تاريخ مدينة دمشق - ج ١٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

[ذكر من اسمه](١) دحية

٢٠٧٢ ـ دحية (٢) بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد

ابن امرئ القيس بن الخزج (٣) بن عامر بن بكر

ابن عامر الأكبر بن بكر بن زيد اللات

ابن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب

ابن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة الكلبي (٤)

له صحبة ، وهو الذي كان جبريل يأتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صورته وبعثه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكتابه إلى قيصر ، فأوصله إلى عظيم بصرى.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيئا يسيرا.

روى عنه : خالد بن يزيد بن معاوية ، وعبد الله بن شدّاد بن الهاد ، وعامر الشعبي ، ومنصور بن سعيد بن الأصبغ الكلبي ، ومحمّد بن كعب القرظي.

وشهد اليرموك ، وكان أميرا على كردوس ثم سكن دمشق ، بعد ذلك ، وكان منزله بقرية المزّة.

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة منا.

(٢) ضبطت في التبصير ٢ / ٥٥٨ بالفتح والكسر معا. وضبطت بالكسر وسكون الحاء كما في المغني.

(٣) الاستيعاب والإصابة : الخزرج ، وضبطها ابن حجر في الإصابة : بفتح المعجمة وسكون الزاي ثم جيم.

والأصل مثل أسد الغابة وضبط ابن الأثير اللفظة بالنص : الخزج بفتح الخاء وسكون الزاي وبعدها جيم.

(٤) ترجمته في الاستيعاب ١ / ٤٧٢ الإصابة ١ / ٤٧٣ أسد الغابة ٢ / ٦ سير الأعلام ٢ / ٥٥٠ الوافي بالوفيات ١٤ / ٥.

٢٠١

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا محمّد بن عبيد ، نا عمر من آل حذيفة عن الشعبي ، عن دحية الكلبي قال : قلت : يا رسول الله ألا أحمل لك حمارا على فرس فتنتج لك بغلا فتركبها ، قال : «إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون» [٤٠٩٧].

رواه أبو بكر يحيى بن أبي طالب ، عن محمّد بن عبيدة ، ونسب الرجل الحذيفي.

أخبرنا بحديثه : أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأ شجاع بن علي بن شجاع ، أنبأ محمّد بن إسحاق بن مندة ح.

وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن غانم بن أحمد الأصبهاني ، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنبأ أبي ، أنا محمّد بن يعقوب بن يوسف ، نا يحيى بن جعفر بن الزبرقان ، نا محمّد بن عبيد ، نا عمر ، ـ وهو ـ ابن أبي حسيل بن حذيفة ، عن الشعبي ، عن دحية الكلبي قال : قلت : يا رسول الله ألا أحمل لك حمارا على فرس فتنتج لك بغلة فقال : «إنما يفعل ذلك الذين لا يعقلون» [٤٠٩٨].

رواه عيسى بن يونس السئبيعي وغيره ، عن عمر بن الحذيفي ، عن الشعبي : أن حذيفة قال للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصار (٢).

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد الشافعي ، أنا أبو علي وأبو الحسين ابنا عبد الرّحمن ، أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن أبي الحسن الحسيني ، أنبأ أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر (٣) ، ثنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن زيد ، نا أحمد بن عبد الوارث ، حدّثنا عيسى بن حمّاد ، أنبأ الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الحسن ، عن منصور الكلبي : أن دحية بن خليفة خرج من قريته بدمشق المزّة إلى قدر قرية عقبة من الفسطاط وذلك ثلاثة أميال ، في رمضان ، ثم إنه أفطر وأفطر معه أناس ، وكره آخرون أن يفطروا فلما رجع إلى قريته قال : والله لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظن أني أراه : إن قوما رغبوا عن هدي

__________________

(١) مسند الإمام أحمد ٤ / ٣١١.

(٢) كذا بالأصل وم.

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٦٤٨.

٢٠٢

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه. ـ يقول ذلك للذين صاموا ـ ثم قال عند ذلك : اللهم اقبضني إليك.

رواه أبو داود عن عيسى (١).

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة ، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس ، أنبأ أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ، نا أبو العباس محمّد بن أحمد الأثرم ، نا حميد بن الربيع ، نا سعيد بن أبي مريم ، عن يحيى بن أيوب ، عن موسى بن جبير مولى أم سلمة أن عياش بن عباس حدثه عن خالد بن يزيد بن معاوية عن دحية بن خليفة الكلبي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه أتي بقباطي (٢) فأعطاني منه ثوبا ، وقال : «اصدعه صدعين صدعا تجعله قميصا وصدعا تختمر به امرأتك» ، فلما ولّيت قال : «قل لها تجعل تحته شيئا لا يصفها» [٤٠٩٩].

كذا وقع في هذه الرواية ، ورواه غير حميد ، عن ابن أبي مريم ، فقال : عن عباس بن عبد الله بن عباس ، ويقال ابن عبيد الله.

أخبرناه أبو عبد الله محمّد بن عابد بن أحمد بن محمّد الحداد بأصبهان ، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنبأ أبي.

وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن إسحاق بن محمّد العبدي ، أنبأ الحسن بن أبي الحسن العسكري بمصر ، نا أحمد بن حمّاد بن زغبة (٣) ، نا سعيد بن أبي مريم ، نا يحيى بن أيوب ، عن موسى بن جبير : أن عباس بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب حدثه عن خالد بن يزيد بن معاوية ، عن دحية بن خليفة الكلبي حين بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى هرقل ح.

وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر المستملي ، أنبأ أحمد بن أبي الحسين بن علي ، أنبأ محمّد بن عبد الله بن محمّد الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، قالا : نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق الصّغانيّ ، نا ابن أبي مريم ، أنبأ يحيى بن أيوب ، حدّثني موسى بن جبير : أن عباس بن عبد الله بن عباس بن

__________________

(١) سنن أبي داود ، في كتاب الصوم رقم ٢٤١٣ وسير الأعلام ٢ / ٥٥٥.

(٢) القباطي ثياب كتان بيض رقاق ، منسوبة إلى القبط ، تعمل بمصر.

(٣) الأصل «رعية» ومهملة بدون نقط في م والصواب ما أثبت ، وزعبة لقب انظر ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٥٣٣.

٢٠٣

عبد المطلب حدثه عن خالد بن يزيد بن معاوية ، عن دحية بن خليفة ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى هرقل فلما رجع أعطاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبطية (١) قال : «اجعل صديعها» ـ وفي حديث زغبة (٢) صدعتها ـ قميصا واعط صاحبتك صديعا (٣) تختمر به» فلما ولّى دعاه ، قال : مرها تجعل تحته شيئا لئلا يصف» [٤١٠٠].

ورواه عبد الله بن لهيعة الحضرمي المصري ، عن موسى ، فاختلف عليه فيه ، فرواه زيد بن الحباب عنه على ما أخبرنا به أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم الواعظ ، أنبأ أبو الحسن بن عمر الحافظ ، أنبأ أبو عمر القاسم بن جعفر ، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد الأثرم ، نا حميد بن الربيع ، نا زيد بن الحباب العدائي (٤) ، حدّثني ابن لهيعة ، حدّثني موسى بن جبير مولى أم سلمة ، عن عبيد الله بن عدي ، حدّثني خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، عن دحية الكلبي فذكر الحديث.

ورواه عبد الله بن وهب المصري عنه. كما أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود المقرئ الفقيه ، وأبو غالب محمّد بن الحسن بن علي البصري الماوردي ، قالا : أنا أبو علي علي بن أحمد التّستري بالبصرة ، أنبأ أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي ، نا أبو داود سليمان بن الأشعث ، نا أحمد بن عمرو بن السرح ، وأحمد بن سعيد الهمداني ، قالا : أنا ابن وهب ، أنا ابن لهيعة ، عن موسى بن جبير : أن عبيد الله بن عباس حدثه عن خالد بن يزيد بن معاوية ، عن دحية بن خليفة الكلبي أنه قال : أتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقباطي فأعطاني منها قبطية فقال : «اصدعها صدعين ، فاقطع احدهما قميصا ، واعط الآخر امرأتك تختمر به» فلما أدبر قال : «وأمر امرأتك تجعل تحته ثوبا لا يصفها» ، ورواه عنه أبو الأسود المقرئ [٤١٠١].

كما أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن الحسين المقرئ في كتابه ، أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد ، نا المقدام بن داود ، نا أبو

__________________

(١) الأصل : فيظنه والمثبت عن م.

(٢) الأصل : رعبه وفي م : رعته.

(٣) بالأصل وم غير مقروءة ورسمها : «صنفا» كذا ، والمثبت يوافق ما جاء في أول الحديث ، ولعلنا أثبتنا الصواب.

(٤) كذا رسمها بالأصل وفي م : العكلي.

٢٠٤

الأسود النضر بن عبد الجبار ، نا ابن لهيعة ، عن موسى بن جبير : أن عبد الله بن عباس حدثه عن خالد بن يزيد بن معاوية ، عن دحية الكلبي ، قال : أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قباطيا فأعطاني قبطية فقال : «اصدعها صدعتين فاقطع احدهما قميصا ، واعط الآخر امرأتك تختمر بها» فلما أدبرت قال : «مر امرأتك تجعل تحت صدعتها ثوبا لا يصفها» [٤١٠٢].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأ أبو عمرو بن مندة ، أنبأ الحسن بن محمّد ، ثنا أبو الحسن اللبناني ، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد ، قال : دحية بن خليفة الكلبي أسلم قبل بدر ، ولم يشهدها ، وكان رسول (١) الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى قيصر بكتابه ، وكان يشبّه بجبريل عليه‌السلام ، وبقي إلى زمن معاوية (٢).

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر ، حدّثنا عمي رحمه‌الله ، أنا أبو طالب بن يوسف ، أنا الجوهري قراءة على أبي عمر ، قال : قال : وأنا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ (٣) إجازة ، أنا أبو عمرو ، أنا الفقيه ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٤) ، قال : دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج وهو زيد مناة بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن ثعلب (٥) بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ، وأسلم دحية بن خليفة قديما ، ولم يشهد بدرا وكان يشبّه بجبريل ، وشهد دحية مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المشاهد بعد بدر ، وبقي إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن الآبنوسي في كتابه ، وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو الحسين بن المظفّر ، أنبأ أبو علي أحمد بن علي المدائني ، أنبأ أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي ، قال : ومن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة : دحية بن خليفة بن فروة بن

__________________

(١) كذا بالأصل ، ولعله : وكان رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد استدركت اللفظة على هامش م.

(٢) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد ، ونقل قسم منه الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٥٥١.

(٣) بياض قدر كلمتين بالأصل والسند مضطرب في م.

