العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٥

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٥

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٩٤

وانصرف فى صورة المنزعج. فقال الشيخ فخر الدين فى نفسه : هذا أحمق ، ثم فكر ساعة ، ورفع رأسه ، وإذا بالبيت يدور بالطائفين ثلاث دورات ، أشدّ ما يكون من الدوران ، وقام باكيا مستغفرا مما صدر منه ، ودخل إلى الطواف ليرى الرجل ، فما وجد له خبرا.

ووجدت بخط الجد أبى عبد الله الفاسى أيضا : أن الشيخ فخر الدين التوزرى ، أخبره فى نصف شعبان سنة ست وسبعمائة ، قال : أخبرنى الصالح أبو الحسن على المعروف بكرباج ، أنه دخل إلى بئر زمزم فى بعض السنين ، ليلة النصف من شعبان ليتوضأ ، أو يشرب ، أو غير ذلك. قال : فوجدتها قد فاضت إلى رأسها. انتهى.

وهذه الحكاية تصدق ما يقوله الناس ، من أن زمزم تفيض فى ليلة النصف من شعبان.

١٩٧١ ـ عثمان بن محمد بن أبى على بن عمر بن محمد بن موسى ، القاضى عماد الدين ، أبو عمرو الكردى الحميدىّ الشافعى :

ذكره المنذرى فى «التكملة». وقال : تفقه على مذهب الشافعى رضى الله عنه بالموصل على عمه ، ثم رحل إلى الإمام أبى سعد عبد الله بن أبى عصرون ، واشتغل عليه مدة فى المذهب ، وقدم مصر ، وتولى الحكم العزيز بثغر دمياط ـ حرسها الله ـ ثم عاد إلى القاهرة ، وناب بها عن قاضى القضاة أبى القاسم عبد الملك بن عيسى المارانى ، وبقليوب وأعمالها ، ودرّس بالجامع الأقمر ، وبالمدرسة السيفية بالقاهرة مدة.

وسمع بها من الحافظ أبى الحسن على بن المفضل المقدسى ، ثم توجه إلى مكة شرفها الله تعالى ، ولم يزل مجاورا بها إلى أن مات ، وما علمته حدث بشىء. وكان فاضلا ذا سمت حسن وثناء جميل.

وذكر المنذرى : أنه توفى ليلة الثالث عشر من ربيع الأول سنة عشرين وستمائة ، ودفن بالمعلاة.

١٩٧٢ ـ عثمان بن مسلم بن هرمز المكى :

روى عن نافع بن جبير بن مطعم. روى عنه : مسلم ، والمسعودى. روى له الترمذى(١).

__________________

١٩٧٢ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٦ / ١٦٧).

(١) فى سننه ، كتاب المناقب ، حديث رقم (٣٥٧٠) من طريق محمد بن إسماعيل حدثنا ـ

١٨١

قال النسائى : ليس به بأس. وذكره ابن حبان فى الثقات. ولم يذكر صاحب الكمال أنه مكى (٢).

١٩٧٣ ـ عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحى ، أبو السائب :

أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا ، وهاجر الهجرتين ، وشهد بدرا ، ومات بعد مرجعه منها ، وذلك بعد سنتين ونصف من الهجرة ، ودفن بالبقيع ، وهو أول من دفن به من الصحابة ، وأعلم النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبره بحجر ، وكان يزوره. وقال : هذا قبر فرطنا ، ونعم السلف لنا.

وكان من فضلاء الصحابة مجتهدا فى العبادة ، وكان قد همّ بطلاق زوجته وأن يختصى ، ويحرم اللحم والطيب. فرد عليه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنزل فى ذلك : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [المائدة : ٩٣] الآية فيه ، وفى على بن أبى طالب ، وكان الآخر هم بالاختصاء والتبتل.

وكان رضى الله عنه حرم الخمر فى الجاهلية ، وقال : لا أشرب شرابا يذهب عقلى ، ويضحك بى من هو أدنى منى ، ويحملنى على أن أنكح كريمتى.

واختلف فى وفاته ، فقيل : بعد اثنين وعشرين شهرا من مقدم النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة ، وهذا

__________________

ـ أبو نعيم حدثنا المسعودى عن عثمان بن مسلم ابن هرمز عن نافع بن جبير بن مطعم عن على قال : لم يكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالطويل ولا بالقصير شئن الكفين والقدمين ضخم الرأس ضخم الكراديس طويل المسربة إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما انحط من صبب لم أر قبله ولا بعده مثله. قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح. حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا أبى عن المسعودى بهذا الإسناد نحوه.

(٢) قال ابن حجر فى التقريب : «فيه لين». وقال الذهبى فى الميزان : «قال النسائى : ليس بذاك».

١٩٧٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٩٨ ، الإصابة ترجمة ٥٤٦٩ ، أسد الغابة ترجمة ٣٥٩٤ ، نسب قريش ٢٩٣ ، طبقات خليفة ٢٥ ، تاريخ خليفة ٦٥ ، التاريخ الكبير ٦ / ٢١٠ ، التاريخ الصغير ١ / ٢٠ ، ٢١ ، حلية الأولياء ١ / ١٠٢ ، ١٠٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٣٢٥ ، ٣٢٦ ، العبر ١ / ٤ ، مجمع الزوائد ٩ / ٣٠٢ ، كنز العمال ١٣ / ٥٢٥ ، شذرات الذهب ١ / ٩ ، سير أعلام النبلاء ١ / ١٥٣).

١٨٢

يدل على أنه توفى فى آخر سنة اثنتين. وقيل : إنه مات على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة.

وقال النووى : إنه توفى فى شعبان بعد سنتين ونصف من الهجرة. ورثته زوجته أم السائب بأبيات [من البسيط](١) :

يا عين جودى بدمع غير ممنون

على رزيّة عثمان بن مظعون

[على امرئ كان فى رضوان خالقه

طوبى له من فقيد الشخص مدفون

طاب البقيع له سكنى وغرقده

وأشرقت أرضه من بعد تفتين

وأورث القلب حظنا لا انقطاع له

حتى الممات وما ترقى له شونى](٢)

وفى صحيح البخارى ، أن أم العلاء الأنصارية قالت : أريت لعثمان رضى الله عنه فى المنام عينا تجرى ، فجئت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكرت ذلك له. فقال : «ذاك عمله» (٣).

١٩٧٤ ـ عثمان بن معاذ القرشى التيمى ، أو معاذ بن عبد الرحمن :

كذا روى حديثه ابن عيينة ، عن ابن قيس ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيميى ، عن رجل من قومه ، يقال له معاذ بن عثمان ، أو عثمان بن معاذ ، أنه سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ارموا الجمار بمثل حصى الحذف» (١).

١٩٧٥ ـ عثمان بن موسى بن عبد الله بن عبد الرحيم الطائى الإربلىّ أصلا ، الإمام أبو عمرو موفق الدين الآمدى مولدا ، الحنبلى :

إمام الحنابلة بالحرم الشريف ، سمع من عبد الرحمن بن أبى حرمىّ ، ووجدت بخط الآقشهرىّ: أنه يروى عنه صحيح البخارى ، وسمع من شرف الدين بن أبى الفضل المرسى ، وحدّث عنه بصحيح مسلم.

