تاريخ مدينة دمشق - ج ١٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قال : ونا أبي عن يحيى ، قال : الحاكم (١) بن عبد الله الأيلي ساقط.

وأخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا محمّد بن علي بن يعقوب ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان ، نا أبي ، قال : قال أبو زكريا يحيى بن معين : الحكم الأيلي ليس بثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة ، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٢) ، نا علي بن أحمد بن سليمان ، نا أحمد بن سعد بن أبي مريم ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : الحكم بن عبد الله بن سعد ليس بثقة ، ولا مأمون.

قال (٣) : وأنا ابن حماد ، نا معاوية بن صالح ، عن يحيى ، قال : الحكم بن عبد الله الأيلي ليس بشيء لا يكتب حديثه.

قال (٤) : وأنا ابن حمّاد ، نا العباس ، عن يحيى ، قال : الحكم بن عبد الله ليس بشيء ، قال : وأنا العباس ، عن يحيى ، قال : الحكم [الأيلي](٥) ليس بثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا علي بن محمّد بن علي ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد ، قالا : نا محمّد بن (٦) يعقوب ، قال : سمعت عباس بن محمّد الدوري يقول : سمعت يحيى يقول : الحكم الأيلي ليس بثقة ، وقال يحيى : الحكم بن عبد الله الأيلي ضعيف.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا أبو الحسين بن المبارك بن عبد الجبار في كتابه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا إبراهيم بن الجنيد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : الحكم بن عبد الله الأيلي ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن

__________________

(١) كذا بالأصل هنا ، وهو الحكم صاحب الترجمة.

(٢) الكامل لابن عدي ٢ / ٢٠٢.

(٣) الكامل لابن عدي ٢ / ٢٠٢.

(٤) الكامل لابن عدي ٢ / ٢٠٢.

(٥) الزيادة عن ابن عدي.

(٦) قوله : «محمد بن» استدرك عن هامش الأصل وبجانب اللفظتين كلمة صح.

٢١

الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، قال في باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم ، منهم : الحكم بن عبد الله الأيلي (١).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو نصر (٢) بن الجبّان إجازة ، أنا أحمد بن القاسم الميانجي إجازة.

حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم ، أنا أبو [عثمان](٣) سعيد بن عمرو البرذعي (٤) ، عن أبي زرعة الرازي ، فيما نسخه من كتابه بخطه في أسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين : الحكم بن عبد الله بن سعد بن أبي العاص بن أمية الأيلي.

وذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني ، أنه سأل أبا حاتم الرازي عن الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي ، فقال : ذاهب الحديث يفتعل الحديث عندي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، وأبو يعلى بن الحمري ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن منير ، أنا الحسن بن رشيق ، أنا عبد الرّحمن النسائي ، قال : حكم بن عبد الله بن سعد الأيلي متروك الحديث.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر ، فيما قرأته عليه ، قال : قرئ على أبي بكر محمّد بن إسحاق ـ يعني ابن خزيمة ـ ، قيل له : لست تحتج بالحكم بن عبد الله الأيلي.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا علي الحسين بن علي بن يزيد يقول : الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي متروك الحديث.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد ، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز ، أنا أبو بكر البرقاني إجازة ، قال : هذا ما وافقت عليه أبو الحسن الدارقطني ح.

__________________

(١) كتاب المعرفة والتاريخ ٣ / ٤٤.

(٢) انظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٤٦٨.

(٣) زيادة للإيضاح ، انظر ما يلي.

(٤) بالأصل «البردعي» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٧٧.

٢٢

وأخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق ، أنا أبو تمام الواسطي ، وأبو الغنائم بن الزجاجي ، في كتابيهما ، عن أبي الحسن الدار قطني ، قال : حكم بن عبد الله بن سعد الأيلي قرشي ، عن القاسم بن محمّد وابن أبي مليكة والزّهري ، زاد ابن بطريق : متروك ، وقال ابن أبي ليلى : وهو وهم.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين ، أنا أبو بكر البرقاني ، قال : وسألته ـ يعني الدار قطني ـ ، عن الحكم بن عبد الله الأيلي صاحب القاسم بن محمّد فقال : متروك.

أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد ، قالا : قال لنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله : الحكم بن عبد الله الأيلي ليس بشيء ، تركوه ، ضعفه ابن المبارك ، وقال علي بن المديني : ليس بشيء.

١٦٩٤ ـ الحكم بن عبد الله بن مروان

ابن محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص (١)

كان مع أبيه وجده حين قدما دمشق هاربين من بني العباس ، وأسر بمصر وحمل إلى السفاح فحبسه ثم أطلقه هارون الرشيد ، ثم حبس بعد ذلك بعد أن قدم أبوه عبد الله من أرض الحبشة (٢) مع أبيه.

١٦٩٥ ـ الحكم بن عبد الرّحمن بن أبي العصماء

الخثعمي ثم الفرعي (٣)(٤)

شهد فتوح الشام وحضر قيسارية ، وهو ممن أدرك عصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عنه : أبو هزّان يزيد بن سمرة الرّهاوي المذحجي (٥).

__________________

(١) ترجمته في بغية الطلب ٦ / ٢٨٦٠.

(٢) كتب محقق بغية الطلب في الحاشية : أنه كان قد توغل مع بعض بني أمية إلى قلب السودان.

(٣) ضبطت اللفظة عن الأنساب ، وفيه أن هذه النسبة إلى الفرع وهو والد تميم بن فرع الفرعي المصري ، كذ.

(٤) ترجمته في بغية الطلب ٦ / ٢٨٦١ وله ذكر في الإصابة في ترجمة تميم بن ورقاء ١ / ١٨٨.

(٥) ترجمته في سير الأعلام ٩ / ١٠٦.

