العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٦

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٦

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٧٢

وذكر الزبير بن بكار ليحيى بن الحكم بن أبى العاص شعرا ، إلا أنه لما ذكر شيئا من خبر عمرو بن سعيد بن العاص ، قال : فلما شخص عبد الملك إلى حرب مصعب بن الزبير ، خالف عليه عمرو على دمشق ، فرجع إليه عبد الملك فأعطاه الأمان ، ثم غدر به ، فقتله. فقال يحيى بن الحكم بن أبى العاص فى ذلك [من الطويل] :

أعينىّ جودا بالدموع على عمرو

عشيّة تبتز الخلافة بالغدر

كأنّ بنى مروان إذ يقتلونه

بغاث من الطير اجتمعن على صقر

غدرتم بعمرو يا بنى خيط باطل

وأنتم ذوو قربى به وذوو صهر

فرحنا وراح الشامتون عشية

كأن على أكتافنا فلق الصخر

لحا الله دنيا تدخل النار أهلها

وتهتك ما دون المحارم من ستر

٢٦٩٤ ـ يحيى بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى ابن كلاب القرشى الأسدى :

قال ابن عبد البر فى ترجمة أخيه عبد الله بن حكيم : صحب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هو وأبوه حكيم بن حزام ، وإخوته : هشام ، وخالد ، ويحيى ، بنو حزام ، وكان إسلامهم يوم الفتح. انتهى.

٢٦٩٥ ـ يحيى بن حكيم بن صفوان بن أمية بن خلف بن جمح القرشى الجمحى :

أمير مكة ، على ما ذكر الزبير بن بكار ، وهكذا نسبه ، لأنه قال : فولد حكيم بن صفوان ، يحيى بن حكيم ، ولى مكة ليزيد بن معاوية ، وكان عبد الله بن الزبير مقيما معه بمكة ، لم يعرض له يحيى بن حكيم ، فكتب الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة إلى يزيد ، يذكر له مداهنة يحيى بن حكيم ، عبد الله بن الزبير ، فعزل يزيد يحيى بن حكيم ، وولى الحارث بن خالد مكة ، فلم يدعه ابن الزبير يصلى بالناس ، فكان الحارث يصلى فى جوف داره بمواليه ، ومن أطاعه من أهله ، وكان مصعب بن عبد الرحمن يصلى بالناس فى المسجد الحرام ، بأمر عبد الله بن الزبير ، فلم يزل كذلك ، حتى وجه يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن الزبير ، مسلم بن عقبة المرى ، فبويع عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما بالخلافة ، وصلى بالناس بمكة. وقد انقرض ولد يحيى بن حكيم.

٢٦٩٦ ـ يحيى بن الربيع المكى :

روى عن سفيان بن عيينة ، روى عنه أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزار.

__________________

٢٦٩٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٧٧٨ ، الإصابة ترجمة ٩٢٤١ ، أسد الغابة ترجمة ٥٥١٠).

٢٦٩٥ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ترجمة ٨٣٣٧ ، تقريب التهذيب ترجمة ٣٢٥٠٢).

٢٢١

ووقع لنا حديثه عاليا ، فى جزء من حديثه ، رواه عنه الحافظ أبو عبد الله بن مندة.

٢٦٩٧ ـ يحيى بن زكريا ـ ويقال ابن زكرى ـ السوارى ، محيى الدين الحورانى الشافعى :

سمع بمكة من المحب الطبرى : صحيح مسلم. وذكر ابن فرحون فى كتاب «نصيحة المشاور» ، أنه تفقه على المحب الطبرى ، وأنه أقام بمكة مدة طويلة ، ثم أقام بالمدينة نحوا من عشرين سنة ، على اشتغال بالعلم ، وتجرد عن الدنيا ، ووقف خزانة كتب ، وجعل مقرها بالمدرسة الشهابية ، وكان ينوب فى الحكم عن القاضى السراج عمر بن أحمد بن الخضر ابن ظافر بن أبى الفتوح الأنصارى ، قاضى المدينة ، لما سافر إلى مصر ، فحكم وعدل ودرس وناقض. قال : وكانت وفاته بعد والدى بثلاثة أيام ، ودفن بالبقيع إلى جانب والده. وذكر أن والده ، توفى فى يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول ، سنة إحدى وعشرين وسبعمائة. فعلى هذا تكون وفاة محيى الدين الحورانى ، فى السابع والعشرين ، أو الثامن والعشرين. هكذا ذكر وفاته ابن فرحون.

والحورانى ذكره ابن الجزرى فى تاريخه. وذكر أن المحب الطبرى [.....](١) الحورانى فى الفتوى وأثنى عليه.

٢٦٩٨ ـ يحيى بن سليمان بن محمود الذهبى ، محيى الدين الدمشقى :

كان رجلا مباركا صالحا مواظبا على الخير ، حسن الخلق ، وأوصى عند موته بمائة ألف درهم ، وكان موته بمكة ، بعد أن جاور بها ، فى ثالث شهر رمضان سنة عشرة وسبعمائة ، ودفن بالمعلاة.

وذكره البرزالى فى تاريخه ، ومنه لخصت هذه الترجمة.

٢٦٩٩ ـ يحيى بن سليم القرشى ، مولاهم ، أبو محمد ، ويقال أبو زكريا الطائفى ، المكى الدار ، الحذاء ، الخراز :

روى عن : إسماعيل بن أميّة القرشى ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم ، وابن جريج ، وداود بن أبى هند ، وعبد الله بن عمر العمرى ، وغيرهم.

روى عنه : أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو بكر بن أبى شيبة ، وقتيبة ، والحسن بن عرفة ، وآخرون.

__________________

٢٦٩٧ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٦٩٩ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ترجمة ٨٣٦٨ ، تهذيب التهذيب ترجمة ٢٠٥١٧ ، تقريب التهذيب ترجمة ٣٢٥٣٧).

٢٢٢

روى له الجماعة. ووثقه ابن معين ، وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث ، وقال : طائفى ، ترك مكة. وقال أبو نصر الكلاباذى : إنما قيل له الطائفى ، لأنه كان يختلف إليها.

مات سنة خمس وتسعين ومائة ، قاله أحمد بن محمد ، بن القاسم بن أبى بزة فيما حكاه عنه الذهبى. زاد الذهبى : بمكة ، وقال : كان ثقة ، صاحب حديث.

والخراز : بخاء معجمة وراء ، ثم زاى. قاله صاحب الكمال.

٢٧٠٠ ـ يحيى بن عبد الله بن محمد بن صيفى ـ ويقال يحيى بن محمد بن عبد الله بن صيفى ـ المخزومى ، مولاهم ، وقيل مولى عثمان المكى :

روى عن أبى معبد ، مولى ابن عباس ، وأبى سلمة بن سفيان ، وعكرمة بن عبد الرحمن المخزومى.

روى عنه : إسماعيل بن أمية ، وابن أبى نجيح ، وزكريا بن إسحاق ، وابن جريج ، وعبد الله بن المؤمل ، وغيرهم.

