تاريخ الشّحر وأخبار القرن العاشر

محمّد بن عمر الطيّب بافقيه

تاريخ الشّحر وأخبار القرن العاشر

المؤلف:

محمّد بن عمر الطيّب بافقيه


المحقق: عبد الله محمّد الحبشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الإرشاد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠

وفي يوم الاثنين ثامن شهر ذي القعدة : وصل سعيد بن عبد الله بن عفرار بروم يريد الحج في سنبوق صّياد هو وجماعة هاربين من قشن والسلاطين بها بدر ومحمد أخيه ، وكان دخول بدر بالعسكر قشن يوم الأحد وثمان في شوّال.

٣٢١

سنة ثلاث وخمسين

فيها : توصّل السلطان بدر وأخوه محمد من قشن ليلة السّبت الثاني من ربيع الثاني بعد أن استولى عليها وبنى بها حصنا وخلفوا الأمير محمد بن مطران والفقيه محمد بحرق بقشن ، فجاء الخبر يوم الثاني عشر من الشهر أن الأمير أحمد بن مطران خرجوا عليه المهرة وقتلوه وأخذوا أرضهم ، وبقي الحصن الذي بناه السّلطان بدر لنفسه فيه رماة ، وحصروا حصنه فاتهم السلطان بدر أخاه محمد أن عنده بطينة (١) من المهرة في قتله ، فقيّده في حصن الشحر ، ثم عزم مرة ثانية إلى المشقاص فكان خروجه ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين (٢) من ربيع الثاني إلى أن دخل وادي بالحاف أقام فيه تسعة أيام بعد أن توصّل محمد بن بدر وأصحابه من حضرموت من طريق المسيلة ، وحصل بينه في طريق المسيلة وبين بادية المهرة قتال بيّتوهم ليلة وقتلوا منهم نحو ستة جماعة ، منهم علي بن حسن بن مهنا المقروم ، وناس من آل عامر ، وعزم من الوادي إلى صيحوت ثم خرج من صيحوت يوم الأربعاء الخامس عشر من جمادى الأولى واتفق بجماعة من بادية بيت زياد على العقبة الكبيرة فطلع عليهم قهرا وقتل منهم نحو خمسة عشر رجلا من خيار بيت زياد ، وذلك في يوم الأربعاء خامس عشر جمادى الأولى المذكور ، وعزم فالتقوه جميع المهره بيت زياد وباديتهم بعقبة لبين

__________________

(١) بطينة : كأنها بطانة (معروف).

(٢) من هنا ينتهي النقص من (ح).

٣٢٢

ومنعوا عليه العقبه ببنادق وزربطانات فطلع عليهم قهرا بجملة العساكر من الأروام والزيدية وناس مهرة من بيت محمد معه ، فهزمهم وقتل منهم أجوادهم ومشايخهم ، فمن جملة من قتل من بيت زياد شيخهم سعيد بن عبد الله بن عفرار ، وربعين بن سعد بن طوعري بن عفرار ، وسعيد بن أحمد بن عفرار ، ومن بيت صوفح محمد بن عمر ، وسليمان بن سعد بن حجوير ، وأخوه محمد بن حجوير ، ومن بيت مسعود أحمد بن حرحى وعمرو بن إصحاح وعمر بن سليمان بن طهواسه وغيرهم ، فجملة من قتل من بيت زياد بالعقبة نحو خمسة وعشرين رجلا ، والمقصود أن الذي قتل في العقبة الأولى والثانية عقبه ليبن من المهرة نحو الستين رجلا ، ثم يوم الجمعة السّابع عشر من جمادى المذكور دخل قشن بالظفر والنصر ورجع السلطان من قشن إلى الشحر يوم الاثنين الثّامن والعشرين من جمادى الأولى ، وفي ذلك اليوم أطلق أخاه السلطان محمد من القيد ، وفي ذلك اليوم اتفق موت بنت للسلطان محمد ، وهي زوجة علي بن عمر.

وفيها يوم الأحد سابع عشر ربيع الأول : توصّل سعيد بن عبد الله بن عفرار من الحج.

وفيها (١) : توصّل الباشة أويس من مصر إلى زبيد في عسكر في شهر رجب أو شعبان ، وأرسل إليه السّلطان بدر حسن باكثير (٢) بهدّية عظيمة وتخالف هو وقاصد من الباشة إلى الأمير ناصر بالجوف ، وكان وصوله أول يوم في شوال إلى الشحر ، فأرسل مع القاصد السّلطان علي بن عمر إلى الجوف ، وكان مسير علي بن عمر والقاصد ليلة الخميس الثامن من شهر شوال.

وفيها : قتل الخواجا صفر سلمان ، وذلك أن المسلمين تحالفوا الخواجا صفر وجماعة أهل الديو والإفرنج وحصل بينهم قتال وحصار

__________________

(١) أنظر البرق اليماني : ٩٥.

