فلما اشتد مصعب على الناس ، ومنعهم من إغارة بعضهم على بعض ، وضربهم ، شكوه إلى مروان ، فأراد عزله ، فدخل عليه المسور بن مخرمة ، فقال له : ما ترى فيما يصنع مصعب؟ فقال المسور (٥) :
ليس بهذا م |
|
ن سياق عتب |
يمشى القطوف |
|
وينام الركب |
وذكر الزبير هذا الخبر فى موضع آخر ، وزاد فيه بعد قوله الركب : فلم يزل على الشّرط حتى مات معاوية. وفى هذا الخبر ، أنه كان يهدم على الناس دورهم.
وقال الزبير : حدثنى مصعب بن عبد الله قال : أخبرنى مصعب بن عثمان : أنه ساء الذى بين معاذ بن عبيد الله ، ومصعب بن عبد الرحمن ، وتباعدا ، فلم يكن شىء أحبّ إلى مصعب بن عبد الرحمن ، من أن يؤتى بمعاذ بن عبيد الله فى شىء ، ومصعب على الشّرط ، فأتاه رجل من الحاجّ يدمى أنفه ، فاستعداه على معاذ وقال : كسر أنفى ، اشترى منى ثوبا واستتبعنى إلى منزله ، فحبسنى بالدراهم ، فاستعجلته ، فخرج علىّ فكسر أنفى. فأرسل إليه مصعب فأتاه فلما رآه مصعب استحيى منه ، فنكس رأسه ، ثم قال : الله أنك اشتريت من رجل من الحاج ثوبا ، فحبسته بدراهمه ، فاستعجلك بها ، فخرجت عليه فكسرت أنفه ، أنّ ذلك من الحق؟ قال : فنكس معاذ رأسه ، ثم قال : الله أن يكون الأمر كما وصف ، يستحثنى بدراهمه ، فأخرج إليه أحملها ، وأعتب عليه الصّياح ، فيقول لى : أتريد أن تقتلنى كما قتلت ابن هبّار؟ (إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ) [القصص : ١٩] أن ذلك من الحق؟ فرفع مصعب رأسه مغضبا ، ثم أقبل على الحاج ، فقال : أقلتها؟ قال : قد قلتها ، فمه؟ قال : اردد عليه ثوبه ، قم ، فقد أهدرت دمك ، هلمّ لك يا معاذ. فأجلسه معه ، وكان سبب صلح بينهما.
قال الزبير : وقد كان عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة القرشى الأموى ، إذ كان واليا ليزيد بن معاوية ، ولىّ مصعبا الشرط ، ثم أمره بهدم دور بنى هاشم ، ومن كان فى حيّزهم والشدّة عليهم ، وبهدم دور أسد بن عبد العزى والشدة عليهم ، حين خرج الحسين بن على بن أبى طالب ، وعبد الله بن الزبير ، وأبيا بيعة يزيد ، فقال له مصعب : «أيها الأمير! إنه لا ذنب لهؤلاء ، ولست أفعل». فقال : انتفخ سحرك يا ابن أم حريث ـ وكانت أمه
__________________
(٥) انظر نسب قريش ٨ / ٢٦٨.
سبيّة من بهراء ـ ألق سيفنا؟. فرمى بالسيف ، وخرج عنه ، ولحق بابن الزبير ، فقتل فى الحصر الأول ، حصر الحصين بن نمير ، وكان من أشد الناس بطشا ، وأشجعهم قلبا.
وقال الزبير : أخبرنى عمى مصعب بن عبد الله ، قال : سمعت أبى ، عبد الله بن مصعب يقول : خرج مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ، ومصعب بن الزبير ، والمختار بن أبى عبيد ، والمختار يومئذ مع عبد الله بن الزبير بمكة فى طاعته ، فخرجوا ثلاثتهم ، فوقعوا على مسلحة للحصين بن نمير ، فهاجوا بهم ، فباتوا يقاتلونهم ، فأصبحوا ، وقد قتلوا من أهل الشام مائة رجل.
وقال : قال عمى : قال محمد بن عمر الواقدى لى فى بعض إسناده : كان يعرف قتلى مصعب بن عبد الرحمن بوثبات بينهن ، كان ذرع كل وثبة اثنى عشر ذراعا ، وكان لا يخفى جرح سيفه.
وقال الزبير : حدثنى عمى مصعب بن عبد الله قال : حدثنى الزبير بن خبيب ، قال : أصاب مصعبا سهم فقتله ، فرثاه رجل من جذام ، فقال (٦) [من الطويل] :
ولله عينا من رأى مثل مصعب |
|
أعف وأقضى بالكتاب وأفهما |
وقالوا أصابت مصعبا بعض نبلهم |
|
فعز علينا من أصيب وعزما |
وشد أبو بكر لدى (٧) الركن شدة |
|
أبت للحصين أن يطاع فيغرما |
مشدّ امرئ لم يدخل الذّلّ قلبه |
|
ولم يك أعمى من هدى الله أبكما |
وقال الزبير : وأنشدنيهما محمد بن الضحاك الحزامى عن ابنه أرى العنق الجذامى.
وقال الزبير : وأنشدنى عبد الرحمن بن يحيى العدوى ، لرجل من العرب ، أسماه لى ، فأنسيت اسمه ، فى مقتل مصعب بن عبد الرحمن ، والمنذر بن الزبير ، وقتلا فى حصار الحصين بن نمير [من الكامل] :
إن الإمام ابن الزبير فإن أبى |
|
فذروا الإمارة فى بنى الخطاب |
لستم لها أهلا ولستم مثله |
|
فى فضل سابقة وفصل خطاب |
وغدا النّعىّ بمصعب وبمنذر |
|
وكهول صدق سادة وشباب |
قتلوا غداة قعيقعان وحبّذا |
|
قتلاهم قتلى ومن أسلاب |
أقسمت لو أنى شهدت فراقهم |
|
لا خترت صحبتهم على الأصحاب |
وقال الزبير : حدثنى غير واحد من أصحابنا ، منهم محمد بن الضحاك بن عثمان
__________________
(٦) انظر نسب قريش ٨ / ٢٦٩.
(٧) فى نسب قريش : لذا.
الحزامى ، وعمى مصعب بن عبد الله ، ومحمد بن الحسن ، قالوا : كان ابن الزبير فى الحصار الآخر ، حصار الحجاج ، يشدّ على أهل الشام فيكشفهم ، ثم يرجع إذا انكشفوا ، وهو يقول (٨) :
يا له فتى لو كان له رجال |
|
لو كان له مصعب ومصعب والمختار |
٢٤٦٨ ـ مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى بن كلاب القرشى العبدرى ، يكنى أبا عبد الله :
ذكره الزبير بن بكار ، فقال : مصعب الخير. وذكر نسبه إلى عبد الدار ، ثم قال : هو المقرئ ، بعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الأنصار ، يقرئهم القرآن بالمدينة ، قبل قدوم رسول اللهصلىاللهعليهوسلم بالمدينة ، فأسلم على يده خلق كثير ، وشهد بدرا ، وكان معه اللواء ، حتى قتل يوم أحد.
