الأزمنة والأنواء

أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل [ إبن أجدابي ]

الأزمنة والأنواء

المؤلف:

أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل [ إبن أجدابي ]


المحقق: الدكتور عزّة حسن
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دارابي رقراق للطباعة والنشر
الطبعة: ٢
ISBN: 99544-0-5074-4
الصفحات: ١٩٤

كتاب الأزمنة والأنواء لابن الأجدابي

قل التأليف في الأزمنة والأنواء على مذهب العرب القدامى مع تراخي الأيام ، وتصرم العصور. حتى كاد العلماء ينقطعون عن التأليف فيها انقطاعا تاما مع إطلالة القرن السادس للهجرة.

وفي مكنتنا أن نحصر أسباب هذه الحقيقة في عاملين اثنين. أولهما أن العلماء الذين وضعوا كتبا في الأزمنة والأنواء على مذهب العرب قد استنفدوا القول في هذا الباب ، ولم يتركوا فيه مقالا يقوله متأخر يأتي بعدهم.

والعامل الثاني هو تطور علوم الهيئة والنجوم عند العرب ، وتقدمها تقدما كبيرا ، خلال القرون المنصرمة قبل القرن السادس للهجرة ، وبلوغها أوج الإزدهار في هذا القرن والقرن السابع بعده ، وهو القرن الذي نشأ فيه نصير الدين الطوسي (٦٧٢) ، وألف كتابه تحرير المجسطي ، وأقام المرصد الكبير في مراغة الواقعة في شمال إيران إلى الغرب. حتى غدت الأزمنة والأنواء المعروفة على مذهب العرب القدامى شيئا ساذجا بسيطا ، لا يكاد يذكر إلى جانب المعارف العظيمة التي بلغها علماء الهيئة العظام بالترجمة والدرس والرصد والحساب طوال عصور متتابعة.

في هذا العصر الذي قل فيه التأليف في الأزمنة والأنواء على مذهب العرب القدامى نشأ أبو إسحاق ابن الأجدابي ، وألف كتابه في الأزمنة والأنواء ، وهو هذا الكتاب الذي حققناه. وكان كتابه هذا هو الحلقة الأخيرة في سلسلة كتب الأزمنة والأنواء الموضوعة على مذهب العرب. ولم نعرف كتابا وضع بعده في هذا الموضوع.

٢١

ويضم هذا الكتاب بين دفتيه زبدة علم الأزمنة والأنواء عند العرب في الجاهلية والإسلام ، مضافا إليها فصول من هذا الفن أخذها العرب من الأمم الأخرى التي اتصلوا بها بعد الإسلام. وفصول أخرى مستمدة من علوم الهيئة والنجوم التي نشأت عند العرب بعد الإسلام أيضا. ونظرة نلقيها على فهرس أبواب الكتاب تنبئنا بحقيقة ما نذهب إليه في هذا الشأن. فالباب الثاني فيه مثلا باب (ذكر أيام السنة العربية ، وأسماء شهورها) ، وهو من معارف العرب في الجاهلية من فن الأنواء. والباب العشرون فيه باب (في معرفة سمت القبلة في جميع الآفاق) ، وهو مما حدث في الإسلام من هذا الفن. والباب السابع فيه باب (في تاريخ الروم والسريان وأسماء شهورهم) ، وهو مما أخذه العرب من غيرهم في الأزمنة. والباب الخامس عشر فيه باب (في أوقات الفصول على مذهب أهل الرصد المحدث) ، وهو مستمد من علوم الهيئة والنجوم ، لا ريب.

وقد اتبع أبو إسحاق ابن الأجدابي خطة الإيجاز في تأليف كتابه هذا. فلم يحشر فيه الآراء المختلفة والنظريات المتضاربة حشرا ، ولم يأخذها بحذافيرها ، ولم يذكر تفاصيلها الجزئية الدقيقة. وإنما ذكر منها الخطوط العامة التي تحيط بالقضايا والمسائل الهامة. وعرض الأفكار الأساسية في الأبواب ، في بساطة ويسر ، وفي لغة نقية سهلة ، بعيدة عن التعقيد العلمي. وكأني به قد قصد من وضع كتابه إلى تبسيط فن الأزمنة والأنواء وتقريبه من اذهان جمهور القراء في عصره ، ولم يقصد به كبار العلماء من ذوي الاختصاص. فكان موفقا في عرض أبوابه وفصوله في صورة جميلة محببة إلى النفوس ، فجاء كتابه لذلك مختصرا لطيفا ، يمضي فيه القارئ مضيا سهلا ، دون أن يصطدم فكره بمشكلات العلم الصعبة ، أو يتعثر في مسالكه البعيدة المجهولة.

