العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٦

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٦

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٧٢

نضرة بن أكثم : أنه تزوج امرأة ، فلما جامعها ، وجدها حبلى ، فرفع شأنها إلى النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقضى أن لها صداقها ، وأن ما فى بطنها عبد له ، وجلدت مائة ، وفرق بينهما. انتهى باختصار من الاستيعاب.

٢٦٠٠ ـ النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار ابن قصى بن كلاب القرشى العبدرى :

ذكره الزبير بن بكار هكذا ، وقال : قتل يوم اليرموك شهيدا ، وكان من حلماء قريش ، ومن المهاجرين. انتهى.

وذكره ابن عبد البر ، وقال : يكنى أبا الحارث ، وأبوه الحارث بن علقمة ، يعرف بالرهين.

كان النضير من المهاجرين ، وقيل بل كان من مسلمة الفتح ، والأول ، أكثر وأصح ، وكان النضير كثيرا ما يشكر الله تعالى ، على ما منّ به عليه من الإسلام ، ولم يمت على ما مات عليه أخوه وأبوه وآباؤه ، وأمر له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حنين بمائة بعير ، وأتاه رجل من بنى الدّيل ، يبشره بذلك ، وقال له : احذنى منها ، فقال النضير : ما أريد أخذها ، لأنى أحسب أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لم يعطنى ذلك ، إلا تألفا على الإسلام ، وما أريد أن أرتشى على الإسلام ، ثم قلت : والله ما طلبتها وما سألتها ، وهى عطية من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقبضتها ، وأعطيت الدّيلىّ منها عشرة ، ثم خرجت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجلست معه فى مجلسه ، وسألته عن فرض الصلوات ومواقيتها ، فو الله لقد كان أحب إلىّ من نفسى ، وقلت له : يا رسول الله ، أى الأعمال أحب إلى الله تعالى؟ فقال : «الجهاد ، والنفقة فى سبيل الله».

قال : وهاجر النضير إلى المدينة ، ولم يزل بها حتى خرج إلى الشام غازيا ، وحضر اليرموك وقتل بها شهيدا ، وذلك فى رجب سنة خمس عشرة ، وكان يعدّ من حلماء قريش،رحمه‌الله.

وكان للنضير من الولد : على ، ونافع ، والمرتفع. ومن ولد المرتفع : محمد بن المرتفع ، يروى عنه ابن جريج ، وابن عيينة. انتهى من الاستيعاب بلفظه فى الغالب ، وبعضه بالمعنى.

٢٦٠١ ـ النضير بن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة :

يقال له صحبة ، وليس بمعروف ، ذكره هكذا الذهبى فى التجريد. ومقتضى ما

__________________

٢٦٠٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٦٨٧ ، المشتبه ٦٤٣ ، أسد الغابة ترجمة ٥٢٢٩).

١٦١

ذكره من نسبه ، أن يكون ابن النضر ، أخى السابق الذى قتل كافرا بعد بدر ، قتله على ابن أبى طالب بالصفراء صبرا ، بأمر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

* * *

من اسمه النعمان

٢٦٠٢ ـ النعمان بن خلف الخزاعى :

أخو مالك ، كانا طليعتين يوم أحد ، فاستشهدا ، قاله الكلبى. ذكره هكذا الذهبى فى التجريد.

٢٦٠٣ ـ النعمان بن عدى بن نضلة ـ ويقال ابن نضيلة ـ بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدى العدوى :

ذكر الزبير : أن أمه : بعجة بنت أمية بن خلف الخزاعى قال : وكان النعمان مع أبيه بأرض الحبشة ، استعمله عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، على ميسان (١) ، فقال النعمان(٢) [من الطويل] :

فمن (٣) مبلغ الحسناء أن حليلها

بميسان يسقى فى زجاج وحنتم

إذا شئت غنتنى دهاقين قرية

وصنّاجة تجذو على كل منسم

إذا كنت ندمانى فبالأكبر اسقنى

ولا تسقنى بالأصغر المتثلم

لعل أمير المؤمنين يسوءه

تنادمنا بالجوسق (٤) المتهدم

فعزله عمر رضى الله عنه.

وقال الزبير : حدثنى محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامى ، عن أبيه ، قال : لما بلغ عمر بن الخطاب رضى الله عنه هذا الشعر ، كتب إلى النعمان بن عدى بن نضلة :

بسم الله الرحمن الرحيم (حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) [غافر : ١ ، ٣]. أما

__________________

٢٦٠٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٦٤٩ ، الإصابة ترجمة ٨٧٦٨ ، أسد الغابة ترجمة ٥٢٥٥).

(١) ميسان : بالفتح ثم السكون ، وسين مهملة ، وآخره نون ، اسم كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط قصبتها ميسان. انظر : معجم البلدان (ميسان).

(٢) انظر الأبيات فى : نسب قريش ١١ / ٣٨٢ ، الاستيعاب ترجمة ٢٦٤٩.

(٣) فى نسب قريش : «من».

(٤) فى نسب قريش ، والاستيعاب : «فى الجوسق».

١٦٢

بعد ، فقد بلغنى قولك (٥) :

لعل أمير المؤمنين يسوءه

تنادمنا بالجوسق المتهدم

وايم الله ، إنه ليسوءنى ، وعزله. فلما قدم على عمر بكّته بهذا الشعر ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، ما شربتها قط ، وما الشعر إلا شعر طفح على لسانى ، فقال عمر : أظن ذلك ، ولكن لا تعمل لى على عمل أبدا. انتهى.

وقال ابن عبد البر ، بعد أن نسبه كما ذكرنا : كان من مهاجرة الحبشة ، هاجر إليها هو وأبوه عدى بن نضلة ـ أو نضيلة ـ فمات عدى هناك بأرض الحبشة ، فورثه ابنه النعمان هناك ، فكان النعمان أول وارث فى الإسلام ، وكان عدى أبوه ، أول موروث فى الإسلام ، ثم ولّى عمر النعمان هذا ميسان ، ولم يول عمر بن الخطاب رجلا من قومه عدويا غيره ، وأراد امرأته على الخروج معه إلى ميسان ، فأبت عليه ، فأنشد النعمان أبياتا ، وكتب بها إليها ، وهى :

فمن مبلغ الحسناء أن حليلها

بميسان يسقى فى زجاج وحنتم

فذكر الأبيات المتقدمة ، وذكر بقية القصة كما ذكر الزبير ، ثم قال : فنزل ـ يعنى النعمان بن عدى ـ البصرة ، ولم يزل يغزو مع المسلمين ، حتى مات رحمه‌الله.

وهو فصيح ، يستشهد أهل اللغة بقوله : ندمان ، فى معنى نديم. انتهى.

