الأزمنة والأنواء

أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل [ إبن أجدابي ]

الأزمنة والأنواء

المؤلف:

أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل [ إبن أجدابي ]


المحقق: الدكتور عزّة حسن
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دارابي رقراق للطباعة والنشر
الطبعة: ٢
ISBN: 99544-0-5074-4
الصفحات: ١٩٤

الشهر العاشر تمّوز ، وهو يوليه. وأيامه أحد وثلاثون.

في ستة منه تحلّ الشمس بالطّرف ، وتتوسّط السماء عند غروب الشمس الزّبانى ، وفي نصف الليل سعد بلع ، وفي وقت السّحور والأذان الفرغ (١) الأول ، وعند طلوع الفجر بطن الحوت وتسقط البلدة ، ونوؤها ثلاث ليال ، ويقال ليلة. وتطلع (٢) الذّراع قال ساجع العرب :

«إذا طلع الذّراع حسرت الشّمس القناع ؛ وأشعلت في الأفق الشّعاع ، وترقرق السّراب بكلّ قاع» (٣). قوله «حسرت الشمس القناع» إنما هو مثل ، والمعنى أنها لم تدع غاية في التوقّد والذّكوّ (٤).

وفي تسعة عشر منه تحلّ الشمس بالجبهة ، ويتوسّط (٥) السماء عند غروب الشمس الإكليل ، وفي نصف الليل سعد السّعود وفي وقت السّحور والأذان الفرغ (٦) الثاني ، وعند طلوع الفجر النّطح (٧) ، ويسقط سعد الذابح ، ونوؤه ليلة ، وتطلع النّثرة. قال ساجع العرب :

__________________

(١) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : يطلع ، وهو غلط.

(٣) في الأصل المخطوط : الشماع بدل الشعاع ، وهو تصحيف.

وانظر السجع في الأنواء ٤٩ ، والأزمنة ٢ / ١٨١ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، وعجائب المخلوقات ٤٥ ، والمزهر ٢ / ٥٢٨.

والقاع : البطن المطمئن من الأرض.

(٤) في الأصل المخطوط : للذكو ، وهو غلط.

(٥) في الأصل المخطوط : تتوسط. وهو غلط.

(٦) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٧) النطح : هو أحد نجمي الشرطين من منازل القمر ، وهما يسميان النطح والناطح ، ويقال إنهما قرنا الحمل (أنظر الأنواء ١٧ ، والآثار الباقية ٣٤١).

١٤١

«إذا طلعت النّثرة قنأت البسرة ، وجني النخل بكرة ، وأوت المواشي حجرة ؛ ولم تترك في ذات درّ قطرة» (١). قوله «قنأت البسرة» أي اشتدت حمرتها حتى تشاكه السواد ، والقاني : الشديد الحمرة. وأوت المواشي حجرة : أي ناحية ، يريد أنهم يحلبونها في هذا الوقت ، فلا يتركون في ضروعها لبنا ، لتنال أولادها من المرعى ، وتسلو عن الأمّهات. لأنهم قد همّوا بفصالها.

وفي هذا الوقت تطلع الشّعرى العبور. وعند ذلك تنتهي شدة الحرّ. وكانت العرب تقول : «إذا رأيت الشّعريين يحوزهما النهار ، فهناك لا يجد الحرّ مزيدا» (٢). وحوز النهار لهما : أن يطلعا بين يدي الشمس ، بعد طلوع الفجر. فتسوقهما الشمس حتى يغربا قبلها ، فلا يكون لليل فيهما حظّ. وذلك حين ينتهي الحرة إلى غايته.

ولطلوع الشّعرى بارح ينسب إليها. وهو من أشد البوارح والوغرات (٣). يقال : إن الرجل يعطش بوغرة الشّعرى بين الحوض والبئر. وقال ساجع العرب :

«إذا طلعت الشّعرى نشف الثّرى ، وأجن الصّرى ، وجعل صاحب النّخل يرى (٤)». الصّرى : الماء المجتمع في الغدران والمناقع وأجن : تغيّر لشدّة الحرّ. وجعل صاحب النخل يرى : أي يتبين ثمرة نخله ، لأنها حينئذ تكبر (٥).

