الأزمنة والأنواء

أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل [ إبن أجدابي ]

الأزمنة والأنواء

المؤلف:

أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل [ إبن أجدابي ]


المحقق: الدكتور عزّة حسن
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دارابي رقراق للطباعة والنشر
الطبعة: ٢
ISBN: 99544-0-5074-4
الصفحات: ١٩٤

تروّحنا من اللّعباء قصرا

فأعجلنا الإلهة أن تئوبا

ولا تسمّى الشمس الغزالة إلا في ارتفاع النهار خاصّة.

وقد قيل إنّ الغزالة ارتفاع النهار نفسه. يقال لقيت فلانا غزالة الضّحى ؛ أي في وقت مدّ الضّحى وارتفاع النهار.

ويقال : ذرّت الشمس ذرورا ، وشرقت شروقا ، إذا طلعت. فإذا استقلّت وخلص ضوؤها قيل : قد أشرقت إشراقا ، وبزغت بزوغا.

وقرن الشمس أوّل ما يبدو منها في الطلوع.

وحواجبها : نواحيها. وأياتها وإياؤها ضوأها وشعاعها. والصبح ما يقع على الأرض من ضوئها.

ويقال : ركدت الشمس ركودا ، إذا تكبّدت السماء ، ويتوهّمون أنّ لها حينئذ وقفة وإمساكا عن السير. قال ذو الرّمّة (١) :

__________________

(١) هو أبو الحارث غيلان بن عقبة ، وذو الرمة لقب له ، شاعر إسلامي مشهور ، ترجمته في طبقات الشعراء ٤٦٥ ـ ٤٨٤ ، والشعراء ٥٠٦ ـ ٥٢١ ، والأغاني ٥ / ٣٦ ـ ٣٧ ، ١٦ / ١٠٦ ـ ١٢٥ ، والخزانة ١ / ٥١ ـ ٥٣.

٨١

والشّمس حيرى ، لها في الجوّ تدويم (١).

ويقولون حينئذ : قد صام النهار ، وصامت الشمس ، أي وقفت :

فإذا زالت الشمس عن وسط السماء قيل : قد دحضت ودلكت. ويكون ذلك أيضا بمعنى غابت.

فإذا انحدرت إلى الأفق ، وقاربت المغيب قيل : قد جنحت وصافت وطفلت وأربت.

فإذا غابت قيل : قد دلكت ، ووجبت ، وغارت ، وغربت ، ووقبت ، وقبنت. ومعنى وقبت دخلت في الأفق. وكلّ داخل في شيء فهو واقب فيه. ومنه قول الله عزوجل (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ)(٢).

وقد جعل الله تعالى في مسير الشمس وانتقالها في البروج علما لانتقال الزمان ، واختلاف أحواله في الطول والقصر ، والحرّ والبرد.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : حرى ، وهو تصحيف.

والشطر عجز بيت من قصيدة لذي الرمة مطلعها :

أعن ترسّمت من خرقاء منزلة

ماء الصّبابة من عينيك مسجوم

وصدر البيت مع صلته قبله :

يضحي بها الأرقش الجون القرا غردا

كأنّه زجل الأوتار مخطوم

معروريا رمض الرضراض يركضه

والبيتان في صفة الجندب. ومعروريا رمض الرضراض : أي راكبا الرمض. والرمض : حر الشمس على الحجارة والرمال.

*********

والرضراض : الحصى الصغار. يركضه : أي يضربه برجله. والتدويم : الوقوف ، وهو يريد مجرى تلك الوقفة التي ذكرها المؤلف. والقصيدة في ديوان ذي الرمة ٥٦٧ ـ ٥٨٩ والبيت وحده في اللسان (رمض ، دوم ، جوا ، نزا) ، والتاج (ركض ، رمض ، دوم). والشطر في الأنواء ١٣٨ ، والشعراء ٧٧٥.

(٢) تمام الآية : (قُلْ : أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ، وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ...) سورة الفلق ١١٣ / ١ ـ ٣.

٨٢

فإذا حلّت الشمس بأوّل جزء من الحمل طلعت من مشرق الاستواء ، وهو قريب من مطلع السّماك الأعزل. وحينئذ يعتدل الزمان ، ويستوي الليل والنهار. ثم تأخذ (١) في الصعود إلى الشّمال ، فلا تزال تتقدم (٢) في كل يوم شيئا ، فتطلع من موضع غير الموضع الذي طلعت منه بالأمس ، حتى تنتهي (٣) إلى قريب من مطلع السّماك الرّامح ، وهو مشرقها الأعلى ، وذلك غاية صعودها. حينئذ يشتدّ الحرّ ، وينتهي طول النهار وقصر الليل إلى غايتهما. والشمس إذ داك في أوّل جزء من السّرطان.