٢٢

وكتاب ابن الأجدابي هذا ثالث ثلاثة كتب في الأنواء وصلت إلينا مما ألفه علماؤنا القدامى في هذا الفن. والكتابان الآخران هما :

١ ـ كتاب الأنواء لابن قتيبة المتوفى سنة ٢٧٦ (١)

٢ ـ الأزمنة والأمكنة لأبي علي المرزوقي المتوفى سنة ٤٢١ (٢).

وقد ألمعنا إلى هذين الكتابين في الصفحات السابقة ، وبينا ، في إيجاز ، قيمتهما ومكانهما بين الكتب المؤلفة في الأزمنة والأنواء. فينبغي لنا هاهنا أن نقول شيئا في قيمة كتاب ابن الأجدابي في تفصيل وفضل بيان.

وقيمة هذا الكتاب متعددة الجوانب : فيها جانب علمي ، وآخر أدبي ، وجانب ثالث لغوي ، ورابع تاريخي.

وتتجلى قيمته العلمية في بيان ما كان معروفا عند العرب في العصر الجاهلي من معارف في الأزمنة والأنواء ، ثم في بيان ما كان معروفا ومستعملا من هذا الفن في البيئة العربية بعد الإسلام إلى عصر المؤلف. وكثير من هذه الأمور التي أوردها المؤلف في كتابه ما زالت معروفة ومستعملة كذلك في أيامنا هذه ، ولا سيما الأمور التي تتصل بالسنين والشهور وفصول السنة على المذاهب المختلفة. وقد أجاد المؤلف حقا في كلامه على الشهور السريانية التي كانت شائعة مستعملة في المشرق العربي في عصر المؤلف ، وفي كلامه على ما يكون فيها من المواسم الزراعية وغيرها. وما زلنا نحن العرب نستعمل هذه الشهور في المشرق العربي إلى اليوم.

__________________

(١) طبع في حيدرآباد في الهند سنة ١٣٧٥ / ١٩٥٦.

(٢) طبع في حيدرآباد في الهند أيضا سنة ١٣٣٢.

٢٣

أما من الناحية الأدبية فالكتاب يفيدنا في فهم كلام العرب الذي ترد فيه أشياء عن الأزمنة والأنواء من أشعارهم وأسجاعهم وأمثالهم في الجاهلية والإسلام ، وهي مبذولة مبثوثة في دواوين الشعراء وفي كتب الأدب واللغة. هذا إلى شواهد الشعر والنثر من كلام العرب التي نثرها المؤلف هنا وهناك في ثنايا كتابه ، مع شرح لألفاظها ؛ وإيضاح لمعانيها ، في أغلب الأحيان.

والباب الأخير من الكتاب ، (وهو باب معرفة الشهور الشمسية وأسمائها عند الأعاجم ، وما يحدث في كل شهر منها من طلوع المنازل أو سقوطها) معرض حافل بأسجاع العرب التي قالوها في الأنواء والأزمنة التي توافق طلوع النجوم الثابتة. وفي هذه الأسجاع جمال أدبي خاص ، غني بالموسيقى ، ينشأ من رشاقة الألفاظ ، وإيجاز العبارة ، وإرنان السجع. مثل قولهم : «إذا طلع الذراع ، كشفت الشمس القناع ، وأشعلت في الأفق الشعاع ، وترقرق السراب بكل قاع». ومثل قولهم : «إذا طلع سهيل ، برد الليل ، وخيف السيل ، وكان لأم الحوار الويل». ولم يهمل المؤلف شرح ألفاظ هذه الأسجاع ، وإيضاح معانيها أيضا.

