العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٦

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٦

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٧٢

٢٤٣٢ ـ المستورد بن شداد بن عمرو بن حسل بن الأجب بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك القرشى :

هكذا نسبه الطبرانى فى ترجمة أبيه شداد بن عمرو. روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن أبيه شداد.

روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلى (١) ، وجبير بن نفير ، وعلى بن رباح ، وغيرهم من المصريين ، وقيس بن أبى حازم ، وغيره من الكوفيين ، وغيرهم. استشهد به البخارى فى الصحيح ، وروى له فى الأدب المفرد. وروى له مسلم ، وأصحاب السنن الأربعة.

قال ابن عبد البر : يقال إنه كان غلاما يوم قبض النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولكنه سمع منه ، وروى عنه ، سكن الكوفة ثم مصر. انتهى.

وقال النووى : سمع من النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبعة أحاديث. روى مسلم منها حديثين.

٢٤٣٣ ـ مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى المطلبى :

تقدم فى حرف العين ، فيمن اسمه عوف (١) ، لأنه اسمه ، ومسطح لقبه.

٢٤٣٤ ـ مسعدة بن سعد العطار المكى :

هكذا ذكره الطبرانى فى معجمه الصغير ، فى حديث رواه عنه ، عن إبراهيم بن المنذر الحزامى.

حدثنا حمزة بن عتبة اللهبى ، عن عبد الوهاب ، عن مجاهد ، قال : كنت مع عطاء ، فجاءه رجل ، فأنشده قول العرجى [من السريع](١) :

__________________

٢٤٣٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٥٧٧ ، الإصابة ترجمة ٧٩٤٦ ، أسد الغابة ترجمة ٤٨٦٦ ، الثقات ٣ / ٤٠٣ ، الطبقات ٢٩ ، ١٢٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٧٢ ، الكاشف ٣ / ١٣٥ ، الأعلام ٧ / ١٤٥ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧١ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٣٢٠ ، التاريخ الكبير ٨ / ١٦ ، بقى بن مخلد ٧٩٩ ، ٢٤٧).

(١) فى تهذيب الكمال : «الختلى».

٢٤٣٣ ـ سبق ترجمته فى : رقم (٢٢٦٨).

(١) ذكره المصنف : فيمن اسمه عون ، وقال : يكنى أبا عبّاد ، وقيل : أبا عبد الله. وقاله الواقدى ، وهو المعروف بمسطح على ما قال ابن عبد البر ، وقال : اسمه عوف لا اختلاف فى ذلك. انتهى.

٦١

إنى أتيحت لى يمانية

إحدى بنى الحرث من مذحج

نلبث حولا كاملا كله

ما نلتقى إلا على منهج

فى الحج إن حجت وما ذا منى

وأهله إن هى لم تحجج

فقال عطاء : تمنى والله أهله خيرا كثيرا ، ذا غيبه الله تعالى عن مشاعره.

انتهى. من تاريخ حلب لابن العديم ، فى ترجمة عطاء.

* * *

من اسمه مسعود

٢٤٣٥ ـ مسعود بن أحمد بن على المكى ، يكنى أبا عثمان ، ويعرف بالأزرق :

خدم غير واحد من سلطنة مكة ، منهم عجلان بن رميثة ، وابنه أحمد ، وابنه محمد بن أحمد ، وعنان بن مغامس بن رميثة ، فى ولايته. وكان وزيرا للجميع ، ونال بذلك وجاهة عند الناس ، وكانت فيه مروءة.

توفى سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

٢٤٣٦ ـ مسعود بن أحمد بن منصور الخطابى البغدادى :

حدث عن ابن النقور ، وابن البسرى ، والصّريفينى. سمع منه السلفى ، بباب الصفا بمكة ، وقال : كان من المجاورين بمكة.

٢٤٣٧ ـ مسعود بن أحمد ، نور الدين العجمى ، واعظ مكة :

مات سنة خمس وستين وستمائة. انتهى. نقلت ذلك من خط الوالد ، فى تذكرته المسماة «نزهة العيون فيما تفرق من الفنون» نقلا من مجاميع أبى العباس الميورقى. انتهى.

ونقلت من خط الشيخ جمال الدين المرشد المكى الحنفى ، عن خط الميورقى : توفى واعظ الحرمين مسعود بن أحمد الطرازى الأطلعى فى أوائل سنة خمس وستين وستمائة. انتهى.

٢٤٣٨ ـ مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج ابن عدى بن كعب القرشى العدوى :

كان من السبعين الذين هاجروا من بنى عدى ، وكان من أصحاب الشجرة ،

__________________

٢٤٣٤ ـ (١) انظر : ديوان العرجى ٤٠٤.

٢٤٣٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٠١ ، الإصابة ترجمة ٧٩٥٤ ، أسد الغابة ترجمة ٤٨٧٣ ، التاريخ الكبير للبخارى ترجمة ١٨٥٠ ، الثقات ٣ / ٣٩٦ ، أنساب القرشيين ٣٨٩ ، الكاشف ٣ / ١٣٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٧٠ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١١٥ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٤٣ ، خلاصة الخزرجى ٣ / ٦٩٤٧ ، تهذيب الكمال ٥٩٠٧ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٤).

٦٢

واستشهد يوم مؤتة. وأمه وأم أخيه مطيع : العجماء بنت عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب بن حبشيّة بن سلول.

٢٤٣٩ ـ مسعود بن خالد الخزاعى :

قال : ابتعت للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم شاة. روى عنه ابنه الوليد. ذكره هكذا الذهبى فى التجريد.

٢٤٤٠ ـ مسعود بن الربيع ـ على ما قال الواقدى. وقيل : ابن ربيعة ، على ما قال ابن عقبة ـ بن عمرو بن سعد بن عبد العزى القارىّ ، بتشديد الياء ـ من القارة ، وهو الهون بن خزيمة بن مدركة ، يكنى أبا عمير :

أحد حلفاء بنى زهرة ، أسلم قديما بمكة ، قبل دخول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم دار الأرقم ، وآخى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بينه وبين عبيد بن التيّهان. شهد بدرا.

قال الواقدى : ومات سنة ثلاثين ، وقد زادت سنّه على الستين. ورأيت فى التجريد ، أنه توفى سنة سبع وثلاثين ، ولعل «سبع» سقطت فى النسخة التى رأيتها من الاستيعاب ، المنقول فيها ذلك عن الواقدى ، وهى سقيمة. والله أعلم.

٢٤٤١ ـ مسعود بن سويد بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدى بن كعب القرشى العدوى :

كان أيضا من السبعين الذين هاجروا من بنى عدى ، واستشهد يوم مؤتة ، فيما زعم ابن الكلبى ، وحده ، وهو ابن عم الذى قبله ، قال العدوى : لم يذكر ذلك غير الكلبى. وقال الزبير : قتل مسعود بن سويد يوم مؤتة شهيدا ، وليس له عقب. انتهى.

ذكره هكذا ابن عبد البر فى الاستيعاب.

٢٤٤٢ ـ مسعود بن عطيفة بن أبى نمى محمد بن أبى سعد حسن بن على ابن قتادة الحسنى المكى :

توفى فى آخر ذى القعدة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة ، قتله القواد العمرة فى حرب

__________________

٢٤٤٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٠٧ ، الإصابة ترجمة ٧٩٦٠ ، أسد الغابة ترجمة ٤٨٨٢ ، تاريخ الإسلام ٣ / ١٩٣ ، الثقات ٣ / ٣٩٥ ، البداية والنهاية ٧ / ١٥٦ ، عنوان النجابة ١٥٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٧٣ ، حلية الأولياء ٢ / ٢١ ، أصحاب بدر ١٠٢ ، ٢٦٥ ، الطبقات الكبرى ٣ / ١٦٨ ، ٤٤٩٠).