٢٣

أخبرنا أبو الحسين (١) بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا محمّد بن عوف المزني ، أنا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار ، أنا أبو بكر محمّد بن خريم (٢) ، نا هشام بن عمّار ، نا يزيد بن سمرة ، نا الحكم بن عبد الرّحمن بن أبي العصماء الفرعي ، من (٣) خثعم ، وكان ممن شهد قيسارية (٤) ، قال : حاصرها معاوية سبع سنين إلّا أشهر ، ومقاتلة الروم الذين يرزقون فيها مائة ألف ، وسامرتها ثمانون ألفا ويهودها مائتا ألف ، فدلّهم لنطاق على عورة ، وكان من الرهون فأدخلهم من قناة يمشي فيها الجمل بالجمل (٥). وكان ذلك يوم الأحد فلم يعلموا وهم في الكنيسة إلّا وبالتكبير على باب الكنيسة ، فكانت بوارهم.

قال أبو بكر : قال لنا هشام بن عمّار : قال يزيد بن سمرة : وبعثوا بفتحها إلى عمر تميم بن ورقاء عريف خثعم ، فقام عمر على المنارة [فنادى](٦) ألا إن قيسارية فتحت قسرا (٧).

١٦٩٦ ـ الحكم بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي

له ذكر ، ولا عقب له (٨).

١٦٩٧ ـ الحكم بن عبدة

أبو عبدة الدمشقي

حدّث عن مالك ، وحيوة بن شريح.

روى عنه : عمرو بن أبي سلمة التّنّيسي ، ومحمّد بن مخلد الرّعيني ، وعدي بن الحكم.

__________________

(١) بغية الطلب : أبو الحسن.

(٢) إعجامها غير واضح بالأصل ، والصواب «خريم» كما أثبتناه.

(٣) بالأصل «عن» والمثبت عن بغية الطلب.

(٤) قيسارية : بلدة بفلسطين على ساحل بحر الشام بينها وبين طبرية ثلاثة أيام (معجم البلدان).

(٥) كذا ، وفي الإصابة : «الجمل» وفي بغية الطلب : «بالمحمل» وفي م : الجمل بالحمل.

(٦) زيادة للإيضاح عن ابن العديم.

(٧) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٦ / ٢٨٦١ ـ ٢٨٦٢ والإصابة ١ / ١٨٨ في ترجمة تميم بن ورقاء.

(٨) انظر جمهرة ابن حزم ص ٨٩.

٢٤

ذكره أبو إسحاق محمّد بن القاسم بن شعبان القرظي ، فيمن روى عن مالك بن أنس من أهل دمشق ، وذلك فيما أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي ، قال : قرأت على القاضي علي بن جعفر المالكي ، قلت : حدثكم أبو إسحاق محمّد بن القاسم فذكره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنا عبد العزيز بن أحمد الصوفي ، نا عبد الرّحمن بن عبيد الله الحرفي (١) ، أنا أحمد بن سلمان ، أنا ابن أبي الدنيا : حدّثني الجروي (٢) ، حدّثني عمرو بن أبي سلمة ، نا أبو عبدة الحكم بن عبدة ، حدّثني حيوة بن شريح ، عن عقبة بن مسلم ، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي ، عن الصّنابحي (٣) ، عن معاذ بن جبل ، قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إني أحبك ، فقل اللهم أعنّي على شكرك وذكرك وحسن عبادتك» ، قال الصّنابحي : قال لي معاذ : إني أحبك فقل هذا الدعاء ، قال أبو عبد الرّحمن : قال لي الصّنابحي : إني أحبك فقل. قال عقبة : قال لي أبو عبد الرّحمن : وأنا أحبك فقل ، قال حيوة : قال لي عقبة : وأنا أحبك ، فقل ، قال أبو عبدة : قال لي حيوة : وأنا أحبك فقل ، قال عمرو : قال لي أبو عبدة : وأنا أحبك فقل ، قال الحسن (٤) الجروي : قال لي عمرو : وأنا أحبك فقل ، قال أبو بكر : قال لنا الجروي : وأنا أحبك فقل ، قال النجاد (٥) : قال لنا ابن أبي الدنيا : وأنا أحبكم فقولوا ، قال الحرفي : قال لنا النجاد : وأنا أحبكم فقولوا ، قال أبو محمّد بن أحمد الصوفي : قال لنا الحرقي : وأنا أحبكم فقولوا ، وقال لنا أبو الحسن الفقيه : قال لنا عبد العزيز : وأنا أحبكم وأنا أحبكم فقولوا ، قال الحافظ رحمه‌الله : وقال لنا أبو الحسن : وأنا أحبكم فقولوا ، وقال لنا الحافظ : وأنا أحبكم فقولوا. وسقط منه توصية أبي عبد الرّحمن ولا بدّ منها.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، وحدّثني أبو البركات بن أبي طاهر

__________________

(١) بالأصل «الحرقي» والصواب ما أثبت «الحرفي» بالفاء ، ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة للبقال ببغداد ومن يبيع الأشياء التي تتعلق بالبزور والبقالين. ذكره وترجم له. وترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٤٦١.

(٢) هو الحسن بن عبد العزيز الجروي ، أبو علي ، ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٣٣٣.

(٣) اسمه عبد الرحمن بن عسيلة المرادي ، أبو عبد الله ترجمته في سير الأعلام ٣ / ٥٠٥ وتهذيب التهذيب.

(٤) بالأصل «الحسين» والصواب ما أثبت عن م.

(٥) هو أحمد بن سلمان ، أبو بكر النجاد ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٥٠٢.

٢٥

الفقيه عنه ، نا أحمد بن علي ، حدّثني علي بن أبي علي البصري ، عن أبيه ، أنا علي بن إسحاق الماذرائي ، أنا محمّد بن سعد الأنصاري ، نا محمّد بن مخلد الرّعيني ، حدّثني أبو عبدة الحكم بن عبدة ، قال : دخلت مسجد المدينة فإذا مالك بن أنس وله وفرة قد فرقها.

