تاريخ الشّحر وأخبار القرن العاشر

محمّد بن عمر الطيّب بافقيه

تاريخ الشّحر وأخبار القرن العاشر

المؤلف:

محمّد بن عمر الطيّب بافقيه


المحقق: عبد الله محمّد الحبشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الإرشاد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠

فاذا ما عرا سماعك غمّا

منع الشرع فعله باتفاق

فاته واستمع ولو مع العيس

إذا ما به سوى الارتفاق

وبهذا الأخير خالف شيخ

من شيوخي فقال بالاطباق

ذا جوابي ملخص فاغتفره

قاله عبد النافع ابن عراقي

حامد وهو أحمد وصلاة

وسلام لصفوة الخلّاق

انتهى ما نقلته من خطه رحمه‌الله ، وكان تولىّ الخطابة بالمدينة الشريفة ، وتولى قضاء الأقضية باليمن (١) ، وللفقيه العلّامة عبد الله بن عمر بامخرمة فيه وهو يومئذ قاضي الأقضية بزبيد ، لما غاب عنها إلى بندر المخا في أواخر شهر جمادى الأولى من سنة ست وخمسين وتسعمائة وذلك :

رأيت زبيد في شهر جمادى

بأول ذا وآخر ذا كئيبة

وبدر جمالها فيه انكساف

وقد كانت محاسنها عجيبة

فقلت لها أخبرني أي شيء

كساك الكسف قالت لي مجيبة

ألست نظرت في علم الطبيعي

ففي الهيئات علة ذا قريبة

وذلك أن نور الشمس يعطي

الضيا للبدر فهي له حبيبة

فحين يحول ظل الأرض عنها

عراه كسفه ولقي المصيبة

وشمسي غاب عني فاعتراني

الكسوف وضاق عني أنحائي الرحيبة

فإن شمسي تعود يعود نوري

وتصفوا كل أحوالي الشغيبة

فبالله اطلبوا ربي يعده

ويحرسه من النّوب التّعيبة

ويصحبه بتأييد ولطف

فما يخشى الذي ربي صحيبه

[ومنه](٢) :

__________________

(١) كذا في الأصل ولعل هناك سقط ورد في أصله الذي ينقل عنه ، وهو في النور السافر قد ورد كما جاء هنا انظر النور : ١٧٩.

(٢) ساقط من (س).

١٨١

سألت زبيد عما قد عراها

من الاظلام في وجه وخد

وقلت لها أما سبب لهذا

فقالت لي مفارقة الأفندي (١)

ولم أعثر على تاريخ وفاته رحمه‌الله تعالى.

وفي هذه السنة : وصل سلمان بنحو ألفين من الرّوم وعمر كوت (٢) كمران ، ثم اختلف هو وهم بسبب ميلهم إلى ولد حسين بيك والي زبيد ، ثم عزموا إلى تعز وأخذوها من الشيخ عبد الملك بن محمد ، وهرب منها واستولوا على جميع ما معه من خيل وسلاح وغير ذلك ، ثم تقدموا إلى جبن والمقرانة ، واستولوا على تلك الناحية بموالاة طاهر وغيره ، ثم حصروا الشّيخ عبد الملك في مضرح (٣) مدة ، ثم خرج متخفيا إلى آل عمار فنموا به إلى الأروام ، فقبضوه وقتلوه بعد أن عذّبوه وبالغوا في تعذيبه وأقيم بعده في عدن أخوه أحمد ، ثم إن الأروام نزلوا إلى عدن فقاتلوها فهزموا وقتلوا ، ولم يظفروا منها بشيء ، فرجعوا وتشتتوا فظفر بهم سلمان فقتل منهم خلائق وسكنت فتنتهم.

وفي هذه الأيام بعد إنهزام الترك : هرب الشيخ أحمد بن محمد صاحب عدن في غراب في البحر ، فطلع إليه الشريف عبد الله بن شيخ العيدروس ، والفقيه عبد الله بن محمد بن أحمد بافضل وغيرهم ليردّوه إلى بلده لتنتظم أحوال الناس ، فرماهم بالبنادق فرجعوا وسار على نية دخول الهند ، فلم يتفق له فدخل قشن (٤) بلاد مهرة ، فدخلها وجلس فيها أياما ، ورجع إلى اليمن فقبله إبن عمه عامر بن داؤد ، وجعله في تعز لا يسمن ولا يغني من جوع ، إلى أن أخذها الشّريف مطهر إبن الإمام شرف الدين ،

__________________

(١) الأفندي : لفظة أعجمية بمعنى السّيد.