(٢) هو الشيخ حسن بن عبد الله باكثير انظر ترجمته في البنان المشير : ١٨.

٣٢٣

لكون الإفرنج ضيّقوا عليهم المسلمون ، فقتل الخواجا صفر ببندق وقيل بمدفع ، وذلك آخر ربيع الثاني.

قال السيد عبد القادر (١) وفيها لست ليالي بقين من ربيع الثاني : قتل الأمير الكبير الخواجا صفر سلمان الرومي المخاطب بخداو ندخان ويجمع تاريخ موته ، نبأ مقتل صفر ، وكان مشهورا بالشجاعة والرّأفة وفعل الخير والإحسان رحمه‌الله تعالى انتهى ، وبعد اعتدوا المخذولون وخرجوا على المسلمين واقتتلوا أيضا مقتلة عظيمة قيل أنها دخلت عليهم غربان.

وفي النّصف من رمضان : قتل محرم بن الخواجا صفر وجوجار خان الحبشي طلعوا على الأفرنج بسلم في كوتهم من جهة البحر هم وجماعة من المسلمين فاقتتلوا بالكوت وانكسر السلم واهتزموا أصحابهم وانكشف المسلمون ، وهي آخر وقعة ، وقتل من الإفرنج نحو ألف وسبعمائة إفرنج ومتنصّرة ، ومن المسلمين نحو ألفين يقال أنه قتل من الوزراء عشرة ، ورجعوا الإفرنج إلى كوتهم ، فوصلت تجريدة للإفرنج كبيرة فخرجوا إلى البلاد فلما عرف المسلمون أنه لا طاقة لهم خرجوا من البلاد ، وهذا الخبر وصل في طليعة للسّلطان بدر من الهند ، فيها محمد بن حسمي المحمدي المهري ، وكان وصوله يوم الخميس سادس شهر ذي القعدة من السنة المذكورة.

وفيها (٢) توفي السيد الجليل عبد الله بن علوي بن الشيخ عبد الله العيدروس المتزّوج بالسيدة الولية الصالحة مزنة بنت الشيخ الكبير أبي بكر بن عبد الله العيدروس صاحب عدن بتريم ، وقبر في قبر أبيه علوي ، والسيد عبد الله هو والد سيدنا السيد الجليل وحيد عصره وفريد دهره الآتي ذكر بعض محاسنه البهيّة ، وطرف من أوصافه المرضيّة عمر بن عبد الله العيدروس ، والسيدة مزنة بنت الشيخ أبي بكر والدته نفعنا الله بهم آمين وأعاد علينا من بركاتهم.

__________________

(١) النور السافر : ٢١٧.

(٢) النور السافر : ٢١٧.

٣٢٤

سنة أربع وخمسين

فيها يوم الأربعاء ثامن شهر صفر : سار تجهيز الأمير يوسف التركي في اثني عشر خشبة وجملة عسكر على أنهم إلى سقطرا ثم ترجح للأمير (١) أحور فاجتمع بمجرب صاحب دثينة والهربي وساروا إلى أحور ، فالتقاهم صاحبها علي بن حنش فاقتتلوا فانهزم أهل أحور ، فقتل منهم بدر بن حنش وجماعة نحو خمسين من أصحابه ، وأخذها الأمير صلحا على سبعة عشر ألفا نقدا وخمسة دروع وخمس خيل وأربعمائة فرق كل سنة ، وكانت الوقعة في ربيع الأول ورجع الأمير سالما هو والعسكر ما قتل إلّا رجل واحد ، وهو النقيب سعيد الذيباني قتلوه أصحابه غلطا ، وكان وصولهم إلى الشحر يوم الأربعاء الثاني عشر من ربيع الثاني.

وفيها شهر صفر المذكور : ولي القضاء سالم بن محمد معيبد مرة ثانية ، وتأمّر بالشحر الأمير كثير بن مسعود ، وسار السلطان بدر بالعسكر الذي مع الأمير يوسف ، والأمير يوسف إلى حضرموت وخرجوا بالمدفع معهم ، وخرج السلطان بجميع أهله.

وفيها يوم الثالث والعشرون من جمادى الأولى : أخذ علي بن سليمان التّولقي (٣) عدن من الأروام ، وسبب أخذها أن الأروام طلعوا من

__________________

(١) أي ترجح للأمير الذهاب إلى أحور بلد معروف هنالك.