١٦٩٨ ـ الحكم بن عبدل بن جبلة بن عمرو بن ثعلبة

ابن عقال بن بلال بن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة

ابن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة

الأسدي ثم الغاضري الكوفي (١)

شاعر مشهور القول مجيد في شعره هجّاء وكان ممن نفاه ابن الزبير من العراق كما نفى عنها عمّال بني أميّة ، وقدم دمشق وكان له من عبد الملك بن مروان موضع (٢).

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، قال : وأما عبدل ـ باللام ـ فهو الحكم بن عبدل بن جبلة بن عمرو بن ثعلبة بن عقال بن بلال الأسدي الشاعر الأعرج كوفي مشهور.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (٣) ، أخبرني ابن دريد ، حدّثني عمي ، عن أبيه ، عن ابن الكلبي ، قال : لما ظفر ابن الزبير بالعراق ، وأخرج عنها عمال بني مروان أخرج ابن عبدل معهم إلى الشام وكان فيمن يدخل إلى عبد الملك ويسمر عنده ، فقال لعبد الملك ليلة :

يا ليت شعري وليت ربما نفعت

هل أبصرنّ بني العوام قد شملوا

بالذلّ والأسر والتشريد إنّهم

على البريّة حتف حيث ما نزلوا

أم هل أراك بأكناف العراق وقد

ذلت لعزّك أعداء (٤) وقد نكلوا (٥)

__________________

(١) ترجمته في المؤتلف والمختلف ص ٢٤٢ الأغاني ٢ / ٤٠٤ معجم الأدباء ١٠ / ٢٢٨ الوافي بالوفيات ١٣ / ١١٤ وانظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٢) في معجم الأدباء : ونال من عبد الملك بن مروان خطوة فكان يدخل عليه ويسمر عنده.

(٣) الخبر والأبيات في الأغاني ٢ / ٤٢٠ ، والشعر في معجم الأدباء ١٠ / ٢٢٩.

(٤) في المصدرين : أقوام.

(٥) نكله : نحاه عما قبله ، ومن معناه الهوان ، والمراد هنا أنهم أهينوا وضيموا.

٢٦

فقال عبد الملك بن مروان ويرون أنه قائل الشعر :

إن يمكن الله من قيس ومن جرش (١)

ومن جذام ويقتل صاحب الحرم

نضرب جماجم أقوام على حنق

ضربا ينكّل عنا غابر (٢) الأمم

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، ونقلته من خطه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمّد بن سيبخت (٣) البغدادي ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصولي ، نا أبو خليفة ، حدّثني محمّد بن كثير ، قال : قال عوانة : دخل رجل يقال له ابن عبدل (٤) على عبد الملك بن مروان ، فقال : أصلح الله الأمير رؤيا رأيتها في المنام أقصّها عليك ، قال : هاتها ، فأنشأ يقول (٥) :

طلعت عليّ الشمس بعد غضارة (٦)

في نومة ما كنت قبل أنامها

فرأيت أنك رعتني بوليدة

مغنوجة (٧) حسن عليّ قيامها

وببدرة تغدو عليّ وبغلة

شقراء ناجية تصلّ لجامها

فقال : يا غلام ، أعطه ما قال ، والله ما أظنك رأيت هذا في نومك كله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ عن عبد العزيز بن أحمد ، عن عبد الوهاب بن جعفر ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن أبي الخطاب ، نا محمّد بن القاسم ، حدّثني أبي ، نا أحمد بن عبيدة العتبي ، عن أبيه ، قال : لما قدم عبد الملك بن بشر بن مروان الكوفة قعد ابن عبدل الأسدي بين السماطين ، وقال : أصلح الله الأمير رؤيا رأيتها أحب أن تعبرها ، قال : قل ، فأنشأ يقول :

__________________

(١) في الأغاني ومعجم الأدباء : جدس.

(٢) في الأغاني : سائر.

(٣) رسمها بالأصل «سنحت» والصواب ما أثبت ، وقد مرّ ومهملة دون إعجام في م.

(٤) الخبر في الأغاني ٢ / ٤٠٧ وفيه أنه دخل على عبد الملك بن بشر بن مروان» ، وفي معجم الأدباء ١٠ / ٢٢٩ دخل يوما على عبد الملك ، ولم يزد ، وذكر الخبر.

(٥) الأبيات في الأغاني ومعجم الأدباء.

(٦) بالأصل «عضارة» والمثبت عن معجم الأدباء ، والغضارة : السعة والنعمة والخصب.

(٧) كذا بالأصل وم.

٢٧

أغفيت قبل الصبح نوم مسهّد (١)

في ساعة ما كنت قبل أنامها

فرأيت (٢) أنك جدت لي بوليدة

مغنوجة حسن عليّ قيامها

وببدرة حملت إليّ وبغلة

شهباء ناجية يصلّ لجامها

فسألت ربّك أن يبيحك (٣) جنّة

يلقاك منها روحها وسلامها

فقال : كلما رأيت عندنا إلّا البغلة الشهباء ، فإنها دهماء فارهة ، فقال : امرأته طالق إن كان رآها إلّا دهماء ولكنه نسي فأمر أن يحمل إليه كل ما ذكر في شعره.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين ، أنا الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرّع ، نا رفيع بن سلمة ، نا أبو عبيدة ، قال : خطب محمّد بن حسان الأسدي ابنة لطلبة بن قيس بن عاصم المنقري ، وقد كان ابن عبدل الأسدي أتاه وهو عامل بخراسان متبرعا فلم يعطه شيئا فقال (٤) :

لعمرك ما زوّجتها من كفاءة

ولكنّما زوّجتها للدّراهم (٥)

وما كان حسان ابن سعد ولا ابنه

أبو المسك (٦) من أكفاء قيس بن عاصم

ولكنه ردّ الزمان على استه

وضيّع أمر المحصنات الكرائم

له ريغة خضراء تصرع من دنا

وتقطع (٧) خيشوم الضجيع الملازم

خذي دية منه تكوني غنية

وروحي (٨) إلى باب الأمير فخاصمي

__________________

(١) الأغاني : مسهّد.