ثم ترجع هابطة من حيث جاءت. فتطلع من مطالعها الأول نفسه ، أعني التي طلعت منها في حال صعودها. فلا تزال تطلع كلّ يوم من مطلع منها ، حتى تنتهي (٤) إلى مشرق (٥) الاستواء عند حلولها بأوّل جزء من الميزان. فيعتدل الزمان ثانية ، ويستوي الليل والنهار.

ثم تمضي هابطة في الجنوب. فلا تزال تتقدّم شيئا شيئا ، حتى تنتهي إلى قريب من مطلع قلب العقرب ، وهو مشرقها الأسفل ، وذلك غاية هبوطها. وحينئذ يشتدّ البرد ، وينتهي طول الليل وقصر النهار إلى غايتهما. والشمس إذ ذاك في أوّل جزء من الجدي.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : يأخذ ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : يزال يتقدم ، وهما غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : ينتهي ، وهو غلط.

(٤) في الأصل المخطوط : ينتهي ، وهو غلط.

(٥) في الأصل المخطوط : شرق ، وهو تصحيف.

٨٣

ثم ترجع صاعدة في الجنوب على المواضع التي طلعت منها في حين هبوطها ، حتى تنتهي إلى مشرق الاستواء عند حلولها بأوّل جزء من الحمل ، ويعود الزمر على ما كان في السنة الأولى. وذلك دأبها أبدا.

قال الله عزوجل : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها)(١) ، يريد غاية منتهاها في المشرق الذي إذا بلغته رجعت ..

وقال عزوجل : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ)(٢) ، يعني مشرق الشمس الأعلى في الصيف ، ومشرقها الأسفل في الشتاء. وقال تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ)(٣) ، وهي مشارق الأيام التي تطلع الشمس كلّ يوم من مشرق منها ، وهي بين المشرقين اللّذين هما غاية لها. وأمّا المغارب فإنّ الشمس إذا طلعت من مشرق من المشارق غابت في الموضع المقابل له من المغرب. فلها من المغارب عدد ما لها من المشارق.

ذكر القمر

القمر يقطع الفلك في كل شهر عربي مرة. ويقطع في كلّ ليلتين وثلث برجا ، وفي كل ليلة منزلة. ويقارن الشمس في آخر كلّ شهر. ثم يفارقها من جهة المغرب. ويبدو للأبصار عشاء فيسمّى هلالا إلى تمام ثلاث ليال. ثم يسمّى بعد ذلك قمرا حتى ينقضي الشهر.

__________________

(١) سورة يس ٣٦ / ٣٨.

(٢) سورة الرحمن ٥٥ / ١٧.

(٣) سورة المعارج ٧٠ / ٤٠.

٨٤

ولا يزال من حين يهلّ زائدا في النور حتى يبلغ ثلاث عشرة ، فتسمّى الليلة ليلة السّواء لاستوائه فيها. ثم يقابل الشمس ليلة أربعة عشر. فيطلع عند غروبها ، ويغرب عند طلوعها. ويسمّى حينئذ بدر التّمام ؛ لامتلائه من النور. (و) قيل : لأنه يبادر الشمس بالطلوع والغروب.

ثم يأخذ في النقصان حتى يمحق ويستسرّ. واستسراره أن يدخل في شعاع الشمس ، فيخفى عن الأبصار فلا يرى. فإن كان الشهر تسعة وعشرين استسرّ ليلة ثمان وعشرين ، وإن كان ثلاثين استسرّ ليلة تسع وعشرين. وتسمّى (١) تلك الليلة ليلة المحاق ، وهي ليلة السّرار أيضا. يقال : سرار الشهر ، وسراره وسرره بمعنى واحد. قال الشاعر :

تلقّى نوءهنّ سرار شهر

وخير النّوء ما لقي السّرارا (٢).

وكانوا يستحبّون المطر في سرار الشهر ، ويرجون غزارته إذا وقع فيه.

وكلّ ثلاث من ليالي الشهر مسمّاة باسم ؛ على حسب حالة القمر فيها.

فأوّلها ثلاث غرر ، ثم ثلاث نفل ، ثم ثلاث تسع ، ثم ثلاث عشر ، ثم ثلاث بيض ، ثم ثلاث درع ، ثم ثلاث ظلم ، ثم ثلاث حنادس ، ثم ثلاث دآدئ ، ثم ثلاث محاق.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : ويسمى.

(٢) البيت في الأنواء ١٨٠ منسوبا إلى الراعي ، وهو في الأزمنة ٢ / ٥٤.

٨٥

وتسمّى الغرر الغرّ أيضا ، لأن ضوء الهلال في أوائلها بمنزلة الغرة فيها. وقيل : سمّيت غررا (١) ، لأن فيها غرّة الشهر ، وهي أوّل ليلة منه.

وكذلك التّسع لأن فيها الليلة التاسعة.

والعشر سمّيت عشر ، لأن فيها الليلة العاشرة.

وسمّيت البيض بيضا ، لابيضاضهنّ بضوء القمر ، فليس في أولهن ولا في آخرهن ظلمة.

