تاريخ مدينة دمشق - ج ١٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

ربي وإلهي هذا الدعاء وعليك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله ، اللهم اجعل لي نورا في قلبي ، ونورا في قبري ، ونورا في سمعي ، ونورا في بصري ، ونورا في لحمي ، ونورا في دمي ، ونورا في مخي ، ونورا في عظامي ، ونورا في شعري ، ونورا في بشري ، ونورا من بين يدي ، ونورا من خلفي ، ونورا من فوقي ، ونورا من تحتي ، اللهم زدني نورا ، وأعطني نورا ، سبحان الذي لبس العز ولاق (١) به ، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلّا له ، سبحان الذي أحصى كل شيء بعلمه ، سبحان ذي المنّ والنعم ، سبحان ذي الطول والفضل ، سبحان ذي القدرة والكرم» [٤٠٧٨].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ تمام بن محمّد ، نا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم ، نا نصر بن محمّد بن سليمان بن أبي ضمرة الحمصي ، نا أبي ، نا داود بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن عباس ، قال : أردت أن أعرف صلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الليل فسألت عن ليلته؟ فقيل لميمونة الهلالية : فأتيتها فقلت : إني تنحيت عن الشيخ ففرشت لي في جانب الحجرة ، فلما صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأصحابه صلاة العشاء الآخرة دخل إلى منزله ، فحسّ حسّي ، فقال : «يا ميمونة ، من ضيفك؟» قالت : ابن عمك يا رسول الله عبد الله بن عباس ، قال : فأوى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى فراشه ، فلما كان في جوف الليل خرج إلى الحجرة ، فقلّب في أفق السماء وجهه ثم قال : «نامت العيون وغارت النجوم والله حي قيوم» ثم رجع إلى فراشه ، فلما كان في ثلث الليل الآخر خرج إلى الحجرة فقلّب في أفق السماء وجهه وقال : «نامت العيون وغارت النجوم والله حي قيوم» ثم عمد إلى قربة في ناحية الحجرة فحلّ شناقها (٢) ثم توضّأ فأسبغ وضوءه ، ثم قام إلى مصلّاه ، فكبّر فقام حتى قلت ، لن يركع ثم ركع فقلت لن يرفع صلبه ، ثم رفع صلبه ، ثم سجد فقلت : لن يرفع رأسه ثم جلس فقلت : لن يعود ، ثم سجد فقلت : لن يقوم ، ثم قام فصلّى ثمان ركعات ، كل ركعة دون التي قبلها يفعل في كل ثنتين بالتسليم ، وصلى ثلاثا أوتر بهن بعد الاثنتين (٣) وقام في الواحدة الأولى فلما

__________________

(١) كذا ، ومرّ في الرواية السابقة : الذي تعطّف العز ، وقال به.

(٢) الشناق ككتاب خيط يشد به فم القربة (القاموس).

(٣) بالأصل : الاثنين.

١٦١

ركع الركعة الأخيرة فاعتدل قائما من ركوعه قنت فقال : «اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي ، وتجمع بها أمري ، وتلمّ بها شعثي ، وترد بها ألفتي ، وتحفظ بها غيبتي وتزكي بها عملي ، وتلهمني بها رشدي ، وتعصمني بها من كل سوء ، أسألك إيمانا لا يرتد ويقينا ليس بعده كفر ، ورحمة من عندك أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة ، أسألك الفوز عند القضاء ، ومنازل الشهداء وعيش السعداء ومرافقة الأنبياء إنك سميع الدعاء ، اللهم إني أسألك يا قاضي الأمور ، ويا شافي الصدور ، كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير ، ومن فتنة القبور دعوة الثبور ، اللهم ما قصر عنه عملي ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدا من خلقك ، أو أنت معطيه أحدا من عبادك الصالحين فأسألكه ، وأرغب إليك فيه رب العالمين. اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالّين ولا مضلّين ، سلما لأوليائك حربا لأعدائك ، نحبّ بحبك ونعادي لعداوتك من خالفك ، اللهمّ إني أسألك بوجهك الكريم ذي الجلال الشديد الأمن يوم الوعيد ، والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود ، والموفين بالعهود ، إنك رحيم ودود ، إنك تفعل ما تريد ، اللهمّ هذا الدعاء وعليك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان ، ولا حول ولا قوة إلّا بك ، اللهم اجعل لي نورا في سمعي وبصري ، ومخي ، وعظمي ، وشعري ، وبشري ، ومن بين يدي ، ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي ، اللهم أعطني نورا ، وزدني نورا ، وزدني نورا ، وزدني نورا (١) ثم قال : سبحان من لبس العز ولاق به ، سبحان الذي تعطّف بالمجد وتكرّم به ، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلّا له ، سبحان من أحصى كل شيء بعلمه ، سبحان ذي الفضل والطول ، سبحان ذي المنّ والنعم ، سبحان ذي القدرة والكرم» ، ثم سجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكان فراغه من وتره وقت ركعتي الفجر ، فركع في منزله ثم خرج فصلّى بأصحابه صلاة الصبح [٤٠٧٩].

ومن أعلى ما وقع لي من حديثه :

ما أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن العالمة ، وأبو منصور علي بن علي بن عبيد الله بن سكينة (٢) ، قالوا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنبأ أبو القاسم بن حبّابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا ابن ثوبان ، عن

__________________

(١) كذا مكررة ثلاث مرات بالأصل ، وأربع مرات في م.

(٢) ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٤٩.

١٦٢

داود بن علي أن أباه أخبره عن جده ابن عباس قال : أكل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لحما ثم صلّى ولم يتوضّأ [٤٠٨٠].

