العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٥

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٥

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٩٤

١٨٤١ ـ عبد الغنى بن أبى الفرج القبطى ، الأمير فخر الدين الأستادار ، الملكى ، المؤيدى :

كان أستادار كبير للملك المؤيد صاحب مصر ، وظهر من مخدومه عليه إقبال كثير ، لكثرة ما يحمله لخزانته ، ويقوم به من المهمات السلطانية ، ولكنه أخرب كثيرا من بلاد الصعيد وغيرها ، وقتل كثيرا من أهلها.

وكان قد فرّ عن مخدومه ، متخوفا منه إلى بغداد ، ثم سأل أمانا ، فأجيب لسؤاله ، وحضر إلى مخدومه ، فأعاده إلى الأستدارية كما كان. وبالغ فى الخدمة ، واستمر حتى مات ، فى خامس عشر شوال سنة إحدى وعشرين وثمانمائة. ودفن بمدرسته التى أنشأها بين السورين بظاهر القاهرة ، وصولح السلطان عن تركته بمائتى ألف مثقال.

وسبب ذكرنا له فى هذا الكتاب ، أنه أمر بتكميل عمارة الرباط الذى أمر بإنشائه الوزير تقى الدين عبد الوهاب بن أبى شاكر الآتى ذكره ، بعد أن ذكر أن ذلك صار إليه بوجه شرعى. والمتولى لتكميل ما أمر به من عمارته ، بعض غلمان أمير مكة ، لأمره بذلك ، والمعمور منه بأمره ، جانب كبير غير ما كان عمر منه بأمر ابن أبى شاكر. وهذا الرباط برأس زقاق أجياد الصغير ، مقابل المسجد الحرام ، وبينهما مسيل الوادى.

١٨٤٢ ـ عبد القادر بن أبى الفتح محمد بن أبى المكارم أحمد بن أبى عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسنى الفاسى المكى الحنبلى ، القاضى محيى الدين ، بن السيد شهاب الدين :

نائب الحكم بمكة ، ونائب الإمامة بمقام الحنابلة بالمسجد الحرام ، ولد فى سنة إحدى وتسعين وسبعمائة ، وعنى بدرس القرآن. فلما بلغ ، أكثر من تجويده وقراءته. وكان قرأ حفظا فى «العمدة» فى الفقه ، للشيخ موفق الدين بن قدامة الحنبلى ، ولعله أكملها ، أقبل كثيرا على النظر فى كتب فقه الحنابلة وغيرها ، فتنبه فى الفقه وغيره ، وأفتى فى وقائع كثيرة.

وناب فى الحكم عن أخيه شقيقه القاضى سراج الدين عبد اللطيف فى سنة عشر

__________________

١٨٤١ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ٤٧٠ ، النجوم الزاهرة ١٤ / ١٥٢ ، نزهة النفوس ٢ / ٤٣٢ ، إنباء الغمر ٣ / ١٨٢ ، الضوء اللامع ٤ / ٢٤٨ ، المنهل الصافى ٧ / ٣١٤).

١٨٤٢ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ٤٢١ ، الضوء اللامع ٤ / ٢٨٧ ، المنهل الصافى ٧ / ٣٢٢).

١٠١

وثمانمائة ، وإلى أن توفى ، إلا أنه عزل عن ذلك مرات كثيرة ، منها ثلاث مرات : فى سنة إحدى وعشرين وثمانمائة ، ومرة فى سنة عشرين ، ومرة فى سنة اثنتين وعشرين.

ومما عزل لأجله : إثباته الأحكام بالشهادة على خط الشاهد الميت أو الغائب ، وتعلق فى ذلك بما وقع للإمام أحمد بن حنبل ، من نفوذ وصية الميت ، إذا وجدت عند رأسه بخطه. فعدى المذكور هذا الحكم إلى غير الوصية من الأحكام ، ولم يوافقه على ذلك علماء عصره ، وتمسك فى ذلك بغير مسألة الوصية ، وكان متمسكه ضعيفا أيضا وكانت فيه حدة وقوة نفس ، ولذلك هابه الناس واحترموه. ودرس عن أخيه بالمدرسة البنجالية بمكة.

وتوفى وقت الظهر ، من يوم الأربعاء الثانى والعشرين من شعبان المكرم ، سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة ، وصلى عليه عقيب صلاة العصر ، خلف مقام الحنابلة بوصية منه. ودفن بالمعلاة ، سامحه الله تعالى ، وهو ابن عم أبى ، رحمهم‌الله تعالى.

١٨٤٣ ـ عبد القاهر بن عبد السلام بن على الهاشمى ، الشريف أبو الفضل العباسى البغدادى المقرئ :

نقيب الهاشميين بمكة ، قال السمعانى : كان نقيب الهاشميين بمكة ، وكان من سراة الناس ، استوطن بغداد وتصدر للإقراء ، وصار قدوة ، وكان قيما بالقراءات أخذها عن الكارزينى.

وسمع من أبى الحسن بن صخر ، وأبى على الشافعى ، وسعد الزنجانى. قرأ عليه بالروايات : أبو محمد سبط الخياط ، وأبو الكرم الشهرزورى.

قال أبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف رحمة الله تعالى على هذا الشريف ، فلقد كان على أحسن طريقة سلكها الأشراف ، من دين متين ، وعقل رزين. قدم من مكة ، وسكن المدرسة النظامية ، وأقرأ بها القراءات عن جماعة. وحدث [....](١).

وقال على بن أحمد بن مكى البزاز : مات الشريف عبد القاهر ، فى يوم الجمعة ثانى عشر جمادى الآخر سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة. ومولده سنة خمس وعشرين وأربعمائة.

كتبت هذه الترجمة ملخصة من طبقات القراء للذهبى ، وتاريخ الإسلام له.

__________________

١٨٤٣ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٠٢

١٨٤٤ ـ عبد القوى بن عبد الخالق بن وحشى المكى الكنانى ، الفقيه أبو القاسم المصرى :

سمع من : ابن برى ، وإسماعيل بن قاسم الزيات. وببغداد من : ابن كليب ، ذكره شيخنا القاضى مجد الدين الشيرازى فى «طبقات الحنفية» له.

١٨٤٥ ـ عبد القوى بن محمد بن عبد القوى البجائى ، المغربى أبو محمد :

نزيل مكة ، قدم إلى ديار مصر فى شبيبته ، فأخذ بها عن الشيخ يحيى الرهونى ، وغيره من علمائها ، وسكن الجامع الأزهر ، ثم انتقل إلى مكة ، وأخذ بها عن الشيخ موسى المراكشى وغيره. وسمع بها من النشاورى ، وسعد الدين الإسفرايينى ، وغيرهما.

ودرس بالحرم الشريف ، وأفتى باللفظ قليلا ، تورعا. وكان ذا معرفة بالفقه ، يستحضر كثيرا من الأحاديث والحكايات والأشعار المستحسنة ، وله حظ من العبادة والخير.

جاور بمكة أزيد من ثلاثين سنة ، إلا أنه كان يخرج فى بعض الأوقات إلى الطائف ، وبقيم بها قليلا ، ثم ترك ذلك. وولد له بمكة عدة أولاد.