روى له الجماعة. وثقه النسائى ، وغيره ، وقال الذهبى لما وثقه فى «التذهيب» : مكى جليل. انتهى.

وذكر الفاكهى ما يقتضى أنه ولى قضاء مكة ، لأنه قال فى الأوليات بمكة : وأول من قضى على مكة من بنى مخزوم : يحيى بن عبد الله بن صيفى ، وقالوا : المطلب بن حنطب. انتهى.

٢٧٠١ ـ يحيى بن عبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة القرشى التيمى المكى :

روى عن أبيه. وروى عنه يحيى بن محمد ، مولى آل أبى بكر. وروى له ابن ماجة.

٢٧٠٢ ـ يحيى بن عبد الرحمن بن بركات الشيبى ـ بشين معجمة ـ العبدرى :

أحد حجبة الكعبة ، ما عرفت من حاله ، سوى أنه توفى يوم السبت النصف من رمضان سنة سبعين وأربعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة. ومن حجر قبره نقلت وفاته ونسبه.

٢٧٠٣ ـ يحيى بن عبد الرحمن بن على بن الحسين بن محمد بن شيبة بن إياد بن عمرو بن العلاء ، القاضى عز الدين أبو المعالى الشيبانى الطبرى المكى :

قاضى مكة ، ما عرفت له ابتداء ولايته ولا انتهائها ، [........](١) وبلغنى أنه وفد

__________________

٢٧٠٣ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٢٣

على السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ، صاحب الديار المصرية والشامية ، ووقف عليه وعلى ذريته بلدة بديار مصر ، يقال لها فمسان (٢) ، هى مع ذريته إلى الآن. انتهى.

٢٧٠٤ ـ يحيى بن عبد الرحمن بن هارون بن عبد الله بن محمد بن كثير بن معن ابن عبد الرحمن بن عوف القرشى الزهرى :

قاضى مكة ، هكذا نسبه صاحب «الجمهرة» وقال : «ولى قضاء مكة للمقتدر ، وكان محمودا فى ولايته ، لم يرتزق شيئا ، ووليها ستة عشر شهرا ، وكان من أهل الحزم والنفاذ فى الأمور كلها ، وكانت له ضياع فى الفرع ، وكان مطاعا فى أهل العدل ، وهرب بعياله حين دخول القرامطة مكة ، إلى وادى الرهجان ، وأخذ القرامطة له حينئذ ، ما قيمته ألف دينار وخمسون ألف دينار ، ولم يسمع شاكيا ولا ذاكرا شيئا مما أخذ له». انتهى.

٢٧٠٥ ـ يحيى بن عبيد المكى ، مولى السائب المخزومى :

روى عن أبيه. وروى عنه ابن جريج ، وواصل ، مولى ابن عيينة.

وروى له أبو داود ، والنسائى ، وذكره ابن حبان فى الثقات. انتهى.

٢٧٠٦ ـ يحيى بن عثمان بن يوسف بن أبى بكر بن محمد بن إبراهيم لأنصارى ، يلقب [.......](١) بن الشيخ فخر الدين النويرى :

سمع بمصر وبدمشق ، من أحمد بن على الجزرى ، وبمكة من عثمان بن الصفى الطبرى. وقرأ بها على والده ، وغيرهما. وكان شابا فاضلا ذكيا شاعرا ، أقام بمكة مدة ، ولزم الشيخ عبد الله اليافعى.

وأمه ، أخت الإمام تقى الدين محمد بن على ، ابن إمام جامع الصالح.

[..................](١)

ومن شعره [من البسيط] :

ما هبّ لى من ربا نجد نسيم صبا

إلا ترنّج قلبى للقّا وصبا

ولا تغنّت حمامات على فنن

إلا أثار غناها عندى الوصبا

ولا تألقّ برق فى دجى غسق

يحكى فؤدا من الهجران قد وجبا

__________________

(٢) هكذا فى الأصل بلا نقط.

٢٧٠٦ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٢٤

إلا استهلّت دموعى من محاجرها

وأبدت العذر إن لم تقض ما وجبا

ولا تأوّه من حرّ الجوى قلق

إلا وذكرنى العيش الذى عزبا

ولا تنفّس من عرف الخزام شذا

إلا وشوقنى البانات والعدبا

ولا ترنم حادى العيس مرتجزا

إلا ذكرت ليالينا بسفح قبا

ومنها :

وا حسرتاه على قلب يذوب ولم

ينل من لقاكم سادتى أربا

أحقاب وصلكم قد خلتها حلما

وساعة الهجر عندى عادلت حقبا

سلبتم العقل يا سكان ذى سلم

ولست أوّل مشغول بكم سلبا

فكم طريح على أبواب عزّكم

قد مات شوقا ولم يظفر بما طلبا

وكم محبّ قضى لم يقض مأربه

وكم مريد لكم عن بابكم حجبا

وآخر نازح عنكم قضى وطرا

وجاذبته يد الأشواق فانجذبا

هذا هو العيش لكن لم أذقه فما

صنعى وليس لقا الأحباب مكتسبا

ومنها ، وتخلص به إلى مدح النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

لكن مديحى لخير الخلق كلّهم

أرجو به أن أنال القصد والطلبا

فهو الكريم الذى ما أمّه أحد

يرجو إعانته فى معضل فأبى

وهو الذّى يرتجى فى كل نائبة

إذا ادلهمّت خطوب أو ألمّ نبا

ومنها :

يا سائرا لحمانا سرت فى دعة

ولا لقيت عنا كلّا ولا نصبا

إذا وصلت إلى باب المدينة قف

واذر الدموع وقبل عنى العتبا

وادخل إلى الحرم الميمون مرتجيا

حسن القبول فقد بلّغت ما طلبا

وأقرأ (وَلَوْ أَنَّهُمْ) وابشر بنيل منى

(فقد أمنت الجفا والصّدّ والغضبا)

وقف لدى الحجرة الغرا وناد وقل

يا سيّد الرسل يا من قد علا حسبا

يا من ببعثته للخلق كلهم

قد بشّر الأنبيا والسّادة النجبا

يا أوحد الكون فى خلق وفى خلق

وأكرم الناس إن أعطى وإن وهبا

يحيى النويرى يقريكم تحيته

ويشتكى سوء حظّ عنكم حجبا

خدمتكم بقصيد أستغيث به

والعبد من جملة المدّاح قد حسبا

وليس لى قدم فى النظم راسخة

لكن تطفّلت فى نظمى على الأدبا

وله أيضا من قصيدة نبوية ، أولها [من الكامل] :

٢٢٥

يا من لقتل المستهام تعمّدوا

منّوا وجودوا بالوصال وأنعموا

يا من أذابوا مهجتى ببعادهم

هلّا رحمتم والها لا يرقد

بالله إن دام الصدود فأرسلوا

لى من ثراكم فهو عندى إثمد

وحياتكم يا أهل سلع والنّقى

إنى ظمئت وتاه عنّى المورد

ودّعت نوم العين حين نأيتم

وظللت بعدكم لقلبى أنشد

فإذا به متأخّر فى أرضكم

فترفقوا يا سادتى به وأرددوا

إن تحكموا بالبعد يا عرب النّقى

فيد الخلافة لا تطاولها يد

ومنها :