(٢) صدره في الأغاني : فحبوتني فيما أرى بوليدة.

(٣) في معجم الأدباء : «يثيبك» والبيت سقط من الأغاني ، ومكانه فيها ببيت آخر وروايته :

ليت المنابر يا ابن بشر أصبحت

ترقي وأنت خطيبها وإمامها

وهذا يؤكد أن الذي دخل عليه ابن عبدل هو عبد الملك بن بشر بن مروان.

(٤) الخبر والشعر في معجم الأدباء ١٠ / ٢٣٣ والأغاني ٢ / ٤٠٨ وفيه : ابنة مقاتل بن طلبة بن قيس.

(٥) كذا روايته أيضا في معجم الأدباء ، وروايته في الأغاني :

أباع زيد سود الله وجهه

عقيلة قوم سادة بالدراهم

وزياد كما في رواية عبد الله هو الذي زوجه أباها.

(٦) معجم الأدباء : أبو البخر.

(٧) في معجم الأدباء : له ريقة بخراء ... وتنتن خيشوم.

وسقط البيت من الأغاني.

(٨) في الأغاني : «خذي دية منه تكن لك عدة وجيئي».

٢٨

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (١) ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل بن المأمون ، أنشدنا أبو بكر محمّد بن القاسم ، أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي ، عن ابن الأعرابي لابن عبدل الأسدي (٢) :

أطلب ما يطلب الكريم من الرّز

ق بنفسي فاجمل الطلبا

واحلب الثرة (٣) الصفيّ ولا

أجهد أخلاف غيرها حلبا

إني رأيت الفتى الكريم إذا

رغبته في صنيعة رغبا

والعبد لا يحسن العلاء (٤) ولا

يعطيك شيئا إلّا إذا رهبا

مثل الحمار المعقب (٥) السوء لا

يحسن مشيا إلّا إذا ضربا

ولم أجد عزة الخلائق إل

لا الدّين لمّا اعتبرت والحسبا

قد يرزق الخافض المقيم وما

شدّ لعنس رحلا ولا قتبا

ويحرم الرزق ذو المطية والرّح

ل ومن لا يزال مغتربا

قال ابن الأعرابي : الثرة : الواسعة الأحاليل ، والعزوز : الضيقة الأحاليل ، والصفايا الغزيرات واحدها صفي ، وفي نسخة العنس : الناقة الشديدة.

أخبرنا أبو العز بن كادش ـ إذنا ومناولة ، وقرأ عليّ اسناده ـ أنا الحسين بن محمّد ، أنا المعافى بن زكريا ، نا محمّد بن محمود بن أبي الأزهر الخزاعي (٦) ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني النّضر بن شميل ، قال : دخلت على أمير المؤمنين المأمون ـ بمرو ـ فقال : أنشدني أقنع بيت للعرب فأنشدته قول ابن عبدل :

__________________

(١) بالأصل وم «المحلي» والصواب والضبط ما أثبت ، وقد مرّ.

(٢) الأبيات في معجم الادباء ١٠ / ٢٣٨ والأغاني ١٦ / ٢١٥ في أخبار حمزة بن بيض.

(٣) الثرة : العين الغزيرة ، ويريد هنا الناقة الغزيرة اللبن.

والصفي : الغزيرة اللبن من الإبل.

(٤) معجم الأدباء : العطاء.

(٥) كذا بالأصل وفوقها إشارة تحويل إلى الهامش ، وعلى هامش الأصل : «المرقع» ، كذا ، وفي الأغاني ومعجم الأدباء : الموقّع.

والموقع : الذي في ظهره آثار من الحمل.

(٦) الخبر في عبد الله ١٦ / ٢١٤ ـ ٢١٥ في أخبار حمزة بن بيض وفيها : أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر. والخبر والأبيات أيضا في معجم الأدباء ١٠ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨.

٢٩

إني امرؤ لم أزل وذاك

من الله أديبا (١) أعلّم الأدبا

أقيم بالدار ما اطمأنت بي الدا

ر وإن كنت نازحا (٢) طربا

لا اجتوي خلّة الصديق ولا

أتبع نفسي شيئا إذا ذهبا

أطلب ما يطلب الكريم من الرز

ق بنفسي وأجمل الطلبا

وأحلب الثرّة الصّفيّ ولا

أجهد أخلاف غيرها حلبا

إني رأيت الفتى الكريم إذا

رغّبته في صنيعة رغبا

والعبد لا يطلب العلاء ولا

يعطيك شيئا إلّا إذا رهبا

مثل الحمار الموقّع السوء لا

يحسن مشيا إلّا إذا ضربا

ولم أجد عروة (٣) الخلائق إلّا

الدين لما اختبرت والحسبا

قد يرزق الخافض المقيم وما

شد بعنس (٤) رحلا ولا قتبا

ويحرم الرزق ذو المطية والرح

ل ومن لا يزال مغتربا

قال : أحسنت يا نضر ، قال ابن أبي الأزهر : ويروى : الضّفيّ ، قال أبو بكر بندار الكرجي : يقول لا أحب الصّفي بالصّاد فيما يرويه الناس ، لأن الصّفيّ يكون للملك دون السّوقة ، والضّفيّ ـ بالضاد ـ أبلغ في المعنى لأنها الغزيرة اللبن.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد الأكفاني شفاها ، نا عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ ، أنا عبيد الله بن أحمد

الصيرفي ـ إجازة ـ أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدّثني أحمد بن حارث ، أنا أبو محلّم ، قال (٥) : بلغني أن امرأة موسرة كان لها على الناس ديون كثيرة فقالت لابن عبدل وعرضت نفسها عليه أن تزوجه ويقوم لها بدينها ، فقام لها ابن عبدل بالدّين حتى اقتضاه قال : فانحدرت إلى أهلها بالبصرة وكتبت إليه :

__________________

(١) الأغاني : قديما.