__________________

(١) أنظر السجع في الأنواء ١٧ ، والأزمنة ١ / ١٨١ ـ ١٨٢ ، والمخصص ٩ / ١٥ وعجائب المخلوقات ٤٥ ، والمزهر ٢ / ٥٢٨. وجني النخل بكرة : أي يكون حينئذ أول وقت صرام النخل ، فيجنون ثمرة بكرة لأنه في ذلك الوقت بارد ببرد الليل.

(٢) أنظر هذا القول في الأنواء ٥٣ ، وزاد في أوله : «إذا رأيت الشعريين يحوزهما الليل فهناك لا يجد القر مزيدا ....»

(٣) أنظر معنى الوغرات ص ١٥٠.

(٤) في الأصل المخطوط : نسف ... النحل ، وهما تصحيف.

وانظر السجع في الأنواء ٥٢ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، والأزمنة ٢ / ١٨١ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩.

(٥) أي يكبر ثمر النخل فيراه صاحبه

١٤٢

وفي ثلاثة وعشرين منه تحلّ الشمس بأوّل برج الأسد. وحينئذ يثبت الصيف ، ويكون النهار أربع عشرة ساعة ، والليل عشر ساعات ، والشمس هابطة في مطالعها الشّمالية.

وفي خمسة وعشرين منه ، إذا كانت السنة سالمة ، يدخل مسرى ، وهو آخر شهور القبط. وإذا كانت السنة كبيسة كان دخوله في أربعة وعشرين منه.

وفي آخر تمّوز تطلع العذرة. وعند ذلك يقطف ويؤكل الرّطب بالعراق ، ويبلغ النخل بالحجاز ، ويصرم بعمان. قال ساجع العرب :

«إذا طلعت العذرة لم يبق بعمان (بسرة) إلا رطبة أو تمرة (١)»

الشهر الحادي عشر آب ، وهو أوسه. وأيامه أحد وثلاثون يوما. ويقال : إنما سمّي هذا الشهر آب لكثرة تحدّر العرق فيه من الأبدان. لأن آب بلغة العجم الماء.

وفي يومين منه تحلّ الشمس بالخرتين (٢) ، ويتوسط (٣) السماء عند غروب الشمس القلب ، وفي الليل سعد الأخبية ، وفي وقت السّحور والأذان بطن الحوت ،

__________________

(١) في الأصل المخطوط : ثمر بدل تمرة ، وهو تصحيف.

وانظر السجع في الأنواء ٤٨ ، وهو في الأزمنة ٢ / ١٨٢ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، ١٨ والمزهر ٢ / ٥٢٨ ، برواية تختلف عما هنا ، وعما في الأنواء.

عمان شديدة الحر ، فإذا أبسر النخل في البصرة صرم بعمان (الأنواء ٤٨).

(٢) في الأصل المخطوط : بالحرتان ، وهو تصحيف وغلط.

(٣) في الأصل المخطوط : تتوسط ، وهو غلط.

١٤٣

وعند طلوع الفجر البطين ، ويسقط سعد بلع ، ونوؤه ليلة ، ويطلع الطّرف. قال ساجع العرب :

«إذا طلعت الطّرفة بكّرت الخرفة ، وكثرت الطّرفة ، وهانت للضّيف الكلفة» (١). قوله الطّرفة : فأنّث لأنه بمعنى العين ، والعين مؤنثة. والخرفة (٢) : ما لقط من الرّطب ، والخرف (٣) : اجتناء ثمر النخيل ، يريد أن الرّطب يبكر في هذا الوقت. وتهون (٤) للضيف الكلفة : (لكثرة) الثمر في هذا الوقت ، وكثرة اللبن لأنهم قد عزلوا الأولاد عن أمهاتها ليفصلوها ، وانفردوا بألبانها.

وفي تسعة منه يطلع سهيل بالحجاز. وحينئذ تفصل أولاد الإبل عن أمهاتها. وكانوا إذا طلع سهيل أخذ أحدهم بأذن الفصيل واستقبل به سهيلا يريه إياه ، ثم حلف أن لا يرضع بعد يومه ذلك قطرة ، ثم صرّ أخلاف أمه ، وفصله (٥). قال ساجع العرب :

«إذا طلع سهيل ، برد اللّيل ، وخيف السّيل ، وكان لأمّ الحوار الويل» (٦).