وبعدهن الدّرع ، سمّين درعا ، لأن القمر يتأخر (٢) طلوعه فيهن قليلا ، فاسودّت أوائلهن ، وابيضّ سائرهن ، فسمّين لذلك درعا ، كما يقال : شاة درعاء ، إذا اسودّ رأسها ، وابيضّ سائرها.

ثم الظّلم سمّيت ظلما لتزايد الظّلمة في أوائلهن.

ثم الحنادس ، وهي الشديدات السّواد ، لأن القمر إنما يطلع في أواخرهن ، فالظلام مستول على جلّهنّ.

ثم الدّآدئ وهي التي في أواخرهن بقايا ضوء القمر.

والدّادأ البقية. ثم المحاق وهي التي يمحق فيها القمر.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : غرر ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : ياخر ، وهو تصحيف.

٨٦

ويقال لليلة ثمان وعشرين الدّعجاء ، ولليلة تسع وعشرين الدّهماء ، ولليلة ثلاثين اللّيلاء.

ويقال للقمر الزّبرقان ، وللدارة التي تحيط به الهالة. ويقال لضوئه الفخت (١).

وإذا حلّ القمر بالمنزلة مقارنا لها قيل : قد كالح القمر ، وهي المكالحة. وكانوا يكرهون ذلك ، ويستحبّون أن ينزل بالفرجة بين المنزلتين ، إلّا الفرجة التي بين الثريّا والدّبران فإنهم يكرهون نزوله بها دون سائر الفرج (٢).

وربما خطرف (٣) القمر المنزلة فنزل بالتي تليها. وربما قصّر عنها فنزل دونها. وربما عدل عن المنزلة (٤) فنزل بغيرها مما يتّصل بها. فمن ذلك الهنعة ، ربما عدل عنها فنزل بالتّحايي (٥) ، ومن الناس من يعدّ التّحايي من الهنعة. وربما عدل عن الذراع فنزل بالذراع الأخرى (٦). وربما عدل عن السّماك فنزل بعرش السّماك. وربما

__________________

(١) في الأصل المخطوط : الفحت ، وهو تصحيف ، والتصويب من الأزمنة ٢ / ٥٦ واللسان (فخت).

(٢) تسمى هذه الفرجة ضيقة لضيقها ، وهي نجمان صغيران متقاربان ، وتعتبر موضع نحس عندهم ، ولذلك كرهوها. أنظر الأنواء ٣٨ ـ ٣٩ ، ٨٦ ، والمخصص ٩ / ١٢ ، والأزمنة ١ / ١٩٦ ـ ١٩٧.

(٣) خطرف : بمعنى جاوزه وتعداه هاهنا ، من خطرف البعير في مشيه إذا وسع خطوه يجعل خطوتين خطوة واحدة.

(٤) في الأصل المخطوط : المنزل ، وصوبناه لموافقة المؤلف على ما درج على استعماله وإلا فالمنزل والمنزلة جائزان هاهنا.

(٥) التحايي : ثلاثة كواكب حذاء الهنعة ، واحدها تحياة ، وهي بين المجرة وبين توابع العيوق. وكان أبو زياد الكلابي يقول التحايي هي الهقعة. أنظر الأنواء ٤٢ ، ٨٦ ، والأزمنة ١ / ١٨٩ ، والآثار الباقية ٣٤٢ ، ٣٥١ ، واللسان (حيا.

(٦) القمر ينزل بالذراع المقبوضة ، وإذا عدل عنها نزل بالذراع المبسوطة ، وهما ذراعا الأسد. أنظر الأنواء ٤٨ ، ٤٩ ، والمعجم الفلكي ٣٨.

٨٧

قصّر عن الشّولة فنزل بالفقار (١) فيما بين القلب والشّولة. وربما عدل عن البلدة فنزل بالقلادة (٢). وربما قصّر عن الفرغ (٣) الثاني فنزل بالكرب (٤) ، وهو وسط الفرغين (٥). وربما نزل ببلدة الثعلب بين (٦) الدّلو والسّمكة.

ويغيب الهلال أول ليلة من الشهر لستة أسباع ساعة تمضي من الليل. ثم يتأخّر مغيبه كلّ ليلة مقدار ستة أسباع ساعة حتى يكون مغيبه في الليلة السابعة نصف الليل ، وفي ليلة أربعة عشر مع طلوع الشمس. وقد يتقدّم ذلك أحيانا ويتأخّر على قدر سرعة القمر وإبطائه ، وتمام الشهر ونقصانه. ثم يتأخر طلوعه ليلة خمسة عشر مقدار ستة أسباع ساعة. ويزيد تأخّره مثل ذلك حتى يكون طلوعه ليلة إحدى وعشرين نصف الليل.

