العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٥

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٥

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٩٤

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

من اسمه عبد الجبار

١٦٩٨ ـ عبد الجبار بن إبراهيم بن أبى عمرو عبد الوهاب بن أبى عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة العبدى ، أبو نصر الأصبهانى :

شيخ الحرم ، سمع جده أبا عمرو ، وعم أبيه أبا القاسم ، وببغداد من أبى الخطاب بن البطر ، وأبى عبد الله الحسين بن طلحة النعالى ، وحدث.

روى عنه أبو موسى المدينى ، وقال : شيخ الحرم سنين عديدة ، وقدم علينا سنة عشرين وخمسمائة ، كما قال الذهبى ، فى تاريخ الإسلام.

قال : ومولده فى ربيع الأول سنة ثمان وستين وأربعمائة ، فعلى هذا يكون سماعه على عم أبيه حضورا.

١٦٩٩ ـ عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار الأنصارى ، مولاهم ، أبو بكر البكرى نزيل مكة ، العطار :

روى عن أبيه ، ومروان بن معاوية ، وسفيان بن عيينة ، ووكيع ، وروى عنه : مسلم ، والنسائى ، ووثقه ، وأبو العباس السراج ، وابن خزيمة ، وابن صاعد ، وخلق.

وقال ابن خزيمة : ما رأيت أسرع قراءة منه ومن بندار.

قال السراج مات سنة ثمان وأربعين ومائتين فى أول جمادى الأولى. وذكر ابن زبر : أنه توفى فى هذه السنة بمكة.

١٧٠٠ ـ عبد الجبار بن الورد ، المخزومى ، مولاهم ، أبو هاشم المكى :

أخو وهيب بن الورد ، روى عن ابن أبى مليكة ، وعطاء ، وعمرو بن شعيب ، والقاسم بن أبى بزة ، وأبى الزبير.

__________________

١٦٩٩ ـ انظر ترجمته فى : (التاريخ الكبير ٦ / ١٠٩ ، التاريخ الصغير ٢ / ٣٨٧ ، الجرح والتعديل ٢ / ٣٢ ، ٣٣ ، تهذيب الكمال ٧٦٣ ، العبر ١ / ٤٥١ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٩٩ ، شذرات الذهب ٢ / ١١٨ ، سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٠١).

١٧٠٠ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٦ / ٣١).

٣

روى عنه : أحمد بن محمد الأزرقى ، ووكيع ، وعبد الأعلى ، وحماد ، وغيرهم. روى له أبو داود (١) ، والنسائى (٢) ، وكناه بأبى هاشم ، ووثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم.

١٧٠١ ـ عبد الجبار بن يوسف بن صالح البغدادى :

شيخ الفتوة ، وحامل لوائها ، ذكره ابن البزورى فى ذيل المنتظم. وذكر أنه تحلى بالعفة والدين وتفرد بالعصبية والمروءة وشرف النفس والأبوة.

انقطع إلى عبادة الله تعالى ، بموضع اتخذه لنفسه وبناه ، فاستدعاه الإمام الناصر لدين الله ـ يعنى العباسى ـ إليه ، فلذلك صار المعول عليه.

وذكر أنه خرج حاجّا فى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ، فأدركه الأجل بالمعلاة ، ودفن بها.

__________________

(١) أخرجه أبو داود فى سننه ، كتاب الصلاة ، حديث رقم (١٢٥٨) من طريق : عبد الأعلى بن حماد حدثنا عبد الجبار بن الورد قال : سمعت ابن أبى مليكة يقول : قال عبيد الله ابن أبى يزيد : مر بنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته فدخلنا عليه فإذا رجل رث البيت رث الهيئة فسمعته يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ليس منا من لم يتغن بالقرآن. قال : فقلت لابن أبى مليكة : يا أبا محمد ، أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت؟ قال : يحسنه ما استطاع. حدثنا محمد بن سليمان الأنبارى قال : قال وكيع وابن عيينة : يعنى يستغنى به.

(٢) وأخرج النسائى فى الصغرى ، فى كتاب الجنائز ، (١٨٣٥) من طريق : سليمان بن منصور البلخى قال : حدثنا عبد الجبار بن الورد سمعت ابن أبى مليكة يقول : لما هلكت أم أبان حضرت مع الناس فجلست بين عبد الله بن عمر وابن عباس فبكين النساء ، فقال ابن عمر : ألا تنهى هؤلاء عن البكاء ، فإنى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه. فقال ابن عباس : قد كان عمر يقول بعض ذلك ، خرجت مع عمر حتى إذا كنا بالبيداء رأى ركبا تحت شجرة ، فقال : انظر من الركب ، فذهبت فإذا صهيب وأهله فرجعت إليه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، هذا صهيب وأهله ، فقال : علىّ بصهيب ، فلما دخلنا المدينة أصيب عمر فجلس صهيب بيكى عنده يقول : وا أخياه ، وا أخياه فقال عمر : يا صهيب لا تبك فإنى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه.

٤

١٧٠٢ ـ عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر بن محمد بن نصر المرسى الرقوطى :

نسبه إلى رقوطة ، وهى حصن منيع بقرب مرسية ، يلقب بالقطب ، ويعرف بابن سبعين الصوفى.

ذكر أبو حيان ، نقلا عن القطب القسطلانى ، أنه اشتغل بمرسية فى مبدأ أمره بعلوم الأوائل ، من المنطق ، والإلهى ، والطبيعى ، والرياضى ، الذى مجموع الحكمة عليه ، التى تدعى الفلسفة ، ونظر فى شىء من أصول الدين ، على طريقة الأشعرية المتقدمين ، ومهر فيما ظهر به من المعتقد ، وأظهر أن ما قال به هو عين التحقيق ، وأنه فوق التصوف رتبة.

وكان علم الفلسفة قد غلب عليه ، فأراد أن يظهره متسترا فى ستر وخفاء ، وغير مصطلح الفلاسفة فى بعض ألفاظه ، حتى لا تنفر النفس عن مقاله ، كما عبر عن العقول بالسفر. وقد ادعى الترقى عن الفلسفة والتصوف ، بما انتحاه من دعوى الإحاطة والتحقيق.

