العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٥

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٥

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٩٤

المعروف بالأسود ـ وهو المستنصر بالله أبو القاسم أحمد بن الظاهر محمد بن الناصر العباسى ، لما بويع بالخلافة بمصر فى سنة تسع وخمسين وستمائة بعد مقتل ابن أخيه المستعصم عبد الله بن المستنصر منصور بن الظاهر العباسى ـ النظر فى مصالح المسجد الحرام ، وأمر الأوقاف والربط بمكة ، وإظهار شعار خلافته بمكة وغيرها ، وغير ذلك ، كما سيأتى ذلك أبين من هذا ، لأنا وجدنا توقيعا عن الخليفة المستنصر المذكور ، فيه ما نصه : «وبعد ، فإنه لما أراد الله تعالى إلينا أمر المسلمين ، وأقامنا أئمة للخلق أجمعين ، وجعلنا خلفاء بلاده ، ونوابه فى عباده ، ألهمنا الله العدل المزلف لديه ، ووقفنا للعمل المقرب إليه بفضله وكرمه ، ولما وصل الشيخان الأجلان الأمينان الصدران الكبيران العدلان المرتضيان ، وليا دولتنا ومجيبا بيعتنا : وجيه الدين عبد الرحمن بن عبد المعطى ، وابن أخيه شرف الدين عبد المعطى بن أحمد بن عبد المعطى الأنصاريان إلينا ، وحضرا إلينا ، أرانا الله الصواب ، أن نقلد أمر الحرم الشريف بمكة شرفها الله تعالى إليهما ، ونعتمد عليهما فى الاهتمام بمصالحه والقيام بعمارته ، وكذلك أمر الربط والمدارس والأوقاف بمكة شرفها الله تعالى ، وحضورهما للخطبة لنا ، والسكة باسمنا ، والسبيل والمحمل ، وصعود الأعلام العباسية المنصورة إلى جبل عرفات ، قبل أعلام زعماء البلاد من جميع الجهات ، وأذنا لهما أن يستنيبا من شاءا ، وأن يكاتبا زعماء الحجاز واليمن وسائر البلاد بالطاعة لله ورسوله ، ولأمير المؤمنين ، أعز الله أنصاره ، بإجابة بيعته وطاعة دعوته ، وأخذ البيعة له ، وعلى من يليه من الرعايا ، وإقامة الخطبة ، وضرب السكة باسمه. والحمد لله وحده. انتهى.

١٧٥٦ ـ عبد الرحمن بن عبد المعطى :

العطار بمكة. توفى فى آخر شعبان سنة خمس وسبعين وستمائة ، ببلاد ثقيف من وادى الطائف.

كتبت هذه الترجمة ، من تعاليق الميورقى ، ولعله الأول. والله أعلم.

١٧٥٧ ـ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن عبد الله بن أسعد اليافعى ، زين الدين ، أبو النجيب ، بن الشيخ تاج الدين ، بن الشيخ عفيف الدين المكى :

ولد فى سنة ثمانمائة ، أو فى أول التى قبلها ، أو فى أول التى بعدها ، وحفظ القرآن العظيم ، «والمنهاج» فى الفقه وغيره.

٤١

وعنى بالأدب والشعر ، ونظر فى دواوينه ، ففهم وحفظ أشياء حسنة ، ونظم الشعر ونثر ، وفيه كياسة ومروءة ، وحسن معاشرة مذاكرة ، وتردد إلى اليمن والشحر طلبا للرزق ، ودخل مصر.

وتوفى فى سحر يوم الأربعاء الحادى عشر من جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة ، وصلى عليه بالمسجد الحرام عند باب الكعبة المعظمة ، ودفن فى صحوة اليوم المذكور بالمعلاة ، فى قبر جده الشيخ عبد الله اليافعى. وهو سبط الأديب شمس الدين الأستجى السابق ذكره. ومن شعره [....](١) :

١٧٥٨ ـ عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبى العيص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى الأموى :

ذكره أبو موسى المدينى فى الصحابة. وذكر الزبير بن بكار شيئا من خبره ، فقال : وحدثنى عمى مصعب بن عبد الله ، ومحمد بن الضحاك الحزامى ، عن أبيه : أن عبد الرحمن بن عتاب ، ارتجز يوم الجمل :

أنا ابن عتاب وسيفى ولول (١)

والموت عند الجمل المجلل

وقال الزبير : حدثنى محمد بن الضحاك الحزامى ، عن أبيه ، قال : كان عبد الرحمن بن عتاب يقاتل يوم الجمل ويقول :

أنا الذى نصرت أمى

وقبل ما نصرت عمى

وقال الزبير : حدثنى محمد بن الضحاك عن أبيه ، قال : لما التقى أهل الجمل ، صاح صائح علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه : يا معشر فتيان قريش ؛ أما إن غلبتم على أمركم ، فاحذروا شيئين اثنين : جندب بن زهير الغامدى ، وعلامته أنه يشمر درعه ، والأشتر النخعى ، وعلامته أنه يسبل درعه حتى يعفو أثره. فطلع جندب بن زهير ، فبرز له عبد الله بن الزبير ، فصد عنه جندب ، ثم برز الأشتر ، فنزل له عبد الرحمن بن عتاب ، فاختلفا ضربتين ، فقتله الأشتر.

وقال الزبير : وقال عمى مصعب بن عبد الله : زعموا أن جندب بن زهير الغامدى قال : لقينى ابن الزبير ، وعليه وجه من حديد ، فطعنته فى وجهه ، فزل سنانى عنه وجاوزته إلى عبد الرحمن بن عتاب ، وهو يرتجز ، فقتلته.

__________________

١٧٥٧ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٧٥٨ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٥ / ٤٣).

(١) انظر : اللسان ١٤ / ٢٦٣ ، ٢٦٤.

٤٢

وقال الزبير : حدثنى محمد بن الضحاك عن أبيه ، قال : مر أبو كباثة السلمى يوم الجمل بعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ، فى يد أعلاج يدفنونه ، فبكى. وقال : يرحمك الله ابن عتاب ، لكن بمكة باك وباكية ، ثم قال :

كأن عتيقا من مهادة تغلب

بأيدى الرجال الدافنين ابن عتاب

فما زودوه زاد من كان مثله

سوى أحجر سود وأدراس أثواب

وقال الزبير : حدثنى عمى مصعب بن عبد الله ، ومحمد بن محمد بن أبى قدامة العمرى ، ومحمد بن الضحاك الحزامى ، عن أبيه : أن علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه ، وقف عليه ، وعليه جبة أفواف ، وهو قتيل ، والقرشيون يتضرعون حوله ، فقال : «هذا يعسوب قريش! جدعت أنفى ، وشفيت نفسى».