توفى ليلة الأربعاء ثالث شوال سنة ست عشرة وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، وحمل نعشه الأعيان من أهل مكة للتبرك به.

١٨٤٦ ـ عبد الكافى بن محمد بن عبد الرحمن السلاوى الأصل أبو محمد بن أبى عبد الله المكى :

نزيل الإسكندرية ، ذكره ابن مسدى فى معجمه ، وقال : شيخ لا بأس به فى دينه ومذهبه. وذكر أنه سمع بمكة صغيرا من شيوخ الحرم ، ولم يقع لى شىء من سماعه هناك ، وقد سمع من السلفى ، وابن عوف ، غيرهما.

توفى بثغر الإسكندرية ، فى شهر ربيع الأول من سنة خمس وثلاثين وستمائة ، عن سن عالية ، وربما على ما ذكر لى ، جاوز الثمانين. انتهى.

* * *

__________________

١٨٤٥ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ٢٣ ، إنباء الغمر ٣ / ٢٦ ، الضوء اللامع ٤ / ٣٠٢ ، شذرات الذهب ٧ / ١٢١ ، المنهل الصافى ٧ / ٣٢٨).

١٠٣

من اسمه عبد الكريم

١٨٤٧ ـ عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة بن مرزوق القرشى المخزومى المكى:

أجاز له فى سنة ثلاث عشرة : الدشتى ، والقاضى سليمان بن حمزة ، والمطعم ، وابن مكتوم ، وابن عبد الدايم ، وابن سعد ، وابن عساكر ، والحجار ، ووزيرة ، وغيرهم ، من دمشق.

وسمع بمكة من الآقشهرى. وما علمته حدث. ووجدت بخط شيخنا ابن سكر أنه أجاز له.

وتوفى سنة تسعين وسبعمائة ، ودفن بالمعلاة. ومولده فى سنة إحدى وسبعمائة.

١٨٤٨ ـ عبد الكريم بن جار الله بن صالح بن أبى المنصور أحمد بن عبد الكريم ابن أبى المعالى الشيبانى المكى :

كان من طلبة الحنفية بمكة ، ودخل ديار مصر ، طلبا للرزق غير مرة. وناب فى إصلاح بعض أمور الناس بجدة ، وخطب بها نيابة عن أخيه قاضى جدة ، نور الدين على ابن جار الله.

وتوفى فى يوم الخميس ثامن عشرى ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة ، وهو فى أثناء عشر الثلاثين ظنا ، رحمه‌الله تعالى.

١٨٤٩ ـ عبد الكريم بن سعدون المكى :

سمع من : القاضى عز الدين بن جماعة ، والشيخ فخر الدين عثمان بن أبى بكر النويرى : بعض سنن النسائى ، وما علمته حدث. وكان يعانى التجارة.

توفى سنة خمس عشرة وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

١٨٥٠ ـ عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن على ، الأستاذ أبو معشر ، الطبرى المقرى :

شيخ القراء بمكة ، قرأ بمكة على : أبى عبد الله الكارزينى ، وبحران على الشريف أبى

__________________

١٨٥٠ ـ انظر ترجمته فى : (سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٨٨ ، النشر ١ / ٣٥ ، ٧٦ ، غاية النهاية ١ / ٤٠١ ، طبقات الشافعية ٣ / ٢٤٣ ، الكتبخانة ١ / ١٨٣ ، مجلة معهد المخطوطات ٤ / ١٧ ، الأعلام ٤ / ٥٢).

١٠٤

القاسم الزيدى ، وبمصر على أبى العباس بن نفيس ، وإسماعيل بن راشد الحداد.

وقرأ أيضا على : الحسين بن محمد الأصبهانى ، وأبى الفضل بن بندار الرازى ، وطائفة أسند عنهم فى تآليفه.

وله من التآليف التلخيص ، وسوق العروس ، فى القراءات المشهورة والعربية ، وكتاب الرشاد فى شرح القراءات الشاذة ، وطبقات القراء ، وكتاب الدرر فى التفسير ، وكتاب فى اللغة ، وغير ذلك. وقرأ عليه الجماعة.

روى عن أبى عبيد الله بن نظيف ، وأبى النعمان تراب بن عمر ، وغيرهما. روى عنه أبو نصر أحمد بن عمر القارى ، وأبو بكر محمد بن عبد الباقى الأنصارى ، وآخرون.

قال ابن طاهر المقدسى : سمعت أبا سعد الحرمى ـ بهراة ـ بقول : لم يكن سماع أبى معشر الطبرى بجزء ابن نظيف صحيحا ، وإنما وجد نسخة فرواها.

قال الذهبى : توفى بمكة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.

١٨٥١ ـ عبد الكريم بن على بن سنان بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمرى :

كان من أعيان القواد المعروفين بالعمرة ، توفى بمكة فى آخر ذى الحجة سنة عشرين وثمانمائة ، ودفن بالمعلاة. وأظنه فى عشر الأربعين.

١٨٥٢ ـ عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة ، القرشى المخزومى المكى :

كان شديد القوة والمشى والأكل. ويحكى عنه فى ذلك ما يستغرب ، وهو أنه خرج من الطائف فى بكرة نهار ، وهو حامل مائة رمانة ، فوصل المعابدة ظاهر مكة وقت العصر ، فسأل عن أهله ، فأخبر أنهم بوادى مر ، فذهب إليهم ، ووصلهم وقت المغرب. ويحكى أنه أكل مدا مكيا من الدخن معروكا بسمن وتمر.

وتوفى سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة.

١٨٥٣ ـ عبد الكريم بن أبى نمى محمد بن أبى سعد حسن بن على بن قتادة الحسنى المكى :

توفى يوم الاثنين ، الثانى عشر من المحرم ، سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة ، وكان أخوه

١٠٥

رميثة ، أمر بقطع نخله ، لملاءمته لأخيه عطيفة ، لما انفرد رميثة بالإمرة ، فى آخر سنة سبع وثلاثين وسبعمائة.

١٨٥٤ ـ عبد الكريم بن محمد بن على النهاوندى الأصل ، المكى المولد والدار ، يلقب كريم الدين ، ويعرف بالنهاوندى :

سمع على : الشيخ فخر الدين النويرى ، والقاضى عز الدين بن جماعة ، وغيرهما. وما علمته حدث.

توفى فى أول عشر السبعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة. وكان فى كفالة الضياء الحموى زوج أخته. وكان مكرما له فى كفالته ، ثم وقع بينهما ، بسبب أن الضياء كان قبض له ولأخته زوجة الضياء ثمانين ألف درهم ، من قاضى مكة شهاب الدين الطبرى ليتجر لها فيها. وطالب عبد الكريم الضياء بشىء من متعلقات هذا المال ، وترافعا إلى التقى الحرازى قاضى مكة ، فلم يجب لعبد الكريم على الضياء إلا يمين ، فبذل له الضياء عنها مالا فلم يقبل ، وصمم على تحليفه ، فحلف له.