(٢) الأغاني : «مازحا» وفي معجم الأدباء : «نازغا».

(٣) الأغاني : «عدة» وفي معجم الأدباء : عزة.

(٤) الأغاني : «بعيس».

(٥) الخبر والشعر في الأغاني ٢ / ٤١٥ باختلاف الرواية ، ومعجم الأدباء ١٠ / ٢٣٤ والوافي بالوفيات ١٣ / ١١٦.

٣٠

سيخطئك الذي حاولت مني

وقطعي (١) وصل حبلك من حبالي

كما أخطأك معروف ابن بشر (٢)

وكنت تعدّ ذلك رأس مالي

وكان ابن عبدل يأتي ابن بشر فيقول له : أخمس مائة أحبّ إليك العام أم ألف في قابل؟ فيقول : ألف في قابل ، فإذا أتاه من قابل قال له : ألف أحب إليك العام أم ألفان في قابل؟ فيقول : ألفان في قابل ، فلم يزل كذلك حتى مات ابن بشر ولم يعطه شيئا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا محمّد بن القاسم البزاز ، نا عبد الله بن أبي سعد ، حدّثني محمّد بن الحسن بن الوليد اليمامي ، حدّثني الحسين بن جعفر المخزومي ، قال : بينما امرأة تمشي بالبلاط وأعرابي يتمثل (٣) :

وأنعط أحيانا فينفذ جلده

فأعزله (٤) جهدي وما ينفع العزل

وأزداد نعظا حين أبصر جارتي

فأوثقه كيما يثوب له عقل

وأوعيه في جوف جاري وجارتي

مراغمة مني وإن رغم البعل (٥)

فقالت له المرأة : شتان ما بينك وبين ابن عبدل حيث يقول :

وأعسر أحيانا فتشتدّ عسرتي

وأدرك ميسور الغنى ومعي عرضي (٦)

بئس والله جار المغيبة أنت ، قال : أي والله والتي معها أخوها وزوجها.

قرأت بخط رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت (٧) البغدادي ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، أنشدني عون بن محمّد ، عن أبيه لابن عبدل الأسدي :

__________________

(١) في الأغاني ومعجم الأدباء : فقطع حبل وصلك من حبالي.

(٢) هو عبد الملك بن بشر بن مروان وكان أميرا على البصرة وجهه إليها مسلمة بن عبد الملك.

(٣) الأبيات في الأغاني ٢ / ٤٠٩.

(٤) عجزه في الأغاني :

فأعذله جهدي وما ينفع العذل

(٥) البيت في الأغاني :

فآويته في بطن جاري وجارتي

مكابرة قدما وإن رغم البعل

(٦) البيت في الأغاني ٢ / ٤٠٩ و٤٢٦.

(٧) مهملة بالأصل ورسمها غير واضح وفي م : «سحيب» والصواب ما أثبت.

٣١

وإني لأستغني فما أبطر الغنى

وأعرض ميسوري لمن يبتغي قرضي

وأعسر أحيانا فتشتدّ عسرتي

وأدرك ميسور الغنى ومعي عرضي (١)

١٦٩٩ ـ الحكم بن عمر

ويقال : ابن عمرو

أبو سليمان ، ويقال : أبو عيسى الرّعيني الحمصي (٢)

قيل إنه دمشقي.

سمع عبد الله بن بسر (٣) ، وقتادة ، وعمر بن عبد العزيز ، ومسلمة بن عبد الملك ، وإسماعيل بن معدي كرب.

روى عنه : خالد بن مرداس السّرّاج ، ومنصور بن أبي مزاحم ، ويسرة (٤) بن صفوان اللّخمي ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، وشبابة بن سوّار ، ويحيى بن سعيد العطار ، وخلف بن عمرو الأموي.

ووفد على عمر بن عبد العزيز ، ثم سكن بغداد ، ولم يذكره الخطيب (٥).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي بن أبي الغبار ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، نا أبو القاسم عبد الله بن محمّد ، نا أبو الهيثم خالد بن مرداس ، نا الحكم بن عمر ، قال : بعثني خالد بن عبد الله القسري ، وصاحب (٦) لي إلى قتادة بن دعامة الأعمى ليسأله عن ثمانية (٧) عشر مسألة من القرآن ، فسألناه عن : (الْأَرْضِ وَما طَحاها)(٨) قال : طحوها :

__________________

(١) البيتان في الأغاني ٢ / ٤٢٦.

(٢) ترجمته في بغية الطلب ٦ / ٢٨٦٢ وميزان الاعتدال ١ / ٥٧٨ ولسان الميزان ٢ / ٣٣٧ والوافي بالوفيات ١٣ / ١٢٦ والجرح والتعديل ٣ / ١٢٣.

(٣) انظر ترجمته في سير الأعلام ٣ / ٤٣٠.

(٤) يسرة بفتح أوله والمهملة (تقريب التهذيب) وفي الخلاصة : بفتحات.

وفي ابن العديم : بسرة خطأ.

واللخمي عن تقريب التهذيب ، والأصل : «اللحمي».

(٥) ابن العديم ٦ / ٢٨٦٦ نقلا عن ابن عساكر.

(٦) كذا بالأصل ، والصواب : وصاحبا لي.

(٧) كذا بالأصل والصواب : ثمان عشرة.

(٨) سورة الشمس ، الآية : ٦.

٣٢

سعتها ، وهذه من لغة قوم من اليمن.