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأ أبو الفضل الباقلاني ، وأبو الحسين الصيرفي ، وأبو الغنائم واللفظ له ، قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد الباقلاني : ومحمّد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنبأ محمّد بن إسماعيل ، قال (١) : داود أخو عيسى ومحمّد بن علي بن عبد الله بن عباس القرشي الهاشمي ، عن أبيه ؛ روى عنه ابن أبي ليلى والمسور بن الصّلت.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب ، أنبأ أبو القاسم بن مندة ، أنبأ أبو علي الأصبهاني إجازة ، قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة بن محمّد ، قالا : أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٢) : داود بن علي بن عبد الله بن العباس روى (٣) عن أبيه ، روى عنه ابن أبي ليلى ، والأوزاعي ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنبأ تمام بن محمّد ، أنبأ جعفر بن محمّد ، نا أبو زرعة قال : وولد علي بن عبد الله بن عباس ممن يحدث : داود بن علي ، وذكر غيره.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ عبد الله بن عتّاب (٤) ، أنبأ الحسن بن جوصا إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو الحسن بن جوصا قراءة ، قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة : داود بن علي بن عبد الله بن عباس.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألت يحيى بن معين عن داود بن علي بن عبد الله بن

__________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٢٣٥.

(٢) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٤١٨ ـ ٤١٩.

(٣) بالأصل : روى عنه ابنه ، والصواب عن الجرح وم «روى عن أبيه».

(٤) الأصل «غياث» والصواب ما أثبت عن م.

١٦٣

عباس ، قال : شيخ هاشمي ، قلت : كيف حديثه؟ فقال : أرجو أنه ليس يكذب ، إنه ـ وقال غيره عن الدارمي : إنما ـ يحدث بحديث واحد (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٢) ، قال : وعندي أنه لا بأس برواياته ـ يعني داود ـ عن أبيه ، عن جده. فإن عامة ما يرويه عن أبيه ، عن جده.

قال : وأنبأ أبو أحمد (٣) ، ثنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن نصر بن زياد النيسابوري ، نا عبد الملك بن محمّد أبو قلابة ، عن جارود بن أبي الجارود السّلمي ، حدّثني محمّد بن أبي رزين الخزاعي ، قال : سمعت داود بن علي حين بويع لبني العباس وهو مسند ظهره إلى الكعبة ، فقال : شكرا شكرا ، إنا والله ما خرجنا لنحتفر فيكم نهرا ، ولا لنبني قصرا ، ظنّ عدو الله أن لن نقدر عليه ، أمهل له في طغيانه ، وأرخي (٤) له من زمامه حتى عثر في فضل خطامه ، فالآن أخذ القوس باريها ، وعاد النبال إلى النزعة (٥) ، وعاد الملك في نصابه في أهل بيت نبيكم ، أهل الرأفة والرحمة ، والله إن كنا لنشهد لكم (٦) ونحن على فرشنا ، أمن (٧) الأسود والأبيض. لكم ذمة الله وذمة رسوله وذمة العباس. ها ورب هذه البنية لا نهيج أحدا. ثم نزل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو القاسم بن البسري (٨).

ح وأخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد بن الخضر بن الجواليقي (٩) ، وأبو الحسين أحمد بن الطيب بن الصباغ ، قالا : أنا أبو القاسم بن البسري ، قالا : أنا أبو

__________________

(١) نقله ابن عدي في الكامل ٣ / ٨٨.

(٢) المصدر نفسه ٣ / ٩٢.

(٣) المصدر نفسه ٣ / ٨٩.

(٤) الأصل «وأرجى» والمثبت عن ابن عدي.

(٥) يريد أن الحق عاد إلى أصحابه (انظر اللسان).

(٦) رسمها مضطرب ، والمثبت عن ابن عدي.

(٧) ابن عدي : «أمر».

(٨) الأصل : السري وفي م : «السري» والمثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٩) بالأصل وم «الحصر» خطأ ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٨٩.

١٦٤

طاهر المخلّص ، نا عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن حميد ، قال : سمعت جريرا قال : سمعت سالم بن أبي حفصة يطوف بالبيت وهو يقول : لبيك مهلك بني أمية ، فأجازه داود بن علي بألف دينار.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأ أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة العصفري ، قال (١) : وأقام الحج يعني سنة اثنتين وثلاثين ومائة داود بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.

وقال (٢) : واستعمل ـ يعني السفاح ـ على الكوفة عمه داود بن علي ثم عزله ، وبعثه فصلّى بالموسم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : حج داود بن علي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : وداود بن علي أول من ولي المدينة من بني العباس وأقام الحجّ حين ولي بنو (٣) العباس الناس سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، وتوفي بالمدينة واستخلف عليها ابنه موسى بن داود وله يقول إبراهيم بن علي بن هرمة :

يا أيها الشاعر المكارم بالمدح

رجالا لكنهم (٤) ما فعلوا

حسبك من قولك الخلاف كما

نحا خلافا ببوله الحمل

الآن فانطق بما أردت

فقد أبدت بهاجا وجوهها السبل

وقل لداود منك ممدحة

لها زها من خلفها نغل

أروع لا يخلف العدات ولا

تمنع منه سؤاله العلل

لكنه سابغ عطيته يدرك

منه السؤال ما سألوا

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٠٤.

(٢) المصدر نفسه ص ٤١٢ في تسمية عمّال أبي العباس (السفاح).

(٣) الأصل : «بني».

(٤) غير مقروءة بالأصل وم ، والمثبت عن تهذيب ابن عساكر.