وقال الزبير : وقد انقرض ولد النعمان.

٢٦٠٤ ـ نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدى بن كعب بن لؤى القرشى العدوى المعروف بالنّحّام :

قال الزبير : إن أمه فاختة بنت أبى حرب بن خلف بن صدّاد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب. وقال بعد أن سماه : هو النحّام ، لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «دخلت الجنة ، فسمعت نحمة من نعيم فيها» وهى السّعلة ، وما يكون فى آخر النّحنحة الممدودة آخرها ، قال الراجز فيها :

__________________

(٥) انظر البيت فى الاستيعاب.

٢٦٠٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٦٥٧ ، الإصابة ترجمة ٨٧٩٩ ، أسد الغابة ترجمة ٥٢٧٦ ، الثقات ٣ / ٤١٤ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٧ ، تبصير المنتبه ٤ / ١٤١٢ ، الطبقات ٢٤ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١١١ ، تاريخ جرجان ٦ / ٢٦٧ ، المصباح المضىء ١ / ٥٠ ، ٥١ ، بقى بن مخلد ٥٣٥ ، الجرح والتعديل ٨ / ٤٥٩ ، التاريخ الكبير ٨ / ٩٢ ، الطبقات الكبرى ٤ / ٧٢).

١٦٣

ما لك لا تنحم يا رواحه

إنّ النحيم للسقاة راحه

ويقال للنحمة : النحطة أيضا.

وكان نعيم ، قديم الإسلام ، أسلم بمكة قبل عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، ولكنه أقام بمكة حتى كان قبيل الفتح ، لأنه كان ممن ينفق على أرامل بنى عدى وأيتامهم ، فقال له قومه ، حين أراد الهجرة وتشبثوا به : أقم عندنا ودن بأى دين شئت. فذكروا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له حين قدم عليه : «قومك يا نعيم ، كانوا لك خيرا من قومى لى» قال : بل قومك خير يا رسول الله. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن قومى أخرجونى ، وأقرك قومك». فقال نعيم : يا رسول الله ، قومك أخرجوك إلى الهجرة ، وقومى حبسونى عنها.

وكان بيت عدى بن كعب فى الجاهلية ، بيت بنى عويج ، حتى تحول فى بيت بنى رزاح ، بعمرو وزيد ابنى الخطاب رضى الله عنهما ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رحمه‌الله.

قال عبد الرحمن بن نمير بن عبد الله : كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، يأتى الشفاء ، فإذا رأته قالت : هذا عمر ، إذا مشى أسرع ، وإذا تكلم أسمع ـ وقال غيره : إذا ضرب أوجع ـ وهو الناسك حقا ، ما زال بنو عبيد تعلونا ظهرا ، حتى جاءنا الله بك. قال نمير : وكان نعيم النحّام وأبوه من قبله ، يحملون يتامى بنى عدى ، ويمونهم.

قال الزبير : حدثنى محمد بن سلام ، عن عثمان بن عثمان ، الذى كان قاضيا بالبصرة ، وهو خال أبى عبيدة ، قال : قال عبد الله بن عمر بن الخطاب لأبيه : اخطب علىّ بنت نعيم النحام ، فقال له أبوه : اخطبها أنت ، فإن ردك ، اعرف. فخطبها عبد الله إلى نعيم ، فلم يزوّجه إياها. فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه للنحام : خطب إليك ابن أخيك عبد الله بن عمر ، فرددته! فقال له نعيم : لى ابن أخ مضعوف لا يزوجه الرجال ، فإذا تركت لحمى تربا ، فمن يذبّ عنه؟.

وقتل نعيم بن عبد الله شهيدا بالشام ، يوم أجنادين. انتهى.

وقال ابن عبد البر : كان نعيم النحام قديم الإسلام ، يقال إنه أسلم بعد عشرة أنفس قبل الإسلام عمر بن الخطاب ، وكان يكتم إسلامه ، ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة ، لأنه كان ينفق على أرامل بنى عدى وأيتامهم ويمونهم ، فقالوا : أقم عندنا على أى دين شئت ، وأقم على ربك ، واكفنا ما أنت كاف من أمر أراملنا ، فو الله لا يتعرض لك أحد إلا ذهبت أنفسنا جميعا دونك.

١٦٤

وزعموا أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال له حين قدم عليه : «قومك يا نعيم كانوا خيرا لك من قومى لى». قال : بل قومك خير يا رسول الله. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قومى أخرجونى وأقرك قومك» ـ وزاد الزبير فى هذا الخبر ـ فقال نعيم : يا رسول الله ، قومك أخرجوك إلى الهجرة ، وقومى حبسونى عنها.

وكانت هجرة نعيم عام خيبر ، وقيل : بل هاجر فى أيام الحديبية. وقيل : إنه أقام بمكة حتى كان قبل الفتح.

واختلف فى وقت وفاته ، فقيل : قتل بأجنادين شهيدا سنة ثلاث عشرة ، فى آخر خلافة أبى بكر رضى الله عنه ، وقيل : قتل يوم اليرموك شهيدا ، فى رجب سنة خمس عشرة ، فى خلافة عمر رضى الله عنه. وقال الواقدى : كان نعيم قد هاجر أيام الحديبية ، فشهد مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما بعد ذلك من المشاهد ، وقتل يوم اليرموك شهيدا ، فى رجب سنة خمس عشرة. روى عنه نافع ، ومحمد بن إبراهيم التيمى. وقال : ما أظنهما سمعا منه. انتهى من الاستيعاب.

قال النووى : والنحام وصف لنعيم لا لأبيه ، وقيل له النحام ، للحديث المشهور : أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «دخلت الجنة فسمعت نحمة نعيم». والنحمة ـ بفتح النون ـ : السعلة ـ بفتح السين ـ وقيل النحنحة الممدود آخرها. هذا الصواب ، إن نعيما هو النحام ، ويقع فى كثير من كتب من الحديث : نعيم بن النحام ، وهكذا وقع فى بعض نسخ «المهذب» وهو غلط ؛ لأن النحام وصف لنعيم لا لأبيه.

٢٦٠٥ ـ نفيس بن عبد الخالق بن محمد الهاشمى القشبى ، أبو الحسن :

ذكره السلفى وقال : نفيس هذا ، رجل من أهل القرآن والمعرفة بالقراءات ، وقد قرأ بالأندلس والحجاز ، على شيوخ ، وقرأ الحديث ، وسمع على رسالة «ابن أبى زيد» وغيرها ، بعد رجوعه من مكة ، وتوجه إلى الأندلس ، وكان قد جاور بمكة مدة. انتهى.