وقال الزبير : حدثنى مصعب بن عبد الله ، ومحمد بن الضحاك عن أبيه ، قال : قطعت يد عبد الرحمن بن عتاب يوم الجمل ، فاختطفها نسر وفيها خاتمه ، فطرحها ذلك اليوم باليمامة ، فعرفت يده بخاتمه ، ابتدروها فوجدوا الخاتم ، فإذا فيه : عبد الرحمن بن عتاب ، فعلموا أن قد التقوا القوم. انتهى.

وقد اختلف فى الموضع الذى ألقى فيه الطائر يد عبد الرحمن بن عتاب ، فقيل : ألقاها بمكة ، قاله صاحب المهذب ، وقيل : بالمدينة حكاه أبو موسى المدينى وغيره ، وقيل:باليمامة. قاله ابن قتيبة ، ويشهد له ما ذكره الزبير.

وذكر ابن قتيبة : أن الطائر الذى احتملها عقاب. وذكر النووى ، أنهم صلوا على يده ودفنوها.

قال ابن قتيبة : كان يقال لعبد الرحمن : يعسوب قريش ، سموه بيعسوب النحل ، وهو أميرها. انتهى.

وأمه وأم أخيه عتاب بن عتاب : جويرية بنت أبى جهل بن هشام بن المغيرة ، على ما ذكر الزبير بن بكار.

١٧٥٩ ـ عبد الرحمن بن عثمان بن الصفى أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبى بكر الطبرى المكى ، يلقب بالوجيه :

ولد سنة اثنتى عشرة وسبعمائة بمكة ، سمع من جده لأمه الرضى الطبرى : صحيح البخارى ، وصحيح مسلم ـ وتعب فيه كثيرا ـ وجامع الترمذى ، والملخص للقابسى ،

٤٣

وغير ذلك ، وعلى فاطمة بنت القطب القسطلانى [....](١) وحدث. سمع منه شيخنا عبد الله بن الطبرى بقراءته : الملخص ، وغيره من شوخنا.

وتوفى سنة اثنتين وستين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

١٧٦٠ ـ عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو القرشى التيمى المدنى :

أسلم يوم الحديبية ، وقيل يوم الفتح. وروى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث ، وعن عمه طلحة ابن عبيد الله التيمى ، وعثمان بن عفان. روى عنه : ولداه عثمان ، ومعاذ ، وسعيد بن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وغيرهم. روى له مسلم (١) ، وأبو داود (٢) ،

__________________

١٧٥٩ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٧٦٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤٤٤ ، الإصابة ترجمة ٥١٧٥ ، أسد الغابة ترجمة ٣٣٥٥ ، الثقات ٣ / ٢٥٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٥٢ ، الطبقات ١٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٩٠ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٤٧ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٢٧ ، التاريخ الصغير ١ / ١٥٥ ، ١٦٩ ، الطبقات الكبرى ٩ / ١١١ ، تهذيب الكمال ٢ / ٨٠٤ ، الرياض المستطابة ٢٣٣ ، الكاشف ٢ / ١٧٦ ، تاريخ من دفن بالعراق ٢٩٧).

(١) حديثان : الأول فى صحيحه ، كتاب الحج ، حديث رقم (٢٠٦٧) من طريق : زهير بن حرب حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج أخبرنى محمد بن المنكدر عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمى عن أبيه قال : كنا مع طلحة بن عبيد الله ونحن حرم فأهدى له طير وطلحة راقد فمنا من أكل ومنا من تورع ، فلما استيقظ طلحة وفق من أكله وقال : أكلناه مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

الثانى : فى كتاب اللقطة ، حديث رقم (٣٢٥٢) من طريق : أبو الطاهر ويونس بن عبد الأعلى قالا : أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرنى عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الرحمن بن عثمان التيمى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن لقطة الحاج.

(٢) ثلاثة أحاديث : الأول ، فى سننه ، كتاب اللقطة ، حديث رقم (١٤٦١) من طريق : يزيد بن خالد بن موهب وأحمد بن صالح قالا : حدثنا ابن وهب أخبرنى عمرو عن بكير عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الرحمن بن عثمان التيمى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن لقطة الحاج. قال أحمد : قال ابن وهب : يعنى فى لقطة الحاج يتركها حتى يجدها صاحبها. قال ابن موهب : عن عمرو.

الثانى : كتاب الطب ، حديث رقم (٣٣٧٣) من طريق : محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن ابن أبى ذئب عن سعيد بن خالد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن عثمان أن ـ

٤٤

والنسائى (٣). وكان يقال له : شارب الذهب.

قال الزبير بن بكار : قتل مع ابن الزبير ، ودفن بالحزورة. فلما زيد فى المسجد ، دخل قبره فى المسجد الحرام.

قلت : قتل ابن الزبير فى جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين ، على الخلاف فى ذلك. وذكر وفاته مع ابن الزبير صاحب الاستيعاب.

ونقلها الذهبى فى التجريد عن الحافظ الدمياطى. وهو عجيب منه لإبعاده فى النجعة. والله أعلم.

١٧٦١ ـ عبد الرحمن بن عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحى :

ذكره الكاشغرى ، وقال : ولا كلام أنه كان فى حياة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم موجودا. وذكره الذهبى. وقال : لم يذكره الأربعة.

١٧٦٢ ـ عبد الرحمن بن أبى عقيل بن مسعود الثقفى :

ذكره أبو عمر بن عبد البر ، وقال : لعبد الرحمن هذا صحبة ورواية.

__________________

ـ طبيبا سأل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ضفدع يجعلها فى دواء فنهاه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قتلها.

الثالث : كتاب الأدب ، حديث رقم (٤٥٨٥) من طريق : محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن ابن أبى ذئب عن سعيد بن خالد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن عثمان أن طبيبا سأل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ضفدع يجعلها فى دواء فنهاه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قتلها.

(٣) حديثان : فى السنن الصغرى ، الأول فى كتاب المناسك ، حديث رقم (٢٧٦٧) من طريق : عمرو بن على قال : حدثنا يحيى بن سعيد قال : حدثنا ابن جريج قال : حدثنى محمد ابن المنكدر عن معاذ بن عبد الرحمن التيمى عن أبيه قال : كنا مع طلحة بن عبيد الله ونحن محرمون فأهدى له طير وهو راقد فأكل بعضنا وتورع بعضنا فاستيقظ طلحة فوفق من أكله وقال أكلناه مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

الثانى : فى كتاب الصيد والذبائح ، حديث رقم (٤٢٨٠) من طريق : قتيبة قال حدثنا ابن أبى فديك عن ابن أبى ذئب عن سعيد بن خالد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن عثمان أن طبيبا ذكر ضفدعا فى دواء عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قتله.

١٧٦١ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٤ / ٣٣٣).