٢٤٤١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤١١ ، الإصابة ترجمة ٧٩٦٩ ، أسد الغابة ترجمة ٤٨٩٠).

٦٣

كانت بينهم وبينه ، لمحمد بن عبد الله بن عمر ، الذى قتله مبارك بن عطيفة ، وكان مسعود بن عطيفة فى هذه السنة ، قطع نخلا كثيرة للقواد العمرة ، بأمر أخيه مبارك ، وكان مسعود بن عطيفة دخل إلى مكة وقت آذان الجمعة ، العشرين من ذى القعدة من هذه السنة ، ومعه بعض غلمانهم ، ففتحوا بيتا لشخص يقال له عمر الزيدى ، ودار الإمارة ، وأخذوا بعض من صادفوه فى الطريق ، ثم رجع إلى أخيه مبارك ، وكان نازلا بالمزدلفة ، بعد أن خرج من مكة ، فى ليلة الجمعة المشار إليها ، لما بلغه توليته عمه رميثة لإمرة مكة ، دون أبيه عطيفة ، واعتقاله بالقاهرة ، وكان هو وعمه رميثة ذهبا إليها ، بطلب من صاحبها الملك الناصر محمد بن قلاوون.

٢٤٤٣ ـ مسعود بن على بن أحمد بن عبد المعطى بن سعد الدين أحمد بن عبد المعطى بن مكى بن طراد الأنصارى الخزرجى المصرى المكى :

ولد بمصر ونشأ بها ، وجذبه للاشتغال الشريف أبو الخير الفاسى ، فقرأ عليه ولازمه وتخرج به ، وسمع منه ومن عثمان بن الصفى وغيرهم بقراءته ، وذكر لى قريبه شيخنا أبو بكر بن قاسم بن عبد المعطى ، أنه كان فاضلا فى القراءات والفقه والحديث والعربية ، وأنه أخذها عن أبى حيّان. مات فى سنة إحدى وخمسين وسبعمائة تقريبا بمكة.

أكملت هذه الترجمة من ترجمة المذكور للمصنف ، من اختصاره الأول لهذا التاريخ.

٢٤٤٤ ـ مسعود بن عمرو الثقفى :

روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى كراهية السؤال. روى عنه سعيد بن يزيد ، والذى تفرد بحديثه محمد بن جامع العطار ، متروك.

٢٤٤٥ ـ مسعود بن محمد بن شعيب المكى ، المعروف بالبخارى الحنفى :

ولد بمكة ونشأ بها ، وسمع من صلاح الدين محمد بن أحمد بن يونس القلقشندى ، أحد عدول مصر : جزءا من حديث الشيخ نور الدين الهمذانى ، خرّجه له أحمد بن أبيك ، وذلك بمكة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة ، وكان أحد المكبرين بمقام الحنفية ، ويحضر دروس الحنفية ، وفيه كياسة وحسن عشرة ، كتب إلىّ متشوقا فى مرض موته [من الوافر] :

إذا هجر الربيع بقاع قوم

تنكر حالهم وازداد وهنا

__________________

٢٤٤٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ٢٤١٦ ، أسد الغابة ترجمة ٤٨٩٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٧٤).

٦٤

فمن لهم بعود المزن منه

لعل وجوههم تزداد حسنا

وكان أصابه قبيل موته ضعف طويل مؤلم ، نال فيه أجرا كثيرا إن شاء الله ، وتوفى فى ضحى يوم السبت خامس شهر رمضان سنة خمس عشرة وثمانمائة بمكة ، ودفن عصر يومه بالمعلاة ، وقد جاوز الخمسين بيسير.

٢٤٤٦ ـ مسعود بن هاشم بن على بن غزوان القرشى الهاشمى المكى ، يلقب سعد الدين :

ولد قريبا من سنة خمس وستين وسبعمائة ، وسمع من الأميوطى ، والنّشاورى ، وجماعة بعده سمعنا منهم ، وأقبل على الاشتغال بالفقه ، ولازم مجلس شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، وتنبه فى الفقه ، وكان كثير الاستحضار له و «للروضة» ، وربما أفتى بالقول قليلا ، وفيه خير وديانة ومروءة.

توفى فى السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة تسع عشرة وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، وأشار أخوه الفقيه نو الدين على بن هاشم عافاه الله ، بالصلاة عليه فى الساباط الذى يتصل بقبة مقام إبراهيم الخليل عليه‌السلام ، لكون الصلاة فى هذا الموضع عادة لقريش بنى هاشم فعارض بعض الناس ، وهو القاضى محيى الدين عبد القادر بن أبى الفتح محمد بن أحمد بن أبى عبد الله الحسنى الفاسى المكى الحنبلى فى ذلك ، وحصل بسبب ذلك ملاحاة كثيرة ، آخر الأمر أنه صلّى عليه فى الساباط المشار إليه. وكان يسافر مع أخيه للتجارة إلى اليمن.

٢٤٤٧ ـ مسعود بن وهّاس بن على بن يوسف المكى :

كان من أعيان القواد المعروفين باليواسفة.

* * *

من اسمه مسلم

١٤٤٨ ـ مسلم بن الحارث الخزاعى ، ثم المصطلقى :

يروى عن أولاده عنه ، له صحبة. هكذا ذكره الذهبى فى التجريد ، وهو والله أعلم ، الذى ترجمه أبو عمر بن عبد البر ، بقوله : مسلم المصطلقى الخزاعى ، حديثه عند يعقوب

__________________

٢٤٤٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ٢٤٣٠ ، الإصابة ٧٩٨٣ ، أسد الغابة ٤٩٠٣ ، ديوان الهذليين ٣ / ٣٩).

٦٥

ابن محمد الزهرى ، قال : حدثنا يزيد بن عمرو بن مسلم الخزاعى قال : أخبرنى أبى عن أبيه ، قال : كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومنشد ينشد قول سويد بن عامر المصطلقى (١) [من البسيط] :

لا تأمنن وإن أمسيت فى حرم

إن المنايا بجنبى كل إنسان

واسلك طريقك تمشى غير مختشع

حتى تلاقى ما يمنى لك المانى

وكل ذى صاحب يوما مفارقه

وكل زاد وإن أبقيته فانى

والخير والشر مقرونان فى قرن

بكل ذلك يأتيك الجديدان

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لو أدرك هذا الإسلام لأسلم ، فبكى أبى ، فقلت : يا أبة ، تبكى لمشرك مات فى الجاهلية؟ فقال : يا بنى ، والله ما رأيت مشركا خيرا من سويد بن عامر.

وقال الزبير بن بكار : هذا الشعر لأبى قلابة الشاعر الهذلى. قال : وهو أول من قال الشعر فى هذيل. قال : واسم أبى قلابة الحارث بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان بن هذيل.

قال أبو عمر : ما رواه يعقوب الزهرى ، أثبت من قول الزبير ، والله أعلم.

٢٤٤٩ ـ مسلم بن خالد بن قرقرة ويقال ابن جرجة ، ويقال ابن سعيد ابن جرجة القرشى المخزومى ، مولاهم ، أبو خالد المكى ، فقيه مكة ومفتيها ، المعروف بالزنجى ، مولى عبد الله بن سفيان بن عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم :

روى عن : داود بن أبى هند ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة ، وعمرو بن دينار ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهرى ، وابن جريج ، وجماعة.