(٢) في البرق اليماني : ١٠٠ «علي بن سليمان البدوي» وكذا في هدية الزمن : ٩٩ وفي

٣٢٥

زبيد وعدن إلى صنعاء مع الباشة أويس لأخذ صنعاء ، ولم تبق في عدن رتبة إلّا قليل من الأروام وقتلهم لباشتهم في ذمار كما سيأتي ، فلما علم بذلك وصل إلى عدن يوم ثالث وعشرين شهر جمادى الأولى وطلع عليهم من الخضراء ولم تدر الأروام إلّا بالتكبير فيها والقتل فيهم فانحازوا منهم مائة رومي إلى حسن أغتهم ، فطلبوا الأمان فأمنهم علي بن سليمان وسيّرهم في غراب لأهل منيبار إلى الشحر ، وكان وصولهم إلى الشحر يوم السّابع من شهر جمادى الآخرة من السنة المذكورة ثم إن الباشة أويس وهو الذي أخذ تعز من البصري (١) أمير الإمام شرف الدين كما تقدم ذكر ذلك جمع العساكر إلى صنعا وسار يريد صنعاء ، فلما وصل إلى ذمار قتل في ذمار قتله رجل رومي من أصحابه يسمى البهلوان وهرب (٢) فولوا العسكر أزدمر التركي فقاتلوا صنعاء وأخذوها من الشّريف مطهر بعد قتال وقع بينهم عظيم ، ففتحوا (٣) الأبواب أهل صنعاء وخرجوا منها ، فدخلوها الأروام في شهر رمضان (٤) ، وقتلوا فيها عالما كثيرا واستباحوا النساء والذراري ، ثم إن الباشة ألزم بعد أخذ صنعاء أخرج من الأروام خمسمائة مقدمهم مارزه الرّومي على علي بن سليمان (٥) إلى عدن فخرج للقائهم علي بن سليمان في عسكر يوم الثّاني من شوّال من السنة المذكورة التي أخذ فيها عدن ، فلاقاهم بالرّعارع يوم الثالث عشر أو الرابع عشر من شوال فقتل حصل له بندق رحمه‌الله وانهزم أصحابه إلى خنفر ، فقدموا الأروام إلى عدن ثاني يوم من قتل علي بن سليمان ، وفيها ولده محمد بن علي بن سليمان ، وفيها غرابين من الإفرنج وجماعة من المهرة فناوشوهم القتال

__________________

فرضة عدن : ٢٢٨ «علي بن سليمان الطولقي بالطاء نسبة إلى الطوالق شرقي أبين.

(١) كذا في الأصول وفي روح الروح «النصيري».

(٢) انظر خبر أويس في البرق اليماني : ٩٦ والإحسان : ٣١ وغاية الأماني.

(٣) كذا وقد نبهنا على مثله فيما سبق.

(٤) أنظر دخول العثمانيين صنعاء في البرق اليماني : ٩٩.

(٥) البرق اليماني : ١٠٠.

٣٢٦

ثلاثة أيام ، وطلعوا من باشورة (١) فيها رتبة من العبادلة (٢) بمواطاتهم بين جبل المكريم (٣) والخضراء فطلع منهم مئتان وخمسون روميّا فلاقوهم أهل البلاد فقتلوا من الأروام مائة وانهزموا إلى لحج وارسلوا إلى زبيد وصنعاء لزيادة عسكر.

وفي يوم السبت ثامن وعشرين رمضان : وصلوا غرابين إفرنج إلى بندر الشحر من هرموز برسالة لصاحب عدن علي بن سليمان ، ومعهم هديّة ومهاترة (٤) وكتب إليه ، وسيأتي أخذها في السّنة التي بعدها.

وفيها (٥) توفي الشيخ جار الله [محمد](٦) بن عبد العزيز بن عمر بن محمد بن محمد بن فهد الهاشمي المكي ، وكان مولده ليلة السبت العشرين من شهر رجب سنة إحدى وتسعين وثمانمائة ، ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وكتبا كأربعين النّووي ومنهاجه ، وسمع من السخاوي والمحبّ الطبري وأجاز له جماعة كعبد العزيز بن البساطي وغيره ، ولازم والده في القراءة والسّماع وتوجّه معه إلى المدينة وجاورا بها سنة تسع وتسعمائة ، وسمع بها من لفظ والده تجاه الحجرة الشّريفة الكتب الستة وشفاء عياض وغيره على السيد السّمهودي بعضها وتاريخه المسّمى الوفاء وفتاواه ، وألبسه خرقة التّصوف ، وقرأ على أبيه فيها «العمدة» «والشمائل» وغيرهما ، ولما عاد لمكة أكثر عليه من قراءة الكتب الكبار ، ورحل إلى مصر والشام وحلب وبيت المقدس واليمن وأخذ بها وفي غيرها من البلدان نحو السّبعين على جماعة من المسندين وأجازه خلق كثيرون ، واشتغل في فنون ، وأخذ الفقه والأصلين والنحو عن الشيخ عبد الله

__________________

(١) تحقق هذه اللفظة وفي اللغة الباشورة الحائط الظاهر أو مايرى منه.

(٢) العبادلة : هم سلاطين لحج وهذا أول ذكر لهم وقد فات هذا صاحب (هدية الزمن).

(٣) كذا. ويحقق إذا كان تصحف عن المنصوري أنظر فرضة عدن : ١٩.

(٤) جمع مهتار : سبق.

(٥) النور السافر : ٢١٧.