١٧٦٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤٤٨ ، الإصابة ترجمة ٥١٨٤ ، أسد الغابة ترجمة ٣٣٦٢ ، الثقات ٣ / ٢٥٧ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٥٢ ، كتاب الطبقات ٥٤ ، ١٣١ ، ٢٨٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٧٣ ، التاريخ الكبير ٥ / ٥٤٩ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٥).

٤٥

روى عنه : عبد الرحمن بن علقمة الثقفى ، وهشام بن المغيرة الثقفى. واختلف فى نسبه.

١٧٦٣ ـ عبد الرحمن بن علقمة الثقفى :

روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أن وفد ثقيف وفدوا عليه. وفى صحة سماعه نظر.

١٧٦٤ ـ عبد الرحمن بن علقمة ، ويقال ابن علقم ، ويقال ابن أبى علقمة المكى :

سمع من ابن عباس وابن عمر. وروى عنه الثورى.

١٧٦٥ ـ عبد الرحمن بن علىّ بن أحمد بن عبد العزيز العقيلى النويرى المكى المالكى ، يلقب بالبهاء :

إمام مقام المالكية بالمسجد الحرام ، ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بمكة ، وسمع بها من النشاورى ، وشيخنا ابن صديق ، وابن سكر ، وغيرهم من شيوخنا ، وحفظ الرسالة.

وناب فى الحكم بمكة عن ابن ابن عم أبيه القاضى عز الدين النويرى ، فى موسم سنة ثلاث وثمانمائة.

وكانت ولايته لذلك نحو ثلاث سنين ، وولى الإمامة بمقام المالكية بعد أبيه ، شريكا لأخيه شهاب الدين أحمد بن علىّ ، ودامت ولايته لذلك نحو سبع سنين.

ودخل مصر مرتين ، الأولى : بإثر موت أبيه فيها ، وفيها ولى الإمامة ، والثانية : فى سنة أربع وثمانمائة ، وتمت عليه فيها نكبة أهين فيها كثيرا ، وهى : أن الأمير بيسق ، أغرى به الأمير نوروز الحافظى ، وهو إذا ذاك الحاكم بمصر ، فضربه وسجنه بغير موجب شرعى ، وإنما ذلك لتخيل بيسق أنه جاء من مكة ليرافع عليه فيما كان يفعله بمكة من الأمور الشاقة على الناس.

واستنابه فيها بعد ذلك قاضى المالكية بالقاهرة ، جمال الدين البساطى ، لما سعى عنده فى ذلك لجير كسره. وعاد فى هذه السنة إلى مكة ، ثم توجه فى آخر سنة خمس وثمانمائة إلى بلاد اليمن ، وكان دخلها قبل ذلك فى سنة إحدى وثمانمائة ، وأقام بها

__________________

١٧٦٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤٤٩ ، الإصابة ترجمة ٥١٨٦ ، أسد الغابة ترجمة ٣٣٦٣ ، الثقات ٣ / ٢٥٣ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٥٣ ، الطبقات ٥٤ ، ٢٨٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٩٢ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٧٣ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٣٣ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٥٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ٨٠٥ ، الكاشف ٢ / ١٧٧ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٢).

٤٦

أشهرا ، وأدركه بها الأجل فى آخر جمادى الأولى من سنة ست وثمانمائة بزبيد. ودفن بمقابرها ، رحمه‌الله وسامحه.

١٧٦٦ ـ عبد الرحمن بن على بن الحسين بن صفوان المرادى أبو القاسم المكى:

حدث بدمشق عن حفص بن عمر الشطوى ، شيخ تفرد بحديث ، سمعه من السيد بن زيد: حدثنا الليث ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : كان لنعل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبالان. رواه عنه ابن عدى.

ذكره ابن عساكر فى تاريخ دمشق ، ومن مختصره للذهبى ، كتبت هذه الترجمة.

١٧٦٧ ـ عبد الرحمن بن علىّ بن الحسين بن علىّ بن الحسين بن محمد بن شيبة ابن إياد بن عمرو بن العلاء :

قاضى الحرمين ، أبو القاسم الشيبانى الطبرى المكى ، حدث عن أبى علىّ الحسين بن محمد الطوسى الصاهكى بكتاب «فضائل مكة» ، لأبى سعيد المفضل بن محمد الجندى ، عن أبى القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل الإسماعيلى ، عن أبى إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم بن محمد النصراباذى ، عن المغيرة بن عمرو العدنى ، عنه.

وحدث عن أبى الكرم محمد بن محمود بن الحسن القزوينى ، وأبى محمد عبد الله بن محمد الغزال ، وأبى منصور بن المقرب بن الحسين.

سمع منه الحافظ أبو المحاسن عمر بن على القرشى ببغداد ، فى سنة خمس عشرة وخمسمائة ، وأبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوى. وحدث عنه بفضائل مكة.

وذكره أبو الحسن القطيعى فى تاريخ بغداد ، وذكر أنه سمع بها ، ثم عاد قدمها ، وروى بها عن شيوخه هؤلاء ، وأخرج فى ترجمته حديثا عن الحافظ أبى المحاسن القرشى إجازة. ثم قال : سئل الشيخ عبد الرحمن قاضى مكة عن مولده ، فقال : فى ذى الحجة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ، وقال مرة أخرى : سنة أربع وتسعين وأربعمائة. ومات سنة أربع وخمسين وخمسمائة. انتهى.

ووجدت فى حجر قبره بالمعلاة ، أنه توفى يوم الثلاثاء لسبع بقين من ربيع الأول سنة أربع وخمسين وخمسمائة ، ودفن على والده. وترجم بتراجم ، منها : قاضى الحرمين ومفتيها. وفى الحجر أيضا أبيات رثى بها ، وهى [من الكامل] :

٤٧

إنى أرى الإسلام بعد إمامه

يرنو بطرف مروع حيران

خلفت فى الإسلام بعدك ثلمة

تبقى على مر الزمان الفانى

من للفتاوى والسؤالات التى

مازال يكشفها بحسن بيان

من للشريعة إن تطاول ملحد

لعنادها بالزور والبهتان

من لليتامى والأرامل بعده

يرعاهم بالبر والإحسان

فسقى ضريحك مسبل من عنوة

وحباك بالغفران والرضوان

وقد ولى قضاء مكة من ذريته جماعة ، وأظنه كان وليه بعد أخيه أبى المظفر محمد بن علىّ الشيبانى المقدم ذكره ، وهو والد القاضى أبى المعالى يحيى.

١٧٦٨ ـ عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب العدوى :

أدرك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسنه ، وهو شقيق حفصة ، وهو عبد الرحمن الأكبر. وعبد الرحمن الأوسط ، هو أبو شحمة الذى ضربه عمرو بن العاص فى الخمر ، ثم حمله إلى المدينة فضربه أبوه ، أدب الوالد ، ثم مات بعد.