__________________

(١) الأبيات فى الاستيعاب.

٢٤٤٩ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ١ / ١٥١ ، ٢ / ١٣٨ ، ٥ / ١٣٣ ، ٦ / ٤٢ ، تاريخ الدورى ٢ / ٥٦١ ، تاريخ الدارمى ٣٦٤ ، طبقات خليفة ٢٨٤ ، العلل لأحمد بن حنبل ١ / ٣٠٢ ، ٣ / ٣١ ، التاريخ الكبير للبخارى ٧ / ١٠٩٧ ، التاريخ الصغير ٢ / ٥٢٦٣ ، الضعفاء الصغير للبخارى ترجمة ٣٤٢ ، المعرفة ليعقوب ٣ / ٥١ ، تاريخ واسط ٢٤٨ ، الضعفاء للنسائى ٥٦٩ ، الجرح والتعديل ٨ / ٨٠٠ ، الثقات لابن حبان ٧ / ٤٤٨ ، الثقات لابن شاهين ١٣٩٤ ، السابق واللاحق ٣٤٢ ، سير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٨ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٣٥٥ ، الكاشف ٣ / ٥٥٠٦ ، ديوان الضعفاء ٤١٠٠ ، المغنى ٢ / ٦٢٠٦ ، العبر ١ / ٢٧٧ ، ٣٤٣ ، ٣٩٥ ، ميزان الاعتدال ٤ / ٨٤٨٥ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٢٨ ، تهذيب الكمال ٥٩٢٥ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٤٥ ، خلاصة الخزرجى ٣ / ٦٩٦٤ ، شذرات الذهب ١ / ١٩٤).

٦٦

روى عنه : سفيان الثورى ـ فيما قيل ـ وعبد الله بن مسلمة القعنبى ، وعبد الله بن الزبير الحميدى ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الملك بن الماجشون ، والإمام الشافعى محمد ابن إدريس ـ وبه تفقه بمكة ـ ويعقوب بن أبى عباد المكى ، وجماعة.

روى له : أبو داود ، وابن ماجة. قال ابن معين ، فى رواية عنه : ثقة : وقال فى رواية عنه : ليس به بأس. وقال فى رواية عنه : ضعيف. وضعفه أبو داود وغيره. وقال النسائى : ليس بالقوى. وقال الساجى : كان كثير الغلط ، كان يرى القدر.

قال محمد بن سعد : حدثنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقى ، قال : كان الزنجى بن خالد ، فقيها عابدا يصوم الدهر ، وكان كثير الغلط فى حديثه ، وكان فى هديه نعم الرجل ، ولكنه كان يغلط ، وداود العطار أروج فى الحديث منه.

وقال إبراهيم بن إسحاق الحربى : كان فقيه أهل مكة. قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : الزنجى إمام فى الفقه والعلم. وذكره ابن حبان فى كتاب الثقات ، فقال : كان من فقهاء أهل الحجاز ، ومنه تعلّم الشافعى الفقه ، وإياه كان يجالس قبل أن يلقى مالك بن أنس ، وكان مسلم بن خالد يخطئ أحيانا. انتهى.

وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازى فى طبقات الفقهاء له : كان مسلم بن خالد مفتى مكة بعد ابن جريج. انتهى.

وسبقه إلى مثل ذلك الفاكهى ، لأنه قال فى الترجمة التى ترجم عليها بقوله : «ذكر فقهاء أهل مكة» : ثم هلك ابن جريج ، فكان مفتى مكة بعده مسلم بن خالد الزنجى ، وسعيد بن سالم القداح. انتهى.

وذكره الفاكهى فى عباد مكة ، فقال : حدثنا أبو يحيى بن أبى مسرة ، قال : سمعت أصحابنا المكيين يقولون : كان المثنى بن الصباح ، ومسلم بن خالد ـ وهو حدث ـ يبتدران المقام بعد صلاة العتمة ، فأيهما سبق إليه ، كان الآخر خلفه ، فلا يزالان يصلّيان إلى قريب الصبح. وقال الفاكهى أيضا : حدثنى أبو يحيى بن أبى مسرة ، قال : حدثنى محمد بن أبى عمر ، قال : حدثنى عمرو بن عمير الوهطى ، قال : أقبلت من الطائف وأنا على بغلة لى ، فلما كنت بمكة حذو المقبرة ، نعست ، فرأيت فى منامى وأنا أسير ، كأن فى المقبرة فسطاطا مضروبا فيه سدرة ، فقلت : لمن هذا الفسطاط والسدرة؟ قالوا : لمسلم ابن خالد ـ وكأنهم الأموات ـ فقلت لهم : ولم فضل عليكم بهذا؟ قالوا : بكثرة الصلاة. قال : فقلت : فأين ابن جريج؟ قالوا : هيهات ، رفع ذلك فى علّيّين ، وغفر لمن شهد جنازته. انتهى.

٦٧

والزنجى : بفتح الزاى وكسرها ، على ما قال النووى. واختلف فى سبب تلقيبه بذلك ، فقيل لشدة سواده ، وهذا يروى عن سويد بن سعيد ؛ لأن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قلت لسويد بن سعيد : لم سمّى الزنجى؟ قال : كان شديد السواد. وقيل سمى بذلك لشدة بياضه ، وهذا مروى عن إبراهيم بن إسحاق الحربى ، لأنه قال : وإنما سمى الزنجى ، لأنه كان أشقر ، مثل البصلة.

وعلى هذا ، فتكون تسميته بذلك من باب الأضداد. وقيل إنما لقب بالزنجى ، لمحبته أكل التمر ، وهذا يروى عن عبد الرحمن بن أبى حاتم ، لأنه قال : وإنما لقب بالزنجى ، لمحبته أكل التمر ، قالت له جاريته يوما : ما أنت إلا زنجى لأكل التمر ، فبقى عليه هذا اللقب. وقيل إنه لقب لقّب به وهو صغير ، ذكره ابن سعد ، عن بكر بن محمد المكى ، لأنه قال : مسلم بن خالد أبيض مشربا حمرة ، وإنما الزنجى ، لقب لقّب به وهو صغير. انتهى.

واختلف فى وفاته ، فقيل سنة ثمانين ومائة ، قاله أحمد بن محمد الأزرقى. وقيل سنة تسع وسبعين ، قاله ابن حبان ، وحكى القول الأول بصيغة التعريض. وكانت وفاته بمكة على ما ذكر الأزرقى ، وبلغ ثمانين سنة على ما ذكر الذهبى.

٢٤٥٠ ـ مسلم بن رياح الثقفى :

روى عنه عون بن أبى جحيفة مرفوعا ، فى فضل الأذان ، حديثا حسنا. هكذا ذكره ابن عبد البر.

٢٤٥١ ـ مسلم بن سالم الجهنى (١) :

كان يكون بمكة ، قال أبو داود السجستانى : ليس بثقة (٢) ، ذكره الذهبى فى الميزان،

__________________

٢٤٥٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٢٢ ، الإصابة ترجمة ٧٩٨٥ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٠٦ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٧٥ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٤ ، بقى بن مخلد ٦٤٩).

