تاريخ الشّحر وأخبار القرن العاشر

محمّد بن عمر الطيّب بافقيه

تاريخ الشّحر وأخبار القرن العاشر

المؤلف:

محمّد بن عمر الطيّب بافقيه


المحقق: عبد الله محمّد الحبشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الإرشاد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠

وفي (١) صبح يوم الجمعة الخامس من شهر ذي الحجة الحرام توفي الفقيه النّبيه الصالح المعمر عفيف الدين عبد العليم بن أبي القاسم بن عثمان إقبال القرتبي الحنفي ودفن بمجنة باب القرتب غربي مشهد الفقيه أبي بكر الحداد نفع الله بهما ، وكان له مشهد عظم ومولده في سنة إثنتين وعشرين وثمانمائة رحمه‌الله.

وفي (٢) سحر ليلة الثلاثاء سلخ السنة المذكورة : توفي الفقيه القاضي العلّامة الصالح مفتي المسلمين أحمد بن الولي العلّامة المقّرب جمال الدين محمد بن الطاهر بن جعمان ، قاضي مدينة حيس رحمه‌الله تعالى ببيته في مدينة زبيد ، وغسل وكفن بها وصلّي عليه بجامعها (٣) وحملت جنازته على أعناق الرجال إلى جلة العرق (٤) ظاهر مدينة زبيد ، وحمل في محمل على جمل إلى بيت الفقيه ابن عجيل ودفن بها آخر ذلك اليوم إلى جنب قبر أبيه وجّده بوصيّة منه رحمه‌الله عليهم ، وكان له مشهد عظيم ولم يخلف بعده مثله في بني جعمان في العلم والمعرفة رحمه‌الله تعالى.

وفيها (٥) : احترق من مدينة عدن جانب عظيم ، من نصف الليل إلى قرب الفجر ، وتلفت فيه بيوت كثيرة من بيوت التّجار ، وجانب من السوق الكبير ، وجانب من حافة اليهود ، وحافة الحبوش بأسرها ، وأحرقت (٦) النار المدرسة السفيانية وتلفت فيها أموال جزيلة ، ويقال إنه بلغ عدة البيوت المحترقة سبعمائة بيت.

وفيها (٧) : حصلت بمدينة زبيد ونواحيها زلازل ، وتواترت ليلا ونهارا

__________________

(١) الفضل المزيد : ١٦٠ النور السافر : ٤٧.

(٢) النور السافر : ٤٨. والفضل المزيد : ١٦١.

(٣) في الأصل بحالها.

(٤) في الأصول : جلد العرف.

(٥) النور السافر : ٥١. الفضل المزيد : ١٦٦.

(٦) والفضل المزيد «وأحدقت النار».

(٧) النور السافر : ٥١. والفضل المزيد : ٢٧٤ ط الدراسات.

٦١

وأشفق الناس منها.

وفيها (١) : حصل بمدينة زبيد ونواحيها ومدينة عدن والجبال مرض يعرف بالسمندلة (٢) ، وهو ريح يأخذ بالمفاصل والأعضاء ويمنع من الحركة ثلاثة أيام ويكون معه حمى (٣) ثم يزول ، وهو مرض سليم.

وفيها (٤) منتصف ليلة الأربعاء التاسع عشر من شهر رجب : توفي العلّامة الفقيه الصّلح سراج الدين عبد اللطيف بن محمد بن يحيى الجهمي صاحب قرية المصباح من أصاب ببلده ، وكان معتمد أهل أصاب ومرجعهم وحاكمهم وعالمهم ، قرأ على الفقيه أبي بكر البليما ، والفقيه محمد بن أحمد مفضّل الواسطي ، والقاضي جمال الدين محمد بن حسين القماط ، والفقيه موسى (٥) بن الزين الرّداد وانتفع به كثيرا رحمه‌الله تعالى.

وفي (٦) ليلة الأربعاء الثالث من شهر شوال : توفي الفقيه أبو بكر بن عمر البليما ، وكان عارفا بعلم اللّغة والعربية بزبيد ، ودفن في صبحتها عند أخواله بني الناشري رحمه‌الله تعالى.

__________________

(١) النور السافر : ٥١. والفضل المزيد : ٢٧٦ ط الدراسات : ١٧١ ط الكويت.

(٢) الشمندلة في النور السافر.

(٣) في الأصل : حمو.

(٤) النور السافر : ٥١. الفضل المزيد : ٢٧٤.

(٥) في الأصل : محمد خطأ أصلحناه من النور السافر.

(٦) النور السافر : ٥١. والفضل المزيد : ١٧٠.

٦٢

سنة تسع وتسعمائة

في أولها (١) نزل السلطان الملك الظافر إلى عدن فجهز على الطّوالق الذين كانوا يخيفون الطّريق إلى عدن ، وقتل منهم جماعة وهي آخر نزلة نزلها إلى عدن.