__________________

(١) الأبيات فى الاستيعاب ترجمة ١٧٩٨.

(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل ، وأوردناه من الاستيعاب.

(٣) الحديث أخرجه البخارى فى صحيحه ، كتاب الشهادات ، حديث رقم ٢٤٩٠ ، وكتاب التعبير ، حديث رقم ٦٥٠٠.

١٩٧٤ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ترجمة ٥٤٧٠ ، الاستيعاب ترجمة ١٧٩٩ ، أسد الغابة ترجمة ٣٥٩٥).

(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

١٩٧٥ ـ انظر ترجمته فى : (ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ٢ / ٢٨٦ ، تاريخ الإسلام للذهبى فى سنة ٦٧٤ ه‍).

١٨٣

سمع منه ولده القاضى جمال الدين محمد ، بفوت. وأجازه وسمع منه أيضا الحافظ شرف الدين الدمياطى ، وعلاء الدين بن العطار الدمشقى.

وذكر ابن مسدى فى معجمه ، فى ترجمة عبد الله بن عبد العزيز الصامت : أن عبد العزيز سمع شيئا من أبى يوسف الحكّاك ، بمدينة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بإفادة من لا يفهم ، وسمع منه من لا يعلم. فما أوقعوه فيه ، أن حدّث بكتاب الأربعين للطائى ، عن أبى يوسف هذا ، عن مؤلفها ، وإنما سمعها أبو يوسف هذا من يونس بن يحيى ، عن مؤلفها ، وكان سماعه من أبى يوسف بإفادة أبى عمرو وعثمان بن عبد الله الآمدى الحنبلى. وقد سألت عثمان هذا عن الإسناد ، قال : كان أبو يوسف قديم السن ، وكان عثمان هذا جاهلا بهذا الفن. وقد وقفت له على روايات وتسميعات ، سقط فيها لفيه إبراء إلى الله تعالى مما كان يقتضيه. انتهى.

ووجدت بخط الشيخ أبى العباس الميورقى فى تعاليقه : وأفادنا إمام الحنابلة الفقيه عثمان ، أن ابن المقيّر ، يروى عن ابن الزاغونى عن ابن عبد البر ، ورأيت أنا ذلك بخط الآمدى.

ووجدت بخط الميورقى : أن الرشيد محمد بن الزكى المنذرى ، ذكر له : أن ابن الزاغونى مولده سنة ثمان وستين وأربعمائة.

ووجدت بخطه قال : قال لى الإمام الحنبلى : إن الناس يختلفون فى الوفاة والمولد ، وحكى لى اختلافهم فى مولد النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ووفاته.

ووجدت بخطه أنه قال له : إنك قيدت مولد الزاغونى بالقلم الهندى وأخشى أن يكون تصحف عليك. وانتهى.

وكلام الآمدى هذا ، إنما ذكرته للتعجب ، كيف يصح أن يكون الزاغونى يروى عن ابن عبد البر ، وابن عبد البر مات فى سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربعمائة؟ وذلك قبل مولد ابن الزاغونى بأزيد من أربع سنين!.

وذكره الذهبى فى تاريخ الإسلام. وقال : روى عن يعقوب بن على الحكاك ، ومحمد ابن أبى البركات. روى عنه الدمياطى ، وابن العطار ، وكتب إلىّ بالإجازة ، وكان من الزهاد.

وقال ابن الجزرىّ فى تاريخه ، بعد أن ذكر كلام الذهبى هذا تلو قوله : وكان من

١٨٤

الزهاد : وحضر يوما عند صاحب مكة ، وحضر إليه شخص يدعى أن يعرف علم الكيمياء ، ويتحدث كثيرا. فقال الشيخ عثمان لذلك الرجل : الذى تصنعه ، مخلوق أم مصنوع؟ فقال الرجل : بل مصنوع. فقال له : كل مصنوع لا بد أن يستحيل. فقال له الرجل : أقول لك مخلوق حتى تقتلنى شرعا! وانفصل الميعاد.

وذكر الذهبى ، أنه توفى فى جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين وستمائة ، وصلّى عليه يوم حضر صلاة الغائب ، وما ذكره فى شهر وفاته وهم ؛ لأنى وجدت فى حجر قبره ، أنه توفى فى يوم الخميس الثانى والعشرين من المحرم سنة أربع وسبعين وستمائة. وفيه : أنه ولى الإمامة من سنة أربع وعشرين ، إلى أن توفى رحمه‌الله تعالى ، وترجم فيه بتراجم ، منها : الشيخ الفقيه الإمام الزاهد العالم العامل محيى الشريعة ، مفتى الفرق ، شيخ الإسلام ، حجة المحدثين.

١٩٧٦ ـ عثمان بن وهب :

[............](١)

١٩٧٧ ـ عثمان بن يمان بن هارون الحدّانى اللؤلؤى الخراسانى ، نزيل مكة ، أبو محمد:

روى عن ربيعة بن صالح ، وموسى بن على بن رباح ، وغيرهما. روى عنه : أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبى مسرّة ، وأبو بكر محمد بن إدريس ، ورّاق الحميدىّ ، والكديمىّ ، وعبد الله بن شيبب ، وآخرون.

روى له النسائى. وذكره ابن حبان فى الثقات. وقال : ربما أخطأ. كتبت هذه الترجمة من التذهيب.

١٩٧٨ ـ عثمان بن يوسف بن أبى بكر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد الأنصارى ، الشيخ فخر الدين النويرى المكى :

أجاز له فى استدعاء أحمد بن أبى العافية الرّندى : أبو المعالى الأبرقوهىّ ، ومحمد بن الحسين العوفى ، وغيرهما.

__________________

١٩٧٦ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٢ / ١١٦).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٩٧٧ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب التهذيب ٧ / ١٦٠).

١٩٧٨ ـ انظر ترجمته فى : (المعجم المختص للذهبى ورقة ٥٠ / أ، ب ، معجم شيوخ الذهبى ترجمة ٥٠٢ ، الوفيات لابن رافع ١٨٩ ، الدرر الكامنة ١ / ١٤٤).

١٨٥

وسمع من الحافظ شرف الدين الدمياطى [....](١) ومن أبى الحسن على بن نصر الله الصواف ، مسموعه من السنن للنسائى ، وفوته ، على القاضى جمال الدين محمد بن عبد العظيم بن السقطى ، وعلى أبى الحسن على بن هارون الثعلبى ، والشريف موسى بن على بن أبى طالب الموسوىّ : الموطأ رواية يحيى بن بكير. وبمكة على الرضى الطبرى : صحيح ابن حبان ، وعليه ، وعلى أخيه صفى الدين الطبرى : صحيح البخارى ، وحدث عنهما وعن أبى بكر بن أحمد بن عبد الدائم ، وعيسى بن عبد الرحمن المطعم ، وأحمد بن أبى طالب الحجّار ، ووزيرة بنت المنجّا ، وسمع من جماعة آخرين بمصر ودمشق.

روى لنا عنه الحافظان : أبو الفضل بن العراقى ، وأبو الحسن الهيثمىّ ، وغيرهما من شيوخنا.