وفي خمسة عشر منه تحلّ الشمس بالصّرفة ، وتتوسط السماء عند غروب الشمس الشّولة ، وفي نصف الليل الفرغ (٧) الأول ، وفي وقت السّحور والأذان

__________________

(١) أنظر السجع في الأنواء ٥٥ ـ ٥٦ ، والأزمنة ٢ / ١٨٢ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، وعجائب المخلوقات ٤٥ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩. والطرفة : ما يطرف به الإنسان صاحبه ، كأنه يريد أنهم يتهادون في هذا الوقت ؛ ويطرف بعضهم بعضا بأطايب الثمر (عجائب المخلوقات ٤٥).

(٢) في الأصل المخطوط : الحرفة ، وهو تصحيف

(٣) في الأصل المخطوط : المخرف ، وهو تصحيف وغلط.

(٤) في الأصل المخطوط : يهون ، وهو غلط.

(٥) أنظر الأزمنة ٢ / ١٨٥ ، والأنواء ١٥٥.

(٦) أنظر السجع في الأنواء ١٥٤ ـ ١٥٥ ، وهو في الأزمنة ٢ / ١٨٢ ، والمخصص ٩ / ١٥ بروايتين مختلفتين فيهما.

والحوار : ولد الناقة ؛ ولها الويل : أي يفصل عنها ولدها فتحن إليه ، وتتوله لفراقه.

(٧) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

١٤٤

النطح ، وعند طلوع الفجر الثّريّا ، ويسقط سعد السّعود ، ونوؤه ليلة ، وتطلع الجبهة. قال ساجع العرب :

«وإذا طلعت الجبهة تحانّت الولهة ، وتنازت السّفهة ، وقلّت في الأرض الرّفهة» (١). الولهة : النّوق تحنّ إلى أولادها وتتولّه عليها ، لأنها قد فصلت عنها. والسّفهة : تنازوا (٢) أي تواثبوا بطرا ، لأنهم في هذا الوقت في خصب من اللبن لما فصلت الأولاد عن أمهاتها. والرّفهة (٣) : التبن الذي يبقى في المدارس بعد إخراج الحبّ منه ؛ يريد أنه لم يبق في موضع شيء من الحب يحصد في هذا الوقت.

وعند طلوع الجبهة تنكسر السّمائم ، ويسقط الطّلّ (٤) ، وتردّ الأرض الماء (٥) ، وتتباعد الإبل في المرعى عن الماء ، وكانت قبل ذلك إنما ترعى حول الماء وقربه ، لشدّة الحر ، وقصر الأظماء (٦).

وفي خمسة عشر منه أيضا سنسمارية (٧) للروم. وفيه نوء عظيم.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : تبارت ، وهو تصحيف يؤكده قوله في الشرح : أي تواثبوا بطرا».

وفيه أيضا : الزمهة ، وهو تصحيف.

وانظر السجع في الأنواء ٥٧ ، والأزمنة ٢ / ١٨٢ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩ ، واللسان (رقه).

(٢) في الأصل المخطوط : تباروا ، وهو تصحيف يؤكده قوله في الشرح «أي تواثبوا بطرا».

(٣) في الأصل المخطوط : الزهمة ، وهو تصحيف.

(٤) في الأصل المخطوط ، الظل ، وهو تصحيف.

والطل : بمعنى الندى هاهنا.

(٥) أي لا تنشفه سريعا.

(٦) في الأصل المخطوط : الأطمار ، وهو تصحيف.

والأظماء : جمع ظمء ، وهو ما بين الشربين في ورد الإبل ، أي حبس الإبل عن الماء إلى غاية الورد. والأظماء تقصر في الصيف لشدة الحر ، وتطول في غيره لبرد الزمان. وأقصر الأظماء الغب ، وذلك أن ترد الإبل يوما ، وتصدر فتكون في المرعى يوما ، وترد اليوم الثالث ، فإذا شربت يوما ، وغبت يومين فذلك الربع ، ثم الخمس ثم السدس ثم السبع ثم الثمن ثم التسع ثم العشر. وليس فوق العشر ظمء يسمى ، إلا أنه يقال : رعت عشرا وغبا ، وعشرا وربعا ، وكذلك إلى العشرين (أنظر اللسان : ظمأ ، وكتاب الإبل للأصمعي ١٢٨ ـ ١٣٠).