يا سائرين إلى النقى حييتم

من مهجتى إن شئتموا نارا قدوا

أو كانت العيس اللواتى عندكم

نحتاج أن تروى فمن دمعى ردوا

ومنها فى المدح :

أنت الذى خلق الوجود لأجله

لولاك لم يخلق نعيم سرمد

أنت الرسول المرتضى والهاشمىّ

المصطفى أنت النبىّ الأجود

أنت الذى تّممت كلّ مكارم ال

أخلاق هذا منك قول مسند

أنت المشفّع فى العصاة إذا أتوا

يوم القيامة والفرائص ترعد

٢٧٠٧ ـ يحيى بن على [بن بحير](١) بن محمد بن أحمد القرشى العبدرى الحجبى :

شيخ الحجبة ، وفاتح الكعبة ، أجاز له فى سنة ثلاث عشرة وسبعمائة من دمشق : القاضى سليمان بن حمزة ، وجماعة من شيوخ ابن خليل ، باستدعائه. وسمع بمكة على أبى محمد عبد الله بن موسى الزواوى : «الأحاديث والآثار السباعية والثمانية ، تخريج ابن الظاهرى ، لمؤنسة خاتون بنت العادل» عنها.

ووجدت بخط الفقيه جمال الدين محمد بن على بن محمد بن أبى بكر الشيبى المكى ، وهو ابن ابنة يحيى هذا ، ولى السدانة ـ يعنى فتح الكعبة ـ بعد غانم بن يوسف الشيبى المقدم ذكره.

وتوفى سنة إحدى وأربعين ، أو اثنتين وأربعين وسبعمائة ، وذكر لى غير واحد ، نحو ما وجدت بخطه ، ومن خطه نقلت : محمد بن أحمد ، فى نسبه «بحير» ولم أر ذلك بخط غيره ، وقد تقدم ضبط «بحير» فى ترجمة أبيه علىّ.

__________________

٢٧٠٧ ـ (١) ذكرها المصنف فى ترجمته وترجمة أبوه «ابن بحير» ، وذكرهما فى باب الكنى فيمن اشتهر باسم «ابن بحير».

٢٢٦

٢٧٠٨ ـ يحيى بن عيسى بن إسماعيل بن محمد بن ملامس اليمنى ، الفقيه الشافعى ، الإمام أبو الفتوح :

ذكره اليافعى فى تاريخه ، وهو ممن نشر عنه فقه الإمام الشافعى فى بلاد اليمن ، تفقه بجماعة ، منهم الإمام الحسين بن جعفر المراغى ، ومنهم الإمام محمد بن يحيى بن سراقة ، ثم ارتحل إلى مكة ، فجاور فيها ، وشرح «مختصر المزنى» ، شرحه المشهور له باليمن ، وذكر فى أوله : أنه شرحه بمكة المشرفة فى أربع سنين ، مقابلا للكعبة الشريفة.

وروى القاضى طاهر بن الإمام يحيى بن أبى الخير العمرانى ، مصنف «كتاب البيان» بسنده عن الإمام يحيى بن عيسى المذكور ، أنه لما استأذنه ولده فى المجاورة بمكة ، نهاه أن يتزوج من النساء من هى بالغ سنها. قال : لأنى تزوجت بها ستين امرأة فى أربع سنين ، ولا آمن عليك أن تتزوج من كنت تزوجت.

وذكر اليافعى ، أنه توفى سنة إحدى وعشرين وأربعمائة أو فيما بعدها.

ذكره الجندى فى تاريخ أهل اليمن ، وقال توفى بمخلاف جعفر ، سنة عشرين وأربعمائة تقريبا ، وكان من أعيان الفقهاء وأكابر الفضلاء. انتهى.

٢٧٠٩ ـ يحيى بن قزعة القرشى ، المؤدب :

عن مالك ، وسليمان بن بلال ، ونافع بن أبى نعيم ، وإبراهيم بن سعد ، وطبقتهم. روى عنه : البخارى ، وأحمد بن صالح ، وأبو يحيى بن أبى مسرّة ، وجماعة.

وذكره ابن حبان فى الثقات.

٢٧١٠ ـ يحيى بن محمد بن أحمد بن ظهير بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشى المخزومى ، أبو الطيب بن الفقيه أبى الفضل ، بن القاضى شهاب الدين بن ظهيرة المكى الشافعى :

سمع من شيخنا ابن صديق ، وغيره. وحفظ كتبا فى فنون العلم ، منها : «التنبيه» و «المنهاج» و «الحاوى» فى الفقه ، وعجب الناس منه فى حفظه هذه الثلاثة الكتب ، فإنها لم تجتمع لغيره ، والذى أعانه على ذلك ، شدة ذكائه. وحضر دروس ابن عمه القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، واخترمته المنية فى مبدأ شبابه.

توفى فى النصف الثانى من جمادى الآخرة سنة خمس وثمانمائة بزبيد ، من بلاد اليمن ، وقد جاوز العشرين بيسير ، وكان مولده فى سنة أربع وثمانين وسبعمائة ، على ما أخبر به أبوه. انتهى.

٢٢٧

٢٧١١ ـ يحيى بن محمد بن أحمد بن فتوح بن نصر بن سليمان بن المرحّل الأنصارى الأندلسى :

الفقيه ، قاضى الطائف ، وخطيب مشهد سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما.

رأيت جميع ذلك ، بخط الشيخ جمال الدين المرشدى المكى الحنفى ، فيما نقله من خط الشيخ أبى العباس الميورقى ، فإنه ذكر أن ولده أبا يوسف يعقوب ، أنشده شيئا لربيعة الرأى ، شيخ الإمام مالك ، وذكره ووصف والده صاحب الترجمة بما ذكرناه ، ووصف ولده بالابن النجيب المبارك الحسيب ، ووالده محمد بالفقيه الإمام الصالح الورع ، المهاجر إلى أقطار مكة شرفها الله تعالى ، الأندلسى مولدا ، اللقيمى موطنا ، ذو الكرامات المذكورة ، والبركات المشهورة. انتهى.

٢٧١٢ ـ يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبى ، أبو طاهر المحاملى البغدادى :

سمع من الشريف محمد بن على بن عبد الله بن المهتدى بالله ، وعبد الصمد بن على ابن المأمون ، والقاضى أبى يعلى بن الفراء ، وابن المسلمة ، وابن الآبنوسى ، وابن النقور ، وعبد الله بن محمد الصريفينى ، وغيرهم. وبرع فى المذهب ، وله تصانيف ، منها : «كتاب شرف النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم» و «كتاب بستان القلوب» فى الزهد.

وهو من بيت الحديث والرواية والفقه ، كان حده فقيها كبيرا ، ورعا كثير العبادة ، وكان جده أبو الحسن من أئمة الشافعية ، له المصنفات الحسنة.

