العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٥

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٥

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٩٤

التيمى ، حديث : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمنى ، وقال : «ارموا الجمار بمثل حصى الخذف»(١).

وقيل فى هذا الحديث : عن محمد بن إبراهيم ، عن رجل من قومه ، يقال له معاذ بن عثمان ، أو عثمان بن معاذ. وقيل : عن محمد بن إبراهيم التيمى ، عن عبد الرحمن بن معاذ ، عن رجل من أصحاب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

١٧٩٢ ـ عبد الرحمن بن نافع بن الحارث الخزاعى :

روى عن أبى موسى الأشعرى ، وروى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ، وبعضهم يرسل حديثه ، وهو حديث : «دلى رجليه فى القف» (١).

وروى له البخارى فى الأدب ، وابن ماجة (٢). وذكره مسلم فى الطبقة الأولى من تابعى أهل مكة.

__________________

(١) أخرجه أبو داود فى سننه ، كتاب المناسك ، حديث رقم (١٦٧٢) من طريق : مسدد حدثنا عبد الوارث عن حميد الأعرج عن محمد بن إبراهيم التيمى عن عبد الرحمن بن معاذ التيمى قال : خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن بمنى ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن فى منازلنا فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار فوضع إصبعيه السبابتين ثم قال بحصى الخذف ثم أمر المهاجرين فنزلوا فى مقدم المسجد وأمر الأنصار فنزلوا من وراء المسجد ثم نزل الناس بعد ذلك.

١٧٩٢ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٥ / ٢٤٦).

(١) أخرجه أحمد بن حنبل فى مسنده (١٨٨٢٣) من طريق : يعقوب حدثنا أبى عن صالح قال حدث أبو الزناد أن أبا سلمة أخبره أن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعى أخبره أن أبا موسى أخبره أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان فى حائط بالمدينة على قف البئر مدليا رجليه فدق الباب أبو بكر رضى الله تعالى عنه فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ائذن له وبشره بالجنة ففعل فدخل أبو بكر رضى الله تعالى عنه فدلى رجليه ثم دق الباب عمر رضى الله تعالى عنه فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ائذن له وبشره بالجنة ففعل ثم دق الباب عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ائذن له وبشره بالجنة وسيلقى بلاء ففعل.

(٢) لم أجد له رواية فى سنن ابن ماجة ، والله أعلم. ووجدت له رواية فى السنن الكبرى للنسائى ، باب فضائل أبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم ، حديث رقم (٨٠٦١) من طريق : عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال : ثنا عمى قال : أنا أبى عن صالح عن أبى الزّناد ، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أخبره أن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعى أخبره أنّ أبا موسى الأشعرى أخبره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان فى حائط بالمدينة على قفّ البئر مدليا رجليه ، وذكر الحديث السابق.

٦١

١٧٩٣ ـ عبد الرحمن بن هارون بن عبد الله بن محمد بن كثير بن معن عبد الرحمن بن عوف الزهرى :

قاضى مكة ، ذكر ابن حزم : أنه ولى قضاء مكة للمعتضد ، ومات بها سنة إحدى وتسعين ومائتين.

وجزم ابن يونس فى تاريخ الغرباء ، بأنه توفى فى هذا التاريخ بمصر ، قال : وقيل بمكة.

١٧٩٤ ـ عبد الرحمن بن وردان الغفارى ، أبو بكر المكى المؤذن :

روى عن أنس بن مالك ، وأبى سلمة بن عبد الرحمن ، وغيرهما. وروى عنه : مروان ابن معاوية ، وأبو عاصم النبيل ، وغيرهما. وروى له أبو داود (١). وقال ابن معين : صالح.

١٧٩٥ ـ عبد الرحمن بن يزيد بن محمد بن حنظلة بن محمد بن عباد بن جعفر المخزومى ، قاضى مكة :

هكذا نسبه ابن حزم ، وذكر أنه ولى قضاء ، وأن له ابنا محدا ، اسمه محمد.

وذكره الفاكهى فى الترجمة التى ترجم عليها بقوله : ذكر من ولى قضاء مكة من أهلها من قريش. وكان منهم : محمد بن عبد الرحمن السفيانى ، الذى ذكرناه آنفا ، ثم من بعد ذلك عبد الرحمن بن يزيد بن حنظلة ، أدركته على قضائه مكة. انتهى.

وقال لما ذكر سيول مكة : ولم يغرق وادى مكة إلى سنة سبع وثلاثين ومائتين ، فغرقته

__________________

١٧٩٤ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٥ / ٢٩٥).

(١) فى سننه ، كتاب الطهارة ، حديث رقم (٩٦) من طريق : الحسن بن على الحلوانى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهرى عن عطاء بن يزيد الليثى عن حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان قال : رأيت عثمان بن عفان توضأ فأفرغ على يديه ثلاثا فغسلهما ثم تمضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا وغسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا ثم اليسرى مثل ذلك ثم مسح رأسه ثم غسل قدمه اليمنى ثلاثا ثم اليسرى مثل ذلك ثم قال رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم توضأ مثل وضوئى هذا ثم قال : من توضأ مثل وضوئى هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه. حدثنا محمد بن المثنى حدثنا الضحاك بن مخلد حدثنا عبد الرحمن بن وردان حدثنى أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثنى حمران قال : رأيت عثمان بن عفان توضأ فذكر نحوه ولم يذكر المضمضة والاستنشاق وقال فيه ومسح رأسه ثلاثا ثم غسل رجليه ثلاثا ثم قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم توضأ هكذا وقال : من توضأ دون هذا كفاه ، ولم يذكر أمر الصلاة.

١٧٩٥ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٤ / ٣٦٧).

٦٢

أم المتوكل. وكان المتولى لذلك ، محمد بن داود ، وعبد الرحمن بن يزيد. انتهى.

وهذا يدل على أن عبد الرحمن هذا ، كان على قضاء مكة فى هذا التاريخ. والله أعلم.

١٧٩٦ ـ عبد الرحمن بن يعقوب بن إسحاق بن أبى عباد العبدى ، أبو محمد البصرى:

ذكر ابن يونس : أن أصله من البصرة ، وأنه أقام بمكة ، وقدم مصر ، وحدث بها. وتوفى بالقلزم سنة تسع وثلاثين ومائتين.

١٧٩٧ ـ عبد الرحمن بن يعقوب بن عمر الكورانى ، المكى المولد والدار :

سمع من عثمان بن الصفى [....](١).

١٧٩٨ ـ عبد الرحمن بن يعمر الديلى :

شهد حجة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وله حديثان (١). رواهما عنه بكير بن عطاء. وروى له أصحاب السنن. وسكن الكوفة ، ومات بخراسان على ما قيل.

