العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٥

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٥

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٩٤

وكان له من الأولاد كثيرون نحو العشرة : محمدان ، وأحمدان ، وأبو بكر ، وحسين ، ولا أعرف أسماء باقيهم. وبنات ، إحداهنّ كانت زوجة الإمام العلّامة ، فقيه الحرم رضىّ الدين محمد بن أبى بكر بن خليل ، وأخرى كانت زوجا لشخص من الأمراء الأشراف ، ومن أمواله : شعب عامر بجملته ، كان له ، وكان سكنه به ، وكان له فى كل ضيعة من ضياع وادى مرّ مال ، وله خيف مستقل يقال له الأصغر ، وخيف آخر بقرب عرفة ، يقال له البركة ، لا يشاركه فيهما أحد ، ولا أعرف من حاله غير ذلك.

وتوفى رحمه‌الله ، يوم الأربعاء السادس من المحرم سنة سبع وأربعين وستمائة. انتهى. هكذا وجدت وفاته فى حجر قبره.

٢٠١٠ ـ عطية بن على بن عطية بن على بن الحسن بن يوسف القرشى القيروانى ، المعروف بابن لاذخان :

جاور بمكة مع والده سنين ، وسمع من عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الطبرى ، وقدم بغداد ، وكان أديبا ، فمن شعره [من السريع] :

قالوا التحى وانكسفت شمسه

وما دروا غدر عذاريه

مرآة خدّيه جلاها الصدى

فبان فيها فيء صدغيه

توفى سنة ست وثلاثين وخمسمائة ، ذكره هكذا الشيخ صلاح الدين محمد بن شاكر الكتبى فى تاريخه ، وأظنه نقل هذه الترجمة ، من تاريخ صلاح الدين الصّفدىّ. والله أعلم.

٢٠١١ ـ عطيّة بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة بن مرزوق المخزومى المكى ، شرف الدين :

هكذا نسبه لى شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، وذكر أنه سمع بمصر على الشيخ عبد الله بن خليل المكى ، وكان رجلا جيدا أمينا يتوكل لأهل المدارس ، وصاهر القاضى شهاب الدين أحمد بن ظهيرة على ابنته أمّ الحسين ، ومات عندها فى سنة ثلاث وستين وسبعمائة أو فى أول التى بعدها ، وقتله قطّاع الطريق ، بعد أن قاتلهم دفعا عن نفسه وماله. انتهى.

* * *

٢٢١

من اسمه عقبة

٢٠١٢ ـ عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصى النوفلى القرشى ، يكنى أبا سروعة :

أسلم يوم فتح مكة ، وروى ثلاثة أحاديث ، منها حديث : «أنه تزوج امرأة ، فقالت امرأة : قد أرضعتكما» (١).

روى عنه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وعبيد الله بن أبى مريم ، وابن أبى مليكة ، وقيل إن ابن أبى مليكة لم يسمع منه ، وأن بينهما عبيد بن أبى مريم. وهو الذى قتل خبيب بن عدىّ ، وقيل قتله غيره.

وأبو سروعة : بكسر السين المهملة على المشهور ، وقيل بفتحها وما ذكره من كون عقبة هذا يكنى أبا سروعة ، قاله أهل الحديث ، ومصعب الزبيرى وقال جمهور النسب : إنه أخو أبى سروعة. قال ابن الأثير : وهو الأصح. وذكروا أنهما أسلما يوم الفتح ، والله أعلم. وقد روى لعقبة هذا : البخارى ، وأبو داود ، والترمذى ، والنسائى.

٢٠١٣ ـ عقبة بن نافع بن عبد قيس الفهرى :

ذكره هكذا ابن عبد البر ، وقال : ولد على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لا تصحّ له صحبة ، كان ابن خالة عمرو بن العاص ، وولّاه عمرو بن العاص إفريقية وهو على مصر ، فانتهى إلى لواتة ومزاتة ، فأطاعوه ثم كفروا ، فغزاهم لسنته ، فقتل وسبى ، وذلك فى سنة إحدى وأربعين. وافتتح فى سنة اثنتين وأربعين غدامس ، فقتل وسبى.

__________________

٢٠١٢ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ترجمة ٥٦٠٨ ، الاستيعاب ترجمة ١٨٤١ ، أسد الغابة ترجمة ٣٧٠٤).

(١) أخرجه البخارى فى صحيحه ، كتاب العلم ، حديث رقم ٨٨ ، وفى كتاب البيوع ، حديث رقم ٢٠٥٢ ، وفى كتاب الشهادات ، حديث رقم ٢٦٤٠ ، ٢٦٥٩ ، ٢٦٦٠ ، وفى كتاب النكاح ، حديث رقم ٥١٠٥ ، والترمذى فى سننه ، فى كتاب الرضاع حديث رقم ١١٥١ ، والنسائى فى الصغرى ، كتاب النكاح ، ٣٣٣٠ ، وأبو داود فى سننه ، فى الأقضية ، حديث رقم ٣٦٠٣.

٢٠١٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٨٤٩ ، الإصابة ترجمة ٦٢٧١ ، أسد الغابة ترجمة ٣٧٢٢ ، الاستقصا ١ / ٣٦ ، ٣٨ ، البيان المغرب ١ / ١٩ ، فتح العرب للمغرب ١٣٠ ـ ١٥٢ ، بغية الرواد ١ / ٧٦ ، البكرى ٧٣ ، الأعلام ٤ / ٢٤١).

٢٢٢

وافتتح فى سنة ثلاث وأربعين كورا من كور السودان ، وافتتح وادان ، وهى من حيّز برقة من بلاد إفريقية. وافتتح عامّة بلاد البربر ، وهو الذى اختط القيروان ، فى الموضع الذى هى به اليوم.

وكان معاوية بن خديج ، قد اختطّ القيروان بموضع يدعى اليوم بالقرن ، فنهض إليه عقبة فلم يعجبه ، فركب بالناس إلى موضع القيروان اليوم ، وكان واديا كثير الأشجار ، غيضة مأوى للوحوش والحيّات ، فأمر بقطع ذلك وإحراقه ، واختط القيروان ، وأمر الناس بالبنيان.

قال : وقال خليفة بن خيّاط : وفى سنة خمسين ، وجه معاوية عقبة بن نافع إلى إفريقية ، فاختط القيروان ، وأقام به ثلاث سنين ، ثم قال : وقتل عقبة بن نافع سنة ثلاث وستين ، بعد أن غزا سوس القصوى ، قتله كسيلة بن كمرم البربرى. ثم قال : ويقولون إن عقبة بن نافع كان مستجاب الدعوة. والله أعلم. انتهى باختصار. وذكره ابن قدامة بنحو ذلك.

وقال الذهبى : عقبة بن رافع ـ وقيل ابن نافع ـ بن عبد العزّى بن لقيط القرشى الفهرى ، وقال : لا تصح له صحبة.

٢٠١٤ ـ عقبة بن نافع القرشى :

ذكره هكذا الذهبى. وقال : روى عنه أنس رضى الله عنه. قال ابن مندة : توفى سنة سبع وعشرين.

٢٠١٥ ـ عقبة بن وهب ـ ويقال ابن أبى وهب ـ بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة :

ذكره هكذا ابن عبد البر. وقال : شهد بدرا هو وأخوه شجاع بن وهب ، وهما حليفان لبنى عبد شمس.