(٤) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٤٩.

(٥) ابن سعد : تغلب.

٢٠٥

فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج بن عامر بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة ، وكان يشبّه بجبريل ، جاء عنه حديثان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنبأ الحسن بن أحمد ، أنبأ علي بن الحسن ، أنبأ عبد الوهاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير ، قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : ودحية بن خليفة ، قال أبو سعيد ولده بالبقاع (١).

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنبأ أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٢) : دحية بن خليفة الكلبي (٣).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن مندة ، أنبأ حمد بن عبد الله إجازة ، قال : وأنبأ الحسين بن سلمة ، أنبأ علي بن محمّد ، قالا : أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٤) : دحية بن خليفة الكلبي له صحبة سكن مصر ، وروى عنه خالد بن يزيد بن معاوية ، ومنصور الكلبي ، سمعت أبي يقول ذلك ، قال أبو محمّد : روى عنه عبد الله بن شداد بن الهاد ، وعامر الشعبي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح الضّبّي ، أنا أبو الحسن علي بن عمر [الدارقطني] ، قال : دحية بن خليفة الكلبي له صحبة ورواية عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو الذي كان ينزل جبريل عليه‌السلام في صورته ، روى عنه عبد الله بن شداد بن الهاد وغيره ، وكان رسول الله (٥) صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى قيصر وفيه نزلت : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها)(٦)

__________________

(١) موضع قريب من دمشق ، وهو أرض واسعة بين بعلبك وحمص ودمشق فيها قرى كثيرة ومياه غزيرة (ياقوت).

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٢ / ١ / ٢٥٤ ولم يزد على ذلك.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٢ / ١ / ٢٥٤ ولم يزد على ذلك.

(٤) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٤٣٩.

(٥) كذا بالأصل ، ولعل الصواب : وكان رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد استدركت اللفظة على هامش م.

(٦) سورة الجمعة ، الآية : ١١.

٢٠٦

ونسبه فيما ذكره أبو سعيد السكري ، عن ابن جبير ، عن هشام بن الكلبي : دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزج بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف. واسم الخزج زيد سمّي لعظم لحمه.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن غانم بن أحمد ، أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنبأ أبي.

وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأ شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : دحية بن خليفة الكلبي كان يشبّه بجبريل عليه‌السلام ، روى عنه عامر الشعبي ، وعبد الله بن شداد [بن الهاد] ، وخالد بن يزيد بن معاوية ، ومنصور الكلبي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (١) : وأما خزج بخاء معجمة مفتوحة وزاي ساكنة وجيم. فقال ابن حبيب عن ابن الكلبي في نسب قضاعة : الخزج بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف واسمه زيد ، وإنما سمّي الخزج لعظم لحمه ، ومن ولده : دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزج صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان رسوله ، أتى قيصر ووجدته في كتاب ابن سعيد دحية بفتح الدال ، ولدحية [صحبة ، ورواية عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٢).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ ، أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، نا عبد الله بن محمّد بن عثمان الواسطي ، نا محمّد بن أحمد بن الوضاح ، قال : وجدت في كتاب جدي علي بن كليب الجعفي ، نا الهيثم بن عدي ، عن الكلبي ، عن محمّد بن أسامة بن زيد ، عن أبيه ، عن دحية الكلبي ، قال : قدمت من الشام فأهديت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاكهة يابسة من فستق ولوز وكعك فوضعته بين يديه فقال : «اللهم ائتني بأحب أهلي إليك» أو قال إليّ «يأكل معي من هذا» فطلع العباس فقال : «ادن يا عم ، فإني سألت الله أن يأتيني بأحبّ أهلي إليّ وإليه يأكل معي من هذا فأتيت» قال : فجلس يأكل (٣) [٤١٠٣].

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٣ / ١٤٢ ـ ١٤٣.

(٢) ما بين المعقوفتين العبارة ليست في الاكمال في هذا الباب ، وقد وردت فيه في باب دحية ٣ / ٣١٤.

(٣) الحديث نقله باختصار الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٥٥٢.

٢٠٧

قال : وثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمّد بن يحيى بن مندة ، نا محمّد بن حميد بن الضريس ، عن عنبسة بن سعيد ، عن جابر ، عن عامر ، عن دحية الكلبي ، قال : أهديت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جبّة صوف وخفّين فلبسهما حتى تخرّقا ولم يسأل عنهما ذكيتا أم لا (١).

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأ أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط ، قال (٢) : سنة خمس فيها بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دحية بن خليفة إلى قيصر في الهدنة.

قرأت على أبي غالب بن علي الحنبلي ، حدّثنا عمي ، أنا أبي يوسف ، أنا الجوهري قراءة عن أبي عمر بن حيّوية ح ، قال : وأنا البرمكي إجازة ، أنا ابن عمر قراءة عن إبراهيم بن عمر البرمكي ، أنا أبو عمر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد قال (٣) : قال محمّد بن عمر : لقيه (٤) بحمص فدفع إليه كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذلك في المحرم سنة سبع من الهجرة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وعلي بن المسلّم الفقيهان ، قالا : أنبأ أبو العباس أحمد بن منصور المالكي ، أنبأ عبد الرّحمن بن عثمان التميمي ، أنا خيثمة بن سليمان القرشي ، أنبأ العباس بن الوليد ، أخبرني أبي قال : سمعت ابن جابر يقول : حدّثني أخ لي عن الزهري ، حدّثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، حدّثني ابن عباس ، قال : كتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام وبعث بكتابه مع دحية بن خليفة الكندي وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد ، أنبأ أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أنبأ أبو علي بن الصواف ، نا محمّد بن عثمان بن محمّد بن أبي شيبة ، نا يحيى بن عبد الحميد ، نا يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن عبد الله بن شدّاد ، عن دحية الكلبي ، قال :

__________________

(١) نقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٥٥٢.