وفيها (٢) : بشهر صفر [كان](٣) ظهور إبراهيم الخواص من بني الأكسع أحد فقراء المشرع ، وتبعه جماعة من [أهل النخل و](٤) الفرس كانوا يعتقدونه ويزعمون إنه كان يخبرهم بالمغيبات فيصدق فيها ، ثم إنه كثر الكلام عليه ممن بينه وبينه وحشة فتخوف من الدّولة ، فانتقل إلى مكان العبيد (٥) العامريين ، وهو مكان وعر ، وأطاعه من هنالك من أهل الجبال ومن العبيد (٦).

وفيها (٧) : في ربيع الآخر وصل من الجبل إلى زبيد جيش عظيم بسبب خروج الخواص ، فخرج العسكر ومقدمهم ريحان الظافري أمير زبيد

__________________

(١) قلائد النحر ٣ : لوحة ١٩٠. والفضل المزيد : ١٧٢.

(٢) قلائد النحر ٣ : لوحة ١٩٠. والفضل المزيد : ٢٧٨ ط الدراسات.

(٣) ساقط من الأصل.

(٤) ساقط من الأصل. وأضفناه من الفضل المزيد.

(٥) الأصل : الصيد.

(٦) كذا في الأصل وفي القلائد «المفسدين».

(٧) الفضل المزيد : ٢٧٩ وقلائد النحر لوحة : ١٩٠.

٦٣

وابن حتروش (١) فوقع بينهم وبينه قتال عظيم ، وثبت فيه ريحان ثبوتا عظيما ، كانت سلامة الناس ببركته ، ثم توجّه لحربه الفقيه محمد النظاري وعمر الجبني ، وعساكر عظيمة فحصروه مدة ، ثم أصلح العبيد ومن كان مع الخواص من الفرس وغيرهم ، وامتنع هو وتحصن هو في حصن حجوان (٢) وقام معه من بني الفخري (٣).

وفيها (٤) : يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهر رمضان توفي الفقيه الصالح عفيف الدين عبد المجيد بن عبد العليم المعروف إقبال القرتبي بمدينة زبيد ، وهو يومئذ رأس المفتين بها على مذهب أبي حنيفة رضي‌الله‌عنه ، ودفن صبح يوم الثلاثاء ثاني [يوم](٥) موته بمجنة باب القرتب إلى جنب والده قريبا من مشهد الفقيه أبي بكر الحداد رحمه‌الله تعالى.

ومن (٦) غريب ما وقع في هذه السنة : أن ترأى للناس فيما بين حائط دار الشجرة ومسجد الحمى رجل طويل يزيد طوله على منارة جامع المملاح أسود اللّون ذو وفرة الخطوة الواحدة منه مقدار ثلاثين ذراعا ، وكان يراه بعض النّاس دون بعض ، وربّما رأي بطريق النخّل ما بين مسجد الربد (٧) ودار الشجرة.

وفيها (٨) : استمر دعاء الخطيب على المنبر وارتفع تضرّعه في كشف ما حلّ بالناس من الداء الذي أصاب النّاس وهي حبوب وهي المعروفة

__________________

(١) في الأصل : حيروروس وأصلحناه من القلائد والفضل المزيد : ٢٧٨ ط الدراسات.

(٢) كذا في الأصل والقلائد لبامخرمة وفي الفضل المزيد : ٢٧٩ : حجران.

(٣) كذا في الأصل والقلائد وفي الفضل المزيد ط صالحيه القحري بالقاف المثناة وفي ط الدراسات : ٢٧٩ : الفخوى وفي قرة العيون : ٤٥١ البيجوي «كذا».

(٤) النور السافر : ٥٢ الفضل المزيد : ٢٨١.

(٥) ساقط من الأصل.

(٦) النور السافر : ٥٢ والفضل المزيد : ١ / ٢٧.

(٧) الفضل المزيد ط الدراسات : الرمد.

(٨) النور السافر : ٥٢ والفضل المزيد : ١٧٧ ط الكويت.

٦٤

بالنار الفارسية (١) ، وكان قد كثر ببلاد اليمن وزاد ، وذهب عن الناس وعاد واستمر معهم من أوائل سنة ست وتسعمائة وما بعدها ، وحرجت به الصّدور ، وضاقت النفوس ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله.

وفي (٢) آخر هذه السنة هرب (٣) الشريف بركات بن محمد من مصر بمواطاة من الدّويدار في ثلاثة أو أربعة من أصحابه ، وكان من سعادته أن وجد خصمه نطاحا في الطريق ومعه أوراق ومال إلى أمراء مصر وأعيانها بأن يحسنون للسلطان تقرير حمّيضة بن محمد على ولاية مكة واعتقال بركات عندهم ، فقتل بركات نطاحا واستولى على ما معه من المال ، وجمع جمعا كثيرا من الشرق وبني لام وغيرهم ، ودخل بهم إلى مكة يوم التروية ومنع الناس من الصّعود إلى عرفات حتى صلحهم (٤) أمير الحج على أربعة آلاف أشرفي يسلّمونها له ، ويمكن النّاس من الوقوف ففعل ، ووقف مع الناس بعرفة ومزدلفة ومنى ، ونهب أصحابه قافلة جاءت من أعلى باب مكة معظمها لأهل زبيد ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله.