__________________

٢٠١٤ ـ انظر ترجمته فى : (التاريخ الكبير ٦ / ٤٣٥ ، فتوح مصر ١٩٤ ، ١٩٧ ، الطبرى ٥ / ٢٤٠ ، رياض النفوس ١ / ٦٢ ، جمهرة أنساب العرب ١٦٣ ، ١٧٨ ، تاريخ ابن عساكر ١١ / ٣٥٨ ، أسد الغابة ٤ / ٥٩ ، الكامل ٤ / ١٠٥ ، معالم الإيمان ١ / ١٦٤ ، ١٦٧ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٤٩ ، البداية والنهاية ٨ / ٢١٧ ، الإصابة ٢ / ٤٩٢ ، حسن المحاضرة ٢ / ٢٢٠ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٥٣٢).

٢٠١٥ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ترجمة ٥٦٣٣ ، الاستيعاب ترجمة ١٨٥١ ، أسد الغابة ٣٧٢٦ ، المصباح المضىء ٢٠٩ ، الثقات ٣ / ٢٨٠ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٨٦ ، أصحاب بدر ١٣٠ ، الكاشف ٢ / ٧٤).

٢٢٣

٢٠١٦ ـ عقيل بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصىّ بن كلاب القرشى الهاشمى ، يكنى أبا يزيد ، وأبا عيسى :

خرج إلى بدر مع قريش مكرها ، فأسر وفداه عمه العباس ، ثم أتى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسلما قبل الحديبية ، وشهد غزوة مؤتة مع أخيه جعفر ، ثم عرض له مرض ، فلم يسمع له بذكر فى فتح مكة ، ولا غزوة حنين والطائف ، وأعطاه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم من خيبر مائة وأربعين وسقا كل سنة ، وروينا أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : يا أبا يزيد ، إنى أحبك حبين : حبا لقرابتك ، وحبّا لما كنت أعلم من حب عمى إياك.

قال ابن عبد البر : كان عقيل أنسب قريش وأعلمهم بأيامها ، قال : ولكنه كان مبغّضا إليها ، لأنه كان يعدّ مساوئهم ، قال : وكانت له طنفسة تطرح له فى مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ويصلّى عليها ، ويجتمع الناس إليه فى علم النسب وأيام العرب ، وكان أسرع الناس جوابا ، وأحضرهم مراجعة فى القول ، وأبلغهم فى ذلك.

ثم روى عن ابن عباس : قال : كان فى قريش أربعة يتحاكم اليهود إليهم ويوقف عند قولهم ، يعنى فى علم النسب : عقيل بن أبى طالب ، ومخرمة بن نوفل ، وأبو جهم بن حذيفة العدوى ، وحويطب بن عبد العزى العامرى. زاد غيره : وكان عقيل أكثرهم ذكرا لمثالب قريش ، فعادته لذلك ، وقالوا فيه بالباطل ، ونسبوه إلى الحمق. واختلقوا عليه أحاديث مزوّرة ، وكان مما أعانهم على ذلك ، مغاضبته لأخيه علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه ، وخروجه إلى معاوية ، وإقامته معه ، ويزعمون أن معاوية قال يوما بحضرته : هذا أبو يزيد ، لو لا علم بأنى خير من أخيه ، لما أقام عندنا وتركه ، فقال عقيل : أخى خير لى فى دينى ، وأنت خير لى فى دنياى ، وقد آثرت دنياى. وأنا أسأل الله خاتمة الخير. انتهى.

وهو قليل الحديث عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وله عنه أحاديث ، منها : «يجزئ مدّ للوضوء وصاع للغسل» (١).

__________________

٢٠١٦ ـ انظر ترجمته فى : (مسند أحمد ١ / ٢٠١ ، ٣ / ٤٥١ ، طبقات ابن سعد ٤ / ٢٨ ، طبقات خليفة ١٢٦ ، ١٨٩ ، التاريخ الكبير ٧ / ٥٠ ، ٥١ ، التاريخ الصغير ١ / ١٤٥ ، الجرح والتعديل ٦ / ٢١٨ ، مشاهير علماء الأمصار ترجمة ١٤ ، ابن عساكر ١١ / ٣٦٣ ، أسد الغابة ترجمة ٣٧٣٢ ، الاستيعاب ترجمة ١٨٥٣ ، الإصابة ترجمة ٥٦٤٤ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٣٣٧ ، تهذيب الكمال ٩٤٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ٢٧٣ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٥٤ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢٦٩ ـ ٢٧٠ ، كنز العمال ١٣ / ٥٦٢ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٢١٨).

(١) أخرجه ابن ماجة فى سننه ، كتاب الطهارة ، حديث رقم ٢٧٠.

٢٢٤

ومنها ، حديث : كنّا نؤمر أن نقول : «بارك الله لكم ، وبارك عليكم ، ولا نقول : بالرفاء والبنين» (٢).

روى عنه ابنه محمد بن عقيل ، وحفيده عبد الله بن محمد بن عقيل ، والحسن البصرى ، وعطاء بن أبى رباح ، وأبو صالح السمّان ، وموسى بن طلحة.

روى له البخارى ، والنسائى ، وابن ماجة. وكان له من الولد على ما قال ابن قتيبة : مسلم ، وعبد الله ، وعبيد الله ، ومحمد ، وعبد الرحمن ، وحمزة وعلىّ ، وجعفر ، وعثمان ، ويزيد ، وسعد ، وأبو سعيد ، ورملة ، وزينب ، وفاطمة ، وأسماء ، وأم هانئ.

قال محمد بن سعد : قالوا : مات فى خلافة معاوية بعد ما عمى. وقال ابن عبد البر: مات فى خلافة معاوية ، وله دار بالمدينة ، وقال : قدم عقيل البصرة ، وأتى الكوفة.

وقال النووى : توفى فى خلافة معاوية ، وقد كفّ بصره. ودفن بالبقيع ، وقبره مشهور ، عليه قبة فى أول البقيع. وقال : كان طالب أسنّ من عقيل بعشر سنين ، وعقيل أسنّ من جعفر بعشر سنين ، وجعفر أسنّ من علىّ بعشر سنين. انتهى.

وقال ابن قدامة : توفى بالشام فى خلافة معاوية. وذكر ذلك القطب الحلبى فى كتابه المسمّى : «بالمورد العذب الهنىّ فى شرح سيرة عبد الغنى».

ومما يحكى من حسن جواب عقيل بن أبى طالب ، أن معاوية قال له يوما : أين عمك أبو لهب؟ فقال له عقيل : فى النار مفترشا عمتك حمّالة الحطب. هذا معنى ما حكى فى هذا الخبر ، والله أعلم.

٢٠١٧ ـ عقيل بن مبارك بن رميثة بن أبى نمى الحسنى المكى :

كان من أعيان الأشراف ، وجعله ابن عمه أمير مكة عنان بن مغامس بن رميثة ، شريكا له فى ولاية مكة ، فى سنة تسع وثمانين وسبعمائة ، وهى ولاية عنان الأولى ، وبقى على ذلك أشهرا ، وكان يدعى له فى الخطبة وعلى زمزم بعد المغرب.

وتوفى سنة خمس وعشرين وثمانمائة ، بعد أن أضرّ ، وربما تغيّر عقله.