(٢) تاريخ خليفة بن خياط ص ٧٩ ورد الخبر فيه في حوادث سنة ست. ونقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٥٥٥ قلت : كذا قال ، وإنما كان ذلك بعد الحديبية في زمن الصلح ، كما ذكره أبو سفيان في الحديث الطويل الذي في الصحيح.

(٣) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٥١.

(٤) في ابن سعد : لقي عظيم بصرى.

٢٠٨

بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم معي بكتاب إلى قيصر ، فقمت بالباب ، فقلت : أنا رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ففزعوا لذلك فدخل عليه الآذن فقال : هذا رجل بالباب يزعم أنه رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأذن لي ، فدخلت عليه ، فأعطيته الكتاب فقرئ عليه :

«بسم الله الرّحمن الرحيم ، من محمّد رسول الله إلى قيصر صاحب الروم».

فإذا ابن أخ له أحمر أزرق سبط (١) الشعر ، قد نخر (٢) ، ثم قال : لم كتب إلى ملك الروم ولم يبدأ بك؟ لا تقرأ كتابه اليوم ، فقال لهم : اخرجوا ، فدعا الأسقف ـ وكانوا يصدرون عن رأيه ، ويقبلون قوله ـ فلما قرئ عليه الكتاب قال : هو والله رسول الله الذي بشّرنا به موسى وعيسى بن مريم ، هو والله رسول الله الذي بشرنا به موسى وعيسى ، هو والله رسول الله الذي بشرنا به موسى وعيسى ، قال : فأي شيء ترى؟ قال : أرى أن نتبعه ، قال قيصر : وأنا أعلم ما تقول ولكن لا أستطيع أن أتبعه يذهب ملكي ويقتلني الروم (٣).

رواه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن جده ، عن سلمة نحوه.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري المقرئ ، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح الحربي (٤) المعروف بالعشاري سنة أربع وأربعين وأربعمائة ، نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل (٥) المعروف بابن سمعون ح.

وأخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي بن إبراهيم ، ثنا أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد بن عبيد الله بن المهتدي ، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي ، أنا عثمان بن أحمد بن يزيد ، نا إسحاق بن إبراهيم الختّلي ، نا عمر بن إبراهيم بن خالد ، نا نجيح أبو معشر ، عن محمّد بن كعب ، عن دحية بن

__________________

(١) السّبط ويحرك وككتف : نقيض الجعد (قاموس).

(٢) نخر : مد الصوت في خياشيمه (قاموس).

(٣) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٥٥٣ وانظر تخريجه فيه.

(٤) انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٤٨.

(٥) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٥٠٥.

٢٠٩

خليفة ، قال : وجّهني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى ملك الروم بكتابه وهو بدمشق ، فناولنيه ـ وفي حديث أبي بكر قال : فناولته ـ كتاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقبّل خاتمه ووضعه تحت شيء كان عليه قاعدا (١) ثم نادى فاجتمع البطارقة وقومه ، فقام على وسائد ثنيت له وكذلك كانت فارس والروم ـ وفي حديث أبي بكر تقوم فارس والروم ـ لم تكن لها منابر ، ثم خطب أصحابه فقال : هذا كتاب النبي الذي بشّرنا به المسيح من ولد إسماعيل بن إبراهيم ، قال : فنخروا نخرة فأومئ ، ـ وفي حديث أبي بكر ، قال : فأومئ بيده ـ أن اسكتوا ، وقال أبو بكر أن اسكتوا ، ثم قال : إنما جرّبتكم كيف نصرتكم النصرانية ـ وقال المقرئ : للنصرانية قال : فبعث إليّ من الغد سرا فأدخلني بيتا عظيما فيه ثلاثمائة وثلاثة عشر (٢) صورة فإذا هي صور الأنبياء المرسلين قال : انظر أين صاحبكم من هؤلاء ، قال : فرأيت صورة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كأنه ينظر ، ـ وفي حديث أبي بكر كأنه ينطق ـ قلت : هذا ، قال : صدقت ، فقال : صورة من هذا عن يمينه؟ قلت : رجل من قومه يقال له أبو بكر الصديق ، قال : فمن ذا عن يساره؟ قلت : رجل من قومه يقال له عمر بن الخطاب ، قال : أما أنا ـ وقال أبو بكر أما إنه ـ يجد في الكتاب أن بصاحبيه هذين يتمم الله هذا الدين. فلما قدمت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرته ، فقال : «صدق ، بأبي بكر وعمر يتمّم الله هذا الدين» زاد أبو بكر : «بعدي» وقالا : «ويفتح» [٤١٠٤].

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، حدّثنا عمي ، أنا ابن يوسف ، أنا الجوهري قراءة ، أنا أبو عمر إجازة ح ، قال : وأنا البرمكي إجازة ، أنا ابن حيّوية قراءة ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا وكيع بن الجرّاح ، عن سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دحية الكلبي سرية وحده [٤١٠٥].

هذا مرسل إلّا أن إسناده صحيح.