__________________

(١) مرض معد يتكون من بثور تنتشر في الجسم حارقة وأسبابه إدمان الأكل للمواد الحارة كالثوم والخردل ويقاربه الحب الافرنجي ، وهو مرض عرف من أهل الفرنجة ونقل نحو سنة ٨٠٧ إلى جزيرة العرب وتزايد حتى كثر وهو مرض يعدي بمجرد العشرة وأسرع ما يكون ذلك بالجماع وعلامته الاستدارة والحمرة ثم ينزف الدم مع التهاب وحكة ، أنظر في ذلك تذكرة أولي الألباب لداود الأنطاكي ٣ : ٤٨.

(٢) قلائد النحر ٣ لوحة : ١٩٠.

(٣) القلائد : خرج.

(٤) قلائد النحر «صالحهم أمراء الحج».

٦٥

سنة عشر وتسعمائة

ليلة الإثنين ثامن عشر المحرم وقيل سابع عشر : توفي الملك العادل والسلطان الفاضل الكامل المشهور بأفعال الخير وإقامة الشرع عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن علي الكثيري (١) رحمه‌الله تعالى رحمة الأبرار وأسكنه الجنة دار القرار ، وكانت وفاته بالشّحر ودفن بالتربة المدفون بها الشيخ سعد بن علي الظفاري نفع الله به ، وقبره شرقي قبة الشيخ سعد.

وفيها بشهر (٢) صفر : تحّرك الشيخ عامر بن عبد الوهاب للعودة إلى حصار صنعاء فنزل بعض أمرائه إلى تهامة فجمع من العرب جمعا كثيرا وتوجهت فرسان العرب من الزعليين والصّميين والمناسكة والرماة واللاميين والكعبيين والقحرة والمعازبة والقرشيين إلى الأبواب الظافرية (٣) ، فتوجّه الظافر إلى صنعاء في الشّهر المذكور فأقام برداع أياما ثم إلى ذمار ، ثم إلى صنعاء ، فحط عليها يوم الثاني والعشرين من الشهر في جموع كثيرة ، وآلاف خطيرة ، فلازم حصارها حتى افتتحها بالأمان في شهر شوال كما سيأتي.

__________________

(١) النور السافر : ٥٢.

(٢) قلائد النحر : ١٩٠. الفضل المزيد : ٢٨٤.

(٣) القلائد : السلطانية.

٦٦

وفيها بشهر شعبان (١) : وصل جمع من بني إبراهيم ومعهم الشّريف حميضة بن محمد بن بركات ، والقائد ملحم فدخلوا جدة قاصدين نهب الخواجا محمد بن يوسف القاري ، وكان يحيى بن سبيع قد كتب إلى القاري يعلمه بقصدهم فشحن جميع ما معه من المال والآلات في البحر ، فلما دخلوا جده لم يحصلوا على مقصودهم فتوجّهوا إلى مكة وبها الشّريف قايتباي بن محمد ، فخرج عن مكة وواجه الترك المقيمون بها حميضة وبني إبراهيم ، فقرروا أحوالهم ونزلوا من بيوت الأشراف ، ثم ثاروا عليهم بعد ثلاثة أيام فقتلوا من بني إبراهيم نيّفا وثلاثين رجلا وانهزم باقيهم إلى جدة.

وفيها (٢) : استولى الشيخ عامر على صنعاء آخر شهر رمضان ، كانت الوقعة المشهورة بين عامر والشريف محمد بن حسين البهّال صاحب صعدة بموضع يقال له : قفل (٣) : على نحو ثلاثة أيام من صنعاء ، انهزم فيها البهال وعسكره هزيمة ما سمع بمثلها ، وكان ذلك ثامن وعشرين شهر رمضان ، وأسر فيها إمام الزيدية محمد بن علي الوشلي رئيس أهل البدعة (٤) ومؤسس الفتنة وقتل معه جمع كثير وأخذت خيولهم واستولى السّلطان على مخيم البهّال وما احتوى عليه من السلاح والأموال ، وكان السلطان عند توجهه لمحاربة البهال ترك أخاه عبد الملك بن عبد الوهاب على المحطة ومعه جمع من الجند ، فلما شبت الحرب بين السّلطان والبهال خرج أهل صنعاء قاصدين المحطة ليشغلوا خاطر السلطان عما هو فيه ، فثبت لهم الشيخ عبد الملك ومن معه فانهزموا أهل صنعاء وقتل منهم ثلاثة نفر ، فلما تحقق أهل صنعاء هزيمة البهال وقبض إمامهم الوشلي ، أرسلوا إلى السلطان يطلبون الذمة ويسلمون إليه البلد فأذمّهم وخرج إليه أحمد بن

__________________

(١) قلائد النحر : ١٩١ الفضل المزيد : ٢٨٧.

(٢) قلائد النحر : ١٩١ الفضل المزيد : ٢٨٧.

(٣) في الأصل : يفل وفي الفضل المزيد : قافل وأوردناه من قلائد النحر.

(٤) كذا في الأصل.