٢٦٠٦ ـ نفيع بن مسروح ، ويقال نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو الثقفى :

وقد تقدّم نسب الحارث بن كلدة فى ترجمة نافع ، أخى نفيع هذا ، يكنى نفيع هذا : أبا بكرة.

قال ابن عبد البر : فى ترجمة نفيع هذا : كان من عبيد الحارث بن كلدة ، فاستلحقه

__________________

٢٦٠٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٦٨٩ ، ٢٩٠٧ ، الإصابة ترجمة ٨٨١٦ ، ٩٦٣٨ ، أسد الغابة ترجمة ٥٢٨٩ ، ٥٧٣٨).

١٦٥

وأمّه سمية أمة للحارث بن كلدة ، وهى أم زياد بن أبى سفيان. ونقل عن أحمد بن حنبل أنه قال : أبو بكرة نفيع بن الحارث. قال : والأكثر يقولون : نفيع بن الحارث ، كما قال أحمد، وقال ابن عبد البر : قال أحمد بن زهير : سمعت يحيى بن معين يقول : أملى على هوذة بن خليفة البكراوى ، نسبه إلى أبى بكرة ، فلما بلغ إلى أبى بكرة ، قلت : ابن من؟ قال : دع لا تزده ، دعه.

وكان أبو بكرة يقول : أنا من إخوانكم فى الدين ، وأنا مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإن أبى الناس إلا أن ينسبونى ، فأنا نفيع بن مسروح. انتهى.

وقال ابن عبد البر : قيل إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كناه بأبى بكرة ، لأنه تعلق ببكرة من حصن الطائف ، فنزل إليه. قال : وكان أبو بكرة رضى الله عنه يقول : أنا مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويأبى أن ينتسب. قال : وذكره أحمد بن زهير فى موالى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : حدثنا عبد الرحمن بن سليمان ، عن الحجاج ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال : خرج غلامان يوم الطائف إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأعتقهما ، أحدهما أبو بكرة.

وذكر ابن عبد البر فى موضع آخر ، أن أبا بكرة رضى الله عنه ، نزل من حصن الطائف فى غلمان من أهل الطائف ، فأعتقهم النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال ابن عبد البر : وكان من فضلاء الصحابة رضى الله عنهم ، وهو الذى شهد على المغيرة بن شعبة ، فبثّ الشهادة ، فحدّه عمر رضى الله عنه حدّ القذف ، إذ لم تتم الشهادة. ثم قال له : تب ، تقبل شهادتك ، فقال. له : إنما تستتيبنى لتقبل شهادتى؟ فقال: أجل ، قال : لا جرم ، لا أشهد بين اثنين أبدا ما بقيت فى الدنيا.

وقال سعيد بن المسيب : كان ـ يعنى أبا بكرة رضى الله عنه ـ مثل النصل من العبادة ، حتى مات.

وقال ابن عبد البر : قال الحسن : لم يسكن البصرة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أفضل من عمران بن حصين ، وأبى بكرة. انتهى.

قال ابن عبد البر : وكان أبو بكرة رضى الله عنه ، أخا زياد لأمّه ، أمهما سمية ، فلما بلغ أبا بكرة ، أن معاوية استلحقه ، وأنه رضى بذلك ، آلى يمينا أن لا يكلمه أبدا ، وقال : هذا زنّى أمه ، وانتفى من أبيه ، ولا والله ما أعلم سمية رأت أبا سفيان قط. ويله ، ما يصنع بأم حبيبة زوج النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أيريد أن يراها؟ فإن حجبته فضحته ، وإن رآها فيالها مصيبة! يهتك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حرمة عظيمة.

١٦٦

ثم قال ابن عبد البر : وقد قيل إنه ـ يعنى زيادا ـ حج ولم يزر ، من قول أبى بكرة ، وقال : جزى الله أبا بكرة خيرا ، فلم يدع النصيحة على كل حال.

وقال ابن عبد البر : كان أحد فضلاء الصحابة رضى الله عنهم ، وكان ممن اعتزل يوم الجمل ، لم يقاتل مع واحد من الفريقين. قال : وكان أولاده أشرافا بالبصرة بالولاية والعلم. وله عقب كثير.

وقال النووى : روى له عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم مائة حديث ، واثنان وثلاثون حديثا. اتفق البخارى ومسلم منها على ثمانية أحاديث ، وانفرد البخارى بخمسة ، ومسلم بحديث. روى عنه : ابناه : عبد الرحمن ، ومسلم ، وربعى بن خراش ، والحسن ، والأحنف. انتهى.

روى له الجماعة.

واختلف فى وفاته ، فقيل : سنة إحدى وخمسين ، وقيل سنة اثنتين وخمسين بالبصرة ، وصلّى عليه أبو برزة الأسلمى ، بوصية منه.

٢٦٠٧ ـ نفيرة بن عمرو الخزاعى :

عن عمر. وعنه حزام بن هشام ، لا تثبت له صحبة. ذكره هكذا الذهبى فى التجريد.

٢٦٠٨ ـ نمير الخزاعى [....](١).

٢٦٠٩ ـ نمير بن خرشة بن ربيعة الثقفى :

حليف لهم ، من بلحارث (١) بن كعب ، كان أحد القوم الذين قدموا مع عبد ياليل بإسلام ثقيف.

ذكره هكذا ابن عبد البر فى الاستيعاب.

٢٦١٠ ـ نمير بن أبى نمير الخزاعى ، ويقال الأزدى ، يكنى أبا مالك ، بابنه مالك ابن نمير :

سكن البصرة ، لم يرو حديثه غير عصام بن قدامة ، عن مالك بن نمير ، عن أبيه ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فى الجلوس فى الصلاة. ذكره هكذا ابن عبد البر.

__________________

٢٦٠٨ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٦٠٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٦٦٥ ، الإصابة ترجمة ٨٨٢٩ ، أسد الغابة ترجمة ٥٢٩٩ ، الثقات ٣ / ٤١٨ ، تجريد أسماء الصحابة ٥ / ١١٣ ، المصباح المضىء ١ / ٣٢٧ ، ٣٢٨).

(١) هكذا فى الأصول. وفى الاستيعاب : «بنى حارث».

٢٦١٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٦٦٦ ، الإصابة ترجمة ٨٨٣٠ ، أسد الغابة ترجمة ٥٣٠٢ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٥ ، الثقات ٣ / ٤٢١ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١١٣ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٧٧ ، الإكمال ٧ / ٣٦٢ ، الكاشف ٣ / ٢١٠ ، بقى بن مخلد ٨٠٢).

١٦٧

وذكره الذهبى فقال : نمير بن أبى نمير مالك الخزاعى ، وقيل الأزدى ، أبو مالك. بصرى ، له صحبة ، عنه : ابنه مالك ، وابنه مجهول.