(٢) الكوت لفظة هندية بمعنى القلعة.

(٣) مضرح : حصن منيع في بلاد العود وأعمال النادرة.

(٤) قشن : مدينة يسكنها آل غفرار سلطنة بلاد المهرة وهي قاعدة ملكهم (العدة ٢ : ٤٢٠).

١٨٢

فأخذه أسيرا إلى صنعاء كما سيأتي ، ثم إن أهل عدن أجمع رأيهم وهم أهل الحل والعقد على تولية البلاد للأمير عبد الصّمد بن إسماعيل وهو عبد مولد لبني طاهر ، على إنهم يكتبون لسلمان الرومي بتسليم البلد إليه ، ثم إن عبد الصّمد لم يوافق على ذلك ، وزعم أن عامر بن داؤد من بني طاهر باق في اليمن ، ولا يمكن تسليمها إلى غير بني طاهر ما بقي منهم أحد ، فكاتبوا عامر بن طاهر المذكور فدخلها وملكها ، ثم إنه طرد (١) عبد الصمد المذكور إلى زيلع بعد أن مهد له القواعد ، ثم أرسل إليه ورضي عنه.

[ذكر الطاعون في اليمن]

وفي هذه السنة : وقع في اليمن طاعون (٢) عظيم لم يعهد مثله منذ مائة سنة ، وكان ابتداؤه بإب وجبلة ونواحيها ، فمات خلق كثير ، ثم انتقل إلى تعز وأعمالها فأفنى بها خلقا كثيرا وأخلى قرى من أهلها ، ثم انتقل إلى صنعاء وأعمالها ، قال الفقيه عبد الله بن عمر بامخرمة رحمه‌الله : حتى إن سيدنا الفقيه الطّيب (٣) ذكر فيما كتب إليّ إنه سمع شخصا من بني الحداد يذكر أن الذي خرج من صنعاء في يوم واحد خمسمائة جنازة ، قال : وبلغني أيضا إنه خرج منها أيضا في يوم واحد ألف وسبعمائة ، فسبحان الحي الذي لا يموت.

وفي (٤) شهر شوال : توفي من هذا الطاعون بتعز الشيخ شجاع الدين عمر بن العفيف.

وفي شهر شوال من هذه (٥) : من هذا الطاعون أيضا توفي الفقيه

__________________

(١) في (س) طرم.

(٢) أنظر خبر هذه الطاعون في روح الروح : ٤٢.

(٣) كذا ولعله الطيب عبد الله بن عبد الله بامخرمة صاحب قلائد النحر كتب إلى ابن أخيه.

(٤) قلت : هذه الأخبار ينقلها المؤلف عن زيادة على كتاب. قلائد النحر لبامخرمة وهي من الأوراق التي عثر عليها من ابن أخي المؤلف الفقيه عبد الله بن عمر بامخرمة.

(٥) النفحات المسكية ٢ : ١١٦.

١٨٣

الفاضل القاضي جمال الدين محمد بن الفقيه الطيب بن عبد الله بن أحمد بامخرمة رحمه‌الله بتعز ، ودفن بها وذلك بعد ان ضربه الطّاعون مرارا وقطعه رحمه‌الله.

١٨٤

سنة أربع وثلاثين

في يوم الخميس سادس المحرم (١) : ولي قضاء عدن الإمام العلّامة شيخ الإسلام الطّيب (٢) بن عبد الله بامخرمة رحمه‌الله ، وكان الذي سعى في توليته القضاء الذي كان في الوظيفة قبله ، وهو القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن عبد العليم القماط ، وذلك حين عزم على الاستغناء من القضا بعدن ، والعزم إلى بلده زبيد ، فعزل بالقاضي الطيب المذكور في تقلد الوظيفة ، وسعى في ذلك جهده حتى أجاب إلى ذلك بعد امتناع شديد ، ووافق ذلك حصول فاقة وضرورة ألجأته إلى الإجابة والقبول ، والله ولي الإعانة والتسديد.

وفيها أول صفر : وصل صفر عبد الأمير سلمان إلى عدن في غراب برسالة من سلمان إلى أهل عدن ، يدعوهم إلى السّمع والطاعة ، فأجابه الأمير عبد الصّمد إلى المصالحة ، على أن السّكة والخطبة باسم السلطان سليمان شاه صاحب الّروم ، وإن له نصف عشور الهندي (٣).

وفي أواخر شهر صفر : وصل عامر بن داؤد من الجبل إلى عدن في جماعة قليلة فخرج عليه في الطّريق بدو التوالق (٤) فقاتلوه ، وقتلوا من

__________________

(١) النفحات المسكية ٢ : ١١٦.