كان من السابقين إلى الإسلام ، أسلم والنبى صلىاللهعليهوسلم فى دار الأرقم ، وكتم إسلامه خوفا من أبيه وقومه ، كان يختلف إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم سرا ، فبصر به عثمان بن طلحة العبدرى ، ورآه يصلّى ، فأخبر به قومه وأمه ، فأخذوه وحبسوه ، فلم يزل محبوسا إلى أن خرج إلى أرض الحبشة مهاجرا ، فى أول من هاجر إليها ، ثم بعثه النبى صلىاللهعليهوسلم بعد عوده من الحبشة إلى المدينة ، ليقرئ من أسلم من أهلها القرآن ويفقههم فى الدين ، وكان بعثه إلى المدينة بعد العقبة الثانية ، وقبل أن يهاجر النبى صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة ، ثم شهد بدرا مع النبى صلىاللهعليهوسلم ، ولم يشهدها من بنى عبد الدار مسلم سواه ، وسوى سويبط بن سعد بن حرملة السابق ذكره. ثم شهد أحدا واستشهد بها ، قتله ابن قمئة الليثى ، فيما قال ابن إسحاق.
قال ابن عبد البر : ولم يختلف أهل السّير ، أن راية رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم بدر ويوم أحد ، كانت بيد مصعب بن عمير ، فلما قتل يوم أحد ، أخذها على بن أبى طالب. قال : وكان من جلّة الصحابة وفضلائهم ، وكان يدعى القارئ والمقرئ ، ويقال : إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة. قال البراء بن عازب : أول من قدم علينا من المهاجرين المدينة : مصعب بن عمير ، أخو بنى عبد الدار. انتهى.
قال النووى : وأسلم على يده سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير ، وكفى بذلك فضلا
__________________
(٨) لا يوجد وزن شعرى أو معنى مستقيم لهذا البيت.
٢٤٦٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٥٨٢ ، الإصابة ترجمة ٨٠٢٠ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٣٦).
وأثرا فى الإسلام ، وكان قبل إسلامه أنعم فتى بمكة ، وأجوده حالة ، وأكمله شبابا وجمالا وجودا ، وكان أبواه يحبانه حبا كثيرا ، وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب بمكة ، وكان أعطر أهل مكة ، ثم انتهى به الحال فى الإسلام ، إلى أن كان عليه بردة مرقوعة بفرو. انتهى.
ولما مات مصعب ، لم يوجد له ما يكفّنه إلا بردة ، إذا غطى بها رأسه خرجت رجلاه ، وإذا غطّيت بها رجلاه خرج رأسه ، فأمر النبى صلىاللهعليهوسلم ، أن يغطّى بها رأسه ، وأن يجعل على رجليه من الإذخر.
وكان رضى الله عنه حين قتل ، ابن أربعين سنة أو يزيد شيئا ، وفيه وفى أصحابه على ما قيل ، نزلت : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) [الأحزاب : ٣٣] الآية.
وذكر الواقدى عن إبراهيم بن محمد بن العبدىّ ، عن أبيه ، أن النبى صلىاللهعليهوسلم ، كان يذكر مصعبا فيقول : «ما رأيت بمكة أحسن لمّة ، ولا أرق حلّة ، ولا أنعم نعمة ، من مصعب ابن عمير».
وذكر الواقدى فى سنده : أنه كان يلبس النعال الحضرمى.
لخصت هذه الترجمة من الاستيعاب لابن عبد البر.
٢٤٦٩ ـ مصعب بن محمد بن شرحبيل [بن أبى عزيز القرشى ، العبدرى ، المكى :
روى عن ذكوان أبى صالح السمان ، وأبيه محمد بن شرحبيل ، ويعلى بن أبى يحيى. روى عنه سفيان الثورى ، وسفيان بن عيينة ، وسهيل بن أبى صالح.
قال أحمد بن حنبل : لا أعلم إلا خيرا ، قال يحيى ابن معين : ثقة : قال أبو حاتم : صالح ، يكتب حديثه ولا يحتج به. وذكره ابن حبان فى الثقات.
روى له أبو داود ، والنسائى ، وابن ماجة](١).
__________________
٢٤٦٩ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ الدورى ٢ / ٥١٧ ، التاريخ الكبير للبخارى ترجمة ١٥١٩ ، التاريخ الصغير ١ / ٣٢٢ ، الجرح والتعديل ٨ / ١٤٠٨ ، الثقات لابن حبان ٤٧٧ ، الكاشف ٣ / ٥٥٦١ ، ميزان الاعتدال ترجمة ٨٥٧٠ ، تهذيب الكمال ٥٩٨٩ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٦٤ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٥٢ ، خلاصة الخزرجى ٣ / ٧٠٢٦).
(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل ، وأوردناه من تهذيب الكمال.
٢٤٧٠ ـ المطعم [......](١).
* * *
من اسمه المطلب
٢٤٧١ ـ المطلب بن الأزهر بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة القرشى الزهرى :
أخو عبد الرحمن ، وطليب بن الأزهر. ذكر الزبير أن المطلب وطليب ، من مهاجرة الحبشة ، وأنهما ماتا جميعا بها. انتهى. وقال : وخرج المطلب لما هاجر إلى الحبشة بامرأته رملة ابنة أبى عوف بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم ، وولدت له بأرض الحبشة ، ابنه عبد الله بن المطلب.
٢٤٧٢ ـ المطلب بن أبى وداعة ، واسم أبى وداعة ، الحارث بن صبيرة بن سعيد ـ بضم السين ـ بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى بن غالب القرشى السهمى ، يكنى أبا عبد الله :
أمه أروى بنت الحارث بن عبد المطلب ، أسلم هو وأبوه يوم الفتح ، وروى عن النبىصلىاللهعليهوسلم حديثا فى الطواف ، وروى أيضا عن حفصة بنت عمر بن الخطاب أم المؤمنين ، [......](١) روى عنه بنوه : كثيّر ، وجعفر ، وعبد الرحمن ، والسائب بن يزيد ، وعكرمة بن خالد المخزومى.
__________________
٢٤٧٠ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
٢٤٧١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٤٠ ، الإصابة ترجمة ٨٠٤٢ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٥٠ ، الثقات ٣ / ٤٠١ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٧٩ ، الكاشف ٣ / ١٥١ ، المصباح المضىء ١ / ٣٣٤ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٧ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٣٣٦ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٧٨ ، بقى بن مخلد ٤٤١ ، التاريخ الكبير ٨ / ٧).
٢٤٧٢ ـ انظر ترجمة فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٤٣ ، الإصابة ترجمة ٨٠٤٦ ، أسد ترجمة الغابة ٤٩٥٣ ، طبقات ابن سعد ٦ / ٩ ، تاريخ الدورى ٢ / ٥٧١ ، طبقات خليفة ٢٦ ، العلل لأحمد ابن حنبل ٢ / ٣٢٢ ، التاريخ الكبير للبخارى ترجمة ١٩٤١ ، التاريخ الصغير ٢ / ٢٠ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٤٩٩ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٦٤١ ، الجمع لابن القيسرانى ٢ / ٥٢٥ ، أنساب القرشيين ٤٢١ ، الكامل فى التاريخ ٢ / ١٣٢ ، ٢٥٣ ، الكاشف ٣ / ٥٥٧٩ ، التجريد ٢ / ٢٩٢ ، تهذيب الكمال ٦٠٠٨ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٧٩ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٥٤ ، خلاصة الخزرجى ٣ / ٧٠٤١).
(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة ، وذكره مسلم فى الصحابة المكيين ، وذكره فيهم ابن سعد كاتب الواقدى.
قال ابن عبد البر : أسلم يوم فتح مكة ، ثم نزل الكوفة ، ثم نزل بعد ذلك المدينة ، وله بها دار. روى عنه أهل المدينة. قال مصعب الزبيرى : أسر أبوه وداعة ـ يوم بدر ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تمسّكوا به ، فإن له ابنا كيّسا بمكة». فقالت قريش ، بعضها لبعض : لا تعجلوا فى فداء أساركم ، فيأرب بكم محمد ، فخرج المطلب سرّا حتى فدى أباه بأربعة آلاف درهم ، وهو أول أسير فدى ، ولامته قريش فى بداره ودفعه فى الفداء ، فقال : ما كنت لأدع أبى أسيرا ، فشخص الناس بعده ، ففدوا أساراهم.