٢٦١١ ـ نهشل بن عمرو بن عبد الله بن وهب القرشى الفهرى :

ذكره ابن سعد فى «الطبقات» ، فى مسلمة الفتح ، وأن أولاده : عبد الرحمن ، وعبد الله ، ونضلة ، وقطن ، قتلوا يوم الحرّة. ذكره هكذا الذهبى فى التجريد.

٢٦١٢ ـ نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى الهاشمى ، يكنى أبا الحارث :

كان أسنّ من إخوته ، ومن سائر من أسلم من بنى هاشم ، حتى من العباس وحمزة ، أسر يوم بدر ، ففداه العباس رضى الله عنه ، ثم أسلم. وقيل فدى نفسه برماحه ، وأسلم فى يومه.

ذكر ذلك محمد بن سعد كاتب الواقدى ، لأنه قال : حدثنا على بن عيسى النوفلى، عن أبيه ، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، قال : لما أسر نوفل بن الحارث ببدر ، قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : افد نفسك. قال : ما لى شىء أفتدى به ، قال له : افد نفسك برماحك التى بجدّة. فقال : والله ما علم أحد أن لى بجدة رماحا غيرى ، بعد الله ، أشهد أنك رسول الله. ففدى نفسه بها ، وكانت ألف رمح. انتهى.

وهاجر أيام الخندق ، وآخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بينه وبين العباس رضى الله عنهما ، وكانا فى الجاهلية متفاوتين فى المال متحابين ، وشهد نوفل مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتح مكة وحنينا والطائف ، وأعان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حنين ، بثلاثة آلاف رمح. فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رأيت كأنى أنظر إلى رماحك يا أبا الحارث ، تقصف أصلاب المشركين».

وهو ممن ثبت مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حنين. توفى فى داره بالمدينة ، سنة خمس عشرة ، فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وصلّى عليه عمر بن الخطاب ، بعد أن مشى معه إلى البقيع ، ووقف على قبره حتى دفن. انتهى من الاستيعاب.

وذكر الزبير بن بكار من ذلك ، أنه أسنّ من إخوته ، ومن عمّيه حمزة والعباس ، وثباته مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حنين ، وأنه توفى لسنتين خلتا من خلافة عمر رضى الله عنه. فعلى هذا

__________________

٢٦١٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٦٧١ ، الإصابة ترجمة ٨٨٤٩ ، أسد الغابة ترجمة ٥٣١٧ ، طبقات خليفة ٦ ، تاريخ خليفة ١٣٤ ، الجرح والتعديل ٨ / ٤٨٧ ، مشاهير علماء الأمصار ١٦٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ٣ / ٤١٦ ، الثقات ٣ / ٤١٦).

١٦٨

تكون وفاته فى آخر جمادى الآخرة ، من ستة خمس عشرة ، أو فيما بعدها منها. وكلام أبى عمر بن عبد البر ، لا ينبى عن ذلك ، وذكر له من الولد : الحارث ، وعبد الله بن الحارث الملقب «ببّة» وقد تقدم ذكرهما.

وعبد الله بن نوفل ، قضى بالمدينة فى خلافة معاوية بن أبى سفيان ، لمروان بن الحكم ، وهو أول قاض كان بالمدينة ، وكان يشبّه بالنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وتوفى سنة أربع وثمانين. وقال بعض أهله : فى زمن معاوية. وعبد الرحمن ، ومعاوية ابنا نوفل ، لا بقية لهما ، وسعيد بن نوفل ، وكان فقيها ، والمغيرة ابن نوفل ، الذى قال علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه لأمامة بنت أبى العاص ، وأمها زينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حين أوصاها : إن أرادت النكاح ، أن يجعل أمرها إليه. فخطبها معاوية بن أبى سفيان ، فجعلت أمرها إلى المغيرة بن نوفل ، فتوقف عليها ، ثم زوجها نفسه ، فهلكت عنده ، ولم تلد له. وأم المغيرة ، تزوجها تميم الدارى رضى الله عنه ، وأم سعيد ، كانت عند عبد الله بن سعد بن أبى سرح ، وأم بنى نوفل بن الحارث كلهم ، طريفة بنت سعيد بن القشب ، واسمه جندب ابن عبد الله بن رافع بن نضلة بن محضب بن صعب من الأزد.

٢٦١٣ ـ نوفل بن معاوية بن عمرو الديلى ، ويقال الكنانى :

وهو من بنى الديل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة ، تم أحد بنى نفاثة بن عدى بن الديل.

شهد مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتح مكة ، وكان أسلم قبل ذلك ، ولم يشهد مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم مشهدا قبل فتح مكة ، وخرج مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم منصرفه من المدينة ، ونزل بها فى بنى الديل ، وحج فى سنة تسع من الهجرة ، مع أبى بكر الصديق رضى الله عنه ، وفى سنة عشر ، مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يزل بالمدينة ساكنا ، حتى توفى بها فى زمن يزيد بن معاوية ، عن مائة سنة ، على ما قيل ، ويقال إنه عمّر فى الجاهلية ستين سنة ، وفى الإسلام ستين سنة.

روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وعبد الرحمن بن مطيع بن الأسود ، وعراك بن مالك.

__________________

٢٦١٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٦٧٣ ، الإصابة ترجمة ٨٨٥٤ ، أسد الغابة ترجمة ٥٣٢٢ ، الثقات ٣ / ٤١٦ ، عنوان النجابة ١٦٥ ، الطبقات ٣٤ ، الأعلام ٨ / ٥٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١١٥ ، تقريب التهذيب ٢ / ٣٠٩ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٩٢ ، الرياض المستطابة ٢٦٣ ، الجرح والتعديل ١ / ٤٨٧ ، التاريخ الكبير ٨ / ١٠٨ ، الكاشف ٣ / ٢١٢ ، الطبقات الكبرى ١ / ٨٧ ، الأنساب ٥ / ٤٤٩ ، بقى بن مخلد ١٨٩ ، البداية والنهاية ٨ / ٢١٧).

١٦٩

٢٦١٤ ـ نوفل بن مساحق القرشى العامرى :

له صحبة ، بقى إلى أول زمن عبد الملك ، هكذا ذكره الذهبى فى التجريد ، وقال : قلت : إنما الصحبة لجده عبد الله بن مخرمة ، وأما هو فتابعى.

روى عن عمرو بن سعيد بن زيد ، وعنه عمر بن عبد العزيز ، وطائفة.

* * *

__________________

٢٦١٤ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ترجمة ٧٩٥٥ ، تهذيب التهذيب ترجمة ٢٠١١٤ ، تقريب التهذيب ترجمة ٣٢١٤٢).

