاء بن أسلم عن رؤبة بن العجّاج ، قال : دخلت على النسابة البكري ، فقال : من أنت؟ قلت : رؤبة بن العجّاج ، فقال : قصرت وعرفت ، لعلك كأقوام يأتونني إن حدّثتهم لم يعوا عني ، وإن سكتّ عنهم لم يسألوني ، قال : قلت : أرجو أن لا أكون كذلك ، فقال لي : فما أعداء المروءة؟ قلت : تخبرني ، قال : بنو عم السوء ، إن أرادوا حسنا دفنوه ، وإن أرادوا سيئا أذاعوه ، ثم قال : إن للعلم آفة وهجنة ونكدا ، فآفته الكذب ، ونكده النسيان ، وهجنته [نشره](١) عند خير أهله.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين الفرضي المقرئ ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو الحسن بن رزقويه (٢) ح.

وأخبرنا أبو المعالي الفارسي ، أنا أبو بكر البيهقي ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله بن عمر ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، قالا : أنبأ أبو عمرو بن السماك ، نا حنبل بن إسحاق ، نا عفان ، نا معاذ بن السفير ، قال : حدّثني أبي قال : قال دعفل العلّامة : في العلم خصال : إنّ له آفة وله هجنة وله نكد : فآفته أن تخزنه فلا تحدث به ولا تنشره ، وهجنته أن تحدّثه من لا يعيه ولا يعمل به ، ونكده أن تكذّب (٣) فيه.

بلغني أن دغفل بن حنظلة غرق في يوم دولاب (٤) من فارس ، في قتال الخوارج.

__________________

(١) زيادة لازمة عن م.

(٢) بالأصل وم بتقديم الزاي ، والصواب ما أثبت.

(٣) الخبر في الإصابة ١ / ٤٧٥.

(٤) دولاب قرية بينها وبين الأهواز أربعة فراسخ (مراصد الاطلاع) وكان ذلك سنة سبعين ، كما في الإصابة ، وفي الوافي : وقيل إنه توفي في حدود الستين للهجرة.

٣٠٣

[ذكر من اسمه](١) دقاق

٢٠٨٦ ـ دقاق بن تتش بن ألب رسلان

أبو نصر المعروف بالملك شمس الملوك (٢)

ولي إمرة دمشق بعد قتل أبيه تاج الدولة في سنة سبع وثمانين وأربع مائة ، وكان بحلب فراسله خادم لأبيه اسمه ساوتكين كان نائبا لأبيه في قلعة دمشق سرا من أخيه رضوان بن تتش صاحب حلب ، فخرج دقاق إلى دمشق ، وحصل بها وأجلسه ساوتكين في منصب أبيه ثم دبر هو وطغتكين المعروف بأبي بكر زوج أم الملك دقاق على ساوتكين فقتل ، وأقام دقاق بدمشق وقدم أخوه رضوان فحاصرها ، فلم يصل منها إلى مقصود فرجع إلى حلب ، ثم عرض لدقاق مرض تطاول به ، وتوفي منه في الثاني (٣) عشر من شهر رمضان سنة سبع وتسعين وأربعمائة فغلب طغتكين حينئذ على دمشق ، وقيل : إن دقاق مات سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ، وأن أمه زينت له جارية فسمّته في عنقود عنب معلّق في شجرته ثقبته بابرة فيها خيط مسموم وأن أمّه ندمت على ذلك بعد الفوت ، وأومأت إلى الجارية أن لا تفعل ، فأشارت إليها أن قد كان وتهرى جوفه فمات (٤).

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) ترجمته في النجوم الزاهرة ٥ / ١٨٩ والوافي بالوفيات ١٤ / ٢١.

(٣) الوافي : الثامن عشر.

(٤) دفن بخانقاه الطواويس كما في الوافي.

٣٠٤

ذكر من اسمه دكين

٢٠٨٧ ـ دكين بن رجاء الفقيمي (١)

راجز ، وفد على الوليد بن عبد الملك.

