العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٥

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٥

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٩٤

ودفع عمران فقيه الزيدية ، حين أراد الصلاة عليه [من البسيط] :

يا فعلة فى جبين الدهر رونقها

مصور فائق كل التصاوير

أصبت وفقت لا زالت موفقة

أفعالك الغر فى سود الأعاصير

نكست أعلام فسق وانفردت بما

أقر عين الورى بين الجماهير

ليست تقاومها الدنيا بأجمعها

تعسا وسحقا لكفار المقادير

* * *

من اسمه عبد الوهاب

١٩١٠ ـ عبد الوهاب بن بخت القرشى ، مولى آل مروان بن الحكم أبو عبيدة ، ويقال : أبو بكر المكى :

روى عن : أبى هريرة ، وابن عمر مرسلا ، وعن : أنس ، وأبى إدريس الخولانى ، وزر ابن حبيش ، وعمر بن عبد العزيز ، وعطاء بن أبى رباح ، وغيرهم.

روى عنه : ابن عجلان ـ وروى هو عنه ـ وزيد بن أبى أنيسة ، ومعاوية بن صالح الحضرمى ، ومالك بن أنس ، وغيرهم. روى له أبو داود (١) ، والنسائى ، وابن ماجة (٢).

وثقه ابن معين ، وأبو زرعة ، والنسائى ، وجماعة.

__________________

١٩١٠ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٦ / ٦٩).

(١) حديثان : الأول : فى كتاب البيوع ، حديث رقم (٣٠٢٤) من طريق : أحمد بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب حدثنا معاوية بن صالح عن عبد الوهاب بن بخت عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال إن الله حرم الخمر وثمنها وحرم الميتة وثمنها وحرم الخنزير وثمنه.

الثانى : فى كتاب الأدب ، حديث رقم (٤٥٢٤) من طريق : أحمد بن سعيد الهمدانى حدثنا ابن وهب قال : أخبرنى معاوية بن صالح عن أبى موسى عن أبى مريم عن أبى هريرة قال إذا لقى أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه أيضا. قال معاوية : وحدثنى عبد الوهاب بن بخت عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله سواء.

(٢) فى سننه ، فى المقدمة ، حديث رقم (٢٣٢) من طريق : محمد بن إبراهيم الدمشقى حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبى عن معان بن رفاعة عن عبد الوهاب بن بخت المكى عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نضر الله عبدا سمع مقالتى فوعاها ثم بلغها عنى فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.

١٤١

وكان كثير الحج والغزو ، حتى استشهد مع البطال. وكان يشبهه فى الشجاعة ، كما قال مصعب الزبيرى ، وقتلا معا فى سنة ثلاث عشرة ومائة ، قال ذلك غير واحد. منهم : عمرو بن على الفلاس.

وقال على بن عبد العزيز : قتل سنة إحدى عشرة. وذكر ابن زبر ، أنه قتل مع البطال بأرض يقال لها : ساوة [....](٣).

وذكر صاحب الكمال : أنه تزوج بالدير ، وأقام بها ، ثم سكن الشام. وذكر الواقدى ، عن عبد الله بن عمر : أن عبد الوهاب بن بخت القرشى ، مولى آل مروان بن الحكم ، غزا مع البطال ، فانكشفوا ، فجعل عبد الوهاب يكر بفرسه ، ويقول : ما رأيت فرسا أجبن منك ، سفك الله دمى إن لم أسفك دمك ، ثم ألقى ببيضته على رأسه وصاح : أنا عبد الوهاب بن بخت ، أمن الجنة تفرون؟ ثم تقدم فى نحر العدو ، فمر رجل وهو يقول : واعطشاه. فقال : تقدم ، الرى أمامك. قال : فخالط القوم ، فقتل وقتل فرسه.

١٩١١ ـ عبد الوهاب بن حسن بن عبد العزيز البغدادى ، المعروف بابن غزال الحنبلى :

كان فقيها خيرا ، جاور بمكة مدة سنين ، وولى بها تدريس الفقه ، للأشراف صاحب مصر ، وبها مات فى عشر التسعين وسبعمائة. فيما أظن.

١٩١٢ ـ عبد الوهاب بن الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله ابن الحسين الدمشقى ، تاج الدين أبو الحسن بن زين الأمناء بن أبى البركات المعروف بابن عساكر الدمشقى المولد والدار ، الشافعى :

سمع من أبى حفص عمر بن طبرزد : الغيلانيات ، ومن حنبل بن عبد الله الرصافى : أكثر مسند أحمد بن حنبل ، ولعله سمعه بكماله ، ومن قاضى القضاة أبى القاسم الحرستانى : صحيح مسلم ، ومن أبى طاهر الخشوعى ، وقريبه الحافظ أبى القاسم بن عساكر ، وأبى الحسن بن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبى سعد النيسابورى ، ومن العلامة أبى اليمن زيد بن الحسن الكندى.

وتفقه على عمه فقيه الشام وزاهدهم ، الشيخ فخر الدين بن عساكر.

وحدث وأملى يوم جلوسه بالنورية مجلسا من حفظه ، بحضور مشايخ بلده وأئمة عصره وبعض شيوخه. وتصدر أيضا بدار الحديث الصالحية.

__________________

(٣) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٤٢

وحدث أيضا بحلب ونابلس والقدس ومكة ، وحج إليها مرتين ، آخرهما فى سنة تسع وخمسين. وكانت وقفة الجمعة. وجاور بها حتى توفى فى يوم الاثنين الحادى والعشرين من جمادى الأولى ، من سنة ستين وستمائة. وصلى عليه بالحرم ، ما بين مقام الحنفية ، ومقام إبراهيم. ودفن من يومه بالمعلاة بمقبرة المؤذنين الكازرونيين ، بنى عبد السلام بن عبد السلام بن أبى المعالى السابق ذكره. ثم نقله عنها ولده الشيخ أبو اليمن عبد الصمد بن عساكر ؛ لأنه رآه فى المنام ، وأمره بذلك لتضرره بمحاورتهم.

وقد أخبرنى بهذه الحكاية غير واحد ، منهم : شيخنا الشريف عبد الرحمن الفاسى ، وشيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة. وكان ولده تولى غسله ، والصلاة عليه ودفنه. فقال فى ذلك [من الكامل] :

أضجعته فى لحده وأضالعى

من فوقه دون الصفائح تنحنى

ونفضت كفى من غبار ترابه

وأقول لو أنى مكانك سرنى

يا من به قد كان فرط مسرتى

أحزنتنى أضعاف ما أفرحتنى

ومولده فى ليلة عيد الفطر ، سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ، نقلت ذلك من خط الشريف أبى القاسم الحسينى فى وفياته.

وذكر أنه سمع منه ، لما قدم حاجا ، قال : وكان شيخا حسنا مشهورا بالخير والصلاح ، ومن بيت العلم والحديث.