وصنف كتبا مشتملة على شرح ما ادعاه ، منتظمة فى سلك الوحدة ، وأكبرها كتاب «فكر العارف» وسماه «النور اللامع فى الكتاب السابع» وله مختصرات ، منها :الرضوانية ، والفقيرية ، والإحاطة ، وهى عنده الغاية القصوى ، فيما قرره من هذا المذهب ، وقسم الطوائف فى «البد» إلى فقهاء وأشعرية ، يعنى يذكر المتكلمين ، وفلاسفة ، وصوفية ، ومحققين ، ثم جعل غير المحققين : أصم ، لم يسمع الهداية ، ثم قسم الصم ، إلى صم سعداء ، وهم الصوفية وباقى الأنام ، وصم أشقياء ، وهم الجهال الكافرون الجاهلون بالله أو بنعم الله. واصطلح مع نفسه فى مصنفاته ، بمصطلحات توهم السامع أن وراءها علوما تسمو الهمم إلى الاطلاع عليها.

وقال فى «الإحاطة» : فدع عنك هذا البحث عن النفس الكلية والجزئية ، أو عن العقلى الكلى والعقل الفعال ، والعقل الثوانى والذوات المختلف فيها بين المشائين وغيرهم ، وأرباب الشرائع ، والروح الكلى على مذهب الصوفية ، والمثل المعلقة ، والمراتب المتوجه إليها على رأى بعض أهل الحق ، وهى كالأنموذج أو كالهيولى بوجه ما عند الضعفاء وهى الكل عند القوى المدركة.

__________________

١٧٠٢ ـ انظر ترجمته فى : (جلاء العينين ٥١ ، فوات الوافيات ١ / ٢٤٧ ، نفح الطيب ١ / ٤٢١ ، شذرات الذهب ٣٢٩ ، النجوم الزاهرة ٧ / ٣٢٣ ، البداية والنهاية ١٣ / ٢٦١ ، دائرة المعارف الإسلامية ١ / ١٨٨ ، دار الكتب ١ / ٢٤٤ ، الأعلام ٣ / ٢٨٠).

٥

فمن وقف على هذا الكلام ، أوقع عنده التطلع للعلم بما عدد من الأنواع. ومراده بذلك أنه قد اطلع على ما ذكر وأحاط به علما ، وأنه قد ترقى عن ذلك إلى جعل القضايا المذكورة قضية واحدة ، وأنها غير تلك الموجودات ، وكلها فيها مندرجة ، وهى به محيطة ، فهى الكل عند من فى إدراكه قوة ، وأنها أسماء اختلفت لمسميات متحدة. وقد اشتهرت مقالته تلك بين أتباعه ، وتفرقوا فى بلدان شتى ، يبثون هذه المقالة ، وتابعهم عليها جمع شاركوهم فى أفعالهم الظاهرة ، وما أطلعوهم على عقائدهم الباطنة ، وعمت المفسدة ، بهم فى الأقاليم ، بما ألقوه فى العقول من هذا المعتقد.

ولابن سبعين فى كتاب الإحاطة [من البسيط] :

من كان يبصر شأن الله فى الصور

فإنه شاخص فى أنقص الصور

بل شأنه كونه بل كونه كنهه

فإنه جملة من بعضها وطرى

إيه فأبصرنى إيه فأبصره

فلم قلت إن النفع فى الضرر

قال أبو حيان : انتهى كلام الشيخ قطب الدين القسطلانى.

ثم قال أبو حيان : ومازال ابن سبعين مشردا فى البلاد ، ينفى من بلد إلى بلد ، وأصحابه مذمومون مبغوضون. ثم قال بعد أن ذكر شيئا من خبرهم : وهؤلاء كلهم جهال أتباع جاهل.

حكى عن شيخهم ابن سبعين ، مقالات تدل على كفره ، منها لقد زرب بن آمنة على نفسه ، قال : لا نبى بعدى.

وما زال تلفظه البلاد ، حتى استقر بمكة عند واليها أبى نمى ، وتقدم عنده ، وكان قد جرح جرحا شديدا ، فعالجه ابن سبعين حتى برئ.

وقد سمعت قاضى القضاة تقى الدين بن دقيق العيد يقول : رأيت ابن سبعين بمكة ، وهو يتكلم للناس بكلام ألفاظه معقولة المعنى ، وحين تركبها لا تفهم لها معنى ، ونحوا من هذا سمعت قاضى القضاة بدر الدين بن جماعة يقول ـ وقد حضر مجلسه ـ : ولا شك أن الذى ظهر به ابن سبعين ، هو مسروق من عقيدة ابن المرأة ، وابن أحلى وأتباعه ، إذ كانوا كلهم اشتغلوا بمرسية.

ولنذكر شيئا من حال هذين الرجلين ، ليفهم منه انحلالهم وانحلال ابن سبعين من الشريعة.

٦

فأما ابن أحلى : فهو على ما وجدت بخط أبى حيان ، نقلا عن الأستاذ أبى جعفر بن الزبير : أبو عبد الله محمد بن علىّ بن أحلى اللورقى ، كان لزم بمرسية ابن المرأة ، وهو أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن محمد بن دهاق الأوسى المالقى ، شارح «الإرشاد لإمام الحرمين» ونقل عنه مذهب ابتداع لم يسبق إليه.

فمن ذلك قولهم بتحليل الخمر ، وتحليل نكاح أكثر من أربع ، وأن المكلف إذا بلغ درجة العلماء عندهم ، سقطت عنه التكاليف الشرعية ، من الصلاة والصيام وغير ذلك. انتهى.

وقد استبان بهذا شىء من حال ابن أحلى ، وابن المرأة ؛ لأنه أخذ عنه. وزاد ابن المرأة ، بأنه كان ـ على ما ذكر أبو جعفر بن الزبير ـ صاحب حيل وتواريخ مستطرفة ، يلهى بها أصحابه ويؤنسهم ، وكان يستطيع أشياء غريبة من الخواص وغيرها ، وبذلك فتن الجهلة. انتهى.