حكى عيسى بن لهيعة بن عيسى بن لهيعة بن عقبة ، أبو محمّد الحضرمي المصري ، عن أدهم بن محرز الحمصي ـ ولم يدركه ـ عن أبيه قال : أجرى الوليد بن عبد الملك الخيل فقاد إليه دكين بن رجاء الفقيمي فرسا ، فلما رآه الوليد قال : أخرجوه من الحلبة قبح الله هذا ، فقال دكين : يا أمير المؤمنين والله ما لي مال غيره ، فإن لم يسبق خيلك فهو حبيس في سبيل الله ، فضحك الوليد وأمر بختمه وأرسلت الخيل فجاء سابقا فقال دكين (٢) :

قد أغتدي والطير في أكنات (٣)

وما (٤) يحدوني من الفلات

والليل لم يحسر عن القنات

وللنّدى لم (٥) على لمّاتي

بذي شنيب (٦) سابغ الصّلعات

ناتي المعدّ (٧) مشرف القطات

من قارح (٨) وا أومّن وآت

ومن رباع ورباعيات

__________________

(١) ترجمته في الشعر والشعراء ص ٣٨٧ ومعجم الأدباء ١١ / ١١٣ وهو من بني فقيم.

(٢) الأبيات في معجم الأدباء ١١ / ١١٣ ـ ١١٤.

(٣) جمع أكنة وهو عش الطائر.

(٤) عجزه في معجم الأدباء : يحدوني الشمأل في الفلاة.

(٥) عن معجم الأدباء ، وبالأصل : ما.

(٦) أي فرس ذو أسنان بيضاء مفلجة.

(٧) المعد : موضع السرج ، يصفه باتساع ما بين الجنبين.

(٨) القارح الذي جاء عليه خمس سنوات. والرباع ما جاء عليه أربع سنوات.

٣٠٥

ومن ثنيّ ومثنّيات

وجذع عبل ومجذعات

بتن على الخيل مسطّرات

حتى إذا انشقّت دجى الظّلمات

ووضع الخيل على اللّبّات (١)

وفرّق الغلمان بالوصاة

من كلّ ذي قرط مقزّعات (٢)

أرسلن يغبطن ذرى الصّعدات

يسري دوين الشمس ملخصات (٣)

من قسطلان القاع مسحلات (٤)

حتى إذا كنّ بمهويّات

بالنّصف بين الخطّ والغايات

عض بنابيه على الشّبات

وسط سنا ضنط ملمّحات (٥)

مثل السّراجين مصلّيات

جاء أمام سبّق الغايات

منهنّ من عرّض للذمات

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي بن البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار قال : وكان دكين بن رجاء التّميمي ثم الفقيمي يمدح مصعب بن الزبير (٦) :

يا ناق خبّي بالقيود خببا

حتى تزوري بالعراق مصعبا

قد علم الأنام إذ ينتخبا

بيانه ورأيه المجرّبا

وفي الأمور عقله المؤدبا

يا مرسل الرّيح الجنوب والصّبا

وآذنا للبحر تجرني خببا (٧)

وخالق الماء وشيجا نسبا

يعيد خلقا بعد خلق عجبا

عظما ولحما ودما وقضبا (٨)

خالا وعمّا وابن عمّ وأبا

أعط الأمير مصعبا ما احتسبا

__________________

(١) اللبات جمع لبة ، وهي الحبل من الرمل.

(٢) من الخيل التي نتف شعر ناصيتها حتى ترق. أو هي كذلك خلقة.

(٣) صدره أثبت عن معجم الأدباء للوزن ، وكان بالأصل :

يسرى دون الشمس ملحفات

(٤) أي موضوع فيها اللجام.

(٥) الشباة : الحد ، هنا اللجام ، والضنط : الزحام.

(٦) الأبيات في معجم الأدباء ١١ / ١١٦ ـ ١١٧.

(٧) معجم الأدباء : وآذنا للفلك تجري خببا.

(٨) معجم الأدباء : وعصبا.