كتبت هذه الترجمة من وفياته ، ومن ترجمته لولده الشيخ أبى اليمن ، ومن خط القطب القسطلانى.

١٩١٣ ـ عبد الوهاب بن عبد الله بن أسعد بن على اليافعى ، يلقب بالتاج بن العفيف ، المكى الشافعى :

سمع من أبيه ، وحدث عنه بصحيح البخارى ، وسمع من غيره بمكة. وسمع بدمشق من أبى حفص عمر بن أميلة : بعض الترمذى.

وبلغنى أنه سمع عليه بعض مشيخة الفخر بن البخارى ، وتفقه على غير واحد ، منهم:الشيخ جمال الدين الأميوطى ، وشيخنا برهان الدين الأبناسى ، فى «الحاوى الصغير» ، وأذن له فى التدريس والفتوى ، فى سنة إحدى وثمانمائة ، فدرس بالمسجد الحرام مدة ، وأفتى قليلا ، باللسان غالبا ، وكان ذا فضيلة فى الفقه ، وعبادة وديانة ، وآداب حسنة ، وشهرة جميلة.

١٤٣

وكان يؤم بمقام إبراهيم عليه‌السلام ، نيابة عن خاليه فى بعض الأوقات ، وكان يعانى التجارة ، ليستعين بذلك على أمر عياله ، على عادة بعض السلف ، واستفاد من ذلك دنيا.

وتوفى يوم الأحد الرابع من شهر رجب ، سنه خمس وثمانمائة بمكة ، وصلى عليه فى عصر يومه عند باب الكعبة.

وتقدم فى الصلاة عليه خاله ، شيخنا القدوة أبو اليمن محمد بن أحمد بن الرضى الطبرى. ودفن بالمعلاة على أبيه ، بقرب الفضيل بن عياض.

ومولده سنة ثمان وخمسين وسبعمائة بمكة ، وهو سبط الإمام أحمد بن الرضى الطبرى.

١٩١٤ ـ عبد الوهاب بن عبد الله بن موسى القبطى المصرى ، القاضى تقى الدين ، المعروف بابن أبى شاكر :

الوزير بالديار المصرية ، وصاحب الرباط الجديد بمكة ، المقابل لباب أجياد ، أحد أبواب المسجد الحرام.

ولى للناصر بن الظاهر ، الديوان المفرد ، ثم نظر الخاص ، وحاقق الناصر ـ فيما قيل ـ على ذخائره بعد القبض ، ثم عزل عن نظر الخاص ، فى دولة الملك المؤيد.

وولى الأستدارية لسيدى إبراهيم بن الملك المؤيد وقتا ، ثم ولاه أبوه الوزارة بالديار المصرية. واستمر حتى مات بعد ست ليال ـ أو سبع ـ خلت من ذى القعدة سنة تسع عشرة وثمانمائة.

وكان حسن الإسلام ـ فيما قبل ـ حتى إنه لم يكن فى بيته من ليس مسلما. وتميز بذلك على غيره من الأقباط.

وكان يتمذهب لأبى حنيفة ، وكان قد اشترى موضع الرباط المشار إليه ، وهو براح ، فأمر بعمارته رباطا ، وبعث بمال لذلك ، فعمل منه جانب كبير من أسفله ، ثم أعرض المتولى لذلك عن العمارة ، لأمر اقتضاه الحال.

فلما مات ابن أبى شاكر ، صار هذا المكان إلى الأستدار فخر الدين بن أبى الفرج ، فأمر صاحب مكة بتكميل عمارته ، ففعل ذلك.

__________________

١٩١٤ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ٤٣٢ ، النجوم الزاهرة ١٤ / ١٤٤ ، إنباء الغمر ٣ / ١١٠ ، الضوء اللامع ٥ / ١٠٤ ، المنهل الصافى ٧ / ٣٨٣).

١٤٤

١٩١٥ ـ عبد الوهاب بن فليح بن رياح الإمام أبو إسحاق القرشى ، مولاهم :

من موالى الأمير عبد الله بن عامر بن كريز. قرأ القرآن على داود بن شبل بن عباد ، ومحمد بن سبعون ، وشعيب بن أبى قرة.

قال النقاش : حدثنا محمد بن عمران قال : سمعت عبد الوهاب بن فليح يقول : قرأت على أكثر من ثمانين نفسا ، منهم من قرأت عليه ، ومنهم من سألته عن الحروف المكية.

قرأ عليه إسحاق بن أحمد الخزاعى : أربعا وعشرين ختمة ، ومحمد بن عمران الدينورى ، والحسن بن أحمد الحداد ، وعباس بن أحمد ، وغيرهم.

وسمع من سفيان بن عيينة ، ومروان بن معاوية ، وعبد الله بن ميمون القداح ، وغيرهم.

وحدث عنه : محمد بن أحمد الشطوى ، ومحمد بن هارون الأزدى ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، غيرهم.

قال ابن أبى حاتم : روى أبى ، عن عبد الوهاب ، وقال : هو صدوق.

قال الذهبى : توفى فى حدود الخمسين ومائتين. وأرخ بعضهم موته فى سنة سبعين ومائتين.

وقال آخر : توفى سنة ثلاث وسبعين ومائتين. قال الذهبى : وذلك خطأ. كتبت هذه الترجمة ملخصة من طبقات القراء للذهبى. وقد ذكره ابن حبان فى الثقات.

١٩١٦ ـ عبد الوهاب بن محمد بن خالد بن يحيى :

[.................................](١).

١٩١٧ ـ عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر القرشى المخزومى مولاهم ، المكى :

روى عن أبيه ، وعطاء. روى عنه : إسماعيل بن عياش ، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفى ، وعبد الوهاب الخفاف ، وعثمان بن الهيثم ، وعبد الرزاق. روى له ابن ماجة ، كما قال صاحب الكمال.

__________________

١٩١٥ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٦ / ٧٣).

١٩١٦ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٩١٧ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٦ / ٧٢).

١٤٥

وقال المزى : لم أقف على روايته عنه. كذبه سفيان الثورى. وضعفه أحمد ، وابن معين ، وأبو حاتم ، وقال النسائى : ليس بثقة.

١٩١٨ ـ عبد ياليل بن عمرو بن عمير الثقفى :

كان وجها من وجوه ثقيف ، وبعثوه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى إسلامهم وبيعتهم. وبعثوا معه خمسين رجلا ، إذ أبى أن يمضى وحده ، خوفا مما صنعوا بعروة بن مسعود ، فأسلموا كلهم وحسن إسلامهم ، وانصرفوا إلى قومهم ثقيف ، فأسلمت بأسرها.

١٩١٩ ـ عبد ياليل بن ناشب الليثى :

من بنى سعد بن ليث ، حليف لبنى عدى بن كعب ، شهد بدرا ، وتوفى فى آخر خلافة عمر رضى الله عنه ، وكان شيخا كبيرا.