وأما أهل العراق ، فإنهم يقولون : مات تحت سياط عمرو ، وذلك غلط. ذكر ذلك أبو عمر بن عبد البر.

١٧٦٩ ـ عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب العدوى :

وهو عبد الرحمن الأصغر. ويقال له : المجبر ؛ لأنه وقع وهو غلام ، فتكسر ، فأتى به إلى حفصة ، فقيل لها : انظرى إلى أخيك المكسر ، فقالت : ليس والله بالمكسر ، ولكنه المجبر. هكذا ذكره العدوى وطائفة.

وذكر العدوى ، أنه مات وترك ابنا صغيرا أو حملا. فسمته حفصة : عبد الرحمن ، ولقبته : المجبر ، وقالت : لعل الله أن يجبر كسره.

١٧٧٠ ـ عبد الرحمن بن عمر المكى :

عن عطاء بن قيس. وعنه : ابن عيينة. ذكره هكذا ابن حبان فى الطبقة الثانية من الثقات.

__________________

١٧٦٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤٥١ ، الإصابة ترجمة ٥١٨٩ ، ٦٢٤٢ ، أسد الغابة ترجمة ٣٣٦٥).

٤٨

١٧٧١ ـ عبد الرحمن بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب القرشى الأسدى :

أخو الزبير بن العوام ، قال الزبير : وكان اسمه فى الجاهلية عبد الكعبة ، فسماه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد الرحمن ، وهو الذى نزل لحكيم بن حزام يوم بدر ، وأنزل أخاه عبيد الله عن جمله ، ودفعه إلى حكيم حين لحقهما ، فنجا عليه. فقال له أخوه عبيد الله : يا أخى! إنى أعرج لا راحلة لى ، وإن نزلت خشيت أن أدرك فأقتل ، فقال له عبد الرحمن : ألا تنزل عمن إن قتلت كفاك ، وإن أسرت فداك؟ فأنزله عنه. فقتل عبيد الله بن العوام. وأسلم عبد الرحمن وحسن إسلامه. واستشهد يوم اليرموك.

وقال الزبير : حدثنى عمى : أن حكيم بن حزام ، انهزم يوم بدر ، فلحق بعبد الرحمن ابن العوام ، وبعبيد الله بن العوام مترادففين على جمل ، وكان عبيد الله بن العوام أعرج.

فلما رأى عبد الرحمن حكيما ، قال لأخيه : انزل بنا عن أبى خالد قال : أنشدك الله ، فإنى أعرج لا راحلة لى. قال : والله لتنزلن عنه ، ألا تنزل عن رجل ، إن قتلت كفاك ، وإن أسرت فداك؟ فنزل عنه ، وحملاه على جملهما ، فنجا ، ونجا عبد الرحمن بن العوام على رجليه ، وأدرك عبيد الله فقتل.

وذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب ، وقال : أسلم عام الفتح وصحب النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : قال أبو عبد الله العدوى فى كتاب «النسب» له : بسبب عبد الرحمن هذا ، هجا حسان بن ثابت ، آل الزبير بن العوام. قال : وهذا هو الثبت ، ولا يصح قول من قال : إن ذلك بسبب عبد الله بن الزبير.

وذكر الزبير بن بكار ، أن له ابنين : عبد الله ، قتل يوم الدار عثمان رضى الله عنه. وعبيد الله ، قتل مع معاوية رضى الله عنه يوم صفين ، وأنه لا عقب لعبد الله.

__________________

١٧٧١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤٥٤ ، الإصابة ترجمة ٥١٩٤ ، أسد الغابة ترجمة ٣٣٦٩ ، تاريخ خليفة ١٠٢ ، ١٠٣ ، ١٠٤ ، ابن عساكر ١١ / ٣٧٥ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٥٤ ـ ٢٥٥ ، دول الإسلام ١ / ١٧ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٤١ ، العبر ١ / ٢٦ ، شذرات الذهب ١ / ٣٢ ، تهذيب تاريخ ابن عساكر ٧ / ٩٣ ـ ١٠٦ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣١٦).

٤٩

١٧٧٢ ـ عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ابن كلاب القرشى الزهرى ، أبو محمد :

أحد العشرة الذين شهد لهم النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالجنة ، وتوفى وهو عنهم راض ، وقال فى حقه : أمين فى السماء ، وأمين فى الأرض. وكان أمينه على نسائه ، وصلى خلفه فى غزوة تبوك ، كما جاء فى صحيح مسلم ، وهى منقبة لم توجد لغيره من الناس.

كان إسلامه قبل دخول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم دار الأرقم ، وسماه عبد الرحمن ، وكان اسمه فى الجاهلية : عبد عمرو ، وقيل : عبد الكعبة. وهاجر إلى الحبشة ، ثم قدم منها قبل الهجرة إلى المدينة وشهد بدرا وأحدا وجرح يومئذ ، إحدى وعشرين جراحة ، وشهد المشاهد كلها مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبعثه إلى دومة الجندل ، وعممه بيده ، وأسدلها بين كتفيه.

وكان عبد الرحمن كثير أفعال الخير ، فقد نقل الزهرى ، أنه تصدق فى عهد النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم بشطر ماله : أربعة آلاف ، ثم أربعين ألفا ، ثم أربعين ألف دينار ، ثم بخمسمائة فرس فى سبيل الله ، ثم بخمسمائة راحلة ، وأوصى عند موته بخمسين ألف دينار فى سبيل الله ، على ما قال عروة بن الزبير ، وأوصى أيضا بألف فرس فى سبيل الله ، وأوصى لمن بقى ممن شهد بدرا بأربعمائة دينار لكل واحد ، وكانوا مائة ، وأخذوها وأخذها معهم عثمان ، وأوصى لأمهات المؤمنين ، بحديقة بيعت بأربعمائة ألف. وأعتق فى يوم واحد أحدا وثلاثين عبدا ، وخلف مالا عظما من ذهب ، قطع بالفوس ، حتى مجلت أيدى الرجال ، وترك ألف بعير وثلاثمائة ألف شاة ومائة فرس ، وصولحت امرأته التى طلقها فى مرضه عن ربع الثمن بثمانين ألفا ، وكان تاجرا مجدودا ، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحا.

وتوفى سنة إحدى وثلاثين ، وقيل سنة اثنتين ، وهو ابن خمس وسبعين ، وقيل ابن ثلاث وسبعين ، وقيل ابن ثمان وسبعين. وصلى عليه عثمان رضى الله عنهما بوصية منه. ودفن بالبقيع.