ويطلع ليلة ثمان وعشرين مع الفجر. ثم يستسرّ. وربما استسرّ ليلة ثمان وعشرين فلا يرى في صبحتها. وإذا رئي في صبحة ليلة ثمان وعشرين كان ذلك دليلا على تمام الشهر في الأغلب. وربما رئي بالغداة في يوم ثمانية وعشرين ، ثم يكون الشهر مع ذلك ناقصا. والذي لا يمكن وقوعه أن يرى الهلال بالغداة في المشرق ، وبالعشيّة في المغرب في يوم واحد. وإنما يمكن ذلك في يومين. فأما في ثلاثة فلا شكّ فيه. فإذا كان ذلك في ثلاثة فهو حين يستسرّ ليلتين. فاعلم ذلك ، إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) الفقار : ستة كواكب ، كل كوكب منها فقرة ، وهي في ذنب العقرب أنظر الأنواء ٨٦ ، والأزمنة ١ / ١٩٤.

(٢) القلادة : ستة كواكب مستديرة صغار خفية ، تشبه بالقوس ، ويسميها قوم القوس ، وتسمى الأدحي. أنظر الأنواء ٧٥ ، والأزمنة ١ / ٩٤.

(٣) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٤) أنظر الأنواء ٨٦ ، والأزمنة ١ / ١٩٦. والكرب من الدلو : ما شد به الحبل من العراقي ، وهو وسطها.

(٥) في الأصل المخطوط : الفرعين ، وهو تصحيف.

(٦) في الأصل المخطوط : من ، وهو تصحيف ، والتصويب من الأنواء ٨٦ ، والأزمنة ١ / ١٩٦.

٨٨

ذكر الكواكب الخنّس

أوّلها زحل. ويقال له كيوان ، وفي لونه صفرة. وهو بطيء السير ، يقطع الفلك في ثلثين سنة. ويقيم في كل برج سنتين ونصفا. وتقارنه (١) الشمس في كل سنة مرة ، ثم تفارقه. ويمكث مستترا بشعاعها نيّفا وعشرين يوما ، ثم يظهر من جهة المشرف ، فيرى بالغداة. وهو في ذلك مستقيم السير. فلا يزال مستقيما حتى يكون بينه وبين الشمس أربعة أبراج غير ثلث.

وذلك عند تمام أربعة أشهر من يوم فارقته الشمس ، فيقهقر حينئذ راجعا إلى أن تلحقه الشمس في السنة الثانية.

ثم المشتري. ويسمّى البرجيس ، وهو كوكب أبيض كبير ، يشبه الزّهرة. ويقطع الفلك في اثنتي عشرة (٢) سنة ، يقيم في كل برج سنة. ويقارن زحل في عشرين سنة. وتقارن الشمس المشتري في كل سنة مرة ، ثم تفارقه. ويقيم تحت شعاعها عشرين يوما. ثم يظهر من المشرق بالغداة ، وهو مستقيم السير. فلا يزال مستقيما حتى يصير بينه وبين الشمس أربعة أبراج ، وذلك عند تمام أربعة أشهر ونصف من يوم فارقته الشمس ، فحينئذ يقهقر راجعا ، ويقيم في الرجوع أربعة أشهر. ثم يستقيم فتلحقه الشمس في السنة الثانية ، وهو مستقيم.

ثم المرّيخ. ويسمّى بهرام. وهو كوكب أحمر شديد الحمرة. ولذلك يسمّيه (٣) المنجمون الأحمر. وهو يقطع الفلك في سنتين. ويقيم في كل برج سبعة وأربعين يوما إذا أسرع. وربما أقام في البرج شهرين ونصفا إذا أبطأ. وهذا إذا كان مستقيما. فأمّا إذا رجع في برج فإنه يقيم (فيه) ستة أشهر.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : يقارنه.

(٢) في الأصل المخطوط : اثني عشر ، وهو غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : كذلك تسميه ، وهما غلط.

٨٩

وتقارنه الشمس من سنتين إلى سنتين ، ثم تفارقه. ويقيم تحت شعاعها مقدار شهرين. ثم يظهر بالغداة طالعا من المشرق ، وهو مستقيم السير. فلا يزال مستقيما حتى يصير بينه وبين الشمس أربعة أبراج وثلث. وذلك على مضيّ أحد عشر شهرا ونصف من حين فارقته الشمس. فإذا تباعدت الشمس عنه بهذا المقدار فهو حينئذ راجع (١). ويقيم في الرجوع ستة وستين يوما. ثم يستقيم. فإذا مضى له أحد عشر شهرا ونصف من يوم استقامته لحقته الشمس.

ثم الزّهرة ، وهي أعظم الكواكب منظرا ، وأشدّها بياضا ونورا. وهي تقطع الفلك في كلّ سنة مرة واحدة ، مثل الشمس ، إلّا أنها تسرع تارة ، فتقيم في البرج خمسة وعشرين يوما ونحوها ، وتبطئ تارة ، فتقيم في البرج أكثر من شهر. ولا ترى في وسط السماء ، إنما هي أبدا بين يدي الشمس ، أو خلفها. فمتى كانت خلف الشمس في المغرب فهي مستقيمة. ومتى ظهرت من جهة المشرق ، بين يدي الشمس ، فهي راجعة.