توفى أبو طاهر المحاملى بمكة شهيدا ، فيما ذكروا ، وذلك أنه جاء إلى مكة مطر عظيم ، أقام سبعة أيام ، فسقطت الدور على جماعة ، وهو منهم ، وذلك فى جمادى الآخرة ، سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.

٢٧١٣ ـ يحيى بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فهد القرشى الهاشمى ، يلقب بالعماد ، ابن الجمال ، ويعرف بابن فهد المكى الشافعى :

ولد فى رجب سنة تسع وعشرين وسبعمائة ، وقيل فى سنة ثمان وعشرين بمكة ، وسمع بها على الحجى : «صحيح البخارى» ، وحضر عليه وعلى الزين الطبرى ، ومحمد ابن الصفى ، وبلال عتيق ابن العجمى ، والجمال المطرى : بعض «جامع الترمذى» مع رقاد حصل له ، وسمع من الزين الطبرى ، وعثمان بن الصفى ، والآقشهرى : بعض «السنن لأبى داود» وسمع على الآقشهرى ، والزين الطبرى ، وابن المكرم : بعض «سنن النسائى» ، بفوت

٢٢٨

معين فى طبقة السماع ، وعلى الشيخ برهان الدين إبراهيم المسرورى المقرى ، والشيخ فخر الدين عثمان بن شجاع الدمياطى : «مسند الشافعى» ، وغير ذلك على جماعة سواهم. وأجاز له خلق من الشيوخ ، منهم : أبو الحرم القلانسى ، ومحمد بن على القطروانى ، ومحمد بن أبى القاسم الفارقى ، ومحمد بن محمد بن أبى القاسم التونسى ، ومحمد بن يعقوب بن الرصاص ، وأحمد بن يوسف الخلاطى. وما علمته حدث ، ولم يجز لأحد ، فإنى رأيت بخط الإمام شمس الدين بن سكر ، قال : سألته فى حدود الثمانين وسبعمائة ، أن يتلفظ بالإجازة للمسميين فى الاستدعاءات ، فلم يجب لذلك ، ولم يتلفظ لهم بالإجازة ، ولم يسمع أحدا شيئا من الحديث فيما علمته ، والله أعلم. انتهى.

وكان صاحب القاضى أبا الفضل النويرى قاضى مكة ، قبل ولايته لقضاء مكة مدة ، واشتغل عليه ، وكان به خصيصا ، وناب عنه فى العقود ، ثم نفر من القاضى أبى الفضل. وكان كثير الطواف ، مواظبا على حضور الجماعة ، وقضى الله له بالشهادة ، فإنه توفى مبطونا ، فى ثالث عشرى ذى القعدة ، سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ، ودفن بالمعلاة.

وتزوج ولم يرزق ولدا ، ذكرا ولا أنثى.

أخبرنى شيخنا الإمام برهان الدين إبراهيم بن على الزمزمى ، أن القاضى أبا السعود ابن ظهيرة ، سأل الشيخ محمد المشوات المقدم ذكره فى آخر المحمدين ، أن يسأل الله له ، أن يرزقه أولادا ، فقال له الشيخ محمد : اعمل للفقراء حظرة ـ يعنى جشيشة ـ فعمل ذلك ، ودعا الشيخ ، فحضر ، فأكل هو ومن حضر ، من الفقراء ، وقال له : يا أبا السعود ، من الدرب إلى الدرب ـ يعنى من الكثرة ـ فكان كما أخبر ، رحمه‌الله.

وكان حاضرا من الجماعة ، الفقيه يحيى بن فهد ، صاحب هذه الترجمة ، فسأل الشيخ كسؤال القاضى أبى السعود ، فقال له الشيخ : اعمل للفقراء حظرة ، فعمل له فى يوم آخر ، ودعا الشيخ ، وأكل هو والفقراء ، قال له الشيخ : يا يحيى ، ولا جرادة ، ولا قنشورة ، فكان كما قال رحمه‌الله. انتهى.

٢٧١٤ ـ يحيى بن محمد على بن الحسين بن على بن عبد الملك بن أبى النصر الطبرى ، أبو الفضل الصالح شرف الدين ، أبو الحسين وأبو محمد ، ويسمى هو أيضا محمد المكى :

سبط سليمان بن خليل العسقلانى ، سمع من ابن أبى حرمىّ «نسخة أبى مسهر الغسّانى» ، ويحيى بن صالح الوحاظىّ ، وما معهما ، و «أربعين» ابن [...](١) عنه ،

__________________

٢٧١٤ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٢٩

وجزءا من حديث أبى الحسن بن [...](١) وغير ذلك ، وعلى شعيب بن يحيى الزعفرانى [.....](١) وعلى أبى الحسن الجميزى : «الثقفيات» و «الأربعين الثقفية» و «ثمانين الآجرى» و «خامس المزكيات» وغير ذلك ، وعلى ابن أبى الفضل المرسى : مجلدات من «صحيح ابن حبان» ولعله سمعه كله ، وعلى جده كثيرا ، وعلى والده «أربعى المحمدين» للجيانى ، وحدث بها فى رجب منه سنة ست وسبعمائة ، سمعها منه محمد بن سالم بن إبراهيم الحضرمى ، وقرأها على الحضرمى ، شيخنا القاضى مجد الدين الشيرازى ، وغير ذلك ، وعلى صفية بنت إبراهيم بن أحمد الزبيدى «جزء ابن عرفة» عن ابن كليب ، وعلى أبى اليمن بن عساكر ، وترجمه أبو اليمن ، بالفقيه الإمام.

وحدث. سمع منه الجد أبو عبد الله الفاسى ، والحافظ البرزالى بدمشق وبمنى ، وذكر أنه توفى فى يوم الأحد ، سابع شعبان منه سنة سبع وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، ومولده فى سنة سبع وثلاثين وستمائة.

٢٧١٥ ـ يحيى بن محمد يحيى بن عيّاد ـ بياء مثناة من تحت ـ الصنهاجى المكى :

سمع بمكة من شيخنا ابن صدّيق ، وغيره من شيوخنا ، وحضر معنا دروس شيخنا الشريف عبد الرحمن الفاسى ، وحضر على شيخنا القاضى تاج الدين بهرام الدّميرى المالكى ، مدرّس الشّيخونيّة بالقاهرة ، بقراءتى عليه لكتابه الحافل المسمى «بالشامل» وكان رجلا حسنا عاقلا.

توفى فى أحد الربيعين ، أو الجمادين ، من سنة سبع وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، عن ثلاثين سنة ، وهو سبط الشيخ المحدث على بن أحمد الفوى. انتهى.

٢٧١٦ ـ يحيى بن ملاعب المكى :

أحد القواد المعروفين بالملاعبة ، توفى بمكة مقتولا ، فى ثامن عشرى رمضان ، سنة ست وثلاثين وسبعمائة ، قتله أصحاب عطيفة بن أبى نمى ، وكان هجم مكة مع رميثة ابن أبى نمى.