٢٤٧٣ ـ المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى :
روى عن النبى صلىاللهعليهوسلم : «أبو بكر وعمر منّى بمنزلة السمع والبصر من الرأس» (١). إسناده ليس بالقوى.
ومن ولد المطلب بن حنطب هذا : الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب ، كان أكرم أهل زمانه وأسخاهم ، ثم تزهّد فى آخر عمره ، ومات بمنبج (٢) ، وفيه يقول الراتجى يرثيه [من البسيط](٣) :
سألوا عن الجود والمعروف ما فعلا |
|
فقلت إنهما ماتا مع الحكم (٤) |
ماتا مع الرجل الموفى بذمته |
|
قبل السؤال إذا لم يوف بالذّمم |
انتهى ذكر هذه الترجمة هكذا عند ابن عبد البر فى الاستيعاب.
__________________
٢٤٧٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٤١ ، الإصابة ترجمة ٨٠٤٤ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٥١ ، الثقات ٣ / ٤٠١ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٧٩ ، الكاشف ٣ / ١٥١ ، المصباح المضىء ١ / ٣٣٤ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٧ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٣٣٦ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٧٨ ، بقى بن مخلد ٤٤١ ، التاريخ الكبير ٨ / ٧).
(١) ذكره الهندى فى كنز العمال رقم ٣٢٦٥٥.
(٢) منبج : من بلاد الجزيرة ، على نهر الفرات قرب حلب. انظر : معجم البلدان (منبج).
(٣) انظر الأبيات فى الاستيعاب ترجمة ٢٤٤١.
(٤) فى الآمالى :
سألوا عن المجد والمعروف ما فعلا |
|
فقلت إنهما ماتا مع الحكم |
٢٤٧٤ ـ المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشى الهاشمى :
كان عاملا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وذكره المزى فى التهذيب ، فقال : ابن عم النبى صلىاللهعليهوسلم ، له صحبة ، وقيل إنه عبد المطلب بن ربيعة.
روى عن النبى صلىاللهعليهوسلم. روى عنه عبد الله بن الحارث بن نوفل ، وفى إسناد حديثه اختلاف. وقد ذكرناه فى ترجمة أنس بن أبى أنس.
روى له الأربعة ، إلا أن ابن ماجة قال فيه : المطلب بن أبى وداعة ، وهو وهم ، والله أعلم.
٢٤٧٥ ـ المطلب بن عبد الله بن حنطب بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى :
قال الزبير بن بكار : كان من وجوه قريش ، روى عنه الحديث. وأمه أم أبان بنت الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس. ومن ولده الحكم بن المطلب بن عبد الله ، كان من سادة قريش ووجوهها. وكان ممدّحا.
ثم قال الزبير : حدثنى عبد الرحمن بن عبد الله الزهرى ، عن بعض عمومته ، عن محمد ابن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ، قال : كان الحارث بن المطلب لى صديقا ، فحج أبوه بعد موته ، فلقيته بمنى ، وهو ماش يريد مضربه ، فلسمت عليه ، فتوكّأ على يدى ، وذكر ابنه الحارث ، حيث رآنى فبكى ، فقطرت قطرة من دمعه على
__________________
٢٤٧٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٤٢ ، الإصابة ترجمة ٨٠٤٥ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٥٢ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٤٩٩ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٦٤٢ ، الكاشف ترجمة ٥٥٧٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٨٩١ ، تهذيب الكمال ٦٠٠٤ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١١٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٥٣ ، خلاصة الخزرجى ٣ / ٧٠٣٧).
٢٤٧٥ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ١ / ١٤٢ ، ١٦٠ ، ٢ / ١٧٦ ، ١٨٢ ، ٣ / ٦٧ ، ٣٠٥ ، ٤٠٦ ، ٤٦٥ ، ٥ / ١١ ، ٨ / ٣١ ، ٩١ ، تاريخ الدورى ٢ / ٥٧٠ ، طبقات خليفة ٢٤٥ ، ٢٥٦ ، التاريخ الكبير للبخارى ترجمة ١٩٤٢ ، التاريخ الصغير ١ / ١٧ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٢٢٣ ، ٢٤٦ ، ٢٨٢ ، ٣٧٤ ، ٤٥٩ ، ٢ / ٤٧٢ ، ٣ / ١٦٢ ، تاريخ أبى زرعة ٧٢٠ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٦٤٤ ، المراسيل ٢٠٩ ، ٢١٠ ، الثقات لابن حبان ٥ / ٤٥٠ ، سؤالات البرقانى للدارقطنى ٢٩٥ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ٣١٧ ، الكاشف ٣ / ٥٥٧٧ ، تهذيب الكمال ٦٠٠٦ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٧٨ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٥٤ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٣٠٣ ، ميزان الاعتدال ترجمة ٨٥٩٣ ، جامع التحصيل ٧٧٤ ، خلاصة الخزرجى ٧٠٣٩).
ذراعى ، فوجدتها باردة ، فبلغت به منزله ، ثم رجعت إلى أبى ، فقلت له : اعلم أنى أحسب المطلب سيموت ، فقال : وما ذاك؟ فقلت له : توكأ على يدى ، وذكر ابنه والحرمة التى كانت بينى وبينه فبكى ، فقطرت قطرة من دمعه على ذراعى فوجدتها باردة. ولما صار المطلب إلى مضربه قال : هاهنا كان مضجع الحارث العام الأول ، وجعل يردد ذلك حتى مات من ساعته.
ومن أخبار الحكم بن المطلب هذا فى الجود ، ما ذكره الزبير بن بكار ، لأنه قال : فأخبرنى عمى مصعب بن عبد الله ، عن مصعب بن عثمان ، عن نوفل بن عمارة ، قال : إن رجلا من قريش ، ثم من بنى أمية بن عبد شمس ، له قدر وخطر ، لم يسمّ لى ، لحقه دين ، وكان له مال من نخل وزرع ، فخاف أن يباع عليه ، فشخص من المدينة يريد الكوفة ، يعمد خالد بن عبد الله القسرى ، وكان واليا لهشام بن عبد الملك على العراق ، وكان يبرّ من قدم عليه من قريش ، فخرج الرجل يريده ، وأعدّ له هدايا من طرف المدينة ، حتى قدم فيدا(١) فأصبح بها ، ونظر إلى فسطاط عنده جماعة ، فسأل عنه ، فقيل : للحكم بن المطلب ، فلبس نعليه ، ثم خرج حتى دخل عليه ، فلما رآه ، قام إليه ، فتلقاه فسلّم عليه ، ثم أجلسه فى صدر فراشه ، ثم سأله عن مخرجه ، فأخبره بدينه ، وما أراد من إتيان خالد بن عبد الله القسرى ، فقال له الحكم : انطلق بنا إلى منزلك ، فلو علمت مقدمك لسبقتك إلى إتيانك ، فمضى معه حتى أتى منزله ، فرأى الهدايا التى أعد لخالد ، فتحدث معه ساعة ، ثم قال : إن منزلنا أحضر عدّة ، وأنت مسافر ، ونحن مقيمون ، فأقسمت عليك إلا قمت معى إلى المنزل ، وجعلت لنا من هذه الهدايا نصيبا فقام معه الرجل فقال : خذ منها ما أحببت.