وأما في اللغة فالكتاب يفيض بالألفاظ الدائرة في موضوع الأزمنة والأنواء كثيرا. ومعظم هذه الألفاظ قد أصبحت من اصطلاحات هذا الفن مع الزمن. ومن استقراء هذه الألفاظ في كتب الأزمنة والأنواء التي وصلت إلينا ، وفي كتب اللغة معا ، ثم من قياس بعضها ببعض بعد ذلك ، يمكن لنا كشف التطور الذي طرأ على مدلولات هذه الألفاظ خلال العصور. وسيكون هذا الاستقرار سبيلا إلى وضع معجم لغوي يضم شتات هذه الألفاظ. كما سيكون هذا المعجم خطوة في سبيل وضع المعجم التاريخي للغة العربية. وما أحوج العرب في نهضتهم الحديثة إلى مثل هذا المعجم.

٢٤

وللكتاب أخيرا قيمة تاريخية. ذلك أنه يفيد الباحثين في مسألة تاريخ العلوم في الحضارة العربية ، ويعتبر مرجعا قيما ووثيقة جيدة في أيدي هؤلاء الباحثين. وهذا إلى أنه يمثل منحى من مناحي الفكر العربي في مرحلة فسيحة من مراحل تاريخه الطويل المجيد.

ومن استعراض هذه الجوانب من قيمة الكتاب يتجلى لنا مدى الفائدة التي يجنيها جمهور القراء من قراءة هذا الكتاب ، بله العلماء من ذوي الاختصاص في الموضوعات التي تمت إلى فن الأزمنة والأنواء بصلة أو صلات ، مثل علم الفلك والجغرافية وعلم التقويم والأرصاد الجوية ، وبله علماء اللغة والأدب والباحثين في تاريخ العلوم والحضارة عند العرب. فاللغوي يجد فيها معيناثرا من الألفاظ والمصطلحات في فن الأزمنة والأنواء. والأديب يجد فيه جلاء لنواح تغمض على فهم كثير من الناس في نصوص الأدب ، ولا سيما الشعر القديم منه. ولسنا في حاجة بعد إلى ما يفيده منه مؤرخو العلوم والحضارة العربية ، بعد ما قلناه آنفا في بيان قيمته التاريخية.

والكتاب مع هذا مرجع لكثير من المعارف التي ما زالت حية متداولة مستعملة في أيامنا الحاضرة. فما زال العرب في جميع أقطارهم ، من المحيط إلى الخليج ، يستعملون السنة العربية ، وهي السنة القمرية التي ندعوها اليوم بالسنة الهجرية. ويستعملون كذلك السنة الشمسية في معظم أقطارهم. والفصول وأوقاتها مثلا من المعارف الأولية البديهية التي لا يسع أحدا من الناس جهلها في حال من الأحوال. وهي مما يتعلمه الناشئة في مدارسهم أيضا. وأسماء الشهور السريانية في

٢٥

بلاد الشام والعراق ، وكذلك أسماء الشهور الرومية في مصر وأقطار المغرب العربي ما زالت مستعملة عند العرب إلى اليوم ، وقد أصبحت ملكا لهم ، لا ينزع منهم إلا الأبد.

٢٦

ابن الأجدابي : حياته وثقافته

هو الفقيه اللغوي أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله الطرابلسي المغربي الأفريقي (١). ويعرف بابن الأجدابي نسبة إلى اجدابية ، وهي بلدة من نواحي افريقية ، تقع قريبا من طرابلس الغرب ، إلى الشرق منها قليلا. وكان أسلافه ينسبون إليها ، أما هو فقد كان من أهل طرابلس الغرب ، نشأ فيها ، وتوفي هناك أيضا حوالي سنة ٦٥٠.

اشتهر أبو إسحاق ابن الأجدابي بالعلم ، وكانت له يد جيدة في اللغة وتحقيقها وإفادتها ، فعرف لذلك بالاشتغال باللغة خاصة. وقد اتفقت على وصفه بذلك كل المصادر التي ترجمت له دون استثناء. وكان أديبا فاضلا ، بلغ مبلغ الشيوخ في العلم ، فتصدر للتعليم في بلده.