وهي تقارن الشمس من عشرة أشهر إلى عشرة أشهر ، تقارنها وهي مستقيمة. ثم تفارقها من جهة المغرب. وتقيم تحت شعاعها نحوا من أربعين ليلة. ثم تظهر بالعشيّات في المغرب ، وهي مستقيمة سريعة السير ، وتسمّى مغرّبة. ولا تزال كذلك حتى تتباعد من الشمس بمقدار برج ونصف. فتأخذ حينئذ في الإبطاء حتى تكون الشمس أسرع منها. ثم تقهقر راجعة نحو الشمس. وذلك عند تمام تسعة أشهر من يوم فارقت الشمس. فتقارن الشمس ثانية وهي راجعة. وذلك بعد اثنين وعشرين يوما من جهة المشرق. فترى بالغدوات ،

٩٠

وتسمّى مشرّقة ؛ وهي في ذلك راجعة ، إلى تمام اثنين وعشرين يوما من مفارقتها للشمس. ثم تستقيم وتقيم بعد أن استقامت ، وهي تطلع آخر الليل ، نحوا من ثمانية أشهر ، حتى تلحق الشمس ، وهي مستقيمة ، ويعود حالها إلى ما وصفناه أوّلا.

ثم عطارد. وهو كوكب في جرم زحل. وهو أبدا تحت شعاع الشمس مشرّقا أو مغرّبا ، أو مع الشمس في موضع واحد. فإذا كان مغرّبا فهو مستقيم. وإن كان مشرّقا فهو راجع. وربما تباعد عن الشمس وهو مشرّق أو مغرّب ، فيظهر.

وهو يقطع الفلك في سنة ، مثل الشمس والزّهرة. ويقيم في البرج الواحد سبعة عشر يوما إذا أسرع ، وكان مستقيما. وربما أقام في البرج الواحد قريبا من شهرين إذا كان راجعا.

وهو يرجع في السنة ثلاث مرّات ، ويغرّب ثلاث مرّات ، ويشرّق ثلاث مرّات ، فصار لأجل ذلك يقارن الشمس ست مرات في كل سنة ، يقارنها (١) من جهة المشرق ، وهو مستقيم ، ثم يفارقها من جهة المغرب ، ويسير بعد مفارقتها ستة وأربعين يوما. ثم يرجع نحو الشمس ، فيقارنها (٢) وهو راجع وذلك بعد أحد عشر يوما من رجوعه. ثم يفارق الشمس من جهة المشرق ، وهو راجع. ويستقيم بعد أحد عشر يوما من مفارقته الشمس. ثم يستتر ، ويستقيم ستة وأربعين يما فيقارن الشمس من جهة المشرق ، وهو مستقيم. يكون هذا منه في السنة ثلاث مرّات ، يقارن الشمس فيها ستّ مرّات.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : يفارقها ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : فيفارقها ، وهو تصحيف.

٩١

فعلى هذا سيره وسير ما قدّمنا ذكره من الدّراري الخمسة. قال الله عزوجل : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ)(١). قيل : أراد هذه الكواكب الخمسة ، وسمّاها جواري لأنها سيّارة ، تجري في الفلك ، كما تجري الشمس والقمر. وسمّيت خنّسا لأنها تخنس في سيرها ، أي تدبر راجعة في طريقها. وقيل لها الكنّس لأنها تستتر بضياء الشمس ، كما تكنس (٢) الظّباء.

__________________

(١) سورة التكوير ٨١ / ١٥ ، ١٦.

(٢) تكنس : أي تدخل في الكنس وقت الهاجرة من شدة الحر. وواحد الكنس كناس وهو يكون في أصول الشجر.

٩٢

باب ذكر أزمنة السنة

وفصولها وأوقات دخولها

أمّا علماء العجم وأهل الحساب فهم يجمعون على قسمة السنة أرباعا. كلّ ربع منها يسمّى فصلا. وأوّلها عند جميعهم فصل الربيع ، وابتداؤه عندهم عند حلول الشمس برأس الحمل. وبعده فصل الصيف ، ثم فصل الخريف ، ثم فصل الشتاء.

ثم اختلفوا في أوقات دخولها. فمنهم من جعل الاعتدال ، وهو وقت حلول الشمس بالحمل ودخول الربيع في أربعة وعشرين من مارسه وهو آذار. وبنوا على ذلك حساب الأزمنة. وهذا قول القدماء منهم.

ومنهم من جعل ذلك في عشرين من آذار. وهذا قول أهل الرّصد من اليونانيين. وعلى هذا المذهب جمهور الناس. وهو المذكور في أكثر كتب الأزمنة التي ألّفها علماء المسلمين. وقد روي (عن) سحنون بن سعيد (١) ، رحمه‌الله ، أنه قال : علمت الشمس فوجدت النهار يزيد قبل الميلاد بخمسة. فهذا موافق لهذا القول.