١٦٥

لا عاجز عازب مروءته

ولا ضعيف في رأيه زلل

يحمده الجار والمعقب

والأرحام شتى بحسن ما يصل

يسبق بالفضل ظنّ صاحبه

ويقبل الرثب عرفه العجل

حل من المجد والمكارم

في خير محلّ يحله رجل

وقال إبراهيم بن علي بن هرمة لداود بن علي :

أوصي غنيا مما أنفك اذمره

أخشى عليه أمورا ذات عقال

أما هللت ولم تنظر إلى نشب

كما تعطل بعد الخلقة الحال

فقد فتحت لك الأبواب مغلقة

فأدخل على كل ذي ناجين مفصال

دار الملوك تعش في غمر بحرهم

وأرفع رجاك عن عمر وعن خال

الق الرجال بما لاقوك من كتب

ضرا بضر وإبهالا بإبهال

داود داود لا تفلت حبائله

واشدد يديك بباق الود وصال

فما نسيت فداك الناس كلهم

وما أثمر من أهل ومن مال

يوم الرديئة والأعداء قد حضروا

إذا جئت أمشي على خوف وأهوال

والناس يرمون عن شرر بأعينهم

كالصفر أصبح فوق المرقب العالي

لا يرفعون إليه الطرف خشية لا

خوف فحش ولكن خوف إجلال

حتى تلاقيت حاجاتي فسوتهم

فقد تبرأ أولو الشحناء أحوالي

ثم استقل بهم ضخم حمالته

ألقى أشطة ظهري بعد أثقال

خفضت حاشى وقد رام النشوز وقد

جئت لتلحق بالمصرين إجمالي

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة ، قال (١) : سنة ثلاث وثلاثين ومائة فيها مات داود بن علي بن عبد الله بن العباس في غرة شهر ربيع الأول.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال (٢) : وفي هذه السنة ـ يعني سنة ثلاث وثلاثين ـ مات داود بن علي بن عبد الله بن عباس ، وهو وال على المدينة ، فهلك ليلة

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤١٠.

(٢) المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٥٠.

١٦٦

هلال شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأ الحسن بن علي ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ سليمان بن إبراهيم الحلاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، قال (١) في الطبقة الرابعة من أهل المدينة : داود بن علي بن عبد الله بن عبد المطّلب وأمّه أم ولد ، وكان داود لما ظهر أبو العباس عبد الله بن محمّد بالكوفة صعد المنبر ليخطب بالناس فحضر فلم يتكلم فوثب داود بن علي بين يدي المنبر فخطب وذكر أمرهم وخروجهم ومنّى الناس ووعدهم العدل فتفرقوا عن خطبته ، وولّاه أبو العباس مكة والمدينة ، وحجّ بالناس سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، وهي أول حجّة حجّها ولد العباس ثم صار داود إلى المدينة فأقام بها أشهرا ثم مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة ، وهو ابن اثنتين وخمسين ، وإنما أدرك من دولتهم ثمانية أشهر ، وقد روى محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى وغيره عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس ، وروى داود عن أبيه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد بن أحمد التميمي ، أنا علي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان الرّبعي ، قال : وفيها ـ يعني سنة ثلاث وثلاثين ومائة ـ مات داود بن علي بن عبد الله بن العباس في شهر ربيع الأول بالمدينة ، وذكر الواقدي أن ولايته كانت ثلاثة أشهر ، وذكر إبراهيم بن عيسى بن المنصور أن داود ولد سنة إحدى (٢) وثمانين ، قال : وقالوا : ولد سنة ثمان وسبعين ، وتوفي داود سنة اثنتين وثلاثين ، وقالوا : سنة ثلاث منصرفه من الحج ، عاش في ملكهم تسعة أشهر ، وأمّه وأم عيسى بريرية اسمها لبابة.

٢٠٥٣ ـ داود بن عمر بن حفص (٣)

حدّث بدمشق عن عمرو (٤) بن عثمان الحمصي ، وأبي سهل أحمد بن عمر

__________________

(١) الخبر سقط من طبقات ابن سعد الكبرى ضمن القسم الضائع من طبقات أهل المدينة.

(٢) نقل ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٤٤٩ عن كتاب نسب بني العباس أنه ولد سنة اثنتين وثمانين.

ونقل الذهبي وفاته سنة ثلاث وثلاثين ومائة وعاش اثنتين وأربعين سنة.

(٣) ترجمته في بغية الطلب ٧ / ٣٤٥٢.

(٤) في بغية الطلب «عمر» خطأ ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٣٠٥.

١٦٧

الهمداني نزيل طرسوس ، ومحمّد بن الحسين القاضي بحلوان (١) ، وأحمد بن محمّد الزنجاني (٢) نزيل طرسوس.

روى عنه : أبو بكر أحمد بن علي الحلبي الحبّال الصوفي.

قرأت بخط علي بن محمّد بن منصور العقيلي ، قرئ على أبي بكر محمّد بن عبد الله الحرمي المقرئ بدمشق ، ثنا أبو بكر أحمد بن علي الحبّال الحلبي ، أنا داود بن عمر بن حفص بدمشق ، نا عمرو بن عثمان الحمصي ، نا سويد بن عبد العزيز ، عن يحيى بن الحارث ، عن القاسم بن عبد الرّحمن ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ، وإنّ أفاضلكم أحاسنكم أخلاقا. وإنّ من الإيمان حسن الخلق» [٤٠٨١].

٢٠٥٤ ـ داود بن عمرو الأوديّ الدمشقي (٣)

عامل واسط.