__________________

١٧٧٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤٥٥ ، الإصابة ترجمة ٥١٩٥ ، أسد الغابة ترجمة ٣٣٧٠ ، مسند أحمد ١ / ١٩٠ ـ ١٩٥ ، طبقات ابن سعد ٣٣ / ٨٧ ، نسب قريش ٢٦٥ ، طبقات خليفة ١٥ ، تاريخ خليفة ١٦٦ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٤٠ ، التاريخ الصغير ١ / ٥٠ ، المعارف ٢٤٠ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٤٧ ، مشاهير علماء الأمصار ترجمة ١٢ ، البدء والتاريخ ٥ / ٨٦ ، المستدرك ٣ / ٣٠٦ ، حلية الأولياء ١ / ٩٨ ، صفوة الصفوة ١ / ١٣٥ / ، دول الإسلام ١ / ٢٦ ، تاريخ الخميس ٢ / ٢٥٧ ، شذرات الذهب ١ / ٣٨ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٦٨).

٥٠

وكان أبيض أعين أهدب الأشفار ، أفتى ، طويل النابين الأعليين ، أعرج ، له جمة أسفل من الأذنين.

قال الزبير بن بكار : وحدثنى إبراهيم بن المنذر ، عن عبد العزيز بن أبى ثابت ، عن سعيد بن زياد ، عن حسن بن عمر ، عن سهلة ابنة عاصم ، قالت : كان عبد الرحمن بن عوف ، أبيض أعين أهدب الأشفار ، أقنى ، طويل النابين الأعليين ربما أدمى نابه شفته ، له جمة أسفل من أذنيه ، أعنق ، ضخم الكفين ، غليظ الأصابع.

وقال الزبير : وحدثنى إبراهيم بن المنذر ، عن الواقدى ، عن عبد الله بن جعفر الزهرى ، عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ، قال : توفى عبد الرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين ، وهو يومئذ ابن خمس وسبعين سنة.

قال الزبير : وحدثنى إبراهيم ، عن أبى واقد ، قال : كان رجلا طوالا حسنا ، رقيق البشرة فيه جنا ، أبيض مشربا حمرة لا يغير لحيته ولا رأسه. صلى عليه عثمان بن عفان رضى الله عنه. ويقال : صلى عليه الزبير بن العوام.

قال الزبير : وحدثنى عمى مصعب بن عبد الله ، وعلىّ بن صالح ، عن جدى عبد الله ابن مصعب : أن عبد الرحمن بن عوف ، أوصى إلى الزبير بن العوام رضى الله عنه.

١٧٧٣ ـ عبد الرحمن بن فتوح بن بنين بن عبد الرحمن بن عبد الجبار بن محمد المكى، أبو القاسم وأبو بكر وأبو محمد ، المعروف بابن أبى حرمى ـ وهى كنية أبيه فتوح العطار ـ الكاتب النقاش :

سمع بمكة من أبى الحسن على بن حميد بن عمار الأطرابلسى : صحيح البخارى ، ومن المبارك على الطباخ إمام الجنابلة بمكة ، وعنه يروى تاريخ مكة للأزرقى.

ومن أبى حفص عمر بن عبد المجيد الميانشى : مجالسه المكية ، والمعلم بفوائد مسلم للمازرى ، عنه ، وغيرهم بمكة.

وسمع بدمشق ، على أبى الفضل إسماعيل بن علىّ الجنزوى : نسخة أبى معاوية الضرير ، وبكار بن قتيبة البكراوى ، وجزء ابن جوصاء ، وعلى الإمام أبى سعد عبد الله ابن أبى عصرون التميمى : جزءا فيه مجالس من أمالى أبى حامد أحمد بن محمد الشجاعى ، وعلى ابن أبى الحسين عبد الرحمن بن الحسين بن خضر بن عبدان : جزءا من

__________________

١٧٧٣ ـ انظر ترجمته فى : (سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٩).

٥١

حديث أبى الحسن بن فارغان ، وعلى أبى الجد الفضل بن الحسين البانياسى : نسخة أبى مسهر الغسانى وما معها.

وسمع من غيرهم بدمشق ، وسمع من أبى محمد عبد الله بن سويدة التكريتى : الأربعين السباعية من حديثه ، وغيره بالموصل.

وسمع ببغداد ، من أبى الفتح بن شاتيل ، وأبى السعادات القزاز ، ومن أبى أحمد عبد الوهاب بن علىّ بن سكينة الأمين : جامع الترمذى ، وغيرهم. وحدث كثيرا.

سمع منه مفتى مكة ، تقى الدين بن أبى الصيف ، ومات قبله بأزيد من خمسة وثلاثين سنة ـ والسماع بخطه ، وترجمه : بالشيخ الأجل العالم الفاضل الأمين ـ وجماعة من الحفاظ ، منهم : الرشيد العطار ، وابن مسدى ، وغيرهم ، وآخر أصحابه الرضى الطبرى ، إمام المقام. وبين وفاته ووفاة ابن أبى الصيف ، مائة وثلاثة عشر عاما.

وذكره ابن مسدى فى معجمه ، وقال ـ بعد أن ذكر نسبه ـ : ورأيت بخطه فى نسبه إصلاحا ، ثم ثبت قوله أخيرا على ترك الانتساب ، ثم قال : انتسب فى طبقات السماع قديما على أبى حفص الميانشى وغيره : بالأنصارى ، ثم انتسب لما دخل الشام : بالقرشى ، ورأيت بخطه : النخعى ، ثم قال : كان آخر المشيخة بالحرم الشريف ، ورافع لواء الإسناد بذلك المرقب المنيف ، ثم قال : وكان كثير السماعات ، متسع الروايات.

وقال : ورأيت بخطه : أن أبا العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسى أجاز له من بغداد ، وفى هذا عندى نظر.

وذكر أنه رأى بخطه فى جزء فيه تقييدات بخط أبى العباس أحمد بن الأشرف بن عبد القاهر العباسى نقيب العباسيين بمكة ، أجاز له ابن الشريف. قال : وهذا تخليط. قال : وأجاز له السلفى ، وعبد المغيث الحربى. انتهى.

وذكر أبو محمد عبد الله بن عبد العزيز المهدوى : أن شيوخه تزيد على ثلاثمائة شيخ ، وأنه لبس منه خرقة التصوف ، كما لبسها من شيخ الشيوخ صدر الدين أبى القاسم عبد الرحمن بن أبى البركات إسماعيل بن أبى سعد الصوفى النيسابورى. انتهى.

وكان ابن أبى حرمى هذا ، يسجل على القضاة بمكة ، ويكتب الوثائق ، والمبيعات ، وأحجار القبور ، والدور ، والمساجد ، وغير ذلك. وعلى خطه وضاءة.

توفى فى التاسع عشر من شهر رجب سنة خمس وأربعين وستمائة بمكة ، ودفن

٥٢

بالمعلاة. هكذا أرخ وفاته الشريف الحسينى ، فيما نقلته من خطه فى وفياته ، والمحب الطبرى فى المشيخة التى خرجها للملك المظفر ، وزاد : يوم الثلاثاء. وذكر أنه نيف على المائة ، وأنه أجاز له قبل موته بيومين ، وهو ثابت الذهن حاضر العقل ، حتى مات. وأرخها بشهر رجب ، ابن مسدى فى معجمه ، وقال : وكان لا يتحقق مولده ، انتهى.