١٧٩٩ ـ عبد الرحمن بن يوسف بن أحمد بن صالح بن عبد الرحمن الشيبى المكى ، يلقب بالوجيه :

أحد الحجبة ، أجاز له فى سنة ثلاث عشرة : الدشتى ، والقاضى سليمان بن حمزة ، والمطعم ، وابن مكتوم ، وابن عبد الدايم ، وغيرهم ، من دمشق. ومن مكة : الرضى الطبرى ، وجماعة.

وتوفى ـ ظنّا ـ سنة اثنتين وستين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة. وكان موته فجأة ؛

__________________

١٧٩٧ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٧٩٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤٧٢ ، الإصابة ترجمة ٥٢٣٥ ، أسد الغابة ترجمة ٣٤١٣ ، الثقات ٣ / ٢٥٠ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٥٨ ، الطبقات ٣٤ ، ١٢٨ ، ٣٢٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٥٠٣ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٩٨ ، الإكمال ٧ / ٤٣٣ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٣٠١ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٤٣ ، الكاشف ٢ / ١٩٢ ، تهذيب الكمال ٢ / ٨٢٦ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٤ ، بقى بن مخلد ٣٨٩).

(١) قال ابن عبد البر فى الاستيعاب أنه روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث : «الحج عرفات ...» ولم يروه غيره.

٦٣

لأنه خرج من الكعبة ، واستند إلى شباك المقام ، ففاضت روحه. وكان خيرا.

١٨٠٠ ـ عبد الرحمن بن يوسف بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القرشى ، يكنى أبا محمد ، وأبا القاسم ، ويلقب نجم الدين ، ويعرف بالأصفونى :

نزيل مكة ومفتيها ، ولد بأصفون ، من أعمال القوصية من صعيد مصر الأعلى ، فى سنة تسع وتسعين وستمائة.

وتفقه فى مذهب الشافعى على البهاء القفطى بإسنا ، وقرأ عليه الأصول ، والعربى ، والفرائض ، والجبر والمقابلة ، وغير ذلك.

وأذن له فى التدريس ، وأذن له فى الفتوى : قاضى قنا ، المفتى محيى الدين بن حجازى ابن مرتضى القرشى.

وقرأ القراءات السبع ، على الشيخ سراج الدين أبى بكر بن عثمان بن عبد الله الشافعى. وسمع الحديث على القاضى عماد الدين محمد بن سالم الجرمى البلبيسى الشافعى.

سكن قوص ، ودرس بها ، وانتفع به كثيرون ، وتردد إلى مكة مرارا من بحر عيذاب ، أولها سنة أربع وسبعمائة ، وحج فيها. ثم فى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ، وحج فيها ، ثم فى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ، وحج فيها.

وأقام بمكة ، حتى توفى ، وسمع بها من : عيسى الحجى ، ومحمد بن الصفى الطبرى ، وأخيه عثمان بن الصفى ، والزين الطبرى ، وعبد الوهاب الواسطى ، والمعظم عيسى الأيوبى. وحدث بها عن عيسى : بالأحاديث التساعية ، والثمانية ، من رواية عمة أبيه مؤنسة خاتون عنها ، سمعها منه : شيخنا ابن سكر.

وأجاز له مروياته على ما وجدت بخطه ، ودرس ، وأفتى. وكان عليه مدار الفتوى بمكة ، وانتفع الناس به كثيرا ، وكان بارعا فى الفقه والفرائض والحساب ، والجبر والمقابلة. وله تآليف فى المسائل الدورية فى الفقه ، وعلمها من طريق الجبر والمقابلة ، وتأليف فى الفقه ، اختصر فيه «الروضة» للنواوى.

وكان صالحا ، سليم الصدر ، يتبرك به من رآه من السنة والبدعة. وكان يقال إنه قطب.

__________________

١٨٠٠ ـ انظر ترجمته فى : (الدرر الكامنة ٢ / ٣٥٠ ، الشذرات ٦ / ١٦٧ ، ذخائر الأوقاف ٢١١ ، كشف الظنون ٩٣٠ ، مخطوطات الظاهرية ٢٥٥ ، الأعلام ٣ / ٣٤٢ ، ٣٤٣).

٦٤

وسمعت شيخنا قاضى القضاة جمال الدين بن ظهيرة يقول : إن حسين بن علىّ بن ظهيرة ، أخبره أنه دخل على الشيخ نجم الدين الأصفونى المذكور فى بيته يوم جمعة ، وهو يخيط. وعنده أولاده وهم يأكلون محببة فى هيئة عفة ، فقال حسين فى نفسه ما معناه : إن القطب يخيط وله أولاد يأكلون هكذا؟ فقال الشيخ نجم الدين : نعم. انتهى.

وأخبرنى شيخنا الشريف عبد الرحمن الفاسى عن حسين بن ظهيرة بهذه الحكاية ، إلا أنه لم يقل : إن الشيخ كان يخيط. وهذه منقبة للشيخ نجم الدين الأصفونى.

وقد أثنى عليه غير واحد ، منهم : بدر الدين بن حبيب فى تاريخه ؛ لأنه قال : عالم برع فى المذهب ، وأطنب فى تحقيقه وأسهب ، وميز فى معرفة فروعه ، وجد فى جداد ثمر جذوعه ، وكان وافر الديانة والخير ، مأمون القائلة ، ميمون الصبر ، شاع فى البلاد أمره ، واشتهر بالعلم ذكره. لخص «روضة» الشيخ محيى الدين النواوى ، وظهر بما يأخذه المستفيد وينقله الراوى. جاور بمكة عدة سنين ، وخص بمشاهدة البيت الرفيع ، والمقام الأمين. انتهى.

توفى يوم الثلاثاء الثالث عشر من ذى الحجة سنة خمسين وسبعمائة بمنى ، ونقل إلى المعلاة ، ودفن بها.

وكان عزم على العود إلى الديار المصرية فى هذه السنة ، واكترى. فاختار الله تعالى له أن تكون تربته بالمعلاة ، وأن يحشر مع أهلها إلى الدار الآخرة.

ومن فتاويه الغريبة قوله : إن منى كغيرها فى جواز بيع دورها وإجارتها. انتهى وهذا غير سديد ، نقلا ونظرا.

أما النقل ، فلحديث عائشة رضى الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ، ألا نبنى لك بيتا يظلك؟. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لها : «منى مناخ من سبق». أخرجه الترمذى (١) وحسنه ، وأبو داود وسكت عليه (٢). فهو صالح للاحتجاج به ، وجزم النووى فى «المنهاج» من زوائده ، بأن منى ومزدلفة ، لا يجوز إحياء مواتهما كعرفة ، والله أعلم.

__________________

(١) فى سننه ، كتاب الحج ، حديث رقم (٨٠٧).