٢٧١٧ ـ يحيى بن موسى بن محمد الحجبى ، يكنى أبا الحسن :

هكذا وجدته مذكورا فى حجر قبره بالمعلاة. وترجم فيه «بالشيخ الصالح» وفيه أنه «توفى فى ثامن عشر جمادى الأولى ، سنة ثلاث وعشرين وستمائة».

٢٣٠

٢٧١٨ ـ يحيى بن الأمير المؤيد بن قاسم بن غانم بن وهاس بن أبى الطيب بن عبد الرحمن بن قاسم بن أبى الفاتك بن داود بن سليمان بن عبد الله بن موسى الجون ابن عبد الله بن بالحسن بن على بن أبى طالب ، الحسنى المكى :

توفى يوم الاثنين العشرين من جمادى الآخرة ، سنة ثلاثين وستمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة. ومن حجر قبره بها كتبت ما ذكرته من حاله ، وترجم فيه : «بالأمير السعيد السيد الشهيد ، المفارق للأهل والأحباب».

٢٧١٩ ـ يحيى بن ياقوت بن عبد الله الحرمى البغدادى ، شيخ الحرم ، أبو الفرج :

سمع من أبى القاسم إسماعيل السمرقندى «فضائل العباس» تأليفه ، ومن أبى منصور عبد الجبار بن أحمد بن بونة ـ ويقال إنه آخر من حدث عنهما ـ ومن جماعة. وحدث ببغداد وبمكة. سمع منه جماعة من أهلها.

وكان شيخ الحرم ، ومعمارا مدة طويلة ، ولذلك قيل له الحرمى ، ثم عاد إلى بغداد ، وبها توفى ، فى الثامن والعشرين من جمادى الأولى ، سنة اثنتى عشرة وستمائة ، وذكر ما يدل على أن مولده ، سنة خمس وعشرين.

سمع منه أبو بكر بن عمر بن شهاب الصوفى ، الآتى ذكره : «فضائل العباس» لحمزة السهمى. انتهى.

٢٧٢٠ ـ يحيى بن يوسف بن سالم بن عطية بن صالح بن عبد النبى الجهنى ، المعروف بابن أبى الإصبع المكى :

هكذا نسبه لى ولده عبد الرحمن ، سمع على القاضيين : عز الدين ، وموفق الدين الحنبلى : «جزء ابن نجيد» مع جماعة من أشياخنا ، منهم والدى ، وشيخنا ابن ظهيرة ، وسألته عنه فقال : كان رجلا دينا خيرا ، يعانى المتجر.

توفى بسواكن (١) بعد التسعين وسبعمائة. انتهى.

٢٧٢١ ـ يحيى بن يوسف بن محمد بن يحيى المكى ، يلقب محيى الدين ، المعروف بالنشو ، الشاعر :

سمع على القاضى نجم الدين الطبرى «أربعى الميانجى» وعلى الزين الطبرى ، ومحمد بن

__________________

٢٧٢٠ ـ (١) سواكن : مدينة بقرب جزيرة عيذاب ، وهى مدينة عامرة فى ساحل بلاد البجاة وبلاد الحبشة. انظر : معجم البلدان (سواكن) ، الروض المعطار ٣٣٢ ، تقويم البلدان ٣٧٠ ، نخبة الدهر ١٥١.

٢٣١

الصفى ، وبلال عتيق ابن العجمى ، والجمال المطرى ، وعيسى الحجى : «جامع الترمذى» وما علمته حدث ، إلا أنه كتب فى الأجايز ، لى ولجماعة غيرى معى وقبلى ، باستدعاء شيخنا ابن سكر. وعنى بالشعر ، وله شعر كثير سائر ، مدح به ، وهجا به جماعة من الأعيان ويقع له فيه ما يستحسن. وكان شديد الذكاء.

حكى لى شيخنا أبو بكر بن قاسم بن عبد المعطى ، أنه حفظ «التنبيه» فى أربعة أشهر ، و «الحاوى». وقرأ فى العربية على ابن عمه الشيخ أبى العباس النحوى. انتهى.

وتوفى سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، ومولده فى سنة اثنتى عشرة وسبعمائة ، وكتب الإنشاء لأمراء مكة [......](١)

ومن شعره [من الكامل] :

عرّج بمنعرج اللوى والمنحنى

فعساك تظفر من لقاهم بالمنى

عرب بأكناف الأباطح خيّموا

قد حلّلوا قتلى على وادى منى

كرّر حديثهم يلذ لمسمعى

فيهون عن قلبى مكابدة العنا

أهواهم وهواهم لا ينقضى

أبدا وإن شط التباعد بيننا

فلئن ظفرت بزورة أحيى بها

فلى السعادة والمسرة والهنا

يا ليت شعرى هل أحبة مهجتى

يدرون ما بى فى رضاهم من ضنى

أنا عبد ودهم الذى لا ينكروا

إن يعطفوا كرما وإلا من أنا

يا أهل طيبة إن لى فى حيكم

قمرا له كل المحاسن والسنا

أنواره منها الدياجى أشرقت

وله من الشكر الف راو والثنا

فله الفضائل والمآثر والعلى

وله المفاخر والمحامد والثنا

من أنقذ الله الأنام بجاهه

فبه إلى كل البرية أحسنا

وبه جميع الأنبياء تشرفت

يعفوا ويصفح دائما عن من جنى

فله الرسالة والمقام وذكره

يحيى القلوب وبره قد عمنا

أوصافه مشهورة بين الملا

والله قد أثنى عليه فأمعنا

فهو الذى يسقى الغمام بوجهه

بدر به قد أشرقت كل الدنا

يا سيد الثقلين يحيى عبدكم

نفس عليه بما يروم من المنى

صلى عليك الله يا بحر الندى

ما غردت ورق بوادى المنحنى

وقوله من قصيدة نبوية أيضا ، أولها [من الخفيف] :

__________________

٢٧٢١ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٣٢

كل قلبى إلى هواكم يميل

وسقامى على الغرام دليل

أبذل النفس فى رضاكم وأصبو

لهواكم ولا يقال ملول

ليس فى العشق والمحبة عار

فاسمعوا من محبكم ما يقول

أنا راض بكل ما قد رضيتم

لست عن صحبتى وعهدى أحول

ما نويت السلو فى طول عمرى

إن ذكر السلو عندى ثقيل

كل سمعى عن الملام فما لى

عن هواكم إلى السلو سبيل

لا أرى فى المنام طرا سواكم

يا أناسا بالرقمتين حلول

أنتم محبتى فكلى شجون

وعذابى هو العذاب الطويل

أعليكم أن تسمحوا بخيال

منكم فهو عندى المأمول

أو بعثتم إلى النسيم رسولا

فعسى يشفى الفؤاد العليل

أنا جار لكم فلا تهملونى

فبكم يحفظ الغريب النزيل

هذه مهجتى فزيدوا عذابا

أو فمنوا فلست عنكم أحول

عللونى بحبكم وهواكم

فأنا العاشق المحب الحمول

إن بدا البرق من حماكم لعينى

كاد قلبى من الغرام يزول

يا بدورا على الحمى قد أضاءت

ليس عنكم وإن برحتم عدول

ومنها :