١٩٢٠ ـ عبد العزيز بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشى المطلبى. أبو ركانة :

ذكره الذهبى. وقال : يقال : إنه طلق أم ركانة ، قال : وهذا لا يصح ، والمعروف أن صاحب القصة ركانة.

١٩٢١ ـ عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عفير بن السماك الأنصارى الحافظ أبو ذر الهروى المكى :

شيخ الحرم ، سمع صحيح البخارى ، من أبى محمد عبد الله بن أحمد بن حموية الحموى ، بسرخس.

ومن أبى إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملى ، ببلخ ، ومن أبى الهيثم محمد بن مكى الكشميهنى ، بمرو. وسمع ببلده هراة ، من أبى الفضل بن [....](١) وغيره وببغداد من أبى الحسن الدار قطنى ، وأبى عمر بن [.....](١) وبدمشق من عبد الوهاب بن الحسن

__________________

١٩١٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٢٥ ، الإصابة ترجمة ٥٢٨٤ ، أسد الغابة ترجمة ٣٤٣٦ ، الثقات ٣ / ٣٠٥).

١٩١٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٢٦ ، الإصابة ترجمة ٦٧٤٣ ، أسد الغابة ترجمة ٣٤٣٧).

١٩٢٠ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٤ / ٣٨٤).

١٩٢١ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٤٦

الكلبى ، ونصر بن أبى مسلم الكاتب ، وغيرهم. وحدث. روى عنه ولده أبو مكتوم ـ ومن طريقه عنه ، روينا صحيح البخارى ـ وأبو صالح المؤدب ، وأبو الوليد الباجى.

وروى عنه بالإجازة : أبو عمر بن عبد البر ، وأبو بكر الخطيب ، وأحمد بن عبد القادر اليوسفى. وصنف تصانيف ، منها : الصحيح ، والمستدرك عليه فى مجلد ، ومعجم شيوخه ، وغير ذلك.

وكان مذهبه فى الاعتقاد مذهب الأشعرى ، أخذه عن القاضى أبى بكر بن الطيب الباقلانى ، لما رأى شيخه أبى الحسن الدارقطنى يعظمه.

وذكره عبد الغافر فى تاريخ نيسابور ، وقال : كان حافظا ، كثير الشيوخ ، زاهدا ورعا ، يحب ألا يدخر شيئا لغد. وصار من كبار مشيخة الحرم ، مشار إليه فى التصرف. انتهى.

ثم سكن أبو ذر الهروى عند العرب ، وتزوج عندهم بالسراة ـ سراة بنى سياه ـ وهى سراة بنى سعد ، بجهة بجيلة ، بمجرا وما حولها من بلاد بنى سعد.

وكان يحج فى كل عام ، ويحدث ويرجع ، إلا أنه لم يمت إلا بمكة ، كما ذكر الخطيب فيما حكاه عنه أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفانى ، لخمس خلون من ذى القعدة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. وكان يذكر أن مولده فى سنة خمس أو ست وخمسين وثلاثمائة.

وقال الأكفانى : حدثنى أبو على الحسين بن أحمد بن أبى خريصة. قال : بلغنى أن أبا ذر عبد بن أحمد بن محمد الهروى الحافظ. توفى فى شهور سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وكان مقيما بمكة ، وبها مات. انتهى.

وذكر الذهبى : أن القاضى عياض ، أرخ وفاته فى سنة خمس وثلاثين. وجزم الذهبى بوفاته فى سنة أربع وثلاثين ، فى العبر ، وهو الصواب. والله أعلم.

١٩٢٢ ـ عبد بن جحش الأسدى ، أبو أحمد حليف بنى أمية :

يأتى فى الكنى ؛ للخلاف فى اسمه.

__________________

١٩٢٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٨٨ ، الإصابة ترجمة ٩٥٠٥ ، أسد الغابة ترجمة ٥٦٦٩ ، الطبقات الكبرى ٨ / ٤٦).

١٤٧

١٩٢٣ ـ عبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود العامرى :

أخو سودة ، زوج النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبيها. كان شريفا سيدا من سادات الصحابة رضى الله عنهم ، وهو الذى تحاصم مع سعد بن أبى وقاص ، فى أخيه لأبيه ، عبد الرحمن بن زمعة ابن وليدة زمعة.

وزمعة ـ بفتح الميم وإسكانها ـ وجهان مشهوران. وقد وهم أبو نعيم فى نسبه ؛ لأنه قال : عبد بن زمعة بن الأسود.

* * *

من اسمه عبيد

١٩٢٤ ـ عبيد بن حذيفة بن غانم العدوى :

هو أبو جهم ، صاحب الأنبجانية ـ على ما قيل ـ وسيأتى إن شاء الله تعالى فى الكنى(١) ، للخلاف فى اسمه.

١٩٢٥ ـ عبيد بن أبى طلحة المكى :

يروى عن أبى الطفيل ، وغيره ، روى عنه : يزيد بن أبى حبيب ، وابن لهيعة.

١٩٢٦ ـ عباد بن عبد العزى بن محصن بن عقيدة بن وهب بن الحارث بن جشم بن لؤى بن غالب :

يلقب بالخطيم ؛ لأنه ضرب يوم الجمل على أنفه ، فخطم.

ذكره ابن قدامة هكذا (١).

__________________

١٩٢٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٩٠ ، الإصابة ٤ / ٣٨٦).

١٩٢٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٤٦ ، ٢٩٢٩ ، الإصابة ترجمة ٥٣٤٧ ، ٩٧٠٣ ، أسد الغابة ترجمة ٣٤٩٠ ، ٥٧٨٠ ، الثقات ٣ / ٢٨٣ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٢٠ ، التحفة اللطيفة ٣ / ١٣٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٦٥ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٥٥٦).

(١) ستأتى ترجمته فى باب الكنى الترجمة رقم (٢٨٤٩).

١٩٢٥ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٥ / ٤٠٩).

١٩٢٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٧٠ ، الإصابة ترجمة ٤٤٨٩ ، أسد الغابة ترجمة ٢٧٧٤).

(١) ذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب هكذا أيضا.

١٤٨

١٩٢٧ ـ عبيد بن عمير بن قتادة بن سعد بن عامر بن جندع الجندعى أبو عاصم ، المكى :

سمع عمر بن الخطاب ، وابنه عبد الله ، وعبيد الله بن عمرو ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن حبشى ، وأبا هريرة ، وأبا موسى الأشعرى ، وأباه عميرا ، وعائشة ، وأم سلمة.

روى عنه : عطاء بن أبى رباح ، ومجاهد ، وعمرو بن دينار ، وأبو الزبير ، وابن أبى مليكة ، وغيرهم.

روى له الجماعة ، ووثقه ابن معين ، وأبو زرعة. وكان قاص أهل مكة ، ومات قبل ابن عمر ، كما قال البخارى.