وسمع منه جماعة من الأعيان. منهم : الحافظان أبو عبد الله الذهبى ، وشهاب الدين أحمد بن أيبك الدمياطى ، وماتا قبله.

وذكره الذهبى فى المعجم المختص ، وترجمه : ب : «القاضى الإمام العلامة المحدث ، الفقيه الورع الصالح جمال الإسلام ، وكان أخى وحبيبى وشيخى ووادّى ، أحسن الله جزاءه ، أحكم المذهب وأفتى ودرّس ، وارتحل فى طلب الحديث وجالسته غير مرة.

وكان كثير الحج والمجاورة والتأله والصدق والإخلاص والاتّباع ، قلّ من رأيت فى مسلاخه مثله» (٢).

وذكره شيخنا العراقى فى وفياته. وقال : أحد الأئمة العلماء الصالحين الزاهدين ، وكان كثير الحج والتجّرد ، والفراغ عن المناصب وأهل الدنيا. وكان من خيار الناس ، يقول الحق وإن كان مرّا. انتهى.

وأخبرنى شيخنا العراقى : أن جماعة سمعوا على الشيخ فخر الدين مسلسلات ابن

__________________

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

(٢) وذكره أيضا فى معجم شيوخه ٥٠٢ ، وذكر فى نسبه «المالكى» ولم يذكر «المكى» وقال : «العبد الصالح ، قدم علينا طالب حديث فى الكهولة ، سمع من شيخنا الدمياطى ، وبهاء الدين بن القيم ، وبدمشق من أبى بن عبد الدائم ، وعيسى المطعم وذكر أن مولده فى حدود سنة ثلاث وسبعين وستمائة. وقد عين لقضاء الشام مرة. وقل من رأيت مثله من العلماء دينا وورعا واتباعا للآثار وبغضا للباطل».

١٨٦

شاذان ، وسألوه أن يقول : «إنى أحبكم» ليتسلسل لهم الحديث. فتوقف ، فقالوا له : وأنت ما تحبنا؟ فقال : لا ، لأنى ما أعرفكم ، ولا أبغضكم. انتهى.

وقد وقعت لى النسخة التى سمعت عليه ، والسماع بقراءة الحافظ شمس الدين محمد ابن موسى بن سند اللّخمىّ ، وبخطه ذكر أنه يتسلسل لهم حديث معاذ : إنى أحبك. فقال ولعدم تسلسله قصة. انتهى.

وهذه القصة التى أخبر بها شيخنا العراقى ، عن الشيخ فخر الدين ، وهى دالة على كثرة تحرزه فى القول ، وجوابه فيها صحيح ؛ لأن عدم المحبة ، لا يستلزم البغضة. وكان فى حديثه مع الناس لا يظهر لهم غير ما فى نفسه ؛ لأنه بلغنى أنه اجتمع مع الشيخ أبى العباس بن عبد المعطى النحوى السابق ذكره بمصر ، فى بعض قدمات أبى العباس إليها ، فقال للشيخ أبى العباس : تأتونا إلى البيت. وقصد أن يضيفه.

فجاء إليه الشيخ أبو العباس ، فلم ير من الشيخ فخر الدين انبساطا لمجيئه ، فقال له الشيخ أبو العباس : ألم تأمرونى بالحضور؟ فقال : نعم ، ولكنى لم أعيّن الوقت ، والتجمل ما حرم.

وبلغنى أنه لما تزوج فى مكة ، بحمامة بنت زيان ، سئل عن صفتها. فقال : احلقوا ذقن أبيها ، وانظروا إليه فهى مثله ، ونال منه. وكان ـ فيما بلغنى ـ يعيب قول الناس بعضهم لبعض فى الصباح والمساء : صباح الخير ، ومساء الخير ، ويقول : إيش الخير؟ لصباح الخير ومساء الخير؟.

وكان الشيخ فخر الدين ولى القضاء بالشارع ظاهر القاهرة ، وعيّن لقضاء دمشق ، ثم صرف إلى غزة ، وولى بمكة تدريس الحديث لوزير بغداد ، ودرّس فى سنة سبع وأربعين وسبعمائة ، وأخذ فى حديث : «أمّنى جبريل عند البيت فى أوقات الصلوات».

وحضر عنده قاضى القضاة عز الدين بن جماعة ، وموفق الدين الحنبلى ، وجماعة من فضلاء الشاميين ، وتردد إلى مكة مرات ، وجاور بها كرات ، وتأهل بحمامة بنت ابن زيال(٣). وولد له منها بيت سميت فاطمة ، تأهل بها الفقيه عبد الله بن ظهيرة. وولدت له.

ولم يمت إلا ببلده النّويرة ، فى سابع عشر ذى الحجة سنة خمس وخمسين وسبعمائة ،

__________________

(٣) سبق الترجمة أن اسمها «حمامة بنت زيان».

١٨٧

ودفن هناك. كذا وجدت وفاته بخط أبى المعالى تقى الدين بن رافع فى معجمه.

وذكر شيخنا العراقى فى وفياته : أنه توفى سنة سبع وخمسين. وذكر أن مولده سنة ثلاث وسبعين وستمائة.

وذكر البرزالى : أن مولده سنة أربع وسبعين بالنويرة (٤) وقيل بمصر. ومن معجمه كتبت نسبه هذا ، وكتبت عنه أبياتا من نظمه.

١٩٧٩ ـ عثمان الشّحرىّ الناسخ :

نزيل مكة ، جاور بها على طريقة حميدة بضعا وعشرين سنة أو أزيد ، وكتب بها كتبا كثيرة بخطه للناس بالأجرة.

وكان يلائم كثيرا الشيخ عبد الوهاب اليافعى ، ويعينه فى تسبّبه فى دنياه ، وظهر له منه خير. فلما حضره الأجل ، أوصى عثمان على أولاده ، وتزوج عثمان بأمهم واتّجر لهم ، ثم انفصل عنهم وعن زوجته ، وضعف عقله.

١٩٨٠ ـ عج بن حاج :

مولى المعتضد الخليفة العباسى ، أمير مكة ، ذكر ولايته على مكة ، إسحاق بن أحمد الخزاعى ـ راوى تاريخ الأزرقى ـ فيما ذكره من خبر زيادة دار الندوة ؛ لأنه قال بعد أن ذكر المستعمل على بريد مكة : كتب فى أمرها إلى الوزير عبيد الله بن سليمان بن وهب ، وشرح ذلك للأمير بمكة عج بن حاج مولى أمير المؤمنين ، والقاضى بهاء الدين محمد بن أحمد المقدّمىّ ، وسألها أن يكتبا ما كتب به ، فرغبا فى الأجر وجميل الذكر ، وكتبا إلى الوزير بمثل ذلك.

وذكر إسحاق ، أن ذلك كان فى سنة إحدى وثمانين ومائتين ، وما عرفت من حاله سوى هذا ، وسوى نكتة أخرى ذكرها ابن الأثير فى كامله فى أخبار سنة خمس وتسعين ومائتين ؛ لأنه قال : كانت وقعة بين عج بن حاج وبين الأجناد بمنى ثانى عشر ذى الحجة. فقتل منهم جماعة ؛ لأنهم طلبوا جائزة بيعة المقتدر ، وهرب الناس إلى بستان ابن عامر. انتهى.