__________________

(٢) أخرجه النسائى فى الصغرى ، كتاب النكاح ، حديث رقم ٣٣٧١ ، وابن ماجة فى سننه ، حديث رقم ١٩٠٦ ، وأحمد فى المسند ، حديث رقم ١٧٤٠ ، ١٧٤١ ، ١٥٣١٣ ، ١٥٣١٤.

٢٠١٧ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٥ / ١٤٨).

٢٢٥

٢٠١٨ ـ عكّاشة بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرّة بن كبير ـ بالباء ـ ابن غنم بن دودان بن أسد ، بن خزيمة الأسدى ، حليف لبنى أمية ، يكنى أبا محصن :

هكذا ذكره ابن عبد البر ، وقال : من فضلاء الصحابة شهد بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا ، وانكسر سيفه ، فأعطاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عرجونا ، فصار بيده سيفا يومئذ ، وشهد أحدا ، والخندق ، وسائر المشاهد ، مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وتوفى فى خلافة أبى بكر الصديق رضى الله عنه ، يوم بزاخة ، قتله طليحة بن خويلد الأسدى ، يوم قتل ثابت بن أقرم فى الردّة ، فهذا قول جمهور أهل السير فى أخبار أهل الردة ، إلا سليمان التيمى ، فإنه ذكر أن عكاشة بن محصن قتل فى سريّة بعثها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلى بنى أسد بن خزيمة ، فقتله طليحة ، وقيل ثابت بن أقرم ، ولم يتابع سليمان على هذا القول. وقصة عكاشة مشهورة فى الردة.

وكان عكاشة يوم توفى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ابن أربع وأربعين سنة ، وقتل بعد ذلك بسنة ، وقال ابن سعد : سمعت بعضهم يشدّد الكاف من عكاشة ، وبعضهم يخفّفها. وكان من أعظم الرجال وأجملها. انتهى. وذكر النووى : أن الأكثرين رووا : عكّاشة ، بالتشديد.

* * *

من اسمه عكرمة

٢٠١٩ ـ عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم القرشى المخزومى المكى :

ذكره الزبير بن بكار ، بعد أن ذكر شيئا من خبر أخيه الحارث ، وقال : روى عنه الحديث ، وكان من وجوه قريش ، وأمه أم سعيد بن كليب بن حزن بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب. انتهى.

__________________

٢٠١٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٨٥٦ ، أسد الغابة ترجمة ٣٧٣٨ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٦٤ ، طبقات خليفة ٣٥ ، تاريخ خليفة ١٠٢ ، ١٠٣ ، التاريخ الكبير ٧ / ٨٦ ، التاريخ الصغير ١ / ٣٤ ، المعارف ٢٧٣ ، ٢٧٤ ، الجرح والتعديل ٧ / ٣٩ ، مشاهير علماء الأمصار ترجمة ٥٠ ، حلية الأولياء ٢ / ١٢ ، تهذيب الأسماء واللغات ، ١ / ٣٣٨ ، العبر ١ / ١٣ ، مجمع الزوائد ٩ / ٣٠٤ ، الإصابة ترجمة ٥٦٤٨ ، شذرات الذهب ١ / ٣٦ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٠٧).

٢٠١٩ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٧ / ٩).

٢٢٦

وقد روى عكرمة بن خالد هذا ، عن أبى هريرة ، وابن عبّاس ، وابن عمر ، وغيرهم. روى عنه أيوب السّختيانى ، وقتادة ، وابن جريج ، وحنظلة بن أبى سفيان ، والأوزاعى ، وغيرهم. روى له الجماعة ، إلا ابن ماجة.

قال ابن معين : ثقة. وسئل عنه أبو زرعة الرازى فقال : مكى ثقة ، يقال : مات بعد عطاء. ومات عطاء فى سنة أربع عشرة.

وذكر الذهبى : أن الجماعة رووا له إلا ابن ماجة.

وذكر صاحب الكمال : أنهم رووا له إلا البخارى.

٢٠٢٠ ـ عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر العبدرىّ الشّيبى الحجبى ، مولاهم ، أبو القاسم المكى المقرئ :

ذكره الذهبى فى طبقات القراء وقال : قرأ القرآن على شبل بن عباد ، وإسماعيل القسط. قرأ عليه البزّى ، وهو شيخ مستور الحال ، فيه جهالة. تفرد عنه البزّى بحديث مرفوع فى التكبير منه والضحى ، والحديث وإن أخرجه أبو عبد الله الحاكم فى مستدركه ، فهو خبر منكر ، والبزّى غير حجة فى الحديث.

٢٠٢١ ـ عكرمة بن سلمة بن ربيعة :

هكذا ذكره مسلم فى الطبقة الثانية من تابعى أهل مكة ، ولعله عكرمة بن سليمان بن ربيعة ، الذى يروى عن مجمّع بن يزيد ورجال من الأنصار ، وعنه هشام بن يحيى بن العاص. روى له ابن ماجة.

٢٠٢٢ ـ عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى بن كلاب القرشى العبدرى :

هكذا ذكره ابن عبد البر ، وقال : هو الذى باع دار النّدوة من معاوية بمائة ألف درهم ، وهو معدود فى المؤلّفة قلوبهم. والله أعلم.

__________________

٢٠٢٠ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٧ / ١١).

٢٠٢١ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب التهذيب ٧ / ٢٦٠).

٢٠٢٢ ـ انظر ترجمته : (أسد الغابة ترجمة ٤٧٤٢ ، الاستيعاب ترجمة ١٨٥٨ ، الإصابة ترجمة ٥٦٥٧).

٢٢٧

٢٠٢٣ ـ عكرمة بن أبى جهل ـ واسم أبى جهل عمرو ـ بن هشام بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى المكى ، يكنى أبا عثمان :

ذكره الزبير بن بكار ، فقال : وهو من مسلمة الفتح ، وفيه يقول الشاعر [من الرجز](١) :

إنّك لو شهدتنا بالخندمه

إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمه

فلحقتنا بالسّيوف السلمه

لم تنطفى فى اللوم أدنى كلمة

وكان عكرمة خرج هاربا يوم الفتح ، استأمنت له زوجته أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة ، من النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأمنّه ، فأدركته باليمن ، فردته إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما رآه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قام إليه فرحا به ، وقال : مرحبا بالمهاجر!.

وقال الزبير : قال عمى مصعب بن عبد الله : زعم بعض من يعلم ، أن قيام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفرحه به ، كان أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، رأى فى منامه ، أنه دخل الجنة ، فرأى فيها عذقا مذلّلا ، فأعجبه ، فقال : لمن هذا؟ فقيل له ، لأبى جهل.

فشق ذلك عليه ، فقال : ما لأبى جهل والجنة! والله لا يدخلها أبدا. فلما رأى عكرمة أتاه مسلما ، تأوّل ذلك العذق ، عكرمة بن أبى جهل ، وقدم عليه عكرمة منصرفه من مكة بعد الفتح بالمدينة ، فجعل عكرمة كلما مرّ بمجلس من مجالس الأنصار ، قالوا : هذا ابن أبى جهل ، وسبّوا أبا جهل ، فشكى ذلك عكرمة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تؤذوا الأحياء بسبّ الأموات».