وجزم الذهبى فى الكاشف بوفاته فى سنة أربع وستين. وقال : ذكر ثابت البنانى ، أنه قص على عهد عمر رضى الله عنه ، قال : وهذا بعيد. انتهى. وأما مولده ، فقال مسلم : ولد فى زمان النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقال صاحب الكمال : قيل : إنه رأى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

١٩٢٨ ـ عبيد بن أبى مريم المكى :

روى عن أبى سروعة. عقبة بن الحارث ، حديثا فى الرضاع. وروى عنه : ابن أبى مليكة. وروى له : البخارى (١) ، وأبو داود (٢) ، والترمذى (٣) ، والنسائى (٤).

__________________

١٩٢٧ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٥٥ ، الإصابة ترجمة ٦٢٥٨ ، أسد الغابة ترجمة ٣٥١٢ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٣ ، طبقات خليفة ترجمة ٢٥٢٤ ، تاريخ البخارى ٥ / ٤٥٥ ، المعارف ٤٣٤ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٤ ، الجرح والتعديل ٢ / ٤٠٩ ، الحلية ٣ / ٢٦٦ ، تهذيب الكمال ٨٩٩ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٤٧ ، تاريخ الإسلام ٣ / ١٩٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٥٤٣ ، غاية النهاية ترجمة ٣٠٦٤ ، النجوم الزاهرة ١ / ١٩٧ ، طبقات الحفاظ ١٤ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ١٢٦).

١٩٢٨ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٦ / ٣).

(١) فى صحيحه ، كتاب النكاح ، حديث رقم (٤٧١٤) من طريق : على بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أيوب عن عبد الله بن أبى مليكة قال : حدثنى عبيد بن أبى مريم عن عقبة بن الحارث قال : وقد سمعته من عقبة لكنى لحديث عبيد أحفظ ، قال : تزوجت امرأة فجاءتنا امرأة سوداء ، فقالت : أرضعتكما فأتيت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : تزوجت فلانة بنت فلان فجاءتنا امرأة سوداء فقالت لى : إنى قد أرضعتكما وهى كاذبة فأعرض عنى فأتيته ـ

١٤٩

وذكره ابن حبان فى الثقات. وذكر الذهبى فى الميزان ، أنه لم يحدث عنه : إلا ابن أبى مليكة.

__________________

ـ من قبل وجهه قلت : إنها كاذبة ، قال : كيف بها وقد زعمت أنها قد أرضعتكما دعها عنك وأشار إسماعيل بإصبعيه السبابة والوسطى يحكى أيوب.

(٢) فى سننه ، كتاب الأقضية ، حديث رقم (٣١٢٧) من طريق : سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبى مليكة حدثنى عقبة بن الحارث وحدثنيه صاحب لى عنه وأنا لحديث صاحبى أحفظ قال : تزوجت أم يحيى بنت أبى إهاب فدخلت علينا امرأة سوداء فزعمت أنها أرضعتنا جميعا فأتيت النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكرت ذلك له فأعرض عنى فقلت : يا رسول الله إنها لكاذبة ، قال : وما يدريك وقد قالت ما قالت دعها عنك. حدثنا أحمد بن أبى شعيب الحرانى حدثنا الحارث بن عمير البصرى (ح) وحدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا إسماعيل بن علية كلاهما عن أيوب عن ابن أبى مليكة عن عبيد بن أبى مريم عن عقبة بن الحارث وقد سمعته من عقبة ولكنى لحديث عبيد أحفظ فذكر معناه قال أبو داود : نظر حماد بن زيد إلى الحارث بن عمير فقال : هذا من ثقات أصحاب أيوب.

(٣) فى سننه ، كتاب الرضاع ، حديث رقم (١٠٧١) من طريق : على بن حجر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن عبد الله بن أبى مليكة قال : حدثنى عبيد بن أبى مريم عن عقبة بن الحارث قال : وسمعته من عقبة ولكنى لحديث عبيد أحفظ قال تزوجت امرأة فجاءتنا امرأة سوداء فقالت : إنى قد أرضعتكما فأتيت النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : تزوجت فلانة بنت فلان فجاءتنا امرأة سوداء فقالت : إنى قد أرضعتكما وهى كاذبة قال : فأعرض عنى قال : فأتيته من قبل وجهه فأعرض عنى بوجهه فقلت : إنها كاذبة ، قال : وكيف بها وقد زعمت أنها قد أرضعتكما دعها عنك. قال : وفى الباب عن ابن عمر. قال أبو عيسى : حديث عقبة ابن الحارث حديث حسن صحيح ، وقد روى غير واحد هذا الحديث عن ابن أبى مليكة عن عقبة بن الحارث ولم يذكروا فيه عن عبيد بن أبى مريم ولم يذكروا فيه دعها عنك ، والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم من أصحاب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وغيرهم أجازوا شهادة المرأة الواحدة فى الرضاع. وقال ابن عباس : تجوز شهادة امرأة واحدة فى الرضاع ويؤخذ يمينها ، وبه يقول أحمد وإسحاق وقد قال بعض أهل العلم : لا تجوز شهادة المرأة الواحدة حتى يكون أكثر ، وهو قول الشافعى ، سمعت الجارود يقول : سمعت وكيعا يقول : لا تجوز شهادة امرأة واحدة فى الحكم ويفارقها فى الورع.

(٤) فى سننه ، فى كتاب النكاح ، حديث رقم (٣٢٧٨) من طريق : على بن حجر قال : أنبأنا إسماعيل عن أيوب عن ابن أبى مليكة قال : حدثنى عبيد بن أبى مريم عن عقبة بن الحارث قال : وقد سمعته من عقبة ولكنى لحديث عبيد أحفظ قال : تزوجت امرأة فجاءتنا امرأة سوداء فقالت : إنى قد أرضعتكما فأتيت النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته فقلت : إنى تزوجت فلانة بنت فلان فجاءتنى امرأة سوداء فقالت : إنى قد أرضعتكما فأعرض عنى فأتيته من قبل وجهه فقلت : إنها كاذبة قال : وكيف بها وقد زعمت أنها قد أرضعتكما دعها عنك.

١٥٠

١٩٢٩ ـ عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى المطلبى ، أبو الحارث ، وقيل أبو معاوية :

أسلم قبل دخول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم دار الأرقم ، وهاجر إلى المدينة مع أخويه : الطفيل ، والحصين.

وكان له قدر ومنزلة عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعقد له راية ، وبعثه فى ثمانين من المهاجرين ـ وقيل فى ستين. قاله مصعب الزبيرى ـ حتى بلغ سيف البحر ، ثم بلغ ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة ، فلقى بها جمعا من قريش ، فيهم : أبو سفيان بن حرب ، فلم يكن فيهم قتال ، إلا أن سعد بن مالك رمى بسهم فى سبيل الله ، وهو أول سهم رمى به ، والسرية : أول سرية ، والراية أول راية عقدت فى الإسلام ، على ما ذكر ابن إسحاق.