٣٠٦

واجعل له من سلسبيل مشربا

فرعا يزين المنبر المنصّبا

قلبا دهيّا ولسانا قصعبا (١)

هذا وإن قيل له هب وهبا

جواريا وفضّة وذهبا

والخيل تعلكن الحديد المنشبا

فودا تلجلجن أبازيم الشّبا

قد جعل الناس إليه سببا

من صادر ووارد أيدي سبا (٢)

٢٠٨٨ ـ دكين بن سعيد الدّارمي التّميمي

ويقال : ابن سعد بن زيد مناة بن تميم الدّارمي الراجز (٣)

من أهل البصرة.

وفد على عمر بن عبد العزيز.

قرأت بخط أبي الحسين الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر قال : أنا أبي ، أنبأ أبو إبراهيم الزهري ، والحسن بن عليل العنزي ، وهذا لفظ العنزي ، حدّثني الوليد بن عثمان القرشي ، قال : سمعت علي بن حجر الشامي يقول : حدّثنا أبو مطرّز عن سعيد بن عمرو بن جعدة قال : لما ولي عمر بن عبد العزيز المدينة كان ينقطع إليه رجل من بني دارم يقال له تكين وقال الزهري في حديثه : دكين بن سعد (٤) يسامره بالليل مع أبي عون وسالم قال : فقال له ليلة : من ذاك أصلحك الله؟ إني لأرى لك هيئة (٥) ما الدنيا عنك بمنقطعة حتى تلي ولاية أجشم من هذه قال : وما علمك؟ قال : ما هي إلّا فراسة فما لي عليك [قال :] إن كان ذلك أحسنت إليك ، قال : هات يدك ، فأعطاه يده ؛ قال : فلما ولي عمر الخلافة انقطع إليه دكين فاستأذن ، فقال له البواب : إنه عنك في شغل ، إنه في رد المظالم فأعدّ أبياتا لخروج عمر إلى الصلاة ثم ناداه نداء الأعرابي (٦) :

__________________

(١) يعني طلقا.

(٢) أي متفرقين.

(٣) ترجمته في معجم الأدباء ١١ / ١١٧ والشعر والشعراء ص ٣٨٧ وقد اشتبه عليه فجعله ودكين بن رجاء الفقيمي واحدا.

(٤) كذا بالأصل وم.

(٥) الأصل وم : «هبة» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٨ / ٢٠٥.

(٦) الرجز في الأغاني ٩ / ٢٦١ في ترجمة عمر بن عبد العزيز ، والشعر والشعراء في ترجمة دكين الراجز (بن رجاء الفقيمي) ومعجم الأدباء ١١ / ١١٨.

٣٠٧

يا عمر الخيرات ذا المكارم

وعمر الدسائع (١) العظائم

إنّي امرؤ من قطن بن دارم

أنشد (٢) حقّ المسلم المسالم

بيع يمين بالإخاء الدّائم

إذ ينتحي والله (٣) غير نائم

ونحن (٤) في ظلمة ليل عاتم

عند أبي عون وعند سالم

قال : فعرف عمر القصة ، فدخل على أمهات أولاده فما زال يجمع له من عندهن العشرة والعشرين حتى جمع له ثلاثمائة ، وكانت من عمر عطية.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي (٥) بها ، أنا أبو الفضائل محمّد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس الأصبهاني ـ بها ـ أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق ، نا محمّد بن أحمد بن سليمان الهروي ، نا أبو عبيد الله معاوية بن صالح ، أنشدني أحمد بن سعيد المصري الكاتب للدكين :

ربّ أمر تشرق النّفس به

جاءها من خلل الباب الفرج

ودياجي مطبق إظلامها

مزّق الصبح دجاها فبلج

لا تكن من وشك زوج آنسا

فكأن قد فرّجت تلك الرّتج

بينما المرء كئيب موجع

جاءه الله بفتح فبهج

قلّ ما أدمن قرعا قارع

غلّق الأبواب إلّا سيلج

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنبأ الحسين بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنشدنا محمّد بن الحسين لدكين الراجز (٦) :

__________________

(١) الدسائع جمع دسيعة ، وهي العطايا أو الشمائل.