روى عن بسر بن عبيد الله ، وأبي سلّام [الأسود] ، ومكحول ، والقاسم بن مخيمرة ، وعبد الله بن أبي زكريا الخزاعي ، وعطية بن قيس.

روى عنه : هشيم ، ومحمّد بن يزيد ، وخالد بن عبد الله الطحان الواسطيون ، وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو بكر البيهقي ح.

وأخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن غانم بن عبد الواحد ، وأبو زيد شكر بن أحمد بن محمّد ، قالا : أنا القاسم بن الفضل ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو القاسم بن البسري (٤) ، وأبو علي بن المسلمة ، وعمر بن عبيد الله بن عمر بن البقال ، وأبو الوفاء طاهر بن الحسين بن

__________________

(١) حلوان : بالضم ثم السكون ، في عدة مواضع ، انظر معجم البلدان ٢ / ٢٩٠.

(٢) إعجامها مضطرب بالأصل والمثبت يوافق عبارة بغية ، وقد ذكره السمعاني (الزنجاني) وياقوت في مادة زنجان ، ولم يذكرا أن داود حدث عنه وفي م : الريحاني.

(٣) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ١١٧ ميزان الاعتدال ٢ / ١٧.

(٤) رسمها مضطرب وقد تقرأ «السرى» وفي م : التسرّى والصواب ما أثبت.

١٦٨

القواس (١) ، وعاصم بن الحسن ، وأبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري ، وأبو القوارس طراد بن محمّد ح.

وأخبرنا أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري (٢) ح ، وأبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، وأبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى الدّرسى (٣) وصاحبته شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري ، قالوا : أنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمّد ، قالوا : أنبأ هلال بن محمّد الحفار ، أنا الحسين بن يحيى بن عياش ، نا إبراهيم بن محشر ، نا هشيم ، عن داود بن عمرو ، عن بسر (٤) بن عبيد الله الحضرمي ، عن أبي إدريس الخولاني ، أنا عوف بن مالك الأشجعي : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر بالمسح على الخفّين في غزوة تبوك ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوم وليلة للمقيم [٤٠٨٢].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ علي بن محمّد بن لؤلؤ ، أنبأ زكريا بن يحيى الساجي ، نا الحسن بن علي الواسطي ، نا خالد وهشيم ح.

وأخبرنا أبو سهل محمّد بن بزيع إبراهيم ، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن الحسن ، أنبأ جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا إسحاق بن شاهين نا هشيم عن داود بن عمرو عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني ، عن عوف بن مالك الأشجعي ، قال : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة تبوك بالمسح ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ، ويوم وليلة للمقيم [٤٠٨٣].

وفي حديث أبي سهل : يمسح على الخفين ـ وزاد وقال هشيم : وهي آخر غزوة غزاها ، وزاد قراتكين : قال هشيم : ولم أسمع في المسح شيئا أحسن من هذا.

أخبرتنا أم المجتبا العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي ، نا أبو معمّر ، نا هشيم ، عن داود بن عمرو ، عن عبد الله بن أبي زكريا ، عن أبي الدرداء ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

__________________

(١) مهملة بالأصل والصواب عن م ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٤٥٢.

(٢) بالأصل : «الشهر» والمثبت عن ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٢٨٩.

(٣) كذا رسمها بالأصل وفي م : الدريني.

(٤) بالأصل وم : بشر.

١٦٩

«إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم ، وأسماء آبائكم. فأحسنوا أسماءكم» [٤٠٨٤].

قال : وأنا أبو يعلى ، نا زكريا بن يحيى الواسطي ، نا هشيم ، عن داود بن عمرو ، عن عبد الله بن أبي زكريا ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنكم تدعون يوم القيامة» فذكر مثله [٤٠٨٥].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ، وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ، وأبو الغنائم محمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ، ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (١) : داود بن عمرو الأودي عن بسر (٢) بن عبيد الله وأبي سلّام ، سمع منه هشيم ، قال محمّد بن يزيد عن داود بن عمرو الدمشقي هو عامل واسط ، سمع القاسم بن مخيمرة قوله ، ومكحول مرسل.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنبأ حمد بن عبد الله إجازة ح ، قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأ علي بن محمّد ، قالا : أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٣) : داود بن عمرو الدمشقي عامل واسط ، روى عنه مكحول ، وبسر (٤) بن عبيد الله ، والقاسم بن مخيمرة ، وأبي سلّام ، وعبد الله بن أبي زكريا ، وعطية بن قيس ، روى عنه هشيم ، ومحمّد بن يزيد الواسطي ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ إسماعيل بن مسعدة ، أنبأ حمزة بن يوسف ، أنبأ أبو أحمد بن عدي (٥) ، نا ابن حمّاد ، حدّثني عبد الله بن أحمد ، عن أبيه قال : داود بن عمرو حديثه مقارب ، روى عنه هشيم ومحمّد بن يزيد.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، نا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أحمد بن

__________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٢٧٦.

(٢) بالأصل : بشر ، والمثبت عن البخاري.

(٣) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٤١٩.

(٤) بالأصل «بشر» والمثبت عن الجرح.

(٥) الكامل في ضعفاء الرجال ٣ / ٨٤.