ومن الناس من يجعل الاعتدال الربيعيّ في أحد وعشرين من آذار.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : سيحون بن سعد ، وهو تصحيف.

وسحنون هو عبد السلام بن سعيد بن حبيب التنوخي (٢٤٠). وسحنون اسم طائر حديد ، لقب به لحدته في المسائل. أصله شامي من حمص ، ورحل إلى المغرب. وكان ثقة حافظا فقيها ، سلم له بالإمامة أهل عصره ، وولي القضاء في آخر عمره. ترجمته في الديباج المذهب ١٦٠ ، ووفيات الأعيان ١ / ٢٩ ، والاعلام ٤ / ١٢٩.

٩٣

ومنهم من جعله في تسعة عشر منه.

ومن أهل الحساب من قال إن الاعتدال وحلول الشمس بالحمل في خمسة عشر من آذار. وهذا قول أهل الرصد المحدث الذي كان في الإسلام. وقد ذكر عن سحنون (١) في رواية أخرى أن النهار يزيد قبل الميلاد بتسعة أيام. وهذا مقارب لما قال هؤلاء.

وأمّا العرب فمنهم من يجعل السنة أربعة أزمنة ، كما يفعل أهل الحساب. إلّا أنهم يخالفونهم في ترتيبها وتحديد أوقاتها ، وفي تسمية بعضها ، فأوّل الأزمنة عند العرب الربيع ، ومنهم من يسمّيه الربيع الأوّل. وهو الذي يسمّيه (٢) الناس الخريف ، وإنما الخريف عند العرب المطر الذي يكون في آخر القيظ.

ودخول الربيع عندهم لثلاثة أيام تمضي من (أيلول ، ثم الشتاء ، ودخوله عندهم لثلاثة أيام تمضى من) كانون الأوّل. ثم الصيف وهو الذي يسمّيه الناس الربيع ، ومن العرب من يسمّيه الربيع الثاني ، ودخوله عندهم لخمسة أيام تمضي من آذار ثم القيظ ، وهو الذي يسمّيه الناس الصيف ، ودخوله عند العرب لأربعة أيام تمضي من حزيران (٣).

__________________

(١) في الأصل المخطوط : سيحون ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : تسميه.

(٣) أنظر لذلك كله الأنواء ١٠٣ ـ ١٠٤ ، والأزمنة ١ / ١٧٤ ـ ١٧٥ والآثار الباقية ٣٢٥ ، واللسان (ربع) وهو ينقل الكلام في ذلك عن ابن كناسة.

٩٤

ومن العرب من يقسم السنة نصفين ، شتاء وصيفا. ويبدأ بالشتاء فيجعله أوّل القسمين ، لأنه ذكر ، ويثنّي بالصيف ، لأنه أنثى. وإنما يجعل الشتاء (١) ذكرا لمّا فيه من الأمطار (٢) التي بها يخرج النبات وتحمل الأشجار (٣). ثم يقسم الشتاء على ثلاثة ، والصيف على ثلاثة. فتكون السنة كلّها ستة أزمنة ، ثلاثة للشتاء وثلاثة للصيف. ويسمّى كلّ زمن باسم الغيث الواقع فيه ، فأوّل أزمنة الشتاء الثلاثة الوسميّ ، ثم الشتاء ، ثم الربيع ، وكلّها شتاء. وأوّل أزمنة الصيف الثلاثة الصّيّف ، مشدّد الياء ، ثم الحميم ، ثم الخريف ، وكلّها صيف.

وهذا المذهب هو الذي ذكره مالك بن أنس (٤) رحمه‌الله في كتاب النجوم المرويّ عنه. ورواه غير واحد من الرواة عن العرب. إلّا أنّ بعضهم يقول في أزمنة الشتاء : الوسميّ ، ثم الشتويّ ، ثم الدّفئيّ ، ولا يذكر الربيع.

فأمّا أوقات هذه الأزمنة السّتّة فإنها محدودة عندهم فيما ذكر مالك ، رحمه‌الله ، بسقوط المنازل وطلوعها. فلكلّ زمن منها أربع منازل وثلثان. ومدّة ذلك ستون يوما وثلثا يوم. وهم يعتدّون في أزمنة الشتاء بالسقوط ، وفي أزمنة الصيف بالطلوع. فصار حسابهم لأجل ذلك بالمنازل الشامية خاصة ساقطة وطالعة.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : الشتى ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : الانتظار ، وهو تصحيف.