ولعل عج كان أمير مكة فى سنة إحدى وثمانين إلى سنة خمس وتسعين. ويحتمل أن يكون ولى قبل هذا التاريخ وبعده. والله أعلم.

__________________

(٤) نويرة : بلفظ تصغير النار : ناحية بمصر. انظر : معجم البلدان مادة «نويرة».

١٩٨٠ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ الطبرى ٥ / ٣٧٤ ، ٤٠٢ ، ٤١٨ ، ٤٣٩).

١٨٨

١٩٨١ ـ عجلان بن رميثة بن أبى نمىّ محمد بن أبى سعد حسن بن على بن قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسنى المكى ، يكنى أبا سريع ، ويلقب عز الدين :

أمير مكة ، ولى إمرة مكة غير مرة ، نحو ثلاثين سنة ، مستقلا بها مدة ، وشريكا لأخيه ثقبة مدة ، وشريكا لابنه أحمد بن عجلان مدة ، كما سيأتى بيانه. وقد ذكر ابن محفوظ المكى شيئا من خيره ، وأفاد فيه ما لم يفد غيره.

ورأيت أن ألخص هنا ما ذكره من خبره بالمعنى ، مع ما علمته من خبره مما لم يذكره ابن محفوظ ، وملخص ما ذكره ابن محفوظ : أن عجلان وأخاه ثقبة ، اشتريا مكة من أبيهما رميثة فى سنة أربع وأربعين وسبعمائة بستين ألف درهم ، حين ضعف وكبر وعجز عن البلاد وعن أولاده ، وصار كل منهم له فيها حكم ، ثم إن ثقبة توجه إلى مصر بطلب من صاحبها الملك الصالح إسماعيل بن الملك الناصر محمد بن قلاوون ، وبقى عجلان وحده فى البلاد ، إلى آخر ذى القعدة من السنة المذكورة ، ثم فارقها لما علم أن صاحب مصر قبض على أخيه ثقبة ، وأنه وصل مرسوم من صاحب مصر لأبيه رميثة بردّ البلاد عليه ، وقصد عجلان جهة اليمن ، ومنع الجلاب من الوصول إلى مكة ، فلم يصل منها إلا القليل.

وحصل فى هذه السنة غلاء عظيم فى أيام الحج. وكان حجّاج مصر كثيرين ، وكذلك حجاج الشام ، ولما رحل الحاج من مكة ، وصل إليها الشريف عجلان من جهة اليمن ، ونزل الزاهر ، وأقام بها أياما. ثم بعد ذلك اصطلح هو وأبوه ، وأخذ من التجار مالا جزيلا.

وذكر ابن محفوظ : أن فى سنة ست وأربعين وسبعمائة : توجه عجلان إلى مصر ، فولاه الملك الصالح البلاد دون أبيه.

ولما توفى الملك الصالح ، وولى أخوه الملك الكامل شعبان السلطنة بالديار المصرية والشامية عوض أخيه الملك الصالح ، كتب لعجلان مرسوما بالولاية ووصل عجلان إلى مكة ، فى رابع عشر جمادى الآخرة سنة ست وأربعين ، ومعه خمسون مملوكا شراء ومستخدمين ، وقبض البلاد بلا قتال من إخوته ، وتوجه أخوه ثقبة إلى نخلة ، وأقام معه أخوه سند ومغامس بمكة وأعطاهما فيها رسما ، وأقاما على ذلك مدة ، ثم إنه تشوش

__________________

١٩٨١ ـ انظر ترجمته فى : (الدرر الكامنة ٢ / ٤٥٣ ، خلاصة الكلام ٣١ ، سمط النجوم العوالى للعصامى ٤ / ٢٣٩ ، الأعلام ٤ / ٢١٦).

١٨٩

منهما ، فأخرجهما من البلاد بحيلته إلى وادى مرّ ، ثم أمرهما بالاتساع فى البلاد ، فلحقا بأخيهما ثقبة ، وكان قد توجه إلى الديار المصرية قبل توجههما إليها بشهر ، فلما وصلوا إلى مصر قبض عليهم بها.

ووجدت بخط جمال الدين بن البرهان الطبرى : أن عجلان سافر إلى مصر فى ثانى المحرم من سنة ست وأربعين ، فولاه مكة الملك الصالح ، وأنه دخل إلى مكة يوم السبت السابع عشر من جمادى الآخرة من سنة ست وأربعين وسبعمائة ، وهو متولى مكة ، وقرئ مرسومه بالتولية على زمزم ، فى الساعة الثالثة من النهار ، ودعى له بعد المغرب ، وللسلطان الملك الكامل وصلّى على أخيه الملك الصالح بعد المغرب ، وقطع عجلان دعاء والده رميثة ، وراح أخوه ثقبة إلى نخلة ، وأعطى أخاه سندا ثلث البلاد بلا دعاء ولا سكة ، وأعطى أخويه مغامسا ومباركا السّرين ، يعنى الموضع المعروف بالواديين ، وسافر ثقبة إلى مصر ، ثم سافر بعده أخواه سند ومغامس إلى مصر ، ثم جاء نجّاب الشريف عجلان من مصر ، فى أوائل ذى القعدة من سنة ست وأربعين ، وأخبر أن البلاد لعجلان ، وأن إخوته قبضوا فى مصر ، حتى ينظر حال عجلان مع الحاجّ ، وزين السوق بمكة. فلما مات رميثة بطلت الزينة.

وكان موته فى ثامن ذى القعدة من السنة المذكورة ، بعد وصول النجاب بخمسة أيام. انتهى.

وذكر ابن محفوظ : أن عجلان نشر بمكة من العدل والأمان ما لم يسمع بمثله ، وطرح ربع الجنايات ، ورفع المظالم.

وذكر أن عجلان كان متوليا بمكة فى سنة سبع وأربعين وسبعمائة ، ولم يحدث فيها حادث.

وذكر أن فى سنة ثمان وأربعين ، وصل إخوته : ثقبة وسند ومغامس ، بنو رميثة ، ومحمد بن عطيفة من مصر. فأخذوا نصف البلاد من عجلان بلا قتال ، بعد أن ملكها وحده سنتين بلا شريك ، وحصّل من الأموال ما لا يحصى.

وذكر أن فى سنة خمسين وسبعمائة ، تنافر الشريفان عجلان وثقبة. وكان عجلان بمكة وثقبة بالجديد ، ثم إن عجلان خرج إلى الوادى لقتال ثقبة ، فلما أن بلغ الدّكناء ، رام المسير إلى ثقبة ، فمنعه القواد من ذلك ، ثم إنه نزل بوادى العقيق من أرض خالد ، وأقام بها مدة يسيرة ، ثم أصلحوا بينه وبين أخيه ، وصعد عجلان إلى الخيف الشديدى

١٩٠

وأقام بها مدة يسيرة ، ثم توجه إلى مصر ، وبقى ثقبة فى البلاد وحده ، وقطع نداء أخيه عجلان من زمزم.