(٢) فى سننه ، كتاب المناسك ، حديث رقم (١٧٢٦) من طريق : أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرحمن بن مهدى حدثنا إسرائيل عن إبراهيم ابن مهاجر عن يوسف بن ماهك عن أمه عن عائشة قالت : قلت : يا رسول الله ، ألا نبنى لك بمنى بيتا أو بناء يظلك من الشمس؟ فقال : لا ، إنما هو مناخ من سبق إليه.

٦٥

وذكر أبو اليمن بن عساكر ما يوافق ذلك.

وأما النظر : فلأن منى متعبد ونسك لعامة المسلمين ، فأشبهت المسبلات ، فيفارق بذلك ما ليس هذا شأنه من موات الحرام. والله تعالى أعلم.

١٨٠١ ـ عبد الرحمن بن يوسف بن إسحاق بن أبى بكر الطبرى المكى ، يكنى أبا القاسم ، ويلقب بالشرف :

سمع من ابن أبى حرمى : صحيح البخارى ، وعلى ابن الجميزى : الثقفيات ، وعلى شعيب الزعفرانى : الأربعين البلدانية. ومن ابن أبى الفضل المرسى ، وغيرهم.

ووجدت بخط شيخنا ابن سكر : أن ابن الخازن ، وابن القبيطى. أجاز له ، وحدث. سمع منه المحدثان : نجم الدين بن عبد الحميد ، ورافع بن أبى محمد السلامى.

وما علمت متى مات ، إلا أنه كان حيّا فى ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وستمائة ، لأنى وجدت بخطه فى مكتوب ، يشهد فيه على قاضى مكة جمال الدين محمد بن المحب الطبرى.

١٨٠٢ ـ عبد الرحمن المكى :

رأى الزبير بن الزبير ، وعبد الرحمن المدنى. عن أبى هريرة ، مجهولان. ذكره هكذا الذهبى فى الميزان.

١٨٠٣ ـ عبد الرحمن الغمارى الفاسى :

ذكره جدى أبو عبد الله الفاسى فى تعاليقه ، وقال : كان كثير التصوف كثير الكرامات ، وحكى عن أبى الهدى حسن بن القطب القسطلانى ، أنه سمعه يقول : قال : سمعت الشيخ أحمد الخازن المقيم بعدن ، يقول : جاء بعض التجار إلى مكة ، وفيها الشيخ عبد الرحمن الغمارى الفاسى ، فأعطاه عشرين درهما ، فأبى الشيخ عبد الرحمن أن يقبلها ، فقال له : لو كانت مائة مثقال أخذتها! فقال له الشيخ عبد الرحمن : وما نأخذها إلا ومعها حبة مسك. فذهب ذلك التاجر وسافر ، وتغيرت عليه الأمور ، ورأى النقص فى أحواله ، فوقع فى نفسه هذا ، لجفائه على الشيخ عبد الرحمن ، فعزم أنه يعود إلى مكة ، ويعطيه الذى ذكر ، فاتفق أنه حج تلك السنة ، وجاء إلى الشيخ عبد الرحمن بمائة مثقال ذهبا ، ومعها حبة مسك ، وقال : يا سيدى صدقك الله وكذبنى. فقبلها الشيخ منه.

٦٦

ووجدت بخط جدى : أن أمين الدين القسطلانى ، أخبره عمن لقى من شيوخ مكة ، أن الشيخ عبد الرحمن هذا ، كان ينفق كل يوم فى مكة على ثلاثمائة فقير ، وكان مجردا.

* * *

من اسمه عبد الرحيم

١٨٠٤ ـ عبد الرحيم بن أحمد بن حجوز بن أحمد بن حمزة بن جعفر بن إسماعيل ابن جعفر بن محمد بن المأمون بن علىّ بن الحسين بن علىّ بن محمد بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن زين العابدين علىّ بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب الحسينى ، أبو محمد المعروف بالقناوى :

ذكره المنذرى فى التكلمة. فقال : كان أحد الزهاد المشهورين. والعباد المذكورين ، ظهرت بركاته على جماعة ممن صحبه ، وتخرج عليه جماعة من أعيان الصالحين بصالح أنفاسه.

وذكر أنه توفى فى أحد الربيعين سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة بقنا ، من صعيد مصر الأعلى. انتهى.

ووجدت بخط الكمال جعفر الأدفوى ، فى حاشية «التكملة» ، وفاته فى التاسع من صفر بغير خلاف ذكره أصحابه ، وهو فى العمود الذى عند رأسه كذلك وقد ذكره الكمال الأدفوى فى «الطالع السعيد» ونسبه فيه كما ذكرناه.

وذكر أنه أقام بمكة سبع سنين ، وقد ذكر ذلك شيخنا العلامة أبو حفص عمر بن النحوى فى «طبقات الصوفية» ، قال : ثم قنا ، وأقام بها حتى مات ، بعد أن تزوج بها وولد له بها أولاد ، وقال : الترغى المولد ، السبتى المحتد ، ونزع من أعمال سبتة.

١٨٠٥ ـ عبد الرحيم بن أحمد بن طالع بن بركات المكى ، أبو محمد :

سمع أبا الحسن بن البنا. وحدث. توفى فى جمادى الآخرة سنة خمسين وستمائة بدمشق ، ذكره الشريف أبو القاسم الحسينى فى وفياته.

١٨٠٦ ـ عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الخالق بن أحمد اليوسفى :

أخو عبد الحق. روى عن ابن بيان وجماعة. سمع منه ابن أبى الصيف بمكة.

__________________

١٨٠٤ ـ انظر ترجمته فى : (خطط مبارك ١٤ / ١٢٢ ، الأعلام ٣ / ٣٤٣).

٦٧

وذكر الذهبى : أنه توفى بها سنة أربع وسبعين وخمسمائة ، وله سبعون سنة. قال : وكان خياطا دينا.

١٨٠٧ ـ عبد الرحيم بن الحسن بن محمد بن علىّ بن الحسين بن علىّ الشيبانى الطبرى ، القاضى مجد الدين :

توفى يوم الخميس سابع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وخمسمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

نقلت وفاته من حجر قبره. ومنه كتبت لقبه ، وترجم فيه : بالقاضى ، وبالشاب. وقد تقدم ذكر جده القاضى أبى المظفر محمد بن علىّ بن الحسن الشيبانى فى محله.