أخبرناه عاليا أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمّد ، نا سعدان بن نصر ، نا سفيان بن عيينة ، عن

__________________

(١) الأصل : قاعد والصواب عن م.

(٢) كذا ، والصواب : ثلاث عشرة.

(٣) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٥٠ ـ ٢٥١.

٢١٠

ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : قد بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابن مسعود وخبّابا سرية ، وبعث دحية سرية وحده [٤١٠٦].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد بن الحصين ، أنبأ الحسن بن علي ، أنبأ أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا سفيان ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم واضعا يده على معرفة فرس وهو يكلم رجلا ، قلت ح.

وأخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي ، أنبأ علي (١) بن الحسن بن الحسين الخلعي (٢) الشافعي بمصر ، أنبأ عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد (٣) أبو محمّد البزار ، أنبأ أبو عمرو عثمان بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن هارون السّمرقندي ، نا أحمد بن شعبان الرّملي ، نا سفيان بن عيينة ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن أبي سلمة ، قال : قالت عائشة رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم واضعا يده على معرفة فرس دحية الكلبي وهو يكلمه ، قالت : قلت : يا رسول الله رأيتك واضعا يديك ، ـ وفي حديث خالي يدك ـ على معرفة فرس دحية الكلبي وأنت تكلمه ، قال : «ورأيتيه؟» ـ وفي حديث خالي «أو رأيتيه» ـ قالت : نعم ، قال : «ذلك جبريل وهو يقرئك السلام» قالت : وعليه‌السلام ورحمة الله وبركاته جزاه الله من صاحب ودخيل خيرا ، فنعم الصاحب ونعم الدخيل.

قال سفيان : الدخيل : الضيف [٤١٠٧].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ أبو طالب بن غيلان ، أنبأ أبو بكر الشافعي ، حدّثني ابن ياسين ، واسمه عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن كرامة ، نا خالد بن مخلد ، نا عبد الله بن عمر ، عن يحيى بن سعيد ، عن القاسم ، عن عائشة ، قالت : وثب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وثبة فنظرت فإذا معه رجل واقف على برذون وعليه عمامة بيضاء قد سدل طرفها بين كتفيه ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم واضع يده على معرفة برذونه ، قالت : يا رسول الله لقد راعني وثبتك من هذا قال : «ورأيتيه»؟ قالت : نعم قال : «ومن رأيتيه؟» قالت : دحية الكلبي ، قال : «ذاك جبريل» [٤١٠٨].

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٧٤.

(٢) الخلعي : ضبطت عن التبصير ٢ / ٥٥٠.

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٣١٣.

٢١١

اختلف على عبد الله العمري فيه ، فيروى عنه هكذا ، وروي عنه عن عبد الرّحمن بن القاسم ، عن أبيه ، وروي عنه عن أخيه عبيد الله ، عن القاسم.

فأما رواية من رواه عنه عن عبد الرّحمن بن القاسم :

فأخبرنا بها أبو [القاسم](١) ابن الحصين ، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد ، أنبأ محمّد بن عبد الله الشافعي ، نا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار ، حدّثنا سعيد بن أبي مريم ، أنبأ العمري ، عن عبد الرّحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : لما رجع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الخندق بينا هو عندي إذ دق الباب فارتاع لذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ووثب وثبة منكرة ، وخرج ، فقمت فخرجت في أثره فإذا رجل على دابة والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم متكئ على معرفة الدابّة يكلمه فرجعت ، فلما دخلت قلت : من ذاك الرجل الذي كنت تكلمه؟ قال : «ورأيتيه؟» قلت : نعم ، قال : «بمن شبّهته» قلت : بدحية بن خليفة الكلبي ، قال : «ذاك جبريل ، أمرني أن أمضي إلى بني قريظة» [٤١٠٩].

وأما رواية من رواه عنه عن أخيه عبيد الله :

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا محمّد بن محمّد المطرّز ، وعبد الله بن ياسين ، قالا : نا محمّد بن معمر ح ، قال : وثنا الهيثم بن خلف ، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قالا : أنا روح بن عبادة ح ، قال : ونا الحسين بن عبد الله ، نا عمرو بن علي ، نا عبد الرّحمن بن مهدي ، قالا : ثنا عبد الله بن عمر ، عن أخيه عبيد الله عن القاسم بن محمّد ، عن عائشة ، قالت : أتى جبريل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على برذون عليه عمامة طرفها بين كتفيه ، فسألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «هل رأيتيه ، ذاك جبريل» [٤١١٠].

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل الفقيه ، وأبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي ، قالا : أنبأ سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم ، أنا أبو الفضل عبيد الله بن محمّد الفامي ، نا محمّد بن إسحاق السّرّاج ، نا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، نا أبي ، نا أبو العنبس سعيد بن كثير ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقاوم رجلا على فرس أبيض أخذ بمعرفته ، قالت : ثم أتاني ، فقلت : من صاحب الفرس

__________________

(١) زيادة لازمة عن م.

٢١٢

الأبيض؟ قال : «رأيتيه؟» قلت : نعم ، قال : «ومن» ، قلت : دحية الكلبي ، قال : «ذاك جبريل ، وهو يقرئك السلام» فقلت : على الذي أرسله وعليه وعليك السلام [٤١١١].