١٧٠

حرف الهاء

٢٦١٥ ـ هادى المستجيبين :

ظهر فى آخر أيام الحاكم العبيدى صاحب مصر ، وكان يدعو إلى عبادة الحاكم. وحكى عنه ، أنه سبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبصق على المصحف ، وسار فى البوادى يدعوهم ، إلى أن قتله الله تعالى بمكة ، وكان لما وصل إليها ، اجتمع مع أبى الفتوح أميرها ، فنزل عليه ، فلما رآه المجاورون يطوف بالكعبة ، مضوا إلى أبى الفتوح ، وذكروا له شأنه ، فقال : هذا قد نزل علىّ ، وأعطيته الذمام. فقالوا : إن هذا سب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبصق على المصحف ، فسأله عن ذلك ، فأقر به ، وقال : قد تبت. وقال المجاورون : توبة هذا لا تصح ، وقد أمر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بقتل ابن خطل ، وهو متعلق بأستار الكعبة ، وهذا لا يصح أن يعطى الذمام ، ولا يسع إلا قتله ، فدافعهم أبو الفتوح عنه ، فاجتمع الناس عند الكعبة ، وضجوا إلى الله سبحانه وتعالى وبكوا ، وكان من قضاء الله تعالى ، أن الله تعالى أرسل ريحا سوداء ، حتى أظلمت الدنيا ، ثم انجلت الظلمة ، وصار على الكعبة فوق أستارها كهيئة الترس الأبيض ، له نور كنور الشمس ، دون سقف الكعبة ، بنحو القامة ، فلم يزل كذلك يرى ليلا ونهارا على حاله ، مدة سبعة عشر يوما.

فلما رأى أبو الفتوح ذلك ، أمر بالمسمىّ بهادى المستجيبين ، وغلام كان صحبته مغربى ، إلى باب العمرة ، فضربت أعناقهما ، وصلبا ، ولم يزل المغاربة يرجمونهما بالحجارة ، حتى سقطا إلى الأرض ، فجمعوا لهما الحطب والعظام وأحرقوهما ، وكان قتل المذكور فى سنة عشر وأربعمائة ، كما ذكر [.....](١) فى «وفياته» ومنه لخصت هذه الترجمة ، وهو نقلها عن كتاب شخص صوفى ، يكنى أبا الوفا بن أبى الفتح بن أبى الفوارس البغدادى الحافظ.

* * *

من اسمه هارون

٢٦١٦ ـ هارون بن أبى بكر بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله الزبيرى :

من أهل مكة ، يروى عن أبى ضمرة ، ويحيى بن أبى قتيلة. روى عنه أبو الدرداء عبد الرحيم بن حبيب المروزى.

__________________

٢٦١٥ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٧١

ذكره هكذا ابن حبان فى الطبقة الرابعة من الثقات.

٢٦١٧ ـ هارون بن عبد الله بن كثير بن معن بن عبد الرحمن بن عوف القرشى الزهرى :

هكذا ذكره الزبير بن بكار ، لما ذكر أولاده عبد الرحمن بن عوف الزهرى ، أحد العشرة رضى الله عنهم.

قال : وأمه سهلة بنت معن بن عمر بن معن بن عبد الرحمن بن عوف. وكان من الفقهاء ، وكان يقوم بنصرة قول أهل المدينة فيحسن ، ولاه المأمون أمير المؤمنين قضاء المصيصة ، ثم صرفه عنها ، وولاه قضاء الرقة ، ثم صرفه عنها ، وولاه قضاء عسكر المهدى ببغداد ، ثم صرفه. وولاه قضاء مصر ، وتوفى أمير المؤمنين المأمون ، وهو على قضاء مصر ، حتى صرف فى آخر خلافة أمير المؤمنين المعتصم. انتهى.

٢٦١٨ ـ هارون بن عبد الله الزهرى العوفى ، القاضى أبو يحيى المكى المالكى :

نزيل بغداد ، تفقّه بأصحاب مالك. وقال الخطيب : إنه سمع من مالك ، وإنه ولى قضاء العسكر ، ثم قضاء مصر.

وقال أبو إسحاق الشيرازى : هو أعلم من صنّف الكتب فى مختلف قول مالك.

توفى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين بسامرّا. كما قال ابن يونس.

ذكره الذهبى فى العبر ، ومنه لخّصت هذه الترجمة.

٢٦١٩ ـ هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد ابن على بن عبد الله بن عباس الهاشمى ، أبو موسى :

أمير مكة والمدينة ، هكذا نسبه ابن حزم فى «الجمهرة» وذكر أنه ولى مكة والمدينة ، وحج بالناس من سنة ثلاث وستين ومائتين إلى سنة ثمان وسبعين ومائتين ولاء ، ثم هرب من مكة عند الفتنة ، فنزل مصر ومات بها. وألف «نسب العباسيين» وغير ذلك. انتهى.

وذكر ابن كثير قى «تاريخه» أنه توفى فى رمضان سنة ثمان وثمانين ومائتين بمصر ، وقال : سمع وحدث ، وترجمه بأمير الحرمين والطائف.

وقال الذهبى : وكان شريفا نبيلا ثقة ، سمع من طبقة أبى كريب. انتهى.

١٧٢

٢٦٢٠ ـ هارون بن المسيب :

أمير مكة. وجدت فى كتاب «مقاتل الطالبيين» فيما رواه عن «كتاب هارون بن محمد الزياد» بالسند المتقدم فى ترجمة عيسى بن يزيد الجلودىّ : أن هارون المذكور ، قدم مكة واليا على الحرمين ، بعد صرف الجلودى المذكور ، فبدأ بمكة ، وحج وانصرف إلى المدينة ، فأقام سنة.

* * *

من اسمه هاشم

٢٦٢١ ـ هاشم بن عتبة بن أبى وقاص مالك بن أهيب ويقال ـ وهيب ـ بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة القرشى الزهرى المعروف بالمرقال :

قال ابن عبد البر : أسلم هاشم يوم الفتح ، وكان من الفضلاء الأخيار ، وكان من الأبطال البهم ، فقئت عينه يوم اليرموك ، ثم كتب إليه عمر بن الخطاب رضى الله عنه بعد اليرموك ، بأن يسير إلى عمر بن سعد ، فسار إليهم ، وشهد معهم القادسية ، وأبلى فيها بلاء حسنا ، وقام منه فى ذلك ، ما لم يقم من أحد ، وكان سببا لفتح المسلمين.