١٧٠

محمّد بن إبراهيم ، قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى : فداود بن عمرو الذي يروي عنه هشيم ما حاله؟ فقال : ثقة (١).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر محمّد بن الحسن ، قالا : أنبأ الوليد بن بكر ، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا ، أنبأ صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٢) : داود بن عمرو شامي يكتب حديثه ، وليس بالقوي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب ، أنبأ أبو القاسم بن مندة ، أنبأ حمد بن عبد الله إجازة ح ، قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأ علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٣) : سمعت أبي يقول : داود بن عمرو شامي قدم عليهم واسط ، قلت : ما حاله؟ قال : هو شيخ ؛ سألت أبا زرعة عن داود بن عمرو ، فقال : لا بأس به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنبأ أبو أحمد بن عدي ، قال (٤) : داود بن عمرو ، قال البخاري : داود بن عمرو عن بسر (٥) بن عبيد الله وهو الأودي ، روى عنه هشيم كان قدم واسط ، يعدّ في الشاميين.

٢٠٥٥ ـ داود بن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس

ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي (٦)

حدّث عن أبيه ، وأبي بكر بكّار بن عبد الله بن مصعب الزبيري.

روى عنه : ابن ابنه محمّد بن عيسى بن داود بن عيسى ، ومحمّد بن عبد الرّحمن

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٢ / ١١٧.

(٢) تاريخ الثقات للعجلي ص ١٤٧.

(٣) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٤٢٠.

(٤) الكامل لابن عدي ٣ / ٨٣.

(٥) بالأصل : بشر والصواب عن ابن عدي.

(٦) ترجمته في أخبارا لقضاة ١ / ٢٥٦ و ٣ / ١٨٤ والوافي بالوفيات ١٣ / ٤٩٣.

١٧١

المخزومي القاضي ، وسعيد بن عمرو ، وولي إمرة الحرمين ، ودخل دمشق.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي (١) ، أنا أبو الفضائل محمّد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس ، نا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، نا محمّد بن إبراهيم بن علي ـ إملاء نا أحمد بن محمّد بن عيسى بن داود بن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس ، حدّثني أبي محمّد بن عيسى ، نا جدي داود بن عيسى ، عن أبيه عيسى بن علي ، عن علي بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ قول لا حول ولا قوة إلّا بالله تدفع عن قائلها تسعا وتسعين بابا أدناها الهمّ» [٤٠٨٦].

أنبأنا أتم من هذا بأعلى أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني ، أنبأ منصور بن الحسين بن علي بن القاسم ، وأحمد بن محمود بن أحمد ، قالا : أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، نا أحمد بن محمّد بن عيسى بن داود بن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بالرّقّة ، نا أبي محمّد بن عيسى ، حدّثني جدي داود بن عيسى ، عن أبيه عيسى بن علي ، عن علي بن عبد الله بن عباس ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ صدقة السرّ تطفئ غضب الربّ ، وإنّ صلة الرحم تزيد في العمر ؛ وإنّ صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وإنّ قول لا إله إلّا الله تدفع عن قائلها تسعة وتسعين بابا من البلاء. أدناها الهمّ» [٤٠٨٧].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنبأ أبو منصور بن شكرويه ، ومحمّد بن أحمد بن علي السمسار ، قالا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد بن خرّشيذ (٢) قوله : نا أبو عبد الله المحاملي ، نا عبد الله بن نسيب ، حدّثني محمّد بن مسلمة المخزومي ، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن المخزومي القاضي ، عن داود بن عيسى ، عن أبيه ، عن محمّد بن عبد الله بن العباس (٣) ، قال : دخلت يوما على عمر بن عبد العزيز [و](٤) عنده شيخ من النصارى ، فقال له عمر بن عبد العزيز : من تجدون الخليفة بعد سليمان بن عبد الملك؟ قال له النصراني : أنت ، فأقبل عمر بن عبد العزيز

__________________

(١) تقرأ بالأصل وم : السريري ، والصواب ما أثبت ، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة ٧ / ٤٤٢).

(٢) مهملة بالأصل وم والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٦٩.

(٣) الأصل : العياش والصواب عن م.

(٤) زيادة عن م.

١٧٢

عليّ فقال : دمي في ثيابك يا أبا عبد الله ، قال محمّد بن علي : فلما كان بعد ذلك جعلت ذلك النصراني من بالي فرأيته يوما في الطريق ، فأمرت غلامي أن يحبسه عليّ ، فذهبت به إلى منزلي ، وسألته عما يكون بعد (١) خلفاء بني أمية واحدا واحدا. وتجاوز عن مروان بن محمّد ، قال : قلت له : ثم من؟ قال : ثم ابنك ابن الحارثية ، قال داود بن عيسى : فأخبرتني مولاة لنا ـ هي أثبت للحديث مني ـ أنه قال : هو الآن حمل.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : وكان داود بن عيسى واليا على المدينة ومكة ، فكان بالمدينة ثم خرج إلى مكة فأقام بها فكتب إليه يحيى بن مسكين بن أيوب بن مخراق :

ألا قل لداود ذي المكرمات

والعدل في بلد المصطفا

مكة ليست بدار المقام

فهاجر كهجرة من قد مضى

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، وأبو القاسم عبد الله بن الحسن بن هلال عنه ، قال : أخبرني عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ ، أنا أبو الطّيّب أحمد بن سليمان الحريري ، نا أبو عبيد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم المادرائي ، نا محمّد بن العباس المبرّد ، نا محمّد بن الوليد ، حدّثني عمي سعيد بن عمرو قال : كنا عند داود بن عيسى يوما وعنده جماعة من القرشيين وغيرهم إذ قال : لقد شهدت من أبي بكر بن عبد الله بن مصعب مشهدا ما شهدت مثله لقد رأيتنا يوما عند أمير المؤمنين الرشيد وأبو بكر بن عبد الله عنده إذ قال أمير المؤمنين من العمران؟ فأسكت الناس فلم يجبه أحد ، قال : فقال أبو بكر بن عبد الله : أبو بكر وعمر يا أمير المؤمنين ، قال : وكيف يكون أبو بكر وعمر؟ فقال : قد قال الفرزدق (٢) :

أخذنا بآفاق السماء عليكم

لنا قمراها والنجوم الطوالع

وإنما أراد الشمس والقمر فعجب لذلك منه وقال : أحسنت يا أبا بكر.