(٣) قال ابن قتيبة في علة تأنيث الصيف : «لأن النبات يكون فيه» الأنواء ١٠٤ ، ونقل المرزوقي قول أبي حنيفة الدينوري في ذلك : «ولم يذكروا علة تذكير الشتاء وتأنيث الصيف. ولا أظنه إلا لقسوة الشتاء وشدته ، ولين الصيف وهونه. ألا ترى أن من عادتهم أن يذكروا كل صعب من الأمور قاس شديد ...» الأزمنة ١ / ١٦٨ / ١٦٩. ثم عقب المرزوقي على ذلك : «الذي قاله أبو حنيفة في ذلك حسن. وأقرب منه أن يقال : لما كان إدراك الثمار في الربيعين ، ووضع الاحمال من الملاقيح ونتائج الخير في أصناف المعاش من الزرع والضرع في الصيف ، وإن كان مباديها في أوائل الشتاء. ثم تمت حالا ، فكانت تنتظر في آجالها وقتا بعد وقت انتظار ما في بطون الحاملات ، فجعلوا الشتاء ذكرا ، والصيف أنثى» الأزمنة ١ / ١٦٩.

(٤) هو الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري ، إمام المدينة وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة (١٧٩). ترجمته في الفهرست ١٩٨ ـ ١٩٩ والديباج المذهب ١١ ـ ٣٠ ، ووفيات الأعيان ١ / ٥٥٥ ـ ٥٥٧ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ١٩٣ ـ ١٩٨.

٩٥

فأوّل ذلك الوسميّ ، وله من النجوم الحوت. والنّطح والبطين والثّريّا وثلثا الدّبران. فهذه سقوط هذه المنازل ، وهي (في) زمن الوسميّ. ثم الشتاء ، ونجومه ثلث الدّبران الباقي ، والهقعة ، والهنعة ، والذّراع ، والنّثرة ، وثلث (١) الطّرف. فهذه سقوط هذه (المنازل ، وهي) في زمن الشتاء. ثم الربيع ثلثا الطّرف الباقي والجبهة ، والزّبرة ، والصّرفة ، والعوّا فهذه سقوط هذه (المنازل ، وهي (في) زمن الربيع. ثم يدخل الصيف (و) يحسب بالطلوع ... (٢) ومنزله السقوط. ويعاد من أول الحوت ، فيقسم لأزمنة الصيف على نحو ما قسم لأزمنة الشتاء فتكون (٣) نجوم أزمنة الصيف هي نجوم أزمنة الشتاء بعينها ، إلا أنها في الشتاء ساقطة ، وهي في الصيف طالعة.

ومن الناس من يبتدئ في القسمة من الفرغ (٤) المؤخّر ، ويختم بالصّرفة. وهذا أشبه بمذهب العرب. حكى ابن كناسة (٥) أو غيره أنّ الوسميّ عند العرب سقوط الفرغ (٦) المؤخر إلى سقوط الثّريّا.

فهذا مذهب العرب في حساب الأزمنة.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : وثلثا ، وهو غلط.

(٢) الكلام غير متصل هاهنا ، والأغلب أن في الأصل المخطوط سقطا

(٣) في الأصل المخطوط : فيكون

(٤) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٥) في الأصل المخطوط : كباشة ، وهو تصحيف.

وابن كناسة هو أبو يحيى محمد بن عبد الله ، وهو كناسة ، ابن عبد الأعلى المازني الأسدي الكوفي (٢٠٧) وذكر ابن النديم في الفهرست أن اسمه أبو محمد عبد الله ابن يحيى ، ثم أورد الرواية الأولى في اسمه. وهو عالم من الشعراء ، له كتاب في الأنواء ترجمته في الفهرست ٧٠ ـ ٧١ ، والأغاني ١٠ / ١٠٥ ـ ١١٠ وكتاب الورقة ٨١ ـ ٨٢.

(٦) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

٩٦

فأما الأعاجم فقد ذكرنا أن الأزمنة عندهم أربعة. وهي مقدّرة بمسير الشمس ، وحلولها في البروج. فإذا حلّت الشمس بأهل الحمل فذلك عندهم أوّل فصل الربيع. فإذا حلت الشمس بأول السّرطان فذلك أوّل فصل الصيف. وإذا حلت بأوّل برج الميزان فذلك أول فصل الخريف. وإذا حلّت بأوّل برج الجدي فذلك أول فصل الشتاء. وقد أثبتنا في هذا الموضع أوقات دخولها على المذهب الذي عليه الجمهور. وقسمنا عليها المنازل على الوجه الذي ألفه الناس. فمن ذلك :

فصل الربيع. أول فصل الربيع يوم عشرين من آذار. وعدّة أيامه أربعة وتسعون يوما. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج شمالية ، وهي الحمل والثّور والتّوأمان. تقيم (١) في الحمل أحدا وثلاثين يوما ، وفي الثّور أحدا (٢) وثلاثين يوما وثلث يوم ، وفي التّوأمين أحدا وثلاثين يوما وثلثي يوم. وتقطع الشمس فيه سبع منازل شامية وهي النّطح ، والبطين ، والثّريّا ، والدّبران والهقعة ، والهنعة ، والذّراع.