(٢) في الشعر والشعراء :

أطلب ديني من أخ مكارم

وفي الأغاني :

طلبت ديني من أخي مكارم

(٣) الأغاني : والليل.

(٤) الشعر والشعراء : في ظلمة الليل وليل عاتم.

(٥) بالأصل وم : «السريري» والصواب ما أثبت.

(٦) البيتان في الأغاني ٩ / ٢٦٢ والشعر والشعراء ص ٣٨١ منسوبان لدكين.

٣٠٨

إذا المرء لم يدنس من اللّؤم عرضه

فكلّ رداء يرتديه جميل

فإن هو لم يدنس من اللّوم نفسه

فليس إلى حسن الثناء سبيل

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد ، أنبأ الأمير أبو محمّد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله ، نا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري ، نا ابن الأنباري ، حدّثني أبي ، نا أحمد ـ يعني ابن عبيد ـ عن أبي عبيدة قال : ابتنى رجل من بني مخزوم وكان ينزل ضاحية بني تميم فوافى دكين الراجز ، فقال للبواب : إني ألاع إلى السخن فأدخلني ، فأبى البواب أن يدخله ، فوقف دكين على دكان وقد انصرف بعض القوم وأنشأ يقول :

اجتمع الناس وقالوا عرس

إذا قصاع كالأكفّ خمس

زلجلجات (١) قد جمعن ملس

ففقئت عين وفاضت نفس

فقال له البواب : من أنت لا حياك الله؟ قال : أنا دكين الراجز ، فأدخله.

قال أبو بكر بن الأنباري تفسير هذا : قال لي : أي قال أحمد بن عبيد : ألاع : معناه أتوقد حرصا عليه ، ويحترق فؤادي طلبا له ، قال : والزلجلجات : التي تحرك وتذهب ويجاء بها ، لا تقر في موضع واحد.

قال : وجرى بين الأصمعي وأبي عبيدة في هذا البيت : «وفاضت نفس» تشاجر ومنازعة ، فقال الأصمعي : العرب لا تقول فاظت نفسه ، ولا فاضت نفسه ، وإنما يقولون : فاض الرجل إذا مات ، قال : وكان يرويه : «وطّن الضرس» (٢).

وقال أبو عبيدة : كذب الباهلي ـ يعني الأصمعي ـ ما هو إلّا : فاضت نفس.

قال أبو بكر : وقال أصحابنا الكسائي والفراء ومن نقل عنهما يقال : فاضت نفس ، وفاظت نفس ، وفاض الميت نفسه ، وأفاضه الله نفسه (٣).

__________________

(١) مختصر ابن منظور ٨ / ٢٠٦ زبحلحات ... وفاظت نفس وفي اللسان : زلحلحات ، بحاءين ، واحدتها زلحلحة وهي القصعة المنبسطة التي لا قعر لها.

(٢) بالأصل : «وظن الضرس ، والمثبت عن اللسان «فيض» وفي م : وجلس العرتين.

(٣) انظر بحثا قيما في اللسان «فيض» أتى فيه على مختلف الأقوال في «فاض» و «فاظ».

٣٠٩

٢٠٨٩ ـ دكين بن شمّاخ الكلبي

حكى شيئا من أمر يزيد بن الوليد الناقص.

روى عنه : عمر بن مروان الكلبي.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن الغسّاني ، عن عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد الفرغاني ، أنا محمّد بن جرير (١) ، حدّثني أحمد بن زهير ، عن علي بن محمّد ، عن عمر (٢) بن مروان الكلبي قال : حدّثني دكين بن الشّمّاخ الكلبي وأبو علاقة بن صالح السّلامانيّ أن يزيد بن الوليد أمر رجلا فنادى : من ينتدب إلى الفاسق وله ألف درهم؟ فاجتمع إليه أقلّ من ألف رجل ، فأمر رجلا فنادى من ينتدب له وله ألف وخمسمائة فانتدب يومئذ ألف وخمسمائة ، فعقد لمنصور [بن](٣) جمهور على طائفة ، وعقد ليعقوب بن عبد الرّحمن بن سليم الكلبي على طائفة أخرى ، وعقد لهرمز (٤) بن عبد الله بن دحية على طائفة أخرى [وعقد لحميد بن حبيب اللخمي على طائفة أخرى ، وعليهم](٥) جميعا عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك ، فخرج عبد العزيز فعسكر بالحيرة بالجمرتين.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٧ / ٢٤٣ حوادث سنة ١٢٦.