__________________

(١) رسمها بالأصل : «فعد» وفي م : فقد والصواب عن مختصر ابن منظور ٨ / ١٥٣.

(٢) البيت في ديوانه ١ / ٤١٩ والكامل للمبرد ١ / ١٨٧.

١٧٣

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأ أبو الحسن السيرافي ، أنبأ أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط ، قال (١) : مات هارون وعليها ـ يعني مكة ـ محمّد بن عبد الرّحمن المخزومي القاضي ، وعزله المخلوع وولّى داود بن عيسى بن علي فولّاها داود ابنه إبراهيم بن داود ، ثم وثب فخلع داود بن عيسى المخلوع ، ودعا إلى المأمون ، فلما خرجت المبيّضة غلب ابن الأفطس (٢) على مكة ، وأقام الحج ـ يعني سنة إحدى ومائتين ـ داود بن عيسى بن علي (٣).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو بكر بن الطبري ، أنبأ أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، قال (٤) : سنة ثلاث وتسعين ومائة حج بالناس داود بن عيسى بن موسى ، وسنة خمس وتسعين ومائة حج بالناس داود بن عيسى بن موسى.

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ أحمد بن عبيد.

وقرأنا على أبي عبد الله ، عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد بن عبد العزيز ، أنبأ علي بن محمّد بن خزفة ، قالا : نا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، أخبرني سليمان بن أبي شيخ ، قال : قال وكيع بن الجراح : أهل الكوفة اليوم بخير أميرهم داود بن عيسى ، وقاضيهم حفص بن غياث ، ومحتسبهم حفص الدّورقي (٥).

أنبأنا أبو علي الحسن بن خلف بن هبة الله بن قاسم الشامي ، أنبأ أبي أبو القاسم خلف ، نا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ (٦) ، نا أبي أحمد ، نا أبي إبراهيم ، نا أبو محمّد إسحاق بن نافع الخزاعي ، أخبرني إبراهيم بن عبد الرّحمن

__________________

(١) لم أجد الخبر في تاريخ خليفة بن خياط ، وليس لداود ترجمة في طبقاته.

(٢) الأفطس واسمه : الحسن بن علي بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. قاله المصعب الزبيري.

والذي غلب على مكة محمّد بن علي بن حسن بن حسين بن علي بن أبي طالب قاله خليفة في تاريخه ص ٤٦٩.

(٣) في تاريخ خليفة : داود بن عيسى بن موسى.

(٤) كتاب المعرفة والتاريخ ١ / ١٨١ و ١٨٤.

(٥) الخبر في أخبار القضاة لوكيع ٣ / ١٨٤.

(٦) لفظة غير واضحة بالأصل وم ورسمها : «العنعسى» كذا. تركنا مكانها بياضا.

١٧٤

المكي ، عن محمّد بن العياش المكي ، أخبرني بعض المشايخ (ـ ـ ـ ـ ـ ـ) (١) : أن داود بن عيسى بن موسى لما ولي مكة والمدينة أقام بمكة وولّى ابنه سليمان بن داود المدينة وأقام بمكة عشرين شهرا فكتب إليه أهل المدينة ، وقال الزبير بن أبي بكر كتب إليه يحيى بن مسكين بن أيوب بن مخراق يسأله التحول إليهم ويعلمه أن مقامه بالمدينة أفضل من مقامه بمكة وأهدوا إليه في ذلك شعرا قاله شاعرهم يقول فيه :

أداود قد فزت بالمكرمات

وبالعدل في بلد المصطفا

وصرت ثمالا لأهل الحجاز

وسرت بسيرة أهل التقا

وأنت المهذّب من هاشم

وفي منصب العزّ والمرتجى

وأنت الرضا للذي نابهم

وفي كل حالك وابن الرضا

وبالفي أعنيت أهل الحصاص

فعدلك فينا هو المنتهى

ومكة ليست بدار المقام

فهاجر كهجرة من قد مضا

مقامك عشرين شهرا بها

كثير لهم عند أهل الحجى

فصم ببلاد الرسول التي بها

الله خص نبيّ الهدى

ولا يلفتنك عن قرية

مشير مشورته بالهدى

فقبر النبي وآثاره

أحق بقربك من ذي طوى

قال : فلما ورد الكتاب والأبيات على داود بن عيسى أرسل إلى رجال من أهل مكة فقرأ عليهم الكتاب فأجابه رجل منهم يقال له عيسى بن عبد العزيز الشعلبوشي بقصيدة يرد عليه ويذكر فيها فضل مكة وما خصها الله به من الكرامة والفضيلة ويذكر المشاعر والمناقب فقال :

أداود أنت الإمام الرضا

وأنت ابن عمّ نبي الهدى

وأنت المهذّب من كلّ عيب

كبير ومن قتل في الصبا

وأنت المؤمّل من هاشم

وأنت ابن قوم كرام تقا

وأنت غياث لأهل الخصاص

تسد خصاصتهم بالغنا

أتاك كتاب حسود جحود

أسى في مقالته واعتدا

__________________

(١) لفظة غير مقروءة بالأصل وم تركنا مكانها بياضا.