قلت : ووقع لابن سبعين أشياء ، منها على ما بلغنى : أنه خرج بأبى نمى صاحب مكة فى بعض الليالى ، إلى بعض الأودية ظاهر مكة ، فأراه خيلا ورجلا ملأت الوادى ، فهال ذلك أبا نمى ، وعظم ابن سبعين فى عينه.

ومنها على ما بلغنى : أنه كان يأخذ الورق ويقصه على صفة الدراهم المسعودية ، ويشترى بها حوائجه وتمشى على الباعة.

وبلغنى أنه اشترى بشىء من ذلك ، شاة من بعض الأعراب ، وهو متوجه فى جماعة من أصحابه إلى جبل حراء ، فذهب البائع ليقضى بذلك بعض ضروراته ، فوجده ورقا ، فعاد إليه مطالبا بالثمن ، فأشار له الحاضرون إلى أن ابن سبعين هو الذى اشترى منه ، وأمروه بمطالبته وإيقاظه ، وكان مستلقيا نائما على قفاه ، فجذب البائع بعض أعضائه ، فخرج العضو وصار فى يد البائع ، فاستهال مما رأى وهرب ، وذهب بخفى حنين.

وذكر الذهبى ، ابن سبعين فى تاريخ الإسلام له ، فقال : كان صوفيا على قاعدة زهاد الفلاسفة وتصوفهم ، وله كلام فى العرفان على طريق الاتحاد والزندقة ، نسأل الله السلامة فى الدين. وقد ذكرنا محط هؤلاء الجنس ، فى ترجمة ابن الفارض وابن العربى وغيرهما. فيا حسرة على العباد ، كيف لا يغضبون لله تعالى ، ولا يقومون فى الذبّ عن معبودهم ، تبارك اسمه وتقدست ذاته ، عن أن يمتزج بخلقه أو يحل فيهم ، وتعالى الله عن أن يكون هو عين السموات والأرض وما بينهما ، فإن هذا الكلام شر من مقالة من قال

٧

بقدم العالم ، ومن عرف هؤلاء الباطنية عذرنى ، أو هو زنديق يبطن الاتحاد ، يذب عن الاتحادية والحلولية ، ومن لم يعرفهم ، فالله يثيبه على حسن قصده ، وينبغى للمرء أن يكون غضبه لربه إذا انتهكت حرماته ، أعظم من غضبه لفقير غير معصوم من الزلل ، فكيف بفقير يحتمل أن يكون فى الباطن كافرا ، مع أنا لا نشهد على أعيان هؤلاء بإيمان ولا كفر ، لجواز توبتهم قبل الموت ، وأمرهم مشكل ، وحسابهم على الله تعالى.

وأما مقالاتهم ، فإنها شر من الشرك ، فيا أخى وحبيبى ، أعط القوس باريها ، ودعنى ومعرفتى بذلك ، فإنى أخاف أن يعذبنى الله على سكوتى ، كما أخاف أن يعذبنى على الكلام فى أوليائه. وأنا لو قلت لرجل مسلم : يا كافر ، لقد بؤت بالكفر. فكيف لو قلته لرجل صالح ، أو ولى لله تعالى؟.

ثم قال الذهبى بعد كلام كثير : وإن فتحنا باب الاعتذار عن المقالات ، وسلكنا طريق التأويلات المسحيلات ، لم يبق فى العالم كفر ولا ضلال ، وبطلت كتب الملل والنحل واختلاف الفرق.

ثم قال الذهبى : وذكر شيخنا قاضى القضاة تقى الدين بن دقيق العيد ، قال:جلست مع ابن سبعين من صحوة إلى قريب الظهر ، وهو يسرد كلاما تعقل مفرداته ولا تعقل مركباته.

قال الذهبى : قلت : اشتهر عنه أنه قال : لقد تحجر ابن آمنة واسعا بقوله : «لا نبى بعدى». وجاء من وجه آخر عنه أنه قال : لقد زرب ابن آمنة على نفسه حيث قال : «لا نبى بعد». قال : فإن كان ابن سبعين قال هذا ، فقد خرج به من الإسلام ، مع أن هذا الكلام فى الكفر ، دون قوله فى رب العالمين : إنه حقيقة الموجودات ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

وقال الشيخ صفى الدين الأرموى الهندى : حججت فى حدود سنة ست وستينوستمائة ، وبحثت مع ابن سبعين فى الفلسفة ، وقال لى : لا ينبغى لك الإقامة بمكة. فقلت : كيف تقيم أنت بها؟ قال : انحصرت القسمة فى قعودى بها ، فإن الملك الظاهر يطلبنى ، بسبب انتمائى إلى أشراف مكة ، واليمن صاحبها له فىّ عقيدة ، ولكن وزيره حشوى يكرهنى.

وقال الذهبى : حدثنى فقير صالح ، أنه صحب فقيرا من السبعينية ، وكانوا يهونون له ترك الصلاة ، وغير ذلك. انتهى.

٨

وذكر ابن كثير ، ابن سبعين فى تاريخه ، وذكر فى ترجمته ، أنه أقام بجبل حراء بمكة مدة ينتظر الوحى. انتهى. ولقد لقى ابن سبعين فى الدنيا عذابا ، وعذابه فى الآخرة مضاعف ، فمما لقى فى الدنيا ـ على ما ذكر بعض المغاربة ـ : أنه قصد زيارة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما وصل إلى باب المسجد النبوى ، اهراق دما كثيرا ، كدماء الحيض ، فذهب وغسله ، ثم عاد ليدخل ، فاهراق الدم كذلك ، وصار دأبه ذلك ، حتى امتنع من زيارتهصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنها على ما قال الذهبى : أنه سمع أن ابن سبعين فصد نفسه ، وترك الدم يخرج حتى تصفى ومات. والله أعلم.

ووجدت بخط أبى العباس الميورقى : وسمعت أن ابن سبعين مات مسموما. ولد له ولد ، توفى فى حياته ، سنة ست وستين ، على ما وجدت بخط الميورقى.