٦٧

الناصر ، وعبد الله بن مطهر ثاني يوم الوقعة فأكرمهما ، ثم سألاه الذمة لمحمد بن عيسى شارب ، فأذم عليه ، ثم خرج إليه ، ثم تسلم الظّافري البلد بجميع ما فيها ، وأذعن كافة أهل صنعاء بالسّمع والطاعة ، وسلموا أنفسهم لأهل السّنة والجماعة ، ثم دخلها السلطان سابع شوال وأقام بها شهرا قرر أحوالها.

قلت : وجدت قصيدة بخط المؤرخ الفقيه عبد الله بن محمد باسنجلة رحمه‌الله تعالى للفقيه عمر بن عبد الله بامخرمة ، يمدح بها الشريف محمد بن الحسين البهال ، ولسيدنا الشيخ الكبير السيد أبي بكر بن عبد الله العيدروس جواب عنها يرد على الفقيه عمر ، ولعل ذلك في مدة حصار صنعاء وما جرى بين الشيخ عامر والبهال من الحرب والفتنة ، ويمدح سيدنا الشيخ أبو بكر الشيخ عامر رحم الله الجميع ، وقصدي إثبات القصيدتين لتنظر بما أتوا فيها من المعنى العجيب والقول الغريب ، أما قصيدة الفقيه عمر بامخرمة فهي هذه :

قال الفتى الجوهي عيني مالها

مجروحة الخدين من هطالها

لم يهنها طيب المنام ولا رنت

يوما إلى ذي منظر يجلى لها

لما بدا شعبان في أفق السماء

ليت السماء إذ ذاك خر هلالها

وبحق بيت الله ياغادي على

مهرية قد شفها ترحالها

يمم بها نحو الأمير محمد

مستأسر الأبطال بل قتالها

أعلى قريش همة وأجلها

قدرا ورب الصدق من قوّالها

لو نادت الأكوان من ذا للعلى

ربا لقالت ربها بهّالها

حامي الحمي بالسمهرية والظبا

طعان خيل القوم في أكفالها

تلقاه في يوم الكريهة ضاحكا

فرحا وقد شابت رؤوس اطفالها

تختال منه الخيل في وقت الغزا

علما بأن في كفه آجالها

والله لو دك الجبال بخيله

ما قاومته يد بطول أطوالها

في عصبة حمزية حسنية

ذات الذراع الصافنات أجدالها

٦٨

قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم

كالحائمات إلى ورود زلالها

يا سائلا عن مجدهم متحاملا

عندي علومهم على أكمالها

فهم بنو المنصور ما عرف الخنا

أبواب دورهم ولا استهدى لها

كلا ولا عرف الشدائد جارهم

إذ في الوغا يستأسرون أبطالها

تعدوا بهم نحو السواد صواهل

قد عودوها في الحروب إقبالها

يرخون في وقت الطراد صدورها

ما ينثني ليمينها وشمالها

ما قابلت خيل الأعادي خيلهم

إلّا سقتها سم كاس وبالها

تأتي بفتيان ترى أن الغنى

تحت القنا الخطى خير فعالها

يابن الحسين عناك يا با قاسم

تخليص صنعا اليوم من أغلالها

شمّر وقم فيها بهمة ماجد

يا فاتحا في النائبات أقفالها

فعليك في هذا المقام فريضة

منصوصة والمصطفى قد قالها

إن شئتها للدين أو لقرابة

مظلومة تؤخذ بغير أعمالها

حاشاك ما ترضى بآل المصطفى

تضحي حماك الله في أنكالها

دارت على درب البلاد عساكر

مسخورة ضاقت هناك أحوالها

جم إذا عدوا قليلا إن دعوا

للطعن لا يصل الوغا اقبالها

ما بين حمال وبين مزين

غوغا وأهل الخيل منها سالها

جروا عليهم غارة علوية

لا تنثني عن قصدها عذالها

فإذا قضت وطرا فيما عندهم

أسحب دوامينك بضرب ادوالها

لا تنس ملقاك الإمام محمد

بظفار نعم الدار يا طوبى لها

إذ قلت لوجاء الصريخ منكم

وقت الصلاة سعيت في إبطالها

فوحق عزك لو تسير إليهم

ما قربوا الأحمال من أجمالها

ما يرقبون يقوضون خيامهم

يخشون من ساعه تطول أهوالها

فهلم بالضمنا لفظ جموعهم

اغنم حرام القوم بعد حلالها

يعدون أشباه الجراد إذا أتى

نحو الزروع يذودها بهّالها

واذكر رعاك الله فيما قلته

فيها وما ... (١) من آمالها

فانجز لهم تلك العهود ولا تخن

تلك العهود ودم على اجلالها

__________________

(١) بياض في الأصل.