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر القشيري ، قالا : أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

وأخبرتنا أم المجتبا فاطمة بنت ناصر ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى الموصلي ، أنا محمّد بن إسماعيل بن أبي سمينة (١) ، نا معمر ، عن أبيه ، عن أبي عثمان ، قال : قالت أم سلمة : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ـ وقال ابن حمدان : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يحدث رجلا فلما قام قال : «يا أم سلمة من هذا؟» قلت : ـ وفي حديث ابن المقرئ : قالت ـ دحية الكلبي ، فلم أعلم أنه جبريل حتى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحدث أصحابه ما كان بيننا [٤١١٢].

قلت لأبي عثمان : من حدثك هذا؟ قال : حدّثني أسامة بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ أبو طالب محمّد بن محمّد ، أنبأ محمّد بن عبد الله الشافعي ، نا محمّد بن بشر بن مطر ، نا عبيد الله بن معاذ ، نا معتمر ، قال : قال أبي عن أبي عثمان واللبب (٢) أن جبريل أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده أم سلمة فجعل يتحدث ثم قام ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأم سلمة : «من هذا؟» أو كما قال ، قالت : دحية الكلبي ، قالت أم سلمة : وأيم الله ما حسبته إلّا إياه حتى سمعت خطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخبر خبرنا ، أو كما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت لأبي عثمان : ممن سمعت هذا؟ قال : من أسامة بن زيد.

أخبرنا أبو المنذر (٣) إبراهيم بن محمّد بن منصور ، أنا (٤) أحمد بن محمّد بن النّقّور (٥) ، نا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ الصّيدلاني ، نا المحاملي ، نا هارون بن عبد الخالق أبو موسى ، نا معاوية بن عبد الله الزّبيري ، نا سلام أبو المنذر.

__________________

(١) إعجامها غير واضح ، والصواب عن م ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٦٩٣.

(٢) كذا رسمها بالأصل وم.

(٣) كذا رسمها وكنّاه الذهبي في سير الأعلام (ترجمته ٢٠ / ٧٩) أبا البدر ، قال : حدث عنه ابن عساكر ...

سمع من أبي الحسين بن النقور وسقط الخبر من م.

(٤) بالأصل «بن» خطأ ، والصواب ما أثبتناه ، انظر الحاشية السابقة.

(٥) انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٣٧٢.

٢١٣

عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة قال : قدم دحية الكلبي المدينة ـ وكان جميلا ـ [فخرج ناس](١) يعني يوم الجمعة من المسجد والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب [يسألوني عن السعر ، وخرج جوار من جواري المدينة يضرين بدفوفهن](٢) فأنزل الله عزوجل : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً)(٣)(انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً)(٤).

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أنا عبد المحسّن بن محمّد بن علي ، أنا أبو الحسن عبد الملك بن عبد الله بن محمود بن مسكين ، نا أبو العباس أبيض (٥) بن محمّد بن أبيض (٦) ، نا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النّسائي إملاء ، أنبأ الحسن بن محمّد ، نا عفان ، نا حمّاد ، عن إسحاق بن سويد ، عن يحيى بن يعمر ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : كان جبريل يأتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صورة دحية الكلبي.

أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة ، قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة (٧) ، ثنا سليمان بن أحمد ، نا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطي ، نا أبو المغيرة ، نا عفير بن معدان ، عن قتادة ، عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقول : «يأتيني جبريل عليه‌السلام على صورة دحية الكلبي ، وكان دحية رجلا جميلا» (٨) [٤١١٣].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأ أبو الحسن العتيقي ح.

وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنبأ الحسين بن جعفر ، قالوا : أنبأ الوليد بن بكر ، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا ، أنبأ صالح بن أحمد بن صالح العجلي ، حدّثني أبي أحمد ، عن أبيه (٩) ، قال : قال رجل لعوانة بن الحكم : أجمل الناس جرير بن

__________________

(١) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل ، وما استدرك عن مختصر ابن منظور ٨ / ١٦٣.

(٢) ما بين معكوفتين مكان بياض بالأصل والمستدرك عن المختصر.

(٣) قوله : «أو لهوا» استدركت عن هامش الأصل.

(٤) سورة الجمعة ، الآية : ١١.

(٥) مهملة بالأصل ، والصواب عن م ، ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٣١٨.

(٦) مهملة بالأصل ، والصواب عن م ، ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٣١٨.

(٧) مهملة بالأصل ، وما أثبت وضبط عن التبصير.

(٨) نقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٥٥٣ والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٣٧٨.

(٩) الخبر في تاريخ الثقات للعجلي ص ٣٧٧ في ترجمة عوانة بن الحكم. ونقله الذهبي في سير الأعلام عن العجلي ٢ / ٥٥٤ ونقله ابن حجر في الإصابة ٣ / ١٩١.

٢١٤

عبد الله ، قال له عوانة : أجمل الناس من نزل جبريل على صورته ـ يعني دحية الكلبي ـ.

كتب إليّ أبو طالب بن يوسف ، أنا أبو إسحاق البرمكي ح.

ثم حدّثني أبو المعمّر الأنصاري ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الحسن بن القزويني ، وأبو إسحاق البرمكي ، قالا : أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الله بن عبد الرّحمن السكري ، قالا : أنا أبو محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، قال (١) : في حديث ابن عباس أنه قال : كان دحية إذا قدم لم تبق معصر إلّا خرجت تنظر إليه.