ثم عقد له سعد لواء ، ووجهه إلى جلولاء ، ففتحها الله على يديه ، ولم يشهدها سعد ، وقيل إن سعدا شهدها ، وكانت جلولاء تسمى فتح الفتوح ، بلغت غنائمها ثمانية عشر ألف ألف ، وكانت جلولاء سنة سبع عشرة ، وقيل سنة تسع عشرة ، قاله قتادة. وشهد مع على رضى الله عنه الجمل وصفين ، وأبلى فيهما بلاء حسنا مشهورا ، وكان على رجالة علىّ رضى الله عنه يوم صفين ، وبيده راية علىّ يومئذ ، وفيه قتل. انتهى بالمعنى.

وذكر الزبير بن بكار من خبره : أنّ عينه أصيبت يوم اليرموك ، وأن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، أمدّ سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه به ، فى سبعة عشر رجلا ، أمده بهم من جند الشام. قال : وقتل هاشم مع على بن أبى طالب رضى الله عنه بصفين.

قال : وفيه يقول عامر بن واثلة ، يعنى أبا الطفيل الليثى (١) [من الرجز] :

يا هاشم الخير جزيت الجنة

قاتلت فى الله عدوّ السنّة

__________________

٢٦٢١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٧٢٩ ، الإصابة ترجمة ٨٩٣٤ ، أسد الغابة ترجمة ٥٣٢٨ ، العبر ١ / ٣٩ ، طبقات خليفة ٨٣١ ، مروج الذهب ٣ / ١٣٠ ، تاريخ بغداد ١ / ١٩٦ ، مرآة الجنان ١ / ١٠١ ، شذرات الذهب ١ / ٤٦).

(١) انظر الأبيات فى : الاستيعاب ترجمة ٢٧٢٩.

١٧٣

أفلح بما فزت به من منّه

قال : وقطعت رجله يومئذ بصفين ، قبل أن يقتل ، فجعل يقاتل من دنا منه وهو بارك ، ويتمثل :

الفحل يحمى شوله معقولا

قال الزبير : وهو الذى يقول (٢) :

أعور يبغى أهله محلّا

قد عالج الحياة حتى ملّا

لا بدّ أن يفلّ أو يفلّا

وذكر الزبير : أن أم هاشم هذا : بنت خالد بن عبيدة بن مرداس بن سويد ، من بنى الحارث بن عبد مناف ، حليف بنى زهرة. انتهى.

٢٦٢٢ ـ هاشم بن على بن مسعود بن أبى سعد بن غزوان بن حسين القرشى الهاشمى ، أبو على المكى ، المعروف بابن غزوان :

سمع فى كبره من محمد بن أحمد بن عبد المعطى ، وغيره «صحيح البخارى» ورغبنا فى السماع إليه لأجل اسمه ، فلم يقدّر لنا ذلك ، وكان يعانى التجارة ويسافر لأجلها إلى اليمن ، ثم ترك. وكان ذا خير وعبادة ، وبلغنى أنه أقام أربعين سنة أو نحوها ، لا يشرب إلا ماء زمزم ، فى مدة مقامه فيها بمكة.

وتوفى فى آخر يوم الاثنين الرابع عشر من ذى القعدة سنة ست عشرة وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة بقبر أخيه «حسين» وهو فى عشر التسعين ، بتقديم التاء.

٢٦٢٣ ـ هاشم بن فليتة بن قاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبى هاشم الحسنى المكى ، المعروف بابن أبى هاشم :

أمير مكة ، وبقية نسبه تقدم فى ترجمة جده محمد بن جعفر بن أبى هاشم.

أظنه ولى إمرة مكة بضعا وعشرين سنة ، لأنه ولى بعد وفاة أبيه فى شعبان سنة سبع وعشرين وخمسمائة ، حتى مات فى سنة تسع وأربعين ، كما هو مقتضى كلام ابن خلكان.

وقيل إنه توفى وقت العصر من يوم الثلاثاء حادى عشر المحرم ، سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ، ودفن ليلة الأربعاء الثانى عشر من المحرم ، وقد بقى من الليل ثلثه ، وولى

__________________

(٢) انظر الأبيات فى : نسب قريش ٨ / ٢٦٤ ، الاستيعاب ترجمة ٢٧٢٩.

١٧٤

بعده ابنه الأمير قاسم. كذا وجدت وفاته ، وخبر دفنه ، وولاية ابنه بعده ، بخط ابن البرهان الطبرى ، فكان بين هاشم بن فليتة هذا ، وبين الأمير نظر الخادم ، أمير الحج العراقى فتنة ، فنهب أصحاب هاشم الحجاج ، وهم فى المسجد الحرام يطوفون ويصلون ، ولم يرقبوا فيهم إلّا ولا ذمة ، وذلك فى سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ، وسئل فى الحج بعد ذلك ، فاعتذر بأن بينه وبين أمير مكة من الحروب ما لا يمكنه معه الحج ، وكان فى ولايته على مكة ، وقعة بعسفان ، ذكرها ابن البرهان ، وذكر أنها كانت يوم الأحد الثانى والعشرين من ذى الحجة ، سنة سبع وعشرين وخمسمائة. قال : وانهزم عبد الله وعسكره ، وما عرفت عبد الله هذا ، وأتوهم أنه قريب لهاشم بن فليتة ، وما عرفت سبب هذه الفتنة أيضا ، والله أعلم بحقيقة ذلك. انتهى.

٢٦٢٤ ـ هالة بن أبى هالة :

واختلف فى اسم أبى هالة. فقال الزبير : أبو هالة ، مالك بن نباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدى ، من بنى أسيّد بن عمرو بن تميم ، حليف بنى عبد الدار بن قصى.

وقال ابن عبد البر : اختلف فى اسم أبى هالة. فقيل اسمه زرارة ابن نباش بن وقدان ابن حبيب بن سلامة بن عدى بن جروة بن أسيّد بن عمرو بن تميم التميمى. وقيل اسمه : زرارة بن نباش ، وقيل مالك بن نباش بن زرارة ، من بنى نباش بن عدى الدارمى ، قاله الزبير بن بكار. قال ابن عبد البر : وليس بشىء. وقال : أكثر أهل النسب يخالفون الزبير. وقال : له صحبة. روى عنه ابنه هند. انتهى.

كذا رأيت فى نسختين من الاستيعاب : «روى عنه ابنه هند» ، والصواب : أخوه هند.

وذكر الزبير : أن هالة وهند ، إخوة ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من خديجة بنت خويلد ، من أمهم ، وأبوه من حلفاء بنى عبد الدار.

٢٦٢٥ ـ هانئ المخزومى :

يروى عن أبيه مخزوم عنه ، وهو مخضرم. له حديث طويل فى المولد. ذكره هكذا الذهبى فى التجريد.

* * *

__________________

٢٦٢٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٧٣٠ ، الثقات ٣ / ٤٣٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١١٦ ، الطبقات الكبرى ٨ / ١٩ ، الإصابة ترجمة ٨٩٥٦ ، أسد الغابة ترجمة ٥٣٢٩).