(٢) الطبري : عمرو.

(٣) زيادة عن الطبري وم.

(٤) الطبري : لهرم وفي م : وعقد لهم من عبد الله بن دحية على طائفة أخرى وعليهم ...

(٥) ما بين معكوفتين زيادة لازمة للإيضاح عن تاريخ الطبري.

٣١٠

[ذكر من اسمه](١) دواس

٢٠٩٠ ـ دواس بن سيدهم بن مولاهم بن أفلاسوا

أبو الفتيان الكناني

شاعر محسن.

قرأت بخط أبي عبد الله محمّد بن مارح المقدسي ، أنشدني الأمير أبو الفتيان أبياتا قالها عند ذهاب يده وهي :

أصبحت في حالة جلت فليس لها

حدّ بحدّ وضرّ غير منكشف

ما زال جفني على راجي يسح دما

حتى أنطقا أسفا طرفي على طرفي

فليتني كنت مكفوفا بلا بصر

وكان كفي من الخطب الملمّ كفي

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي ، قال : ذكر لي الأمير أبو تراب علي بن الحسين الربعي أن الذي قطع يد ابن أفلاسوا حصن الدولة ـ يعني ابن منزوا ـ لاطلاعه منه على عمل الزغل ، وهو دمشقي.

٢٠٩١ ـ دويد بن نافع ، ويقال : ذويد

أبو عيسى (٢)

أخو مسلمة بن نافع مولى سعيد بن عبد الملك بن مروان.

من أهل دمشق ، ويقال : من أهل حمص.

__________________

(١) زيادة لازمة منا للإيضاح.

(٢) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ١٢٧.

٣١١

حدّث عن كعب الأحبار مرسلا ، وعن عبد الله بن مسلم أخي الزّهري ، وعن الزّهري ، ومالك بن كثير التجيبي ، وأبي صالح السّمّان ، وعطاء بن أبي رباح ، وعروة بن الزبير بن العوّام ، وأبي (١) منصور غير مسمّى.

روى عنه : ابنه عبد الله بن دويد ، وضبارة (٢) بن عبد الله بن أبي السليك (٣) ، وإسماعيل بن رافع أبو رافع المديني ، والليث بن سعد ، وأخوه مسلمة بن نافع.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن عمر الهروي العمري ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح ، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرّذاني ، ثنا حميد بن زنجويه ، نا حيوة بن شريح ، نا بقية بن الوليد ، عن ضبارة بن عبد الله بن أبي السليك ، وكان يسكن اللاذقية ، قال : أخبرني دويد بن نافع ، عن ابن شهاب الزّهري ، قال : قال سعيد بن المسيّب ان أبا قتادة بن ربعي أخبره قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤).

وأخبرنا أبو سعد منصور بن علي بن عبد الرّحمن الحجزي ـ ببوشنج (٥) ـ أنا أبو منصور أسعد بن عبد المجيد البوشنجي (٦) ، أنا الخطيب أبو الحسين أحمد بن محمّد بن منصور العالي ، نا أبو عبد الله محمّد بن الحسن ، وأبو القاسم منصور بن العباس الفقيه ، قالا : نا أبو سليمان داود بن الرستم بن أيوب بن سليمان ، نا يحيى بن عثمان الحمصي ، نا بقية بن الوليد ، حدّثني ضبارة بن عبد الله بن أبي سليك ، أخبرني دويد بن نافع ، عن الزّهري قال : قال سعيد بن المسيّب أن أبا قتادة أخبره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «قال الله عزوجل : إني فرضت على أمتك خمس صلوات وعهدت (٧) عندي عهدا : أنه من حافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة في عهدي ، ومن لم

__________________

(١) بالأصل : «وأبو» والمثبت عن م.