ولما ندب أبو بكر رضى الله عنه الناس إلى غزو الروم ، وقدم الناس فعسكروا بالجرف ، على ميلين من المدينة ، خرج أبو بكر رضى الله عنه يطوف فى معسكرهم ،

__________________

٢٠٢٣ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٣٢٩ ، نسب قريش ٣١٠ ـ ٣١١ ، طبقات خليفة ٢٠ / ٢٢٩ ، تاريخ خليفة ٩٢ ، التاريخ الكبير ٧ / ٤٨ ، التاريخ الصغير ١ / ٣٥ ، ٣٩ ، ٤٩ ، المعارف ٣٣٤ ، الجرح والتعديل ٧ / ٦ ـ ٧ ، مشاهير علماء الأمصار ترجمة ١٧٤ ، الاستيعاب ترجمة ١٨٥٧ ، ابن عساكر ١ / ٣٧٥ ، أسد الغابة ترجمة ٣٧٤١ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٣٣٨ ـ ٣٤٠ ، تهذيب الكمال ٩٥٠ ، العبر ١ / ١٨ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٥٧ ، الإصابة ترجمة ٥٦٥٤ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢٧٠ ، كنز العمال ١٣ / ٥٤٠ ، شذرات الذهب ١ / ٢٧ ـ ٢٨ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٢٣).

(١) البيتان ذكرهما مصعب فى نسب قريش (٣١١) ، وهما فى سيرة ابن هشام (٢ / ٤٠٧).

٢٢٨

ويقوّى الضعيف منهم ، فبصر بخباء عظيم حوله مرابطة ثمانية أفراس ، ورماح وعدّة ظاهرة ، فانتهى إلى الخباء ، فإذا خباء عكرمة ، فسلم عليه ، وجزاه أبو بكر خيرا ، وعرض عليه المعونة ، فقال له عكرمة : أنا غنىّ عنها ، معى ألفا دينار ، فاصرف معونتك إلى غيرى. فدعا له أبو بكر بخير ، ثم استشهد يوم أجنادين ولم يترك ولدا.

وأمه أم مجالد بنت يربوع ، إحدى نساء بنى هليل بن عامر.

وذكر ابن عبد البر : أن عكرمة كان شديد العداوة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو وأبوه ، وكنّى النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم أباه بأبى جهل ، وكان يكنى أبا الحكم. وكان عكرمة فارسا مشهورا ، أسلم وحسن إسلامه ، وكان مجتهدا فى قتال المشركين مع المسلمين ، واستعمله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عام حج على هوازن بصدقتها ، ووجهّه أبو بكر إلى عمان ، وكانوا ارتدوا ، فظهر عليهم. ثم وجهّه أبو بكر إلى اليمن ، وولّى عمان حذافة القلعان (٢). ثم لزم عكرمة الشام مجاهدا ، حتى قتل يوم اليرموك ، فى خلافة عمر ، هذا قول ابن إسحاق.

واختلف فى ذلك قول الزبير بن بكار ، فقال : قتل يوم اليرموك شهيدا. وقال فى موضع آخر : استشهد يوم أجنادين. وقيل إنه قتل يوم مرج الصفر ، وكانت أجنادين ومرج الصّفرّ فى عام واحد ، سنة ثلاث عشرة ، فى آخر خلافة أبى بكر رضى الله عنه.

وروى الزبير عن محمد بن الضحاك بن عثمان عن أبيه : أن عكرمة لما سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يستغفر له ، فاستغفر له. فقال عكرمة : والله لا أدع نفقة كنت أنفقها فى صدّ عن سبيل الله ، إلا أنفقت ضعفها فى سبيل الله. ثم اجتهد فى العبادة ، حتى قتل فى زمن عمر رضى الله عنه.

وروى الزبير بسنده إلى الأعمش ، عن أبى إسحاق نحوه ، وقال : فلما كان يوم اليرموك ، نزل فترجّل وقاتل قتالا شديدا فقتل ، فوجد به بضع وسبعون ، من بين طعنة وضربة ورمية.

وقال الزبير : حدثنى عمّى ، عن جدّى ، عبد الله بن مصعب ، قال : استشهد يوم اليرموك الحارث بن هشام ، وعكرمة بن أبى جهل ، وسهيل بن عمرو ، وأتوا بماء وهم صرعى ، فتدافعوه ، كلما دفع إلى رجل منهم قال : اسق فلانا ، حتى ماتوا ولم يشربوا. قال : طلب عكرمة الماء ، فنظر إلى سهيل ينظر إليه ، فقال : ادفعه إليه ، فنظر سهيل إلى الحارث ينظر إليه ، فقال : ادفعه إليه ، فلم يصل إليه ، حتّى ماتوا كلهم ، رضى الله عنهم.

__________________

(٢) «حذافة القلعان» ذكره الطبرى فى تاريخه أنه «حذيفة بن محصن الغلفانى».

٢٢٩

وذكر هذا الحديث محمد بن سعد ، إلا أنه جعل مكان سهيل : عيّاش بن أبى ربيعة.

وذكر ابن سعد أنه ذكره للواقدى ، فقال : هذا وهم ، روينا عن أصحابنا أهل العلم والسّير أن عكرمة بن أبى جهل ، قتل يوم أجنادين شهيدا ، فى خلافة أبى بكر رضى الله عنه ، لا خلاف بينهم فى ذلك. انتهى.

وذكر الحسن بن عثمان الزيادى ، أنه استشهد بأجنادين ، وهو ابن اثنتين وستين سنة. انتهى.

وروينا فى مسند أبى يعلى الموصلى ، عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه ، أن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أمّن الناس إلا أربعة رجال ، وامرأتين ، أمر بقتلهم ، وإن وجدوا متعلقين بأستار الكعبة ، منهم عكرمة بن أبى جهل ، وأن عكرمة هرب فركب البحر ، فأصابتهم شدة ، فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة : أخلصوا ، فإن آلهتكم لا تغنى عنكم شيئا هاهنا.

فقال عكرمة : إن لم ينجنى فى البحر إلا الإخلاص ، ما ينجينى فى البرّ غيره. اللهم لك علىّ عهد ، إن أنت عافيتنى مما أنا فيه ، أن آتى محمدا ، حتى أضع يدى بيده ، فلأجدنّه عفوا كريما ، فأسلم. انتهى. باختصار.

٢٠٢٤ ـ عكرمة البربرى أبو عبد الله الهاشمى :

مولى ابن عباس رضى الله عنهما ، وأحد فقهاء مكة ، روى عن مولاه ابن عباس ، وعلىّ بن أبى طالب ، وصفوان بن أميةّ ، ومعاوية بن أبى سفيان ، وعبد الله بن عمر ، وعقبة بن عامر ، وأبى هريرة ، وأبى قتادة ، وأبى سعيد ، وعائشة ، وغيرهم ، رضى الله عنهم.

روى عنه : الشّعبى ، وإبراهيم النّخعىّ ، وأبو الشعثاء جابر بن زيد ، وهم من أقرانه ، وعمرو بن دينار ، والزهرى ، وأيوب ، وقتادة ، وخلق. روى له الجماعة ، إلا أن مسلما ، روى له مقرونا بغيره.

قال عبد الرحمن بن حسّان : سمعت عكرمة يقول : طلبت العلم أربعين سنة ، وكنت أفتى زمن ابن عباس.