(٦) ساقط من الأصول وأضفناه من عندنا.

٣٢٧

باكثير (١) ، ودخل الرّوم عودا على بدء ، وتزوّج ورزق الأولاد وحدّث بالحرمين الشريفين وغيرهما.

__________________

(١) هو الشيخ عبد الله بن أحمد بن محمد باكثير المتوفى سنة ٩٢٥ ه‍ انظر «البنان المشير» : ٢١.

٣٢٨

سنة خمس وخمسين

فيها في شهر المحرم يوم الخميس الرّابع عشر : أخذ الأروام عدن وقتلوا محمد بن علي بن سليمان (١).

وفيها يوم الاثنين التاسع من شهر صفر : وصل تجهيز الإفرنج خذله الله من جوه إلى بندر بروم أرسالا قاصدين إلى بندر عدن لما أخذها علي بن سليمان التولقي من الأروام وأطمعهم فيها ، وقيل أنهم وصلوا إليه باستدعائه إياهم ليكونوا نصرة له على الأروام ، فأول ما وصل إلى بروم اثنين وعشرين غرابا وبرشة كبيرة ، وقد سبق قبل ذلك ستة غربان كل ثلاثة وحدهن والثلاثة الأولات وصلن بندر عدن ، فما وصلوا إلّا وقد البلد مع الأروام كان أخذها على يد الأمير بيرى الرّومي ، وقد قتل علي بن سليمان ، وبعد ذلك ولده محمد فخرجوا الأروام على الثلاثة الغربان فأخذوا اثنين وانفلت أحدهم وهرب ، ثم حدث يوم الجمعة ثالث عشر صفر المذكور ثلاثين غرابا وبرشتين إلى بروم ، فبعضهم دخل بروم استقى منها وصرين الجميع إلى الجزر وصحبتهم سعد بن عيسى بن عفرار ، وذلك أنه دخل جوه مستصرخا بهم لما أخذ السّلطان بدر بلاد مهرة قشن وأعمالها والغرابين المأخوذات فيهم من الإفرنج نحو عشرين رموا بأنفسهم البحر يسبحون إلى ساحل خنفر يريدون إلى صاحبهم علي بن سليمان ، ورجع

__________________

(١) البرق اليماني : ١٠١.

٣٢٩

التجهيز لما سمع بخبر علي بن سليمان وأخذ الأروام عدن صحبة سعد بن عيسى إلى قشن يوم الأربعاء رابع وعشرين صفر فحصروا حصن قشن وقتل منهم جماعة نحو أربعين رجلا من الإفرنج قتلوا بالبنادق تحت الحصن ولم يحصلوا منه على شيء حتى وصلت البرشتان الذي من تجهيزهم الكبار يوم السّبت ، فقاتلوا الحصن بالمدافع ليلة السّبت ويوم الأحد ، وذلك يوم التّاسع والعشرين من صفر فاستولوا على الحصن ودخلوه عنوة وقتلوا النّقيب وجميع الرّماة الذي في الحصن إلّا سليمان بن سعد بن سليمان المحمدي احتصر معهم خفره (١) سعد بن عيسى بن عفرار وسار معهم إلى الهند ورجع بضمانة سعد بن عيسى ، وإنما عزموا به معهم ليخبر أصحابهم بما فعلوا فريق العرب ، وسار التجهيز من قشن إلى جوه يوم الخميس ثالث عشر ربيع الأول من السنة المذكورة ، وبعد ذلك أرسلوا المهرة مبارك بن محمد الشيخاني (٢) وعلي بن عبد الصّمد إلى الشحر للصّلح ، وكان وصولهم يوم السّبت الحادي عشر منه ولم يفتحوا الكلام بل عزم السلطان على المسير إلى المشقاص ليلة الإثنين الرابع عشر من ربيع الأول ، وتلك الليلة انكسف القمر واضمحل نصف اللّيل ، فسير تلك اللّيلة علي بن عمر وأهل الخيل والسّلطان توقف منتظرا وصول غربان من أحور ويوسف الصّغير من زيلع ويوسف الكبير من حضرموت ، ثم لما كان ليلة الجمعة ثامن عشر ربيع الأول عزم مبارك ، السجاني (٣) ، وسعد بن عيسى بن منقوش إلى قشن في كلام الصّلح فلما وصلوا عزم السّلطان إلى المشقاص في غربانه الثلاثه وكان مسيره بحرا وطلع معه سعد هواشي واثنين آخرين مهرة ، وذلك وقت غروب الشّمس ليلة الاثنين ثامن وعشرين ربيع الأول ، ووصل حيريج وقد سبقه إليها علي بن عمر وولده وأهل الخيل ، وكان قد جهزّ السّلطان غرابين قبل خروجه من الشّحر إحداهن فيه

__________________

(١) خفرة : حماة.

(٢) في الأصل بدون نقط وأثبتناه من العدة ١ : ٢٠٠.

(٣) كذا وسبق بالشيخاني.