(٢) بضم الضاد وفتح الموحدة كما في التقريب.

(٣) كذا بالأصل وفي ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٥٦٥ (ترجمته) وفي تقريب التهذيب والتاريخ الكبير وتهذيب التهذيب (هنا) ابن أبي السليل (بلامين).

(٤) كذا بالأصل وم.

(٥) الأصل : ببوسنج ، الصواب ما أثبت ، انظر معجم البلدان.

(٦) الأصل : البوسنجي ، الصواب ما أثبت ، انظر الحاشية السابقة.

(٧) مختصر ابن منظور : وعقدت.

٣١٢

يحافظ عليهن فلا عهد له عندي» [٤١٣١].

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأ أبو نعيم.

وأنبأنا أبو الفتح الحداد ، أنا عبد الرّحمن بن عبيد الله قالا : أنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، نا محمّد بن أحمد بن روح ، نا محمّد بن عبّاد المكي ، نا حاتم بن إسماعيل ، عن محمّد بن عجلان ، عن إسماعيل بن رافع ، عن مولى لسعيد بن عبد الملك بن مروان يقال له : دويد ، عن أم هانئ بنت أبي طالب ، فذكر حديثا ، هذا مرسل.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين الصيرفي ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد ابن خيرون ومحمّد بن الحسن الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (١) : دويد بن نافع. إسحاق ، عن بقية ، عن مسلمة بن نافع القرشي ، عن أخيه دويد بن نافع ، وقال بقية عن ضبارة ، نا دويد بن نافع ، عن الزهري ، ذكره في حرف الدال المهملة.

[أخبرنا](٢) أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأ علي بن الحسن ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنبأ أحمد ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة : دويد بن نافع.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس بن علي ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وحدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو الفضل قالا : أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن مندة.

ح وحدّثنا أبو بكر اللفتواني قال : وأنبأني أبو عمرو بن منده ، عن أبيه ، قال : قال : أنا أبو سعيد بن يونس في حرف الدال المهملة : دويد بن نافع مولى سعيد بن عبد الملك بن مروان ، يكنى أبا عيسى ، كان بمصر ، وروى عنه جماعة من أهل مصر.

__________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٢٥١.

(٢) زيادة لازمة.

٣١٣

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده ، وحدّثني أبو بكر عنه ، قال : أنا عمي عن أبيه أبي عبد الله قال : قال : أنا أبو سعيد بن يونس : دويد بن نافع مولى سعيد بن عبد الملك بن مروان ، يكنى أبا عثمان دمشقي ، قدم مصر وسكنها ، وكان ينزل بجنب دار أبي صالح الحرّاني بالراية (١) في ظهر حمام حريب بن زيد صاحب ديوان مصر ، وقد كان من ولده بقية إلى قريب من سنة عشر وثلاثمائة (٢).

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، قال في باب دويد بالدال المهملة : دويد بن نافع ، يروي عن الزهري ، وضبارة بن عبد الله بن أبي السّليك ، روى عنه بقية بن الوليد.

قرأت على أبو محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) : أما دويد أوله دال مهملة فهو دويد بن نافع ، يروي عن الزهري ، وضبارة بن عبد الله بن أبي السّليك ، روى عنه بقية بن الوليد.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني ، وذكر أنه وجد بخط بعض أصحاب الحديث : مسلمة بن نافع أخو دويد بن نافع دمشقي.

وبلغني عن محمّد بن عوف الطائي الحمصي قال : دويد بن نافع حمصي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٤) : سمعت أبي يقول : هو شيخ.

٢٠٩٢ ـ دويد العاملي

شاعر جاهلي كان قد ورد العراق لبعض أمره فاتّهمه النعمان بن المنذر أنه كان في قوم أخذوا مالا لبعض التجار فأخذه فحبسه فقال :

__________________

(١) محلة عظيمة بفسطاط مصر.