قال : وسألناه عن : اقتلوا أنفسكم وتوبوا إلى بارئكم (١) قال : اقتلوا أنفسكم وتوبوا إلى بارئكم.

قال : وسألناه عن قوله : (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ)(٢) قال لا ، ولكن من روح الله.

قال : وسألناه عن قوله تعالى : (تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ)(٣) قال : لا ، في عين حمئة.

قال : وسألناه عن النصارى واليهود والصابئين والمجوس والذين أشركوا قال : هم الزنادقة وأنتم تدعونهم بالشام : المنانية (٤)(٥).

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل (٦) ، أنا أحمد بن الحسين البيهقي ، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، أنا أبو سهل بن زياد القطان ، نا عبد الله بن روح ، نا شبابة بن سوّار ، نا الحكم بن عمر الرّعيني ، قال : أرسلني خالد بن عبد الله إلى قتادة وهو بالحيرة أسأله عن مسائل فكان فيما سألت قلت : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)(٧) هم مشركو العرب؟ قال : [لا] ولكنهم الزنادقة المنانية (٨) الذين يجعلون لله شريكا في خلقه ، قالوا : إن الله يخلق الخير وإن الشيطان يخلق الشر وليس لله على الشيطان قدرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل بن خيرون ح.

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٥٤ وثمة تقديم وتأخير في الآية ، ونصها : فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم.

(٢) سورة يوسف ، الآية : ٨٧.

(٣) سورة الكهف ، الآية : ٨٦.

(٤) في المختصر : المثانية.

(٥) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٦ / ٢٨٦٢ ـ ٢٨٦٣.

(٦) بالأصل «المفضل» والمثبت عن م (انظر فهارس شيوخ ابن عساكر ، المطبوعة ٧ / ٤٢٩).

(٧) سورة الحج ، الآية : ١٧.

(٨) في المختصر : المثانية.

٣٣

وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور ، أنا أبو طاهر ، قالا : أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد ، نا خليفة بن خيّاط ، قال (١) : في الطبقة السادسة من أهل الشامات : الحكم بن عمرو ، رعيني دمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الحسين ، وأبو الفضل ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٢) : الحكم بن عمرو رأى عبد الله بن بسر ، وعمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر ، نا أبو زرعة ، قال في تسمية نفر يحدثون عن عمر بن عبد العزيز : الحكم بن عمر الرّعيني.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب ، أنا عبد الرّحمن بن مندة ، أنا أحمد بن عبد الله إجازة ح.

قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٣) : الحكم بن عمر الرّعيني الحمصي ، قدم بغداد ، روى عنه يحيى بن صالح الوحّاظي ، وقال : كتبت عنه ببغداد سمعت أبي يقول ذلك ، وسئل عنه أبي فقال : ضعيف الحديث (٤).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقّا ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، قال : سمعت العباس بن محمّد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : الحكم بن عمرو الرّعيني ضعيف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا محمّد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي ، قال : سألت أبا زكريا ، عن أبي

__________________

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٨١ رقم ٣٠٥٠.

(٢) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ٣٢٥.

(٣) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ١٢٣.

(٤) كذا وردت العبارة نقلا عن ابن أبي حاتم وقد جاء النقل عنه مبتورا انظر تمام عبارة الجرح والتعديل.

٣٤

عيسى الحكم بن عمرو ، قد سمع منه الهروي؟ فقال : ليس بشيء ، وقد حدّثنا عنه الوحّاظي ، قال : نقشت خاتم عمر بن عبد العزيز : «كفى الله بعزته عمر» وقال في موضع آخر : الحكم بن عمر الرّعيني ضعيف (١).

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي في كتابه ، أنا ابن المحسّن التنوخي ، أنا محمّد بن المظفر ، أنا بكر بن أحمد بن حفص ، نا أحمد بن محمّد بن عيسى بحمص ، قال : والحكم بن عمر الرّعيني صاحب عمر بن عبد العزيز ، قال : رأيت عبد الله بن بسر لا يحفي شاربه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي ، نا أحمد بن علي ، نا عبد الله بن أحمد الدورقي ، عن يحيى بن معين ، قال : الحكم بن عمرو الرّعيني ليس بشيء.

قال (٢) : ونا علي بن أحمد بن سليمان ، نا أحمد بن سعد بن أبي مريم ، قال : سألت يحيى بن معين ، عن الحكم بن عمر الرّعيني فقال : ضعيف لا يكتب حديثه.

قال ابن عدي (٣) : والحكم بن عمرو هذا ـ وقيل : ابن عمر ـ الرّعيني ، هو قليل الرواية عن من يروي عنه.

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد ، عن المبارك بن عبد الجبار ، أنا أبو محمّد الجوهري ـ قراءة ـ عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا إبراهيم بن الجنيد ، قال : سألت يحيى عن الحكم بن عبد الله (٤) الرّعيني ، فقال : ليس بشيء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم وأبو يعلى حمزة بن علي ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن منير ، أنا الحسن بن رشيق ، نا أبو عبد الرّحمن النسائي ، قال : حكم بن عمرو الرّعيني ضعيف (٥).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن

__________________

(١) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٦ / ٢٨٦٥.

(٢) الكامل لابن عدي ٢ / ٢٠٧.

(٣) الكامل لابن عدي ٢ / ٢٠٧.

(٤) كذا ورد هنا «عبد الله» وهو صاحب الترجمة ، والظاهر : عمر أو عمرو.

(٥) نقله ابن العديم ٦ / ٢٨٦٥ ـ ٢٨٦٦ وميزان الاعتدال ١ / ٥٧٨.

٣٥

الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : والحكم بن عمرو الرّعيني شامي ضعيف (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد ، نا خالد بن مرداس ، نا الحكم بن عمر الرّعيني ، وكنيته أبو سليمان من أهل الشام ، قال : شهدت عمر بن عبد العزيز في زمانه ، وأنا ابن عشرين ، وقد هلك عمر بن عبد العزيز منذ اثنتين وسبعين سنة (٢).