فأمر بها فحملت كلها إلى منزله ، وجعل الرجل يستحيى أن يمنعه منها شيئا ، حتى صار معه إلى المنزل ، فدعا بالغداء ، وأمر بالهدايا ، ففتحت ، فأكل كل منها ومن حضره ، ثم أمر ببقيتها ترفع إلى خزائنه ، وقام فقام الناس ، ثم أقبل على الرجل ، فقال : أنا أولى بك من خالد ، وأقرب إليك رحما ومنزلا ، وهاهنا مال للغارمين ، أنت أولى الناس به ، ليس لأحد عليك فيه منّة إلا الله عزوجل ، تقضى دينك.
ثم دعا بكيس فيه ثلاثة آلاف دينار ، فدفعه إليه وقال : قد قرّب الله عزوجل عليك الخطو ، فانصرف إلى أهلك مصاحبا محفوظا. فقام الرجل من عنده ، يدعو له ويشكره ، فلم تكن له همة إلى الرجوع إلى أهله ، وانطلق الحكم معه يشّيعه ، فسار معه شيئا ، ثم
__________________
(١) فيدا : موضع فى منتصف طريق الحاج من الكوفة إلى مكة. انظر : معجم البلدان (فيدا).
قال له : كأنى بزوجتك قد قالت لك : أين طرائف العراق : بزّها وخزّها وعراضاتها؟ ما كان لنا معك نصيب؟ ثم أخرج صرّة قد حملها معه ، فيها خمسمائة دينار ، فقال : أقسمت عليك إلا جعلت هذه لها عوضا من هدايا العراق ، وودّعه وانصرف.
وذكر الزبير فى وفاة الحكم بن المطلب خبرا طريفا ، لأنه قال : وسمعت القاسم بن محمد بن المعتمر بن عياض بن حمنن بن عوف ، يحدّث أبى بمنى ، فى سنة أربع وتسعين ومائة ، قال : أخبرنى حميد بن معيوف ، عن أبيه ، قال : كنت فيمن حضر الحكم بن المطلب عند موته ، فلقى من الموت شدة ، فقلت ـ أو قال رجل ممن حضره ، وهو فى غشيه ـ : اللهم هوّن عليه ، فإنه كان وكان ـ يثنى عليه ـ وقال : فأفاق فقال : من المتكلم؟ فقال المتكلم : أنا. قال : إن ملك الموت عليهالسلام يقول لك : إنى بكل سخىّ رفيق ، فكأنما كانت فتيلة أطفئت. انتهى.
ولم يمت الحكم حتى تزهد بثغر منبج ، وفيه يقول الراتجى يرثيه ، على ما روى الزبير ابن بكار عن عمه [من البسيط] :
ما ذا بمنبج لو نبش مقابرها |
|
من التهرّم بالمعروف والكرم |
سألوا عن الجود والمعروف أين هما |
|
فقلت إنهما ماتا مع الحكم |
ماتا مع الرجل الموفى بذمته |
|
قبل السؤال إذا لم يوف بالذمم |
٢٤٧٦ ـ مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدى بن كعب بن لؤى القرشى العدوى :
كان اسمه العاص ، فسماه رسول الله صلىاللهعليهوسلم «مطيعا». وقال لعمر بن الخطاب : «إن ابن عمك العاصى ليس بعاص ، ولكنه مطيع» ويروى فى سبب تسمية رسول اللهصلىاللهعليهوسلم إياه مطيعا ، خبر ، ذكره الزبير بن بكار ، فقال : حدثنى إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس ، حدثنى أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد ، عن أبان بن عثمان ، قال : جلس النبى صلىاللهعليهوسلم على المنبر ، فقال : اجلسوا. فدخل العاصى بن الأسود ، فسمع النبى صلىاللهعليهوسلم يقول : اجلسوا ، فجلس. فلما نزل النبى صلىاللهعليهوسلم ، جاء العاص إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما لى لم أرك فى الصلاة؟. فقال : بأبى أنت وأمى ، دخلت ، فسمعتك تقول :
__________________
٢٤٧٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٥٨٥ ، الإصابة ترجمة ٨٠٤٩ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٥٤ ، الثقات ٣ / ٤٠٥ ، التاريخ الصغير ١ / ٦١ ، الرياض المستطابة ٢٦١ ، المتحف ٣٢٤ ، الطبقات ٢٣ ، عنوان النجابة ١٥٧ ، بقى بن مخلد ٨٦٩ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٨٠ ، الكاشف ٣ / ١٥١ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٤ ، التاريخ الكبير ٨ / ٤٧ ، الجرح والتعديل ٨ / ٣٩٩ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٣٣٧ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٨١).
اجلسوا ، فجلست حيث انتهى إلىّ السمع ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لست بالعاصى ، ولكنك مطيع. فسمى مطيعا. فى حديث أكثر من هذا.
قال الزبير : ولم يدرك الإسلام من عصاة قريش ، غير مطيع ، كان اسمه العاصى ، فسماه رسول الله صلىاللهعليهوسلم مطيعا. وذكر ابن عبد البر ، أن إسلامه كان يوم فتح مكة ، وأنه من المؤلفة قلوبهم. ومن حديثه ، أنه سمع النبى صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا يقتل قرشى صبرا بعد اليوم» يعنى فتح مكة. وقال : قال العدوى : هو أحد السبعين الذين هاجروا من بنى عدى. انتهى.
وهو والد عبد الله بن مطيع ، الذى كان أمير أهل المدينة يوم الحرة ، وفى كونه كان أميرا على جميع أهل المدينة ، أو على قريش فقط ، خلاف سبق.
روى عنه ابنه عبد الله بن مطيع ، وعيسى بن طلحة بن عبيد الله.
روى له البخارى فى الأدب المفرد ، ومسلم.
قال الزبير : ومات مطيع بن الأسود بالمدينة ، فى خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه ، وأوصى إلى الزبير بن العوام بتركته ، وأن يتزوج زوجته الحلال بنت قيس الأسدية ، من أسد خزيمة ، وأن يقطع رجله ، وكان شعب ، فأبى الزبير أن يقبل وصيته ، وقال : فى قومك سعيد بن زيد ، وعبد الله بن عمر ، فقال : له : يا أبا عبد الله ، اقبل وصيتى ، فإنى سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول : لو كنت تاركا بعدى ضياعا ، لأوصيت إلى الزبير ، فإنه ركن من أركان الإسلام. فقبل الزبير وصيته ، وقطع رجله ، وتزوج زوجته ، فولدت له خديجة الصغرى بنت الزبير. انتهى.
وذكره مسلم فى الصحابة المكيين. وذكر النووى فى موضع وفاته خلافا ، هل هو بمكة أو بالمدينة.
٢٤٧٧ ـ مظاهر بن أسلم [ويقال ابن محمد بن أسلم القرشى المخزومى المدنى :
روى عن سعيد المقبرى ، والقاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق ، وابن جريج. وروى عنه سفيان الثورى ، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد.
__________________
٢٤٧٧ ـ انظر ترجمته فى : (سؤالات ابن الحنيد لابن معين ١٠١ ، التاريخ الكبير للبخارى ٨ / ٢١٨٩ ، ٢٢١١ ، التاريخ الصغير ٢ / ١٢٨ ، ١٢٩ ، الجرح والتعديل ترجمة ٢٠٠٣ ، الثقات لابن حبان ٧ / ٥٢٨ ، الكاشف ترجمة ٥٥٨٧ ، ديوان الضعفاء ٤١٥٥ ، المغنى ترجمة ٦٢٩٥ ، تهذيب الكمال ٦٠١٦ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٨٣ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٥٥).