ووجدت بخطه أن الظاهر صاحب مصر ، كان سجنه للكلمة المنقولة عن أبيه ؛ وأن الظاهر لما حج فى سنة سبع وستين ، طلب أباه غاية الطلب ، فاختفى.

ووجدت بخط الميورقى ، نقلا عن بعض تلامذة ابن سبعين : أن ابن سبعين قدم من المغرب ، طالبا الحجاز سنة ثمان وأربعين وستمائة ، والتحم الشنآن بينه وبين علماء مكة ، سنة سبع وستين وستمائة ، وأن أصحابه بغضوه إلى الفضلاء ، لتغاليهم فيه ، مع حمقهم فى أنفسهم ، وأنه ليس بقرشى كما زعموا.

ونقل الميورقى عن بعضهم : أنه حضرمى ، وأنه ولى الوزارة ، وأن أباه ولى أمر الأشراف بمراكش وأشبيلية ، وأن أخاه ولى أمر الأشراف بمرسية.

ووجدت بخط الميورقى : أنه توفى آخر شوال سنة تسع وستين وستمائة ، وعمره نحو خمس وخمسين سنة.

ووجدت بخط غيره : أنه توفى فى ثامن عشرى شوال ، وأن مولده سنة أربع عشرة وستمائة ، وكانت وفاته بمكة ، بعد أن جاور بها سنين كثيرة ، ودفن بالمعلاة.

وكان قبره معروفا بالمعلاة ، وكان عليه حجر قلعه جدى الشريف على الفاسى ، مع جماعة من أصحابه ، لانكباب جهال الغرباء على زيارته ، فلذلك صار قبره الآن خافيا. وهو فيما بلغنى بالقرب من قبر أبى الحسن الشولى.

ووجدت بخط الميورقى : قال لى رضى الدين بن خليل : قدمت للصلاة عليه ، فقيل لى : تصلى على ابن سبعين ، وقد طعنا فيه؟ قال : فقلت : أصلّى عليه اعتمادا على ظاهره. انتهى.

٩

١٧٠٣ ـ عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الحق المهدوى ، أبو منصور المعروف بابن الحداد :

واقف المدرسة التى بأسفل مكة ، المعروفة بالأدارسة على طلبة المالكية بمكة ، لأن فى الحجر الذى على بابها ، أنه حبس هذه المدرسة ووقفها على طلبة المالكية المشتغلين بمذهب مالك بن أنس ، المعتقدين له ، حسب ما هو مذكور فى كتاب الحبس ، بالشروط المذكورة فيه ، فى العشر الأول من ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستمائة. ومن الحجر كتبت ما ذكرته ، وترجم فيه : بالشيخ الصالح الأمين الورع.

١٧٠٤ ـ عبد الحق بن القطب القسطلانى ، محمد بن أبى العباس أحمد بن القسطلانى المكى (١) :

* * *

من اسمه عبد الحميد

١٧٠٥ ـ عبد الحميد بن جبير بن شيبة بن عثمان بن أبى طلحة القرشى الحجبى المكى :

سمع ابن المسيب ، ومحمد بن عباد بن جعفر ، وعمته صفية بنت شيبة. روى عنه : ابن جريج ، وابن عيينة. روى له الجماعة ، ووثقه ابن معين ، والنسائى.

١٧٠٦ ـ عبد الحميد بن عبد الحكيم بن عبد الحميد بن عبد الله بن عامر بن كريز :

ذكره هكذا ابن حبان فى الطبقة الرابعة من الثقات ، وقال : شيخ كان بمكة : يجالس ابن كاسب. يروى عن أهل مكة. روى عنه : عبيد.

١٧٠٧ ـ عبد الحميد بن على الموغانى :

كان من أهل الخير والصلاح. صحب الشيخ أبا العباس المرسى مع صاحبيه : الشيخ نجم الدين الأصبهانى ، ويحيى التونسى ، وتوجهوا معا إلى مكة على صحراء عيذاب ، وأقام هو ويحيى عند الشيخ نجم الدين بمكة مدة طويلة ، واكتسبا منه مآثر جليلة ، ثم

__________________

(١) اكتفى المصنف بذكر الاسم فقط ، ولم يذكر شيئا عن صاحب الترجمة.

١٧٠٥ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٦ / ٩).

١٧٠٦ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٦ / ١٧).

١٠

توجها إلى المدينة وأقاما بها ، ثم سافر الشيخ عبد الحميد منها بأولاده لقصد الإعانة عليهم ، فأدركه الأجل فى سنة سبع وعشرين وسبعمائة بقطيا ، من طريق مصر.

ذكره ابن فرحون فى كتابه «نصيحة المشاور».

وذكره شيخنا القاضى مجد الدين الشيرازى ، وذكر أن الصواب فى نسبه : الموقانى قال: وهى قرية بأذربيجان.

١٧٠٨ ـ عبد الحميد بن مسلم بن قليكيا المكى ، المعروف بابن مخضور ، يلقّب حميد الدين :

كان لحقه سباء فى صغره فرق مع أمه وبيع ، وصار مع أمه ليعقوب بن مخضر المكى. ونشأ بمكة ، وتعلم بها القرآن ، ثم تسبب فى نزر يسير حصله.

وكان يتردد فى التسبب به إلى سواكن. فكثر ذلك ، ثم دخل اليمن للتسبب ، فازداد كثرة فيما كان معه ، وصار يتردد إلى اليمن غير مرة ، فرزق دنيا طائلة ، ورزق فى ذلك حظا جيدا.

ومما جرى له فى ذلك ، أنه اكترى مركبا لينول فيه ، ففرمه بنوى استقام عليه كل ويبة منه بدرهم.

فلما وصل إلى مكة ، باع كل ويبة منه بخمسة وعشرين درهما كاميلة. ثم عرف كثيرا. فترك السفر ، وعنى بالزراعة ببعض قرى مكة.

وكان قد حصل قبل ذلك جانبا جيدا من النخيل والمزارع والمياه ، بأرض خالد ، وأرض حسان من وادى مر ، وبالمبارك وأرض نافع والبردان من وادى نخلة وغير ذلك ، ودورا بمكة ومنى ، ثم باع كثيرا من ذلك ، وكان بعد تركه السفر ، يقيم غالبا بقرية المبارك والبردان ويقرى كثيرا فيهم الضيفان. ولم يكن له فى ذلك نظير من تجار مكة.