١٧٠٠ ـ الحكم بن مصعب القرشي (٣)

من أهل دمشق ، روى عن محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس.

روى عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٤) ، نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

وأخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد الزيدي بالكوفة ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، قالا : أنا أبو الحسين علي بن عمر الحربي ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان ، نا هشام بن عمّار ، نا الوليد بن مسلم ، نا الحكم بن مصعب ، نا محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ـ زاد ابن النقور : عن عبد الله بن عباس ، وقالا ـ : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب» [٣٦٥٤].

ولم يذكر ابن المزرفي (٥) : عبد الله بن عباس ، وقد أخرجه أبو داود [و](٦) ابن ماجة ، عن هشام بن عمّار ، وفيه ذكر عبد الله ، ولا بد منه.

فقد أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح ، أنا أبو حفص عمرو بن أحمد بن شاهين ، نا عبد الله بن سليمان ، نا محمّد بن

__________________

(١) نقله ابن العديم ٦ / ٢٨٦٥.

(٢) ابن العديم ٦ / ٢٨٦٣.

(٣) ترجمته في ميزان الاعتدال ١ / ٥٨٠ وتهذيب التهذيب ١ / ٥٨١.

(٤) بالأصل «المزرقي» بالقاف خطأ وفي م : «المرزوقي» والصواب بالفاء ، وقد مرّ.

(٥) بالأصل «المزرقي» بالقاف خطأ وفي م : «المرزوقي» والصواب بالفاء ، وقد مرّ.

(٦) زيادة لازمة.

٣٦

عبد الله بن ميمون ، نا الوليد بن مسلم ، نا الحكم بن مصعب ، عن محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل همّ فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب» [٣٦٥٥].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن ، قالا ـ : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (١) : الحكم بن مصعب القرشي سمع محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس ، سمع منه الوليد بن مسلم.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب ، أنا عبد الرّحمن ، أنا حمد إجازة ح ، قال : وأنا الحسين ، أنا علي ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٢) : سألت أبي عنه فقال : هو شيخ للوليد لا أعلم روى عنه أحد غيره.

١٧٠١ ـ الحكم بن المطّلب بن عبد الله

ابن المطّلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر

ابن مخزوم بن يقظة بن مرّة القرشي المخزومي (٣)

من أجواد قريش من أهل المدينة ، قدم منبج وسكنها مرابطا إلى أن مات بها ، واجتاز بدمشق.

وحدّث عن أبيه ، وأبي سعيد المقبري.

روى عنه أخوه عبد العزيز بن المطّلب ، ومحمّد بن عبد الله الشّعيثي ، وسليمان بن عطاء ، والهيثم بن عمران ، وسعيد بن عبد العزيز الدمشقيون (٤).

أخبرتنا أم المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ٣٣٨.

(٢) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ١٢٨.

(٣) ترجمته في ميزان الاعتدال ١ / ٥٨٠ بغية الطلب ٦ / ٢٨٦٦ لسان الميزان ٢ / ٣٣٩ الوافي بالوفيات ١٣ / ١٢٣ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٤) ابن العديم نقلا عن ابن عساكر ٦ / ٢٨٧٤.

٣٧

بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا قاسم بن شيبة ، نا يعقوب بن إبراهيم ، عن عبد العزيز بن عبد المطّلب ، عن أخيه ، عن الحكم ، عن أبيه ، عن قهيد (١) الغفاري ، قال : سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إن عدا عليّ عاد؟ قال : ذكّره ـ أو أمره بتذكيره مرتين أو ثلاثا ـ فإن أبى فقاتله فإن قتلت فأنت في الجنة ، وإن قتلته فهو في النار ، كذا قال ، والصواب عن أخيه الحكم [٣٦٥٦].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله (٢) ، حدّثني أبي ، نا أبو عامر عبد الملك بن عمرو ، نا عبد العزيز بن المطّلب بن عبد الله ، حدّثني أخي الحكم بن المطّلب ، عن أبيه ، عن [قهيد بن](٣) مطرف الغفاري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [سأله سائل :](٤) إن عدا عليّ عاد؟ فأمره أن ينهاه ثلاث مرات ، قال : فإن أبى؟ فأمره بقتاله قال : فكيف بنا؟ قال : «إن قتلك فأنت في الجنة ، وإن قتلته فهو في النار» [٣٦٥٧].

قال (٥) : ونا يعقوب ، نا عبد العزيز بن المطّلب المخزومي ، عن أخيه الحكم بن المطّلب ، عن أبيه ، عن قهيد (٦) الغفاري ، قال : سأل سائل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن عدا عليّ عاد ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ذكّره ـ وأمره بتذكيره ثلاث مرات ـ فإن أبى فقاتله فإن قتلك فإنك في الجنة ، وإن قتلته فإنه في النار» [٣٦٥٨].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو القاسم عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثني هارون بن عبد الله ، نا أبو عامر ، نا عبد العزيز بن المطّلب ، عن أخيه ، عن قهيد (٧) بن مطرف الغفاري أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سأله سائل فقال : إن عدا عليّ عاد؟ فأمره أن ينهاه ثلاث مرار (٨) فإن أبى فأمره بقتاله قال : وكيف بنا؟ قال : «إن قتلك فابشر بالجنة ، وإن قتلته فهو في النار» [٣٦٥٩].

قال البغوي : ولا أعلم لقهيد (٩) غير هذا الحديث ويشك في صحبته.

__________________

(١) بالأصل وم : فهيد ، بالفاء خطأ ، والصواب ما أثبت ، وضبطت اللفظة عن تقريب التهذيب بالتصغير.