قال يحيى بن معين : ليس بشىء. قال أبو حاتم : منكر الحديث ، ضعيف الحديث. وقال أبو داود : رجل مجهول ، وحديثه فى طلاق الأمة منكر. قال الترمذى : لا يعرف له فى العلم غير هذا الحديث ، وقال فيه : غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث مظاهر. وضعفه النسائى. وذكره ابن حبان فى الثقات. روى له أبو داود ، والترمذى ، وابن ماجة](١).
٢٤٧٨ ـ مظفّر بن محمود بن أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله ابن الحسين الدمشقى ، نجم الدين أبو الثناء بن تاج [.....](١) المعروف بابن عساكر :
حج فى سنة ثلاث وخمسين وستمائة ، فأدركه الأجل بعرفات فى يومها ، ودفن قريبا من الصّخرات.
وذكر الذهبى ، أنه توفى كهلا ، وأنه حدّث عن القاضى أبى القاسم بن الحرستانّى. وهو والد القاسم بن مظفّر ، شيخ شيوخنا.
٢٤٧٩ ـ معاذ بن عثمان ، أو عثمان بن معاذ القرشى :
ذكره هكذا ابن عبد البر ، وقال : هكذا قال ابن عيينة ، عن ابن قيس ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى ، عن رجل من قومه ، يقال له عثمان بن معاذ ، أو معاذ بن عثمان ، من بنى تيم ، أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يعلّم الناس مناسكهم ، وكان فيما قال لهم: «وارموا الجمرة بمثل حصى الخذف».
٢٤٨٠ ـ معاوية بن أبى سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى الأموى ، أبو عبد الرحمن ، الخليفة :
كان هو وأبوه وأخوه يزيد ، من مسلمة الفتح. وروى عن معاوية ، أنه أسلم يوم الحديبية ، وكتم إسلامه من أبيه وأمه ، وهو وأبوه من المؤلفة قلوبهم ، ثم حسن إسلامهما ، وشهد معاوية مع النبى صلىاللهعليهوسلم حنينا ، وأعطاه من غنائم هوازن مائة بعير ، وأربعين أوقيّة. وكان أحد كتّاب الوحى لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ودعا له النبى صلىاللهعليهوسلم ، فقال :
__________________
(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل ، وما أوردناه من تهذيب الكمال.
٢٤٧٨ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
٢٤٧٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٤٩ ، الإصابة ترجمة ٨٠٦٧ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٦٨ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٨١).
٢٤٨٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٦٤ ، الإصابة ترجمة ٨٠٨٧ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٨٤ ، معرفة الرجال ٢ / ١٧٧).
«اللهم علّمه الكتاب والحساب وقه العذاب» (١). وقال فى حقه : «اللهم اجعله هاديا مهديا» (٢). رواه الترمذى من حديث عبد الرحمن بن أبى عميرة الصحابى ، عن النبىصلىاللهعليهوسلم ، وحسنّه الترمذى.
وروى له على ما قال النووى ، عن النبى صلىاللهعليهوسلم : مائة حديث وثلاثة وستون حديثا ، اتفق البخارى ومسلم على أربعة منها ، وانفرد البخارى بأربعة ، ومسلم بخمسة. روى عنه من الصحابة : أبو الدراداء ، وأبو سعيد الخدرى ، والنعمان بن بشير ، وابن عمر ، وابن عباس ، وابن الزبير ، وغيرهم.
روى له الجماعة.
وقيل لابن عباس رضى الله عنهما : هل لك فى أمير المؤمنين معاوية ، ما أوتر إلا فى واحدة ، قال : أصاب ، إنه فقيه.
وروى جبلة بن سحيم ، عن ابن عمر ، قال : ما رأيت أحدا بعد رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، أسود من معاوية ، فقيل له : فأبو بكر وعمر وعثمان وعلىّ؟ فقال : كانوا والله خيرا من معاوية فأفضل ، وكان معاوية أسود منهم. انتهى.
قال ابن عبد البر : وذمّ معاوية عند عمر يوما ، فقال : دعونا من ذمّ فتى قريش ، من يضحك فى الغضب ، فلا (٣) ينال ما عنده إلا على الرضى (٤) ، ولا يؤخذ ما فوق رأسه إلا من تحت قدميه.
وقال عمر رضى الله عنه ، إذ دخل الشام ، ورأى معاوية : هذا كسرى العرب. وكان
__________________
(١) أخرجه أحمد فى المسند بمسند الشاميين حديث رقم (١٦٧٠٢) من طريق : عبد الرحمن ابن مهدى ، عن معاوية يعنى ابن صالح ، عن يونس بن سيف ، عن الحارث بن زياد ، عن أبى رهم ، عن العرباض بن سارية السلمى ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يدعونا إلى السحور فى شهر رمضان : «هلموا إلى الغذاء المبارك» ؛ ثم سمعته يقول : «اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب».
(٢) أخرجه الترمذى فى سننه كتاب المناقب حديث رقم (٣٨٤٢) من طريق : محمد بن يحيى ، حدثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد ، عن عبد الرحمن بن أبى عميرة وكان من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه قال لمعاوية : «اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به». قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه أحمد فى المسند بمسند الشاميين حديث رقم (١٧٤٣٨).
(٣) فى الاستيعاب : «ولا».
(٤) فى الاستيعاب : «الرضا».
قد تلقّاه معاوية فى موكب عظيم ، فلما دنا منه قال : أنت صاحب المكوكب العظيم؟. قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال : مع ما يبلغنى [عنك](٥) من وقوف ذوى الحاجات ببابك؟. قال : مع ما يبلغك من ذلك. قال : ولم تفعل هذا؟. قال : نحن بأرض جواسيس ، العدوّ بها كثير ، فيجب أن نظهر من عز السلطان ما نرهبهم به ، فإن أمرتنى فعلت ، وإن نهيتنى انتهيت. فقال عمر : يا معاوية ، ما أسألك عن شىء إلا تركتنى فى مثل رواجب الضّرس ، لئن كان ما قلت حقا ، إنه لرأى أريب. وإن كان باطلا ، إنه لخدعة أديب. قال : فمرنى يا أمير المؤمنين ، قال : لا آمرك ولا أنهاك. قال عمرو : يا أمير المؤمنين ، ما أحسن ما صدر الفتى عمّا أوردته فيه! قال : لحسن مصادره وموارده ، جشّمناه ما جشّمناه. انتهى.
قال الزبير بن بكار ، لما ذكر أولاد أبى سفيان : ومعاوية بن أبى سفيان كان يقول : «أسلمت عام القضيّة ، ولقيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فوضعت إسلامى عنده ، وقبل منى».
وكان من أمره بعد ما كان ولم يزل مع أخيه يزيد بن أبى سفيان ، حتى توفى يزيد فاستخلفه على عمله ، وأقره عمر ، وعثمان ـ رضى الله عنهما ـ من بعد عمرو ركب البحر غازيا بالمسلمين إلى قبرس ، فى خلافة عثمان.
ثم قال الزبير : وحدثنى أبو الحسن المدائنى ، قال : كان عمر بن الخطاب إذا نظر إلى معاوية ، قال : هذا كسرى العرب. وكان عمر ولاه على الشام ، عند موت أخيه يزيد ، وكان موت يزيد ، على ما قال صالح بن دحية : فى ذى الحجة سنة تسع عشرة ، بعد أن عمر فيها نائب عمر قيسارية ، وبها بطارقة الروم ، وحصرهم أياما ، وخلف عليها معاوية ، وسار هو إلى دمشق ، فافتتحها معاوية ، فى شوال هذه السنة. وكتب إليه عمر بعهده على ما كان يليه يزيد من عمل الشام ، ورزقه ألف دينار فى كل شهر ، وقيل إنه رزقه على عمله بالشام ، عشرة آلاف دينار كل سنة ، حكاه ابن عبد البر.