(٧) ذا في الأصل المخطوط. ونرى أن معناه مارية المقدسة أو المطهرة. ومارية هي مريم في العربية. وقد ذكر أبو الريحان البيروني في الآثار الباقية ٣٠٠ أن في خمسة عشر من آب عيد وفاة مريم. فهل يريد المؤلف هذا العيد هاهنا.

١٤٥

وفي عشرين منه يطلع سهيل بمصر

وفي ثلاثة وعشرين منه تحلّ الشمس بأوّل برج السّنبلة وحينئذ يمتزج الصيف بالخريف ، ويكون النهار ثلاث عشرة ساعة والليل أحد عشرة ساعة ، والشمس هابطة في مطالعها الشّمالية.

وفي أربعة وعشرين منه يدخل نسيء القبط (١). وإذا كانت السنة كبيسة دخل النّسيء يوم ثلاثة وعشرين ، وهو خمسة أيام في غير الكبيسة ، وستة في الكبيسة. فإذا انقضت أيام النّسيء دخل توت الذي هو أوّل شهورهم. ودخوله أبدا يوم تسعة وعشرين من أوسه هذا.

وفي ثمانية وعشرين يطلع سهيل بالعراق. وفيه أيضا تحلّ الشمس بالعوّا. ويتوسّط السماء عند غروب الشمس النّعائم ، وفي نصف الليل الفرغ (٢) الثاني ، وفي وقت السّحور والأذان البطين. وعند طلوع الفجر الدّبران ، ويسقط سعد الأخبية ، ونوؤه ليلة ، ويطلع الخرتان. وفي ذلك قيل : «إذا طلع الخرتان جني البسر بكلّ مكان. وطاب الزّمان (٣).

الشهر الثاني عشر أيلول ، وهو (شتنبر) ، وأيامه ثلاثون يوما في ستة منه يطلع سهيل بالمغرب.

__________________

(١) ذكر المؤلف نسيء القبط آنفا في (باب معرفة الأصل في حساب الأزمنة) في ص ٣٩ من هذا الكتاب. وانظر حاشيتنا رقم ٤ هناك.

(٢) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٣) أنظر هذا السجع في الأزمنة ٢ / ١٨٥ ، والمخصص ٩ / ١٦.

١٤٦

وفي عشرة منه تحلّ الشمس بالسّماك ، ويتوسّط السماء عند غروب الشمس البلدة ، وفي نصف الليل بطن الحوت ، وفي وقت السّحور والأذان الثّريّا ، وعند طلوع الفجر الهقعة ، ويسقط الفرغ (١) الأوّل ، ونوؤه ثلاث ليال ، وهو نوء محمود مذكور. وعند سقوطه يبرد الليل ، ويكون في النهار شيء من حرّ. وتختلف الرياح ، ويزيد النيل ، وتقطع العروق وتشرب الأدوية ويجدّ (٢) النخل بالحجاز وبكل غور ، ويشتار العسل.

وما كان في هذا الوقت من مطر فالعرب تسمّيه الخريف.

وإذا سقط الفرغ (٣) الأوّل طلعت الصّرفة. وعند ذلك ينصرف الحرّ. قال ساجع العرب :

«إذا طلعت الصّرفة ، احتال كلّ ذي حرفة ، وجفر كلّ ذي نطفة ، وامتيز عن المياه زلفة» (٤). يريد أن الشتاء قد أقبل فكل ذي حرفة يضطرب ويحتال فيما يعدّه للشتاء. وكانت العرب تقول : «من غلا دماغه في الصيف غلت قدره في الشتاء» (٥). وقوله «وجفر كل ذي نطفة» : أي انقطعت فحول الإبل عن الضّراب في هذا الوقت (٦) وقوله «وامتيز عن المياه زلفة» يريد أنهم ابتدءوا بالتّبدّي ، فبعدوا عن المياه قليلا (٧).

__________________

(١) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٢) في الأصل المخطوط : تجد.

وجداد النخل ، جذاذع ، بالدال والذال : صرامه ، أي جني ثمره.

(٣) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٤) في الأصل المخطوط : حرف حرفة ، ولا لزوم لكلمة حرف.

وفيه أيضا هنا وفي الشرح : وحرف ، وهو تصحيف.

وفيه أيضا هنا وفي الشرح : وامتير ، وهو تصحيف.