١٨٥٥ ـ عبد الكريم بن محمد بن عمر بن أبى المعالى كريم الدين ، أبو محمد بن الجمال بن الفخر الطوسى المكى الصوفى :

سمع من ابن البخارى : مسند بلال الزعفرانى ، ومن العفيف بن مزروع ، والعماد أحمد ابن إبراهيم بن عبد الواحد القرشى. وبالقدس ، بالخانقاة الصلاحية.

ذكره أبو المعالى بن رافع فى معجمه ، وقال : هو ابن أخت المجد عبد الله بن محمد الطبرى ، وابن شيختنا زينب بنت الضياء محمد القسطلانى. انتهى.

وهو أحد الشيوخ الذين خرج لهم الآقشهرى الأربعين الحديث ، عن قاضى القضاة شمس الدين محمد بن العماد إبراهيم القرشى الحنبلى ، وأبى اليمن بن عساكر ، أجازه فى سنة أربع وسبعين باستدعاء القطب القسطلانى.

وكان تخريج الآقشهرى الأربعين ، فى شهور سنة ست وثلاثين وسبعمائة.

١٨٥٦ ـ عبد الكريم بن محمد الجرجانى أبو محمد :

قاضى جرجان ، روى عن : ثور بن يزيد ، وقيس بن الربيع ، وأبى حنيفة ، وابن جريج ، وغيرهم ، روى عنه : ابن عيينة مع تقدمه ، والشافعى ، وأبو يوسف القاضى ، وقتيبة بن سعد ، وجماعة.

١٠٦

روى له الترمذى (١). قال ابن حبان : من خيار الناس ، وكان مرجئا. وقال قتيبة : لم أر مرجئا خيرا منه.

كان على قضاء جرجان ، فتركه وهرب إلى مكة. مات سنة نيف وسبعين ومائة. انتهى. وتوفى بمكة. كما ذكر صاحب الكمال.

١٨٥٧ ـ عبد الكريم بن محمد الهذلى المسعودى المعروف بالخفير :

بخاء معجمة وفاء وياء مثناة من تحت وراء مهملة ، كان وافر الحرمة ، منيع الجار. حتى قيل: إن الهارب من مكة لقصد نخلة ، إذا بلغ فى طريقه صخرة معروفة بهذا الخفير نجا. وهذه الصخرة قبل مدرج نخلة.

وكان يحمى الجار ، ببلدة سولة ، ولو كان الطالب له صاحب مكة أحمد بن عجلان ، أو أحد من أتباعه ، وحمل ذلك أحمد بن عجلان ، على أن مكّن قريبا له من قتله ، لأن قريبه كان يطالبه بدم ، وما قدر عليه. فلما سمع أنه بمكة قصده ، واجتمع بأحمد بن عجلان ، وسأله فى إعانته على قتله ، فلم يفعل. وقال : إذا قتلته حميتك. فتركه قريبه ، وهو يصلى بالمسجد الحرام صلاة المغرب عند ميزان الشمس ، وطعنه طعنة كان فيها حتفه. ولم يكن للمذكور شعور بما دبره عليه قريبه من قصده لقتله ، وقتل معه ابنا له.

وكان المذكور ينسب لمروءة كثيرة ، مع جمال فى الهيئة واللباس. وكان قتله ـ فيما بلغنى ـ فى أثناء سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة ، ودفن بالمعلاة.

١٨٥٨ ـ عبد الكريم بن أبى المخارق ، قيل اسمه قيس ، وقيل طارق البصرى ، أبو أمية :

__________________

١٨٥٦ ـ (١) فى سننه ، كتاب الأطعمة ، حديث رقم (١٧٦٩) من طريق : يحيى بن موسى حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا قيس بن الربيع قال (ح) وحدثنا قتيبة حدثنا عبد الكريم الجرجانى عن قيس بن الربيع ، المعنى واحد ، عن أبى هاشم ، يعنى الرمانى ، عن زاذان عن سلمان قال : قرأت فى التوراة أن بركة الطعام الوضوء بعده فذكرت ذلك للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته بما قرأت فى التوراة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده. قال : وفى الباب عن أنس وأبى هريرة. قال أبو عيسى : لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث قيس بن الربيع وقيس بن الربيع يضعف فى الحديث ، وأبو هاشم الرمانى اسمه يحيى بن دينار.

١٨٥٨ ـ انظر ترجمته فى : (التاريخ الكبير ٦ / ٨٩ ، التاريخ الصغير ٢٠ / ٧ ، الجرح والتعديل ٦ / ٥٩ ، تهذيب الكمال ٨٥٠ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٦٤٦ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢٤٢ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٨٣).

١٠٧

نزيل مكة ، المؤذن ، روى عن : أنس بن مالك ، وطاوس ، وعطاء ، ومجاهد ، وغيرهم ، روى عنه : شيخه مجاهد ، وابن جريج ، ومالك ، والسفيانان ، وغيرهم.

روى له : البخارى تعليقا ، ومسلم متابعة ، والترمذى ، والنسائى ، وابن ماجة ، وكان من أعيان التابعين.

قال عبد الله بن أحمد : سألت أبى عن عبد الكريم بن أمية. فقال : بصرى نزل مكة ، وكان معلما ، وكان ابن عيينة يستضعفه. قلت له : هو ضعيف؟ قال : نعم. وقد ضعفه غير أحمد بن حنبل.

١٨٥٩ ـ عبد الكريم بن مخيط بن لحاف بن راجح بن أبى نمى الحسنى :

كان من أعيان الأشراف ، وتوجه فى سنة أربع وثمانين وسبعمائة إلى اليمن ، فى جماعة من الأشراف ، وخدموا عند الملك الأشرف صاحب اليمن : إسماعيل بن العباس ، ثم فارقوه ، وتوجهوا إلى صوب مكة ، فعاثوا فى المحالب وملكوها ، وقبضوا متوليها ، وساروا إلى حرض ، فلقيهم أمير يقال له : بهادر الشمسى ، فقاتلهم. فقتل عبد الكريم هذا وغيره من الأشراف ، وعادوا إلى مكة مفلولى الشوكة.

١٨٦٠ ـ عبد الكريم بن يحيى بن عبد الرحمن بن على بن الحسين بن على ، قاضى مكة ، كمال الدين أبو محمد ، وأبو المحامد ، بن قاضى مكة أبى المعالى الشيبابى الطبرى المكى الشافعى :

وجدت خطه على مكتوب ثبت عليه فى السادس عشر من المحرم ، سنة اثنتين وستمائة ، ولا أدرى هل هذه السنة ابتداء ولايته أو قبلها؟ وأظنه استمر حتى عزل فى شوال سنة خمس وأربعين وستمائة.

كذا وجدت بخط الشيخ أبى العباس الميورقى ، فى تاريخ عزله. وولى لعزله القاضى عمران الفهرى الآتى ذكره. فدل على أنه كان حاكما فى هذه السنة.