وما كنا نعلم أن طرابلس الغرب كانت مركزا من مراكز الفكر والعلم ، وما كنا رأينا كذلك علماء كبارا لهم شأن في علم من العلوم ينشئون فيها. ولكن نشأة أبي إسحاق ابن الأجدابي في طرابلس الغرب ، واشتهاره بالعلم والتعليم فيها ، واشتغاله بالتصنيف في اللغة وغيرها من الفنون ، يدل دلالة قاطعة على أن طرابلس الغرب كانت حقا مركزا للعلم ، وان لم تبلغ في ذلك مبلغ حواضر الحضارة والعمران الكبرى في المشرق والمغرب من مثل بغداد ودمشق وحلب والقاهرة والقيروان وقرطبة.

__________________

(١) أنظر ترجمته في انباه الرواة ١ / ١٥١ ، ومعجم الأدباء ١ / ١٣٠ ، ومعجم البلدان (اجدابية). وبغية الوعاة ١٧٨ ، وكشف الظنون ٢ / ٣٩٩ ، وهدية العارفين ١ / ١٠ ، والاعلام ١ / ٢٥ ، وبروكلمان ١ / ٨٣ ، وذيله ١ / ٥٤١.

٢٧

وعرف أبو إسحاق ابن الأجدابي ، إلى جانب اشتهاره بالعلم ، بتصنيف الكتب ، والإحسان في التصنيف. وقد ذكرت له المصار الكتب التالية :

١ ـ كفاية المتحفظ ، وهي مقدمة لطيفة مختصرة في اللغة. وقد اشتهرت ، واشتغل بها الناس في مصر والمغرب.

٢ ـ كتاب الأنواء ، وهو كتاب الأزمنة والأنواء هذا الذي حققناه.

٣ ـ اختصار نسب قريش لأبي عبد الله ابن الزبير ، مع زوائد وإلحاقات تشتمل على فوائد.

٤ ـ شرح ما آخره ياء من الأسماء ، وبيان اعتلال هذه الياء.

٥ ـ كتاب الرد على تثقيف اللسان في اللغة.

٦ ـ كتاب العروض ، وهو صغير.

٧ ـ كتاب العروض ، وهو كبير.

٨ ـ المختصر في علم الأنساب.

ولكن هناك شيء يلفت نظرنا ويسترعي انتباهنا بالنسبة إلى هذه الكتب ، وهو أن المصادر نعتت أغلب هذه الكتب بما يفيد أنها صغيرة الحجم مختصرة ، إلى جانب وصفها بالجودة والنفع. وقد رأينا ذلك حقا حين الكلام آنفا على خطة ابن الأجدابي في تأليف كتاب الأزمنة والأنواء. والسبب في ذلك ، فيما نرى ، أن البيئة

٢٨

العلمية في طرابلس الغرب ، بلد ابن الأجدابي ، كانت ضيقة الحدود ، لا تستدعي منه التطويل والتفصيل في التأليف ، ويبدو أن أفراد هذه البيئة كانوا يكتفون بأصول العلوم وأسسها ، ولا يتطلبون استيعاب الجزئيات والدقائق وراء ذلك.

هذا إلى أن عادة وضع الكتب المختصرة في العلوم كانت أصلا من أصول التأليف عند العرب ، اتبعه العلماء لغاية التعليم والتيسير ، منذ القديم. ولكن اتباع هذا الأصل قد شاع وذاع بعد القرن الرابع للهجرة ، بسبب تأسيس المدارس للتعليم في المدن ، فكانت هذه المختصرات كالكتب المدرسية في أيامنا ، وبسبب انتشار الثقافة بين أوساط الناس ، وازدياد جمهور المثقفين ثقافة وسطا. حتى أن الشيخ من الشيوخ كثيرا ما كان يضع كتابين اثنين في علم من العلوم ، يجعل أحدهما مختصرا ، يقصد به المبتدئين في التعلم ، ويجعل الثاني جامعا مطولا ، يضم اشتات العلم. ويحيط بأطرافه.