١٨٠٨ ـ عبد الرحيم بن علىّ بن الحسن بن المفرج بن الحسين بن أحمد بن المفرج بن أحمد اللخمى العسقلانى المولد ، المصرى الدار ، المعروف بالقاضى الفاضل ، مجير الدين أبو علىّ بن القاضى الأشرف بهاء الدين أبى المجد بن القاضى السعيد أبى محمد :

وزير السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ، وصاحب ديوان إنشائه. ذكرناه فى هذا الكتاب ؛ لأن له مآثر بمكة ، وهى الرباط ، المعروف برباط أبى رقيبة عند مدرسة الأرسوفى ، بأسفل مكة ، قريبا من باب العمرة ، وقفه هو وشريكه فيه ، العفيف عبد الله بن محمد بن عبد الله المعروف بالأرسوفى ، وهو الذى وقفه عن القاضى الفاضل وشريكه فيه. كما فى الحجر الذى على باب الرباط المذكور.

وفى الحجر : أنه وقفه على الفقراء والمساكين العرب والعجم ، الرجال دون النساء ، القادمين إلى مكة والمجاورين بها ، على أن لا يزيد الساكن فى السكنى فيه على ثلاث سنين ، إلا أن تقطع أقدامه ، وسكناه فى السفر إلى مسافة تقصر فيها الصلاة.

نقلت هذا من حجر الرباط المذكور ، وتاريخه سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.

وقد ذكر ابن خلكان شيئا من خبره ، فقال ـ بعد أن نسبه كما ذكرنا ـ : وزر

__________________

١٨٠٨ ـ انظر ترجمته فى : (الخريدة ١ / ٣٥ ، ابن الجوزى ٢٠٢ ، معجم البلدان ١ / ٧٨٨ ، ابن نقطة إكمال الإكمال ٦١ ، التاريخ المظفرى ٢٢٨ ، سبط ابن الجوزى ٨ / ٤٧٢ ، الذيل ١٧ ، التكملة ترجمة ٥٢٦ ، الجامع ٩ / ٢٨ ، الوفيات ٣ / ١٥٨ ، فى طبقات السبكى ٧ / ١٦٦ ، البداية والنهاية ١٣ / ٢٤ ، العقد ١٦٢ ، العسجد ١٦٢ ، السلوك ١ / ١٥٣ ، طبقات النحاة ١٨٥ ، عقد الجمان ١٧ / ٢٤٧ ، ابن الفرات ٨ / ٧٤ ، سير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٣٨).

٦٨

للسلطان الملك الناصر صلاح الدين رحمه‌الله ، وتمكن منه غاية التمكن ، وبرز فى صناعة الإنشاء ، وفاق المتقدمين ، وله فيه الغرائب مع الإكثار.

أخبرنى أحد الفضلاء الثقات ، المطلعين على حقيقه أمره ، أن مسودات رسائله فى المجلدات ، والتعليقات فى الأوراق ، إذا جمعت ، ما تقصر عن مائة مجلد ، وهو مجيد فى أكثرها.

قال العماد الكاتب الأصبهانى فى كتاب الخريدة فى حقه : رب القلم والبيان واللسن واللسان ، والقريحة الوقادة ، والبصيرة النقادة ، والبديهة المعجزة ، والبديعة المطرزة ، والفضل الذى ما سمع فى الأوائل بمن لو عاش فى زمانه لتغلق بغباره ، أو جرى فى مضماره. فهو كالشريعة المحمدية التى نسخت الشرائع ورسخت بها الصنائع ، يخترع الأفكار ، ويفترع الأبكار ، ويطلع الأنوار ، ويبدع الأزهار ، وهو ضابط الملك بآرائه ، ورابط السلك بآلائه ، إن شاء أنشأ فى يوم واحد ، بل فى ساعة واحدة ، ما لو دون ، لكان لأهل الصناعة خير بضاعة ، أين قس عند فصاحته ، وأين قيس فى مقام حصافته ، ومن حاتم وعمرو فى سماحته وحماسته؟.

وأطال القول فى تقريظه. ونذكر له رسالة لطيفة كتبها على يد خطيب عيذاب إلى صلاح الدين ، يتشفع له فى توليته خطابة الكرك ، وهى : أدام الله سلطان الملك الناصر وثبته ، وتقبل عمله بقبول صالح وأثبته ، وأخذ عدوه قائلا أو بيته ، وأرغم أنفه بسيفه وكبته ، خدمة المملوك هذه ، واردة على يد خطيب عيذاب ، ولما نبا به المنزل عنها ، وقل عليه الموفق فيها ، وسمع بهذه الفتوحات التى طبق الأرض ذكرها. ووجب على أهلها شكرها هاجر من هجير عيذاب ، وملحها ، ساريا فى ليلة أمل كلها نهار ، ولا يسأل عن صبحها ، وقد رغب فى خطابة الكرك ، وهو خطيب ، وتوسل بالمملوك فى هذا الملتمس وهو قريب ، ونزع من مصر إلى الشام ، ومن عيذاب إلى الكرك ، وهذا عجيب. والفقر سائق عنيف ، والمذكور عائل ضعيف ، ولطف الله بالخلق بوجود مولانا لطيف ، والسلام.

وله من جملة رسالة فى صفة قلعة شاهقة ، ولقد أبدع فيها. ويقال إنها قلعة كوكب : وهذه القلعة عقاب فى عقاب ، ونجم فى سحاب ، وهامة لها الغمامة عمامة ، وأنملة إذا خضبها الأصيل كان لها الهلال قلامة. وملحه ونوادره كثيرة.

وقوله : كان الهلال لها قلامة ، أخذه من قول عبد الله بن المعتز من جملة أبياته فى

٦٩

نرجمته وهو (١) [من البسيط] :

ولاح ضوء هلال كاد يفضحنا

مثل القلامة قد قدت من الظفر

وابن المعتز أخذ من قول عمرو بن قميئة ، هو (٢) [من المتقارب] :

كأن ابن مزنتها جانحا

فسيط لدى الأفق من خنصر

والقسيط : بفتح الفاء وكسر السين المهملة. قلامة الظفر.

ومن كلامه فى أثناء رسالة وقد كبر : والمملوك قد وهت ركبتاه ، وضعف إليتاه وكتبت لام الألف عند قيامه رجلاه ، ولم يبق من نظره إلا شفافة ، ومن حديثه إلا خرافة.

وله فى النظم أشياء حسنة ، منها ما أنشده عند وصوله إلى الفرات ، فى خدمة السلطان صلاح الدين رحمه‌الله تعالى ، ومتشوقا إلى نيل مصر (٣) [من الكامل] :

بالله قل للنيل عنى إننى

لم أشف من ماء الفرات غليلا

وسل الفؤاد فإنه لى شاهد

إن كان جفنى بالدموع بخيلا

يا قلب كم خلقت ثم بثينة

وأعيذ صبرك أن يكون جميلا

وكان كثيرا ما ينشد لابن مكنسة ، وهو أبو طاهر إسماعيل بن محمد بن الحسين القرشى الإسكندرى [من الكامل] :

وإذا السعادة أحرستك عيونها

نم فالمخاوف كلهن أمان

واصطد بها العنقاء فهى حبالة (٤)

واقتد بها الجوزاء فهى عنان

ومن المنسوب إلى القاضى الفاضل قوله [من الكامل] :

غيث أقلب فيه طرف ترقبى (٥)

فعسى يكون وراءه الإعتاب

ومن شعره أيضا قوله (٦) [من السريع] :

__________________

(١) انظر فى : (ابن خلكان ٣ / ١٦٠).