وقيل : إن أول لواء عقده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لواء لعبيدة بن الحارث ، وجزم به مصعب الزبيرى ، ثم شهد بدرا ، وكان له فيها غناء عظيم ، وشهد بدرا ، وتبارز هو وعتبة بن ربيعة ، أخو شيبة ، فضرب كل منهما صاحبه فأثبته. وقطعت رجل عبيدة. فحمل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ألست شهيدا يا رسول الله؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بلى. وقال عبيدة : لو شهدنا أبو طالب ، علم أننا أحق بما قال ، حيث يقول [من الطويل] :

كذبتم وبيت الله نبزى محمدا

ولما نطاعن دونه ونناضل

ونسلمه حتى نصرّع حوله

ونذهل عن أبنائنا والحلائل

ومات عبيدة بالصفراء. ويروى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لما نزل مع أصحابه [بالبارين؟؟؟](١) ، قال له أصحابه : إنا نجد ريح المسك. فقال : وما يمنعكم ، وها هنا قبر أبى معاوية؟.

وكان له ـ على ما قيل يوم قتل ـ ثلاث وستون سنة. وكان أسن المسلمين يومئذ. وكان رجلا مربوعا حسن الوجه.

__________________

١٩٢٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٦٧ ، الإصابة ترجمة ٥٣٩١ ، أسد الغابة ترجمة ٣٥٣٤ ، الثقات ٣ / ٣١٢ ، الاستبصار ١٥٨ ، ٣٠١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٦٩ ، الأعلام ٤ / ١٩٨ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٢٥٦ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٣٤ ، نسب قريش ٩٣ ، ٩٤ ، تاريخ خليفة ٥٩ ، ٦١ ، ٦٢ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٣١٧ ـ ٣١٨ ، شذرات الذهب ١ / ٩).

(١) ما بين المعقوفتين ورد فى الأصل هكذا بلا نقط.

١٥١

وعبيدة ـ بالضم ـ وليس فى الصحابة من اسمه عبيدة سواه.

* * *

من اسمه عتّاب

١٩٣٠ ـ عتّاب بن أسيد ـ بفتح الألف ـ بن أبى العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموى ، أبو محمد ، ويقال أبو عبد الرحمن :

أمير مكة. أسلم يوم الفتح ، واستعمله النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسلم على مكة ، حين خرج إلى حنين ، وسنّه ثمان عشرة سنة. كذا قاله ابن حبّان.

وذكر صاحب الكمال : أن سنّه عشرون سنة. وذكر ابن الأثير : أن عتّابا لم يزل على مكة ، إلى أن توفى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأقرّه أبو بكر رضى الله عنه عليها ، إلى أن مات. انتهى.

روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وروى عنه : سعيد بن المسيّب ، وعطاء بن أبى رباح ، وجماعة ، مرسلا. لتقدّم وفاته. روى له أصحاب السّنن الأربعة (١).

__________________

١٩٣٠ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٧٥ ، الإصابة ترجمة ٥٤٠٧ ، أسد الغابة ترجمة ٣٥٣٨ ، الثقات ٣ / ٣٠٤ ، الجرح والتعديل ٧ / ١١ ، ٤٦ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٧٠ ، تقريب التهذيب ٢ / ٣ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٦١ ، التاريخ الصغير ١ / ٣٣ ، أزمنة التاريخ الإسلامى ١ / ٧٥٧ ، الأعلام ٤ / ١٩٩ ، التاريخ الكبير ٧ / ٥٤ ، الكاشف ٢ / ٢٤٣ ، شذرات الذهب ١ / ٥٦ ، العبر ١ / ١٦ ، تهذيب الكمال ٢ / ٩٠٠ ، مشاهير علماء الأمصار ١٥٥ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٠٤).

(١) أخرج له الترمذى فى سننه ، فى كتاب الزكاة ، حديث رقم (٥٨٣) من طريق : أبو عمرو مسلم بن عمرو الحذاء المدنى حدثنا عبد الله بن نافع الصائغ عن محمد بن صالح التمار عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يبعث على الناس من يخرص عليهم كرومهم وثمارهم. وبهذا الإسناد أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال فى زكاة الكروم : إنها تخرص كما يخرص النخل ثم تؤدى زكاته زبيبا كما تؤدى زكاة النخل تمرا. قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب ، وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة ، وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال : حديث ابن جريج غير محفوظ ، وحديث ابن المسيب عن عتاب بن أسيد أثبت وأصح.

وأخرج له أبى داود فى سننه ، فى كتاب الزكاة ، حديث رقم (١٣٦٦) من طريق : عبد العزيز بن السرى الناقط حدثنا بشر بن منصور عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهرى ـ

١٥٢

وقد ذكر الزبير بن بكار شيئا من خبره ، فقال : حدثنى حسين بن سعيد ، من بنى قيس بن ثعلبة ، قال : حدثنى يحيى بن سعيد بن سالم القدّاح ، عن أبيه ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : لا أحسبه إلا رفعه إلى ابن عباس رضى الله عنهما ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ليلة قربه من غزوة الفتح : «إن بمكة لأربع نفر من قريش أربأ بهم عن الشرك ، وأرغب بهم فى الإسلام» ، قيل : ومن هم يا رسول الله؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عتاب بن أسيد ، وجبير بن مطعم ، وحكيم بن حزام ، وسهيل بن عمرو».

وقال : حدثنى بن سلام عن حمّاد بن سلمة عن الكلبى ، فى قول الله عزوجل :(وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) [الإسراء : ٨٠]. قال : عتّاب بن أسيد.

وقال : حدثنى محمد بن سلام الجمحىّ ، عن أبان بن محصن. قال : قال عتّاب : إنّا كنا على أمر ، وقد صرنا إلى الإسلام ، وإنى آمر من ينادى بالصلاة ، فمن وجد فى بيته متخلّفا عنها ، ضربت عنقه.

وقال الزبير : استعمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عتّابا على مكة ، ومات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعتّاب عامله على مكة.

وقال الزبير : حدثنى محمد بن سلام قال : قال عتّاب : يا رسول الله ، لم تخلّفنى عنك؟ قال : «ما ترضى أنى استعملتك على آل الله عزوجل!».

وذكر الفاكهى ولاية لمكة ، وموته فيها. وروى بسنده إلى ابن عباس رضى الله عنهما فى قوله : (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) قال : استعمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عتّاب بن أسيد على مكة. فانتصر للمظلوم من الظالم.

وروى بسنده إلى جابر بن عبد الله رضى الله عنهما ، قال : استعمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عتّاب بن أسيد على مكة ، وفرض له أربعين أوقية من فضة.

__________________

ـ عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد قال : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يخرص العنب كما يخرص النخل وتؤخذ زكاته زبيبا كما تؤخذ زكاة النخل تمرا. حدثنا محمد بن إسحاق المسيبى حدثنا عبد الله بن نافع عن محمد بن صالح التمار عن ابن شهاب بإسناده ومعناه. قال أبو داود : سعيد لم يسمع من عتاب شيئا.