المعصر الجارية إذا دنت من الحيض ، ويقال هي [التي أدركت](٢) قال الشاعر :

قد أعصرت أو قد دنا إعصارها (٣)

وإنما كن يخرجن ينظرن إليه لجماله ، وكان جبريل صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتشبّه به ، وإذا خرج المعاصير (٤) وهن (٥) يحجبن (٦) ويمنعن من الخروج وكان النساء أحرى الخروج ، وقال الفراء في قول الله عزوجل : (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً)(٧) هي السحاب ، والأصل معاصير الجواري كلها شبهت بها ، وقال أبو عمرو : والمعصرات الكثيرات الطير (٨) ، ويقال هي ذوات الأعاصير.

فأما ما أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا محمّد بن العباس الخزّاز ، نا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر ، نا الوليد بن شجاع أبو همّام السلولي نا الحسين بن عيسى ، نا الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن دحية الكلبي إنما أسلم في زمن أبي بكر (٩) رضي‌الله‌عنه ، فإنه منكر.

__________________

(١) الخبر في الوافي بالوفيات ١٤ / ٥ والذهبي نقله عن ابن قتيبة في السير ٢ / ٥٥٤.

(٢) ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل ، والمستدرك زيادة عن الوافي بالوفيات واللفظة مضطربة في م.

(٣) الرجز في اللسان (عصر) وقبله شطران ، ونسبه إلى منصور بن مرثد الأسدي.

(٤) معاصير جمع معصر ، وتجمع على معاصر.

(٥) بالأصل وم : «وهو» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٨ / ١٦٣.

(٦) بالأصل : تحجيز ، والمثبت عن المختصر ورسمها مضطرب في م.

(٧) سورة النبإ ، الآية : ١٤.

(٨) في اللسان : «عصر» : المطر.

(٩) نقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٥٥٤.

٢١٥

والحسين بن عيسى الحنفي أخو سليم القارئ صاحب مناكير ، ولو لم يكن دحية مسلما في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يبعثه سرية وحده ، ولا كان جبريل عليه‌السلام يتشبه في صورته ، والله أعلم.

ذكر من اسمه دحيم

٢٠٧٣ ـ دحيم بن عبد الجبار بن دحيم

بن محمّد بن دحيم أبو الحسن العنسي الدّاراني

حدّث عن أبي الحسن علي بن الحسن بن ميمون بن بكر الرّبعي.

روى عنه عبد العزيز [بن] أحمد.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد المزكّي ، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي ، أنبأ أبو الحسن دحيم بن عبد الجبار بن دحيم بن محمّد بن دحيم العنسي الدّاراني قراءة عليه ، نا أبو الحسن علي بن بكر ، نا عبد الوهاب بن موسى ، نا أحمد بن محمّد ، نا إبراهيم بن يعقوب ، نا عمرو بن عاصم ، نا عمران أبو العوام القطان ، نا معمر بن راشد ، عن الزّهري ، عن أنس أن أبا بكر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا شهدوا أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة عصموا مني دماءهم وأموالهم» [٤١١٤].

عبد الوهاب بن موسى ، هو الكلابي نسبة إلى جد أبيه ، وأحمد بن محمّد هو أبو الدحداح ، وأبو الحسن بن بكر هو علي بن الحسن بن علي بن بكر بن ميمون بن أبي زروان الرّبعي الحافظ ، نسبه إلى جد أبيه ، وهو من شيوخ عبد العزيز ، وإنما نزل في رواية هذا الحديث لأجل اسم دحيم.

٢٠٧٤ ـ دحيم بن عمرو بن عمّار بن صالح بن ميمون

ابن الأخضر بن الحارث السّلمي

حكى عن أبيه.

حكى عنه ابنه محمّد بن دحيم.

٢١٦

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، قال : أخبرني أبو عمرو دحيم بن محمّد بن دحيم بن عمرو بن عمّار السّلمي الدمشقي ، قال : سمعت أبي يذكر عن أبيه ، عن جده عمرو بن عمّار ، قال (١) : لما أن أخذ أصحاب أبي العميطر المصّيصة ـ قرية على باب دمشق (٢) ـ دخل عليه بعض أصحابه فقال : يا أمير المؤمنين قد أخذنا المصّيصة فخرّ أبو العميطر ساجدا (٣) وهو يقول : الحمد لله الذي ملكنا الثغر ، توهم (٤) أنهم قد أخذوا المصّيصة التي عند طرسوس.

٢٠٧٥ ـ دحيم بن محمّد بن دحيم بن عمرو بن عمّار

ابن صالح بن ميمون بن الأخضر بن الحارث

ابن أبي عمرو بن عنبسة

صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

أبو عمر السلمي

حدّث عن أبي.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

قرأت بخط نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنهم من شيوخ دمشق : أبو عمر دحيم بن محمّد بن دحيم ، وساق باقي نسبه ، وقال : مات في ذي الحجة سنة ثلاثين وثلاثمائة.

__________________

(١) الخبر نقله ياقوت في معجم البلدان (مادة : المصيصة).

(٢) المصيصة بالفتح ثم الكسر والتشديد ، قرية من قرى دمشق قرب بيت لهيا (ياقوت).

(٣) الأصل : ساجد والصواب عن م.

(٤) أبو العميطر ، اسمه علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد ، أبو الحسن القرشي الأموي السفياني ، ترجمته في سير الأعلام ٩ / ٢٨٤.

٢١٧

[ذكر من اسمه](١) دراج

٢٠٧٦ ـ درّاج بن سمعان ، ويقال اسمه عبد الرّحمن ، ودرّاج لقب

أبو السّمح المصري مولى عبد الله بن عمرو بن العاص (٢)

أدرك عبد الله بن عمرو ، وحدث عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزّبيدي ، وأبي الهيثم سليمان بن عمرو بن عبد العتواري ، وعبد الرّحمن بن حجيرة ، والسائب مولى أم سلمة.