حى يا صاح حاجرا والمصلى

وقباها فذاك نعم السول

فإذا جئت رامة ورباها

ودنت طيبة وطاب النزول

وبدا نورها وفاح شذاها

وتراءت للعين منها النخيل

فاقر عنى السلام من حل فيها

فهو بالجود والآمال كفيل

النبى الرسول هادى البرايا

خاتم الرسل من له التفضيل

فله النعت بالرسالة تنبى

وكذلك التوارة والإنجيل

وبحيرا لما رآه عيانا

قال هذا هو النبى الرسول

ومنها :

فله الأرض مسجد وطهور

وله كالسنا وجه جميل

ما له إن مشى على الأرض ظل

حين تبدو الظلال وهى تميل

يا كريم الأنساب بالباب عبد

مستجير من الخطوب ذليل

فهو يحيى بن يوسف ضاق صدرا

من هموم عريضها مستطيل

وأنشد لنفسه إجازة من قصيدة أخرى نبوية ، أولها [من الطويل] :

٢٣٣

أعد بسمعى حديث النازلين قبا

إن كان عهدك بالأحباب قد قربا

كرر أحاديثهم يوما على أذنى

فالقلب منى إلى أهل العقيق صبا

هم الأحبة لا أنسى حديثهم

كم قد لقيت بمصر بعدهم وصبا

أنا الغريب الذى أغرى الغرام به

ماذا على سادتى أن يرحموا الغربا

لو لا الذى شرف الله الحجاز به

لما سرى الركب بطوى البيد والكثبا

له الرسالة والآيات شاهدة

الله أعلى له فى الخافقين نبا

ومنها :

صلى عليه إله العرش ما طلعت

شمس وما لاح بدر التم أو غربا

وآله الغر والأصحاب فاطبة

فهم أو لو الفضل والأعلام والنجبا

وأنشدنى لنفسه إجازة ، قوله من أخرى نبوية أيضا [من الكامل] :

حاشى الفؤاد بغيركم أن يعلقا

يا نازلين المنحنى والأبرقا

خلفتمونى فى هواكم ضائعا

قلبى وجسمى بالفراق تمزقا

والنفس يوم وداعكم ودعتها

لو لا تعللها بساعات اللقا

يا نازحين وفى فؤادى منهم

نار تكاد بها الحشى أن تحرقا

البين أقلقنى وعذب مهجتى

لو لاكم يا سادتى ما أقلقا

أصبو إلى وادى العقيق وحاجر

وأهيم إن ذكر المحصب والنقا

أرتاح إن مر النسيم بطيبة

وبه أزيد صبابة وتشوقا

بلد بها الهادى البشير محمد

تاج المفاخر والعلا علم النقا

يا خير من وطئ التراب بنعله

يا رحمة للعالمين ومشفقا

يحيى بن يوسف من أباطح مكة

بك قد توسل أن يكون موفقا

وأنشدنى لنفسه إجازة ، قوله من قصيدة يمدح بها الشريف طفيل بن منصور الحسينى أمير المدينة ، أولها [من الكامل] :

لو لا الغرام وما به من دائه

ما راح يمزج دمعه بدمائه

إن المنام على الجفون محرم

إن لم يجد محبوبه بلقائه

أعليه لو سمح الخيال بزورة

فيعوده والطرف فى إغفائه

فبكت ظباء المنحنى بأسوده

ومن العجائب فيه فتك ظبائه

ومنها فى المدح [من الكامل] :

ما فى الحجاز بأسرها شبه له

فى جوده ونواله وعطائه

٢٣٤

من فاته نظر النبى محمد

فطفيل خير الناس من أبنائه

فالناس إن كفروا عطايا كفه

ما رده عن جوده وسخائه

وقوله من قصيدة فيه أيضا من غزلها [من الطويل] :

أسائل عن جيران سلع وحاجر

فهل عندهم مما أكابده فكر

هم نزلوا بالمنحنى من أضلعى

فحبهم باق وإن عظم الأسر

سلوا موقفى بالمنحنى من طويلع

وحجر فما لى عن محبتهم حجر

ومنها فى المدح [من الطويل] :

جرت أعين الإحسان بعد انقطاعها

ووافى إليها السعد واليمن والبشر

بسلطاننا نجل الرسول وسبطه

طفيل بن منصور لها العز والنصر

فيوم علاه بالمسرة أبيض

وليل الأعادى من أسنته ظهر

وأنشدنى لنفسه إجازة ، قوله متعزلا [من الكامل] :

أين المفر لمن هواك طليبه

وسهام لحظك بالسقام تصيبه

كيف الخلاص لمن هوى بهوائه

يشكو ولا أحد سواك يجيبه

عذبته بالبين وهو بلية

رفقا عليه وإن حلا تعذيبه

ما حال من أبلى السقام بجسمه

قد مل منه صديقه وقريبه

يشكو ولا أحد يرق لما به

وارحمتاه لمن جفاه حبيبه

فجميع ما فى القلب منك عرفته

أيكون ساكنه وأنت تذيبه

حن العذول عليه حين هجرته

ورنا له الواشى ورق رقيبه

يا ويح من يرثى له أعداوه

فشجونه لا تنقضى ونحيبه

قد صار فى رق الخلال من الضنى

والقلب منك قسا وأنت طبيبه

أعليك لو أحييته بزيارة

فعسى يكون من الحياة نصيبه

لى أنّة الشاكى إلى محبوبه

إن كنت ترحم صبره ونحيبه

يا يوسفا فى حسنه وجماله

وأنا المتيم فى الهوى يعقوبه

أنا أوحد العشاق لكن ليس لى

إلا الغرام وناره وأنينه

وقوله أيضا يتغزل [من البيسط] :

دعنى من اللوم ما أصغى إلى عذل

ولا تزدنى على ما بى من الوجل

لو ذقت طعم الهوى ما كنت تعذلنى

ألست تعلم أنى عنك فى شغل

جسمى نحيل وقلبى لا يطاوعنى

على السلو ودمعى أى منهمل

٢٣٥

٢٧٢٢ ـ يحيى بن يوسف بن يحيى الحمامى المكى :

اشتغل بالفقه ، وعانى التجارة ، وسافر لأجلها إلى اليمن ، وإلى ظفار ، وإلى مصر ، ثم عاد إلى مكة ، وبها مات ، وملك بها عقارا. وكانت وفاته فى ليلة السادس أو السابع من جمادى الآخرة ، سنة ثلاثين وثمانمائة ، بعد مرض طويل. انتهى.

٢٧٢٣ ـ يحيى التونسى :

صحب الشيخ أبا العباس المرسى ، وتوجه بعد وفاته مع الشيخ نجم الدين الأصبهانى ، والشيخ عبد الحميد الموقانى إلى مكة ، فجاور بها مدة طويلة ، ثم توجه الشيخ يحيى ، والشيخ عبد الحميد ، إلى المدينة ، وناب الشيخ يحيى فى الإمامة والخطابة بها ، عن القاضى شرف الدين الأميوطى. وتوفى سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة بالمدينة. انتهى.