٣٣٠

محمد بن مطران على أن كل من وصل من السّواحل من بيت زياد يقتله ، فقتل جماعة من سفاره بيت زياد في البحر منهم محمد بن طوعري وصوفح وسعد بن عجاج وبن حرجى وعبود بن أحمد بن حروان (١) وأخوه الصّغير نحو أربعة عشر رجلا ، ولحقوا مركبا سواحليا فيه ولد سعد بن محمى وسليمان بن بشر قتلوهم وذلك في آخر ربيع الأول من السّنة المذكورة وجماعة آخرين ، وأخذ أموالهم ، فلما وصل السلطان حيريج جاء إليه سعد بن عيسى بن عفرار ساقطا فقبله ، ثم اصطلح هو وإياه على العدالة في الحصن وعدل النقيب علي بن طاهر الذيباني ، وعلى أن لهم قواعدهم الأصلية ولا لأحد اعتراض في بلدهم ، فاتفق الصّلح ورجع السلطان إلى الشحر وجميع العسكر ، فلما وصل الشحر جاء مكتب من حضرموت من بحرق يخبره أنا قبضنا أولاد آل عامر وقيّدناهم في الهجرين ، وقيدنا آل مخاشن في هينن ، والآن على رأيك فيهم وعنده في الشحر ثابت بن علي بن فارس وريّس بن محمد بن علي بن فارس ، وجماعة من آل عامر ، فأمر بأخذ خيلهم ، وشردوا آل عامر من الشحر ففرق السّلطان خيلهم على الناس ، فكان هذا سبب دخولهم على العمودي وبعضهم الصائر إلى أخذ الكسر وإطلاق أولادهم كما هو مذكور.

وفيها : عزم السّلطان بدر لحرب العمودي وآل عامر إذ ذاك حاصرين شبوة والعمودي محاصره الأمير يوسف وعلي بن عمر بالمدفع ، وكان صيالتهم على الشيخ بالمدفع في شعبان ، ودخل رمضان وهم محاصرينه وغاروا آل عامر إلى هينن والكسر في رمضان وأخذوا عليه حصن الماء ، وقدموا إلى نحو بضة فالتقاهم العمودي فاهتزم عسكر يوسف وعلي بن عمر وقتل جماعة من الفريقين فلما غاروا نهد إلى هينن ، وحصل قتال بين الأمير عنبر والمقاريم وفي عنبر كون (٢) ، وسلم ، وبعد أن السّلطان عزم من

__________________

(١) كذا وسبق بخردان.

(٢) كون بفتح الكاف وإسكان الواو : إصابة غير قاتلة.

٣٣١

الشحر إلى حضرموت ليلة الأثنين تاسع عشر رمضان ، وأمر تلك اللّيلة ببناء المدرسة على يد حسن باكثير ، وذلك بشّوال ، وأمر ببناء بيت لنفسه شرقي البلاد على يد الأمير كثير بشوال ، ثم إن (١) السلطان عيّد الفطر بسيؤون ، وعزم إلى شبوة فلما علموا بقدومه آل عامر شردوا إلى عياذ ، وأماكم أخرى فمنعها ، ثم وصله ابن عبد الواحد صاحب حبّان إلى شبوة وطلبه المسير معه إلى خصوم له هناك مثل باقب صاحب يشبم (٢) وبن سدة ، فعزم معه السلطان بجنده وطلّعه المصنعة ، فلما علم باقب شرد إلى الجبال ، وأما بن سدة فأرسل الفقيه عبد الله [بن عمر](٣) بامخرمة بخيل ودروع فقبل منه وتركه على حاله في بلده ، وباقب اصطلح هو والسلطان على دروع ومال ، ثم لم يف بما ضمنه فجهز السلطان عسكره إلى يشبم فنهبوها وأحرقوها ، ثم رجع السّلطان إلى شبوة وأعطاها أناسا من الأنسيين ، ورجع إلى هينن وقتل بها عبد الله بن محمد بن زامل باجري ، فلم يلبث إلّا قليل ثم عزم إلى سيؤون ومنها إلى الشحر ، وجعل أمر الكسر وحضرموت إلى الأمير والفقيه محمد بحرق ، وكان وصوله إلى الشحر راجعا من حبّان والكسر وحضرموت ليلة الجمعة الثالثة والعشرون من المحرم سنة ست وخمسين ، ثم لما وصل السلطان إلى الشحر رجعوا آل عامر إلى حصار شبوة وبقي الفقيه محمد بحرق يكتب للسلطان ، فقال السلطان : يعزم علي بن عمر والعسكر وجميع أهل حضرموت ، ثم إن العمودي لما حصلت الهزيمة المذكورة ، وردوا المدفع إلى صيف وتفرقت عساكر السلطان سار إلى جهة حبان ، فأصلح بينهم هناك واجتمع بثابت بن علي بن فارس ، ومحمد بن علي بن سليمان ، وحالفوا خيلا كثيرا وعصبوا القبائل وتحمل بأكثر المصاريف (٤) ونزل بهم إلى شبوة ، ثم أن علي بن عمر طلع إلى الجبل عند

__________________

(١) انظر هذا النص نقلا عن باسنجلة في الشامل : ٥٧.