وتوفى ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من شوال ، سنة ست عشرة وثمانمائة بمكة. ودفن بالمعلاة. وقد جاوز الخمسين بيسير. انتهى.

وما ذكرناه فى اسم أبيه وجده ، كان هو يذكره ، ويذكر أنه من العرب الذين بين سواكن وصعيد مصر.

١٧٠٩ ـ عبد الحميد بن نافع :

[....](١)

__________________

١٧٠٩ ـ (١) لم يرد فى هذه الترجمة سوى الاسم ، وما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١١

١٧١٠ ـ عبد الدايم بن عمر بن حسين بن عبد الواحد الكنانى العسقلانى ، أبو محمد المكى :

سمع من الحافظ أبى القاسم على بن عساكر ، وجاور بمكة سنين. وكان أحد الصالحين المشهورين.

ذكره المنذرى فى التكملة فى آخر ترجمة ولده عبد المجيد الآتى ذكره.

* * *

من اسمه عبد الرحمن

١٧١١ ـ عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك القرشى العمرى ، الهندى :

نزيل مكة ، يلقّب وجيه الدين بن عمدة الدين ، ويعرف براجة. كان ذا خير ودين وسكون ، وله عناية بالفقه على مذهب الحنفية. وناب عنى فى عقد نكاح بمكة.

وكان مجتهدا فى عمل العمر وبيعها ، وبها كان يترفق ، ولذلك قيل له : العمرى ، وسمعته يذكر أنه قرشى من ذرية عمر بن الخطاب ، أو علىّ بن أبى طالب رضى الله عنهما ـ الشك منى ـ وأن أباه كان قاضيا أو خطيبا ببلده ، وأظنها دلى من بلاد الهند ، وعليه اعتمدت فى اسم أبيه وجده ، ثم شككت فى تقديم أحمد على عبد الملك.

وذكر لى أنه قدم مكة فى سنة خمس وسبعين وسبعمائة ، أو قربها ـ الشك منى ـ فعلى هذا تكون مجاورته خمسين سنة بمكة ، ورزق بها أولادا ودارا ، وبها مات فى يوم الخميس ثالث عشرى ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثمانمائة. ودفن بالمعلاة ، وهو فى عشر السبعين ظنّا أو بلغها. وراجة : براء مهملة وألف وجيم.

١٧١٢ ـ عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى ، مولاهم ، المكى :

أمير مكة ، استخلفه عليها مولاه نافع بن عبد الحارث ، لما لقى عمر بن الخطاب

__________________

١٧١٢ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٢ ، طبقات خليفة ترجمة ٦٧٧ ، ٩٤٥ ، ٢٥٢٧ ، المحبر ٣٧٩ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٤٥ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٩١ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٠٩ ، الاستيعاب ٨٢٢ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٨٢ ، أسد الغابة ٣ / ٢٧٨ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٩٣ ، تهذيب الكمال ٧٧٣ ، تاريخ الإسلام ٢ / ١٨٦ ، تهذيب التهذيب ٢٠٣ ، غاية النهاية ترجمة ١٥٤٨ ، الإصابة ٢ / ٣٨٨ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٣٢ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٠١).

١٢

بعسفان ، وقال فى حقه لعمر ، لما أنكر عليه استخلافه : إنه قارئ لكتاب الله ، عالم بالفرائض. ولذلك سكن غيظ عمر رضى الله عنه.

وله عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث. وفى صحبته خلاف. وروى عنه : ابناه سعيد ، وعبد الله ، والشعبى.

وقال أبو عمر بن عبد البر : إنه سكن الكوفة ، واستعمله علىّ رضى الله عنه على خراسان.

١٧١٣ ـ عبد الرحمن بن أزهر بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة القرشى الزهرى :

وهكذا نسبه الزبير ، وابن أبى خيثمة ، وابن عبد البر ، وقال : إنه ابن أخى عبد الرحمن ابن عوف. ونقل عن الزهرى ، أنه غلّط من قال : إنه ابن عمه.

ووقع لابن عبد البر ما يوافق ذلك ، كما قال ابن الكلبى ، والبخارى ، ومسلم ، وابن مندة. وقال فى نسبه : عبد الرحمن بن أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة.

وقال صاحب الكمال والمزى : إنه الصحيح ، وله صحبة ورواية عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وذكر ابن البرقى : أن له أربعة أحاديث. وروى عنه : أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، والزهرى ، وغيرهما.

وذكر ابن عبد البر : أنه شهد حنينا مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وذكر ابن مندة : أنه مات قبل الحرة. وقال الذهبى : عاش إلى فتنة ابن الزبير.

١٧١٤ ـ عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزهرى ، أبو محمد المدنى :

ولد على عهد النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وروى عن أبى بكر ، وعمر ، وأبى بن كعب ، وجماعة. روى عنه: سليمان بن يسار ، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وجماعة.

قال العجلى : مدنى ، تابعى ، ثقة ، رجل صالح من كبار التابعين. وقال الزبير : كان له

__________________

١٧١٣ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ١٧١١ ، الإصابة ٤ / ٢٨٤).

١٧١٤ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٤ / ٢٨٦ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٠٩).

١٣

قدر. ذكره عمرو بن العاص ، وأبو موسى فى الحكومة. وقالوا : ليس له ولا لأبيه هجرة. وكان ذا منزلة من عائشة رضى الله عنها.

وذكر يعقوب بن عبد الرحمن القارئ عن أبيه ، قال : إن عثمان لما حصر ، أطلع من فوق داره ، وذكر أنه يستعمل عبد الرحمن بن الأسود على العراق ، فبلغ ذلك عبد الرحمن ، فقال : والله لركعتان أركعهما ، أحب إلىّ من الإمرة على العراق.

١٧١٥ ـ عبد الرحمن بن أيمن المكى :

عن : أبى سعيد الخدرى ، وابن عمر. وعنه : عمرو بن دينار.