٢٤٥١ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٦ / ٣٢٢ ، تاريخ الدورى ٢ / ٥٦٢ ، العلل لأحمد بن حنبل ١ / ٢٨٠ ، التاريخ الكبير للبخارى ٧ / ١١١٠ ، الجرح والتعديل ٨ / ٨٠٨ ، الثقات لابن حبان ٥ / ٣٩٥ ، سؤالات البرقانى للدارقطنى ترجمة ٤٧٥ ، ٤٨٨ ، الثقات لابن شاهين ١٣٨٨ ، رجال البخارى ٢ / ٧١٩ ، الجمع لابن القيسرانى ٢ / ٤٩٣ ، الكاشف ٣ / ٥٥٠٨ ، تاريخ الإسلام ٥ / ٣٠١ ، ميزان الاعتدال ٤ / ٨٤٨٩ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٣٠ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٤٥ ، خلاصة الخزرجى ٣ / ٦٩٦٦ ، تهذيب الكمال ٥٩٢٧).

(١) فى تهذيب الكمال ساق نسبه هكذا : «مسلم بن سالم النهدى ، أبو فروة الكوفى الأصغر ، ويعرف بالجهنى لأنه كان نازلا فيهم».

٦٨

وقال : ما أبعد أن يكون مسلمة بن سالم الجهنى البصرى ، إمام مسجد بنى حرام ، الذى أخرج له الدارقطنى فى سننه.

وساق له حديثا من الخلعيات ، من رواية عبد الله بن محمد العبادى عنه ، عن عبد الله ابن عمر ، عن نافع ، عن سالم ، عن ابن عمر ، قال : «من جاءنى زائرا لم تنزعه حاجة إلا زيارتى ، كان حقا علىّ أن أكون له شفيعا يوم القيامة».

رواه أبو الشيخ عن محمد بن أحمد بن سليمان الهروى ، حدثنا مسلم بن حاتم الأنصارى ، حدثنا مسلمة بهذا. انتهى من لسان الميزان لشيخنا قاضى القضاة ابن حجر ، رحمة الله تعالى عليه.

٢٤٥٢ ـ مسلم بن السائب بن خباب :

روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسلا ، وقد ذكره بعضهم فى الصحابة. روى عنه ابنه محمد بن مسلم (١).

٢٤٥٣ ـ مسلم بن عبيد الله القرشى :

هكذا ذكره ابن عبد البر ، وقال : وليس بوالد رائطة ، ولا أدرى أيضا من أى قريش هو ، واختلف فيه ، فقيل مسلم بن عبيد الله ، وقيل عبيد الله بن مسلم ، ومن قال : عبيد الله ، عندى أحفظ. له حديث واحد فى صوم رمضان ، والذى يليه ، وصوم كل أربعاء وخميس ، وكراهية صوم الدهر ، وقد قيل : إن الصحبة لأبيه عبيد الله القرشى. انتهى.

__________________

(٢) قال أبو بكر بن خيثمة عن يحيى بن معين : ثقة. قال أبو حاتم : صالح الحديث ليس به بأس ، ذكره ابن حبان فى الثقات. وقال الدارقطنى : لا بأس به ، وقال ابن حجر فى التهذيب : قال يعقوب بن سفيان : لا بأس به ، وقال فى التقريب : صدوق.

٢٤٥٢ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ترجمة ٨٠٤ ، الثقات لابن حبان ٥ / ٣٩٥ ، الاستيعاب ترجمة ٢٤٢٣ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٠٧ ، جامع التحصيل ٧٥٩ ، الإصابة ترجمة ٨٥٨٩ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٤٥ ، تهذيب الكمال ٥٩٢٨ ، خلاصة الخزرجى ترجمة ٦٩٦٧).

(١) قال أبو حاتم : هو من التابعين ، وأدخله قوم فى الصحابة ظنوا أن له صحبة. وذكره ابن حبان فى الثقات وقال : يروى المراسيل. وقال العسكرى : روايته مرسلة ، وقال البغوى : يقال إنه روى عن أبيه السائب عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا أحسب له صحبة ، وهو من التابعين ، وأدخله بعضهم فى الصحابة ظنا. وقال ابن حجر فى التقريب : مقبول.

٢٤٥٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٢٦ ، الإصابة ترجمة ٨٥٩١).

٦٩

٢٤٥٤ ـ مسلم بن عميرة الثقفى :

روى عنه مزاحم بن عبد العزيز الثقفى ، حديثه فى الانتباذ فى الجرة الخضراء. ذكره هكذا ابن عبد البر فى الاستيعاب.

٢٤٥٥ ـ مسلم بن يسار البصرى ، ويقال المكى ، أبو عبد الله الفقيه :

مولى بنى أمية ، وقيل مولى عثمان بن عفان ، وقيل مولى طلحة بن عبيد الله ، وقيل مولى طلحة الطلحات ، وقيل مولى مزينة ، ويقال له مسلم سكرة ، ومسلم المصبح ، كان يسرج مصابيح المسجد الحرام.

روى عن : حمران بن أبان ، وعبادة بن الصامت مرسلا ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وابنه يسار ، وأبى الأشعث الصنعانى.

روى عنه أيوب السّختيانى ، وثابت البنانىّ ، وابنه عبد الله بن مسلم بن يسار ، وعمرو بن دينار ، ومحمد بن سيرين ، وجماعة.

روى له : أبو داود ، والنسائى ، وابن ماجة. وله ذكر فى «كتاب اللباس» من صحيح مسلم. قال خليفة بن خيّاط : كان يعدّ خامس خمسة من فقهاء أهل البصرة. وقال محمد بن سعد : قالوا : وكان ثقة فاضلا عابدا ورعا. وقال أزهر بن سعد ، عن ابن عون : كان مسلم بن يسار ، لا يفضل عليه أحد فى ذلك الزمان. قال أبو عبيد الآجرّى : سمعت أبا داود يقول : روى عمرو بن دينار ، عن مسلم المصبّح ، يقال له مسلم شكرة ، وهو ابن يسار المكى ، كان يسرج السّرج. وثقه أحمد بن حنبل ، والعجلى. وقال يحيى بن معين : رجل صالح قديم.

قال ابن سعد : قالوا : وتوفى فى خلافة عمر بن عبد العزيز ، سنة مائة ، أو إحدى

__________________

٢٤٥٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٢٨ ، الإصابة ترجمة ٧٩٩٧ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩١٦).

٢٤٥٥ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ١ / ٣٨٥ ، ٥ / ٢٣١ ، ٧ / ١٣٨ ، الزهد ٢٤٨ ، طبقات خليفة ١٦٧٢ ، تاريخ البخارى ٧ / ٢٧٥ ، المعارف ٢٣٤ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٥ ، الجرح والتعديل ٤ / ١٩٨ ، حلية الأولياء ٢ / ٢٩٠ ، طبقات الفقهاء للشيرازى ٨٨ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٩٣ ، تهذيب الكمال ٥٩٤٩ ، تاريخ الإسلام ٤ / ٥٤ ، ٢٠٣ ، العبر ١ / ١٢٠ ، تذهيب التهذيب ٤ / ٣٨ ، البداية والنهاية ٩ / ١٨٦ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٤٠ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٣٧٦ ، شذرات الذهب ١ / ١١٩ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٥١٠ ، تاريخ الدورى ٥٦٤ ، تاريخ خليفة ٢٨٦ ، ٣٢١ ، الثقات لابن حبان ٥ / ٣٩٠).

٧٠

ومائة ، وقال خليفة : مات سنة مائة.

٢٤٥٦ ـ مسلم بن ينّاق الخزاعى ، أبو الحسن المكى ، والد الحسن بن مسلم بن ينّاق ، مولى نافع بن عبد الحارث الخزاعى :

روى عن : عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعن أمه ، عن عائشة رضى الله عنها.