(٢) يشبم بلدة وواد من بلاد العوالق العليا.

(٣) زيادة من الشامل.

(٤) الأصل : المصارين.

٣٣٢

آل كثير يبغاهم يسيرون معه إلى شبوة لما علموا بجمع نهد كثير تحت شبوة فلم يسيروا (١) معه فرجع إلى هينن ، وحصل عنده شي من الخيالات هو والأمير يوسف التركي ، لأن الفقيه محمد بحرق أكثر عليهم الكلام عند السلطان ، فمات الفقيه بحرق بهينن ، فشلّوا ما كان معه على شيء والدّروع وانحدروا إلى شبام وتركوا الكسر هو وموسم فيه عظيم ، فرجع الامير عنبر إلى سيؤون وسعيد بن عطيف إلى دوعن ، وتفرقوا شذرمذر وجلس علي بن عمر ويوسف يحاولون رامي (٢) شبام فلم يحصلوا (٣) على شيء فساروا وآل عبد العزيز إلى البادية واختلفوا هم وإياهم على مخالفته ـ أي السلطان ـ فعلم السلطان بذلك ، فأرسل الشيخ محمد بن أبي بكر عباد ، وجعفر بن محمد بن علي بن رابضة إلى آل عبد العزيز العوامر والشنافر ، فوجدوهم قد أرسلوا إلى آل عامر : إنكم تقبلون إلى الكسر وتبنون السور فأقبلوا نهد جميعهم هم والشيخ العمودي فحطوا تحت السور وبنوها ، وأقاموا بيوتهم في الحال والسلطان في الشحر فجاء باعباد وأعلمه أنهم معتصبين الجميع ، ووصل مكتب بن عنبر : أن علي بن عمر وآل عبد العزيز دخلوا بور أدخلوهم آل باجري يوم الأحد ثاني عشر جمادى الأولى ، فلما وصل إلى سيؤون يوم الاثنين حادي وعشرين منه راسلهم فلم يجد عندهم طريقا فعزم يحصرهم فيها ، فانتقلوا الجميع وجعلوها خالية واصعدوا إلى الكسر وحد (٤) إلى الجبل وحد منهم غار تريم ، وقتل بها غانم بن عطيف ومحرز رامي تريم ، ثم قتلوهم العوامر والخّراز أيضا قتل معهم ، فأصعد السّلطان إلى هينن وأرسل إلى آل عامر بحديث فوقع صلح ضعيف على إطلاق أولاد آل عامر الذين هم مقيدون بالهجرين فأطلقوهم وأطلقوا أيضا آل مخاشن المقيدين بهينن ، وأعطاهم بلادهم حوره فلما اطلقوا رجع السلطان

__________________

(١) الأصل : يسيرون والإصلاح من عندنا.

(٢) كذا في الأصل ومثله في العدة.

(٣) الأصل يحصلون. وفي العدة أصلحه «يحصلان».

(٤) حد : هي أحد بتخفيف الألف بمعنى بعض منهم.

٣٣٣

إلى سيؤون وخالفوا الحديث في الصلح ، وأرسلوا لآل كثير فوصلوهم هم وعلي بن عمر فاجتمع بالكسر ، وأخذوا آل عبد الله الأحروم وكلّ أخذ بلاده في الكسر ، وحاصروا هينن وغاروا تحت شبام ، فخرج السلطان ووصل الغرفة فاستقل خيله فرجع إلى سيؤون ، وأرسل إلى الشريف ناصر بن أحمد صاحب الجوف أن يجمع له مائتي خيّالا بالطّمع (١) يبغى يلقاهم.

وفي رجب منها : اصطلح السّلطان والعمودي.

وفيها (٢) : توفي السيد الشريف الولي الفاضل الكامل الصالح العابد الزّاهد الشيخ الحسن بن الشيخ علي بن أبي بكر بن الشيخ بحر الحقيقة العارف بالله تعالى عبد الرحمن السّقاف باعلوي ، وكان من المشايخ العارفين وعباد الله الصالحين صاحب هيبة عظيمة لا يراه أحد إلّا هابه ، وكان يصلي في مسجد والده الشيخ علي ، وكان إذا دخل الصلاة وأحرم ارتعدت فرائص الحاضرين لهيبته ، فهمّ بالصلاة معه السّيد الولي المجذوب عبد الله بلفقيه باعلوي المتوفى بمكة ، فلما سوّى الصفوف وكبّر طاش لبّه ودهش عقله ، وقال : ما هولاء [إلّا بقر](٣) ـ يعني الحاضرين ـ وأخذ ثوبه وخرج هاربا ولم يصلّ معه ، رضي‌الله‌عنه ونفعنا به آمين.