١٧٥

بخير يثرب في شعره

على حرم الله حيث ابتنى

فإن يك (١) يصدق فيما يقول

فلا يسجدن إلى ما هنا

وأيّ بلاد تفوق أمّها

ومكة مكة أم القرى

وربي دحا الأرض من تحتها

ويثرب لا شك فيما دحا

وبيت المهيمن فينا مقيم

يصلى إليه برغم العدى

ومسجدنا بيّن فضله

على غيره ليس في ذا مرا

صلاة المصلى تعدلنّه

ما بين الوفا صلاة وفا

كذلك أتى في حديث النبي

وما قال حق به يقتدى

وأعمالكم كل يوم وفود إلينا

شوارع مثل القطا

فيرفع منها إلاهي الذي

يشاء ويترك ما لا يشا

ونحن تحجّ إلينا العباد

ويرمون شعثا بوتر الحصا

ويأتون من كل فجّ عميق

على أينق (٢) ضمر كالقنا

ليقضوا مناسكهم عندنا

فمنهم شتات ومنهم معا

فكم من ملبّ بصوت حزين

ترى صوته في الهوى قد علا

وآخر يذكر ربّ العباد

ويثني عليه بحسن الثنا

وكلهم أشعث أغبر يؤم

المعرّف (٣) أقصى المدى

فصلّوا به يومهم كله

وقوفا على الجبل حتى المسا

حفاة ضحاة قياما لهم

عجيج ينادون ربّ السما

رجاء وخوفا لما قدموا

وكلّ يسائل دفع البلا

يقولون : يا ربّنا ، اغفر لنا

بعفوك ، واصفح عمن أسا

فلمّا دنا الليل من يومهم

وولّى النهار أجدّوا البكا

وسار الحجيج لهم رجّة

فحلّوا بجمع (٤) بعيد العشا

فيأتوا بجمع فلما بدا

عمود الصباح وولّى الدجى

__________________

(١) الأصل «بك».

(٢) أينق جمع ناقة.

(٣) المعرف كمعظم الموقف بعرفات (القاموس).

(٤) يوم جمع هو يوم عرفة ، وأيام جمع أيام منى (القاموس).

١٧٦

دعوا ساعة ثم شدوا النّسوع

على قلص (١) ثم أمّوا منى

فمن بين من قد قضا نسكه

وآخر يبدأ بسفك الدّما

وآخر يهوى إلى مكة

ليسعا ويدعوه فيمن دعا

وآخر يرمل جوف الطواف

وآخر ماض بأم الصفا

فأتوا بأفضل مما رجوا

وما طلبوا من جزيل العطا

وحج الملائكة المكرمون

إلى أرضنا قبل فيما مضا

وآدم قد حج من بعدهم

ومن بعده أحمد المصطفا

وحجّ إلينا خليل الإله

وهجر بالرمي فيمن رمى

فهذا لعمري لنا رفعة

جبانا بهذا شديد القوى

ومنا النبيّ نبيّ الهدى

وفينا تنبّى ومنا ابتدى

ومنا أبو بكر بن الكرام

ومنا أبو حفص المرتجى

وعثمان منا فمن مثله

إذا عدّد الناس أهل التقا

ومنا علي ومنا الزبير

وطلحة منا وفينا انتشا

ومنا ابن عباس ذو المكرمات

نسيب النبي وخلف الندى

ومنا قريش وآباؤها

فنحن إلى فخرنا المنتها

ومنا الذين بهم يفخرون

فلا يفخرون علينا بنا

نفخر الآبي لنا رفعة

وفينا من العجز ما قد كفا

وزمزم والحجر فينا فهل

لكم مكرمات كما قد لنا

وزمزم طعم وشرب لمن

أراد الطعام وفيه الشفا

وزمزم ينقّي هموم الصدور

وزمزم من كل سقم دوا

ومن جاء زمزم من جائع

إذا ما تضلّع (٢) منها اكتفا

وليست كزمزم في أرضكم

كما ليس نحن وأنتم سوا

وفينا سقاية عمّ الرسول

ومنها النبيّ امتلا وارتوا

__________________

(١) قلص وقلائص جمع قلوص ، من الإبل الشابة خاص بالإناث (قاموس).

(٢) تضلع : امتلأ شبعا أو ريّا حتى بلغ الماء أضلاعه (القاموس).

١٧٧

وفينا المقام فأكرم به

وفينا المحصّب (١) والمجتبا

وفينا الحجون (٢) ففاخرته

وفينا كداء (٣) وفينا كدا

وفينا الأباطح (٤) والمرويان

فبخ بخ فمن مثلنا يا فتى

وفينا المشاعر منشأ النبي

وأجياد والركن والمتّكا

وثور فهل عندكم مثل ثور

وفينا ثبير (٥) وفينا حرا (٦)

وفيه اختبأ نبي الإله

ومعه أبو بكر المرتضى

وكم بين أجداد جاء فخر

وبين العبسي فيما ترا

وبلدتنا حرم لم تزل محرّمة

الصيد فيما حلا

ويثرب كانت فلا تكذبن

حلالا فلم بين هذا وذا

فحرّمها بعد ذاك النبيّ

فمنّ أحل ذلك جاز كدا

ولو قتل الوحش في يثرب

إلى فدى الوحش حتى اللقا

ولو قتلت عندنا نملة

أخذتم بها أو تودوا الفدا

ولو لا زيارة قبر النبيّ

لكنتم كسائر من قد يرى

وليس النبيّ بها ثاويا

ولكنه في جنان العلا

فإن قلت قولا خلاف الذي

أقول فقد قلت كلّ الخطا

فلا تفحشن علينا المقال

ولا تنطقن بقول الخنا

ولا تفخرن بما لم يكن

ولا ما يشينك عند الملا

ولا تهج بالشعر أرض الحرام

وكفّ لسانك عن ذي طوى

وإلّا فجاءك ما لا تريد

من الشتم في يثرب والأذى

__________________

(١) المحصب : الشعب الذي مخرجه إلى الأبطح ساعة من الليل ، أو المحصب : موضع رمي الجمار بمنى (القاموس).