وكان محققا ، حاكما فى سنة خمس وثلاثين ، وسبع وثلاثين ، وثمان وثلاثين وسنة أربعين ، وثلاث وأربعين ، وأربع وأربعين ، وخمس وأربعين.

وتوفى فى شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين وستمائة. كذا وجدت وفاته فى تعاليق أبى العباس الميورقى بخط شخص ذكر أنه إدريس بن القاضى عبد الكريم هذا.

__________________

١٨٦٠ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ٤٢٦ ، المنهل الصافى ٧ / ٣٥٠).

١٠٨

ووجدت بخط الجد أبى عبد الله الفاسى : أخبرنى الفقيه أبو عبد الله محمد بن القاضى عبد الكريم الشيبانى الطبرى قال : أخبرنى الفقيه رضى الدين أبو عبد الله محمد ابن أبى بكر بن خليل ، قال : حدثنى بعض أصدقاء القاضى عبد الكريم رحمه‌الله ، أنه كان يعتمر كل يوم من شهر رجب وشعبان ورمضان عمرتين ، قال : فخطر له أن يترك العمرة. فخرج إلى أن وصل إلى عند جبل البكاء ، فسمع هاتفا يقول :

اعتمر كل يوم واغتنم قول لبيك

الدواء يا أخى فى لا تمدن عينيك

وهذه الحكاية تدل على أن القاضى عبد الكريم الشيبانى ، كان كثير العبادة. أنبئت عمن أنباه القطب القسطلانى ، أن القاضى كمال الدين هذا أنشده لنفسه (١) [من الطويل] :

ولما سرت من أرض سلمى نسيمة

لقلبى أحيا نشرها حين حلت

وجاءت لتهدى لى السلام فمرحبا

وأهلا بها من واصل لتحية

تقول سليمى لم يضع لك بالنوى

عهود ولا اعتاضت بتلك المودة

فقلت وأشواقى تزيد وأدمعى

تجود وقد غصت جفونى بعبرتى

أيا جيرتى جار الذى قضى عل

ىّ ولم أقض حقا بجيرتى

* * *

من اسمه عبد اللطيف

١٨٦١ ـ عبد اللطيف بن أحمد بن على بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسنى الفاسى المكى الشافعى ، أخى شقيقى ، الإمام الأبرع ، المفتى نجم الدين أبو الثناء وأبو بكر ، وبها كناه والده :

ولد فى الرابع عشر من شعبان ، يوم الجمعة وقت صلاتها ، سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بمكة. وكان مدة الحمل به سبعة أشهر ، وحملنا معا مع الوالدة إلى المدينة النبوية ؛ لأن خالنا قاضى الحرمين محب الدين النويرى كان بها ـ إذ ذاك ـ قاضيا.

فلما انتقل لقضاء مكة فى سنة ثمان وثمانين ، انتقلنا مع الوالدة إلى مكة ، وجوّد بها أخى حفظ القرآن ، وصلى به التراويح فى مقام الحنابلة بالمسجد الحرام ، سنة إحدى وتسعين وسبعمائة ، وخطب به فى ليلة الختم خطبة حسنة ، وخطب به قبل ذلك ختمى

__________________

(١) فى التحفة اللطيفة ٢ / ٢٠٠ :

ولما سرت من أرض سلمى نسيمة

لقلبى أحيا سرها حين حللت

١٠٩

لصلاة التراويح فى سنة تسع وثمانين ، ثم أقبل على درس العلم ، فحفظ كتبا عدة ، منها : منهاج البيضاوى ، والتنبيه ، ثم لازم الحضور بحلقة شيخنا قاضى القضاة جمال الدين بن ظهيرة فى الفقه وغيره ، فتنبه.

وسمع معى الحديث بمكة ، على شيخنا ابن صديق ، وابن سكر ، وغيرهما. ودخل اليمن فى سنة سبع وتسعين وسبعمائة ، وحج فيها ، وتوجهنا معا للقاهرة.

وسمع معى غالب ما قرأته وسمعته على البرهان الشامى ، ومريم بنت الأذرعى ، وعبد الرحمن بن الشيخة ، وغيرهم. وسمع بها صحيح البخارى ، على علىّ بن أبى المجد الدمشقى ، لما استقدمه من دمشق السالمى الأمير يلبغا ، لسماع البخارى.

وسمع عليه أخى أشياء كثيرة ، وأخذ علوم الحديث عن شيخنا الحافظ زين الدين العراقى ، والفقه عن شيخنا سراج الدين عمر بن الملقن ، وسمع منه كثيرا. وحضر مجلس شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البلقينى ، واستفاد منه ومن شيخنا العلامة الحافظ الحجة القاضى ولى الدين أبى زرعة أحمد بن الحافظ زين الدين العراقى ، أشياء حسنة. وعاد إلى مكة فى سنة تسع وتسعين ، وقد تبصر كثيرا فى فنون من العلم.

وفى سنة ثمانمائة ، قرأ فى «الروضة» وغيرهما ، على شيخنا قاضى القضاة جمال الدين ابن ظهيرة ، ولازمه كثيرا ، وانتفع به.

وفى سنة إحدى وثمانمائة ، قرأ فى الفقه على شيخنا برهان الدين إبراهيم بن موسى الأبناسى بمكة ، وأذن له فى التدريس.

وفى سنة ثلاث وثمانمائة ، دخل إلى اليمن ، وأخذ بزبيد عن مفتيها القاضى شهاب الدين أحمد بن أبى بكر الناشرى ، وأذن له فى الإفتاء والتدريس ، وعاد إلى مكة ، وقد نال قليلا من الدنيا. ففات ذلك منه بقرب مكة ، وأقام بها ، إلى أن حج فى سنة أربع وثمانمائة ، ثم توجه إلى مصر ، وأقبل كثيرا على الاشتغال بالعلم ، فأخذ عن جماعة من علمائها ، منهم : مولانا شيخ الإسلام جلال الدين عبد الرحمن بن مولانا شيخ الإسلام سراج الدين البلقينى ، والعلامة ولى الدين العراقى ، والشيخ نور الدين على البكرى ، المعروف بابن قبيلة.

ومما أخذه عن ابن قبيلة : مختصر ابن الحاجب فى الأصول ، وكان البكرى خبيرا به ، وأذن الثلاثة لأخى فى الإفتاء والتدريس.

١١٠

وكان إذن سيدى ولى الدين لأخى فى ذلك ، سنة سبع وثمانمائة. وفيها قدمت على أخى من دمشق ، وقدمنا إلى مكة ، وقد وليت بها قضاء المالكية.

وتوجه أخى بعد الحج ، إلى القاهرة ، ولازم الاشتغال بالعلم ، فازداد فضلا ، وحج سنة ثمان وثمانمائة. وأقام بمكة حتى حج فى سنة تسع وثمانمائة. وكان فيها يدرس بالحرم الشريف ويفتى ، ثم توجه للقاهرة.