وأخرج له ابن ماجة فى سننه ، كتاب الزكاة ، حديث رقم (١٨٠٩) من طريق : عبد الرحمن ابن إبراهيم الدمشقى والزبير بن بكار قالا : حدثنا ابن نافع حدثنا محمد بن صالح التمار عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يبعث على الناس من يخرص عليهم كرومهم وثمارهم.

١٥٣

وذكره ابن عبد البر ، وقال : يكنى أبا عبد الرحمن ، وقيل أبا محمد ، أسلم يوم فتح مكة ، واستعمله النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم على مكة يوم الفتح ، حين خروجه إلى حنين ، فأقام للناس الحجّ تلك السنة وهى سنة ثمان وحجّ المشركون على ما كانوا عليه. قال : فلم يزل عتّاب أميرا على مكة ، حتى قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأقرّه أبو بكر رضى الله عنه عليها. فلم يزل عليها ، حتى مات. وكانت وفاته ـ فيما ذكره الواقدى ـ يوم مات أبو بكر الصديق رضى الله عنه ، وقال : ماتا فى يوم واحد. وكذلك يقول ولده.

وقال محمد بن سلام وغيره : جاء نعى أبى بكر الصديق رضى الله عنه إلى مكة ، يوم دفن عتّاب بن أسيد بها. وكان عتّاب رجلا صالحا خيّرا فاضلا. انتهى.

وكانت وفاة الصديق رضى الله عنه ، لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة. فعلى هذا تكون وفاة عتّاب فى هذا الشهر ، ويحتمل أن تكون فى رجب من هذه السنة ، على القول بأنه توفى يوم جاء نعى الصديق ، لجواز أن يكون نعيه أتى بعد انسلاخ جمادى الآخرة.

وفى تاريخ ابن جرير ، وابن الأثير ، ما يقتضى أنه ولى مكة لعمر رضى الله عنه. وهذا يدلّ على أنه لم يمت فى هذا التاريخ. والله تعالى أعلم.

وفى الاستيعاب ، ما يقتضى أن الصديق رضى الله عنه ، عزله عن مكة ، وولّاها للحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. وهذا يخالف ما سبق من أن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ولاه مكة. واستمرّ واليا عليها حتى مات.

وفى مغازى موسى بن عقبة ، ما يقتضى أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، استخلف معاذ بن جبل رضى الله عنه على مكة ، حين خرج إلى حنين.

وفى الاستيعاب : أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم استخلف على مكة هبيرة بن شبل بن العجلان الثّقفى. وهذان القولان يخالفان ما سبق ، من أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولّى عتّاب بن أسيد على مكة بعد أن فتحها الله عليه ، لما توجه إلى حنين. والمعروف تولية النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعتاب على مكة عند خروجه لحنين ، ودوام ولايته حتى مات فى تاريخ موت الصديق رضى الله عنه ، أو يوم جاء نعيه بمكة. والله أعلم.

وقال مصعب الزبيرى : وقالوا : خطب علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه جويرية بنت أبى جهل ، فشق ذلك على فاطمة رضى الله عنها ، فأرسل إليها عتّاب رضى الله عنه : أنا أريحك منها ، فتزوّجها. فولدت له عبد الرحمن بن عتّاب. وكان عتاب صالحا خيّرا.

١٥٤

وذكر ابن قدامة فى أنساب القرشيين : أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، رزّق عتّاب بن أسيد حين استعمله على مكة كل يوم درهما.

قال ابن عبد البر : روى عنه عمرو بن أبى عقرب ، أنه سمع عتّابا يقول ـ وهو يخطب مسندا ظهره إلى الكعبة ويحلف ـ ما أصبت فى عملى الذى بعثنى عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلّا ثوبين ، كسوتهما مولاى كيسان.

١٩٣١ ـ عتّاب بن حنين ، ويقال ابن أبى حنين المكى :

روى عن أبى سعيد الخدرىّ رضى الله عنه ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حديث : «مطرنا بنوء المجدح». روى عنه عمرو بن دينار. روى له النسائى (١).

١٩٣٢ ـ عتاب بن سليم بن قيس بن خالد القرشى التيمى :

أسلم يوم الفتح ، وقتل يوم اليمامة شهيدا.

* * *

من اسمه عتبة

١٩٣٣ ـ عتبة بن إبراهيم بن أبى خداش بن عتبة بن أبى لهب بن عبد العزى ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشى اللهبى المكى :

يروى المراسيل. روى عنه سفيان بن عيينة ، ذكره ابن حبّان فى الطبقة الثانية من الثقات ، ولم يرفع فى نسبه كما ذكرناه. وقال : من أهل مكة.

١٩٣٤ ـ عتبة بن سالم بن حرملة العدوى :

ذكره هكذا الذهبى. وقال : له صحبة ، قاله المستغفرى ، وأشار الذهبى إلى أن أبا موسى المدينى ذكره.

__________________

١٩٣١ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٧ / ١١ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٩١).

(١) فى الصغرى ، كتاب الاستسقاء ، حديث رقم (١٥٠٩) من طريق : عبد الجبار بن العلاء عن سفيان عن عمرو عن عتاب بن حنين عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لو أمسك الله عزوجل المطر عن عباده خمس سنين ثم أرسله لأصبحت طائفة من الناس كافرين يقولون : سقينا بنوء المجدح.

١٩٣٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٧٦ ، الإصابة ترجمة ٥٤٠٨ ، أسد الغابة ترجمة ٣٥٣٩).

١٩٣٣ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٦ / ٣٦٩).

١٩٣٤ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٤ / ٤٣٤ ، التجريد ١ / ٣٩٨ ، أسد الغابة ٣ / ٣٦٠).

١٥٥

١٩٣٥ ـ عتبة بن أبى سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموى ، أبو الوليد :

أمير مكة ، ذكر ولايته عليها الفاكهى ؛ لأنه قال فى ترجمة ، ترجم عليها بقوله : ذكر من ولى مكة من قريش قديما : وعتبة بن أبى سفيان ، كان قد ولى مكة.

أخبرنى ميمون بن الحكم ، قال : حدثنا محمد بن جعشم ، عن ابن جريج. قال : أخبرنى سعيد بن جعفر بن المطلب ، أنه سأل أباه جعفر بن المطلب بن أبى وداعة : هل أدرك أحدا يجمع فى الحج؟ قال : نعم ، أدركت عتبة بن أبى سفيان يجمع فيه ، ويخطب قائما بالأرض ، ليس تحته شىء. انتهى.

ولد عتبة على عهد النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وولّاه عمر بن الخطاب رضى الله عنه الطائف وصدقاتها. ثم ولّاه أخوه معاوية مصر ، حين مات عمرو بن العاص رضى الله عنه ، فأقام عليها سنة ، ثم توفى بها ، ودفن بمقبرتها. وذلك سنة أربع وأربعين ، وقيل سنة ثلاث وأربعين.