(٢) انظر فى : (ابن خلكان ٣ / ١٦٠).

(٣) انظر فى : (ابن خلكان ٣ / ١٦٠).

(٤) فى وفيات الأعيان ٣ / ١٦١ :

واصطد بها العنقاء فهى حبائل

(٥) فى وفيات الأعيان ٣ / ١٦٠ :

عتب أقلب فيه طرف ترقبى

(٦) انظر : وفيات الأعيان ٣ / ١٦٠.

٧٠

بتنا على حال يسر الهوى

وربما لا يمكن الشرح

بوّابنا الليل وقلنا له

إن غبت عنا دخل الصبح

قلت : وقد نظمت هذا المعنى فى دو بيت ، وهو (٧) :

ما أطيب ليلة مضت بالسفح

والوصف لها يقصر عنه شرح

إذا قلت لها بوابنا أنت متى

ما غبت نخاف من دخول الصبح

وكان الملك العزيز بن صلاح الدين ، يميل إلى القاضى الفاضل فى حياة أبيه ، فأتفق أن العزيز هوى قينة شغلته عن مصالحه ، وبلغ ذلك والده ، فأمره بتركها ، ومنعه من صحبتها ، فشق ذلك عليه وضاق صدره ، ولم يجسر أن يجتمع بها.

فلما طال ذلك بينهما ، سيرت له مع بعض الخدم كرة عنبر ، فكسرها فوجد فى وسطها زر ذهب ، ففكر فيه ، فلم يعرف معناه. واتفق حضور الفاضل إليه ، فعرفه الصورة ، فعمل القاضى الفاضل فى ذلك بيتين ، وأرسلهما إليه ، وهما (٨) [من السريع] :

أهدت لك العنبر فى وسطه

زر من التبر دقيق اللحام

والدر فى العنبر معناهما

زر هكذا مستترا فى الظلام

فعلم الملك العزيز أنها أرادت زيارته فى الليل. وشعره كثير.

وكانت ولادته فى يوم الاثنين خامس عشر جمادى الآخر سنة تسع وعشرين بمدينة عسقلان ، وتولى أبوه القضاء بمدينة بيسان ، فلهذا نسبوه إليها. وفى ترجمة الموفق يوسف ابن الخلال فى حرف الياء ، صورة مبدأ أمره وقدومه الديار المصرية ، واشتغاله عليه بصناعة الإنشاء ، فلا حاجة إلى ذكره هنا ، ثم إنه تعلق بالخدم فى كفر الإسكندرية ، وأقام بها مدة.

ثم قال ابن خلكان : وبعد وفاة صلاح الدين ، استمر على ما كان عليه عند ولده الملك العزيز ، فى المكانة والرفعة ونفاذ الأمر. ولما توفى العزيز ، وقام ولده الملك المنصور بالملك ، بتدبير عمه الأفضل نور الدين ، كان أيضا على حاله ، ولم يزل كذلك إلى أن وصل الملك العادل وأخذ الديار المصرية.

وعند دخوله القاهرة ، توفى القاضى ، وذلك فى ليلة الأربعاء سابع شهر ربيع الآخر

__________________

(٧) انظر : وفيات الأعيان ٣ / ١٦٠.

(٨) انظر : وفيات الأعيان ٣ / ١٦٠.

٧١

سنة ست وتسعين وخمسمائة بالقاهرة فجأة ، ودفن فى تربته من الغد ، بسفح المقطم فى القرافة الصغرى ، وزرت قبره مرارا ، وقرأت تاريخ وفاته على الرخام المحوط حول القبر ، كما هو هاهنا رحمه‌الله تعالى ، وكان من محاسن الدهر ، وهيهات أن يخلف الزمان مثله ، وبنى بالقاهرة مدرسة بدرب ملوخية.

ورأيت بخطه ، أنه استفتح التدريس بها يوم السبت مستهل المحرم من سنة ثمانين وخمسمائة ؛ وأما لقبه : فإن أهله كانوا يقولون : إنه كان يلقب بمحيى الدين.

ورأيت مكاتبة الشيخ شرف الدين عبد الله بن أبى عصرون ، المقدم ذكره ، وهو يخاطبه بمجيد الدين ، والله أعلم بالصواب.

* * *

من اسمه عبد السلام

١٨٠٩ ـ عبد السلام بن سلمة المكى :

روى عنه قريبه : محمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى. قال على بن الحسين بن الجنيد : هو شيخ مكى من أهل الصدق.

١٨١٠ ـ عبد السلام بن عبد الله بن على بن محمد بن عبد السلام بن أبى المعالى الكازرونى المكى ، عز الدين :

المؤذن بالحرم الشريف ، كان يؤذن بمئذنة باب العمرة ، وكان عمه أبو المعالى قد تركها له ، وزوجه بابنته ، وأعقب منها ابنه أحمد وابنة أخرى ، وكان جهورى الصوت ، حتى قيل إن صوته سمع من البئر المعروفة بصلاصل قرب منى.

وتوفى فى شوال سنة ثلاث وسبعين وستمائة بالقاهرة ، ودفن بمقابر الصوفية ، سامحه الله. ومولده سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة.

١٨١١ ـ عبد السلام بن محمد بن روزبة بن محمود بن إبراهيم بن أحمد الكازرونى المدنى ، يلقب بالعر (١) :

كان فاضلا فى فنون ، ودرس بالحرم النبوى ، وقرأ الحديث على قاضى المدينة بدر الدين بن الخشاب وغيره. وكان يكتب خطا حسنا ، ومما كتب به : «شرح منهاج

__________________

١٨١١ ـ (١) هكذا فى الأصل بلا نقط.

٧٢

النووى» للشيخ تقى الدين السبكى. وكان يكتب الشفاعات والمحاضر التى يرسل بها إلى البلدان بسبب الحكام وغيرهم. وكان يكتب المحاضر فى أسطر قليلة وافية بالمقصود ، ويعيب الإكثار فيها على عشرة أسطر أو سبعة ـ الشك منى ـ واتفق له أمرا أوجب إقامته بمكة ، فمكث بها قليلا.

توفى فى التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

١٨١٢ ـ عبد السلام بن محمد بن مزروع بن أحمد بن عزاز عفيف الدين أبو محمد المضرى ـ بضاد معجمة ـ البصرى المدنى المكى :

نزيل المدينة النبوية ومحدثها ، سمع من أبى القاسم يحيى بن قميرة مشيخته لابن شاذان الكبرى ، وسمع بالمدينة من شيخ الحرم بدر الشهابى. وحدث.