روى عنه : الليث بن سعد ، وعمرو بن الحارث ، وعبد الله بن لهيعة ، وسالم بن غيلان ، وسعيد بن يزيد الغسّاني ، وخلّاد بن سليمان ، وحيوة بن شريح المصريون ، وقدم دمشق طالبا للعلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، قال : قرئ على علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني ، حدثكم أبو بكر بن مالك ، حدّثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي ، نا أبو زكريا يحيى بن إسحاق ، نا ابن لهيعة عن درّاج أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الجنة مائة درجة ، فلو أن الناس كلهم في درجة واحدة لوسعتهم» [٤١١٥].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد ، قالت : أنبأ سعيد بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد الصّيرفي المعروف بالرومي ، نا أبو العباس

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة منّا.

(٢) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ١٢٣ ميزان الاعتدال ٢ / ٢٤ الوافي بالوفيات ١٤ / ٦ والكامل لابن عدي ٣ / ١١٢.

٢١٨

السّرّاج ، نا قتيبة ، نا ابن لهيعة ، عن درّاج ، قال : سمعت عبد الله بن الحارث بن جزء يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كما أن في النار لحيّات مثل أعناق البخت ، تلسع أحدهم اللسعة يجد حموها أربعين خريفا ، وإنّ في النار لعقارب أمثال البغال الموكفة ، تلسع أحدهم اللسعة يجد حموها أربعين خريفا» [٤١١٦].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد ، أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر المقرئ ، أنا أبو العباس بن قتيبة ، نا حرملة بن يحيى ، أنبأ ابن وهب ، أخبرني عمرو : أن درّاجا أبا السّمح حدّثه عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «صدق (١) الرؤيا بالأسحار» [٤١١٧].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، نا عبد الله بن محمّد بن زياد ، نا يونس بن عبد الأعلى ، أنبأ عبد الله بن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن درّاج أبي السّمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أصدق الرؤيا بالأسحار» [٤١١٨].

أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي بن محمّد ، أنبأ أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى المقرئ الباقلاني ، نا أبو بكر بن مالك إملاء ، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ، حدّثني يحيى بن كثير ، نا ابن لهيعة ، عن درّاج أبي السّمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أصدق الرؤيا بالأسحار» [٤١١٩].

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبد الله بن محمّد بن زياد ح.

وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا الحسن بن أحمد المخلدي ، أنبأ أبو الحسن محمّد بن إسماعيل بن إسحاق المروزي ، قالا : حدّثنا يونس بن عبد الأعلى ، أنبأ عبد لله بن وهب ، أخبرني عمرو ، ـ وفي حديث وجيه : عن عمرو بن الحارث ، عن درّاج أبي السّمّح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ـ وفي حديث وجيه : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «الشتاء ربيع المؤمن» [٤١٢٠].

__________________

(١) في الكامل لابن عدي ومختصر ابن منظور : أصدق.

٢١٩

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد ، أنبأ أبو طاهر بن محمود ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، أنبأ أبو العباس بن قتيبة ، نا حرملة بن يحيى ، نا ابن وهب ، أنبأ عمرو : أن دراجا حدثه عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أكثروا ذكر الله حتى يقولوا (١) : مجنون» [٤١٢١].

ذكر القاضي أبو القاسم الحسن بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم الأنباري ، أنبأ أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي ، نا أبو الزّنباع روح بن الفرج ، ثنا ابن بكير ، نا خلّاد بن سليمان ، قال : سمعت درّاج أبا السّمح يقول : كنت بالشام أطلب العلم فأوا في الليل إلى رفيقة طبخوا قدرا لهم ، فتعشيت معهم فقاموا إلى الصلاة من غير وضوء ، فأنكرت ذلك عليهم ، وقلت : أكلتم طعاما قد مسّته النار لا تتوضئون منه؟ فقال رجل منهم : ترى من ترى هاهنا ، ليس منهم رجل إلّا وقد بايع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لا يتوضئون مما مسّته النار.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٢) ، نا ابن بكير (٣) ، نا عبد الله بن لهيعة ، نا درّاج أبو السّمح ـ رجل من أهل مصر ، واسمه عبد الرّحمن ـ عن أبي الهيثم واسمه سليمان بن عمرو (٤) مديني (٥).

وقال يعقوب : قال : سمعت ابن بكير قال : حج (٦) درّاج كان قاصا أظنه في زمن هشام مات وكان قديما.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا عبد الرّحمن بن مندة ، أنا حمد بن عبد الله إجازة ح ، قال : وأنا أبو طاهر ، أنبأ علي بن محمّد ، قالا : أنا

__________________

(١) الأصل : «تقولوا» والصواب عن ابن عدي ٣ / ١١٣ ونصه في ميزان الاعتدال : اذكروا الله حتى يقال مجنون.

(٢) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي ٣ / ٢٠٣.

(٣) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل : «ابن تكين» واسمه يحيى بن عبد الله بن بكير.

(٤) ترجمته في تهذيب التهذيب ٤ / ٢١٢.

(٥) بالأصل : «حدثني» والصواب ما أثبت عن المعرفة والتاريخ.

(٦) هذه اللفظة «حج» ليست في المعرفة والتاريخ.

٢٢٠