فلما كان اليوم الخامس من شوال سنة خمسين وسبعمائة ، وصل عجلان من مصر متوليا لجميع البلاد ، فتوجه ثقبة إلى ناحية اليمن بلا قتال ، وأقام عجلان متوليا لمكة بمفرده ، بقية سنة خمسين ، وسنة إحدى وخمسين ، ودخل ثقبة وأخوه إلى مكة ، فى ولاية عجلان هذه ؛ لأنهم لا يموا الملك المجاهد صاحب اليمن من حلى ، وهو متوجه إلى مكة للحج ، فى سنة إحدى وخمسين.

وكان عجلان هم بمنع المجاهد وإخوته من دخول مكة ، فغلبوه ودخلوها ، ولم يلتفت المجاهد لعجلان ، ولا أنصفه ، ولم يلتفت إلى أحد من الأشراف والقواد ، ولا إلى أمير الحاج المصرى بزلار ، وإنما أقبل على الأمير طاز ، أحد الأمراء المقدمين فى الركب المصرى.

فعمل عليه عجلان عند أمير الركب بزلار ، حتى ركب بزلار ولفيفه على المجاهد بمنى فى أيام التشريق ، وحاربوا المجاهد ، ولم يقاتل ، وإنما قاتل عسكره ، فانكسر عسكر المجاهد ونهبت محطته ، وأخذ أسيرا بأمان ، وحمل إلى مصر. وكان من خبره ما يأتى ذكره فى ترجمته إن شاء الله تعالى ، ثم إن المصريين هموا بالقبض على عجلان ؛ لأنه ربما أظهر للمجاهد أنه معه على المصريين.

فلما علم بذلك عجلان ، أخبر أصحابه ، فاجتمعوا إليه وصاروا فى جمع عظيم. فلما أحسّ بهم الأمراء المصريون ، هالهم ذلك ، وأنكروا على عجلان ، وسألوه أن يكفّهم عنهم فكفهم ، ورحل الحاج من فوره ، وأقام عجلان بمكة بقية سنة إحدى وخمسين.

وفى سنة اثنتين وخمسين ، كان عجلان بمكة ، وثقبة بالجديد ، وجبى ثقبة الجلاب الواصلة إلى جدة ، جباء عنيفا ونجلها جميعا.

وفى سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة ، وصل مرسوم من صاحب مصر ، يطلب الشريفين عجلان وثقبة ، فتوجها إلى القاهرة. فأما ثقبة فبلغها. وأما عجلان فإنه وصل إلى ينبع ، وقصد منها المدينة النبوية للزيارة ، وتوجه منها إلى مكة. ولم يزل مالكها إلى ذى القعدة من سنة اثنتين وخمسين ، ومنع ثقبة لما أن وصل من مصر متوليا لمكة بمفرده ، من دخول مكة.

فأقام ثقبة بخليص ، إلى أن وصل الحاج المصرى فى سنة اثنتين وخمسين ، وجاء ثقبة

١٩١

مع أمير الحاج المجدى ، وأراد عجلان منعهما من دخول مكة ، ثم إن المجدى أصلح بين الأخوين ، على أن يكون لكل منهما نصف البلاد ، بموافقة ثقبة على ذلك.

وفى سنة ثلاث وخمسين ، توجه عجلان إلى ناحية اليمن ، فلقى جلبة وصلت من اليمن فيها عبد القاضى شهاب الدين الطبرى قاضى مكة ، وجماعة من أهل مكة فأخذ ما فيها.

وكان قدرا جسيما ، وبعد فعله هذا بأيام ، زالت إمرته من مكة ؛ لأن أخاه ثقبة لما بلغه فعل عجلان هذا ، توجه إلى عجلان ، وعجلان فى قلة من أصحابه ، وغرّه بالصلح. فوثب عليه ، وقيد معه على بن مغامس بن واصل الزباع ، وأخذ جميع ما كان مع عجلان من الخيل والإبل ، فلما كان الليل ، ورقد الموكّل بعجلان ، فخلع عجلان القيد من رجليه ، وكان واسعا ، وهرب إلى امرأة من الفريق الذى كانوا فيه فانزوى إليها ، وعرّفها بنفسه ، وسألها أن تخفيه ، فقالت له : ما تخشى من ثقبة؟ فقال لها : لا بأس عليك ، أنا أتحيّل فى إخفائى ، بأن أحفر حفرة تغيّبنى ، وأقعد فيها ، وحطّى علىّ أمتعتك ولا عليك. فلما انتبه الموكل بعجلان فقده ، فلم يجده. فذهب إلى ثقبة، وعرفه الخبر.

فأخذ هو وأصحابه فى طلب عجلان فلم يجدوه ، وأتى إلى بيت المرأة التى هو مختف عندها ، ودوره بنفسه ، فلم يجد عجلان فيه. فلما كان الليل ، أركب فرسا وراح إلى بنى شعبة باليمن.

وفى سنة أربع وخمسين : توجه عجلان إلى نخلة ، بعد أن كان فى أول السنة بالواديين ، وأخذ منها المال الذى كان نهبه ، وقصد الجديد ، وفرق المال ، وأقام بالجديد ، إلى آخر السنة ، فلما آن وقت وصول الحاج ، وسمع أن البلاد لأخيه ثقبة ، وليس له فيها أمر ، ارتحل إلى الحردة ، وبعث إليه أمير الحاج المصرى ، وهو الأمير عمر شاه بأمان ، وأمره أن يصل إليه ويصلح بينه وبين أخيه.

فتوجه إليه عجلان ولقيه بالجموم ، وأخلع أمير الركب على عجلان ، وسار معه إلى مكة. فلما أن وصل الأمير إلى الزاهر ، خرج إليه ثقبة وإخوته على جارى العادة ، لتلقى الأمير وخدمة المحمل. فأحاط به أصحاب الأمير ، وسألوا ثقبة فى الإصلاح بينه وبين أخيه عجلان ، فأبى إلا أن يكون السلطان رسم بذلك ، وصمّم على ذلك.

فقبض عليه وعلى إخوته ودخلوا بهم مكة محتاطين عليهم ؛ وأمّر الأمير عجلان على مكة ، فقبض عجلان البلاد ، وذهب أمير الركب بالأشراف إلى مصر تحت الحوطة.

١٩٢

ودام عجلان على ولاية مكة بمفرده سنة خمس وخمسين وفيما بعدها ، كما سيأتى بيانه.

وكان فى سنة خمس وخمسين ، عشّر جميع نخل وادى مرّ وقت الصيف ، وجعل على كل نخلة أربعة دراهم وثلاثة ودرهمين.

وسبب ذلك : أن المجاهد صاحب اليمن ، من وقت رجوعه إلى اليمن بعد القبض عليه بمنى ، منع التجار من السفر إلى مكة. فقل ما بيد عجلان ، وفعل ما ذكرناه من عشره للنخيل ، وحصل له من ذلك مال جزيل ، وعنف فى هذه السنة بالأشراف والقواد عنفا عظيما ، وأخذ منهم ما كان أعطاهم من الخيول والأموال ، وكان أغدق عليهم فى العطاء ، بحيث يقال : إنه وهب فى يوم واحد مائة وعشرين فرسا ، وألفين ومائتى ناقة ، وثلاثمائة ألف درهم وستين ألف درهم.