٦٩

إذ لم تقود الخيل من كل القرى

من كل قوم تصطفى جهالها

فأبت وصدت عنك كل خريدة

قد زانها في ساقها خلخالها

لكن ظنوني في علاك جميلة

ولك الجمائل فرعها واصالها

ثم الصلاة على النبي وآله

ما غردا القمري في أطلالها

وهذا جواب سيدنا الشريف الأوحد مجد سلالة آل الرسول ، فخر الدنيا والدين أهل الولاية والتمكين ، العارف بالله الشيخ الكبير أبي بكر بن عبد الله العيدروس ، نفع الله به وبسلفه الأكرمين آمين اللهم آمين (١) :

يا كاذبا فيما تقل قد زلزلت

الأرض مما قلته زلزالها

لو نادت الأكوان من ذا للعلا

ربّا لقالت (٢) ربّها بّهالها

هذا المقالة افتراء بلا امترى

تبّت يدا يا ربّنا من قالها

أي المعالي (٣) نالها بهالكم

كلّا هو المشهور من جهالها

لا دين يردعه ولا علم له

الارويعي شاتها وإبالها

لو جاءت الزهرا بعض فعاله

لنفته حقا إن يكن من الها

إن قيل هذا في الوغى بطل فقل

لا ذا من الأبطال بل من بطالها

قل أينه في وقت ما (٤) اشتد الوغى

وحمى الوطيس بخيلها ورجالها

واعتم مولانا وقام بنفسه

أنا عامر رب العلا وأنا لها

وعطف بكل جنوده وآلاته

قهرا فهو (٥) رب العلا وجمالها

هذا الإمام اللّوذعي الأسد الذي

وقت الهزاهز لا يخاف أهوالها

بالحلم والدين الحنيفي والندى

وفي الشدائد حامل أثقالها

هيهات ما مثل الإمام الظافري

بزماننا في سهلها وجبالها

__________________

(١) أنظرها في ديوان محجة السالك للشيخ أبي بكر بن عبد الله العيدروس ضمن كتاب الجزء اللطيف في التحكيم الشريف : ٨٨.

(٢) الديوان : لنادت.

(٣) الأصل : المعاني.

(٤) الأصل : بالله ياما وقت ما وأوردناه من الديوان.

(٥) ساقط من الأصل.

٧٠

روحي الفدا لأنامل في كفّه

قد عم كل الخافقين نوالها

ما في السياسة والرياسة يا فتى

من مثله بملوكها (١) وأبطالها

هذا لبيت المال يصرف دائما

وفتاكم نهب النفوس ومالها

لو قدر الله العلا تنطق لنا

نادت بأعلى صوتها ومقالها

حكمت بأن الظافري هو تاجها

وابن الحسين على الصحيح نعالها

أن قدّر لله الأسود تغافلت

تاهت (٢) بطول قرونها أو عالها

إن الحروب سجال في حكم القضا

لا بد أن تلقى عليك سجالها

لا بد يا ابن الحسين تذوق ما

لم ذقته من شرّها ونكالها

صبرا قليلا إن دولتكم لنا

قد اذن الرحمن لي بزوالها

يا الله يا رب السماوات (٣) العلا

يا رافع الدرجات يا متعالها

عجّل لطائفة الفساد هلاكها

فلقد تزايد ظلمها وظلالها

ومن غريب (٤) ما وقع في هذه السّنة : حصل بمدينة زبيد زلزلة عظيمة ، وزلزلت تلك الليلة مدينة زيلع زلزالا عظيما شديدا وقع بعض بيوتها ، وخرج أهل البيوت إلى السّاحل ، ولم يرجعوا إلى منازلهم إلّا صباحا.

وفيها : توفي السيد الشريف الفاضل الولي الصالح ذو الكرامات السيد حسن بن عمر باعمر باعلوي بالشحر ودفن بالتربة عند جماعته ، وقبر في قبره ولد أخته السيّد أحمد بن عبد الرحمن البيض باعلوي رحمه‌الله ونفع به آمين.

وفيها : آخر شهر رجب توفي الشيخ الفاضل المقري المحقق الفقيه شمس الدين محمد بن أبي بكر بن الفخر البغدادي ، كان علّامة في الشحر

__________________

(١) الديوان «بقرومها».

(٢) بياض في الأصل.

(٣) ساقط من الأصل.

(٤) النور السافر : ٥٣. الفضل المزيد : ١٨١.

٧١

في علم القراآت وانتفعوا به خلق كثير في الشحر ونواحيها وبعد صيته في تلك الجهة رحمه‌الله تعالى.

وفيها (١) : انقض كوكب عظيم وقت العشا من اليمن في الشام منه وتشظى منه شظايا عظيمة ، ثم حصلت بعده هزة عظيمة.

وفيها (٢) : وجد كنز بقرية هقرة (٣) بين مدينتي عدن وموزع ، كان بها مسجد قد خرب فأراد رجل تجديد عمارته ، فوجدوا الحفارون في الأساس كنز ذهب شخوصا (٤) مضروبا عليها بسكة لا تشبه سكة الإسلام ، الوزن لكل شخص منها ربع أوقية كل أربعة منها أوقية ذهب ، وفيها قبل ذلك وجد أيضا بمدينة عدن كنز آخر في أساس مسجد لكنه دون هذا.

__________________

(١) النور السافر : ٥٣.

(٢) النور السافر : ٥٣ والفضل المزيد : ٢٨٦.