سمع منه الأعيان ، وأثنوا عليه ، وكان عارفا بهذا الشأن وغيره من أنواع العلوم ، وله نظم وديانة وعبادة. حج أربعين حجة متوالية ، أظن أن كلها أو أكثرها من المدينة النبوية ؛ لأنه كان استوطنها ، وصار له بها ذرية ، أدركت منهم حفيدته رقية بنت يحيى ابن عبد السلام المذكور ، وقرأت عليها. وإنما ذكرته فى هذا التأليف ، لأن الإمام تقى الدين محمد بن رافع السلامى ، ذكره فى الجزء المشتمل على الأصول المخرجة من أصول سماع جماعة من أهل مكة ، رواية شيخنا جمال الدين الأميوطى ، عن أبى المحاسن يوسف ابن محمد الكردى سماعا ، بقراءة ابن رافع عنهم. فمقتضى ذلك ، أن يكون الشيخ عفيف الدين المذكور ابن مزروع المذكور مكيا ، باعتبار سكناه مكة.

وذكره ابن رافع أيضا فى ذيله على تاريخ بغداد. وذكر أنه توفى فى الثالث والعشرين من صفر سنة تسع وتسعين وستمائة بالمدينة ودفن بالبقيع.

ومن الفوائد المنقولة عنه : أن ثورا المذكور فى حد حرم المدينة النبوية ، جبل صغير حذاء أحد. ونقل ذلك عن طوائف من العرب العارفين بتلك الأماكن. نقل ذلك عنه الجمال المطرى فى تاريخ المدينة ، وقد أنكر بعض الناس أن يكون ثور بالمدينة ، فلا وجه لإنكاره وللعفيف عبد السلام بن مزروع شعر ، رأيت منه أبياتا فى وريقات ، وكانت فى ملكى ، ثم خفى علىّ موضعها من أجزائى.

٧٣

١٨١٣ ـ عبد السلام بن محمد بن أبى موسى المخزومى أبو القاسم الصوفى :

شيخ الحرم. لقى من الصوفية أبا بكر الكنانى ، وأبا على الروذبارى وحدث عن أبى بكر بن داود ، وأبى عروبة الحرانى ، وابن جوصا ، وغيرهم.

روى عنه أبو نعيم الحافظ. وجاور بمكة سنين حتى مات بها سنة أربع وستين وثلاثمائة ، وكان ممن جمع علم الشريعة والحقيقة ، والفتوة وحسن الأخلاق.

ذكره بمعنى هذا ، الخطيب البغدادى فى تاريخه ، وقال : حدثنا عنه أبو نعيم الأصبهانى. وكان ثقة.

١٨١٤ ـ عبد السلام بن أبى المعالى بن أبى الخير بن ذاكر بن أحمد بن الحسن ابن شهريار الكازرونى ، أبو محمد المكى :

مؤذن الحرم الشريف ، سمع من يوسف بن بندار السنبسى ، فى سنة ست وسبعين وخمسمائة ، وحدث عنه.

سمع منه الرشيد العطار ، وذكره فى مشيخته ، وقال بعد أن نسبه : كان من شيوخ الصوفية ، وهو مؤذن الحرم الشريف بمكة ، أقام بها مجاورا أكثر عمره ، ويقال إنه وقف بعرفة نحوا من خمسين وقفة أو أكثر ، سألته عن مولده ، فقال : لا أعلم إلا أن لى اليوم خمسا وسبعين سنة ؛ وكان سؤالى له فى ذى القعدة سنة ثلاث وعشرين وستمائة.

وبلغنى أنه توفى فى أواخر صفر سنة ثمان وعشرين وستمائة بمكة ، شرفها الله تعالى. كذلك أخبر ولده محمد ، والله أعلم. انتهى.

وهذا النسب نقلته من خط الحافظ أبى القاسم الحسينى فى ترجمة ولده محمد.

* * *

من اسمه عبد الصمد

١٨١٥ ـ عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقى ، الشيخ أمين الدين أبو اليمن ، المعروف بابن عساكر الشافعى :

نزيل مكة. سمع من جده ، زين الأمناء أبى البركات الحسن بن عساكر ، والموفق بن

__________________

١٨١٥ ـ انظر ترجمته فى : (فوات الوفيات ١ / ٢٥٧ ، شذرات ٥ / ٣٩٥ ، مخطوطات ١ / ٢٠٩ ، الأعلام ٤ / ١١).

٧٤

قدامة ، والمجد محمد بن الحسين القزوينى ، وأبى القاسم بن صصرى ، وأبى مجمد المنى ، وجماعة بدمشق والقاهرة والإسكندرية ، وخلق ببغداد.

وأجاز له المؤيد بن محمد الطوسى ، وأبو روح عبد المعز بن محمد الهروى ، وأبو محمد القاسم بن عبد الله الصفار ، وإسماعيل بن عثمان القارى ، وعبد الرحيم بن أبى سعد السمعانى ، وزينب بنت عبد الرحمن الشعرى ، فى آخرين ، وحدث بالكثير.

سمع منه الأعيان ، منهم : الرضى بن خليل المكى ، وأخوه العلم ، وعلاء الدين بن العطار. والقطب الحلبى ، والحمال المطرى ، وخالص البهائى ، ومن طريقهما روينا تأليفه المسمى «إتحاف الزائر وإطراف المقيم السائر» عنه ، وبدر الدين محمد بن أحمد بن خالد الفارقى. ومن طريقه روينا كتابه «تمثال نعل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم» وسمع منه أيضا تأليفه فى خبر حراء.

وله تآليف غير ذلك ، وشعر حسن ، وخط كيس. وأثنى عليه غير واحد من الأعيان.

منهم : [....](١) قال : وكان ثقة فاضلا عالما جيد المشاركة فى العلوم ، بديع النظم ، صاحب دين وعبادة وإخلاص ، وكل من يعرفه يثنى عليه ، ويصفه بالدين والزهد ، وجاور أربعين سنة. وكان شيخ الحجاز فى وقته.

ومولده يوم الاثنين تاسع ربيع الأول ، سنة أربع عشرة وستمائة. وتوفى فى جمادى الأولى ـ فى وسطه ، وقيل فى مستهله ـ سنة ست وثمانين وستمائة. انتهى.

ووجدت بخطى فيما نقلت من خط البرزالى ، فى التراجم التى نقلها من خط التاج عبد الباقى بن عبد الله اليمنى : أنه توفى فى يوم الثلاثاء ثانى جمادى الآخرة ، سنة ست وثمانين ، ودفن بالبقيع.