روى عنه : إبراهيم بن نافع المكى ، وإسماعيل بن أمية ، وحاتم بن أبى صغيرة ، والسائب بن عمر المخزومى ، وشعبة بن الحجاج ، وعبد الملك بن أبى سليمان ، وقزعة ابن سعيد الباهلى ، ومعمر بن قيس السلمى.

روى له مسلم ، والنسائى ، حديثا واحدا. وقد وقع لنا عنه عاليا جدا.

قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : مشهور. وقال أبو زرعة والنسائى : ثقة. وذكره ابن حبّان فى كتاب «الثقات».

أنبأنى الحافظ أبو بكر بن المحب ، وغيره ، قالوا : أنا الحافظ أبو الحجاج المزى ، أنا أبو الحسن بن البخارى ، أنبأنا محمد بن أبى زيد الكرانى ، أنا محمود بن إسماعيل الصيرفى ، أنا أبو الحسين بن فاذشاه ، أخبرنا أبو القاسم الطبرانى ، حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطى ، حدثنا محمد بن كثير ، حدثنا إبراهيم بن نافع المكى ، عن مسلم بن ينّاق ، عن ابن عمر رضى الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من جرّ إزاره لم ينظر الله إليه يوم القيامة».

أخرجاه من غير وجه عنه (١) ، وانفرد مسلم بحديث إبراهيم بن نافع ، فرواه عن ابن أبى خلف ، عن يحيى بن أبى بكير ، عنه.

٢٤٥٧ ـ مسلم القرشى ، والد رائطة بنت مسلم :

__________________

٢٤٥٦ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٦ / ٢٧ ، تاريخ الدورى ٢ / ٥٦٤ ، طبقات خليفة ٢٨١ ، علل أحمد بن حنبل ١ / ١٦٢ ، التاريخ الكبير للبخارى ٧ / ١١٧١ ، التاريخ الصغير ١ / ٢٤٣ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٤٣٦ ، ٢ / ١٠٣ ، الكنى ١ / ١٤٧ ، الجرح والتعديل ترجمة ٨٦٧ ، الثقات لابن حبان ٥ / ٤٠٠ ، الجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسرانى ٢ / ٤٩٤ ، الكاشف ترجمة ٥٥٣٠ ، تاريخ الإسلام ٤ / ٣٠١ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٤٢ ، تقريب التقريب ٢ / ٢٤٨ ، خلاصة الخزرجى ترجمة ٦٩٩٤ ، تهذيب الكمال ٥٩٥٢).

(١) أخرجه مسلم فى الصحيح ٦ / ١٤٧.

٢٤٥٧ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٢٩ ، التاريخ الكبير للبخارى ترجمة ١٠٧٥ ، ـ

٧١

ذكره هكذا ابن عبد البر ، واقال : لا أدرى من أى قريش هو؟ يعدّ من أهل مكة ، كان اسمه «غرابا» فسماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «مسلما». روت عنه ابنته رائطة. انتهى.

٢٤٥٨ ـ مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبى العاص الأموى :

أمير مكة. ذكر ولايته عليها ، ابن قتيبة فى «الإمامة والسياسة» ، لأنه قال : ذكروا أن مسلمة بن عبد الملك ، كان واليا على أهل مكة ، فبينا هو يخطب على المنبر ، إذ أقبل خالد ابن عبد الله القسرى من الشام واليا عليها ، فدخل المسجد ، فلما قضى مسلمة خطبته ، صعد خالد المنبر ، فلما ارتقى فى الدرجة الثالثة تحت مسلمة ، أخرج طومارا مختوما ففضّه ، ثم قرأه على الناس ، فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين ، إلى أهل مكة ، أما بعد : فإنى ولّيت عليكم خالد بن عبد الله القسرى ، فاسمعوا له وأطيعوا ، ولا يجعلن امرؤ على نفسه سبيلا ، فإنما هو القتل لا غيره ، وقد برئت الذمة من رجل آوى سعيد بن جبير ، والسلام.

ثم التفت إليهم خالد فقال : والذى يحلف به ويحجّ إليه ، لا أجده فى دار أحد إلا قتلته ، وهدمت داره ودار كل من جاوره ، واستبحت حرمه ، وقد أجلت لكم فيه ثلاثة أيام ، ثم نزل ، ودعا مسلمة برواحله ولحق بالشام. وذكر باقى خبر سعيد بن جبير ، وكلاما قبيحا لخالد القسرى فى أمره.

وذكر الزبير بن بكار ، أن مسلمة كان من رجالهم ـ يعنى بنى عبد الملك ـ قال : وكان يلقّب الجرادة الصفراء ، وله آثار كثيرة فى الحروب ونكاية فى الروم. انتهى.

٢٤٥٩ ـ مسلمة الفهرى ، والد حبيب بن مسلمة :

روى عنه ابنه حبيب بن مسلمة. ذكره هكذا ابن عبد البر.

__________________

ـ الجرح والتعديل ترجمة ٨٧٧ ، تجريد أسماء الصحابة ترجمة ٨٣٨ ، تهذيب الكمال ٥٩٥ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٤٣ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٤٨ ، خلاصة الخزرجى ترجمة ٦٩٩٦).

٢٤٥٨ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ خليفة ٣٠١ ، التاريخ الكبير للبخارى ترجمة ١٦٨٣ ، التاريخ الصغير ١ / ٢٤٥ ، ٢٥٤ ، المعرفة والتاريخ ليعقوب ١ / ٥٧٩ ، ٥٨٥ ، ٦٠٠ ، ٢ / ٥١ ، ١٠١ ، ٢٢٦ ، تاريخ أبى زرعة ٥٧ ، ١٦٠ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٢١٤ ، الثقات لابن حبان ٧ / ٤٩٠ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٤١ ، الكاشف ترجمة ٥٥٣٣ ، تاريخ الإسلام ٥ / ١٦٣ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٤٤ ، تهذيب الكمال ٥٩٥٦ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٨ ، خلاصة الخزرجى ٣ / ٧٠٠٣).

٢٤٥٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٣٣).

٧٢

٢٤٦٠ ـ مسور الحجبى :

عن أبيه ، عن جده ، فى الصلاة فى الكعبة. أخرج الطبرانى من طريق العلاء بن أخضر ، عن شيخ من الحجبة يقال له مسمع ، فذكرها. قال العلائى : لا أعرف العلاء ابن أخضر ، ولا من فوقه.

انتهى من لسان الميزان لشيخنا ابن حجر. وقال فى الكنى : أبو مسمع الحجبى ، فى «مسمع». انتهى.

٢٤٦١ ـ المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشى الفهرى ، يكنى أبا عبد الرحمن :

كذا ذكر كنيته ابن عبد البر ، والنووى ، والمزى فى التهذيب. وقيل يكنى أبا عثمان ، حكاه النووى فى التهذيب. واختلف فى أمّ المسور بن مخرمة ، فذكر الزبير بن بكار ، أن أمه عاتكة ابنة عوف بن عبد عوف ، أخت عبد الرحمن بن عوف ، وأن أم عاتكة ، وعبد الرحمن بن عوف : الشفاء بنت عوف بن عبد ، وأنهما هاجرتا.

وقال النووى : أمه عاتكة بنت عوف ، أخت عبد الرحمن بن عوف ، قيل اسمها الشفاء. انتهى.

وذكر ابن عبد البر ، أن أمه الشفاء بنت عوف.