(٣) الأصل والنور السافر : هقدة بالدال المهملة وصوابه بالراء بلدة بالجنوب من حصن الدملؤة في بلاد الحجرية (معجم بلدان اليمن : ٢٨٠).

(٤) شخوص مفرده شخص : هو العملة الذهبية النقية وتحمل رسم الملك وتطلق أيضا على كافة العملات الذهبية المستعملة في الحلي ، أنظر في ذلك «الشهداء السبعة : ١٢٨».

٧٢

سنة إحدى عشرة وتسعمائة

في (١) يوم الجمعة وقت العصر تاسع عشر جمادى الأولى : توفي الشيخ العلّامة الحافظ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن خضر بن أيوب بن محمد بن الشيخ الهمام الخضيري السيوطي المصري الشافعي رحمه‌الله تعالى ، وصلى عليه بجامع الأفاريقي تحت القلعة ، ودفن بشرقي باب القرافة ، ومرض ثلاثة أيام ، والخضيري نسبة إلى محلة الخضيرية ببغداد ، وجد بخطه رحمه‌الله تعالى : أنه سمع ممّن يثق به إنه سمع والده يذكر أن جده الأعلى كان أعجميّا أو من المشرق ، فلا يبعد أن النسبة إلى المحلة المذكورة ، وأمه أم ولد تركية ، وكان مولده بعد المغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة بالقاهرة ، وكان يلقب بإبن الكتب لأن أباه كان من أهل العلم واحتاج إلى مطالعة كتاب فأمر أمه أن تأتيه بالكتاب من بين كتبه فذهبت لتأتي به فجاءها المخاض وهي بين الكتب ، فوضعته ثم سماه والده بعد الأسبوع عبد الرحمن ، ولقبه جلال الدين وكنّاه شيخه قاضي القضاة عّز الدين أحمد بن إبراهيم الكناني (٢) لما عرض عليه ، وقال

__________________

(١) النور السافر : ٥٤. وانظر ترجمته في العديد من الكتب منها : الكواكب السائرة ١ : ٢٢٦ وشذرات الذهب ٨ : ٥١ وكتاب الإمام جلال الدين السيوطي لعلي صافي وكتاب الحافظ جلال الدين السيوطي للقرني «ضمن سلسلة أعلام العرب : ١٣٧».

(٢) الأصل : الكساني.

٧٣

له : ما كنيتك قال : لا كنية لي فقال : أبو الفضل ، وكتبه بخطه ، وتوفي والده ليلة الاثنين خامس صفر سنة ٨٦٥ خمس وستين وثمانمائة ، وجعل الشيخ جمال الدين ابن الهمام وصيا عليه فلحظه بنظره ودعائه ، وختم القرآن وسنّه دون الثمان السنين ، ثم حفظ عمدة الأحكام ، ومنهاج النووي وألفية ابن مالك ، ومنهاج البيضاوي ، وعرضها وهو دون البلوغ على مشايخ عصره ، وأحضره والده مجلس شيخ الإسلام ابن حجر مرة واحدة ، وحضر وهو صغير مجلس الشيخ المحدث زين الدين رضوان العقبى ، ودرس الشيخ سراج الدين عمر ابن الوردي ، ثم اشتغل بالعلم على عدة مشايخ ، وحج سنة تسع وستين وثمانمائة ، وشرب من ماء زمزم لأمور منها أن يصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني ، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر ، ومصنفاته وصلت نحو الستمائة مصنفا سوى ما رجع عنه ومحاه ، وولي المشيخة في مواضع متعددة من القاهرة ، ثم إنه زهد في جميع ذلك وانقطع إلى الله بالروضة ، وكانت له كرامات في حياته وبعد وفاته ، وحكى زكريا بن الشيخ محمد المحلّي الشافعي : إنه عرض له مهم في بعض أوقاته ، قال : فسألته [أن يكتب](١) إلى بعض تلامذته بالوصية علي فامتنع وأطلعني على ورقة بخطّه إنه اجتمع بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في اليقظة مرات تزيد على سبعين مرة ، وقال له كلام ما حاصله : إن من كان بهذه المثابة لا يحتاج إلى مدد وإعانة من أحد ، وحكى عنه إنه قال : رأيت في المنام إني بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكرت له كتابا شرعت في تأليفه في الحديث وهو جمع الجوامع ، فقلت له : أقرأ عليكم شيئا منه ، فقال لي : هات يا شيخ الحديث ، قال : هذه البشرى عندي أعظم من الدنيا بحذافيرها ، وتصانيفه مشهورة في الفقه والحديث وغيره ، وبعضها في كراس وكراسين ، ومن شعره مضمنا لمصراع من البردة وهو ما كتب به إلى الحافظ السخاوي متحاملا عليه ومعرضا به :

__________________

(١) ساقط من الأصل.