١٧١٦ ـ عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء الخزاعى :

قال الكلبى : كان هو وأخوه عبد الله ، رسولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن ، وشهدا جميعا صفين. ذكر ذلك أبو عمر بن عبد البر.

١٧١٧ ـ عبد الرحمن بن أبى بكر القرشى الجدعانى المكى :

عن : نافع. هكذا ذكره ابن عساكر فى الأطراف. وهو عبد الرحمن بن أبى بكر بن عبيد الله بن أبى مليكة بن عبد الله بن جدعان القرشى التيمى المليكى.

يروى عن أبيه ، وعمه عبد الله بن القاسم بن محمد ، وأبى سلمة بن عبد الرحمن ، ونافع ، والزهرى.

روى عنه : أبو معاوية ، وأبو نعيم ، وابن أبى فديك ، وابن وهب ، والشافعى ، والقعنبى ، وخلق. روى له : الترمذى (١) ، وابن ماجة (٢).

__________________

١٧١٥ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٥ / ٢١٠).

١٧١٦ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٥ / ٢٩٠).

١٧١٧ ـ (١) روى له أربعة أحاديث : الأول : في كتاب الجنائز ، حديث رقم (٩٣٩) من طريق : أبو كريب حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن أبى بكر عن ابن أبى مليكة عن عائشة قالت : لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اختلفوا فى دفنه فقال أبو بكر : سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيئا ما نسيته قال : ما قبض الله نبيا إلا فى الموضع الذى يحب أن يدفن فيه ، ادفنوه فى موضع فراشه ، قال أبو عيسى : هذا حديث غريب ، وعبد الرحمن بن أبى بكر المليكى يضعف من قبل حفظه ، وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه ، فرواه ابن عباس عن أبى بكر الصديق عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أيضا.

الثانى : فى كتاب فضائل القرآن ، حديث رقم (٢٨٠٤) من طريق : يحيى بن المغيرة أبو ـ

١٤

__________________

ـ سلمة المخزومى المدنى حدثنا ابن أبى فديك عن عبد الرحمن بن أبى بكر المليكى عن زرارة بن مصعب عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من قرأ حم المؤمن إلى (إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) وآية الكرسى حين يصبح حفظ بهما حتى يمسى ومن قرأهما حين يمسى حفظ بهما حتى يصبح. قال أبو عيسى : هذا حديث غريب ، وقد تكلم بعض أهل العلم فى عبد الرحمن بن أبى بكر بن أبى مليكة المليكى من قبل حفظه ، وزرارة بن مصعب هو ابن عبد الرحمن بن عوف وهو جد أبى مصعب المدنى.

الثالث : كتاب الدعوات ، حديث رقم (٣٤٣٧) من طريق : القاسم بن دينار الكوفى حدثنا إسحاق بن منصور الكوفى عن إسرائيل عن عبد الرحمن بن أبى بكر ، وهو المليكى ، عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما سئل الله شيئا أحب إليه من أن يسأل العافية. قال أبو عيسى هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر المليكى.

الرابع : فى كتاب الدعوات ، حديث رقم (٣٤٧١) من طريق : الحسن بن عرفة حدثنا يزيد ابن هارون عن عبد الرحمن بن أبى بكر القرشى المليكى عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئا ، يعنى أحب إليه ، من أن يسأل العافية. وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء. قال أبو عيسى : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر القرشى ، وهو المكى المليكى ، وهو ضعيف فى الحديث ، ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه. وقد روى إسرائيل هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبى بكر عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ما سئل الله شيئا أحب إليه من العافية. حدثنا بذلك القاسم بن دينار الكوفى حدثنا إسحاق بن منصور الكوفى عن إسرائيل بهذا.

(٢) ثلاثة أحاديث : الأول : فى كتاب ما جاء فى الجنائز ، حديث رقم (١٥٤٧) من طريق : عمر بن شبة بن عبيدة بن زيد حدثنا عبيد بن طفيل المقرئ حدثنا عبد الرحمن بن أبى مليكة القرشى حدثنا ابن أبى مليكة عن عائشة قالت : لما مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اختلفوا فى اللحد والشق حتى تكلموا فى ذلك وارتفعت أصواتهم ، فقال عمر : لا تصخبوا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حيا ولا ميتا أو كلمة نحوها ، فأرسلوا إلى الشقاق واللاحد جميعا فجاء اللاحد فلحد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم دفن صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

الثانى : فى كتاب الجنائز ، حديث رقم (١٦١٦) من طريق : على بن محمد حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن أبى بكر عن ابن أبى مليكة عن عائشة قالت : لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر عند امرأته ابنة خارجة بالعوالى فجعلوا يقولون : لم يمت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم إنما هو بعض ما كان يأخذه عند الوحى ، فجاء أبو بكر فكشف عن وجهه وقبل بين عينيه وقال : أنت ـ

١٥

قال ابن معين : هو ضعيف. قال أبو حاتم : ليس بالقوى. ولم يذكر صاحب الكمال والذهبى : أنه مكى ، وإنما قالا : المدنى ، فلعله سكن مكة والمدينة ، أو لعل المليكى فى نسبه ، تصحف بالمكى ، وهو بعيد. والله أعلم. والجدعانى : نسبة إلى جده جدعان.

١٧١٨ ـ عبد الرحمن بن أبى بكر بن محمود بن يوسف الكرانى الهندى المكى :

توفى سنة تسعين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة ، سامحه الله تعالى. وكان جسورا مقداما ، بحيث يجرى فوق الشراريف التى تطيف بصحن المسجد ، وآخر يسابقه فى صحن المسجد ، فيسبق عبد الرحمن من يسابقه فى السطح.

١٧١٩ ـ عبد الرحمن بن أبى أمية المكى :

روى عن رجل من تجيب ، عن عمرو بن العاص. وهو شيخ لا يعرف ، كما ذكر ابن أبى حاتم نقلا عن أبيه.