__________________

٢٠٢٤ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب التهذيب ٧ / ٢٦٣ ـ ٢٧٣ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٤٤٠ ، حلية الأولياء ٣ / ٣٢٦ ، ذيل المذيل ٩٠ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٢٠٨ ، ابن خلكان ١ / ٣١٩ ، الخلاصة ٢٢٩ ، الأعلام ٤ / ٢٤٤ ، ٢٤٥).

٢٣٠

وقال ابن عيينة : سمعت عمّن سمع أبا الشعثاء يقول : هذا عكرمة مولى ابن عباس ، هذا أعلم الناس.

وقال قتادة : أعلمهم بالتفسير عكرمة. وقال مرّة : أعلمهم بالسّيرة عكرمة.

وذكره ابن عبد البر فى فقهاء مكة من أصحاب ابن عباس ، وقال : كان فقيها عالما بتفسير القرآن والسّير ، وقد طعن عليه بعض من لم يلتفت العلماء إلى قوله ، وهو عندهم ثقة مأمون ، مقبول القول ، حسن الرأى ، لا يختلف أئمة الحديث ومتأخر والعلماء فى ذلك. انتهى.

والكلام فى عكرمة ، بسبب أنه كان يرأى رأى الخوارج ، وكلام مالك ، ويحيى بن سعيد فيه ، بسبب رأيه ذلك. وقد وثّقه أحمد ، وابن معين ، وأبو حاتم ، والنسائى ، وغيرهم.

وقال صاحب الكمال : قال يحيى : إذا رأيت أحدا يتكلم فى حمّاد بن سلمة ، وعكرمة مولى ابن عباس ، فاتّهمه على الإسلام ، وهذه منقبة.

وكان عكرمة كثير التنقل فى الأقاليم ، دخل اليمن وخراسان والغرب ، وكانت الأمراء تكرمه وتقبله.

واختلف فى وفاته ، فقيل سنة أربع ومائة ، قاله ابن المدينى. وقيل خمس ومائة ، قاله مصعب الزبيرى وجماعة : وقيل سنة ست ومائة ، قاله الهيثم بن عدى وغيره. وقيل سنة سبع ومائة ، قاله أبو نعيم وجماعة. ومات معه فى يوم موته : كثيّر عزة ، فقيل : مات اليوم أفقه الناس وأشعرهم. وكانت وفاته بالمدينة ، وله أربع وثمانون سنة فيما قيل. ولما مات مولاه عبد الله بن عباس ، كان عكرمة رقيقا ، فباعه علىّ بن عباس ، من خالد بن يزيد بن معاوية ، بأربعة آلاف دينار ، فقيل له : بعت علم أبيك! فاستقاله علىّ من خالد ، وأعتقه علىّ.

* * *

من اسمه علقمة

٢٠٢٥ ـ علقمة بن سعيد بن العاص بن أمية الأموى :

شهد مع إخوته فتوح الشام ، ذكره هكذا الذهبى فى التجريد. ولم أر من ذكره

__________________

٢٠٢٥ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٤ / ٥٥١ ، التجريد ١ / ٤٢٢).

٢٣١

سواه ، وأخشى أن يكون وهما ، فإن ابن قدامة ، لم يذكر فى كتاب «التبيين فى أنساب القرشيين» أحدا اسمه علقمة ، فى أولاد سعد بن العاص بن أمية ، والله أعلم.

٢٠٢٦ ـ علقمة بن سفيان الثقفى ، ويقال علقمة بن سهيل :

وقال ابن إسحاق فى حديثه ذلك ، عن عطية بن أبى سفيان ، واضطرب فيه هذا الاضطراب ، ولا يعرف هذا الرجل فى الصحابة. ذكره هكذا ابن عبد البر.

وقال الكاشغرىّ : علقمة بن صفوان الثّقفى ، سكن البصرة ، وفى إسناده اضطراب. قال أبو عمر : ولا تعرف له صحبة. انتهى.

هذا صريح فى أنه المذكور ، وإنما أوردت كلام الكاشغرىّ ، لأنه يدل على خلاف فى اسم أبيه ، ولما فيه من سكناه البصرة.

٢٠٢٧ ـ علقمة بن الفغواء الخزاعى :

ذكر أبو عمر ، أنه كان دليل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى تبوك. روى عنه ابنه عبد الله ، وهو أخو عمرو بن الفغواء.

وذكره الذهبى فقال : يقال له صحبة ، سكن المدينة ، قيل كان دليل المسلمين إلى تبوك. وإنما ذكرنا كلام الذهبى ؛ لأنه يدل على خلاف ما جزم به أبو عمر فى دلالته إلى تبوك ، وكلام الكاشغرىّ يدلّ على ما ذكره أبو عمر. والله أعلم.

٢٠٢٨ ـ علقمة بن ناجية بن الحارث بن كلثوم الخزاعى ثم المصطلقىّ :

ذكره الذهبى ، وقال : نزل البادية ، له حديث. وذكره قبله أبو عمر بن عبد البر ، فقال : علقمة بن ناجية الخزاعى ، مدنىّ سكن البادية ، له حديث واحد ، مخرجه عن ولده.

وذكره الكاشغرى كما ذكره ابن عبد البر ، إلا أنه قال : ثم المصطلقى ، وقال : روى نزول (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) [الحجرات : ٦] الآية.

__________________

٢٠٢٦ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ترجمة ٥٦٨٧ ، الاستيعاب ترجمة ١٨٦٦ ، أسد الغابة ترجمة ٣٧٧٤).

٢٠٢٧ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ترجمة ٥٦٩٢ ، الاستيعاب ترجمة ١٨٦٨ ، أسد الغابة ترجمة ٣٧٧٩).

٢٠٢٨ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ترجمة ٥٦٩٤ ، الاستيعاب ترجمة ١٨٧٠ ، أسد الغابة ترجمة ٣٧٨١).

٢٣٢

٢٠٢٩ ـ علقمة بن نضلة بن عبد الرحمن بن علقمة الكندى ، ويقال الكنانى :

سكن مكة ، روى عنه عثمان بن أبى سليمان. وذكره المزّى فى التهذيب. فقال : علقمة بن نضلة بن عبد الرحمن بن علقمة الكنانى ، ويقال الكندى المكى. روى عن عمر ابن الخطاب مرسلا ، وأبى سفيان بن حرب.

وروى عنه الحسن بن عثمان بن القاسم بن عقبة بن الأزرق الأزرقى ، وعثمان بن أبى سليمان المكى. وقد ظنّ بعضهم أن له صحبة ، وليس بشىء.

وذكره ابن حبّان فى الثقات ، فى أتباع التابعين من الثّقات ، وقال : روى عن الحجازيّين.

روى له ابن ماجة حديثا واحدا (١) ، من رواية عثمان بن أبى سليمان عنه ، قال : توفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبو بكر ، وعمر رضى الله عنهما ، وما تدعى رباع مكة إلا السوائب.

زاد فى الكمال : من احتاج سكن ، ومن استغنى أسكن. كما نسبه المزى ، إلا أنه قدّم عبد الرحمن على علقمة. ونقل الذهبى عن ابن مندة أنه قال : هو تابعى.

٢٠٣٠ ـ علوان بن الحسن الأغلبى ، يكنى أبا عقال :

المجاور بمكة ، كان من ملوك بنى الأغلب ، وهم من ملوك المغرب ، فانقطع وصحب الشيخ أبا هارون الأندلسى.