(٢) هو المؤرخ المشهور صاحب المؤلفات الكثيرة.

(٣) أي الموسم الهندي : وهي المراكب التي تصل من الهند.

(٤) كذا في الأصل لعله الطوالق بالطاء قبيلة هناك.

١٨٥

أصحابه اثنين أو ثلاثة وأثخنوه بالجراحة ، فسقط وظنوه أنه قد مات ، فحمل إلى عدن ودخلها ، وذلك بعد أن خطب له بعدن قبل قدومه بنحو شهر ، واستمر الحال على الخطبة للسلطان سليمان ، ولعامر المذكور على ما ذكرنا في الصلح.

وفي شهر ربيع الأول : رجع صفر من عدن إلى زبيد وظاهر الحال بقاء أهل عدن على الصلح ، وبواطنهم على خلافه ، ثم إنهم نقضوا الصلح وخرجوا عن الطاعة إلّا أن الخطبة مستمرة بإسم السلطان.

وفيها (١) : بهذا الشهر أمر السّلطان بدر بن عبد الله بن جعفر بضرب الفلوس في الشحر والتعامل بها.

وفيها : في شهر جمادى الأولى وصل الخبر بأن سليمان قتل الشريف محمد بن يحيى بن دريب صاحب جازان وما إليها واستولى على نواحيه تلك وولي فيها ابن مهدي.

وفيها (٢) : بهذا الشهر وصل الفقيه الصالح عمر بن محمد العمودي ومعه جماعة من فقهاء قيدون ، وجماعة من أولاده وأقاربه بنيّة الجهاد وذلك إن الأفرنجي المخذول وصل المشقاص في نحو أربعة عشر خشبة وتخوف أهل الشحر من وصوله ، فصرفه الله عن الشحر ، وكفى الله المؤمنين القتال.

وفيها (٣) : في شهر ذي القعدة أخذ السلطان بدر حريضة من آل علي بن فارس فأسكن فيها آل عبد الله.

وفيها : شرع السيد الشريف العفيف عبد الله بن الطيّب بن عبد الرحمن بن الفقيه محمد مولى عيديد باعلوي في عمارة زيادة بجامع الشحر

__________________

(١) العدة ١ : ١٦٦. والنفحات المسكية ٢ : ١١٦.

(٢) العدة ١ : ١٦٦.

(٣) العدة ١ : ١٦٦.

١٨٦

من جانبه الشرقي ، وكذلك في هذه السنة شرع إسماعيل الكرعمي في زيادة للجامع المذكور من جهته الشمالية من الناحية التي فيها البرك والبئر ، تقبل الله منهما.

وفيها (١) : أخذ الإمام شرف الدين صاحب صنعاء رداع على يد ولده السيد مطهر.

وفيها (٢) : أيضا أخذ المقرانة ، ووقع في هذه السنة أيضا طاعون بصنعاء واليمن وأفنى خلقا كثيرا.

وفيها (٣) : أخذ الإمام المجاهد (٤) صاحب بر سعد الدين مدينة هرر من بلاد الحبشة وقهر الكفار وواظب على الجهاد في سبيل الله ، ويحكى من أمر شجاعته أمور غريبة ، وكان على قانون الشريعة في إخراج الخمس من الغنيمة ويصرفه من مصارفة في أهل البيت والفقراء والمساكين ، رحمه‌الله تعالى.

__________________

(١) روح الروح : ٤٤.

(٢) روح الروح : ٤٣.

(٣) النور السافر : ١٧٩. وانظر في ذلك تحفة الزمان : ٩.

(٤) النور السافر : الجواد أحمد.

١٨٧

سنة خمس وثلاثين

فيها وصل الخبر بأنه انكسر من مراكب الأفرنج نحو أربعة عشر مركبا وخرج منها جملة من أسارى المسلمين الذين معهم سالمين.

وفيها (١) في آخر ربيع الثاني وأول جمادى الأولى : وقع بنواحي الشحر مطر عظيم وخربت ديار ومخازن كثيرة في شحير وروكب (٢) ونواحيها ، ثم ظهر عقب ذلك خطّ منير مستطيرا (٣) من آخر نجوم الجوزاء إلى نحو محاذات بطن الحوت ، لكنه متصل بآخر الجوزاء ، ومنحط إلى جهة الجنوب في الربع الذي بين القطب الجنوبي ومغرب الإعتدالين ، وعرضه نحو ذراع أو زائد قليلا ، وليس هو من الآثار الحاصلة في الجو بل هو في نفس الفلك بدليل سيره بسير هذه المنازل التي يجاورها وطلوعه بطلوعها وغروبه بغروبها ، ثم انه ضعف وانمحق قليلا حتى اضمحل ، فالله تعالى يجعله دليل خير للإسلام والمسلمين ، هكذا نقلته من خط الفقيه عبد الله بن عمر بامخرمة رحمه‌الله.