٧٤

قل للسّخاوي إن تعروك مشكلة

علمي كبحر من الأمواج ملتطم

والحافظ الديمي غيث للزمان فخذ

«غرفا من البحر أو رشفا من الدّيم»

قال بعض الفضلاء : أن كلا من الثلاثة كان فردا في فنه مع المشاركة في غيره ، فالسخاوي تفرد بمعرفة علل الحديث ، والديمي بأسماء الرجال ، والسيوطي بحفظ السنن (١) والله أعلم ، وكان بينه وبين السخاوي منافرة كما تكون بين الأكابر ، ذكر الجلال السيوطي في المقامة السندسية له ، عند الكلام على احياء أبوي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : وهل يستبعد على من أنجى الله به الثقلين أن ينجي به الأبوين ، فإن استبعد هو ذلك ، فليست الشدة عندي بأرجح من الرّخاء ، وإن استكثر ذلك فإنه لبخيل حيث شح لأجمل الأمرين وهو السخاء ، وقال :

شيخ السخاوي بالأنجاء يذكره

عن والدي سيد الأبنا والأمم

إن عز أن يبلغ البحر الخضم روى

يا ليته يستقي من وابل الديم

وله شعر كثير ومنظومات وأبيات ، بيتين وثلاثة وأربعة في مثل قوله رحمه‌الله تعالى فيمن يفتي من الصّحابة في زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

لقد كان في عصر النبي جماعة

يقومون بالافتا قومة قانت

فأربعة أهل الخلافة منهم

معاذ أبي وابن عوف وثابت

وله فيما يسن قبوله من الأشياء :

عن المصطفى سبع يسن قبولها

إذا ما بها قد أتحف المرء خلان

فحلو وألبان ودهن وسادة

ورزق لمحتاج وطيب وريحان

وله في التي بعد الموت يجري ثوابها :

إذا مات ابن آدم ليس يجري

عليه من فعال غير عشر

علوم بثها ودعاء نجل

وغرس النخل والصدقات تجري

وراثة مصحف ورباط ثغر

وحفر البير أو إجراء نهر

__________________

(١) النور السافر : المتن.

٧٥

وبيت للغريب بناه ياوي

إليه أو بناء محل ذكر

وله في ذلك شيء كثير ، وأسيوط مدينة غربي النيل من نواحي الصّعيد في مستوى ، كثيرة الخيرات أعجوبة المتنزهات ، رحمه‌الله ونفعنا به آمين.

وفيها (١) : في يوم الخميس ثامن عشر ذي القعدة توفي عالم المدينة العالم القدوة والمفتي الحجة ذو التصانيف الشهيرة نور الدنيا والدين السيد الشريف أبو الحسن علي بن القاضي عفيف الدين عبد الله بن أبي الحسن علي بن أبي الروح عيسى بن أبي عبد الله محمد بن عيسى بن جلال الدين بن أبي العلياء بن أبي الفضل جعفر بن علي بن أبي الطاهر بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن حسن بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن داؤد إبن الحسن المثنى إبن الحسن الأكبر بن علي بن أبي طالب الحسني ، ويعرف بالسّمهودي نزيل المدينة الشريفة ، وعالمها ومفتيها ومؤرخها ، ترجمه الحافظ عبد العزيز بن فهد ، والشمس السخاوي ، وساقا نسبه كما ذكرته ، وقالا ما مختصره : إنه ولد في صفر سنة أربع وأربعين وثمانمائة بسمهود ونشأ بها وحفظ القرآن والمنهاج الفرعي ونشأ ولازم أولا الشمس الجوجري في الفقه وأصوله والعربية ، وعلى الجلال المحلّي قرأ بعض شرحه على المنهاج وجمع الجوامع وسمع دروسه من الروضة بالمؤيدية ، وأكثر من ملازمة الشرف المناوي وقسم عليه المنهاج مرتين والتّنبيه والحاوي والبهجة وجانبا من شرحهما ، وشرح جمع الجوامع كلاهما لشيخه الولي العراقي وغيرها من مؤلفاته وجملة في فنون ، وألبسه خرقة التّصوف وقرأ على النجم إبن قاضي عجلون تصحيحه للمنهاج ، وعلى الشمس البامي (٢) تقاسيم المنهاج ، وغيره وعلى الشيخ

__________________

(١) النور السافر : ٥٤. وانظر ترجمة السمهودي في : شذرات الذهب ٨ : ٥٠ والضوء اللامع ٥ : ٢٤٥ والاعلام ٤ : ٣٠٧.

(٢) في الأصل الباقي وفي النور السافر : البامي وأصلحناه من الضوء اللامع ٥ : ٢٤٥.