أقام معاوية واليا لذلك أربع سنين ، بقيت من خلافة عمر ، فلما مات عمر أقره عثمان على ذلك ، حتى مات عثمان. ولما بلغه موت عثمان ، وأتاه البريد بموته بالدماء مضرجا ، نعاه معاوية إلى أهل الشام ، وتعاقدوا على الطلب بدمه ، وامتنعوا من مبايعة علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه ، وكان قد بويع بالمدينة بعد قتل عثمان ، فسار علىّ رضى الله عنه من العراق نحو أهل الشام ، فى سبعين ألفا أو تسعين ألفا ، وسار إليه معاوية فى ستين ألفا ، فالتقى الفريقان على أرض صفين ، بناحية العراق ، ودام الحرب والمصابرة أياما ولياليا ، قتل فيها من الفريقين ، أزيد من ستين ألفا.
__________________
(٥) ما بين المعقوفتين أوردناه من الاستيعاب.
ولما رأى أهل الشام ضعفهم عن أهل العراق ، نصبوا المصاحف على الرماح ، وسألوا الحكم بما فيها ، وأجابهم علىّ رضى الله عنه إلى ذلك ، واتفق الحال على تحكيم حكمين ، أحدهما من جهة علىّ ، والآخر من جهة معاوية ، وأن الخلافة تكون لمن يتفق عليه الحكمان ، وتحاجزوا عن القتال.
ثم إن عليا رضى الله عنه ، أتى بأبى موسى الأشعرى حكما ، وندب معاوية ، عمرو ابن العاص حكما ، ومع كل من الحكمين طائفة من جماعته ، واجتمعوا بدومة الجندل ، على عشرة أيام من دمشق ، وعشرة من الكوفة ، فلم يبرم أمر ، لأن عمرا خلى بأبى موسى الأشعرى وخدعه ، بأن أو همه أنه يوافقه على خلع الرجلين ، على ومعاوية ، وتولية الخلافة لعبد الله بن عمر بن الخطاب ، على ما قيل : وكان عند أبى موسى ميل إلى ذلك ، وقرر عمرو مع أبى موسى ، أنه يقوم فى الناس ، ويعلمهم بخلعه لعلى ومعاوية ، ثم يقوم عمرو بعده ويصنع مثل ذلك ، ولو لا ما لأبى موسى من السابقة فى الإسلام ، لقام عمرو بذلك قبله. فصنع أبو موسى ما أشار إليه عمرو ، ثم قام عمرو فذكر ما صنعه أبو موسى ، وذكر أنه وافقه على ما ذكر من خلع علىّ ، وأنه أقر معاوية خليفة ، ورجع الشاميون وفى ذهنهم أنهم حصلوا على شىء ، فبايعوا معاوية.
وبعث إلى مصر جندا ، فغلبوا عليها ، وصارت بين جنده وجند علىّ رضى الله عنه ، فلما مات علىّ ، ولى ابنه الحسن الخلافة بعده ، وسار من العراق ليأخذ الشام ، وخرج إليه معاوية لقتاله بمن معه من أهل الشام.
ثم إن الحسن رغب فى تسليم الأمر لمعاوية ، على أن يكون له ذلك من بعده ، وأن يمكنه مما فى بيت المال ، ليأخذ منه حاجته ، وأن لا يؤاخذ أحدا من شيعة علىّ بذنب ، ففرح بذلك معاوية ، وأجاب إليه ، فخلع الحسن نفسه وسلم الأمر لمعاوية ، ودخلا الكوفة ، فقام الحسن فى الناس خطيبا ، وأعلم الناس بذلك ، فلم يعجب شيعته ، وذموه الناس لذلك ، فلم يلتفت لقولهم ، وحقق الله تعالى بفعل الحسن هذا ، ما قاله فيه جده المصطفىصلىاللهعليهوسلم : «إن ابنى هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».
ولما سلم الحسن الخلافة لمعاوية ، اجتمع الناس على بيعته ، وسمى العام الذى وقع فيه ذلك ، عام الجماعة ، لاجتماع الأمة بعد الفرقة على خليفة واحد ، وذلك فى سنة إحدى وأربعين من الهجرة ، وقيل فى سنة أربعين ، والأول أصح ، على ما قال ابن عبد البر ، وذكر أن ذلك فى ربيع أو جمادى سنة إحدى وأربعين. وبعث معاوية بعد ذلك نوابه على البلاد ، وله فى ذلك أخبار مشهورة ، ليس ذكرها هاهنا من غرضنا.
وحج بالناس غير مرة [......](٦) وصنع بمكة مآثر حسنة ، منها : أنه اشترى من عقيل بن أبى طالب ، دار خديجة بنت خويلد ، زوج النبى صلىاللهعليهوسلم ، التى بنى بها فيها النبىصلىاللهعليهوسلم ، وولدت فيها أولادها من النبى صلىاللهعليهوسلم ، وماتت فيها ، وهى الموضع المعروف قديما بزقاق العطارين بمكة ، وتعرف الآن بمولد فاطمة ، وجعلها معاوية مسجدا. ودام معاوية فى الخلافة حتى مات.
واختلف فى مقدار مدة إمرته بالشام وخلافته ، فقيل : كان أميرا عشرين سنة ، وخليفة عشرين سنة ، وثمانية وعشرين يوما ، قاله ابن إسحاق. وقيل : كانت خلافته تسع عشرة سنة ونصفا ، قاله الوليد بن مسلم. وقيل : كانت خلافته تسع عشرة سنة ، وثلاثة أشهر ، وعشرين يوما ، حكاه ابن عبد البر ، ولم يبين قائله. وقال : إن إمرته بالشام كانت نحوا من عشرين سنة.
واختلف فى وفاته ، فقيل : سنة ستين من الهجرة فى رجب ، قاله ابن إسحاق ، والليث ابن سعد ، والوليد بن مسلم ، واختلف فى تاريخها من رجب فقيل : فى النصف منه ، قاله ابن إسحاق ، وقيل : لأربع ليال بقين منه ، قاله الليث بن سعد. وقيل : إنه توفى سنة تسع وخمسين ، يوم الخميس لثمان بقين من رجب ، ذكره ابن عبد البر ، ولم يعزه ، وكذلك المزى.
واختلفوا فى سنه ، فقيل : كان ابن ثمان وسبعين ، وقيل : ابن ست وثمانين ، ذكرهما ابن إسحاق ، وقيل ابن ثلاث وثمانين سنة ، حكاه ابن عبد البر ، من جملة قول من قال : إنه توفى سنة تسع وخمسين. واتفقوا على أنه توفى بدمشق ، وقبره بها مشهور [.......](٧):
ولما احتضر ، كان يتمثل بقول القائل [الوافر](٨) :
فهل من خالد إما هلكنا |
|
وهل بالموت يا للناس عار |
ولما حضره الموت ، قال لابنه يزيد : إنى صحبت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فخرج لحاجته ، فتبعته بإدواة ، فكسانى أحد ثوبيه الذى كان يلى جلده ، فخبأته لهذا اليوم ، وأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أظفاره وشعره ذات يوم ، فأخذته وخبأته لهذا اليوم ، فإن أنا مت ، فاجعل ذلك القميص دون كفنى مما يلى جلدى ، وخذ ذلك الشعر والأظفار ، فاجعله فى فمى ،
__________________
(٦) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(٧) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(٨) انظر البيت فى الاستيعاب ترجمة ٢٤٦٤.