(٢) انظر تهذيب التهذيب ٢ / ١٢٧.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٣ / ٣٨٦ و ٣٨٧.

(٤) الجرح والتعديل ٣ / ٤٣٨ ترجمة دويد بن نافع.

٣١٤

يا أيها الملك الذي غشم الأنام علانية

السجن أضر عني إليك ولن أعود الثانية

لعن الإله عشيرة تمسي لفعلك راضية

لا تسرفن على الرعية إنها لك فالية

المال آخذه سواي وكنت عنه ناحية

إني أؤديه (١) إليك ولو بقرطيّ مارية

أزدية أضحت بقرطيها عليكم عالية

لا مثل أمكم التي قد قلدتكم داهية

كم بين هادمة البنّا وبين أخرى بانية

ومارية هذه هي أم بني جفنة الغسانيين الذين قال فيهم حسان بن ثابت :

أولاد جفنة حول قبر أبيهم

قبر ابن مارية الكريم المفضل (٢)

__________________

(١) بالأصل : «أدوية» والمثبت عن م.

(٢) ديوان حسان ط بيروت ص ١٧٩.

٣١٥

[ذكر من اسمه](١) دهثم

٢٠٩٣ ـ دهثم بن خلف بن الفضل

أبو سعيد القرشي الرّملي (٢)

سمع بدمشق : سليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت شرحبيل ، وبغيرها : ضمرة بن ربيعة ، وسوّار بن عمارة ، ومؤمّل بن إسماعيل ، وروّاد بن الجرّاح ، وسلم بن ميمون الخواص ، وأيوب بن سويد ، ومحمّد بن عليم.

روى عنه : أبو بكر بن أبي الدنيا ، وأحمد بن محمّد المغلّس ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وإسحاق بن إبراهيم بن محمّد بن غالب الأنباري ، والعباس بن أحمد بن أبي شحمة الختّلي ، وأبو الربيع سليمان بن داود الرازي ، وأبو يوسف يعقوب بن يوسف بن حازم الطحان ، وأبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي ، وحدث ببغداد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر محمّد بن العباس ، أنا أبو القاسم بن إبراهيم بن محمّد بن غالب الأنباري ، نا دهثم بن أبي (٣) خلف بن الفضل الرّملي ، نا سوّار بن عمارة ، نا السّري بن يحيى ، نا العلاء بن هارون ، عن شهر بن حوشب قال : أتيت أبا أمامة وهو في مسجد حمص ، فقلت : يا أبا أمامة حدّثت بشيء عنك أنك حدثت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من قال لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، بيده

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٦ وفي م : دهيم.

(٣) كذا بالأصل هنا : ابن أبي خلف وجاء صوابا في م.

٣١٦

الخير ، وهو على كل شيء قدير ـ عشر مرّات ـ في دبر صلاة الغداة ، كتب له بكلّ واحدة منها عشر حسنات ، ومحي عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، وكانت له خيرا من عشر محرّرين يوم القيامة ، ومن قالها في دبر صلاة العصر كان له مثل ذلك» ، فقلت له : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم ، غير مرة ولا مرتين ، ولا ثلاث ، ولا أربع ، ولا خمس ، حتى ضمّ أصابعه [٤١٣٢].

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأ أبو بكر الخطيب (١) ، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف الواعظ ، نا مخلد بن جعفر الدقاق ، نا العباس بن أحمد بن أبي شحمة ، نا دهثم بن الفضل ، نا روّاد (٢) بن الجرّاح ، نا أبو صالح الجزري ، عن ضرار بن عمرو ، عن مجاهد عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صلاة الرجل متقلدا بسيفه ـ يعني تفضل ـ على صلاة غير متقلد سبع مائة ضعف» ، وسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الله عزوجل يباهي بالمتقلد سيفه في سبيل الله عزوجل ملائكته (٣) وهم يصلون ما دام متقلده» [٤١٣٣].