٢٧٢٤ ـ يحيى التونسى :

ذكره لى شيخنا ابن عبد المعطى ، وقال : قرأ على البرهان الجعبرى ، وعلى ابن وثاب. وقرأ بمكة على البرهان المسرورى ، وأجاز الإقراء بالسبع ، وقرأ هو عليه لابن كثير. وتوفى بمكة فى الفصل ، يعنى سنة تسع وأربعين وسبعمائة ، وكان تزوج زوجة الفخر التوزرى.

٢٧٢٥ ـ يحيى الزواوى المقرى :

كان تصدر للإقراء بالحرم الشريف ، بعد البرهان المسرورى [....](١).

* * *

من اسمه يزيد

٢٧٢٦ ـ يزيد بن الأسود بن أبى الأسود الخزاعى السوائى ، ويقال العامرى شهرة :

رأى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عنه حديثا فى الصلاة ، وروى عنه ابنه جابر ، وبه كان يكنى.

وروى له : أبو داود ، والترمذى ، والنسائى.

__________________

٢٧٢٥ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٧٢٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٧٨٤ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٣٤ ، أسد الغابة ترجمة ٥٥٢٥ ، الثقات ٣ / ٤٤٢ ، تهذيب التهذيب ١١ / ٣١٣ ، الأعلمى ٣٠ / ١٢٤ ، تقريب التهذيب ٢ / ٣٦٢ ، الجرح والتعديل ٤ / ٢٥٠ ، الكاشف ٣ / ٢٧٢ ، الأنساب ٣ / ٢٤٦ ، تهذيب الكمال ٣ / ٦٥٢٩ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٢ ، التاريخ الكبير ٨ / ٣١٨ ، بقى بن مخلد ٢٩٠ ، البداية والنهاية ٨ / ٣٢٨ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٣١٦ ، مشاهير علماء الأمصار ٩١٥).

٢٣٦

وذكر ابن حبان فى الطبقة الأولى من الثقات ، وقال : عداده فى أهل مكة.

وذكر صاحب الكمال ، أنه معدود فى الكوفيين. انتهى.

٢٧٢٤ ـ يزيد بن الأصم :

اختلف فى اسم الأصم ، فقيل : عمرو ، وقيل : عبد عمرو. يأتى إن شاء الله تعالى فى محله بعده.

٢٧٢٨ ـ يزيد بن أوس ، [حليف لبنى عبد الدار بن قصى :

أسلم يوم فتح مكة ، وقتل يوم اليمامة شهيدا](١).

٢٧٢٩ ـ يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشى المطلبى :

ذكره ابن عبد البر ، فقال : له صحبة ورواية ، ولأبيه ركانة ، صحبة ورواية. روى عن يزيد بن ركانة. ابناه : علىّ ، وعبد الرحمن ، وفى ابنه عبد الرحمن بن يزيد بن ركانة ، نظر. وروى عن يزيد بن ركانة أيضا : أبو جعفر محمد بن على (١). [......](٢)

وذكره النووى فى «تهذيب الأسماء واللغات» فقال : يزيد بن ركانة ، مذكور فى المهذب أول المسابقة ، يقال إنه صارع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وهذا غلط ، إنما المنقول عنه المصارعة : ركانة بن عبد يزيد ، وقد سبق فى ترجمة ركانة واضحا. وهكذا حديثه فى السنن كما بيناه هناك. والحديث فى المصارعة ضعيف ، وأما يزيد بن ركانة فصحابى أيضا ، ولكنه لا ذكر له فى المصارعة. انتهى.

٢٧٣٠ ـ يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصى القرشى الأسدى :

ذكره ابن عبد البر ، فقال : أمه قريبة بنت أبى أمية ، أخت أم سلمة ، صحب النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ،

__________________

٢٧٢٧ ـ سيأتى ذكره فى الترجمة رقم (٢٧٣٣).

٢٧٢٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٧٨٨ ، الإصابة ترجمة ٩٢٥٤ ، أسد الغابة ترجمة ٥٥٣١).

(١) ما بين المعقوفتين محله بياض فى الأصل ، وما أوردناه من الاستيعاب.

٢٧٢٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٧٩٩ ، الإصابة ترجمة ٩٢٧٩ ، أسد الغابة ترجمة ٥٥٥١ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٥٣٢ ، ذيل الكاشف ١٦٩٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٣٦).

(١) هنا ينتهى كلام ابن عبد البر. انظر : (الاستيعاب ترجمة ٢٧٩٩).

(٢) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٧٣٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٨٠٠ ، الإصابة ترجمة ٩٢٨٠ ، أسد الغابة ترجمة ٥٥٥٢).

٢٣٧

وروى عنه هو وأخوه عبد الله بن زمعة ، وقتل يزيد بن زمعة يوم حنين ، جمح به فرسه فقتل ، وكان من أشراف قريش ووجوههم ، وإليه كانت فى الجاهلية المشورة. وذلك أن قريشا لم يجمعوا على أمر إلا عرضوه عليه ، فإن وافق رأيهم رأيه ، سكت. وإلا شغب فيه ، وكانوا له أعوانا حتى يرجع عنه.

ذكر ذلك الزبير ، وقال : قتل مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الطائف. كذا قال الزبير : يوم الطائف. وقال ابن إسحاق : استشهد يوم حنين من قريش من بنى أسد بن عبد العزى : يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد.

٢٧٣١ ـ يزيد بن أبى سفيان ، صخر بن حرب ، بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى الأموى :

ذكره ابن عبد البر ، فقال : كان أفضل بنى سفيان ، كان يقال له : يزيد الخير ، أسلم يوم فتح مكة ، وشهد حنينا ، وأعطاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غنائم حنين ، مائة بعير ، وأربعين أوقية ، وزنها له بلال رضى الله عنه ، واستعمله أبو بكر الصديق رضى الله عنه وأوصاه ، وخرج يشيعه راجلا.

قال ابن إسحاق : لما قفل أبو بكر رضى الله عنه من الحج راجعا ـ يعنى سنة اثنتى عشرة ـ بعث عمرو بن العاص ، ويزيد بن أبى سفيان ، وأبا عبيدة بن الجراح ، وشرحبيل ابن حسنة ، إلى فلسطين ، وأمرهم أن يسلكوا على البلقاء ، وكتب إلى خالد ابن الوليد ، فسار إلى الشام ، فأغار على غسان بمرج راهط ، ثم سار فنزل على قناة بصرى ، وقدم عليه يزيد بن أبى سفيان ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وشرحبيل بن حسنة ، فصالحت بصرى ، فكانت أول مدائن الشام فتحت ، ثم ساروا قبل فلسطين ، فالتقوا بالروم بأجنادين ، بين الرملة وبين جبرين ، والأمراء كل على حدة ، ومن الناس من يزعم ، أن عمرو بن العاص كان عليهم جميعا ، فهزم الله المشركين ، وكان الفتح بأجنادين ، فى جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة ، فلما استخلف عمر رضى الله عنه ، ولى أبا عبيدة رضى الله عنه فاستحلف ، وفتح الله عليه الشامات ، وولى يزيد ابن أبى سفيان على فلسطين وناحيتها ، ثم لما مات أبو عبيدة ، استخلف معاذ بن جبل رضى الله عنه ، ومات معاذ ، فاستخف

__________________

٢٧٣١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٨٠١ ، الثقات ٣ / ٤٤٣ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٣٧ ، الإصابة ترجمة ٩٢٨٥ ، البداية والنهاية ٧ / ٩٥ ، تهذيب التهذيب ١١ / ٣٣٢ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٠٣٤ ، الكاشف ٣ / ٢٧٨ ، أزمنة التاريخ الإسلامى ١ / ٩٤٢ ، الأعلام ٨ / ١٨٤ ، المصباح المضىء ١ / ١٣٢ ، أسد الغابة ترجمة ٥٥٥٧ ، شذرات الذهب ١ / ٢٤ ، ٣٠ ، ٣٧ ، العبر ١ / ١٥ ، التاريخ الصغير ١ / ٤١).