١٧٥

من اسمه هبار

٢٦٢٦ ـ هبار بن أبى زمعة الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب القرشى الأسدى المكى :

ذكر ابن عبد البر : أنه أسلم يوم الفتح ، وحسن إسلامه ، وصحب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. انتهى.

وذكر الزبير : أن هبار بن الأسود ، شهد بدرا ، مع ابنه زمعة بن الأسود ، وغيره من إخوانه ، فجعل زمعة يقول له «أقدم حار ، إذ فرّ عنّى هبار» وعنى زمعة بقوله : «حار» ابنه الحارث بن زمعة.

وقال الزبير : وهبار بن الأسود ، هو الذى نخس بزينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فى سفهاء من كفار قريش ، وكانت حاملا ، فأسقطت. فذكروا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعث سرية ، وقال : «إن وجدتم هبارا فاجعلوه بين حزمتى حطب ، ثم أحرقوه بالنار». ثم قال : «لا ينبغى لأحد أن يعذّب بعذاب الله عزوجل ، إن وجدتموه فاقتلوه» ثم قدم هبار بعد ذلك مسلما مهاجرا ، فاكتنفه الناس من المسلمين يسّبونه ، فقيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هل لك فى هبار؟ يسبّ ولا يسبّ؟» وكان هبار فى الجاهلية سبابا ، فأتاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له : «يا هبار ، سبّ من يسبّك». فأقبل هبار عليهم ، فتفرقوا عنه. انتهى.

وكانت قصة هبار مع زينب رضى الله عنها ، لما بعث بها زوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد شمس ، من مكة إلى المدينة.

وذكر الذهبى ، أن هبارا نزل الشام.

٢٦٢٧ ـ هبّار بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى :

هاجر إلى الحبشة ، ومات شهيدا ، واختلف فى تاريخ موته ، فقيل بمؤتة ، قاله الزبير ابن بكار ، وقيل بأجنادين. قاله الواقدى ، والحسن بن عثمان ، قال ابن عبد البر : وهو عندى أشبه ، لأن ابن عقبة لم يذكره فيمن استشهد يوم مؤتة. انتهى.

وذكر الزبير : أن أمه : ربطة بنت عبد بن أبى قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى.

__________________

٢٦٢٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٧٠١ ، الإصابة ترجمة ٨٩٥١ ، أسد الغابة ترجمة ٥٣٤١).

٢٦٢٧ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٧٠٢ ، الإصابة ترجمة ٨٩٥٢ ، أسد الغابة ترجمة ٥٣٤٢).

١٧٦

٢٦٢٨ ـ هبار بن صيفى :

[ذكر ابن عبد البر : أنه مذكور فى الصحابة. وفيه نظر. انتهى](١).

٢٦٢٩ ـ هبة بن أحمد بن سنان بن عبد الله بن عمر بن مسعود المكى :

كان من أعيان القواد المعروفين بالعمرة.

توفى بعد سنة تسعين وسبعمائة بقليل ، مذحولا فى جوفه ، من بعض عوامّ مكة ، لتعّرضه لبعض حريمهم فيما قيل.

٢٦٣٠ ـ هبة بن أحمد بن عمر الحسنى المكى :

كان من أعيان الأشراف ذوى علىّ بن قتادة الأصغر ، صحب الشريف حسن بن عجلان قبل ولايته كثيرا ، فلما ولى مكة ، رعى له ذلك السيد حسن ، وبالغ فى الإحسان إليه ، وحرص على تجميل حاله ، فمحق ما ناله من البر فى اللهو ، واستمر فقيرا حتى مات فجأة ، أو فى معنى الفجأة ، فى حال لهو ، فى ربيع الثانى ، أو جمادى الأولى ، من سنة تسع عشرة وثمانمائة ، وكان سافر لبلاد العراق ، رسولا من صاحب مكة السيد حسن ، فى سنة سبع وثمانمائة ، وعاد بغير طائل من البر.

٢٦٣١ ـ هبة الله بن منصور بن الفضل بن على الواسطى ، أبو الفضل الشافعى المقرئ:

ولد سنة خمس وسبعين وخمسمائة بواسط ، وسمع بها من القاضى أبى الفتح الميدانى ، وحدث ببغداد ، وقرأ القراءات ، وتفقه ببغداد على مذهب الشافعى. وكان خازن كتب النظامية ببغداد. وتوفى بمكة فى التاسع من شعبان ، سنة اثنتين وأربعين وستمائة. ذكره الشريف أبو القاسم الحسينى فى «وفياته» ومنها لخصت هذه الترجمة.

٢٦٣٢ ـ هبيرة بن شبل بن العجلان بن عتاب الثقفى :

أمير مكة على ما قيل ، ذكر ابن عبد البر ، أنه أسلم بالحديبية ، وأن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، استخلفه على مكة ، إذ سار إلى الطائف ، فيما ذكر الطبرى. وقال : هو أول من صلى بمكة جماعة بعد الفتح ، أمره النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بذلك. انتهى من الاستيعاب.

__________________

٢٦٢٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٧٠٣ ، الإصابة ترجمة ٨٩٥٣ ، أسد الغابة ترجمة ٥٣٤٣).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل ، وما أوردناه من الاستيعاب.

١٧٧

وكانت ولايته بمكة أياما ، قبل ولاية عتاب بن أسيد بمكة ، لأن الذهبى قال : هبيرة ابن شبل بن عجلان الثقفى ، ولى مكة ، قبل عتّاب بن أسيد أياما. انتهى.

وشبل بشين معجمة ، وقيل بسين مهملة.

٢٦٣٣ ـ هدية بن عبد الوهاب المروزى ، أبو صالح :

روى عن : سفيان بن عيينة ، والفضل بن موسى السّينانىّ ، والنضر بن شميل ، ووكيع ابن الجراح ، والوليد بن مسلم ، ويحيى بن سليم الطائفى ، وأبى معاوية الضرير.

روى عنه : ابن ماجة ، وإبراهيم بن أبى طالب النيسابورى ، وأبو بكر أحمد بن عمر ابن أبى عاصم ، وبقىّ بن مخلد الأندلسى ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازى ، ويعقوب بن سفيان الفسوىّ ، وذكره فى شيوخه ، رجال مكة ، فى الأول من «مشيخته» وذكره ابن حبان فى الثقات ، وقال : ربما أخطأ. وقال ابن أبى عاصم : ثقة. وقال أبو القاسم : مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.

٢٦٣٤ ـ هذيم (١) بن عبد الله بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصى ابن كلاب القرشى المطلبى [....](٢) :

استشهد يوم اليمامة مع أخيه جنادة.