وانظر السجع في الأنواء ٦٠ ، والأزمنة ٢ / ١٨٢ ، والمخصص ٩ / ١٥ ، وعجائب المخلوقات ٤٦ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩.

(٥) أنظر الأنواء ٦٠.

(٦) وذلك لأن المخاض ، وهي الحوامل من الإبل ، قد ظهر بها الحمل في هذا الوقت ، وعظمت بطونها ، فليس يدنو منها الفحل (الأنواء ٦٠).

(٧) والامتياز : التنحي (الأزمنة ٢ / ١٨٦ ، والمخصص ٩ / ١٨ ، والزلفة أدنى منزلة التبدي المخصص ٩ / ١٨).

١٤٧

وفي أربعة عشر منه عيد الصليب للروم (١). وفيه نوء مذكور.

وفي ثلاثة وعشرين منه تحلّ الشمس بأول برج الميزان. وحينئذ ينقلب الزمان. فيعود خريفا محضا. وتطلع الشمس من مشرق الاستواء ، ويعتدل الليل والنهار ، فيكون في كل واحد منهما اثنتا عشرة ساعة. وذلك أوّل فصل الخريف.

ثم تهبط الشمس في مطالعها الجنوبية ، ويزيد الليل على النهار. وفي هذا اليوم أيضا تحلّ الشمس بالغفر ، ويتوسّط السماء عند غروب الشمس سعد الذابح ، وفي نصف الليل النّطح ، وفي وقت السّحور والأذان الدّبران ، وعند طلوع الفجر الهنعة ، ويسقط الفرغ (٢) الثاني ، ونوؤه أربع ليال ، وهو نوء محمود مذكور كذلك نوء الفرغ (٢) الأوّل. قال الشاعر :

يا أرضنا ، هذا أوان نحيين (٣)

قد طال ما حرمت نوء الفرغين

ونوء الفرغ (٢) الثاني أوّل أنواء الوسميّ ، وهي خمسة ، أوّلها نوء الفرغ (٢) الثاني ، وآخرها نوء الثّريّا. وإنّما سميّت (٤) هذه الأنواء وسميّا لأنه يسم الأرض بالنبات.

وعند سقوط الفرغ (٢) الثاني يقطف الرمّان والسفرجل ، وينتهي غور الماء ، وتهيج الظباء ، ويطلع العوا ، ويطلع بطلوعها السّماك الرامح. قال ساجع العرب :

__________________

(١) وهو عيد العثور على الصليب الذي صلب عليه المسيح عليه‌السلام في عقيدة النصارى ، وانتزاعه من أيدي اليهود ، وكان مدفونا ببيت المقدس (الآثار الباقية ٣٠١).

وقال البيروني في الآثار الباقية أيضا ٢٩٦ : «وقد ذكر محصولهم أنه ظهر في زمان قسطنطين المظفر شبه صليب من نار أو نور على السماء. فقيل للملك قسطنطين : اجعل هذه العلامة رايتك ، فستغلب بذلك الملوك الذي احتوشوك. ففعل وغلب ، وتنصر لذلك. وأنفد والدته هيلاني إلى بيت المقدس لطلب خشية الصليب فوحدتها مع صليبي اللصين المصلوبين مع المسيح ، بزعمهم. فاشتبه أمرها عليهم ، ولم يهتدوا إليها دون أن وضعت كل واحدة منها على ميت. فلما مسته خشبة صليب عيسى عاش ، فعلمت أنها هي».

وأنظر أيضا القانون المسعودي ٢٥٣.

(٢) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.

(٣) في الأصل المخطوط : لحيين ، وهو تصحيف.

والشطران في الأنواء ٨٢ منسوبين إلى الكميت ، والأزمنة ١ / ٣١٤.

(٤) في الأصل المخطوط : سمي ، وهو غلط

١٤٨

«إذا طلعت العوّاء ضرب الخباء ، وطاب الهواء ، وكره العراء ، وشنّن السّقاء» (١). قوله «وضرب الخباء» يريد أن الليل حينئذ قد برد ، فضرب الخباء للبيات فيه. و «كره العراء» : وهو الصحراء ، كره النوم فيها لبردها. و «شنّن السقاء» : أي برد ماؤه. والماء الشانّ : البارد. وقيل : شنّن السقاء : أي تشنّن وخلق. وكلّ سقاء خلق فهو شنّ. يريد أنهم قد أقلّوا استعمال الماء وإيراد الإبل. فشنّنت (٢) الأسقية ، وتشنّنت.