ويقال بل أمه عاتكة بنت عوف ، أخت عبد الرحمن. وقال : ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين ، وقدم به أبوه المدينة ، فى عقب ذى الحجة سنة ثمان ، وهو أصغر من ابن الزبير بأربعة أشهر ، وقبض النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو ابن ثمان سنين ، وسمع من النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وحفظ عنه. انتهى.

__________________

٢٤٦١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٣٤ ، الإصابة ترجمة ٨٠١١ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٢٦ ، تاريخ خليفة ١٧٧ ، طبقات خليفة ١٥ ، علل أحمد بن حنبل ١ / ٧٧ ، ٢ / ٢٨٥ ، ٣٢١ ، التاريخ الكبير ترجمة ١٧٩٨ ، التاريخ الصغير ١ / ٢١٤ ، المعرفة ليعقوب ٢ / ٤٢٩ ، ٤٣٠ ، تاريخ أبى زرعة ١٩٠ ، ٢٠٩ ، ٤١٧ ، ٤١٨ ، ٤٩٩ ، تاريخ واسط ٥٦ ، ٢٨٦ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٣٦٦ ، الثقات لابن حبان ٣ / ٣٩٤ ، رجال البخارى للباجى ٢ / ٧٤٥ ، الجمع لابن القيسرانى ٢ / ٥١٥ ، أنساب القرشيين ٥٧ ، ٢٦١ ، ٢٦٤ ، الكامل فى التاريخ لابن الأثير ٢ / ٤٢ ، ٣ / ٤٩ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٦٠ ، العبر ١ / ٤ ، ٧٠ ، الكاشف ترجمة ٥٥٤٢ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٨٦١ ، تهذيب الكمال ٥٩٦٧ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٥١ ، خلاصة الخزرجى ترجمة ٧٠١٣ ، شذرات الذهب ١ / ٧٢ ، مرآة الجنان ١ / ١٤٠).

٧٣

روى له عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اثنان وعشرون حديثا ، على ما ذكر النووى. اتفق الشيخان منها على حديث ، وانفرد البخارى بأربعة ، ومسلم بحديث واحد ، على ما ذكر النووى أيضا.

وروى عن جماعة من الصحابة ، منهم : أبوه ، وخاله عبد الرحمن بن عوف ، والخلفاء الراشدون الأربعة : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلى ، ومعاوية بن أبى سفيان ، والمغيرة ابن شعبة ، وأبو هريرة ، وابن عباس ، وعمرو بن عوف ، حليف بنى عامر.

روى عنه أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف ، وعلى بن الحسين بن على بن أبى طالب ، وسعيد بن المسيّب ، وسليمان بن يسار ، وابن أبى مليكة ، ومروان بن الحكم ، وعروة بن الزبير ، وجماعة. روى له الجماعة.

قال الزبير : وكان المسور ممنّ يلزم عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، ويحفظ عنه ، وكان من أهل الفضل والدين ، ولم يزل مع خاله عبد الرحمن مقبلا ومدبرا فى أمر الشورى ، حتى فرغ عبد الرحمن.

قال الزبير : وحدثنى إبراهيم بن حمزة ، قال : أتى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ببرود من اليمن ، فقسمها بين المهاجرين والأنصار ، وكان فيها برد فائق ، فقال : إن أعطيته أحدا منهم غضب أصحابه ، ورأوا أنى فضلته عليهم ، فدلونى على فتى من قريش نشا نشوة حسنة أعطيه إياه ، فأسموا له المسور بن مخرمة ، فدفعه إليه ، فنظر إليه سعد بن أبى وقاص على المسور ، فقال : ما هذا؟ قال : كسانية أمير المؤمنين. فجاء سعد إلى عمر رضى الله عنه ، فقال : تكسونى هذا وتكسو ابن أخى المسور أفضل منه! قال له : يا أبا إسحاق : إنى كرهت أن أعطيه أحدا منكم ، فيغضب أصحابه ، فأعطيته فتى من قريش نشا نشوة حسنة ، لا يتوهّم فيه أنى أفضّله عليكم. قال سعد : فإنى قد حلفت لأضربن بالبرد الذى أعطيتنى رأسك ، فخضع له عمر رأسه ، وقال : عبدك يا أبا إسحاق ، وليرفق الشيخ بالشيخ ، فضرب رأسه بالبرد.

قال الزبير : ثم انحاز إلى مكة حتى توفى معاوية ، وكره بيعة يزيد ، فلم يزل هنالك حتى قدم الحصين بن نمير ، وحضر عبد الله بن الزبير وأهل مكة ، وكانت الخوارج تغشى المسور بن مخرمة ويعظّمونه ، وينتحلون رأيه ، حتى قتل تلك الأيام ، أصابه حجر المنجنيق ، فمات فى ذلك. انتهى.

وقال ابن عبد البر : بقى بالمدينة إلى أن قتل عثمان ، ثم انحدر إلى مكة ، فلم يزل بها حتى مات معاوية ، وكره بيعة يزيد ، فلم يزل بمكة ، حتى قدم الحصين بن نمير مكة لقتال

٧٤

ابن الزبير ، وذلك عقب المحرم ، أو صدر صفر ، وحاصر مكة ، وفى حصاره ومحاربته أهل مكة ، أصاب المسور حجر من حجارة المنجنيق ، وهو يصلى فى الحجر ، فقتله ، وذلك مستهل ربيع الآخر سنة أربع وستين ، وصلى عليه ابن الزبير بالحجون.

قال : وقيل : كانت وفاته ، يوم جاء نعى يزيد إلى ابن الزبير ، وحصين بن نمير محاصر لابن الزبير ، وجاء نعى يزيد مكة ، يوم الثلاثاء غرة ربيع الآخر سنة أربع وستين. وذكر ابن عبد البر ، أنه توفى وهو ابن اثنتين وستين سنة. انتهى.

وقال الواقدى : مات بسنة أربع وستين ، وصلّى عليه ابن الزبير بالحجون.

وقال عمرو بن على : أصاب المسور بن مخرمة المنجنيق ، وهو يصلّى فى الحجر ، فمكث خمسة أيام ثم مات ، ومات فى ربيع الآخر سنة أربع وستين ، وهو يومئذ ابن ثلاث وستين سنة. وقيل ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين ، فقدم به أبوه المدينة فى عقب ذى الحجة سنة ثمان ، عام الفتح ، وهو ابن ست سنين ، وكان مروان ولد معه فى تلك السنة ، وقيل إنه قتل مع الزبير سنة ثلاث وسبعين ، والأول أصح على ما قال المزى.

قال ابن عبد البر : وهو معدود فى المكيين.

وكان المسور لفضله ودينه وحسن رأيه ، تغشاه الخوارج وتعظّمه ، وتنتحل رأيه ، وقد برّأه الله منهم. روى ابن القاسم عن مالك قال : بلغنى أن المسور بن مخرمة ، دخل على مروان ، فجلس معه وحادثه ، فقال المسور لمروان فى شىء سمعه منه : بئس ما قلت ، فركضه مروان برجله ، فخرج المسور ، ثم إن مروان نام ، فأتى فى المنام ، فقيل له : ما لك وللمسور! (كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً) [الإسراء : ٨٤] قال : فأرسل مروان إلى المسور ، فقال : إنى زجرت عنك فى المنام ، وأخبره بالذى رأى ، فقال له المسور : لقد نهيت عنى فى اليقظة والنوم ، وما أراك تنتهى! وهو القائل [من الطويل] :

أيشربها صرفا يفض ختامها

أبو خالد ويجلد الحد مسور

ولذلك قصة ذكرها صاحب العقد ، فقال : وكان المسور بن مخرمة جليلا فقيها ، وكان يقول فى يزيد بن معاوية ، إنه يشرب الخمر ، فبلغه ذلك ، فكتب إلى عامله بالمدينة ، أن يجلده الحدّ ، ففعل فقال المسور بن مخرمة فى ذلك :

أيشربها صرفا يفض ختامها

أبو خالد ويجلد الحد مسور

٧٥

٢٤٦٢ ـ المسيّب بن حزن بن أبى وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشى المخزومى ، المكى ، يكنى أبا سعيد :

والد سعيد بن المسيب ، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة ، كان ممن بايع تحت الشجرة ، على ما روى عنه ، لأن سفيان بن عيينة ، روى عن طارق بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبيه ، قال : شهدت بيعة الرضوان تحت الشجرة معهم ، ثم أنسوها من العام المقبل.