وفى سنة ست وخمسين وسبعمائة : وصل إليه توقيع بالاستمرار فى الولاية مع الرّجبيّة ، فى أول شهر رمضان. فلما كان اليوم الثالث والعشرون منه ، وصل الشريف ثقبة وأخواه إلى الجديد ، فى ثلاثة وخمسين فرسا ، فأقاموا به ، وكانوا فرّوا من مصر ، ووصلوا إلى وادى نخلة ، وليس معهم إلا خمسة أفراس.

وكان عجلان عند وصولهم بخيف بنى شديد ، فارتحل إلى مكة وأقام بها. فلما كان ثالث عشر ذى القعدة ، نزل ثقبة ومن معه المعابدة ، وأقاموا بها محاصرين لعجلان. وجرى فى هذا اليوم بين العبيد بعض قتال ، قتل فيه بعض القواد اليواسفة ، من أصحاب الشريف ثقبة وعبد له ، ثم ارتحل هو ومن معه فى صبيحة يوم الاثنين الرابع والعشرين من ذى القعدة إلى الجديد ، وأقاموا به.

فلما كان وقت وصول الحاج ، رحلوا إلى ناحية جدّة ، وأخذوا الجلاب ودبروا بها. فلما رحل الحاج من مكة ، توجهوا بالجلاب ونجلوها ، ونزلوا الجديد.

فلما كان يوم التاسع عشر من المحرم سنة سبع وخمسين. اصطلح عجلان وثقبة ، واقتسما الإمرة نصفين ، وانقسم الأشراف والقواد ، وكان مع عجلان خمسون مملوكا ، فقسمها بينه وبين أخيه. وكانت ولاية عجلان لمكة بمفرده بعد القبض على أخيه ثقبة ، سنتين وخمسين يوما أو نحوها.

فلما كان اليوم الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين. توجه ثقبة من ناحية اليمن إلى مكة وملكها بمفرده ، وقطع نداء أخيه عجلان على زمزم ، وأقام بمكة إلى الموسم ، وعجلان بالجديد.

١٩٣

فلما وصل الحاج مكة فى موسم سنة سبع وخمسين ، دخلها عجلان مع الحاج وملكها بمفرده ، بعد أن فارقها ثقبة فى هذا التاريخ ، وبعد من مكة ، ثم إنه وصل ونزل الجديد ، وأقام به مدة ، ثم وصل إلى الجديد ثانيا ، فعمل عليه أصحابه القواد ، وحالفوا عجلان.

فارتحل ثقبة إلى خيف بنى شديد ، ثم أتى نخلة ، ثم التأم عليه جميع الأشراف ، ونزلوا خيف بنى شديد ، والتأم جميع القواد على عجلان ، وخرج من مكة ونزل الجديد ، ثم ارتحل منه إلى البرقة طالبا قتال ثقبة ومن معه ، فمنعه القواد من ذلك ، وأقام بالبرقة قريبا من شهر ، وجمع صروخا كثيرة ، وذلك فى شهر رجب سنة ثمان وخمسين ، ثم عاد إلى الجديد ، ورتب فى مكة خيلا ورجلا.

فلما كان أول شهر ذى القعدة سنة ثمان وخمسين. قصد ثقبة مكة ليدخلها فمنع من ذلك.

فلما وصل الحاج فى هذه السنة ، اصطلح الشريفان ثقبة وعجلان ، وحج الناس طيبين ، ولم يزل عجلان وثقبة مشتركين فى الإمرة بمكة ، ومن موسم سنة ثمان وخمسين ، إلى حين وصل الخبر بعزلهما من إمرة مكة ، وتوليتها لأخيهما سند بن رميثة ، وابن عمهما محمد بن عطيفة.

وكان سند مع إخوته فى ناحية اليمن ، وابن عطيفة بمصر ، ووصل إلى مكة فى ثامن شهر جمادى الآخرة من سنة ستين وسبعمائة ، ومعه عسكر وصل به من مصر ـ تقدم خبره فى ترجمة ابن عطيفة ـ وخلع عليه وعلى سند بعد وصوله إلى مكة بالإمرة ، وتوجه عجلان إلى مصر ومعه ابناه : أحمد وكبيش.

وكان صاحب مصر قد استدعى عجلان وثقبة للحضور إليه ، قبل وصول هذا العسكر إلى مكة ، فاعتذرا عن الحضور إليه.

وكان وصول الطلب إليهما منه ، فى جمادى الأولى من هذه السنة ، وسبب طلبهما ما حصل بمكة من الجور ، بسبب افتراق الكلمة بمكة.

ولما وصل عجلان إلى مصر ، قبض عليه وعلى بنيه. ولم يزل بها حتى أطلقه الأمير يلبغا العمرى المعروف بالخاصكى ، لما صار له الأمر بالديار المصرية ، بعد قبضه على أستاذه ، الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون ، فى أثناء سنة اثنتين وستين وسبعمائة ، وبطّل يلبغا العسكر الذى كان السلطان حسن أمر بتجهيزه إلى

١٩٤

الحجاز بسبب قتال بنى حسن ؛ لأنه جهز إلى مكة فى سنة إحدى وستين عسكرا من مصر ، مقدمهم الأمير قندس ، وعسكرا من دمشق مقدمهم ناصر الدين بن قراسنقر ، وأمرهم بالمقام بمكة عوض جركتمر والعسكر الذى وصل إلى مكة مع ابن عطيفة ، لتأييده وتأييد سند ، لما وليا إمرة مكة فى سنة ستين وسبعمائة.

ووصل قندس ومن معه ، وابن قراسنقر ، ومن معه إلى مكة فى موسم سنة إحدى وستين وسبعمائة ، وأقاموا بها بعد الحج ، وتوجه منها جركتمر ومن معه ، وحصل بمكة بإثر سفر الحاج ، فتنة بين العسكر الذى بمكة ، وبنى حسن ، فاستظهروا على الترك قتلا ونهبا ، وخرجوا من مكة على وجه مؤلم ، فعظم ذلك على السلطان حسن ، وأمر بتجهيز عسكر لقتال بنى حسن ، ومن يتخّيل منه الخلاف من أعراب الحجاز.

فلما قتل السلطان حسن ، كان ما ذكرنا من الإعراض عن سفر العسكر المشار إليه إلى مكة ، وتوجه عجلان إلى مكة.

وقد ولى إمرتها شريكا لأخيه ثقبة ـ على ما بلغنى ، بسبب تسكين ثقبة الفتنة على العسكر ـ ووصل عجلان إلى وادى مرّ ، فى آخر شهر رمضان سنة اثنتين وستين وسبعمائة ، أو فى أوائل شوال منها.

وقصد ثقبة السلام عليه ، وكان ثقبة ضعيفا قد أنهكه الضعف. فأظهر القوة والجلد لعجلان ، حين حضر إليه ، وأنكر على عجلان نزوله فى الموضع الذى نزل فيه. فقال له عجلان : نرتحل منه ، وأقام ثقبة أياما قليلة ، ثم توفى ، ودخل عجلان عند وفاة ثقبة إلى مكة ، وأمر ابنه أحمد بن عجلان باللحاق بأخواله القواد ذوى عمر ، ليسألهم أن يسألوا له أباه عجلان ، فى أن يشركه معه فى إمرة مكة ، ففعل ، وحضر القواد إلى عجلان ، وسألوه ذلك ففعل ، وجعل له ربع البلاد.