وفي ثمانية وعشرين منه يدخل بابه وهو الشهر الثاني عشر من شهور القبط.

ثم ينقضي أيلول. ويدخل تشرين الأوّل. ويعود الأمر إلى ما تقدّم الوصف له في الأشهر الماضية. والله تعالى أعلم.

__________________

(١) أنظر السجع في الأنواء ٦١ ، والأزمنة ٢ / ١٨٢ ، والمخصص ٩ / ١٦ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩.

(٢) في الأصل المخطوط : فشنت ، وهو غلط.

١٤٩

تمّ بحمد الله تعالى. فسبحان من بر الأمر من السماء إلى الأرض

علّقه لنفسه ولمن شاء الله تعالى بعده أضعف عباده

وأحوجهم إلى عفوه أحمد بن عبد الرحمن بن أبي الحسن

التّيزي ، ثم الحلبي الشافعي ، حامدا لله تعالى

ومصليا على نبيه محمد وآله وصحبه

ومسلما تسليما كثيرا

غفر الله خطاياه ، ولوالديه ، ولمن نظر فيه ، ودعا له ، ولجميع المسلمين. وذلك في سلخ رجب الفرد من سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة بمسجد لله تعالى عرف بالزّجاجين بحلب المحروسة ، رحم الله منشئه. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلّم حسبنا الله ، ونعم الوكيل.