__________________

(١) كذا. وكأنها بالأجر ، أو ما يعطى لهم من النهب.

(٢) النور السافر : ٢٢٢.

(٣) ساقط من (س).

٣٣٤

سنة سبع وخمسين

فيها (١) : توفي السّيد الشريف الفقيه العلامة النبيه وحيد عصره وعالم قطره شهاب الدين أحمد بن علي بن علوي خرد بن محمد بن عبد الرحمن بن الشيخ الكبير عبد الله باعلوي ، ويعرف رحمه‌الله تعالى بالقاضي أحمد شريف ولي القضاء بحضرموت من العقّاد (٢) إلى قبر نبي الله هود لم يعارضه معارض ولم ينقض عليه ناقض ، ولم يل القضاء من آل باعلوي غيره تخرج وتفقه بالفقيه الإمام عبد الله بن عبد الرحمن فضل ، والفقيه السيد جمال الدين محمد بن عبد الرحمن الأصقع باعلوي ، انتهت إليه رئاسة العلم والفتوى بحضرموت ، وكان مولده يوم الجمعة تاسع شهر الحجة سنة ست وثمانين وثمانمائة ، وكان من خلقه الصّبر والاحتمال يسمع كلام الجفاء بأذنه ولا يتكلّم ولا يكافي صاحبه ، رحمه‌الله تعالى.

وفيها : توفي السيد الشّريف الصالح عبد الرحمن بن شيخ بن إسماعيل ببلاد القمر (٣)

وفيها خامس شهر جمادى الأولى : توفي الجمال محمد بن عبد الله

__________________

(١) غرر البهاء الضوي : ١٧٨. والمشرع الروي ٢ : ٧٤.

(٢) العقاد بالعين المهملة والقاف المعجمة المشددة قبل الألف والدال وهو جبل قريب من شبام بحضرموت.

(٣) كذا في الأصل وفي (س) بيّض له. وبلاد القمر تقع في مضيق موزمبيق بين مدعشقر والساحل الإفريقي.

٣٣٥

الملقب صرموع الكثيري ابن أخي السّلطان بدر رحمه‌الله تعالى.

وفيها (١) توفي السّيد الشريف الولي الصالح العارف بالله تعالى الفالح شجاع الدين عمر بن شهاب بن الشيخ عبد الرحمن بن علي باعلوي رحمه‌الله تعالى ، وكان سيدا مشهورا بالكرامات والصلاح والزّهد والورع والمكاشفات نفع الله به.

__________________

(١) النور السافر : ٢٢٣.

٣٣٦

سنة ثمان وخمسين

فيها (١) في شهر شعبان : توفي الشيخ الصّالح العلامة الفقيه عبد الله بن الفقيه محمد بن الشيخ الفقيه حكم بن (٢) سهل بن الفقيه الولي عبد الله بن محمد بن الشيخ الفقيه حكم باقشير الشافعي الحضرمي ، وتسمى بلده العجز ، وقبره في بلد من حضرموت تسمى قسم ، وقبره بها معروف يزار ، وكان من الأئمة المحقّقين والعلماء العاملين والفقهاء البارعين ، صاحب تصانيف مفيدة وحيد زمانه علما وعملا وزهدا وورعا ، ومن تصانيفه المشهورة في الفقه كتاب «قلائد الخرائد وفرائد الفوائد» (٣) في مجلد ضخم ذكر أنه جمع فيه ما لا يوجد صريحا في الكتب المختصرة في الفقه مما أخذه من المبسوطات والفتاوى المتفرقات ، ومنها «القول الموجز المبين» (٤) ومنها كتاب «السعادة والخير في مناقب السادة بني قشير» (٥) ورسالة صغيرة في الفرج ، ومن مشايخه الشيخ الكبير والعلم الشهير أبو بكر بن عبد الله العيدروس نفعنا الله به ، والولي الصالح الشيخ عبد الرحمن بن علي باعلوي ، والفقيه الصالح عبد الله بن عبد الرحمن فضل.

__________________

(١) النور السافر : ٢٢٤. وانظر ترجمته لنفسه في البركة والخير (خ).

(٢) النور السافر (حكم سهل).

(٣) طبع أخيرا سنة ١٤١٠ ه‍ في مجلدين ضخمة.

(٤) منه مخطوطة بحوزتي وأقوم بتحقيقه.

(٥) في مجلد كبير منه مخطوطة مصورة بحوزتي.