(٢) الحجون : جبل بمعلاة مكة.

(٣) كداء بالفتح والمدّ بأعلى مكة عند المحصب دار النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وكدّى بضم الدال وتنوين الدال بأسفل مكة عند ذي طوى بقرب شعب الشافعيين.

(٤) الأبطح يضاف إلى مكة وإلى منى لأن المسافة بينه وبينهما واحدة.

(٥) ثور وثبير : جبلان بمكة ، والأثبرة أربعة انظر معجم البلدان.

(٦) وحراء بالكسر والتخفيف جبل من جبال مكة.

١٧٨

فقد تمكن القول في أرضكم

نسب العقيق (١) ووادي قبا

فأجابهما رجل ـ من بني عجل ـ ناسك كان مقيما بجدة مرابطا فحكم بينهما فقالا

إني قضيت على الذين تماريا

في فضل مكة والمدينة فاسألوا

فلسوف أخبركم بحقّ فافهموا

فالحكم حينا قد يجور ويعدل

وأنا الفتى العجلي جدة مسكني

وخزانة الحرم التي لا تجهل

وبها الجهاد مع الرباط وإنها

لبها الوقيعة لا محالة ينزل

من آل حام في أواخر دهرها

وشهيدها بشهيد بدر يعدل

شهداؤنا قد فضلوا بسعادة

وبها السرور لمن يموت فيقتل

يا أيها المدني أرضك فضلها

فوق البلاد وفضل مكة أفضل

أرض بها البيت المحرّم قبلة

للعالمين له المساجد تعدل

حرم حرام أرضها وصيودها

والصيد في كلّ البلاد محلّل

وبها المشاعر والمناسك كلها

وإلى فضيلتها البرية ترحل

وبها المقام وحوض زمزم مترعا

والحجر والركن الذي لا يرحل

والمسجد العالي الممجد والصفا

والمشعران لمن يطوف ويرمل

هل في البلاد محلة معروفة

مثل المعروف أو محلّ تحلل

أو مثل جمع في المواطن كلها

أو مثل خيف (٢) منا بأرض منزل

فلكم مواضع لا يرى بحرابها

إلّا الدماء ومحرم ومحلّل

شرفا لمن وافى المعرّف ضيفه

شرفا له ولأرضه إذ ينزل

وبمكة الحسنات يضعف أجرها

وبها المسيء عن الخطيئة يسأل

يجزي المسيء عن الخطيئة مثلها

وتضاعف الحسنات منه وتقبل

ما ينبغي لك أن تفاخر يا فتى

أرض بها ولد النبيّ المرسل

بالشعب دون الردم (٣) مسقط رأسه

وبها نشا صلى عليه المرسل

__________________

(١) العقيق بناحية المدينة فيه عيون ونخل.

وقبا : قرية على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة.

(٢) خيف بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره فاء انظر معجم البلدان ٢ / ٤١٢.

(٣) الردم : وهو ردم بني جمح بمكة.

١٧٩

وبها أقام وجاءه وحي السما

وسرا به الملك الرفيع المنزل

ونبوة الرّحمن فيها أنزلت

والدين فيها قبل دينك أول

هل بالمدينة هاشمي ساكن

أو من قريش ناشئ أو مكهل

إلّا ومكة أرضه وقراره

لكنهم عنها نبوا فتحولوا

فكذاك هاجر نحوكم لما أتى

إن المدينة هجرة فتجمّلوا

فاخرتم وقربتم ونصرتم

خير البرية حقكم أن تفعلوا

فضل المدينة بيّن ولأهلها

فضل قديم نوره يتهلل

من لم يقل إنّ الفضيلة فيكم

قلنا : كذبت ، وقول ذلك أرذل

لا خير فيمن ليس يعرف فضلكم

من كان يجهله فلسنا نجهل

في أرضكم قبر النبي وبيته

والمنبر العالي الرفيع الأطول

فيها قبور السابقين بفضلهم

عمر وصاحبه الرفيق الأفضل

والعترة الميمونة اللاتي

سبقت فضيلتهم كلّ من يتفضل

آل النبي بنو عليّ أنهم

أمسوا ضياء للبرية يشمل

يا من يبصّ إلى المدينة عينه

قبل الصغار وصغر خدك أسفل

إنّا لنهواها ونهوى أهلها

وودادها حقا على من يعقل

قل للمديني الذي يرى

دار داود الأمير ويستحث ويعجل

قد جاءكم داود بعد كتابكم

قد كان خيلك في أميرك يقتل

فاطلب أميرك فاستزره ولا تقع

في بلدة عظمت فوعظك أفضل

فساق الإله لبطن مكة ديمة

يروي بها وعلى المدينة يسبل

٢٠٥٦ ـ داود بن عيسى النّخعي

من أهل الكوفة سكن دمشق ، وروى عن أبي جحيفة السّوائي ، ومنصور ، وسليمان الأعمش ، وعرو بن دينار ، وليث بن أبي سليم ، وسعيد بن جبير ، وسعيد بن مسروق الثوري ، وعاصم بن عبيد الله ، وميسرة بن حبيب ، وإسماعيل بن مسلم المكي ، وأبان بن تغلب ، وأبي هارون العبدي ، وسماك بن حرب ، ومحمّد بن

١٨٠