وعلى عينى ، ومواضع السجود منى ، فإن نفع شىء ، فذاك ، وإلا فإن الله غفور رحيم.
ويقال : إنه لما نزل به الموت ، قال : ياليتنى كنت رجلا من قريش بذى طوى ، وأنى لم أنل من هذا الأمر شيئا.
وقال الليث : إنه أول من جعل ابنه ولى العهد خليفة بعده فى صحته.
قال ابن عبد البر : قال الزبير : هو أول من اتخذ ديوان الخاتم ، وأمر بهدايا النيروز والمهرجان ، واتخذ المقاصير فى الجوامع ، وأول من قتل مسلما صبرا حجرا وأصحابه ، وأول من أقام على رأسه حرسا ، وأول من قيدت بين يديه الجنائب ، وأول من اتخذ الخدام الخصيان فى الإسلام ، وأول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة مرقاة (٩) ، وكان يقول : أنا أول الملوك. انتهى.
ومن أولياته على ما فى كتاب الأزرقى : أنه أول من طيب الكعبة من بيت المال ، وأجرى لها وظيفة الطيب عند كل صلاة ، وأول من أجرى الزيت لقناديل المسجد الحرام ، من بيت المال ، وأول من خطب على منبر بمكة.
وقال أبو عبد رب : رأيت معاوية يصفر لحيته كأنها الذهب. وروى ابن وهب ، عن مالك قال : قال معاوية : لقد نتفت الشيب ، كذا وكذا سنة. قال النووى : وكان معاوية أبيض جميلا يخضب [..............](١٠)
وكان معاوية نهاية فى الحلم والدهاء ، وله فى ذلك أخبار مشهور.
ومن أخباره فى ذلك ، ما ذكره الزبير فى كتابه قال : وحدثنى على بن صالح قال : حدثنى أبو أيوب يحيى بن سعيد ـ من ولد سعيد بن العاص ـ عن عثمان بن عبد الله ، عن معمر ، عن الزهرى ، قال : قدم المسور بن مخزومة على معاوية ، قال : فلما دخلت وسلمت ، قال لى : ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟ قال : قلت : ارفضنا من هذا يا أمير المؤمنين ، وأحسن فيما قدمنا له. قال : عزمت عليك لتخبرنى بذات نفسك ، فو الله ما ترك شيئا كنت أعيبه عليه إلا عبته له. قال : فلما فرغت ، قال : لا تبرأ من الذنب ، فهل لك يا مسور ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله عزوجل! قلت : نعم ، فما يجعلك أحق أن ترجو المغفرة منى ، والله لما إلىّ من إقامة الحدود والجهاد فى سبيل الله تعالى ، والإصلاح من الناس أعظم ، وإنى لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات ، ويعفو فيه
__________________
(٩) فى الاستيعاب : «رقاة».
(١٠) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
عن السيئات ، والله ما كنت لأخير بين الله عزوجل وغيره ، إلا اخترت الله عزوجل على ما سواه.
فكان المسور إذا ذكره استغفر له ، وقال : خصمنى.
ومنها على ما ذكر الزبير : أن سعيد بن عثمان بن عفان رضى الله عنه ، قدم على معاوية ، فقال له معاوية : يا ابن أخى ، ما شىء يقوله أهل المدينة؟ فقال : ما يقولون؟ قال : قولهم :
والله لا ينالها يزيد |
|
حتى ينال راشد الحديد |
إن الأمير بعده سعيد |
قال : ما تنكر من ذلك يا معاوية؟ ، والله إن أبى لخير من أبى يزيد ، ولأمى خير من أم يزيد ولأنا خير منه. ولقد استعملناك فما عزلناك بعد ، ووصلناك فما قطعناك ، ثم صار فى يديك ما قد ترى ، فحلأتنا عنه أجمع.
فقال له معاوية : يا بنى : أما قولك : إن أبى خير من أبى يزيد ، فقد صدقت ، عثمان خير من معاوية. وأما قولك : أمى خير من أم يزيد ، فقد صدقت ، امرأة من قريش ، خير من امرأة من كلب ، وبحسب امرأة أن تكون من صالح نساء قومها. وأما قولك : إنى خير من يزيد ، فو الله ما يسرنى أن حبلا بينى وبين أهل العراق ، ثم نظم فيه أمثالك به!. ثم قال معاوية لسعيد بن عثمان : الحق بعمك زياد ابن أبى سفيان ، فإنى قد أمرته أن يوليك خراسان. وكتب إلى زياد : أن وله ثغر خراسان ، وابعث على الخراج رجلا جلدا حازما ، فقدم عليه ، فولاه ، وتوجه سعيد إلى خراسان على ثغرها ، وبعث زياد أسلم بن زرعة الكلابى معه على الخراج.
ومنها على ما قال الزبير : حدثنى عمى مصعب بن عبد الله ، عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير ـ أو غير عبد الله ـ وحدثنيه محمد بن الضحاك الحزامى ، عن أبيه : أن عمرو بن عثمان اشتكى ، فكان العواد يدخلون عليه ، فيخرجون ، ويتخلف مروان بن الحكم عنده ، فيطيل. فأنكرت رملة بنت معاوية ذلك ، فخرقت كوة ، فاستمعت على مروان ، فإذا هو يقول لعمرو : ما أخذ هؤلاء ـ يعنى بنى حرب بن أمية ـ الخلافة إلا باسم أبيك! فما يمنعك أن تنهض بحقك؟ فلنحن أكثر منهم رجالا! منا فلان ، ومنهم فلان ، ومنا فلان ، ومنهم فلان ، حتى عدد رجالا ، ثم قال : ومنا فلان ، وهو فضل ، وفلان أفضل ، حتى عدد فضول رجال بنى أبى العاص ، على رجال بنى حرب.
فلما برأ عمرو ، تجهز للحج ، وتجهزت رملة فى جهازه. فلما خرج عمرو إلى الحج ، خرجت رملة إلى أبيها ، فقدمت عليه الشام. قال محمد بن الضحاك : فأخبرته الخبر ، وقالت : ما زال يعد فضل رجال بنى أبى العاص ، على بنى حرب ، حتى عد ابنى عثمان وخالدا ، ابنى عمرو ، فتمنيت أنهما ماتا. فكتب معاوية إلى مروان (١١) [من الطويل] :
أواضع رجل فوق أخرى يعدنا |
|
عديد الحصى ما إن تزال تكاثر |
وأمّكم تزجى تؤاما لبعلها |
|
وأم أخيكم نزرة الولد عاقر |
أشهد يا مروان ، أنى سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا بلغ ولد الحكم ثلاثين رجلا ، اتخذوا مال الله دولا ، ودين الله دخلا ، وعباد الله خولا». فكتب إليه مروان : أما بعد ، يا معاوية! فإنى أبو عشرة ، وأخو عشرة ، وعم عشرة ، والسلام.
قال الذهبى : وكان ملكا مهيبا حازما شجاعا جوادا حليما سيدا ، كأنما خلق للملك ، يعد من أفراد الملوك حزما وحلما ودهاء ، وتمت فى أيامه عدة فتوحات. انتهى.
٢٤٨١ ـ معاوية بن صالح بن جدير الحضرمى ، أبو عمرو الحمصى :
قاضى الأندلس. روى عن : مكحول ، وراشد بن سعد ، وربيعة بن يزيد ، وعبد الرحمن بن جبير ، وسليم بن عامر ، وغير واحد.