وكان فصيحا خطيبا ، يقال : إنه لم يكن فى بنى أخطب منه ، خطب أهل مصر يوما ، وهو وال عليها ، فقال : يا أهل مصر ، خفّ على ألسنتكم مدح الحق ولا تأتونه ، وذمّ الباطل وأنتم تأتونه ، كالحمار يحمل أسفارا ، يثقله حملها ولا ينفعه علمها ، وإنى لا أداوى داءكم إلا بالسيف ، ولا أبلغ السيف ما كفانى السوط ، ولا أبلغ السّوط ما صلحتم عن الدّرّة ، وأبطئ عن الأولى إن لم تسرعوا إلى الآخرة ، فالزموا ما ألزمكم الله لنا ، تستوجبوا ما فرضه الله لكم علينا ، وهذا يوم ليس لنا فيه عقاب ، ولا بعده عتاب. انتهى من الاستيعاب.

وذكر الزبير بن بكار شيئا من خبره سوى هذا ، وفيه مخالفة لبعض هذا ؛ لأنه قال لمّا ذكر أولاد أبى سفيان : وعتبة بن أبى سفيان ، شهد الجمل مع عائشة رضى الله عنها ، ثم نجا ، فعيّره بذلك عبد الرحمن بن الحكم. فقال (١) [من الوافر] :

__________________

١٩٣٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٨١ ، الإصابة ترجمة ٦٢٥٩ ، أسد الغابة ترجمة ٣٥٤٦ ، نسب قريش ١٢٥ ، ١٥٣ ، الأخبار الموفقيات ٣٢٧ ، ٥٠١ ، تاريخ خليفة ٢٠٥ ، ٢٠٨ ، العقد الفريد ١ / ٤٩ ، ٢٥٨ ، المعارف ٣٤٤ ، أنساب الأشراف ١ / ٤٢١ ، ٤٤٠ ، المحبر ٢٠ ، ٢٦١ ، تاريخ اليعقوبى ٢ / ٢٢٢ ، ٢٣٩ ، تاريخ الطبرى ١ / ٢٦٣ ، ٤ / ٢٢٠ ، الخراج وصناعة الكتابة ٤٦٣ ، جمهرة أنساب العرب ١١١ ، ١١٢ ، الولاة والقضاة ٣٤ ، ٣٩ ، تاريخ الإسلام ١ / ٧٩).

(١) البيت فى نسب قريش (١٢٥) ولم يذكر هذا البيت لعبد الرحمن فى أى من المراجع.

١٥٦

لعمرك والأمور لها دواع

لقد أبعدت يا عتب الفرارا

ولحق عتبة بأخيه معاوية بالشام ، فلم يزل معه ، وولّاه معاوية الطائف ، وعزل عنه عنبسة بن أبى سفيان ، فعاتبه عنبسة على ذلك. فقال معاوية : يا عنبسة ، إنه عتبة ابن هند! فقال عنبسة أبياتا ، يأتى إن شاء الله تعالى ذكرها فى ترجمته.

١٩٣٦ ـ عتبة بن أبى لهب عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشى الهاشمى :

ذكر الزبير بن بكار ، أنه شهد حنينا مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وثبت معه فيمن ثبت ، وأقام بمكة ، ولم يأت المدينة ، وله عقب. انتهى بالمعنى.

وذكر ابن عبد البر : أنه أسلم هو وأخوه معتّب يوم الفتح. وكانا قد هربا. فبعث العباس فيهما ، فأتى بهما فأسلما ، فسرّ النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بإسلامهما ، ودعا لهما ، وشهدا معه حنينا والطائف ولم يخرجا عن مكة ، ولم يأتيا المدينة. ولهما عقب عند أهل النسب.

وذكر ابن قدامة ، أنه كان زوجا لأم كلثوم بنت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنه فارقها بأمر أبيه حين فارق أخوه أختها.

وذكر الزبير ، أن أمه وأم أخيه معتّب ، وعتيبة (٢) بن أبى لهب : أمّ جميل بنت حرب ابن أمية بن عبد شمس ، حمّالة الحطب. وذكر أن عتبة لا عقب له. قال : وهو الذى أكله الأسد.

١٩٣٧ ـ عتبة بن غزوان بن جابر ـ وقيل ابن الحارث ـ بن جابر المازنىّ :

حليف بنى نوفل بن عبد مناف ، وقيل بنى عبد شمس ، يكنى أبا عبد الله. وقيل :

__________________

١٩٣٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٨٥ ، الإصابة ترجمة ٥٤٢٩ ، أسد الغابة ترجمة ٣٥٥٨ ، طبقات ابن سعد ٤ / ٤١ ، نسب قريش ٨٩)

(١) فى الأصول : «عتبة» والتصحيح من نسب قريش.

١٩٣٧ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٨٣ ، الإصابة ترجمة ٥٤٢٧ ، أسد الغابة ترجمة ٣٥٥٦ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٦٩ ، التاريخ الكبير ٦ / ٥٢٠ ـ ٥٢١ ، المعارف ٢٧٥ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٧٣ ، مشاهير علماء الأمصار ترجمة ٢١٧ ، حلية الأولياء ١ / ١٧١ ، ١٧٢ ، تاريخ بغداد ١ / ١٥٥ ـ ١٥٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٣١٩ ، تهذيب الكمال ٩٠٥ ، دول الإسلام ١ / ١٥ ، العبر ١ / ١٧ ، ٢١ ، تهذيب التهذيب ٧ / ١٠٠ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢٥٨ ، كنز العمال ١٣ / ٥٧٠ ، شذرات الذهب ١ / ٢٧ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٠٤).

١٥٧

أبا غزوان. أسلم بعد ستة رجال ، وهاجر إلى الحبشة ، وهو ابن أربعين سنة ، ثم قدم على النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو بمكة ، وأقام معه حتى هاجر إلى المدينة ، مع المقداد بن الأسود ، ثم شهد بدرا والمشاهد كلها.

وكان عمر رضى الله عنه بعثه لفتح الحيرة ، فاستفتح الأبلّة ، ثم اختطّ البصرة ، وخرج منها حاجا ، فلم يعد إليها حتى مات.

وكان سأل عمر رضى الله عنه أن يعفيه منها فأبى ، فقال : اللهم لا تردّنى إليها ، فسقط عن راحلته. فمات سنة سبع عشرة بموضع يقال له : معدن بنى سليم. قاله ابن سعد.

وقيل : مات بالربدة ، قاله المدينى. وقيل : بالمدينة. وقيل : بمرو ، وليس بشىء. وقيل:مات سنة خمس عشرة وهو ابن سبع وخمسين سنة. وقيل : سنة أربع عشرة. وقيل : سنة عشرين.

وكان من الرماة المذكورين ، وكان رجلا طوالا.