وقال الرشيد العطار : وتوفى رحمه‌الله ، فى جمادى الأولى سنة خمس وأربعين بمكة ، فيما أخبرنى بعض المكيين ، والله أعلم. وكان قارب التسعين أو جاوزها. وذكر أن أباه فتوحا ، يكنى بأبى حرمى.

وما ذكره من وفاته فيه نظر ، لمخالفته ما ذكره فيها المحب الطبرى. وهو أقعد الناس بمعرفة ذلك. والله أعلم.

وما ذكره من أنه قارب التسعين أو جاوزها ، فليس على ظاهره ؛ لأنه بلغ المائة وجاوزها ؛ على ما ذكر المحب الطبرى كما سبق.

وبنين : بباء موحدة ، ثم نون ، ثم ياء مثناة من تحت ، ثم نون.

١٧٧٤ ـ عبد الرحمن بن فروخ :

ذكره هكذا مسلم فى الطبقة الثانية من تابعى أهل مكة ، ولعله عبد الرحمن بن فروخ ؛ مولى عمر.

يروى عن أبيه ؛ ونافع بن عبد الحارث ، وغيرهما. روى عنه عمرو بن دينار : اشترى نافع دار السجن بمكة. ذكره البخارى فى الصحيح بلا إسناد. ورواه ابن عيينة عن عمرو ؛ عنه. كتبت هذه الترجمة من التهذيب ولم أره فى الكمال.

* * *

من اسمه عبد الرحمن بن محمد

١٧٧٥ ـ عبد الرحمن بن محمد بن سالم بن علىّ بن إبراهيم الحضرمى الأصل ، المكى المولد والدار :

سمع من الإمامين : فخر الدين التوزرى ، وسراج الدين الدمنهورى : الموطأ ، رواية يحيى ابن بكير.

وذكره ابن فرحون فى كتابه «نصيحة المشاور» فى أثناء ترجمة والده ، وقال : كان فيه

٥٣

من الحياء والأدب ، وقضاء الحاجة ، ما كان فى والده وزيادة. وتوفى رحمه‌الله ، سنة ست وستين وسبعمائة.

١٧٧٦ ـ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران بن مسلم البغدادى ، أبو مسلم الحافظ :

سمع محمد بن محمد الباغندى ، وأبا القاسم البغوى ، وأبا بكر بن أبى داود وأقرانهم من العراقيين. ورحل إلى الشام ، فكتب عن أبى عروبة الحرانى ، وغيره ، وعاد إلى العراق ، ثم خرج منها إلى بلاد خراسان ، وماوراء النهر ، فكتب عن محدثيها ، وجمع أحاديث المشايخ والأبواب. وكان متقنا ، حافظا مع ورع وتدين وزهد وتصون وأقام ببغداد بعد عوده من خراسان سنين كثيرة ، فحدث ، ثم خرج فى آخر عمره إلى الحجاز ، فأقام إلى أن توفى بها ، للنصف من ذى القعدة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ، ودفن بالبطحاء ، بقرب الفضيل بن عياض.

ذكره الخطيب فى تاريخه ، ومنه لخصت هذه الترجمة.

١٧٧٧ ـ عبد الرحمن بن محمد بن على بن الحسين بن على بن عبد الملك بن أبى النضر الطبرى المكى ، يكنى أبا الحسن ، وأبا القاسم ، وأبا محمد ، ويلقب بالعماد الشافعى :

مفتى مكة. سمع من أبى الحسن علىّ بن المقير البغدادى : اليقين لابن أبى الدنيا ، ومن أبى القاسم عبد الرحمن بن أبى حرمى : نسخة أبى مسهر وما معها. ومن أبى الحسن بن الجميزى : الثقفيات ، وعلى ابن أبى الفضل المرسى : صحيح مسلم ، وصحيح ابن حبان ، وغير ذلك ، عليهما وعلى جده لأمه سليمان بن خليل القسطلانى ، وغيرهم من شيوخ مكة.

وأجاز له من مصر : ابن الجباب ، والساوى [....](١) وجماعة وحدث.

سمع منه : ابن عبد الحميد ـ ومات قبله ـ والجد أبو عبد الله الفاسى ، والبرزالى ، وذكره فى معجمه وكناه بأبى القاسم ، وترجمه بتراجم ، منها : مفتى مكة ، وقال : كان

__________________

١٧٧٦ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ بغداد ١٠ / ٢٩٩ ـ ٣٠٠ ، المنتظم ٧ / ١٢٨ ـ ١٢٩ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٦٩ ٩٧١ ، العبر ٢ / ٣٦٩ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٤٧ ، شذرات الذهب ٣ / ٨٥ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٣٥).

١٧٧٧ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٥٤

رجلا صالحا ، منقطعا ، مقبلا على شأنه ، قليل المخالطة للناس ، غزير العلم ، شديد الإقبال على فروع الفقه وغوامضه ، محبوبا إلى الناس ، مجمعا على صلاحه وعلمه. وقال : سألت عنه ابن الدباهى. فقال : كان فقيها ، ويعرف طرفا من الحديث والعربية ؛ وكان الرضى ابن خليل أفضل منه ، وبعضهم يفضله على ابن خليل ، فى الفقه خاصة.

توفى سنة إحدى وسبعمائة ، ودفن بالمعلاة عند جده الفقيه سليمان رحمهما‌الله.

ومولده فى سابع عشر ذى الحجة سنة اثنتين وثلاثين وستمائة بمكة. وقال : قال لى عبد الله بن الرضى بن خليل : إن مولده سنة ثلاثين وستمائة. وله كنيتان غير ما ذكرنا : أبو الحسن ، وأبو محمد. انتهى.

ووجدت بخط الجد أبى عبد الله الفاسى : أنه توفى فى أحد الربيعين سنة إحدى وسبعمائة ، وأنه ولد سنة ثلاث وستمائة ، وكتب عنه حكاية ، وترجمه بالإمام مفتى الحرم.

١٧٧٨ ـ عبد الرحمن بن محمد بن علىّ بن عقبة المكى ، يلقب بالوجيه :

مهندس الحرم الشريف ، كان خيرا دينا ، يخدم الناس كثيرا فى العمارات ، وكان خبيرا بالهندسة والعمارة ، وباشر ذلك مدة سنين ، ثم ترك العمارة ، واستفاد دنيا وعقارا وغيره بخيف بنى شديد ، ومكة ، وبها مات فى ليلة الجمعة تاسع عشرى ذى الحجة سنة ست وعشرين وثمانمائة. وقلد بلغ السبعين.