وفيها (٤) : في شهر جمادى الثاني وصل الخبر بأن صيفا عدلت للسلطان بدر بعد أن خرج أهلها عن طاعة ولد علي بن فارس.

__________________

(١) العدة ١ : ١٦٦.

(٢) شحير وروكب قريتان بالقرب من المكلا أنظر «أدام القوت : ٢١».

(٣) العدة : مستطيل.

(٤) العدة ١ : ١٦٧.

١٨٨

وفي (١) : يوم الأحد تاسع عشر جمادي الثاني وصل من الأفرنج خذلهم الله غراب إلى بندر الشحر ، وصادف فيه مركبا وفيه حمل فوّة وغيرها يريد الهند ، فاستولى عليه ، ثم إن صاحبه استفكه منهم في حيريج (٢) بألف وثمانمائة أشرفي.

وفي هذا الشّهر : وصل خبر بوفاة الشيخ الصالح العفيف بن مرزوق رحمه‌الله ، وذلك بعد رجوعه من الحج.

وفيها : في شهر شعبان وصل خبر من السّواحل بأن مددا من الافرنج وصل من الروم وأخذوا منبسه وأخربوها خرابا عظيما.

وفيها (٣) : في آخر شعبان قتل الأمير سلمان الرومي بقرية (٤) المحاملة قريبا من بندر البقعة (٥) قتله خير الدين ابن أخيه غدرا ، ثم إن مصطفى بيرم (٦) ولد أخت سلمان رجع بمن معه من جازان ، وحاصر خير الدين وزبيد ، فخرج إليه خير الدين بمن معه فالتقيا تحت زبيد وقتل جماعة من العسكرين ، وكان خير الدين من جملة القتلى واهتزموا عسكره ، ودخل مصطفى بيروم زبيدا ظافرا غانما فوجد أخاه رجب مقتولا تحت بساط ملقى ، كان خير الدين عندما أراد الخروج للقاء مصطفى قتله ، واستمر مصطفى بزبيد تلك السنة ، ثم انتقل منها بجميع أمواله وحريمه وجهّز تجهيزا عظيما إلى حصر عدن ، وفيها الشيخ عامر بن داؤد وأخذ في تجهيزه مراكب أهل الهند ، ومراكب أهل الشحر ، وجهزها مع غربانه وخشبه إلى عدن ، وسار

__________________

(١) العدة ١ : ١٦٧. والشهداء السبعة لبامطرف : ١٠٩.

(٢) حبريح : مدينة مهربة قديمة تقع على الساحل من الضفة الغريبة من وادي المسيلة الذي يصب غربي مدينة سبحوت (الشامل : ١١٧).

(٣) النور السافر : ١٨١.

(٤) النور السافر : جزيرة المجاملة.

(٥) البقعة : مينا قديم صغير لمدينة زبيد بالقرب منها ، ويسمى الآن الأهواب (معجم : ٥٢).

(٦) النور السافر : بهرام.

١٨٩

بمن معه إلى الجبل من طريق البر ، وذلك بعد أن راسله إبن شوايا ووعده المساعدة على حصر عدن ، وقطع برّها ، ووصل الخبر في هذه المدة بأن صاحب عدن عامر بن داؤد ظهر له إن جماعة باعوا عدن للأروام ، وإن الأمير عبد الصمد من جملة أهل البيع ، فلما عثر على ذلك منهم أبدل بأهل الحصون غيرهم من عبيدة وحاشيته الذين يثق بهم وحبس الأمير عبد الصمد ورسم عليه.

وفي تاسع ذي القعدة : وصل مصطفى بيرم وصفر في البحر إلى عدن لمحاصرتها ، ووصل جندهم في البر إلى الصادة (١) خامس عشر الشهر وحاصروا البلد ، وقاتلوه أشد القتال ، وحصل في البلاد غلاء عظيم جدا حتى بلغ الزبدي (٢) العدني عشر أشرفية والجلجل ثمانية أشرفية والحلبة ستة عشر أشرفيا والرّطل السمن ستة عشر دينارا ، وبلغ وزن القرص الخبز بها أوقيتين شاح وهو بدينار ، ومات أناس كثير بسبب ذلك ، وسيأتي باقي الكلام في السنة التي بعدها.