وقال مصعب الزبيرى : الذى لا يختلف أصحابنا فيه ، أن المسيب وأباه من مسلمة الفتح. قال أبو أحمد العسكرى : ومصعبا وهم ، لأن المسيب حضر بيعة الرضوان. قال النووى : وشهد اليرموك. روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبعة أحاديث ، اتفقا على حديثين ، وانفرد البخارى بحديث ، وهو راوى حديث وفاة أبى طالب. قالوا : ولم يرو عنه غير ابنه سعيد. انتهى.

قال : والمسيب : بفتح الباء على المشهور ، وقيل بكسرها ، وهو قول أهل المدينة ، وكان سعيد يكره فتحها ، وحزن : بفتح الحاء المهملة وإسكان الزاى. انتهى.

روى له البخارى ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائى.

قال عبد الله بن لهيعة ، عن بكير بن الأشجّ ، عن سعيد بن المسيب ، قال : كان المسيب رجلا تاجرا ، فدخل عليه عبد الله بن سلام فقال : يا أبا سعيد ، إنك رجل تبايع الناس ، وإن أفضل مالك يغيب عنك ، وإنه ليس المفلس الذى يفلس بأموال الناس ، ولكن المفلس الذى يوقف يوم القيامة ، فلا يزال يؤخذ من حسناته حتى لا تبقى له حسنة. فكان أبو سعيد مستوصيا بها. قال ابن سلام : كان إذا كان له حق على أحد ، فجاءه ببعضه ، قال : لا أقبل منك إلا الذى لى كله ، حرصا على الحسنات.

هاجر المسيّب مع أبيه حزن إلى المدينة ، على ما ذكر ابن عبد البر.

__________________

٢٤٦٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٣٦ ، الإصابة ترجمة ٨٠١٤ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٢٨ ، تاريخ الدورى ٢ / ٥٦٦ ، طبقات خليفة ٢٠ ، علل أحمد بن حنبل ١ / ٧٨ ، التاريخ الكبير للبخارى ترجمة ١٧٨٢ ، المعرفة ليعقوب ٣ / ٣٠٠ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٣٤٥ ، الثقات لابن حبان ٥ / ٤٣٦ ، رجال البخارى للباجى ٢ / ٧٣٧ ، الجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسرانى ٢ / ٥٠٥ ، الكاشف ترجمة ٥٥٤٤ ، تجريد أسماء الصحابة ترجمة ٨٦٣ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٥٢ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٥٠ ، تهذيب الكمال ٥٩٦٩ ، خلاصة الخزرجى ترجمة ٧٠١٤).

٧٦

٢٤٦٣ ـ المسيب بن أبى السائب ـ واسم أبى السائب ، صيفى بن عائذ ـ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشى المخزومى :

أخو السائب بن أبى السائب ، قال الزبير : ومن ولد السائب بن عائذ : المسيّب بن أبى السائب. ذكر عن أبى معشر ، أنه قال : هاجر المسيب بن أبى السائب ، بعد مرجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من خيبر.

٢٤٦٤ ـ المسيرد بن محمد [....](١) الحسنى الشديدى ـ بشين معجمة ـ المكى :

استشهد رحمه‌الله ، فى يوم الاثنين مستهل ذى الحجة ، سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بظاهر مكة ، مع أميرها محمد بن أحمد بن عجلان ، وكان خرج فى خدمته للقاء المحمل المصرى ، فقتلا معا.

٢٤٦٥ ـ مصطفى بن محمود بن موسى بن محمود بن على الشيخ الصالح المحدث ، صفى الدين أبو عبد الدائم ، وقيل أبو على ، بن شيبة الأنصارى ، أبو عبد الدائم ، بن أبى الثناء المصرى:

نزيل مكة ، شرفها الله تعالى ، هكذا ذكره ابن مسدىّ فى معجمه وقال : يعرفون ببنى الحصين ، أحد المشيخة الصّلحاء من مجاورى الحرم الشريف ، وممن اختار القناعة سكنى [...](١) سمع [...](١) وأبى المفاخر المأمونى وغيرهما ، بإفادة عمه أبى الحسن على بن موسى ، وقد استجاز له من أبى محمد بن الطبّاخ ، وأبى الحسن بن حميد وغيرهما.

مولده بفسطاط مصر بعد الستين وخمسمائة بيسير ، وتوفى رحمه‌الله فى سنة خمس وأربعين وستمائة بمكة.

وذكر الشريف أبو القاسم الحسينى فى وفياته ، أنه توفى فى ليلة الرابع عشر من جمادى الأولى ، من سنة خمس وأربعين وستمائة بمكة ، قال : وجاور بها سنين عديدة. انتهى.

وذكره ابن مسدى فى معجمه ، وزاد فى نسبه «محمدا» بين «على وأحمد» وقال : المصرى أخو جبريل. وساق عنه حديثا من مسلم عن المأمونى ، وآخر عن ابن برّى.

__________________

٢٤٦٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٤٣٧ ، الإصابة ترجمة ٨٠١٥ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٢٩).

٢٤٤٦ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٤٦٥ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٧٧

وزاد فى وفاته ، أنها ليلة الجمعة لمكة.

* * *

من اسمه مصعب

٢٤٦٦ ـ مصعب بن شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان بن أبى طلحة القرشى الحجبى المكى:

روى عنه عمة أبيه صفية بنت شيبة ، وابن أخيها مسافع بن عبد الله الأكبر بن شيبة ، وطلق بن حبيب.

روى عنه : عبد الملك بن عمير ، وزكريا بن أبى زائدة ، وابن جريج ، ومسعر ، وآخرون.

روى له أصحاب السنن. وقال أحمد : روى مناكير. وقال ابن معين : ثقة. وقال أبو حاتم : ليس بالقوى. وقال النسائى : منكر الحديث (١).

٢٤٦٧ ـ مصعب بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث ابن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤىّ بن غالب القرشى الزهرى [....](١) :

ذكر الزبير بن بكار ، أنه توفى بمكة فى حصار الحصين بن نمير لابن الزبير بمكة. وذكر أشياء من خبره ، فقال : حدثنى ابن أبى بكر المؤمّلىّ ، عن سعيد بن عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، فى حديث يطول ، قال : خرج مروان بن الحكم وهو أمير المدينة ، فى خلافة معاوية بن أبى سفيان حاجا ، فبينما هو يسير يوما

__________________

٢٤٦٦ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٦ / ٣٥ ، التاريخ الكبير للبخارى ترجمة ١٥٢٠ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٤٠٩ ، الإلزامات ٤٤٨ ، الجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسرانى ٢ / ٥١٢ ، الكاشف ترجمة ٥٥٥٨ ، المغنى ترجمة ٦٢٦٤ ، تاريخ الإسلام ٤ / ٣٠٣ ، جامع التحصيل ٧٧٠ ، تهذيب الكمال ٥٩٨٥ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٦٢ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٥١ ، خلاصة الخزرجى ٣ / ٧٠٢٣).