٧٦

زكريا في الفقه والفرائض ، وعلى الشمس الشرواني (١) شرح عقائد النسفي ، وغالب الطوالع للاصبهاني ، وسمع (٢) عليه الألهيات ، وقطعة من الكشاف ، ومن المختصر والمطول والعضد ، وشرح الأصل للغزي (٣) وغير ذلك ، وحضر عند العلم البلقيني ، وكذا الكمال إمام الكاملية ، ثم ألبسه الخرقة ولقّنه الذكر وقرأ عمدة الأحكام بحثا على السعد الديري ، وأذن له في التّدريس هو والبامي والجوجري ، وفي الإفتا الشهاب الشارحي (٤) بعد امتحانه بمسائل ، وفيه أيضا زكريا والمحلي والمناوي ، وعظم اختصاصه بالآخرين ، وتزايد مع المناوي وقرره في عدة وظائف [وعرض](٥) عليه النيابة فأباها مع قضاء بلده ، وألفّ عدة تآليف منها ، جواهر العقدين في فضل الشرفين ، واقتفاء (٦) الوفاء بأخبار دار المصطفى ، وله فتاوى وله كتب نفيسة رحمه‌الله في كل فن ، وكان على خير كثير ، وقطن المدينة من سنة ثلاث وسبعين ، وبالجملة فهو فاضل متفنن متميز في الأصلين والفقه مديم العلم والجمع والتأليف ، متوجّه للعبادة والمباحثة مع قوة يقين (٧) وعلى كل حال فهو فريد في مجموعه رحمه‌الله آمين.

وفيها (٨) : في عشية يوم الجمعة عاشر جمادي الآخر توفي الفقيه أحمد بن العلّامة الفقيه عبد الله بن أحمد بامخرمة ، وكانت ولادته بعدن بعد طلوع الفجر يوم الأربعاء أول يوم من شهر صفر سنة ست وستين وثمانمائة وأخذ عن والده وبرع في الفقه وغيره من العلوم ولا سيما علم الفرائض

__________________

(١) في الأصل : السمراري.

(٢) الأصل : وشمس الألهيات.

(٣) الأصل : للمقري.

(٤) كذا في الأصول والنور السافر صوابه الشارمساحي ، أنظر الضوء اللامع ٥ : ٢٤٦.

(٥) ساقط من الأصل.

(٦) كذا في الأصل وفي المطبوعة من هذا الكتاب وفاء الوفاء.

(٧) النور السافر : نفنن.

(٨) النور السافر : ٥٧.

٧٧

والحساب وإنه لم يكن له فيهما نظير ، حتى إن والده مع تمكنه من هذين الفنين كان يقول : هو أمهر مني فيهما ، وكان يحفظ جامع المختصرات في الفقه ، وممن أخذ عنه من الأئمة والأعلام محمد بن عمر باقضام وانتفع به كثير.

وفيها (١) : حصل بمدينة زبيد وسائر جهاتها ريح شديدة إقتلعت أشجارا كثيرة وكسرتها وهدمت بعض البيوت بزبيد والحكم لله.

وفيها (٢) : في سحر ليلة السبت الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الصّالح نجم الدين طلحة بن العباس الهتار بمدينة زبيد ودفن بها.

وفيها في شهر شوال (٣) : توفي الأمير الكبير الشهير أبو الغارات الشريف أحمد بن دريب صاحب جازان المشهور بالكرم والإحسان ما قصده ذو حاجه فرجع خائبا أبدا ، وقد تقدمّت حكايته مع الشريف محمد بن بركات في سنة ثمان.

__________________

(١) النور السافر : ٥٧. والفضل المزيد : ٢٩٠.

(٢) النور السافر : ٥٧. والفضل المزيد : ٢٩٠.

(٣) الفضل المزيد : ٢٩٢ وقلائد النحر لوحة : ١٩١.

٧٨

سنة اثنتي عشرة

وفيها (١) : توفي الشيخ الصديق ابن محمد المزجاجي صاحب الظّاهرة بمدينة زبيد وصلي عليه بعد صلاة الصبح بمسجد الأشاعرة ، ودفن إلى جنب والده بتربة بني المزجاجي.

وفي (٢) هذه السنة قويت شوكة الافرنج وحصل منهم على المسلمين ضرر عظيم في ناحية الهند ، وقيل فيها أخذ الافرنج جزيرة هرموز صلحا.

وفي (٣) السنة التي بعدها وفي آخر شعبان منها : قتل صاحب تريم عبد الله بن راصع وولدين له راصع ويماني ، وتولى بعده محمد بن أحمد ابن السلطان ، وعدلها لآل كثير ، ثم زالت عدالتها في رجب أو شعبان سنة أربع عشرة.

وفيها (٤) : قتل علي بن عبد الله بن محفوظ الكندي صاحب الهجرين ، قتلوه أصحابه في شهر ربيع الثّاني.

وفي هذا الشّهر : كانت وقعة الأخماس المشهورة بين آل عامر وآل عبد الله المحلف ، وقتل فيها خلق كثير من أهل السور ، اهتزموا فيها آل

__________________

(١) النور السافر : ٥٨.

(٢) قلائد النحر : ١٩١.

(٣) تاريخ شنبل : ٢٢٥ والعدة المفيدة ١ : ١٥٩.

(٤) العدة ١ : ١٥٩.

٧٩

عامر وانتصروا آل عبد الله ، والأخماس مكان بقرب أحروم عندل ، قال (١) الفقيه عبد الله بن عمر بامخرمة ومن خطه نقلت : قتل فيها من آل عامر نيّف وأربعين رجلا انتهى.

__________________

(١) من هنا يبتدي النقل من مذكرات الفقيه عبد الله بن عمر بامخرمة.

٨٠