وفيها (٣) : في آخر رمضان رمضان وصل الخبر بأن آل علي بن فارس أخذوا «تولبة» بموالاة صاحبها بايحيى لهم ، وذلك بعد أن سبق منهم أمور في نقض الصلح.

وفيها (٤) : في أول شوال عزم السّلطان بدر من الشحر إلى حضرموت ثم إلى دوعن ، وحصر «تولبة» حتى أذعن أهلها لتسليمها ، وخرجوا منها على يد الشيخ عمر العمودي ، وتسلمها السلطان وأبقى آل بايحي على أموالهم بشفاعة الشيخ عمر العمودي لهم في ذلك ، ثم أن السلطان سار إلى السّور ، وحط عليها أياما ثم انتقل منها ورجع إلى حضرموت.

__________________

(١) يحقق هذا الموضع ولعله صيرة من عدن.

(٢) مكيال معروف في ذلك الوقت.

(٣) العدة ١ : ١٦٧.

(٤) العدة ١ : ١٦٧.

١٩٠

وفيها (١) في اليوم التاسع عشر من ذي الحجة : وصل الخبر إن السّلطان أخذ المخارم (٢) من فارس بن عبد الله وردها لأهلها آل بن شحبل.

وفيه (٣) : أيضا اصطلح السّلطان بدر وآل عامر الجميع عشر سنين وعدلوا له عنق (٤) والمنيظرة ، وعدل لهم حريضه (٥) والقرين (٦) بضم القاف وفتح الراء.

__________________

(١) العدة ١ : ١٦٧.

(٢) بلدة تقع شمالي رخية «أدام القوت : ٥١».

(٣) العدة ١ : ١٦٧.

(٤) عنق : بلدة من قرى وادي عمر أنظر «أدام القوت : ٥٥».

(٥) مدينة عامرة من وادي عمر «أدام القوت : ٥٦».

(٦) بلدة من وادي دوعن بين الخريبة وبضه. أنظر «أدام القوت : ٧٤».

١٩١

سنة ست وثلاثين

في شهر صفر استولى السّلطان بدر على غيل بن يمين ، وأخرج أولاد يمين منه.

وفي (١) أثناء هذا الشّهر : وصل الخبر بأن السلطان محمد بن عبد الله إغتاظ وتعب بسبب ما فعله أخوه السلطان بدر من أخذ غيل بن يمين ونهب أموالهم ، وأظهر إنه محشوم من جهتهم حتى قيل إنه أمر ينادى في تريم ، ثم إنه راجع السلطان بدر في ردها عليهم فاعتذر عليه فازداد تعبه ، ولم يزل الأمر كذلك حتى انه أظهر الخلاف على أخيه بدر ، وجاء إلى هينن وأراد الحصن فمنعه الرامي منها وكذلك تريس وتريم منعه الرامي منها ، فلما رأى ذلك انتقل إلى بور عند آل كثير فأظهروا له الإجابة إلى ما أراد ، وكان أكثرهم يؤد الفتنة بينه وبين أخيه ، هذا كله وابن يمين في جبل الحموم ملتجئا إليهم ومستغيثا بهم في زعمه ، فأظهر الأحموم (٢) الخلاف على السلطان وتسلطوا على الضّعف (٣) ، ونهبوا الّناس ، وقطعوا السّبل وخوفوا الأظراف (٤) وغيرها ، حتى إن أهل خرد ـ بلد قريب الشحر قدر ساعة ـ وغيرهم ، هربوا إلى الشحر وجرت أمور يطول ذكرها ، فلما كان

__________________

(١) العدة ١ : ١٦٧.

(٢) العدة : الأحموم.

(٣) العدة : الضعيف.

(٤) كذا في الأصل بالظاء المعجمة : وفي العدة : الأطراف بالمهملة.

١٩٢

يوم الجمعة ثامن عشر شهر ربيع الثّاني ورد الخبر بأن السلطان بدر انتظم الأمر بينه وبين أخيه السّلطان محمد ، وأظهر كل منهما الطاعة والإنقياد للآخر ، وطلب السّلطان محمد من أخيه [السلطان بدر](١) أن يجعل أمر الغيل إليه فأنعم له بذلك.