ووجدت بخطى أيضا ، فيما نقلته من ذيل تاريخ بغداد لابن رافع : أنه توفى مستهل جمادى الآخرة ، عند طلوع الشمس ، سنة ست وثمانين ، ودفن بعد الظهر من يومه بالبقيع ، خلف قبة العباس رضى الله عنه.

ووجدت بخطى أيضا ، فيما نقلته من خط المؤرخ شمس الدين الجزرى فى تاريخه أنه توفى فى ثانى رجب ، وهذا وهم ، والله أعلم بالصواب ، أنه توفى ثانى جمادى الأولى ، لأبى وجدت ذلك بخط العفيف المطرى ، وهو أقعد بمعرفته. والله أعلم.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٧٥

وذكره ابن رشيد فى رحلته ، وذكر شيئا من حاله ، فقال بعد أن ذكر نسبه ومولده : ورحل به أبوه إلى العراق سنة أربع وثلاثين ، فسمع بها مع أبيه تاج الدين من بغداد سنة خمس وثلاثين ، ورجع إلى الشاونال بها وبمصر الرتبة العليا ، والجاه العظيم عند السلطان. ولم يزل كذلك إلى عام سبعة وأربعين وستمائة ، حتى وصل الفرنسيس إلى الديار المصرية ، فى العام المعروف بعام دمياط ، عام هياط ودمياط ، فأقام بها فى المنصورة مع المحلة ، إلى أن أشتد أمر العدو فى تلك الأيام. فأتفق هو وأحد أصحابه على أن يهيأ أنفسهما لله تعالى ، ويجاهدا حتى يستشهدا ، فخرجا وقاتلا ، ففاز صاحبه بالشهادة ، وأخر هو لما أراد الله تعالى من أنواع السعادة ، فعاد إلى العسكر جريحا ، حسبما ذكر فى كتابه الذى صنفه فى غزوة دمياط ، وحين انقضى أمر العدو ، ورأى أن لا يرجع فى هيئته ، فتوجه إلى حرم الله تعالى واستوطنه. ولم يزل مستوطنا على كثرة ترغيب الملوك له ، ورغبتهم فى وفوده عليهم شاما ويمنا ، لم يخرج منه ، إلا لزيارة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، نفعه الله ونفع به ، وإلى ذلك أشار بقوله (٢) [من الوافر] :

إذا ما عنّ لى شجن

فمن حرم إلى حرم

انتهى.

وسيأتى منها أبيات كثيرة.

ومن شعر أبى اليمن بن عساكر ، ما أنشدناه المفتى أبو بكر بن الحسين بن عمر الشافعى ، سماعا بالحرم النبوى : أن البدر محمد بن أحمد بن خالد الفارقى ، أنشده ذلك إذنا إن لم يكن سماعا ، عن أبى اليمن بن عساكر [من الكامل] :

يا جيرتى بين الحجون إلى الصفا

شوقى إليكم مجمل ومفصل

أهوى دياركم ولى بربوعها

وجد يثبطنى وعهد أول

ويزيدنى فيها العذول صبابة

فيظل يغرينى إذا ما يعدل

ويقول لى لو قد تبدلت الهوى

فأقول قد عز الغداة تبدل

بالله قل لى كيف تحسن سلوتى

عنها وحسن تصبرى هل يجمل

يا أهل ودى بالمحصب دعوة

من نازح يلقاكم يتعلل

ومنه بالإسناد المذكور [من الوافر] :

عسى الأيام أن تدنى الديارا

بمن أهوى وقد شطوا مزارا

__________________

(٢) انظر : التحفة اللطيفة ١ / ١٧٧.

٧٦

ويصبح شمل أحبابى جميعا

وآخذ منهم بالقرب ثارا

وتمسى جيرة العلمين أهلى

ودارهم لنا يا سعد دارا

وبى الرشأ الذى ما صد إلا

ليبلى فى الهوى منى اصطبارا

كلفت به من الأعراب ما إن

أدار لثامه إلا عذرا

يروع الأسد فى فتكات لحظ

ويحكى ظبية الوادى نفارا

ومنه بالإسناد المذكور [من الرمل] :

يا نزولا بين سلع وقباء

جئتكم أسعى على شقة بين

ونعم والله إنى زائر

لمغانيكم على رأسى وعينى

إن من أمّ حماكم آملا

راح بالمأمول مملوء اليدين

فأشفقوا لى قد تشفعت بكم

لوصال واتصال دائمين

وبالإسناد المذكور إليه [من الرمل] :

قضى شجونا وما قضى لنا شجنا

وكم تمنى وهل يعطى المحب منا

صب برسم رسيم الدار يندبها

بعد الأحبة لما فارق السكنا

ويسأل الربع عنهم أية سلكوا

وليس نافعه أن يسأل الدمنا

يا دار ما فعل الأحباب أين ثووا

أأشاموا أم بيمنى قد نووا يمنا

يا طول وجدى بهم واوحشتى لهم

وفرط شوقى من عنك قد ظعنا

سقيا لعهدك دار الهوى فلقد

بوصلهم فيك بلغنا المنى زمنا

يا مبتدى الحى هل من عودة لهم

تدنى بها وطرا من نازح وطنا

هم الأحبة كم أبقوا لهم أثرا

آثار حسنى وكم قد أبرأوا حسنا

تا لله ما نقضوا عهدى ولا رفضوا

ودى ولا ابتغوا فى منّهم مننا

لا تبعدون بلى والله قد بعدوا

وشطت الدار والمثوى بهم وبنا

ومن شعره أيضا بهذا الإسناد فى قصيدة أولها [من الطويل] :

بملتقى الركنين قلبى لقاكم

كم لى ومن أهوى بها ملتقى

ومنها :

ولى على سفح الصفا جيرة

قلبى إليهم لم يزل شيقا

إخوان صدق أخلصوا ودهم

غصن التصافى بينهم قد أورقا

حلوا الصفا مغنى وحلوا بالصفا

معنى ونقوا فثووا بالنقا

٧٧

عهدى بهم مذ نفروا من منى

عسى يجمع جمع من فرقا

فسائل الأحياء عن حيهم

أأبحد أم أشام أم أعرقا

تعرفت من بعد تفريقنا

أرواحنا فاشتاقت الملتقى

أشتاقهم حبظا وقد أصبحوا

منا إلينا فى الهوى أشوقا

ومنها :

معاهد عهدى قديم بها

لا مصرهم أهوى ولا جلقا

فاصب بها لا لبرق اللوى

وبرقها شم ودع الأبرقا

ومنه أيضا بهذا الإسناد قصيدة ، أولها [من الوافر] :

أرقت لو مض مبتسم

أضاء لنا دجى الظلم

فبت به سليم هوى

لجيران بذى سلم

تجشم كل شاسعة

فحل حمى بنى جشم

فسل نارا على علم

بدت عن جيرة العلم

ومنها :