ثم يدخل فصل الصيف في اثنين (٣) وعشرين من حزيران وعدّة أيامه ثلاثة وتسعون يوما. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج شمالية ، وهي السّرطان والأسد والسّنبلة. تقيم في السّرطان أحدا وثلاثين يوما ونصف يوم. وفي الأسد أحدا وثلاثين يوما ، وفي السّنبلة ثلاثين يوما ونصف يوم. وتقطع فيه سبع منازل شامية ، وهي النّثرة والطّرف والجبهة والخرتان (٤) والصّرفة والعوّاء والسّماك.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : يقيم ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : أحد ، وهو غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : اثني ، وهو غلط.

(٤) في الأصل المخطوط : الخرثان ، وهو تصحيف.

٩٧

ثم يدخل فصل الخريف في ثلاثة وعشرين من أيلول. وعدّة أيامه تسعة وثمانون يوما. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج جنوبية ، وهي الميزان والعقرب والقوس. تقيم في الميزان ثلاثين يوما ، وفي العقرب تسعة وعشرين يوما وثلثي يوم ، وفي القوس تسعة وعشرين (١) يوما وثلث يوم. وتقطع فيها سبع منازل يمانية ، وهي الغفر والزّبانى (٢) والإكليل والقلب والشّولة والنّعائم والبلدة.

ثم يدخل فصل الشتاء في أحد وعشرين من كانون الأوّل. وعدّة أيامه تسعة وثمانون يوما ، وإن كانت السنة كبيسة كانت أيامه تسعين يوما. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج جنوبية ، وهي الجدي والدّلو والحوت. تقيم في الجدي تسعة وعشرين (٣) يوما وثلث يوم ، وفي الدّلو تسعة وعشرين (٣) يوما وثلاثة أرباع يوم وفي الحوت ثلاثين يوما وسدس يوم. وتقطع (٤) فيه سبع منازل يمانية ، وهي سعد الذابح ، وسعد بلع ، وسعد السّعود ، وسعدف الأخبية ، والفرغان ، والسّمكة.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : وعشرون ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : الدناني ، وهو تصحيف.

(٣) في الأصل المخطوط : وعشرون ، وهو غلط

(٣) في الأصل المخطوط : وعشرون ، وهو غلط

(٤) في الأصل المخطوط : ويقطع ، وهو غلط.

٩٨

باب في أوقات الفصول

على مذهب أهل الرّصد المحدث ، وفي قسمة المنازل عليها على الوجه الذي أخبرنا أنه الأشبه في أزماننا هذه فمن ذلك :

فصل الربيع. أوله يوم خمسة عشر من آذار. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج شمالية ، وهي الحمل والثّور والتّوأمان ، وسبع منازل شامية وهي (١) بطن الحوت والنّطح والبطين والثّريّا والدّبران والهقعة والهنعة.

ثم يدخل فصل الصيف في سبعة عشر من حزيران. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج شمالية ، وهي السّرطان والأسد والسّنبلة ، وسبع منازل شامية ، وهي الذّراع والنّثرة والطرف والجبهة والخرتان (٢) والصّرفة والعوّاء.

ثم يدخل فصل الخريف في ثلاثة عشر من أيلول. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج يمانية جنوبية ، وهي الميزان والعقرب والقوس ، وسبع منازل ، وهي السّماك والغفر والزّبانى والإكليل والقلب والشّولة والنّعائم ثم يدخل فصل الشتاء في ستّة عشر من كانون الأوّل. وتقطع الشمس فيه ثلاثة بروج جنوبية ، وهي الجدي والدّلو والحوت. وسبع منازل يمانية ، وهي البلدة والسّعود الأربعة والفرغان.

وهذه أيام هذه الفصول ، ومقام الشمس في كل برج من بروجها ، على ما سمّيناه في الباب الأول. فاعلم ذلك.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : وهو ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : بين ، وهو تصحيف.

٩٩

باب

في معرفة بروج الشمس ومنزلتها

قد ذكرنا ما تقطع الشمس من (١) البروج في كل فصل من الفصول الأربعة ، وقدر ما تقيم في كل برج من الأيام. فإذا كنت في فصل من الفصول فخذ منه ما مضى من الأيام ؛ وأعط منها لكلّ برج من بروج ذلك الفصل ما تقيم الشمس فيه من الأيام ، فالبرج الذي يفنى (٢) عليه العدد هو برج الشمس في الوقت الذي حسبت له ، قطعت منه بقدر ما بقي معك من الأيام.

وإن حسبت لمنزلة الشمس فألق الأيام الماضية من الفصل ثلاثة عشر (ثلاثة عشر ألقيتها وأعط لكل ثلاثة عشر ألقيتها منزلة وابدأ بأوّل منازل ذلك الفصل التي تقطعها الشمس فيه ، فالمنزلة التي ينتهي إليها حسابك هي منزلة الشمس في الوقت الذي حسبت له على التقريب ، إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : في ، وهو غلط.

(٢) في الأصل المخطوط : الحرتان ، وهو تصحيف.

١٠٠