ونقل الذهبى عن ابن أبى حاتم أنه قال : منكر الحديث. والذى فى كتاب ابن أبى حاتم : شيخ لا يعرف.

نبه على ذلك صاحبنا الحافظ أبو الفضل بن حجر فى كتابه «لسان الميزان» وهو كتاب اختصر فيه «الميزان» للذهبى. وزاد عليه فيه أكثر من ستمائة ترجمة ، خارجا عن زيادات معتبرة فى أثناء التراجم ، فقال : أصله [....](١).

__________________

ـ أكرم على الله من أن يميتك مرتين قد والله مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعمر فى ناحية المسجد يقول : والله ما مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا يموت حتى يقطع أيدى أناس من المنافقين كثير وأرجلهم ، فقام أبو بكر فصعد المنبر فقال : من كان يعبد الله فإن الله حى لم يمت ، ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) قال عمر : فلكأنى لم أقرأها إلا يومئذ.

الثالث : فى كتاب التجارات ، حديث رقم (٢٢٢٩) من طريق : يعقوب بن حميد بن كاسب حدثنا إسحاق بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبى بكر الجدعانى عن نافع عن ابن عمر أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : اللهم بارك لأمتى في بكورها.

١٧١٩ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٥ / ١١٤ ، الإصابة ٥ / ٢٠٥).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

١٦

١٧٢٠ ـ عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومى ، أبو محمد :

المعروف بالشريد ، سماه بذلك عمر رثاء له. وسبب ذلك : أن أباه وسهيل بن عمرو ، خرجا بأهليهما إلى الشام غازيين ، فماتوا كلهم ، ولم يرجع منهم إلا عبد الرحمن هذا ، وفاختة بنت سهيل بن عمرو ، فقال عمر : زوجوا الشريد الشريدة ، وأقطعهما بالمدينة خطة ، وأوقع لهما فيها. فقيل له : أكثرت لهما. فقال : عسى الله أن ينشر منهما ولدا كثيرا ، رجالا ونساء.

فولد لهما أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعكرمة ، وخالد ، ومخلد. وكان له من صلبه:اثنا عشر رجلا. وكان ربيب عمر رضى الله عنه ، وهو الذى سماه عبد الرحمن ، لما غير أسماء الذين تسموا بأسماء الأنبياء. وولد فى عهد النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورآه ، ولم يحفظ عنه ، على ما قال ابن سعد. وقال الواقدى : أحسبه كان ابن عشر سنين ، حين قبض النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو أحد الرهط الذين أمرهم عثمان بكتابة المصحف ، وكان من أشراف قريش ، منظورا إليه عالما صالحا.

ويروى عن عائشة أنها قالت : ما كنت أحب أخرج مخرجى هذا ، وإن لى ابنا من النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. ولم يكن فى شباب قريش مثله. وذكره ابن حبان فى الثقات ، وقال : مات سنة ثلاث وأربعين.

١٧٢١ ـ عبد الرحمن بن حاطب بن أبى بلتعة اللخمى ، حليف بنى أسد بن عبد العزى ، أبو يحيى :

ولد على عهد النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل : إن له رؤية. وروى عن أبيه ، وصهيب ، وعبد الرحمن ابن عوف ، وعثمان ، وأبى عبيدة. وروى عنه ابنه يحيى ، وعروة بن الزبير.

وكان ثقة ، قليل الحديث ، وهو من النفر الذين ذكر الزهرى أنهم يفقهون الناس بالمدينة بعد الصحابة رضى الله عنهم.

ومات بالمدينة سنة ثمان وستين ، على ما قال ابن سعد وجماعة ، وهو الصحيح. وقيل : قتل يوم الحرة. قاله يعقوب بن سفيان.

__________________

١٧٢٠ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٥ ، طبقات خليفة ترجمة ١٩٩٧ ، المحبر ٦٧ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٧٢ ، التاريخ الصغير ٢ / ٧٣ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٢٤ ، مشاهير علماء الأمصار ٤٤٥ ، جمهرة أنساب العرب ١٤٥ ، الاستيعاب ٨٢٧ ، تاريخ ابن عساكر ٩ / ٤٤٧ ، أسد الغابة ٣ / ٤٣١ ، تهذيب الكمال ٧٨٢ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٠٧ ، الإصابة ٣ / ٦٦ ، خلاصة تهذيب الكمال ١٩١ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٨٤).

١٧٢١ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٥ / ٢٢٢ ، الإصابة ٤ / ٢٩٦).

١٧

١٧٢٢ ـ عبد الرحمن بن حزن بن أبى وهب المخزومى ، عم سعيد بن المسيب :

ذكر أبو عمر بن عبد البر أنه أسلم يوم الفتح. واستشهد باليمامة ، وأنه وأخاه السائب ، وأبا معبد ، أدركوا النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : ولا أعلم حفظوا عنه ولا رووا.

١٧٢٣ ـ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن هارون القرشى :

توفى سادس عشرى شعبان ، سنة إحدى وستين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة.

١٧٢٤ ـ عبد الرحمن بن حسنة :

أخو شرحبيل بن حسنة ، وهى أمه. وقد تقدم تحرير نسبه فى ترجمة أخيه ، وأنه حليف لبنى جمح. له صحبة ورواية عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يرو عنه غير زيد بن وهب.

١٧٢٥ ـ عبد الرحمن بن حنبل :

أخو كلدة بن الحنبل ، ذكر أبو عمر بن عبد البر ، أنه وأخاه ، أخوا صفوان بن أمية لأمه ، أمهما صفية بنت معمر ، وكان أبوهما سقط من اليمن إلى مكة. قال : ولا أعلم لعبد الرحمن هذا رواية.

قال : وهو القائل فى عثمان ، لما أعطى مروان خمسمائة ألف من خمس أفريقية :

أحلف بالله جهد اليمي

ن ما ترك الله أمرا سدى

الأبيات المشهورة.

١٧٢٦ ـ عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومى :

ذكر أبو عمر بن عبد البر ، أنه أدرك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يحفظ عنه ، ولا سمع منه. وقد جاءت له عنه رواية فيها سماع. والله أعلم.