ومنها فى أثناء سنة عشر وثمانمائة إلى تونس ، وأخذ عنه بها رواية : قاضى الجماعة بتونس عيسى الغبرينى ، وغيره. وناله بر قليل من صاحب تونس ، وعاد منها إلى مصر فى سنة إحدى عشرة وثمانمائة ، وتوجه فى بقيتها ، أو فى أوائل سنة ثلاث عشرة وثمانمائة ، إلى القاهرة وأقام بها ، إلى أن توجه إلى مكة مع الحجاج ، فى سنة أربع عشرة وثمانمائة.

وفى هذه السنة ، أذن له العلامة الكبير عز الدين محمد بن أبى بكر بن القاضى عز الدين بن جماعة ، فى الإفتاء والتدريس ، فى فنون من العلم ، وكان يقرأ عليه فى مدة سنين قبل هذه السنة. وأقام بمكة ، حتى حج فى سنة خمس عشرة وثمانمائة.

وزار فى هذه السنة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وابن عمه حبر الأمة ، عبد الله بن العباس رضى الله عنهما بالطائف.

وأخذ فى هذه السنة بمكة فنونا من العلم ، عن الإمامين : حسام الدين حسن الأبيوردى ، وأبى عبد الله محمد بن أحمد الوانوغى.

وما أخذه عن الأبيوردى : تأليفه فى المعانى ، والبيان ، والأصول فى شرح العضد لابن الحاجب ، والمنطق فى الشمسية. وكان يثنى كثيرا على أخى بحسن الفهم والبحث.

ومما أخذه عن الوانوغى : التفسير ، والأصول ، والعربية ، وكان يثنى عليه كثيرا ، ثم غض منه ؛ لأن الوانوغى تحامل علىّ فى فتيا ، فرد عليه أخى وكافحه بحضرة الملأ ، فلم يسهل ذلك بالوانوغى. وقام من المجلس ، وهو كثير الحنق علينا.

وتوجه أخى بعد الحج فى هذه السنة ، مع الحجاج المصريين إلى القاهرة ، ودخلها سنة ست عشرة وثمانمائة ، وأقام بها حتى مات ، غير أنه دخل منها إلى الإسكندرية مرتين. إحداهما : فى سنة عشرين وثمانمائة ، والأخرى : فى سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة.

ومات بعد قفوله بخمسة عشر يوما ، فى يوم الخميس سادس جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة ضحى ، ودفن قبيل العصر بتربة شيخنا الحافظ زين الدين العراقى ،

١١١

خارج باب البرقية. وكان الجمع وافرا ، وفاز بالشهادة ؛ لأن سبب موته طاعون أصابه.

وكان مبدأ علته به ، فى يوم الجمعة آخر يوم من ربيع الآخرة ، فمدة ضعفه سبعة أيام ، وعظمت الرزية علىّ لفقده ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وكان سماعى لنعيه فى يوم الأربعاء ثانى رجب ، ووصل منه فى هذا اليوم إحسان لى ولغيرى من أقاربه وأصحابه وغيرهم. وكان كثير الإحسان لمن ينتمى إليه. وله فى كبت أعدائى أشياء سارة [من الطويل] :

وما كنت أدرى قبل عزة ما البكا

ولا موجعات البين حتى تولت

وكان مليح الشكالة والخصال ، وله حظ من العبادة. ومن العلوم التى أكثر فيها العناية : الأصلين ، والفقه ، والتفسير ، والعربية ، والبيان ، والمنطق. وكان فى هذه العلوم كثير النباهة.

درس بالحرم الشريف وأفتى ، وولى الإعادة بالمدرسة المجاهدين بمكة ، ولم يباشرها لغيبته بالقاهرة ، والإعادة بالمدرسة المجاورة لضريح الإمام الشافعى رضى الله عنه بالقرافة. وكان مجيدا فى الإفتاء والتدريس والفهم والكتابة ، سريعها.

وكتب بخطه أشياء كثيرة ، لنفسه ولغيره من أصحابه خدمة لهم ، رحمه‌الله تعالى ، وجزاه عنا خيرا.

١٨٦٢ ـ عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد ، يلقب نجم الدين ، ابن القاضى شهاب الدين ، بن العلامة ضياء الدين الهندى المكى الحنفى :

سمع من شيخنا إبراهيم بن صديق ، وغيره من شيوخنا بمكة. وسمع معنا بدمشق من شمس الدين بن السلعوس ، وحفظ كتبا علمية. واشتغل فى بعضها.

وسكن مصر مدة سنين ، وبها مات فى سنة ثمانى عشرة وثمانمائة ، فى أحد الربيعين فيما أظن ، وهو فى أثناء عشر الأربعين.

١٨٦٣ ـ عبد اللطيف بن أبى المكارم أحمد بن أبى عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسنى الفاسى المكى ، يلقب بالسراج إمام الحنابلة ، أخو الشريف أبى الفتح السابق:

سمع من عثمان بن الصفى سنن أبى داود ، ومن جماعة بعده ، وولى الإمامة بعد صهره

١١٢

الجمال محمد بن القاضى جمال الدين الحنبلى ، فى سنة تسع وخمسين وسبعمائة.

واستمر عليها حتى مات فى استهلال الحجة سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة ، شهيدا مبطونا بمكة. ودفن بالمعلاة.

أخبرنى بوفاته والدى أعزه الله تعالى ، وسألت عنه ابن عمه ، شيخنا العلامة السيد عبد الرحمن بن أبى الخير الفاسى ، فذكر أنه حفظ مختصر الخرقى. وكان ذكيا ، وله شعر. انتهى.

١٨٦٤ ـ عبد اللطيف بن أحمد المحلى الشهير بابن الإمام [....](١) :

توفى فى أوائل ذى الحجة سنة سبع وثمانمائة بمكة. ودفن بالمعلاة. شهدت جنازته.

١٨٦٥ ـ عبد اللطيف بن محمد بن حسين بن عبد المؤمن الكازرونى المكى :

المؤذن بالمسجد الحرام ، يلقب سراج الدين ، كان بعد موت عبد الله بن على ، رئيس المؤذنين بالمسجد الحرام ، قرر مؤذنا عوضه بمنارة باب بنى شيبة ، ببعض معلومه ، فباشر الأذان بها فى وظيفة الرياسة ، ولم يزل متوليا لذلك حتى مات.

وكان يعانى السفر إلى سواكن ، للسبب فى المعيشة ، وتوفى فى ليلة تاسع ربيع الآخر ، سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة. ودفن بالمعلاة.

وتوفى قبله وبعده جماعة من أولاده وزوجته ، فى الطاعون الذى كان بمكة فى هذه السنة. وكان معتنيا بحفظ الوقت ، منسوبا لخير وعفاف ، ولم يبلغ الأربعين فيما أحسب،رحمه‌الله.

١٨٦٦ ـ عبد اللطيف بن محمد بن عبد الله بن على بن محمد بن عبد السلام ابن أبى المعالى الكازرونى المكى :

سمع من عثمان بن الصفى ، وتوفى فى تاسع عشر المحرم ، سنة سبع وسبعين وسبعمائة بالقاهرة. ومولده فى سنة إحدى وأربعين.

أخبرنى بمولده ووفاته : ابن عمه الرئيس بهاء الدين عبد الله بن على بن عبد الله ، رئيس المؤذنين بالمسجد الحرام.