٢٣٨

يزيد بن أبى سفيان ، ومات يزيد ، فاستخلف أخاه معاوية ، وكان موت هؤلاء كلهم ، فى طاعون عمواس ، سنة ثمان عشرة.

حدثنا خلف بن قاسم ، حدثنا الحسن بن رشيق ، حدثنا أبو بشر الدولابى ، قال : أخبرنى محمد بن سعد عن الحسن بن عثمان بن حسان ، قال : أخبرنى الوليد بن مسلم ، قال : مات يزيد بن أبى سفيان ، سنة تسع عشرة ، بعد أن افتتح قيسارية.

٢٧٣٢ ـ يزيد بن عبد الله بن الجراح القرشى الفهرى ، أخو أبى عبيدة بن الجراح ، أمين هذه الأمة :

ذكره النووى فى «تهذيب الأسماء واللغات» فقال : يزيد بن الجراح ـ أخو أبى عبيدة ابن الجراح ، أحد العشرة رضى الله عنهم ـ صحابى ، ذكره ابن مندة ، وأبو نعيم فى الصحابة ، ولا يعرف له حديث مسند. انتهى.

٢٧٣٣ ـ يزيد بن عمرو ، ويقال عبد عمرو ، التميمى ، ويقال النميرى :

وفد على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مع قيس بن عاصم وأصحابه. روى عنه عائذ بن ربيعة. أخبرنا خلف بن قاسم ، وعلى بن إبراهيم ، قالا : أخبرنا الحسن بن شيق ، قال : أخبرنا أبو بشر الدولابى محمد بن حماد ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهرى ، قال : حدثنى قيس بن حفص ، قال : حدثنا دلهم بن دهشم العجلى ، عن عائذ بن ربيعة ، قال : حدثنى قرة بن دعموص ، وقيس بن عاصم ، وأبو زهير بن أسد بن جعونة بن الحارث ، ويزيد بن عمرو ، والحارث بن شريح ، قالوا : وفدنا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلنا : ما تعهد إلينا؟ فقال : «تقيمون الصلاة ، وتؤتون الزكاة ، وتحجون البيت ، وتصومون رمضان ، فإن فيه ليلة خير من ألف شهر». انتهى.

٢٧٣٤ ـ يزيد بن عبد الله بن ميمون اليمانى ، أبو محمد :

نزيل مكة. روى بها عن عكرمة بن عمار. وروى عنه : ابن ماجة ، وموسى بن هارون الحمال ، ومطين.

ذكره ابن حبان فى الثقات ، وقال : عداده فى أهل مكة.

٢٧٣٥ ـ يزيد بن عبد الرحمن المكى ، أبو الوليد :

روى عن جابر بن عبد الله. نقلت هاتين الترجمتين ، من المختصر الأول لهذا التاريخ للمصنف. انتهى.

__________________

٢٧٣٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٨١٧ ، الإصابة ترجمة ٩٣١١ ، أسد الغابة ترجمة ٥٥٩٠).

٢٧٣٤ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب التهذيب ترجمة ٢٠٧٠٥ ، تقريب التهذيب ترجمة ٣٢٧٣٨).

٢٣٩

٢٧٣٦ ـ يزيد بن محمد بن حنظلة بن محمد بن عباد بن جعفر بن رفاعة ، واسمه أمية بن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشى المخزومى :

أمير مكة ، هكذا نسبه صاحب «الجمهرة» وقال : استخلفه عيسى بن يزيد الجلودى على مكة ، فدخلها عنوة إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن على بن الحسين. وقتل يزيد بن محمد هذا. انتهى.

وقد بين الفاكهى تاريخ قتل يزيد هذا ، بيانا لم أره فى غير كتابه ، لأنه قال : وجاء سيل آخر فى سنة اثنتين ومائتين فى خلافة المأمون ، وعلى مكة يومئذ يزيد بن محمد بن حنظلة ، خليفة لمحمد بن هارون الجلودى ، ثم قال : وكان يقال له سيل ابن حنظلة ، وفى هذه السنة قتل يزيد بن محمد بن حنظلة فى أول يوم من شعبان ، ودخل إبراهيم بن موسى مكة ، مقبله من اليمن. انتهى.

والمعروف فى الجلودى الذى كان واليا على مكة ، أنه عيسى بن يزيد ، كما ذكره ابن حزم وغيره. ولعيسى هذا ، ابن اسمه محمد ، استخلفه أبوه على مكة لما خرج إلى العراق ، بالديباجة العلوى ، الذى ولى الجلودى مكة ، بعد هزيمته منها.

وأما محمد بن هارون الجلودى ، المذكور فيما ذكره الفاكهى ، فغير معروف ، ولعله محمد بن عيسى الجلودى ، وتسمية أبيه «بهارون» تصحيف من ناسخ كتاب الفاكهى ، والله أعلم.

ولعل محمد بن عيسى الجلودى ، استخلف ابن حنظلة المخزومى بإذن أبيه عيسى بن يزيد الجلودى ، ويصدق على هذا ، أن كلا منهما ، استخلف ابن حنظلة ، وبذلك يندفع توهم المعارضة فيمن استخلف ابن حنظلة ، هل هو عيسى الجلودى أو ابنه محمد؟ والله أعلم.

وذكر الأزرقى ، أن يزيد هذا ، كان خليفة على مكة لغير الجلودى ، وذكر شيئا من خبره ، فنذكر ذلك لما فيه من الفائدة ، ونص ما ذكره ، بعد أن ذكر خبر التاج والسرير الذى أهدى إلى الكعبة فى خلافة المأمون : ثم دفعه ـ يعنى المرسل معه ذلك ـ إلى الحجبة ، وأشهد عليهم بقبضه ، فجعلوه فى خزانة الكعبة ، فى دار شيبة بن عثمان ، حتى استخلف حمدون بن على بن عيسى بن ماهان ، يزيد بن محمد بن حنظلة المخزومى على مكة ، وخرج إلى اليمن ، فخالفه إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد العلوى إلى مكة مقبلا من اليمن ، فسمع به يزيد بن محمد ، فخندق على مكة ، وشبكها بالبنيان من

٢٤٠