(١) وقال النسائى فى موضع آخر : فى حديثه شىء ، قال أبو حاتم : لا يحمدونه ، وليس بالقوى ، قال ابن سعد : كان قليل الحديث. قال العجلى : مكى ثقة ، قال الدارقطنى : ليس بالقوى ولا بالحافظ. وقال فى موضع آخر : ضعيف ، وقال : منكر الحديث. قال ابن حجر فى التهذيب : قال أبو داود بعد تخريجه حديث عائشة عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان يأمر بالغسل من الجنابة والحجامة ومن غسل الميت ويوم الجمعة : ضعيف. وقال ابن عدى : تكلموا فى حفظه ، وقال ابن حجر فى التقريب : لين الحديث.

٢٤٦٧ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٧٨

فى موكبه ببعض الطريق ، دنا منه عبد الله بن مطيع بن الأسود ، فكلّمه بشىء ، فرد عليه مروان ، فأجابه ابن مطيع ، فأغلظ له فى القول ، فأقبل مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ، وهو يومئذ على شرط مروان ، فضرب وجه ناقة ابن مطيع بسوطه ، وقال له ، تنحّ ، فتنحى ، وأقبل صخير بن أبى جهم يتخلل الموكب ، حتى دنا من مصعب ، فحطم أنفه بالسوط ، ثم ولى وهو على ناقة له مهريّة منكرة ، وأمسك مصعب أعلا وجهه ، ثم دنا من مروان فأخبره الخبر ، واستعداه على صخير ، فغضب غضبا وقال : علىّ به ، والله لأقطعنّ يده ، فقال له ابن مطيع : لقد أردت أن تكسر جذمى قريش ، فاتّبعه قوم فلم بقدروا عليه ، ولم يتعلقوا بشىء حتى نجا ، فقال فى ذلك صخير بن أبى جهم :

نحن حطمنا بالقضيب مصعبا

يوم كسرنا أنفه ليغضبا

لعل حربا بيننا أن ينشبا

ثم أساء عارتنا أن يعتبا

فلم نجد إلا السلام مذهبا

إذا مشت حولى عدىّ نصبا

وفيها غير ذلك مما كرهت أن أذكره.

وقال الزبير أيضا : ولطم صخير بن أبى جهم وجه مصعب ، ومصعب على شرط مروان ، ثم أعجزه ، وحالت دونه بنو عدى ، وجمعت له زهرة ، وكاد الشر يقع بينهم. وقدم معاوية حاجا ، فمشت إليه رجال بنى عدى ، وكلموه أن يسأل مصعبا أن يعرض عن ذلك ، وقالوا : كانت طيرة من صاحبنا ، فليستقد منه مثل ما صنع به ، أو من أينّا شاء ، وليهب لنا حق السلطان. فكلمه معاوية ، فأبى أشد الإباء وامتنع ، وقال : استخفّ بسلطانى ، لا أرضى حتى يؤتى به وأعاقبه عقوبة مثله ، فقيل لبنى عدى : أخطأتم موضع الطلب ، كلموا مروان ، فكلموه فقال : أبعد أمير المؤمنين؟ قالوا : نعم ، أنت اصطنعته ، وأنت أولى به ، فأتى مروان فكلمه ، فقال له : فهلا أرسلت إلىّ؟ وما عنّاك؟ لو علمت هواك لفعلته ، قد تركت ذلك لك ، فبلغ معاوية ما صنع ، فغضب عليه ، وقال : أجبت مروان ولم تجبنى! فقال له مصعب : وما تنكر من ذلك؟ أخذنى مروان وقد أفسدتنى ، فاصطنعنى وأصلح ما أفسدت منى ، فشكرته على ذلك. فلم ينكر عليه معاوية.

وقال أيضا : ومن ولد هبّار ـ يعنى ابن الأسود ـ : إسماعيل بن هبار. وأمه أم ولد. وكان من فتيان المدينة المشهورين بالجلد والفتوة ، فأتاه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ، ومعاذ بن عبيد الله بن معمر ، وعقبة بن جعونة بن شعوب الليثى ، فصاحوا به ليلا ، فخرج إليهم مغترّا ، فاستتبعوه فى حاجة ، فمضى معهم ، فقتلوه ، فأصبح فى خراب لبنى زهرة ، يسمى حشّ بنى زهرة ، أدبار مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٧٩

قال الزبير : فأخبرنى عمى مصعب بن عبد الله ، أن مصعب بن عبد الرحمن لما قتله ، خرج حتى أتى أخاه حميد بن عبد الرحمن ، فأخبره خبره ، فأمر حميد بالتّنّور فأوقد ، ثم أمر بثيابه فطرحت فى التّنّور ، ثم ألبسه ثيابا غيرها ، وغدا به معه إلى الصبح. وقال له : إنك ستسمع قائلا يقول : كان من الأمر كيت وكيت ، حتى تراه كان معكم ، فلا يروعنّك ذلك. فأصبح الناس يتحدثون بقتل ابن هبار كأنهم حضروه ، وينظرون إلى مصعب جالسا مع أخيه حميد ، فيكذّبون بذلك.

وكانت أخت إسماعيل بن هبار قد قالت لأخيها حين دعوه : لا تخرج إليهم ، فعصاها. فلما قتل ، أرسلت أخته إلى عبد الله بن الزبير فأخبرته خبرهم ، فركب فى ذلك عبد الله والمنذر ابنا الزبير ، وغيرهما من بنى أسد بن عبد العزى ، إلى معاوية بالشام مرّتين. وقالت فى ذلك أخت إسماعيل بن هبار [من البسيط] :

قل لأبى بكر الساعى بذمته

ومنذر مثل ليث الغابة الضارى

شدّا فدى لكما أمى وما ولدت

لا يخلصنّ إلى المخزاة والعار

وقال قائل (٢) [من البسيط] :

فلن أجيب بليل داعيا أبدا

أخشى الغرور كما غرّ ابن هبّار

قد بات جارهم فى الحشّ منعفرا (٣)

بئس الهدّية لابن العم والجار

فقال لهم معاوية : احلفوا على واحد من ثلاثة. فأبى ابن الزبير أن يحلفوا إلا على الثلاثة ، فأمرهم معاوية ، فحملوا إلى مكة ، فاستحلف كل واحد منهم خمسين يمينا عن نفسه ، ثم جلد كل رجل منهم مائة ، وسجنهم سنة ، ثم خلّى سبيلهم. فاستعمل بعد ذلك مروان بن الحكم ، مصعب بن عبد الرحمن على شرط المدينة ، وضم إليه رجالا من أهل أبيه ، وكان سلطان مروان قد ضعف ، فلما استعمل مصعب بن عبد الرحمن على شرطه ، اشتد على الناس ، وحبس كل من وجده يخرج بالليل ، فقال فى ذلك عبيد الله ابن قيس الرقيات(٤) [من الخفيف] :

حال دون الهوى ودو

ن سرى الليل مصعب

وسياط على أل

ف رجال تقلب

__________________

(٢) البيتان لابن عبيد الله بن قيس الرقيات. انظر ديوانه ١٨٣.

(٣) فى الديوان : باتوا يجرونه فى الحش منجدلا.

(٤) انظر نسب قريش ٨ / ٢٦٨.

٨٠