١٥٠

الفهارس

١٥١
١٥٢

١ ـ فهرس النجوم والكواكب وصورها

الأحمر ـ المريخ : ٨٩

الأعلام ـ توابع العيوق : ٧٤

أفلاء الخيل : ٧٦

الالاهة ـ الشمس : ٨٠

بدر التمام : ٨٥

براح ـ الشمس : ٨٠

البرجيس ـ المشتري : ٧٩

بلدة الثعلب : ٩٨

بنات نعش : ١١٥

بنات نعش الصغرى : ٦٨

بنات نعش الكبرى : ٦٩

بهرام ـ المريخ : ٨٩

بوح ـ الشمس : ٨٠

التحايي : ٨٧

توابع العيوق : ٧٤

الجدي ـ جدي بنات نعش : ٦٨ ـ ٦٩ ـ ٨٣ ـ ٦٨ ـ ١١٠

جفرة الناقة : ٧٣

١٥٣

الجوزاء : ١٢٠ ـ ١٤٠

الجونة ـ الشمس : ٨٠

الخباء : ٧٥

الخدنان : ٧٤

الخنس ـ الكواكب السيارة : ٧٩

الخيل : ٧٦

الدب الأصغر ـ بنات نعش الصغرى : ٦٨

الدب الأكبر ـ بنات نعش الكبرى : ٦٩

الدراري الخمسة : ٩٢

ذكاء ـ الشمس : ٨٠

ذنب الدجاجة : ٧٢

الراقص ـ لسان الحية : ٧٠

رأس التيس ـ العوائذ : ٧٠

الربق : ٧٨

الردف : ٧٢

١٥٤

زحل : ٧٩ ـ ٨٩ ـ ٩١

الزهرة : ٧٩ ـ ٨٠ ـ ٩٠

سعد البارع : ٧٧

سعد البهام : ٧٧

سعد مطر : ٧٧

سعد الملك : ٧٧

سعد ناشرة : ٧٧

سعد الهمام : ٧٧

السعود : ٧٧ ـ ٧٩

السفينة : ٧٨

السماك الرامح : ٧٦ ـ ١١٥ ـ ١٢٨ ـ ١٤٥ ـ ١٤٧

سنام الناقة : ٧٢

السها : ٦٩

سهيل : ٧٦ ـ ١١٥ ـ ١٢٨ ـ ١٤٥ ـ ١٤٧

الشعرى : ١٢١ ـ ١٤٢

الشعريان : ١٤٣

الشعرى العبور : ١٤٢

الشماريخ : ٧٦

١٥٥

الصليب : ٧٢

عجز الأسد : ٧٥

العذارى ـ العذرة : ٧٤

العذرة : ٧٤

عذرة الجوزاء ـ العذرة : ٧٤

عرش السماك : ٧٥ ـ ٧٦

عطارد : ٧٨

العقاب ـ النسر الطائر : ٧١

العنز : ٧٤

عنق الجبهة : ٧٥

العوائذ : ٨٠

العيوق : ٧٤

عيوق الثريا : العيوق : ٧٤

الغزالة : الشمس : ٨٠

فأس القطب : ٦٨

الفرقد : ٦٨

الفقار : ٨٨

١٥٦

الفكة : ٧٠

الفوارس : ٧١

قدما سهيل : ٧٧

قصعة المساكين : ٧٠

القعود ـ الصليب : ٧٢

القلادة : ٨٨

القمر : ٧٩ ـ ٨٤ ـ ٨٦

الكرب : ٨٨

كف الثريا المبسوطة ـ الكف الخضيب : ٧٣

الكف الجذماء : ٧٣

الكف الخضيب : ٧٢

الكواكب الخنس : ٨٩

الكوكب الفرد : ٧٥

كيوان ـ زحل : ٨٩

لاهة ـ الشمس : ٨٠

لسان الحية ـ الرقص : ٧٠

المتحيرة ـ النجوم السيارة : ٨٩

المجرة : ٧٢ ـ ٧٤

١٥٧

المحنث : ٧٧

المريخ : ٧٩

المشتري : ٧٩

معصم الثريا : ٧٣

منكب الفرس : ٧٨

منير الفكة : ٧٠

النجوم السيارة : ٧٩

النسر الطائر : ٧١ ـ ١١٥

النسر الواقع : ٧١ ـ ١٢٦

النسران : ٧١

الهراران : ١٢٦

الهلال : ٨٨

يد الثريا المبسوطة : ٧٣

يد الثريا المقبوضة : ٧٣

١٥٨

ـ فهرس منازل القمر

الأشراط ـ الشرطان :

الإكليل : ٩٨ ـ ١٢٤ ـ ١٣٦ ـ ١٤٢

الإكليل الشمالي ـ الإكليل : ٩٨ ـ ١٣٢

بطن الحوت : ٩٩ ـ ١٢٣ ـ ١٣٢ ـ ١٤٢ ـ ١٤٤ ـ ١٤٨

البطين : ٩٦ ـ ٩٨ ـ ١٢٤ ـ ١٣٤ ـ ١٤٥

البلدة : ٨٨ ـ ٩٨ ـ ١٢٧ ـ ١٣٤ ـ ١٣٧ ـ ١٤٠ ـ ١٤٢ ـ ١٤٨

الثريا : ١٥٥

الجبهة : ٩٦ ـ ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٢٠ ـ ١٣٠ ـ ١٣٦ ـ ١٤٢ ـ ١٤٦

الخراتان ـ الخرتان

الخرتان ـ ٩٧ ـ ١٣٠ ـ ١٣٧ ـ ١٤٤

الدبران : ٩٦ ـ ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٢٦ ـ ١٣٧ ـ ١٣٩ ـ ١٤٩

١٥٩

الذراع : ٩٦ ـ ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٢٨ ـ ١٤٠

الزبانى : ٩٨ ـ ١٢١ ـ ١٢٣ ـ ١٣٤ ـ ١٣٧ ـ ١٤٢

زبانى العقرب ـ الزبانى

الزبانيان : ٧٦

الزبرة : ٩٦

سعد الأخبية : ٩٨ ـ ١٢٩ ـ ١٣١ ـ ١٣٩ ـ ١٤٤

سعد بلع : ٩٨ ـ ١٢٨ ـ ١٢٩ ـ ١٣٧ ـ ١٣٩ ـ ١٤٢

سعد الذابح : ٩٨ ـ ١٢٧ ـ ١٣٦ ـ ١٤١ ـ ١٤٩

سعد السعود : ٩٨ ـ ١٢٨ ـ ١٣٠ ـ ١٤٠ ـ ١٤٢ ـ ١٤٦

السماك الأعزل : ٩٧ ـ ١٢١ ـ ١٢٣ ـ ١٣٢ ـ ١٤٠

الشرطان : ٩٩ ـ ١١٦ ـ ١٣٣ ـ ١٣٦

الصرفة : ٩٦ ـ ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٣٢ ـ ١٤٥ ـ ١٤٨

الطرف : ٩٦ ـ ٩٧ ـ ٩٩ ـ ١٢٩ ـ ١٣٤ ـ ١٤٢

١٦٠