وأخبرنى أنه كان اشتغل بعلم الفلك وفضل فيه ، ورتب له معلوم على الأذان فى الجوالى فى الباب بالقاهرة. نزل له عنه عند موته.

__________________

١٨٦٤ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١١٣

١٨٦٧ ـ عبد اللطيف بن محمد بن على بن سالم الزبيدى اليمنى ، القاضى سراج الدين :

نزيل مكة ، وناظر المدارس الرسولية بمكة ، ولد بزبيد فى أوائل سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ، وناب عن أبيه فى وظائفه.

ولما ظهرت نجابته ، ولاه المجاهد صاحب اليمن شد الأوقاف ، ثم هرب من زبيد ، خائفا من الطواشى أهيف ، فى سنة إحدى وسبعين إلى مكة ، وسمع بها من الكمال بن حبيب الحلبى ، وغيره ، واستمر بها مجاورا على طريقة حسنة ، إلى أن كثر طلب الملك الأشرف صاحب اليمن له. فتوجه من مكة فى سنة تسعين وسبعمائة ، فولى وظيفة الشد بزبيد ، ونظر الأوقاف ، فعمرها وعمر المساجد والمدارس ، وعظمت مكانته عند السلطان.

وكان ولى نظر المدارس التى بمكة لملوك اليمن ، وهى : المنصورية والمجاهدية والأفضلية ، بعد عزل القاضى أبى الفضل النويرى عنها ، فى أثناء سنة ست وثمانين.

ولم يزل على ذلك ، إلى أن توفى ، فى يوم الخميس سابع عشر ذى القعدة سنة ثمانمائة بزبيد ، ودفن بمقابرها.

وكان وافر العقل ذا مروءة ، وكان يحسن إلى الواردين إليه بزبيد من أهل مكة. وكان له بمكة فى حال إقامته باليمن أولاد وعيال.

وكان صهره موفق الدين على بن أحمد بن سالم ، الآتى ذكره ، ينظر فى أمرهم وأمر المدارس ، وغير ذلك ، مما يرسله إليه عمه القاضى سراج الدين المذكور.

١٨٦٨ ـ عبد اللطيف بن موسى بن عميرة ـ بفتح العين المهملة ـ بن موسى المخزومى المكى ، المعروف باليبناوى ، يلقب بالسراج :

ولد فى سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بمكة ، وسمع بها من غير واحد من شيوخنا ، منهم : ابن صديق الرسام ، والقاضى جمال الدين بن ظهيرة ، وتفقه عليه ، ولازم دروسه كثيرا.

وكان بأخرة أكثر الناس كتابة عنه للإسجلات وغيرها ، وله به اختصاص. وكان يسجل على غيره من الحكام بمكة ، وناله من بعضهم إهانة عظيمة ، وسببها : عدم تلطفه فى مخاطبة الحاكم ، لما أراد مؤاخذته. ولما كان فى نفس الحاكم منه قبل ذلك ، لميله عليه مع أعدائه.

١١٤

وكان ذا دين ومعرفة بالوثائق والفقه ، وحفظ فيه «التنبيه» وكتبا علمية ، واشتغل قليلا فى العربية ، وجوّد الكتابة ، وفيه ذكاء وكياسة فى العشرة.

وكان بأخرة ، يتولى عقد الأنكحة بوادى نخلة ، نيابة عن القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، ويصلح بين الناس هناك.

وولى الإمامة بقرية بشرا من وادى نخلة ، وأصابه بها مرض تعلل به أشهرا. ثم مات فى النصف الثانى من شهر رجب سنة ثمان عشرة وثمانمائة بمكة. ودفن بالمعلاة.

والمخزومى فى نسبته ، رأيته بخط الحافظ أبى الحجاج المزى ، فى سماع كتبه لأبيه بكتاب «الإمام» لابن دقيق العيد.

١٨٦٩ ـ عبد المجيد بن عبد الدائم بن عمر بن حسين بن عبد الواحد الكنانى ، أبو الفضل بن أبى محمد العسقلانى المكى الشافعى :

ولد فى صفر سنة سبع وأربعين وخمسمائة بعسقلان ، وسمع بمكة من أبى حفص الميانشى ، وجاور بها مدة طويلة.

ذكره المنذرى فى «التكملة» ، وذكر أنه سمعه يقول : إن له خمسين وقفة.

وذكر أنه توفى فى ليلة حادى عشر شعبان ، سنة ثلاث عشرة وستمائة بمصر ، ودفن بسفح المقطم ، قال : وكان سبب قدومه مصر ، غلاء كثير وقع بمكة.

١٨٧٠ ـ عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبى رواد ، واسمه ميمون ، وقيل غير ذلك ، الأزدى مولاهم ، المروزى الأصل ، أبو عبد المجيد المكى :

روى عن أبيه ، وعبد الملك بن جريج ، وأكثر عنه ، والليث بن سعد ، ومعمر ، وأيمن ابن نابل ، وجماعة.

روى عنه : الشافعى والحميدى ، ومحمد بن أبى عمر العدنى ، ومحمد بن ميمون الخياط ، والزبير بن بكار ، وغيرهم.

__________________

١٨٧٠ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ ابن معين ٣٧٠ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٥٠٠ ، طبقات خليفة ترجمة ٢٦٠١ ، التاريخ الكبير ٦ / ١١٢ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٥٢ ، الضعفاء للعقيلى ٢٦١ ، الجرح والتعديل ٦ / ٦٤ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٦٤٨ ، الكامل لابن عدى ٦٥٤ ، تهذيب الكمال ٨٥١ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٤٧ ، الكاشف ٢ / ٢٠٦ ، شرح العلل لابن رجب ٢ / ٦٦٢ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢٤٣ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٤٣٤).

١١٥

روى له مسلم ، مقرونا بهشام بن سليمان المكى ، وأصحاب السنن الأربعة. قال يحيى ابن معين : هو ثقة ، كان يروى عن قوم ضعفاء ، وكان أعلم الناس بحديث ابن جريج. وكان يعلن بالإرجاء.

وقال ابن معين : ثقة. عرض ابن علية عليه كتب ابن جريج فأصلحها له ، وقال ابن الحسين عن ابن معين ، وذكر عبد المجيد بن أبى رواد ، فذكر من نبله وهيبته ، وقال : كان صدوقا ، ما كان يرفع رأسه إلى السماء ، وكانوا يعظمونه. وقال الدارقطنى : لا يحتج به.

قال الذهبى : مات سنة ست ومائتين.

١٨٧١ ـ عبد المحسن بن أبى العميد بن خالد بن الشهيد عبد الغفار بن إسماعيل ابن أحمد بن الحسين بن محمد الأبهرى ، أبو طالب الحفيفى ، المنعوت بالحجة ، الفقيه الشافعى الصوفى :

تفقه بهمذان على أبى القاسم عبد الله بن حيدر بن أبى القاسم القزوينى ، وببغداد على الفخر محمد بن على النوقانى ، وعلق عنه تعليقه ، فيما قيل.