وقد اتبع أبو إسحاق ابن الأجدابي نفسه هذه الطريقة في بعض كتبه. فقد رأيناه يضع كتابين اثنين في فن العروض ، أحدهما صغير ، أي مختصر بسيط ، والثاني كبير ، أي مطول مفصل.

٢٩
٣٠

مخطوطة الأنواء وعملنا فيها

وقفت على نسخة مخطوطة فريدة من كتاب الأزمنة والأنواء لأبي إسحاق ابن الأجدابي بين مخطوطات الشيخ اسماعيل صائب سنجر المحفوظة الآن في مكتبة كلية اللغات في جامعة أنقرة. وهي ضمن مجموع صغير عدد أوراقه ٦٤ ورقة ، تشغل منها الأوراق ٥٢ ـ ٦١ ، ولا أخت لهذه النسخة في العالم ، فيما نعلم.

وهي نسخة جيدة ، على وجه العموم ، بالرغم من كثرة التصحيف ، وشيوع الغلط فيها. وقد كتبت في حلب سنة ٧٤٢ بخط معتاد ، مشكول بعض الشكل ، ورسمت فيها الأبواب بالحمرة ، وبحرف أكبر. قياسها ١٨ ١٣ سم ، ومسطرتها ١٩ سطرا. وقد خرمت منها بضع ورقات. وسنشير إلى ذلك في موضعه.

كانت غايتي في تحقيق الكتاب تصحيح متنه أولا ، وشرح مسائله التي تحتاج إلى الشرح ثانيا.

فسعيت جهدي ، في سبيل هذه الغاية المزدوجة ، إلى تصحيح التصحيفات التي كثرت في ثنايا الكتاب ، وتقويم الأغلاط التي شاعت بين سطوره. ومعظم هذه التصحيفات والأغلاط من ضلال النسخ على الأغلب. ثم عملت ، بقدر طاقتي ، على إكمال ما اعتوره من نقص وسقط في بعض المواضع. واستعنت في ذلك بكتب الأنواء ، ورجعت إلى كتب اللغة والأدب. وأثبت ذلك كله في حواشي الكتاب.

ثم عدت إلى الكتاب كرة أخرى ، بعد تحرير متنه ، فشرحت كثيرا من مسائله ومصطلحاته ، موضحا غامضها ، ومفصلا موجزها ، دون الإكثار من التفاصيل ،

٣١

ودون الانسياق وراء الدقائق الجزئية في الموضوع. واعتمدت في ذلك بعض المصادر والأصول في موضوع الأزمنة والأنواء وما إليها ، مثل كتاب الأنواء لابن قتيبة ، وكتاب الأزمنة والأمكنة لأبي علي المرزوقي ، وكتب أبي الريحان البيروني ، وغيرها.

هذا ولم أهمل ، مع ذلك ، تخريج الشواهد التي استشهد بها المؤلف في ثنايا الكتاب من أحاديث الرسول ، واشعار العرب وأسجاعهم وأمثالهم. وشرحت منها ما كان في حاجة إلى شرح. وأوردت كذلك صلاتها ، زيادة في إيضاحها وتوثيقها.

وصنعت للكتاب ، وراء ذلك ، فهارس فنية عديدة ، بقصد تيسير الإفادة منه بأقل جهد وأقرب سبيل.

٣٢

٣٣

٣٤

٣٥

٣٦

الأزمنة والأنواء

٣٧
٣٨

بسم الله الرّحمن الرّحيم. وهو حسبي

الحمد لله ربّ العالمين ، وصلى الله على محمد خاتم النبيين ، وعلى آل محمد الطيّبين ، وصحبه الأكرمين ، وسلّم عليهم أجمعين.

هذا كتاب مختصر أودعناه أبوابا حسنة في علم الأزمنة وأساساتها. والفصول وأوقاتها ، ومناظر النجوم وهيئاتها ، بأوضح ما أمكننا من التبيين ، وبأسهل ما حضرنا من التقريب. وبالله نستعين على ما نحاول (١) من جميع أمورنا ، وإليه يرغب في التوفيق لما يرضيه عنا. وحسبنا الله ، وعليه توكّلنا.

__________________

(١) في الأصل المخطوط. نجاول ، وهو تصحيف.

٣٩
٤٠