وقيل إنه لما أتى مكة بعد موت أخيه ثقبة ، أمر ابنه أحمد بن عجلان بالطواف نهارا ، وأمر المؤذن على زمزم بالدعاء جهرا ، كما يصنع لأمراء مكة ، وجعل له ربع الحاصل ، وأمره بقصد أخواله ليعضدوه ففعلوا.

وفى سنة ثلاث وستين : توجه عجلان من مكة لحرب صاحب حلى الأمير أحمد بن عيسى الحرامى ـ بحاء وراء مهملتين ـ والتقى الفريقان بموضع يقال له : قحزة ـ بقاف وحاء مهملة وزاى معجمة وهاء ـ بقرب حلى ، فكان النصر لعجلان وأصحابه ، فلم يقتل منهم إلا اليسير. وقتل من المحاربين لهم نحو المائتين ـ فيما قيل ـ واستولوا على

١٩٥

حلى ، وعلى أموال كثيرة لأهلها ، واستأثر بأشياء من ذلك ، فلم يسهل ذلك بمن كان معه من بنى حسن ، وتغيرت عليه خواطرهم. وتقدم عنه إلى صوب مكة طائفة منهم. وكاتبوا أخاه سند بن رميثة ، وأطمعوه بالنصر وكان قد ظفر بجلبة فيها مال لتاجر مكى ، يقال له ابن عرفة ، فى غيبة أخيه بحلى ، والتأم عليه طائفة من بنى حسن ، وفرق عليهم ما نهبه ، وقدر أنه هلك بإثر ذلك ، فلم يجدوا شيئا يغيظوا به عجلان ، إلا بتوليتهم لولده أحمد بن عجلان عليه. وقالوا له : سله يزيدك ربعا آخر فتستويان ، وعرف بذلك عجلان ، فأعطى ولده ربعا آخر من حاصل البلاد ، لعلمه أنه يغرم ذلك وأكثر منه لبنى حسن ، ثم يصلحون بينهم على ذلك ، واستمرا على ولاية مكة ، وعلى أن يكون لكل منهما نصف الحاصل ، إلى سنة أربع وسبعين وسبعمائة ، أو قبلها بقليل ، ثم بدا لعجلان فى ترك الإمرة كلها لابنه أحمد على مال جزيل من النقد ، يسلمه إليه ابنه أحمد ، وعلى أن يشترى منه جانبا من خيله بمال جزيل شرطه ، وكان من سبب ذلك فيما قيل : أن عجلان حين رأى علوّ قدر ابنه أحمد ، ومحبة الناس له ، أمر لابنه محمد بخيل ودروع بنخلة ليضاهى أخاه أحمد ، فلم ينهض محمد لما أريد منه ، ونمى هذا الخبر إلى أحمد بن عجلان ، فعاتب أباه على ذلك ، واعتذر له ، وقال : سأترك لك البلاد.

فوقع الاتفاق بينهما على أن يعطيه من النقد ما شرطه عجلان ، وأن يكون له فى كل سنة الخبز الذى قرّر لعجلان بديار مصر ، على إسقاط المكس عمن يصل إلى مكة من المأكولات ، وعما يصل من الأموال مع حجاج الديار المصرية والشامية برا وبحرا ، وهو مائة ألف درهم وستون ألف درهم ، وألف أردب قمح ، وأن لا يسقط اسم عجلان من الدعاء فى الخطبة وغيرها ، مدة حياته.

فالتزم بذلك أحمد بن عجلان ، ثم إن عجلان ندم على ذلك وألح على ابنه أحمد ، فى تحصيل المال النقد الذى شرطه عليه ، استعجازا منه له عن تحصيله ، ليكون ذلك سببا إلى أن يرجع الأمر له كما كان من غير نكث منه ، فقيّض لأحمد بن عجلان من أعانه على إحضار المال المشروط ، فأحضره إلى أبيه.

فلم يجد أبوه من قبوله بدّا ، وامتعض من ذلك ، ووفّى أحمد لأبيه بما التزم له من اختصاص أبيه بمعلوم مصر ، والدعاء له فى الخطبة ، حتى مات أبوه عجلان فى ليلة الاثنين الحادى عشر من جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، وبنى عليه فيها قبة ، وقد بلغ السبعين أو قاربها.

١٩٦

وكان ذا عقل ودهاء ومعرفة تامة بالأمور وسياسة حسنة ، وفيه محبة لأهل السنة ونصرة لأهلها ، وربما ذكر أنه شافعى المذهب ، وحين حضره الموت ، أوصى قاضى مكة أبا الفضل النويرى ، يتولى غسله والصلاة عليه مع فقهاء السنة.

وبلغنى أن معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما ، ذكر عنده لينظروا رأيه فيه ، فقال عجلان : معاوية شيخ من كبار قريش ، لاح له الملك فلقفه. هذا معنى ما بلغنى عنه فى حق معاوية رضى الله عنه.

وكان ـ على ما بلغنى ـ يقوم الليل ، ويطوف كثيرا فى آخر عمره ، فلا جرم أنه رأى سعاة عظيمة ، وتهيأت له أمور حصل له بها فخر عظيم.

فمن ذلك : أن فى سنة ثلاث وستين وسبعمائة ، ملك البلاد المعروفة بحلى ابن يعقوب ، كما سبق ذكره ، وعظم شان عجلان بهذه الواقعة ، ومدحه الناس بسببها.

وما علمت ان أحدا قبله من الأشراف ولاة مكة ، استولى على حلى ، غير أبى الفتوح الحسن بن جعفر المتقدم ذكره ، ولم يتفق ذلك لأحد بعد عجلان ، إلا لولده السيد الشريف حسن بن عجلان.

وكان توجه إليها فى صفر سنة أربع وثمانمائة ، بعد موت صاحبها دريب بن أحمد بن أحمد بن عيسى مقتولا ، فى حرب كان بينه وبين كنانة ، فى يوم عرفة سنة ثلاث وثمانمائة ، وهرب منه الأمير موسى بن أحمد أخو دريب ، ورتب فيها الشريف حسن بن أحمد بن دريب وأخواله من بنى كنانة. وعاد إلى مكة فى جمادى الأولى من سنة أربع وثمانمائة.

ومن ذلك : ما اتفق فى أيامه ، من إسقاط المكس كما ذكرنا. وذلك فى سنة ست وستين.

ومن ذلك : تقدم أولاده فى النّجابة فى حياته وبعد موته. وقد ذكرنا فى هذا الكتاب شيئا من تراجمهم.

ومنها : اتساع الدنيا لديه. فقد يبلغنى أنه ملك من السقاية بوادى مر ونخلة ، مائتى وجبة ماء. وله من العمارات بمكة الموضع المعروف بالعلقمية عند المروة ، ومدرسة أنشأها بالجانب اليمانى من المسجد الحرام ، مطلة عليه ، مقابلة لمدرسة الملك المجاهد ، وحصن بجياد ، بلحف جبل أبى قبيس ، وحصن مليح ، بأرض حسان ، وأصائل حسنة بها وبغيرها من وادى مر ونخلة.