وسمع ببغداد من : أبى الفتح بن شاتيل ، ونصر الله القزاز ، وبأصبهان من الحافظ أبى موسى المدينى ، ولبس منه خرقة التصوف ، وأبى العباس الترك ، وبهمذان من أبى المحاسن عبد الرازق بن إسماعيل القومسانى.

وبدمشق من أبى الفضل الجنزوى ، وأبى طاهر الخشوعى ، وغيرهم. وبالقاهرة من أبى القاسم الأبوصيرى ، وفاطمة بنت سعد الخير ، وبالإسكندرية من حاكمها أبى عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمى. وبمكة من الرئيس أبى التمام محمود بن عبد العزيز القلانسى ، وحدث بها ، وبالمدينة والبصرة وبغداد ، وغيرها من البلاد. وأقام ببغداد.

سمع منه غير واحد من الأعيان مدة سنين وكان يؤم برباط الجهة المعروفة بالأخلاطية ، زوجة الإمام الناصر لدين الله العباسى ، وكان يحج على سبيلها ، كما ذكر القطب القسطلانى.

وذكر أنه حج أكثر من أربعين حجة ، منها فى سصنة ثلاث وعشرين ، وقد رتب

__________________

١٨٧١ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ ابن الدبيثى ١٨٤ ، تكملة المنذرى ٣ / ٢١٤٧ ، تاريخ الإسلام ٢٤ ، ٤٥ ، العبر ٥ / ٩٩ ـ ١٠٠ ، المختصر المحتاج إليه ٨٧ ، طبقات السبكى ٥ / ١٣٢ ، العقد المذهب لابن الملقن ٢٥٠ ، شذرات الذهب ٥ / ١١٥ ، الجواهر المضية ١ / ٣٢٩ ، سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٥٩).

١١٦

إماما بمقام إبراهيم ، فأم الناس فيه إلى أن توفى. وسكن فى رباط المراغى الذى على باب الجنائز من الحرم الشريف. قال : وكان كثير المجاهدة والعبادة ، دائم الصوم سفرا وحضرا.

وكان له قدم ثابت فى التصوف ، وتسليك لطالبه ، ومعرفة بكلام المشايخ وأحوال القوم ، ومعرفة بالحديث ، وحفظ وإتقان. توفى فى سابع صفر. وقال المنذرى : فى ليلة السابع من صفر.

وقال ابن النجار : فى ثامن صفر سنة أربع وعشرين وستمائة بمكة ، وصلى عليه بمقام إبراهيم ، ودفن بالمعلاة ، وقبره بها معروف ، يعرف بقبر إمام الحرمين.

وذكر القطب القسطلانى : أنه حضر دفنه بمقابر الصوفية ، يعنى بالمعلاة.

وأخبرنى شيخنا الشريف عبد الرحمن بن أبى الخير الفاسى : أنه سمع الشيخ خليل المالكى يقول : إن الدعاء يستجاب بالمعلاة عند ثلاثة قبور ، منها قبره. انتهى.

وسئل عن مولده ، فذكر أنه فى يوم الأربعاء الثالث والعشرين من رجب سنة ست وخمسين وخمسمائة.

وسئل عن نسبته إلى الحفيفى. فقال : إلى قبيلة. والأبهرى : نسبة إلى أبهر زبحان ، بلدة كبيرة مشهورة بين زنجان وقزوين. كذا ذكر المنذرى.

١٨٧٢ ـ عبد المطلب ـ ويقال المطلب ـ بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف الهاشمى :

روى له عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثة أحاديث ، كما قال ابن البرقى روى عنه. ابنه عبد الله. وعبيد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمى.

__________________

١٨٧٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٢٣ ، الإصابة ترجمة ٥٢٧٠ ، أسد الغابة ترجمة ٣٤٢٨ ، تاريخ خليفة ٢٥١ ، جمهرة أنساب العرب ٧١ ، طبقات ابن سعد ٤ / ٥٧ ، طبقات خليفة ٦ ، التاريخ الكبير ٦ / ١٣١ ، الجرح والتعديل ٦ / ٦٨ ، أنساب الأشراف ٣ / ٢٤ ، المغازى للواقدى ٦٩٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٣٠٨ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٢٩ ، الكامل فى التاريخ ٤ / ١١٠ ، تهذيب الكامل ٨٥٢ ، تحفة الأشراف ٧ / ٢١٩ ، مقدمة مسند بقى بن مخلد ٩٩ ، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) ٢٨٧ ، العبر ١ / ٦٦ ، الكاشف ٢ / ١٨٢ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ١١٢ ، مرآة الجنان ١ / ١٣٧ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٣٨٣ ، تقريب التهذيب ١ / ٥١٧ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٦٩ ، شذرات الذهب ١ / ٧٠).

١١٧

روى له : مسلم (١) ، وأبو داود (٢) ، والنسائى (٣). ذكره مسلم فى الصحابة المكيين(٤).

__________________

(١) فى صحيحه ، كتاب الزكاة ، حديث رقم (١٧٨٤) من طريق : عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعى حدثنا جويرية عن مالك عن الزهرى أن عبد الله بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب حدثه أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث حدثه قال : اجتمع ربيعة ابن الحارث والعباس بن عبد المطلب فقالا : والله لو بعثنا هذين الغلامين قالا لى وللفضل ابن عباس إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكلماه فأمرهما على هذه الصدقات فأديا ما يؤدى الناس وأصابا مما يصيب الناس قال : فبينما هما فى ذلك جاء على بن أبى طالب فوقف عليهما فذكرا له ذلك فقال على بن أبى طالب : لا تفعلا فو الله ما هو بفاعل فانتحاه ربيعة بن الحارث فقال : والله ما تصنع هذا إلا نفاسة منك علينا فو الله لقد نلت صهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فما نفسناه عليك ، قال على : أرسلوهما فانطلقا واضطجع على ، قال : فلما صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الظهر سبقناه إلى الحجرة فقمنا عندها حتى جاء فأخذ بآذاننا ثم قال : أخرجا ما تصرران ثم دخل ودخلنا عليه وهو يومئذ عند زينب بنت جحش قال : فتواكلنا الكلام ثم تكلم أحدنا فقال : يا رسول الله ، أنت أبر الناس وأوصل الناس وقد بلغنا النكاح فجئنا لتؤمرنا على بعض هذه الصدقات فنؤدى إليك كما يؤدى الناس ونصيب كما يصيبون ، قال : فسكت طويلا حتى أردنا أن نكلمه قال : وجعلت زينب تلمع علينا من وراء الحجاب أن لا تكلماه قال : ثم قال : إن الصدقة لا تنبغى لآل محمد إنما هى أوساخ الناس ادعوا لى محمية وكان على الخمس ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب قال فجاءاه فقال لمحمية : أنكح هذا الغلام ابنتك ، للفضل بن عباس ، فأنكحه وقال لنوفل بن الحارث : أنكح هذا الغلام ابنتك ، لى ، فأنكحنى. وقال لمحمية : أصدق عنهما من الخمس كذا. وكذا قال الزهرى ولم يسمه لى. حدثنا هارون بن معروف حدثنا ابن وهب أخبرنى يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمى أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أخبره أن أباه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب والعباس بن عبد المطلب قالا لعبد المطلب بن ربيعة وللفضل بن عباس : ائتيا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وساق الحديث بنحو حديث مالك وقال فيه : فألقى على رداءه ثم اضطجع عليه وقال أنا أبو حسن القرم والله لا أريم مكانى حتى يرجع إليكما ابناكما بخبر ما بعثتما به إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال فى الحديث : ثم قال لنا : إن هذه الصدقات إنما هى أوساخ الناس وإنها لا تحل لمحمد. ولا لآل محمد. وقال أيضا : ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ادعوا لى محمية بن جزء وهو رجل من بنى أسد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم استعمله على الأخماس.