وفيها : في هذا الشهر وصل الخبر بأن مصطفى انتقل عن عدن وكان انتقالهم سابع عشر شهر ربيع الثاني ، وذلك بعد أن طلع منهم جماعة إلى ذراع البرج ، وبنوا على موضع منه شبه البرج من خشب وأعطال تراب وقابلوا البرج بالمدافع حتى هدموه ، ووقع بينهم وبين عسكر عدن قتال عظيم نحو أربعة أيام ، ونصر الله أهل عدن عليهم فهزموهم وأزاحوهم عن برجهم ، وقتل منهم جماعة ، وهلك منهم آخرون بالسقوط من الجبل ، وذلك بعد أن أيس أهل عدن أو كادوا ، وأيقنوا بالهلكة فنادى فيهم مناد الفرج : لا تيأسوا من روح الله انتهى كلام الفقيه عبد الله بن عمر بامخرمة.

وقال الفقيه عبد الله باسنجلة (٢) : وفيها اشتد حصار مصطفى على أهل عدن حتى أكلوا أهلها الميتة والأهرار والكلاب والعياذ بالله ، ورجع منه خائبا بعد أن أفنى أموالا عظيمة ، وجموعات من كل مكان ما اتفق لغيره جمعها ، ولكن الله غالب على أمره ، فرجع إلى زبيد فدخلها وحاله مضطرب من خوف الاستبداد بالأموال ، وإقدامه على قتل أمير زبيد وعظمائهم ، ولم يزل ذلك يتردد في خاطره ، ثم انه استخلف مكانه بزبيد اسكندر موز (٣) وبكمران النّاخوذ أحمد التركي وسار يريد الهند إنتهى ، قال الفقيه عبد الله بامخرمة : وفيها في شهر ذي الحجة تجهز مصطفى بيرم إلى الهند خوفا من مخدومه وانتقل من كمران يوم الحج وذلك بعد أن قرب عمارتها من مخدومه لأن صاحب جوّة تضرر بعمارتها بسبب الموسم ، ثم

__________________

(١) ساقط من (س).

(٢) النفحات المسكية ٢ : ١١٧.

(٣) في الأصول : مور بالمهملة وأصلحناه من البرق اليماني : ٥٦.

١٩٣

إنه أناب بعده بزبيد الشّريف الأعجمي فلما علم اسكندر بذلك تجهّز ودخل زبيد وتولاها ، ولما وصلت خشبهم «المخا» غرقت برشة عظيمة من برشهم ، فرفعوا منها بعض المال الخفيف وغرق الباقي ، وذكر أن فيها كثيرا من المدافع العظيمة العدد الوافرة ، ولم يسلم من ذلك شيء ، ولما وصلت خشبهم قريبا من شرمة ردّهم الأزيب (١) واتفق أن دخلوا الشّحر ، ومن جملة الخشب التي دخلت الشحر برشة فيها مصطفى ، وصفر ، فخرج صفر إلى البلد بعد استئذان السلطان ، وخرج معه بخلعه وكساء للسلطان بدر والأمراء ، وأما مصطفى لم يخرج بالكلية انتهى ، وسيأتي باقي الكلام في السنة التي بعدها.

وفيها (٢) : في رابع وعشرين في شهر ربيع الثّاني ورد الخبر بأن السّلطان محمد رد الغيل إلى أولاد يمين ، وخرج منها خادم السّلطان بدر والجماعة الذين رتبهم فيها.

وفيها : في شهر جمادى الأولى أو الأخرى ، وصل الشحر مركب من بادقل (٣) وفيه رجل من الأفرنج طلب الأمان على نفسه على أنه تاجر خرج للبيع والشراء فأعطي الأمان وابتاع واشترى.

وفي صباحية الاثنين تاسع عشر شهر رجب (٤) : وصل من الأفرنج غراب فيه جماعة منهم ومعهم جماعة أسارى من المسلمين ، فطلبوا الأمان ليخرجوا إلى البلد فأمنهم السّلطان ، فخرجوا فابتاعوا واشتروا فيها ثم عزموا إلى أصحابهم الذين ببر العجم.

وفيها : في حادي عشر شعبان وصل نحو سبع خشب من الأفرنج إلى عدن ووقع الكلام بينهم وبين صاحب عدن على صلح ، على أن الموسم

__________________

(١) الأزيب : الجنوب من الريح أو النكباء تجري بينها وبين الصبا.

(٢) العدة ١ : ١٦٨.

(٣) كذا في الأصل. ولعله اسم بلد بالهند.

(٤) الشهداء السبعة : ١٠٩.