(٢) مسند الإمام أحمد ٣ / ٤٢٣.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مسند أحمد وم وفيها : فهيد.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مسند أحمد وم وفيها : فهيد.

(٥) القائل أحمد بن حنبل ، انظر المسند ٣ / ٤٢٣ وذكر الحديث.

(٦) بالأصل : فهيد ، والصواب عن المسند ، والضبط عن تقريب التهذيب وقد مرّ.

(٧) بالأصل : فهيد ، والصواب عن المسند ، والضبط عن تقريب التهذيب وقد مرّ.

(٨) كذا. وهي جمع مرة ، وتجمع على : مرّ ومرر ومرور (قاموس).

(٩) بالأصل : فهيد ، والصواب عن المسند ، والضبط عن تقريب التهذيب وقد مرّ.

٣٨

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، وأبو الغنائم ـ وله اللفظ ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن ، قالا ـ : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (١) : الحكم (٢) بن المطّلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي ، مدني (٣) ، سمع أباه ، روى عنه أخوه عبد العزيز.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا محمّد بن الحسين البزاز ، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد البرقاني ، قال : سألته ـ يعني الدارقطني ـ عن عبد العزيز بن المطّلب ، فقال : شيخ مدني يعتبر به ، وأخوه الحكم بن المطّلب يقاربه (٤) يعتبر به.

أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن ، قالا : أنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا عبد الرّحمن بن العباس ، أنا أحمد بن سليمان بن داود ، نا الزبير بن بكار بن عبد الله الزبيري ، قال : ومن ولده (٥) الحكم بن المطّلب بن عبد الله بن المطّلب بن حنطب ، كان من سادة قريش ووجوهها وكان ممدّحا (٦) وله يقول ابن هرمة في شعر كثير مدحه به (٧) :

لا عيب فيك تعاب إلّا أنّني

أمسي عليك من الميمون (٨) شفيقا

إنّ القرابة منك يأمل أهلها

صلة ويأمن غلظة وعقوقا

يجدون وجهك يا ابن فرعي مالك

سهلا إذا غلظ الوجوه طليقا

وقال أيضا ابن هرمة يمدح الحكم بن المطّلب (٩) :

فإن معشر بخلوا والتووا

عليّ فرأيهم لم يصب

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ٣٣٦.

(٢) بالأصل «الحاكم» والمثبت عن البخاري وم.

(٣) في البخاري : «مديني» وجميعهما نسبة إلى المدينة.

(٤) بالأصل : يفارقه ، والمثبت عن ابن العديم ٦ / ٢٨٧٣.

(٥) كذا وجاء الخبر كاملا في نسب قريش ص ٣٣٩ وهو يتحدث عن المطلب بن عبد الله بن المطلب.

(٦) في ابن العديم : ممدوحا.

(٧) الخبر والأبيات في ابن العديم ٦ / ٢٨٦٨ والبيت الأول في نسب قريش منسوبا لابن هرمة. والثاني في الوافي بالوفيات ١٣ / ١٢٤.

(٨) في نسب قريش وابن العديم : يعاب ... من المنون شفيقا.

(٩) الأبيات في ابن العديم ٦ / ٢٨٦٨.

٣٩

فإنّ الإله كفاني التي

تهمّ وسيب بني المطلب

وكنت إذا جئتهم راغبا

مجيء المصاب إلى المحتسب

أقروا بلا خلف حاجتي

ألا مثل سائلهم لم يخب

وكان يلي المساعي.

قال : ونا الزبير قال : فأخبرني عمي مصعب بن عبد الله (١) ، عن مصعب بن عثمان ، عن نوفل بن عمارة : أن رجلا من قريش من بني أميّة بن عبد شمس له قدر وخطر ، لحقه دين ، وكان له مال من نخل وزرع ، فخاف أن يباع عليه فشخص من المدينة يريد الكوفة يعمد خالد بن عبد الله القسري ، وكان واليا لهشام بن عبد الملك على العراق ، وكان يبر من قدم عليه من قريش.

فخرج إليه يريده وأعدّ له هدايا من طرف المدينة ، حتى قدم فيدا (٢) وأصبح بها فنظر إلى فسطاط عنده جماعة فسأل عنه ، فقيل : الحكم بن المطّلب فلبس نعليه ، ثم خرج حتى دخل عليه ، فلما رآه قام إليه ، فتلقاه فسلّم عليه ثم أجلسه في صدر فراشه ، ثم سأله عن مخرجه ، فأخبره بدينه ، وما أراد من إتيان خالد بن عبد الله القسري.

فقال له الحكم : انطلق بنا إلى منزلك فلو علمت تقدمك لسبقتك إلى إتيانك. فمضى معه حتى أتى منزله فرأى الهدايا التي أعد لخالد فتحدث معه ساعة ، ثم قال له : إن منزلنا أحضر عدة ، وأنت مسافر ونحن مقيمون ، فأقسمت عليك إلّا قمت معي إلى المنزل ، وجعلت لنا من هذه الهدايا نصيبا.

فقام معه الرجل ، فقال : خذ منها ما أحببت ، فأمر بها فحملت كلها إلى منزله وجعل الرجل يستحي أن يمنعه منها شيئا حتى صار معه إلى المنزل ، فدعا بالغداء وأمر بالهدايا ففتحت فأكل منها ومن حضره ثم أمر ببقيتها ترفع (٣) إلى خزانته.

وقام وقام الناس ، ثم أقبل على الرجل ، فقال : أنا أولى بك من خالد وأقرب إليك رحما ومنزلا ، وهاهنا مال للغارمين أنت أولى الناس به ليس لأحد عليك فيه منّة إلّا الله

__________________

(١) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣٣٩ ونقله ابن العديم ٦ / ٢٨٦٧ ـ ٢٨٦٨.

(٢) فيد : بليدة بنجد منتصف طريق حجاج العراق من الكوفة.

(٣) في ابن العديم : فرفعت.

٤٠