(٢) فى سننه ، كتاب الخراج ، حديث رقم (٢٥٩٢) من طريق : أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب أخبرنى عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمى أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أخبره أن أباه ربيعة بن الحارث وعباس بن عبد المطلب قالا لعبد المطلب بن ربيعة وللفضل بن عباس : ائتيا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقولا له : ـ

١١٨

__________________

ـ يا رسول الله قد بلغنا من السن ما ترى وأحببنا أن نتزوج وأنت يا رسول الله أبر الناس وأوصلهم وليس عند أبوينا ما يصدقان عنا ، فاستعملنا يا رسول الله على الصدقات فلنؤد إليك ما يؤدى العمال ولنصب ما كان فيها من مرفق ، قال : فأتى على بن أبى طالب ونحن على تلك الحال فقال لنا : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : لا والله لا نستعمل منكم أحدا على الصدقة فقال له ربيعة : هذا من أمرك قد نلت صهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم نحسدك عليه فألقى على رداءه ثم اضطجع عليه فقال أنا أبو حسن القرم والله لا أريم حتى يرجع إليكما ابناى بجواب ما بعثتما به إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال عبد المطلب : فانطلقت أنا والفضل إلى باب حجرة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى نوافق صلاة الظهر قد قامت فصلينا مع الناس ثم أسرعت أنا والفضل إلى باب حجرة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يومئذ عند زينب بنت جحش فقمنا بالباب حتى أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذ بأذنى وأذن الفضل ثم قال : أخرجا ما تصرران ثم دخل فأذن لى وللفضل فدخلنا فتواكلنا الكلام قليلا ثم كلمته أو كلمه الفضل ، قد شك فى ذلك عبد الله ، قال : كلمه بالأمر الذى أمرنا به أبوانا فسكت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ساعة ورفع بصره قبل سقف البيت حتى طال علينا أنه لا يرجع إلينا شيئا حتى رأينا زينب تلمع من وراء الحجاب بيدها تريد أن لا تعجلا وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى أمرنا ثم خفض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأسه فقال لنا : إن هذه الصدقة إنما هى أوساخ الناس وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد ادعوا لى نوفل بن الحارث فدعى له نوفل بن الحارث فقال : يا نوفل أنكح عبد المطلب فأنكحنى نوفل ، ثم قال النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ادعوا لى محمئة بن جزء ، وهو رجل من بنى زبيد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم استعمله على الأخماس فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمحمئة : أنكح الفضل فأنكحه ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قم فأصدق عنهما من الخمس كذا وكذا لم يسمه لى عبد الله بن الحارث.

(٣) فى السنن الصغرى ، كتاب الزكاة ، حديث رقم (٢٥٦٢) من طريق : عمرو بن سواد ابن الأسود بن عمرو عن ابن وهب قال : حدثنا يونس عن ابن شهاب عن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمى أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أخبره أن أباه ربيعة بن الحارث قال لعبد المطلب بن ربيعة بن الحارث والفضل بن العباس بن عبد المطلب : ائتيا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقولا له : استعملنا يا رسول الله على الصدقات فأتى على بن أبى طالب ونحن على تلك الحال فقال لهما : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يستعمل منكم أحدا على الصدقة. قال عبد المطلب : فانطلقت أنا والفضل حتى أتينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال لنا : إن هذه الصدقة إنما هى أوساخ الناس وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٤) فى سننه ، كتاب المناقب ، حديث رقم (٣٦٩١) من طريق : قتيبة حدثنا أبو عوانة عن يزيد بن أبى زياد عن عبد الله بن الحارث حدثنى عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مغضبا وأنا عنده فقال : ما أغضبك؟ قال : يا رسول الله ، ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا ـ

١١٩

وقال الزبير بن بكار : وكان عبد المطلب بن ربيعة رجلا على عهد النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمر النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا سفيان بن الحارث ، أن يزوجه ابنته ، فزوجه إياها ، وهو الذى أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مع الفضل بن العباس رضى الله عنهما ، فسألاه أن يستعملهما على الصدقة ، ولم يزل عبد المطلب بالمدينة ، إلى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، ثم تحول إلى دمشق ، فنزل بها ، وهلك بها. وأوصى إلى يزيد بن معاوية فى خلافة يزيد. وقبل يزيد وصيته.

وذكر ابن عبد البر ، أن وفاته كانت سنة اثنتين وستين وقيل توفى فى سنة إحدى وستين. وقيل فى خلافة معاوية. حكاها النووى وذكر أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم توفى ، وهو بالغ ، وقيل قبل بلوغه.

وقال صاحب الكمال : سكن المدينة ، ثم انتقل إلى الشام فى خلافة عمر ، وسكن دمشق ، داره بزقاق الهاشميين ، الذى فيه الحمام المعروف بالحمام الحديث.

مات فى خلافة يزيد بن معاوية. انتهى. وأمه : أم الحكم بنت الزبير بن المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، على ما ذكر الزبير بن بكار.

* * *

من اسمه عبد المعطى

١٨٧٣ ـ عبد المعطى بن أحمد بن عبد المعطى بن مكى بن طراد الأنصارى الخزرجى المكى ، يلقب شرف الدين :

وفد على الخليفة أبى القاسم أحمد المستنصر بالله بن الخليفة الظاهر لدين الله محمد ابن الناصر لدين الله أحمد العباسى ، مع عمه الوجيه عبد الرحمن بن عبد المعطى السابق ذكره. ففوض إليهما النظر فى مصالح المسجد الحرام ، وأمر المدارس ، والربط ، والأوقاف بمكة ، وإظهار شعار خلافته بمكة وغيرها.

وكتب لهما بذلك توقيعا ، سبق ذكر المقصود منه فى ترجمة الوجيه عبد الرحمن ، وما عرفت من حال عبد المعطى سوى هذا ، وهو جد شيخنا بالإجازة ، أبى العباس أحمد بن محمد بن عبد المعطى.

__________________

ـ لقونا لقونا بغير ذلك. قال : فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى احمر وجهه ، ثم قال : والذى نفسى بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله ثم قال : يا أيها الناس من آذى عمى فقد آذانى فإنما عم الرجل صنو أبيه. قال : هذا حديث حسن صحيح.

١٢٠