وكان أبو عقال يقوم الليل ، والشيخ هارون ينام الليل ، فوجد أبو عقال فى نفسه من نوم الشيخ هارون ، فقيل له فى النوم (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) [الجاثية : ٢١] الآية. فلحق أبو عقال بمكة شرفها الله تعالى ، وكان يحمل القربة على ظهره لقوته.

ومات بمكة شرفها الله تعالى ، وهو ساجد فى صلاة الفريضة فى المسجد الحرام ، سنة

__________________

٢٠٢٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٨٧١ ، الإصابة ترجمة ٦٨٢١ ، أسد الغابة ترجمة ٣٧٨٢).

(١) فى سننه ، فى كتاب المناسك ، حديث رقم (٣١٠٧) من طريق : أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد بن أبى حسين عن عثمان بن أبى سليمان عن علقمة بن نضلة قال : توفى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر وعمر وما تدعى رباع مكة إلا السوائب من احتاج سكن ومن استغنى أسكن.

٢٣٣

ست وتسعين ومائتين ، وكان قد صحب عدة من أصحاب سحنون ، وسمع منهم ، وكتبت أخته العابدة على قبره أبياتا.

نقلت هذه الترجمة من تعاليق أبى العباس الميورقى من خطه ، أو من خط محمد بن أبى بكر بن حنكاس الزّبيدى اليمنى ، والله أعلم.

«وأبو» قبل «هارون» سقط فى موضعين ، وثبت فى موضع ، وما عرفت أىّ ذلك أصوب. فليحرّر.

* * *

من اسمه علىّ

٢٠٣١ ـ على بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن مهدى الكنانى المدلجّى ، أبو الحسن نور الدين الفوّى :

نزيل الحرمين. هكذا وجدت نسبه بخطه ، ووجدت بخطه ، أنه سمع صحيح البخارى على أبى على عبد الرحيم بن عبد الله الأنصارى المعروف بابن شاهد الجيش ، وعلى أحمد بن كشتغدى: جزء الجمعة للنسائى ، وعلى أبى نعيم الإسعردى : جزء البطاقة ، وسمعه على أبى الفتح الميدومىّ ، وغير ذلك.

ووجدت بخطه جزءا خرّجه لنفسه سماه : «تحفة طالب التحديث بما علا إسناده من الحديث» أخرج فيه عن محمد بن غالى الدّمياطىّ ، والأستاذ النحوى أبى حيّان الأندلسى ، وزين الدين أبى بكر بن قاسم الرّحبىّ ، ونجم الدين عبد العزيز بن أبى الدّر الرّبعى ، وجماعة من أصحاب الفخر بن البخارى ، وطبقته.

وروى فيه بالإجازة عن الرضى الطبرى ، وأبى العبّاس الحجّار ، وغيرهم. وقرأ وسمع كثيرا بدمشق والمدينة ومكة ، خصوصا مع ولده أبى الطيب محمد ، وكان حمله إلى الشام وديار مصر ، وأحضره على الزيتاوى بنابلس ، وعلى ابن الشّيرجىّ ، وستّ العرب بدمشق ، ثم سمع على ابن أميلة وغيره. وحدّث.

سمع منه والدى ، وشيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، وسألته عنه فقال : كان فاضلا ، له مشاركة فى علم الحديث والعربية ، درّس بمكة دروسا فى الحديث ، لإسماعيل ابن زكريا ، وكان يتردد إلى مكة كثيرا ، وجاور بها قديما ثم استوطنها ، وكان يتوجه منها طالبا للرزق. انتهى.

__________________

٢٠٣١ ـ انظر ترجمته فى : (الدرر الكامنة ٣ / ١٠ ، شذرات الذهب ٦ / ٢٧٥).

٢٣٤

وإسماعيل بن زكريا المشار إليه ، هو أمير كان ببغداد ، وبها مات مقتولا ، فى يوم جمعة ، فى وقت خروجه لصلاة الجمعة ، فى نصف رجب ، سنة إحدى وثمانين وسبعمائة ، والدرس الذى قرّره للفوّى ، هو بحرم المدينة ، وأعطاه ـ فيما بلغنى لذلك ، لما ورد عليه الفوى بغداد ـ نحو ألف مثقال ذهبا ، ومات إسماعيل بعد تقريره لهذا الدرس بقليل ، وولى الفّوى تدريسا فى الحديث بالمسجد الحرام ، للسلطان شاه شجاع ، صاحب الرباط المقابل لباب الصفا ، وصاحب بلاد فارس ، وكان يحصل له بسببه فى السنة ـ فيما بلغنى ـ نحو مائتى مثقال ، وكان يدرّس خلف مقام الحنفية عند أول الرواق. وقد أجاز لى شيخنا الفوى باستدعاء شيخنا ابن سكر.

توفى فى يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من جمادى الأولى ، سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة ، ودفن بتربة الصوفية بظاهر القاهرة. نقلت وفاته من خط شيخنا العلّامة الحافظ أبى زرعة العراقى.

٢٠٣٢ ـ على بن أحمد بن أبى بكر بن حسين المصرى ، الشيخ الإمام علاء الدين المعروف بالوشاقى :

نزيل مكة ، ولد فى سنة ست وثمانين وسبعمائة ، وأخذ الفقه عن الشيخ سراج الدين عمر المعروف بقارئ الهداية ، شيخ الشّيخونية بالقاهرة فى تاريخه ، وأخذ عن شيخنا العلّامة عز الدين محمد بن أبى بكر بن جماعة فنونا من العلم ، وعن القاضى شمس الدين النسوى المصرى ، القراءات السّبع أو بعضها.

وكان ذا معرفة بالقراءات والعربية والفقه والأصول ، وغير ذلك. فى خلقه حدّة. قدم إلى مكة فى آخر سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة ، وجاور بها قريبا من أربع سنين ، وجاور بالمدينة غالب سنة ست وعشرين ، وكان فى مجاورته بمكة طارحا للتكلّف ، متقشفا مكثرا من العبادة ، وسكن فى أكثر أوقاته برباط السّدرة ، وقليلا برباط ربيع بمكة ، وبه مات فى السادس والعشرين من شهر رمضان سنة سبع وعشرين وثمانمائة ، ودفن بعد العصر بالمعلاة.

أخبرنى باسم أبيه ، وجده ، وجد أبيه ، وبمولده عنه ، بعض أصحابنا المحدّثين ، رحمه‌الله تعالى.

__________________

٢٠٣٢ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٥ / ١٦٤).

٢٣٥

٢٠٣٣ ـ على بن أحمد بن عبد العزيز بن القاسم بن عبد الرحمن ، المعروف بالشهيد الناطق ، بن القاسم بن عبد الله العقيلى ـ بفتح العين ـ الهاشمىّ ، القاضى نور الدين أبو الحسن النويرى المكى المالكى :

إمام المالكية بالحرم الشريف ، ولد [......](١) من شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة ، كذا كتب لنا بخطه ، وسمع بمكة مع جدّى ، أخيه القاضى أبى الفضل النويرى ، على عيسى بن عبد الله الحجى : صحيح البخارى. وعليه وعلى الزين الطّبرى ، ومحمد بن الصفى ، وبلال عتيق ابن العجمى ، والجمال المطرى : جامع الترّمذى.