١٩٧

وكان يغالى فى شراء ذلك وينصف فى الثمن ، وملك من العبيد والخيل والدروع شيئا كثيرا.

ومن أفعاله المحمودة : سبيل للماء بالمروة من العلقمية ، وصدقة على الزوار للنبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم فى طريق الماشى. وهذه الصدقة جزء من المال المعروف بمال ابن حسان صاحب خليص ، بواسط هدة بنى جابر ، بما لذلك من السقية ، ونفعها مستمر إلى الآن. أجزل الله ثوابه.

ولشيخنا بالإجازة ، يحيى بن يوسف المعروف بالنّشو ، الشاعر المكى فيه مدائح كثيرة. منها للنشو فيما أنبأنا به من قصيدة ، أولها [من الكامل](١) :

لو لا الغرام ووجده ونحوله

ما كنت ترحمه وأنت عذوله

إن كنت تنكره فسل عن حاله

فالحب داء لا يفيق عليله

يا من يلوم على الهوى أهل الهوى

دع لومهم فالصبر مات جميله

ومنها :

دع عنك من لا خير فيه من الورى

لا تمتدحه ففى الأنام بديله

وامدح مليك العصر وابن مليكه

من شاع ما بين الملا تفضيله

عجلان نجل رميثة بن محمّد

أمن الحوادث والخطوب نزيله

ملك إذا قابلت غرّة وجهه

فلك الغنى والفقر عنك يزيله

ورث المكارم كابرا عن كابر

فنواله للعالمين ينيله

من آل أحمد واحد فى عصره

فهو الشريف ابن الشريف سليله

ماذا يقول المدح فيه وما عسى

إذ كان يخدم جدّه جبريله

أمّا الملوك فكلهم من دونه

كالبدر فى أفق السّماء حلوله

سلطان مكة والمشاعر والصفا

من لا يخاف من الزمان نزيله

لو حاول النجّم العظيم لناله

تنبيك عنه رماحه ونصوله

سكنت محبته القلوب جميعها

لمّا تقارن سعده وقبوله

١٩٨٢ ـ عجير بن عبد بن يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصى ابن كلاب القرشى المطلبى :

أخو ركانة بن عبد يزيد. ذكر الزبير ، أن أمه وأم إخوته : ركانة وعمير وعبيد بنى

__________________

(١) انظر القصيدة فى سمط النجوم العوالى ٤ / ٤٤٦.

١٩٨٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٠٤٦ ، الإصابة ترجمة ٥٤٨٠ ، أسد الغابة ترجمة ٣٦٠٠).

١٩٨

عبد يزيد بن هاشم : العجلة بنت العجلان بن التباع بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.

وذكر الزبير أيضا : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أطعم عجيرا ثلاثين وسقا بخيبر. وقال ابن عبد البر : كان ممن بعثه عمر رضى الله عنه فيمن أقام أعلام الحرم. وكان من مشايخ قريش وجلتّهم.

وذكره الذهبى بمعنى ذلك ، وقال : كان من مشايخ بنى عبد مناف. سمع على علىّ ابن أبى طالب رضى الله عنه.

وذكر المزى. أن له ولأخيه ركانة صحبة. وقال : روى له أبو داود حديثا واحدا عن على رضى الله عنه ، فى قصة ابنة حمزة رضى الله عنهما. وقال : روى عنه ابنه نافع بن عجير.

١٩٨٣ ـ عجير بن يزيد بن عبد العزى :

ذكره هكذا الذهبى. وقال : سكن مكة ، يقال له صحبة. أورده البخارى. وذكره يحيى ، وقال : عجير بن يزيد بن عبد العزى ، سكن الرملة. وذكره فى الصحابة. انتهى.

* * *

من اسمه عدى

١٩٨٤ ـ عدى بن أبى البركات بن صخر الشامى :

هكذا نسب فى حجر قبره بالمعلاة ، وترجم «بالإمام العالم العابد الورع ، شرف الدين جلال الإسلام قدوة المشايخ» وفيه أنه : «توفى يوم الثلاثاء السابع من ذى الحجة ، سنة خمس وعشرين وستمائة ، وما علمت من حاله سوى هذا».

١٩٨٥ ـ عدى بن الخيار بن عدى بن نوفل بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى النوفلى :

ذكره الذهبى وقال : من مسلمة الفتح ، ذكره ابن سعد ، وهو والد عبيد الله بن عدى ابن الخيار واخوته.

__________________

١٩٨٣ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٤ / ٤٦٥ ، التجريد ١ / ٤٠٤ ، أسد الغابة ٣ / ٣٨٩).

١٩٨٥ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٥ / ٤٧٢ ، التجريد ١ / ٤٠٦ ، أسد الغابة ٢ / ٤٦٩).

١٩٩

١٩٨٦ ـ عدى بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف :

أخو أبى العاص بن الربيع. ذكره الذهبى ، واقتصر على اسمه واسم أبيه. وقال : أخو أبى العاص ، الذى أخرج زينب ابنة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لم يصح أنه أسلم ، وعلّم عليه علامة النظر.

١٩٨٧ ـ عدى بن ربيعة :

ذكره هكذا ابن عبد البر ، وقال : أدرك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وذكروه ممن أدرك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من مسلمة الفتح ، وأظنه عدى بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ، ابن عم أبى العاص بن الربيع.

١٩٨٨ ـ عدى بن قيس السهمى :

ذكره هكذا الذهبى ، وقال : من المؤلفة قلوبهم فيما قيل ، وليس بمعروف. وذكره الكاشغرى ، وقال : من المؤلفة قلوبهم.

١٩٨٩ ـ عدى بن نضلة ـ وقيل ابن نضيلة ـ بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدى بن كعب القرشى العدوى :

هاجر إلى الحبشة ومعه ابنه النعمان بن عدى ، فمات بها عدى ، وهو أول موروث فى الإسلام ، ورثه ابنه النعمان بن عدى ، وهاجر به معه.

والقول بأن اسم أبيه نضلة ، قاله ابن إسحاق والواقدى. والقول بأن اسم أبيه نضيلة بالتصغير ، قاله هشام بن محمد.

١٩٩٠ ـ عدى بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب القرشى الأسدى:

أخو ورقة بن نوفل. قال ابن عبد البر : أسلم عدى بن نوفل عام الفتح. انتهى.

قال الزبير : وكان عدى بن نوفل واليا لعمر أو عثمان على حضرموت ، وكانت تحته

__________________

١٩٨٦ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٤ / ٤٧٣ ، التجريد ١ / ٤٠٦).

١٩٨٧ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ترجمة ٥٤٩٦ ، الاستيعاب ترجمة ١٨٠١ ، أسد الغابة ٣ / ٣٩٤).

١٩٨٨ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ترجمة ٥٥٠٤ ، الاستيعاب ترجمة ١٨٠٦ ، أسد الغابة ٣٦٢٢).

١٩٨٩ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ترجمة ٥٥٠٧ ، الاستيعاب ترجمة ١٨٠٨ ، أسد الغابة ترجمة ٣٦٢٤).

١٩٩٠ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ترجمة ٥٥٠٨ ، الاستيعاب ترجمة ١٨٠٩ ، أسد الغابة ترجمة ٣٦٢٥).

٢٠٠