١٩٤

الصادر منها والوارد إليها في الأمان منهم ، إلّا ما كان إلى الديو وجوجة (١) أو منها فإنه لا أمان له ، ثم لما عزموا على الرجوع أبقوا منهم جماعة بعدن مهاترة (٢) وغيرهم نحو أربعين ، فأقاموا بها وصاروا يزفّون مع العسكر يوم الجمعة ببنادقهم وسيوفهم وغير ذلك من أسلحتهم وزينتهم ، وهذا الذي فعله صاحب عدن من الأمور المنكرة المذمومة وقد أنكره عليه الفقهاء ، فلم يستمع ، وسبب ارتكابه لذلك خوفه من الرّومي على بلده ، ولعمري لقد أخطأ الرأي وأساء التّدبير ، وأغضب ربه العلي الكبير ، انتهى.

وفيها : ولد شيخنا الفقيه الصّالح العلّامة محمد بن عبد الرحيم الجابري رحمه‌الله ، وتوفي سنة ست بعد الألف رحمه‌الله.

__________________

(١) كذا في الأصل ولم أقف على هذه البلدة وسيرد ذكرها في موضع آخر باسم «جوجلة».

(٢) كذا في الأصل ، ولعله جمع مهتار وهو لفظ فارسي يطلق على كبير كل طائفة من غلمان البيوت كمهتار الشراب خاناه ، ومهتار الطست خاناه ، ومهتار الركاب خاناه (معجم الألفاظ التاريخية : ١٤٦).

١٩٥

سنة سبع وثلاثين

في يوم (١) الأحد وقت الفجر رابع شهر محرم : سافر مصطفى بيرم ، وصفر سلمان ، ومن معهم من بندر الشحر ، وذلك بعد أن ذكروا للسلطان بدر أن مركبا من مراكبهم بعدهم فيه أولادهم ونسائهم ، وأولاد سلمان وأخدامهم ، وأوصوا السلطان انهم إن دخلوا الشحر يقيمون تحت نظر السلطان ، فاتفق أن دخل المركب المذكور المكلا ، فأرسل السلطان الجمال والشقاديف (٢) وأنزلهم على نظره في البلد.

وفي يوم الخميس ثامن الشهر : وصل غراب من الافرنج الذين كانوا مقيمين بعدن ، وصادف قريبا من بندر الشحر مركبا فنهبوه ، ثم لما كان أول يوم الجمعة صادفوا جلبة دون الحامي ، وقد علموا أنه افرنجي فقاتلوه فقتل من المسلمين ثلاثة بالبنادق ، ثم لم يظفر الملعون منهم بشيء ، وانصرف بحسرته ، وظاهر أمره أنه عازم إلى الهند ينذرهم خروج الأروام ، وبقي في عدن منهم نحو ثمانية.

وفي (٣) يوم الاثنين ثاني عشر الشهر : رجع الأمير مصطفى ومن معه إلى بندر الشحر ردهم الأزيب ، ثم عزم أيضا فلم تساعده الريح ، ورجعوا من جزيرة شرمة (٤) إلى بندر الشحر يوم الثلاثاء سابع وعشرين شهر محرم ،

__________________

(١) العدة ١ : ١٦٩.

(٢) جمع شقدوف مركب كالهودج تحمله الجمال.

(٣) العدة ١ : ١٦٩.

(٤) شرمة : فرضة على ساحل البحر شرقي الديس من ناحية الشحر أنظر «أدام القوت : ـ ٤٣».

١٩٦

وعزم على الإقامة بالشحر إلى أوان الموسم ، وتلّقاه السلطان بدر عند خروجه إلى الساحل بالخيل والجند ، ودخل به البلد في موكب عظيم صباحة (١) يوم الجمعة سلخ محرم المذكور وأنزله في داره.

وفي (٢) يوم الثلاثاء رابع شهر صفر : عزم السّلطان بدر إلى حضرموت والكسر لمحاربة آل عامر ، وأعطاه الأمير مصطفى من الأروام مائة رجل ومقدّمهم صفر سلمان ، ثم نزل على السّور بعد عشرين في هذا الشهر وحاصرها ، ثم وصل الخبر بأن فارس وصل إلى المحطة وصالح السلطان هو وأخوه عمر على تعديل عنق على الطاعة والتبعية.

وفي (٣) ليلة الأحد ثالث عشر ربيع الثّاني : سافر مصطفى من بندر الشحر قاصدا الهند خوفا من وصول الافرنج وأمّا الجماعة الذين أرسلهم مع السلطان بدر فباقون هم وصفر سلمان في محطّة السلطان.

وفي أواخر ربيع الثاني : اصطلح السلطان هو وآل علي بن فارس على تعديل مصنعة الهجرين والمنيظرة عشر سنين على السمع والطاعة والتبعية له.