وعلى الزّين : السيرة لجدّه المحبّ ، وصفوة القرى ، وعلى عيسى بن الملوك : الأحاديث السباعيّة والثمانية ، لمؤنسة خاتون ، وغير ذلك من مسموعات أخيه القاضى أبى الفضل ، وغيرها بمكة على جماعة ، وبالمدينة مع أخيه أيضا على الزبير بن على الأسوانى : الشفاء للقاضى عياض ، وعلى المطرى ، وخالص البهائى : إتحاف الزائر لابن عساكر ، عنه.

وعلى علىّ بن عمر حمزة الحجّار : عدة أجزاء. وأجاز له مع أخيه من مصر ، فى سنة إحدى وأربعين وسبعمائة ، بدر الدين الفارقى ، وبدر الدين حسن بن محمد بن السّديد الإريلى ، وأبو نعيم بن الإسعردى ، وأحمد بن محمد بن عمر الحلبى ، وأحمد بن على المشتولى ، وصلاح الدين يوسف بن أحمد بن عبيد الموقّع ، وابن شاهد الجيش ، وأحمد بن محمد بن أحمد بن الإخوة ، وأبو الفتح الميدومى ، وآخرون. ومن القدس : الأديب تاج الدين عبد الباقى بن عبد المجيد اليمانى، وآخرون.

ومن دمشق : مسندها أحمد بن على الجزرىّ ، والحافظان أبو الحجاج المزّى ، وأبو عبد الله الذهبى ، وعبد الرحيم بن إبراهيم بن إسماعيل بن أبى اليسر ، وعلى بن العز عمر المقدسى ، وعلى بن عبد المؤمن بن عبد العزيز بن عبد الحارث ، وشمس الدين محمد بن عمر السّلاوىّ ، ومحمد بن إسماعيل بن الخباز ، وعمته نفيسة بنت إبراهيم ، وعبد الرحمن ابن منّاع التّكريتىّ ، وأحمد بن عمر بن عفاف الموسوى ، وآخرون. وحدّث بالحرمين.

سمعت منه الشفاء وغيره ، وقرأت عليه جامع الترمذى ، وإتحاف الزائر ، وغير ذلك. وولى إمامة المالكيّة ، بعد عمر بن عبد الله المالكىّ ، ابن أخى الشيخ خليل المالكى حتى مات ، وذلك ثلاثة وثلاثون سنة وأشهر ، ونال بسبب الإمامة من التّكاررة والمغاربة دنيا

__________________

٢٠٣٣ ـ انظر ترجمته فى : (الدرر الكامنة ٣ / ١٧).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٣٦

كثيرة ، ومعظم ذلك من التّكاررة ، وكان يناله من قبل سلطانهم ، نحو ألف مثقال ذهبا ، فى كثير من السنين ، غير ما يناله من شيخ ركب التكاررة ، ومن فيه من أعيانهم ، وربما يحصل له من الذين فى الركب نحوا ممّا يحصل له من قبل السلطان ، وتجمّل بذلك حاله كثيرا فى أمر دنياه وعياله ، وكان يعين خاله القاضى شهاب الدين الطبرى فى أمر دنياه وغير ذلك من مصالحه ، واكتسب فى حياته جانبا من الدنيا ، وكان يذكر أن ما اكتسبه من الدنيا ، قبل أن يلى الإمامة ، من تركة الشيخ خليل المالكى ، وهو زوج أمّه ، وقد تزوج من بنات خاله بأمّ الحسين ، ثم بزينب ، ثم بخديجة.

وناب فى الحكم عن أخيه القاضى أبى الفضل فى غالب ولايته ، وسئل فى إخراج مرسوم من صاحب مصر بولايته فى الحكم بمكة ، فامتنع من ذلك ، رعاية لخاطر أخيه ، ولم ينب لشهاب الدين بن ظهيرة ، فلما عزل ابن ظهيرة بخالى القاضى محب الدين النّويرىّ بن القاضى أبى الفضل ، ناب له عمه القاضى نور الدين النويرى حتى مات. وكان ينوب عنه فى حضور حاصل زيت الحرم وشمعه ، وهو المتولى لحساب من يقبض ذلك ، وأظنه كان يلى ذلك أيضا فى حياة أخيه.

وكان ذا مروءة وعصبية لمن ينتمى إليه ، وخبرة بأمر دنياه ، وكان يذاكر بأشياء حسنة ، وولى تدريس الحديث بالمنصورية ، ودرّس الفقه للأشراف صاحب مصر ، وغيره.

توفى يوم الجمعة الثامن من جمادى الآخرة ، سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بعد العصر بالمعلاة ، على أمه كماليّة بنت القاضى نجم الدين الطبرى ، وكان فيما قيل يشبه جده القاضى نجم الدين الطبرى فى شكله ، وكان طويلا غليظا أبيض منوّر الشّيبة ، وخلفه فى الإمامة ولداه : بهاء الدين عبد الرحمن ، وشهاب الدين أحمد.

٢٠٣٤ ـ على بن أحمد بن محمد بن سالم بن على ، موفّق الدين ، المعروف بابن سالم الزبيدى المكى الشافعى :

ولد بزبيد ونشأ بها ، وعنى فيها بالعلم ، فأخذ عن غير واحد بها ، ثم رحل إلى مكة ، فأخذ العلم بها عن جماعة ، منهم الشيخ أبو العباس بن عبد المعطى ، أخذ عنه النحو ، والشيخ جمال الدين الأميوطى ، أخذ عنه الفقه ، وغيره. وسمع كثيرا ، وسمع بها من الكمال محمد بن عمر بن حبيب الحلبى : صحيح البخارى ـ على ما ذكر ـ وسنن ابن ماجة ، ومسند الشافعى ، ومعجم ابن قانع ، وأسباب النزول للواحدى ، وغير ذلك.

__________________

٢٠٣٤ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٥ / ١٨٢).

٢٣٧

وسمع بمكة من آخرين ، وأخذ العلم عن آخرين ، وكان بصيرا بالفقه والعربية والعروض والفرائض والحساب وغير ذلك.

درس بالمدارس بمكة ، فى بعض أيام نظر عمه القاضى سراج الدين عبد اللطيف بن سالم عليها ، وكان نائب عمه فى نظرها فى غيبته ، ويتولى قبض ما ينفذه لأجلها ولعياله ، وغير ذلك.

ولما بلغه موت عمّه ، رحل إلى اليمن ، فلم ينل ما كان يؤمله من مصير أمر المدارس إليه ، وما حصل له من وظائفها ، إلا الإعادة بالمدرسة المجاهديّة ، فانقطع باليمن ، وعنى بالزرع ، وما حصل منه على طائل ، وأصابه ضعف فى نظره ، وما عاد إلى مكة حتى مات.

وكان رحل إلى دمشق بعد سنة ثمانين وسبعمائة ، وسمع بها من بعض شيوخنا بالإجازة ، منهم الحافظ الصّامت بن المحب ، ودخل مصر أيضا ، وأخذ بها عن غير واحد ، وولى نظر المطهرة الناصرية بمكة ، وكان مدّة مقامه بمكة ، نحو ثلاثين سنة.