روى عنه : الثورى ، والليث ، وأبو إسحاق الفزارى ، وابن وهب ، وابن مهدى ، وطائفة ، آخرهم عبد الله بن صالح.
روى له : مسلم ، وأصحاب السنن. وثّقه ابن مهدى ، وابن حنبل ، وأبو زرعة.
__________________
(١١) انظر : نسب قريش ٤ / ١١٠.
٢٤٨١ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ١ / ١٩ ، ٢٧ ، ٣٦ ، ١١٨ ، ٢٧٠ ، ٢٩٩ ، ٢ / ١٦٤ ، ١١١٥ ، ٤ / ١٦٢ ، ٥ / ٤٢٣ ، ٧ / ٢٧٥ ، ٢٩٩ ، ٣٦١ ، تاريخ الدورى ٢ / ٥٧٣ ، طبقات خليفة ٢٩٦ ، التاريخ الكبير للبخارى ترجمة ١٤٤٣ ، التاريخ الصغير ٢ / ١٧٥ ، الكنى للدولابى ٢ / ٤٣ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٧٥٠ ، الثقات لابن حبان ٧ / ٤٧٠ ، الكامل لابن عدى ٣ / ١٤٣ ، الثقات لابن شاهين ١٣٣٧ ، تاريخ ابن الفرضى ٢ / ١٣٨ ، جذوة المقتبس ٣٢٠ ، السابق واللاحق ٢٢٣ ، الجمع لابن القيسرانى ٢ / ٤٩١ ، تاريخ الإسلام ٦ / ٢٩١ ، سير أعلام النبلاء ٧ / ١٥٨ ، تذكرة الحفاظ ١ / ١٧٦ ، العبر ١ / ٣٢٩ ، ٣٨٧ ، الكاشف ٣ / ٥٦٢١ ، ديوان الضعفاء ٤١٦٦ ، المغنى ٢ / ٦٣١٥ ، ميزان الاعتدال ٤ / ٨٦٢٤ ، تهذيب الكمال ٦٠٥٨ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٠٩ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٥٩ ، خلاصة الخزرجى ٣ / ٧٠٨٢).
وذكر ابن يونس : أنه قدم مصر ، وخرج إلى الأندلس ، فلما دخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأندلس وملكها ، اتصل به ، فأرسله إلى الشام فى بعض أمره ، فلما رجع إليه من الشام ، ولاه قضاء الجماعة بالأندلس. وكان خروجه من حمص ، فى سنة خمس وعشرين ومائة ، وتوفى سنة ثمان وخمسين ومائة. انتهى.
وقد ذكر وفاته هكذا غير واحد ، منهم : الذهبى فى العبر. وقال : حج ، فأدركه الأجل بمكة ، وصلى عليه الثورى ، وأكثر عنه فى هذا العام المصريون والحجاج. وقيل مات فى سنة تسع وخمسين ومائة. انتهى.
٢٤٨٢ ـ معاوية الهذلى :
روى عنه سليم بن عامر الخبائرى. يعد فى الشاميين ، مذكور فيمن نزل حمص ، وهو من حلفاء قريش. ذكره هكذا ابن عبد البر فى الاستيعاب.
* * *
من اسمه معبد
٢٤٨٣ ـ معبد بن أكثم الخزاعى :
صحابى. له ذكر فى حديث لابن عقيل ، عن جابر رضى الله عنه. ذكره هكذا الذهبى فى التجريد.
٢٤٨٤ ـ معبد بن أمية بن خلف الجمحى :
ذكره هكذا الذهبى ، وقال : مرّ مع أخيه سلمة. انتهى كلامه.
٢٤٨٥ ـ معبد بن زهير بن أبى أميّة حذيفة ، وقيل سهل ، وقيل هشام ، بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى :
ابن أخى أم سلمة ، زوج النبى صلىاللهعليهوسلم. قال ابن عبد البر : له رواية ، وإدراك ، ولا صحبة له. قتل يوم الجمل.
__________________
٢٤٨٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٦٩ ، الإصابة ترجمة ٨١٠٦ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٩٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٨٤).
٢٤٨٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٧٠ ، الإصابة ترجمة ٨١٠٨ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٩٦).
٢٤٨٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٧٢ ، الإصابة ترجمة ٨٣٤٦ ، أسد الغابة ترجمة ٥٠٠٠).
٢٤٨٦ ـ معبد بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشى الهاشمى :
أمير مكة ، يكنى أبا العباس ، ابن عم النبى صلىاللهعليهوسلم ، ولد على عهد النبى صلىاللهعليهوسلم ، ولم يحفظ عنه ، وولى مكة لعلىّ بن أبى طالب رضى الله عنه ، على ما ذكره الزبير بن بكار ، وابن حزم. قتل بإفريقية شهيدا ، لما خرج فى الغزو إليها مع عبد الله بن أبى سرح ، وذلك فى زمن عثمان ، سنة خمس وثلاثين.
وأمه : أم الفضل لبابة بنت الحارث ، أخت ميمونة بنت الحارث ، زوج النبىصلىاللهعليهوسلم. وهى أم إخوته : عبد الله ، وعبيد الله ، وقثم ، وعبد الرحمن ، وأم حبيبة ، وأم الفضل ، أولاد العباس بن عبد المطلب ، رضى الله عنهم.
٢٤٨٧ ـ معبد بن أبى معبد الخزاعى :
الذى رد أبا سفيان بن حرب ، عما عزم عليه من الرجوع بمن معه إلى المدينة ، لقتال النبى صلىاللهعليهوسلم ، بعد منصرف أبى سفيان ومن معه من أحد ، ثم أسلم معبد بعد ذلك.
وقد ذكر خبر معبد هذا ، ابن إسحاق ، عن عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم ، قال : لما انصرف المشركون عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم أحد ، خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى انتهى إلى حمراء الأسد ، وهى من المدينة على ثمانية أميال ، ليبلغ المشركين ، أن بهم قوة على اتباعهم ، فمر به معبد الخزاعى ، وكانت خزاعة ، عيبة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، مسلمهم ومشركهم ، لا يخفون عنه شيئا ، ولا يدخرون عنه نصيحة. ومعبد يومئذ مشرك ، فقال : يا محمد ، أما والله لقد عز علينا ما أصابك فى أصحابك ، ولوددنا أن الله أعفاك منهم. ثم خرج من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو بحمراء الأسد ، حتى لقى أبا سفيان بن حرب ، ومن معه بالروحاء ، وقد أجمعوا الرجعة إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقالوا : أصبنا حد أصحابهم وقادتهم وأشرافهم ، ثم رجعنا قبل أن نستأصلهم ، لنكر على بقيتهم ، فلنفرغن منهم.
فلما رأى أبو سفيان معبدا ، قال : ما وراءك يا معبد؟ قال : محمد ، قد خرج فى أصحابه يطلبكم فى جمع لم أر مثله ، يتحرقون عليكم تحرقا ، قد اجتمع إليه من كان
__________________
٢٤٨٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٧٦ ، الإصابة ترجمة ٨٣٤٧ ، أسد الغابة ترجمة ٥٠٠٤ ، نسب قريش ٢٧ ، طبقات خليفة ١٩٧٤ ، التاريخ الصغير ١ / ٥٢ ، أنساب الأشراف ٣ / ٦٦ ، جمهرة أنساب العرب ١٨ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٩٣).
٢٤٨٧ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٨٤ ، الإصابة ترجمة ٨١٣١ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٩٩).