٣٣٧

وفيها (١) : وقع من أمير الحاج الفاجر (٢) مما سوّلت له نفسه الخبيثة من الهجوم على السّيد الشريف صاحب مكة محمد أبي نمى بمنى يوم النحر ليقتله هو وأولاده في ساعة واحدة ، فظفروا به وأرادوا قتله وجميع جنوده لكنه ـ يعني الشّريف ـ اشفق على الحاج أن يقتل عن آخره فلا يعقل منه عقال ، فأمسك عن قتاله ، ثم ذهب ليلة الغد إلى مكه والناس في أمر مريج ولم يزد ذلك الجبار إلّا طغيانا فنادى أن الشريف معزول ، فلما سمعت الأعراب ذلك سقطوا على الحجاج [ونهبوا](٣) منهم أموالا لا تعد ، وعزموا على نهب مكة بأسرها واستئصال الحجاج والأمير وجنده ، فركب الشريف جزاه الله تعالى عن المسلمين خيرا وأثخن في العرب الجراح ، وقتل البعض فخمدوا ، ثم استمر ذلك الجبار بمكة والناس في أمر عظيم (٤) بحيث بطلت أكثر مناسك الحج ، وقاسوا من الخوف والشدة ما لم يسمع بمثله ، ثم رحل ذلك الجبار بأن يسعى في باب السّلطان بعزله وقتله.

قال بعض الصالحين من أهل اليمن : فخرجت من مكة في تلك الأيام إلى جدة وأنا في غاية الضيق والوجل على الشريف وأولاده والمسلمين ، فلما قربت من جده قبيل الفجر نزلت استريح ساعة حتى يفتح باب البلد فرأيت في النوم النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه علي كرم الله وجهه وفي يده عصى معوجة الرأس ، وكان يضرب عن الشريف أبي نمي ويقول : أخبره أنه لا يبالي بهؤلاء وإن الله تعالى ينصره عليهم ، فما مضت إلّا مدة يسيرة وإذا الخبر أتى من باب السّلطان بغاية الإجلال والتّعظيم للشريف ، فنصره الله تعالى على ذلك المفسد ومن أغراه على ذلك ، وعاد أمر المسلمين إلى ما عهد من الأمن الذي لا يوجد في غير ولايته.

__________________

(١) النور السافر : ٢٢٥. وانظر في ذلك خلاصة الكلام : ٥٣.

(٢) في خلاصة الكلام «محمود باشا».

(٣) زيادة من النور السافر.

(٤) النور السافر : مريج.

٣٣٨

وفيها (١) : كانت مقتلة الجرب (٢) بجيم وموحّدة بينهما راء ساكنة ، وهي مشهورة عند أهل حضرموت [بحسب](٣) تاريخ في هذه السنة ، وهي أن جماعة من عبيد آل يماني ، وكان السلطان أخصمهم لطغيانهم وقوتهم وشجاعتهم ، فاتفق أنهم اجتمعوا كلهم في مكان أو قرية تسمّى الجرب بأسفل حضرموت فأخبر السّلطان بدر بذلك فجهز إليهم عسكرا وحاصرهم في تلك القرية إلى أن أضرّ بهم الجوع والتّعب من شدة الحصار حتى أكلوا الجلود والميته ، فدخلوا عليهم وقتلوهم عن آخرهم وكانو خمسمائة ، ووجدت بخط سيدنا السيد الشريف عبد الرحمن بن أحمد البيض باعلوي رحمه‌الله : أن حكاية الجرب هذه كانت في السنة التي بعدها وهي سنة تسع وخمسين في شهر صفر.

__________________

(١) النور السافر : ٢٢٥. وتاريخ الدولة الكثيرية : ٥٢.

(٢) محل بقرب مدينة تريم (العدة ١ : ١٢٠٦.

(٣) زيادة من العدة.

٣٣٩

سنة تسع وخمسين

كانت (١) عمارة في البيت الشريف زاده الله تعظيما وتشريفا ، وتاريخ ذلك للسّيد عبد العزيز الزمرمي في المصراع الأخير من هذا البيت :

وقد أتي تاريخ ترميمه

رمّم بيت الله سلطاننا

وفيها (٢) : عمر السّلطان بدر مدرسته التي بالشحر لطلبة العلم ، فأرخ فراغ بنيانها الفقيه أحمد بن محمد بن عبد الرحيم الجابري رحمه‌الله تعالى :

شاده البدر مسجد قد تعالى

بعلاه على النجوم المضية

رب من قال أرخوه فقلنا

مسجدا شيّدوه للشافعية

[وهذا نظير تاريخ سيّدنا السيد الشريف الولي الصالح حاتم بن أحمد الأهدل رحمه‌الله تعالى لمدرسة الخواجا قاسم الدابولي التي بناها في بندر المخا سنة أربع وثمانين وتسعمائة للأئمة الحنفية فقال :

مسجد فيه جمال

فيه أنوار بهية

وافق التاريخ منه

مستقر الحنفية](٣)

__________________

(١) النور السافر : ٢٢٦. وانظر للتوسع في ذلك الأعلام للقطب النهروالي : ٢٧٦ بهامش خلاصة الكلام.

(٢) النور السافر : ٢٢٦. وتاريخ الدولة الكثيرية : ٥٣.

(٣) ساقط من مطبوعة النور السافر.

٣٤٠