١٩٣٨ ـ عتبة بن أبى وقاص ـ واسم أبى وقاص مالك بن أهيب ، وقيل وهيب ـ بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشى الزهرى :

أخو سعد بن أبى وقاص. قال النواوى : لم يذكره الجمهور فى الصحابة ، وذكره ابن مندة فيهم ، واحتج بحديث وصيته إلى أخيه سعد فى ابن وليدة زمعة ، وأنكر أبو نعيم على ابن مندة ذكره فى الصحابة ، وقال : إنه الذى شجّ وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكسر رباعيته يوم أحد. قال : وما علمت له إسلاما ، لم يذكره أحد من المتقدمين فى الصحابة. وقيل إنه مات كافرا. انتهى.

وذكره الذهبى فى التجريد والكاشغرىّ. وذكر الزبير بن بكار شيئا من خبره ، فقال : وعتبة بن أبى وقاص ، كان أصاب دما فى قريش ، فانتقل إلى المدينة قبل الهجرة ، واتخذ بها منزلا ومالا.

قال الزبير : وكتب إلىّ أبى من بغداد يقول : إن عتبة بن أبى وقاص ، خرج يريد الشام ، فصادف الأوس والخزرج ، فقتل ببعاث ، فقال : أكره أن أمرّ بحرب بين قوم فلا أقاتل فيها ، فقاتل الخزرج مع الأوس.

__________________

١٩٣٨ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٥ / ٢٥٩ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٣٢٠ ، التجريد ١ / ٤٠٠ ، أسد الغابة ٣ / ٣٦٨ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٣٧٤ ، تهذيب التهذيب ٧ / ١٠٣).

١٥٨

ومات عتبة فى الإسلام وأوصى إلى سعد بن أبى وقاص. وأمه هند بنت وهب بن الحارث بن زهرة. وكان يقال له : أحمر الغصن.

وقال ابن عبد البر : وحكى الزبير عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز الزّهرىّ. قال : ما بلغ أحد الحلم من ولد عتبة بن أبى وقاص إلا بخر أو هتم ، لكسر عتبة رباعية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم. انتهى.

١٩٣٩ ـ عتبة بن مسعود الهذلىّ ، حليف بنى زهرة :

أخو عبد الله بن مسعود شقيقه ، وقيل لأبيه. والأول أكثر ، يكنى أبا عبد الله. هاجر مع أبيه إلى الحبشة فى الثانية ، وشهد أحدا ، وما بعدها من المشاهد.

وروى عبد الرزاق عن معمر. قال : سمعت الزهرىّ يقول : ما عبد الله عندنا بأفقه من عتبة ، ولكن عتبة مات سريعا.

وقال ابن عيينة : سمعت ابن شهاب يقول : ما كان عبد الله بن مسعود ، بأقدم من عتبة بن مسعود ، ولكن عتبة مات قبله.

ولما مات عتبة ، بكى عليه أخوه عبد الله ، فقيل له : أتبكى؟ قال : نعم. أخى فى النّسب ، وصاحبى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأحبّ الناس إلىّ ، إلا ما كان من عمر رضى الله عنه.

ومات عتبة بالمدينة فى خلافة عمر. وصلّى عليه عمر رضى الله عنه. وقال الذهبى : توفى فى إمرة عمر ، ويقال سنة أربع وأربعين ، وهو بعيد جدا. قال : وكان فقيها فاضلا.

* * *

من اسمه عتيق

١٩٤٠ ـ عتيق بن أحمد بن عبد الرحمن الأندلسي الأريولىّ :

نسبة إلى بلدة فى بلاد الأندلس. يقال لها : أريولة ، ذكره هكذا ، أبو سعد بن

__________________

١٩٣٩ ـ انظر ترجمته : (الاستيعاب ترجمة ١٧٨٦ ، الإصابة ترجمة ٥٤٣٠ ، أسد الغابة ترجمة ٣٥٥٩ ، طبقات ابن سعد ٤ / ١ / ٩٣ ، التاريخ الكبير ٦ / ٥٢٢ ، التاريخ الصغير ١ / ٤٧ ، ٢١٣ ، المعارف ٢٥٠ ، ٢٥١ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٧٣ ، مشاهير علماء الأمصار ترجمة ٣٠٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٣١٩ ، ٣٢٠ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٥٠٠ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٣٧٤ ، التجريد ١ / ٤٠٠).

١٩٤٠ ـ انظر ترجمته فى : (سير أعلام النبلاء ٢٤٧٢٠).

١٥٩

السّمعانى الحافظ فى معجمه ، وقال : شيخ صالح ممّيز حسن السيرة ، جاور بمكة قريبا من خمسين سنة ، سمع النقيب أبا الفوارس طراد الزّينبى.

كتبت عنه فى النوبة الأولى مجلسا ، أملاه النقيب بمكة ، وسألته عن ولادته فقال : فى المحرم سنة سبع وستين وأربعمائة.

وأريولة من بلاد الأندلس ، وتوفى بمكة سنة نيّف وثلاثين وخمسمائة.

وذكره السّلفىّ فى معجم السفر ، وقال : كان من أهل القرآن ، والصلاح الظاهر ، والجد فى طلب الحديث ، ولما قدم الثغر ، كان يحضر عندى ، وسمع علىّ وعلى غيرى سنة عشرين وخمسمائة ، ومضى إلى مكة وجاور بها سنين كثيرة ، يؤذّن أحيانا فى الحرم احتسابا(١) للمالكية ، ثم رجع إلى ديار مصر ، وتوجه إلى الأندلس ، وانقطع عنا خبره. وكان كبير السن. انتهى.

١٩٤١ ـ عتيق بن بدر بن هلال بن حيدر بن منصور الزّنجانى الأصل ، المكى المولد والدار ، أبو بكر العمرىّ :

نسبة إلى عمل العمر وبيعها. سمع ببغداد من : أبى الفتح بن البطّىّ ، وأبى بكر عبد الله بن محمد بن النّقور ، وأبى الحسن سعد الله بن محمد بن طاهر الدقاق.

وبهمذان من الحافظ أبى العلاء الحسن بن أحمد العطار. وبزنجان من أبى حفص عمر بن أحمد.

وحدّث بمكة شرفها الله تعالى ، وبها ولد فى سنة ست وأربعين وخمسمائة تقريبا ، وبها توفى سنة ثمان عشرة وستمائة. ذكره المنذرىّ فى التكملة بمعنى هذا.

* * *

من اسمه عثمان

١٩٤٢ ـ عثمان بن الصّفى أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبى بكر الطبرى المكىّ ، يلقّب بالفخر :

سمع من المحب الطبرى : السنن لأبى داود ، خلا من صلاة العيدين إلى باب : من قال يصلّى بكل طائفة ركعتين.

__________________

(١) فى الأصل : «يؤذن أحيانا المالكية» وما أوردناه من هامش نسخة ابن فهد.

١٦٠