قال الخطيب : دهثم بن خلف بن الفضل القرشي الرّملي ، قدم بغداد ، وحدّث بها عن ضمرة بن ربيعة ، وسوّار بن عمارة ، ومؤمّل بن إسماعيل ، وسلم بن ميمون الخوّاص ، وسليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي.

روى عنه : أبو بكر بن أبي الدنيا ، وأحمد بن محمّد بن المغلّس ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وإسحاق بن إبراهيم بن غالب الأنباري ، والعباس بن أحمد بن أبي شحمة وغيرهم.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي.

أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي قال : روى شيخ يقال له دهثم بن الفضل (٤) قدم بغداد ، قال : نا ابن بنت شرحبيل فذكر حديثا.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٦.

(٢) في تاريخ بغداد : داود.

(٣) عن تاريخ بغداد وبالأصل : ملايكة.

(٤) كذا بالأصل ومثله في تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٧ نسبه في هذا الخبر إلى جده.

٣١٧

[ذكر من اسمه](١) دينار

٢٠٩٤ ـ دينار بن بنان (٢) الجوهري

حدّث عن الحسن بن جرير الصّوري.

روى عنه : أبو عبد الله بن مندة ، وأظنه من ولد إسحاق بن إبراهيم بن بنان ، أو من ولد ابن عمه علي بن شيبان بن بنان نسب إلى جده الأعلى ، والله أعلم.

أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر النقاش ، وحمد بن أحمد الصّيرفي ، قالا : ثنا أبو عبد الله بن مندة : أخبرنا دينار بن بنان الجوهري ، نا الحسن بن جرير الصّوري ، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، نا عمر بن عمّار المدني ، عن مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : العلم ثلاثة : كتاب ناطق ، وسنة ماضية ولا أدري ، كذا قال ، وإنما هو عمر بن عصام.

أخبرناه عاليا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنبأ محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن حمدان ، أنا أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر الشيباني ـ إملاء وقراءة ما لا أحصي من مرة ـ نا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، نا عمر بن عاصم ، نا مالك بن أنس ـ وقال زاهر : عن مالك ـ عن نافع ، عن ابن عمر قال : العلم ثلاثة : كتاب ناطق ، وسنة ماضية ، ولا أدري.

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) في م : ينار.

٣١٨

٢٠٩٥ ـ دينار بن عبد الله بن زاذا .... (١)

ابن عم الفضل والحسن ابني سهل بن راد العروح (٢).

ولي إمرة دمشق في خلافة المعتصم ولم تطل مدته.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، حدّثني بكر بن عبد الله بن حبيب قال : قال علي بن حرب : وفي سنة خمس وعشرين ومائتين ولّى المعتصم بالله دينار بن عبد الله دمشق ، فأقام بها أياما ثم عزل وولي البحر ، وولي مكانه محمّد بن الجهم الشامي ، ثم ولي برقة فقتل بها.

ذكر أبو حسان الحسن بن عثمان الزّيادي أن دينارا مات ببرقة سنة إحدى وثلاثين ومائتين وهو ابن سبع وسبعين سنة.

وذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الوراق أنه مات للنصف من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين.

__________________

(١) لفظة غير واضحة بالأصل وم قد تقرأ القروح ، تركنا مكانها بياضا.

(٢) كذا بالأصل هنا : راد العروح وفي م : زاد العروح.

٣١٩

حرف الذال

[ذكر من اسمه](١) ذكر

٢٠٩٦ ـ ذكر ويقال ابن ذكر الألهاني

دمشقي ، ويقال : إنه حمصي

وكان في رسل يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير يدعوه إلى طاعته ، له ذكر في وقعة مرج راهط.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأ أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة (٢) ، أخبرني محمّد بن معاذ ، عن أبيه ، عن الهيثم بن عمران أنه سمع إسماعيل بن عبيد الله يذكر : أن الضحاك بن قيس ، وهمّام بن قبيصة ، وذكر الألهاني وأبي ثور ، قتلوا برهط.

__________________

(١) زيادة لازمة منا.

(٢) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٣٣ ـ ٢٣٤.

٣٢٠