__________________

١٧٢٤ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٥ / ٢٢٢ ، الإصابة ٤ / ٢٩٧).

١٧٢٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤٠٩ ، الإصابة ترجمة ٥١٢٢ ، أسد الغابة ٣٢٩٢ ، ابن الأثير ٣ / ١٢٥ ، الأعلام ٣ / ٣٠٥).

١٧٢٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٤١٠ ، الإصابة ترجمة ٦٢٢٣ ، أسد الغابة ترجمة ٣٢٩٣ ، الثقات ٣ / ٢٥٠ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٤٦ ، الطبقات ٢٤٤ / ٣١١ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٢٩ ، أزمنة التاريخ الإسلامى ٦٩٨ ، التاريخ الكبير ٥ / ٢٧٧ ، الطبقات الكبرى ٩ / ١١٠ ، شذرات الذهب ١ / ٥٥ ، البداية والنهاية ٥ / ٣٤٨).

١٨

وكان له هدى حسن وكرم ؛ إلا أنه كان منحرفا عن علىّ بن أبى طالب وبنى هاشم ، مخالفة لأخيه المهاجر ، وكان المهاجر محببا إلى علىّ ، وشهد معه الجمل وصفين ، وشهدهما عبد الرحمن مع معاوية. ولما أراد معاوية البيعة ليزيد ، خطب أهل الشام ، فقال : إنى قد كبرت سنى ، وقرب أجلى ، وقد أردت أن أعقد لرجل يكون نظاما لكم ، وإنما أنا رجل منكم ، فشارفوا رأيكم واجتمعوا. فقالوا : رضينا عبد الرحمن بن خالد. فشق ذلك على معاوية وأسرها فى نفسه ، ثم إن عبد الرحمن مرض ، فسقاه طبيب يهودى ـ يقال له ابن أثال من خواص معاوية ـ شربة ، فانخرط بطنه ، فمات. ثم دخل ابن أخيه خالد بن المهاجر دمشق مخفيا مع غلام له ، فرصد اليهودى حتى خرج من عند معاوية ، فقتله ، وكان عبد الرحمن أحد الأبطال كأبيه. انتهى.

وقال الزبير بن بكار : كان عظيم القدر فى أهل الشام ، وكان كعب بن جعيل مداحا له.

وذكر الزبير من مدحه فيه قوله [من البسيط](١) :

إنى ورب النصارى فى كنائسها

والمسلمين إذا ما جمعوا الجمعا

والقائم الليل بالإنجيل يدرسه

لله تسفح عيناه إذا ركعا

ومهرق لدماء البدن عند منى

لأشكرن لابن سيف الله ما صنعا

لما تهبطت من غبراء مظلمة

سهلت منها بإذن الله مطلعا

فقد نزلت إليه مفردا وحدا

كغرض النبل ترمينى العداة معا (٢)

أفضلت فضلا عظيما لست ناسيه

كان له كل فضل بعده تبعا

فرع أجاد هشام والوليد به

بمثل ذلك ضر الله أو نفعا

من مستثيرى قريش عند نسبتها (٣)

كالهبرزى إذا واريته متعا

جفانه كحياض البئر مترعة

إذا رآها اليمانى رق واختضعا

لأجزينكم سعيا بسعيكم

وهل يكلف ساع فوق ما وسعا

__________________

(١) انظر الأبيات فى : (الاستيعاب ٢ / ٨٢٩ ، نسب قريش ٣٢٦).

(٢) ورد فى نسب قريش ٣٢٦ :

كغرض النبل يرمينى العداة معا

(٣) ورد فى نسب قريش ٣٢٦ :

من مستسرى قريش عند نسبتها

١٩

وذكر الزبير أيضا لكعب بن جعيل هذه الأبيات ، يرثى بها عبد الرحمن بن خالد [من الخفيف](٤) :

إنى والذى أجاز بفضل

يوسف الجب من بنى يعقوب

والمصلين يوم خضب الهدايا

بدم من نحورهن صبيب

لأصيبن كاشحيك من النا

س بوسم على الأنوف علوب

وأجدن كل يوم ثناء (٥)

يونق الأذن من محلى قشيب

كيف أنسى أيام جئتك فردا

مضمرا سبل راهب مرعوب

أخرق الجند والمدائن حتى

صرت فى منزل القريب الحبيب

عند عبد الرحمن ذى الحسب ال

عد ومأوى الطريد والمحروب

١٧٢٧ ـ عبد الرحمن بن ديلم الشيبى الحجبى المكى :

حدث عن أبى عبد الله الحسين بن على الطبرى ، بكتاب «تاريخ مكة للأزرقى». وحدث به عنه ، أبو عبد الله محمد بن أبى بكر ، إمام المقام. ومن طريقه روينا بعضه ، وما علمت من حاله سوى هذا.

١٧٢٨ ـ عبد الرحمن بن الرجاح ، مولى أم حبيبة :

أدرك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمرها بعتقه فيما قيل. ذكره هكذا الذهبى. وذكره الكاشغرى ، وقال : أدرك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل : إنه فى عداد التابعين.

١٧٢٩ ـ عبد الرحمن بن زمعة بن قيس القرشى العامرى :

هو ابن وليدة زمعة ، الذى قضى فيه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بأن الولد للفراش ، وللعاهر الحجر ، حيث تخاصم فيه أخوه عبد بن زمعة ، مع سعد بن أبى وقاص.

١٧٣٠ ـ عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بن نفيل العدوى ، ابن أخى عمر بن الخطاب :

أمير مكة ، قال الزبير : وولد زيد بن الخطاب : عبد الرحمن بن زيد ، وأمه لبابة بنت أبى لبابة بن عبد المنذر الأنصارى ، من بنى عمرو بن عوف.

__________________

(٤) انظر : نسب قريش ٣٢٥.

(٥) ورد فى نسب قريش ٣٢٥ :

واجد فى كل يوم ثواء

١٧٣٠ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب التهذيب ٦ / ١٧٩ ، نسب قريش ٣٦٣ ، الإصابة ٥ / ٣٦ ، الأعلام ٣ / ٢٠٧).

٢٠