وكان انقطاعه بمنزله ، فى يوم الأربعاء السابع والعشرين من ذى الحجة ، بعد أن صلى الظهر بالمسجد الحرام فى هذا اليوم ، رحمه‌الله.

١٧٧٩ ـ عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن محمد التوزرى القسطلانى المكى ، يلقب بالبهاء بن الضياء المالكى :

إمام المالكية بالمسجد الحرام ، سمع من أبى اليمن بن عساكر : صحيح مسلم ، فى سنة أربع وستين وستمائة. وما علمته حدث.

ووجدت بخط جدى أبى عبد الله الفاسى : أنه ولى الإمامة بعد أخيه أحمد ، سنة إحدى وسبعين وستمائة. انتهى.

وبلغنى : أنه كان له أخ أكبر منه يسمى عمر ؛ وكان أخوه عمر يطمع بالإمامة بعد

__________________

١٧٧٨ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٤ / ١٤٢ ، الأعلام ٣ / ٣٣٠).

٥٥

أخيه أحمد ؛ فلم يتم له قصد ؛ لأن عمر أنزل أخاه أحمد فى قبر أبيهما الضياء المالكى؛ فرأى عمر أباه الضياء جالسا فى القبر ؛ فتغير عقله لذلك تغيرا منعه من الإمامة ؛ فتقدم فيها أخوه عبد الرحمن ؛ فكان عمر إذا أفاق ، يسأل عن الإمامة ومن يصلى بالناس. فيقال: أخوك عبد الرحمن ، فينشد [من الكامل] :

تصاهك عرج الحمير

فقلت من عدم السوابق

خلت الرقاع من الرخاخ

فتفرزت فيها البياذق

وذكر لى شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة : أنه توفى سنة ثنتى عشرة.

١٧٨٠ ـ عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن أبى بكر الطبرى. المكى ، يكنى أبا القاسم ، ويلقب صدر الدين :

سمع من ابن أبى حرمى : صحيح البخارى ، ومن ابن الجميزى : الثقفيات ، والأربعين البلدانية للسلفى ، وسمعها على شعيب الزعفرانى ، وسمع عليه الأربعين الثقفية ، وحدث. سمع منه نجم الدين بن عبد الحميد.

وما عرفت متى مات ، إلا أنه كان حيّا فى محرم سنة سبع وثمانين وستمائة ؛ لأنه أجاز فى هذه السنة لبعض شيوخ شيوخنا المكيين.

١٧٨١ ـ عبد الرحمن بن أبى عبد الله محمد بن الرضى محمد بن أبى بكر بن خليل العسقلانى المكى :

سمع فى الخامسة فى سنة ست وأربعين وسبعمائة ، على الإمامين : فخر الدين التوزرى ، وسراج الدين الدمنهورى : الموطأ ، رواية يحيى بن بكير ، وعلى عثمان بن الصفى الطبرى : سنن أبى داود ، بفوت. وما علمته حدث. وكان يسكن بأرض خالد ، من وادى مر ، من أعمال مكة المشرفة ، ويتولى عقد الأنكحة بها عن قضاة مكة.

توفى فى ربيع الآخر سنة أربع وتسعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

١٧٨٢ ـ عبد الرحمن بن محمد بن الضياء محمد بن عبد الله بن محمد بن أبى المكارم الحموى الأصل ، المكى :

سمع من الجمال الأميوطى [....](١) وشيخنا ابن صديق ، وغيرهم من شيوخنا بمكة ، وسمع معى فى الرحلة ، من جماعة من شيوخنا بمصر والشام ، وكان حسن الأخلاق

__________________

١٧٨٢ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٥٦

والصحبة ، كثير الاهتمام بحقوق أصحابه وخدمتهم ، كثير القناعة والعبادة.

توفى بعد علة طويلة ، حصل فيها على ثواب كثير إن شاء الله تعالى ، فى ليلة السبت ثالث عشر شعبان سنة خمس عشرة وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة عن خمسين أو أزيد بيسير.

١٧٨٣ ـ عبد الرحمن بن محمد بن أبى الطاهر محمد بن عبد الرحمن بن أبى الفتح العمرى ، المصرى الأصل ، المكى المولد والدار :

المؤذن بالحرم الشريف ، سمع من : عيسى بن عبد الله الحجى ، والآقشهرى ، وموسى ابن علىّ الزهراني : جامع الترمذى ، بفوت غير معين. وما علمته حدث. وأظنه أجاز لى. وكان مؤذنا بمئذنة دار الندوة ، تلقاها عن أبيه عن جده.

توفى فى آخر شهر ربيع الآخر سنة ثمانمائة بمكة. ودفن بالمعلاة. ومولده سنة تسع وعشرين وسبعمائة.

١٧٨٤ ـ عبد الرحمن بن أبى الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن فهد القرشى الهاشمى المكى ، يلقب بالوجيه :

سمع من محمد بن أحمد بن عبد المعطى : البلدانية لابن عساكر ، وقرأ مختصر التبريزى ، على شيخنا جمال الدين بن ظهيرة بحثا ، ولازم درسه مدة.

توفى فى جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة فى طاعون كان بمكة فى هذه السنة. قضى الله له فيه بالشهادة. ومولده سنة ثلاث وستين وسبعمائة.

وبلغنى : أنه رأى فى النوم ، بدر الدين حسن بن محمد بن أبى بكر الشيبى السابق ذكره ، وكان قد توفى قبله بأيام يسيرة ، وقد لببه حسن الشيبى ، أى أخذ بأطواقه ، ومضى به حتى خرج به من باب بنى شيبة ، فتخيل أنه يموت ، فكان كذلك. هذا معنى ما بلغنى فى هذه الحكاية.

١٧٨٥ ـ عبد الرحمن بن أبى الخير محمد بن أبى عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسنى الفاسى المكى ، يكنى أبا زيد ، ويلقب بالتقى :

شيخ المالكية بمكة ، ذكر لى أنه ولد فى شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين

٥٧

وسبعمائة بمكة ، وأن أباه استجاز بإثر مولده من جماعة ، منهم : الجمال المطرى ، وأنه أسمعه بالمدينة شيئا من آخر الشفا للقاضى عياض ، على الزبير بن علىّ الأسوانى ، وأجاز له فى سنة سبع وأربعين وسبعمائة ، وأنه سمع على والده بعض الموطأ ، رواية يحيى بن يحيى ، ولبس منه الخرقة.