وتوفى ـ فيما بلغنى ـ فى ذى القعدة سنة ثمان عشرة وثمانمائة بزبيد ، ووصل نعيه إلى مكة فى شهر ربيع الأول من سنة تسع عشرة وثمانمائة ، وكان قد جاوز سبعين سنة بنحو سنتين ، فإنه ولد فى سنة سبع وأربعين وسبعمائة ، فى جمادى الآخرة ، على ما أخبرنى به.

سمعت منه بزبيد : الباب الأول من سنن ابن ماجة ، وحديثين منها ، أحدهما ثلاثى ، وأجاز لى مروياته ، وكان فيه خير ودين ومروءة.

٢٠٣٥ ـ على بن أحمد بن على بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن ميمون القيسى تاج الدين ، أبو الحسن ، بن الشيخ أبى العباس القسطلانى المصرى المكي المالكى :

سئل عن مولده ، فذكر أنه فى ليلة السابع عشر من جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ، وسمع من الشريف يونس بن يحيى الهاشمى : صحيح البخارى ، ومن زاهر بن رستم : جامع الترمذى ، ومن أبى الفتح الحصرى : مسند الشافعى ، وسنن أبى داود ، والنسائى.

__________________

٢٠٣٥ ـ انظر ترجمته فى : (شجرة النور الزكية ١٦٩).

٢٣٨

وسمع من ابن أبى الصيف ، وأبى عبد الله بن البناء ، بمكة ، وبمصر من أبى الحسن بن جبير : كتاب الشفاء للقاضى عياض ، عن التميمى ، إجازة عنه ، وغيره بمصر. وحدّث بها وبمكة. سمع منه الأعيان ، وآخر أصحابه أبو الفتح الميدومىّ ، له منه إجازة ، وتفقه وأفتى ودرّس بمدرسة المالكية المجاورة للجامع العتيق بمصر [توفى سنة ستمائة وخمس وستون](١) ودفن بسفح المقطم.

نقلت مولده ووفاته من خط الشريف أبى القاسم الحسينى ، وذكر أنه سمع منه ، قال: وكان أحد المشايخ المشهورين بالفضل والدين ، المعروفين بحسن الخلق ، وطيب الأصل ، ولين الجانب ، ومحبة الحديث وأهله ، والتواضع والخشونة فى الدين. انتهى.

وأقام الشيخ تاج الدين بمكة سنين كثيرة مع والده وبعده ، وحدّث بها.

٢٠٣٦ ـ على بن أحمد بن على بن محمد بن داود البيضاوى ، نور الدين أبو الحسن المكى المعروف بالزّمزمىّ :

ولد ببلاد الهند ، وحمل لمكة طفلا ، فنشأ بها وحفظ القرآن العظيم ، وكتبا علمية فى فقه الحنفية ، وغير ذلك وأخذ الفرائض والحساب عن عمه الشيخ بدر الدين حسين بن على الزمزمى ، وكان نبيها فى ذلك وفى الفقه ، معتنيا بالعبادة ، حسن الطريقة.

رحل لأجل الرزق إلى شيراز ثم إلى اليمن والهند غير مرة ، ونال فى بعضها دنيا من بلاد كلبرجة من بلاد الهند ، وأدركه الأجل وهو مسافر لصوب الهند من عدن ، فغرق وفاز بالشهادة ، وذلك فى رمضان سنة أربع وعشرين وثمانمائة ، وهو فى آخر عشر الأربعين ظنّا.

٢٠٣٧ ـ على بن أحمد بن [على بن عيسى ، العلاء أبو الحسن الحصكفى،](١)الماردينى :

نزيل مكة ، ذكر ـ وهو ثقة خيّر ـ أنه سمع صحيح مسلم ، على بدر الدين محمد بن على بن عيسى بن قواليح ، وأنه سمع صحيح البخارى ، بقراءة الشيخ عماد الدين أبى بكر ابن أحمد الشهير بابن السّراج الدمشقى بها ، ولا أبعد أن يكون حضر فى حال قراءته

__________________

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل ، وأوردناه من شجرة النور.

٢٠٣٦ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٥ / ١٧٥).

٢٠٣٧ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٥ / ١٧٤).

(١) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل ، وأوردنا من الضوء اللامع.

٢٣٩

أحد من شيوخ دمشق ، الذين رووا صحيح البخارى عن الحجّار ، ووزيرة ، أو عن أحدهما ، أو عن من فى طبقتهما ، والله أعلم.

وكان ابن السراج ممّن رواه عن الحجّار. وحدّث المذكور ، ببعض صحيح مسلم بمكة ، بقراءة بعض أصحابنا ، ولم يقدّر لى السماع منه.

وكان معتنيا بالعبادة ، مقبلا على شأنه ، سكن المدرسة البنجاليّة بمكة مدّة سنين ، ثم انتقل عنها لرباط الخوزى ، فسكنه مدّة سنين حتى مات فى آخر يوم الخميس ثامن عشرى شوال سنة خمس وعشرين وثمانمائة ، ودفن بالمعلاة بعد المغرب ، وقد بلغ السبعين ظنّا. وكانت إقامته بمكة نحو عشر سنين ، وكان من أعيان بلدة ماردين. ثم تزهّد وقصد مكة للحج والمجاورة ، فيسّر الله له قصده.

٢٠٣٨ ـ على بن أحمد بن محمد بن سلامة بن عطوف بن يعلى السّلمىّ المكى ، الشيخ الإمام المقرئ نور الدين ، أبو الحسن على ، المعروف بابن سلامة :

ولد فى سنة ست وأربعين وسبعمائة بمكة ، وسمع بها على الفقيه خليل المالكىّ ، والقاضى عز الدين بن جماعة ، والشيخ عبد الله بن أسعد اليافعى ، ومحمد بن أحمد بن عبد المعطى ، سمع عليه صحيح ابن حبّان ، خلا الكلام.

وسمع بمكة على الكمال محمد بن عمر بن حبيب : صحيح البخارى ، ومسندى الطّيالسىّ ، والشافعى ، وسنن ابن ماجة ، ومعجم ابن قانع ، وأسباب النزول للواحدى.

ورحل إلى بغداد ، فسمع بها على جماعة : جملة من الكتب والأجزاء. ورحل إلى البلاد الشامية والمصرية ، فسمع بها جملة ، من ذلك بالقاهرة ، على مسندها عبد الرحمن ابن على البعلىّ : صحيح البخارى : ومسموع ابن الصواف من سنن النسائى ، وجزء ابن الطلاية. وعلى جماعة بالقاهرة ودمشق ، على الحافظ تقى الدين محمد بن رافع جانبا من أول الموطأ ، رواية ابن بكير ، وينتهى إلى قوله : العمل فى سجود القرآن. وعلى الحافظ عماد الدين إسماعيل بن كثير : مسند الدارمىّ. وعلى محمد بن على بن قواليح : صحيح مسلم ، وعلى عمر بن أميلة : جامع الترمذى ، وسنن أبى داود ، ومشيخة الفخر بن البخارى ، وعلى صلاح الدين بن أبى عمر ، من مسند أحمد بن حنبل ، المجلد الأول من مسند أبى هريرة ، وجميع مسند عائشة. وعلى محمد بن عبد الله الصفوى : جزء البيتوتة.

__________________

٢٠٣٨ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٥ / ١٨٣).

٢٤٠