فما يمن لنا شجن

وبرق الشام لم أشم

بمكة لى قديم هوى

علقت به من القدم

فأمسى نحوها أبدا

على خبب وفى أمم

ومنها :

وطيبة طاب مربعها

فعنها قط لا ترم

إذا ما عن لى شجن

فمن حرم إلى حرم

أزور أحبة كرموا

كلفت على النوى بهم

وأسعى فى زيارتهم

برأسى لا على قدمى

ومنه بهذا الإسناد ، ما كتبه إلى [من الطويل] :

إذا كنت لم تطلع هلالا لشهرنا

فكن بدره البادى بعشر وأربع

أطلت ثواء فى خميلة روضة

وذاك لمثوى الغصن أنسب موضع

وخلفتنى بين الطلول مناشدا

لمن ليس يشكى إن شكوت ولا يعى

أروح بقلب للفراق مروع

وأغذو بدمع فى الديار موزع

وقد فاتنى رؤيا حماك بناظرى

فصفه لعلى أن أراه بمسمعى

٧٨

ومنه أيضا ، وكتبه أبو حيان بهذا الإسناد (٣) [من الكامل] :

يا سيدى إن كان منك زيارة

فاجعل مزارك بالأصائل والبكر

أخشى عليك الكاشحين من السرى

رياك نمام ووجهك كالقمر

ومنه أيضا بالإسناد المذكور ، وكتبه أبو حيان [من الطويل] :

وجاءت إلينا منك يوما رسالة

على فترة قرآنها الذكر محكم

تحدثت فيها بالبلاغة معجزا

لمن رامها فاللفظ در منظم

كتيبة فضل أم كتابة فاضل

أولو الفضل منها للفواضل ألهموا

أخط يراع أم قنا الخط أشرعت

يراع لها قلب الكمى المصمم

أسحر حلال أم هى الخمر حللت

لشاربها لا لغو فيها يؤثم

أروضة حسن ثم مذ نمنم الندى

خمائلها عند النسيم المهيتم

ومن شعره ، ما روينا بالإسناد السابق ، وكتبه عنه الرضى بن خليل [من البسيط] :

أفدى الذى طال عمرى فى محبته

لكن بهجرانه قد ضاع أكثره

وما صفا لى وقت فى تألفه

إلا وحاول منى ما يكدره

ظنى إذا عنّ لى يوما بلفتته

عطفا علىّ فواشيه ينفره

إذا بدا فهو بدر الأفق ينظره

أو انثنى فهو غصن البان يهصره

كم كنت أصرف طرفى عن محاسنه

عمدا وأنهى فؤادى ثم أزجره

يا قلب جانب هوى من عز جانبه

فالموت أسهل ما فيه وأيسره

والقلب يصبو ولا يصغى لمعتبة

فيه وكنت لعمر الحب أعذره

حتى تعرض لى يوما فعارضنى

وجد به ساق لى ما كنت أحذره

فأصبح القلب رهنا فى حبائله

يا موردا للهوى قد عز مصدره

ومن شعره أيضا ، ما أنشدناه : أبو الخير أحمد بن الحافظ صلاح الدين العلائى ، إذنا مشافهة. أن الأستاذ أبا حبان محمد بن يوسف الجيانى ، أنشده إجازة. قال : أنشدنى شيخنا أمين الدين أبو اليمن بن عساكر ، وقد بعث إليه بعض أصحابه فتى اسمه محمد ، يستدعى منه الختمة فوجهها ، وكتب معه :

مولاى إن محمدا وافى إلى

علياك بالذكر الحكيم رسولا

علقت به روح الأمين صبابة

فعلية نزل حبه تنزيلا

__________________

(٣) انظر : (التحفة ٢ / ١٧٨).

٧٩

١٨١٦ ـ عبد الصمد بن على بن عبد الله بن عباس العباسى :

أمير مكة. قال ابن جرير فى أخبار سنة سبع وأربعين ومائة : حج بالناس فى هذه السنة المنصور. وكان عامله على مكة والطائف ، عمه عبد الصمد بن على ، وقال فى أخبار سنة ثمان وأربعين : وكانت ولاة الأمصار فى هذه السنة ، الولاة الذين كانوا فى السنة التى قبلها. فدل على أن عبد الصمد كان على ولاية مكة.

وذكر أن فى سنة تسع وأربعين حج بالناس محمد بن إبراهيم الإمام ، وقد ولى مكة والطائف.

وذكر أن عبد الصمد حج بالناس فى سنة خمسين.

وذكر ابن عساكر : أنه ولى المدينة ، ثم ولى البصرة للمنصور ، ثم وليها للرشيد ، وقال : قال أحمد بن كامل القاضى : كان فى عبد الصمد بن على ، عشر خصال لم تجتمع فى غيره : كان فى القعدد يناسب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، ووقف بالناس يزيد ابن معاوية ، ووقف بعده عبد الصمد وهو مثله ، وبينهما مائة ، وكانت أسنانه قطعة واحدة قبل أن يثغر ، وكان عم المنصور ، وعم الهادى والرشيدى ، وكان قدمه ذراعا بلا سواد ، وليس فى الأرض عباسية إلا وهو محرم لها ، وهو أعرق الناس فى العمى ، هو أعمى ابن أعمى ابن أعمى ابن أعمى ابن أعمى. وكان طرح ببيت فيه ريش ، فطارت ريشة فسقطت فى عينيه.

وقال الزبير بن بكار : حدثنى محمد بن الحسن قال : حج بالناس يزيد بن معاوية سنة خمسين ، وحج بالناس عبد الصمد بن على سنة إحدى وسبعين ومائة ، وكان بين حجتيهما مائة سنة وإحدى وعشرون سنة ، وهما فى القعدد بعبد مناف سواء ، فى آباء قليلة العدد.

وقال الزبير أيضا : وعبد الصمد بن على ، وإسماعيل بن محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة ، وعبيد الله بن عروة بن الزبير ، ورثوا آخر من بقى من بنى عبد بن قصى بالقعدد.

وقال الزبير أيضا : ولعبد الصمد يقول داود بن سلم يمدحه ، إذ كان عبد الصمد واليا على المدينة [من الخفيف] :

__________________

١٨١٦ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ خليفة ٤٥٧ ، المعارف ٣٧٤ ، الضعفاء للعقيلى ٢٥٩ ، الجرح والتعديل ٦ / ٥٠ ، تاريخ بغداد ١١ / ٣٧ ، وفيات الأعيان ٣ / ١٩٥ ، العبر ١ / ٢٩٠ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٦٢٠ ، دول الإسلام ١ / ١١٨ ، نكت الهميان ١٩٣ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ١٢٩).

٨٠