وقد وجدت سماعه عليه لكتاب الملخص للقابسى ، فى السنة الخامسة من عمره ، وسمع على إبراهيم بن الكمال محمد بن نصر الله بن النحاس : أحاديث من مسند ابن عباس ، من مسند أحمد بن حنبل ، وسمع فى سنة تسع وأربعين ، على الإمام نور الدين علىّ بن محمد الهمدانى ، والشيخين : شهاب الدين أحمد بن محمد بن الحسين الهكارى ، وتاج الدين أحمد بن عثمان بن علىّ ، المعروف بابن بنت أبى سعد الأنصارى ، والقاضى عز الدين بن جماعة : جامع الترمذى ، بسندهم السابق ، وسمع على ابن جماعة كثيرا من مروياته ومؤلفاته ، وعلى جماعة سواه ، منهم : الشيخ خليل المالكى ، وتفقه عليه وعلى غير واحد ، منهم : الشيخ موسى المراكشى المالكى ، ولزمه مدة سنين ، وتصدى بعده للتدريس والفتوى بمكة ، ودام على ذلك نحو خمس عشرة سنة ، ودرس قبل ذلك مثل هذه المدة أو أزيد ، وانتفع الناس به فى ذلك كثيرا. وكان جيد المعرفة بالفقه ، وله مشاركة فى غيره من فنون العلم.

وكان حسن التدريس والفتوى ، جليل القدر ، له وقع فى النفوس ، ذا ديانة وعبادة ، ومحاسن كثيرة.

سمعت منه ، وقرأت عليه الموطأ وغيره ، وانتفعت به فى معرفة المذهب كثيرا ، وهو من شيوخى الآذنين لى فى الإفتاء والتدريس ، بعد القاضى تاج الدين بهرام بن عبد الله المالكى ، وقبل القاضى زين الدين خلف بن أبى بكر بن أحمد النحريرى المالكى.

وتوفى فى ليلة الأربعاء خامس عشر ذى القعدة سنة خمس وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة فى قبر الشيخ أبى لكوط ، بوصية منه ، وكثر الأسف عليه ، لوفور محاسنه. تغمده الله برحمته.

١٧٨٦ ـ عبد الرحمن بن مالك بن جعشم المدلجى :

روى عن عمه سراقة بن مالك بن جعشم ، وأبيه. وروى عنه الزهرى ، وروى له

__________________

١٧٨٦ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٥ / ٢٨٦).

٥٨

البخارى (١) وابن ماجة (٢) ، ووثقه النسائى. وذكره مسلم فى الطبقة الثانية ، من تابعى أهل مكة.

١٧٨٧ ـ عبد الرحمن بن المرقع :

سكن مكة والمدينة ، وروى عنه أبو يزيد المدنى. ذكره صاحب الاستيعاب.

١٧٨٨ ـ عبد الرحمن بن مسعود الخزاعى :

له رواية ، هكذا ذكره الكاشغرى ، ولم يذكره ابن عبد البر ولا الذهبى.

١٧٨٩ ـ عبد الرحمن بن مطعم البنانى أبو المنهال المكى ، وقيل بصرى :

نزيل مكة ، روى عن : إياس بن عبيد ، والبراء بن عازب ، وزيد بن أرقم ، وابن عباس ، وروى عنه : عمرو بن دينار ، وعبد الله بن كثير ، وغيرهما.

وروى له الجماعة. وسئل عنه أبو زرعه ، فقال : مكى ثقة. وقال ابن أبى عاصم : مات سنة ست ومائة.

١٧٩٠ ـ عبد الرحمن بن مطيع بن نوفل :

كذا وهموا فيه. وإنما هو ابن مطيع ، عن نوفل. ذكره هكذا الذهبى. ومطيع : هو ابن

__________________

(١) فى صحيحه ، فى كتاب المناقب ، حديث رقم (٣٦١٦) من طريق : يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل قال ابن شهاب : فأخبرنى عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله عنها زوج النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت : لم أعقل أبوى قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طرفى النهار بكرة وعشية ، فلما ابتلى المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة ..... الحديث

(٢) فى سننه ، كتاب الأدب ، حديث رقم (٣٦٧٦) من طريق : أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهرى عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم عن أبيه عن عمه سراقة بن جعشم قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ضالة الإبل تغشى حياضى قد لطتها لإبلى فهل لى من أجر إن سقيتها قال : نعم فى كل ذات كبد حرى أجر.

١٧٨٧ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤٦٥ ، الإصابة ترجمة ٥٢١٥ ، أسد الغابة ترجمة ٣٣٩٠ ، الثقات ٣ / ٢٥٤ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٥٥ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٤٨ ، التحفة اللطيفة ٢ / ٥٤١).

١٧٨٨ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٤ / ٣٦٠).

١٧٨٩ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٥ / ٢٨٤).

١٧٩٠ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٥ / ٢٤٣).

٥٩

الأسود العدوى. ونوفل هو الديلى ، وهو خاله ، ووهم الكاشغرى فيه من وجهين : أحدهما أنه قال : عبد الرحمن بن مطيع بن نوفل بن معاوية. وهذا الوهم فى النسب. والآخر أنه قال: روى عن جده نوفل.

وقد روى عن عبد الرحمن هذا ، أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

وروى له : البخارى (١) ، ومسلم (٢) ، حديثا واحدا ، معقبا بحديث تقدمه. ووقع لنا عاليا فى الطبرانى.

١٧٩١ ـ عبد الرحمن بن معاذ بن عثمان التيمى :

ابن عم طلحة بن عبيد الله ، أحد العشرة ، روى عنه محمد بن إبراهيم بن الحارث

__________________

(١) فى صحيحه ، كتاب المناقب ، حديث رقم (٣٣٣٤) من طريق : عبد العزيز الأويسى حدثنا إبراهيم عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبى سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشى والماشى فيها خير من الساعى ومن يشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به وعن ابن شهاب حدثنى أبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث عن عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود عن نوفل بن معاوية مثل حديث أبى هريرة هذا إلا أن أبا بكر يزيد : من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله.

(٢) فى الصحيح ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، حديث رقم (٥١٣٦) من طريق : عمرو الناقد والحسن الحلوانى وعبد بن حميد قال عبد : أخبرنى ، وقال الآخران : حدثنا يعقوب ، وهو ابن إبراهيم بن سعد ، حدثنا أبى عن صالح عن ابن شهاب حدثنى ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشى والماشى فيها خير من الساعى ، من تشرف لها تستشرفه ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به ، حدثنا عمرو الناقد والحسن الحلوانى وعبد بن حميد قال عبد : أخبرنى وقال الآخران : حدثنا يعقوب حدثنا أبى عن صالح عن ابن شهاب حدثنى أبو بكر بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود عن نوفل بن معاوية مثل حديث أبى هريرة هذا إلا أن أبا بكر يزيد : من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله.

١٧٩١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤٦٧ ، الإصابة ترجمة ٥٢٢١ ، أسد الغابة ترجمة ٣٣٩٧ ، الثقات ٣ / ٢٥٧ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٥٦ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٩٨ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٨٠ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٧١ ، تهذيب الكمال ٢ / ٨١٧ ، الكاشف ٢ / ١٨٦ ، بقى بن مخلد ٩٦٠).

٦٠