* * *

من اسمه هشام

٢٦٣٥ ـ هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم المخزومى :

أمير مكة والمدينة ، أما ولايته للمدينة فمشهورة ، وذكرها جماعة من أهل الأخبار ، منهم : ابن الأثير وابن حزم فى «الجمهرة» وأما ولايته لمكة ، فذكر الفاكهى ما يدل لها ،

__________________

٢٦٣٣ ـ انظر ترجمته فى : (الإكمال لابن ماكولا ٢ / ٤٢٢ ، سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٤٢).

٢٦٣٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٧٣٨ ، الإصابة ترجمة ٨٩٧٣ ، أسد الغابة ترجمة ٥٣٦٦).

(١) ذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب هريم بن عبد الله بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف القرشى المطلبى.

(٢) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٦٣٥ ـ انظر ترجمته فى : (تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة ترجمة ٢٤١٥١).

١٧٨

لأنه قال فى ترجمة ترجم عليها بقوله : «ذكر من مات من الولاة بمكة» : ومات بها هشام بن إسماعيل ، وابناه محمد ، وإبراهيم ، وذكر فى الترجمة غيرهم من ولاة مكة المشهورة ولايتهم ، ويبعد أن يقال : مراده بمن مات من الولاة بمكة ، من وليها أو ولى غيرها ، لأنه يلزم على ذلك ، أن مراد الفاكهى بيان من مات بمكة من الأعيان ، وهذا لم يرده الفاكهى ، بدليل أنه مات بمكة جماعة من أعيان الصحابة والعلماء ، ولم يخصّهم الفاكهى بترجمة يذكر فيها ذلك ، ولو كان هذا مراده ، لفعل ، فإنهم أولى بالذكر ، لكونهم أجلّ قدرا من غالب من ذكرهم من الولاة ، الذين ماتوا بمكة ، والله أعلم. وبتقدير تسليم أن مراده : من مات بمكة من ولاتها ، أو ولاة غيرها ، فهشام بن إسماعيل هذا ، ترجمتنا له فى هذا الكتاب ، متجهة ، فإنا قصدنا ذكر كل من علمناه مات بمكة من الأعيان.

وقد حج هشام بن إسماعيل هذا بالناس عدة سنين ، لأن العتيقى ، قال فى أمراء الموسم : وحج بالناس سنة ثلاث وثمانين ، هشام بن إسماعيل المخزومى ، وهو أمير المدينة.

وحج بالناس سنة أربع وثمانين ، وخمس وثمانين ، وست وثمانين : هشام بن إسماعيل المخزومى. انتهى.

وإلى هشام بن إسماعيل هذا ينسب المدّ الهشامى.

٢٦٣٦ ـ هشام بن إسماعيل المكى :

عن زياد السّهمى. روى عنه إسحاق بن عيسى. روى له أبو داود فى كتاب «المراسيل».

٢٦٣٧ ـ هشام بن حجير المكى :

روى عن : طاوس بن كيسان ، ومالك بن أبى عامر الأصبحىّ ، وغيرهما.

وروى عنه : ابن جريج ، وشبل بن عبّاد ، وابن عيينة ، ومحمد بن مسلم الطائفى.

روى له : البخارى (١) ، ومسلم (٢) ، والنسائى (٣).

__________________

٢٦٣٦ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ترجمة ٨٠٤٣ ، تهذيب التهذيب ترجمة ٢٠٢٢٣ ، تقريب التهذيب ترجمة ٣٢٢١٩).

٢٦٣٧ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ترجمة ٨٠٤٥ ، تهذيب التهذيب ترجمة ٢٠٢٢٥).

(١) روى له البخارى فى صحيحه كتاب كفارات الأيمان حديث رقم (٦٧٢٠) من طريق : على بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن هشام بن حجير ، عن طاوس سمع أبا هريرة ـ

١٧٩

قال أحمد بن حنبل : ليس هو بالقوى. وقال العجلى : ثقة ، صاحب سنّة. وقال أبو حاتم : مكى ، يكتب حديثه. وقال ابن شبرمة : ليس بمكة مثله.

٢٦٣٨ ـ هشام بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى ابن كلاب القرشى الأسدى :

قال الزبير : صحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان له فضل ، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وكان عمر بن الخطاب إذا أنكر الشىء قال : لا يكون هذا ما عشت أنا وهشام. وذكره محمد بن سعد فى «الكبير» فى الطبقة الرابعة ، ممن أسلم يوم فتح مكة ، وقال : كان رجلا صليبا مهيبا.

وذكره فى «الصغير» من الطبقة الخامسة ، فيمن أسلم بعد فتح مكة.

وقال الزهرى : كان يأمر بالمعروف فى رجال معه ، وكان عمر بن الخطاب ، إذا بلغه الشىء يقول : ما عشت أنا وهشام بن حكيم ، فلا يكون هذا. وقال عبد الله بن وهب ،

__________________

ـ قال : قال سليمان : لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كل تلد غلاما يقاتل فى سبيل الله فقال له صاحبه : قال سفيان يعنى الملك قل إن شاء الله فنسى فطاف بهن فلم تأت امرأة منهن بولد إلا واحدة بشق غلام. فقال أبو هريرة يرويه : قال : لو قال : إن شاء الله لم يحنث وكان دركا له فى حاجته. وقال مرة : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو استثنى». وحدثنا أبو الزناد عن الأعرج مثل حديث أبى هريرة.

(٢) روى له مسلم فى صحيحه كتاب الحج حديث رقم (١٢٤٦) من طريق : عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة ، عن هشام بن حجير ، عن طاوس قال : قال ابن عباس : قال لى معاوية : أعلمت أنى قصرت من رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند المروة بمشقص. فقلت له : لا أعلم هذا إلا حجة عليك.

وروى له أيضا فى كتاب الأيمان حديث رقم (١٦٥٤) الحديث الذى رواه البخارى.

(٣) روى له النسائى فى سننه كتاب المواقيت حديث رقم (٥٦٩) من طريق : أحمد بن حرب ، قال : حدثنا سفيان ، عن هشام بن حجير ، عن طاوس ، عن ابن عباس أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن الصلاة بعد العصر.

وروى له أيضا فى كتاب مناسك الحج حديث رقم (٢٧٣٧) من طريق : عبد الله بن محمد ابن عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن هشام بن حجير ، عن طاوس ، قال : قال معاوية لابن عباس : أعلمت أنى قصرت من رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند المروة. قال : لا يقول ابن عباس هذا معاوية ينهى الناس عن المتعة وقد تمتع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٢٦٣٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٧١٠ ، الإصابة ترجمة ٨٩٨٤ ، أسد الغابة ترجمة ٥٣٧٤).

١٨٠