وفي يوم الأربعاء سادس جمادى الأولى : وصل السلطان إلى الشحر.

وفي (٤) يوم الخميس خامس عشر الشهر المذكور : وصل غراب من الافرنج ودخل بندر الشحر وصادف فيه جملة مراكب وصلت من الديو فأراد أخذ ما فيها ، فطلع إليه صفر بجماعة من الأروام ، فقصدوه فلما رآهم هرب ، ثم في اليوم الثاني وهو يوم الجمعة ورد الخبر بأن هذا الغراب

__________________

(١) العدة : صبيحة.

(٢) العدة ١ : ١٦٩.

(٣) العدة ١ : ١٦٩.

(٤) العدة المفيدة ١ : ١٦٩.

١٩٧

صادف على الحامي مركبا من الهند ، وأخذه ، فجهز السلطان جماعة من الأروام ، مقدمهم صفر وطلعوا في غراب ، وجماعة من المهرة في طراد ، وقصدوا إليه ، فلما عرف انهم تجهزوا أخذ الناخوذا والمعلم عنده ، ولما قاربه التّجهيز هرب ، فطرده فلم يلحقوه ، ورجع بالمركب إلى الشحر سالما ، ولم يفت من حمله شيء.

وفي أواخر جمادى الثاني : ورد الخبر من دايرن (١) وغيرها بأن الافرنج خذلهم الله اجتمعوا بحرة (٢) الجزيرة المشهورة في نحو ثلاثمائة مركب ، ثم إنهم تحصلوا بجمعيتهم في خيول على إنهم يريدون الديو الله تعالى يدمّرهم.

وفي ليلة الأحد خامس عشر شهر رجب : سافر سلمان من بندر الشحر قاصدا الهند.

وفي يوم (٣) الاثنين سادس عشرة : وصل الخبر من المشقاص بأن جماعة من حصويل (٤) وهي المشقاص طلعوا في سنابيق بالليل وأخذوا غراب من الافرنج الذي يتخطف على المشقاص ونواحيها ، ثم قتلوا الجماعة الذي فيه من الافرنج ، وهذا الغراب هو الذي ذكرناه آنفا أنه قصد بندر الشحر وطلعوا له الأروام فطردوه فهرب.

وفي (٥) ثاني وعشرين شهر شعبان : خلع الشيخ عمر بن الشيخ أحمد العمودي نفسه من ولاية الحصون التي تحت نظره منها صيف وبضة ، وتولى عوضه أخوه عثمان ، وذلك بعد أن ظهر من عثمان تشويش وتعصيبات على أخيه الشيخ عمر ، وهو الذي أفضى بالشيخ عمر إلى

__________________

(١) كذا ولم نعرف هذا الموضع.

(٢) كذا ولعل صوابه جوه.

(٣) العدة ١ : ١٧٠.

(٤) حصويل : من قرى قشن من بلاد المهرة انظر «بلاد المهرة لياسر : ٥١».

(٥) العدة ١ : ١٧٠.

١٩٨

الإنخلاع.

وفي آخر الشهر المذكور : وصل الخبر من نواحي الديو بأن مصطفى دخل الديو بالسّلامة ، وأن الافرنج خذلهم الله وصلوا عقبه بنحو سبعة أيام بتجهيزهم وذلك نحو ثلثمائة مركب وفي بعضها نوره ، على أنهم إن لم يظفروا بالديو بنوا بيت «شالجوه» (١) وهو موضع بقرب الديو ، فوجدوا في بيت «شالجوه» نحو ألفين من الجند ، فنزلوا إليهم وقاتلوهم ، وقتلوهم عن آخرهم ، وقتل من الأفرنج نحو الخمسمائة ، ثم إنهم طلعوا خشبهم وقصدوا الديو ، ثم إن الله سبحانه وتعالى نصر المسلمين عليهم وقتلوا منهم ألفا وخمسمائة سوى من سواهم من المتنصّرة والأتباع من المنيباريين وغيرهم وأسروا خلقا كثيرا وأغرقوا من خشبهم نحو الأربعين خشبة ، واستقلعوا منهم عشرين ورجعوا منها مهزومين مكسورين ، ثم تواتر الخبر واستفاض من بلدهم «جوه» وغيرها بذلك والحمد لله على ذلك.

وفي آخر الشهر المذكور : وصل غراب من غربان الافرنج وفيه مسلمون ، وحقق هذا الخبر وأرادوا الإحتيال من أخذ أصحابهم الذين بعدن لأن صاحب عدن خطب للسلطان سليمان بن عثمان صاحب الروم ، ودخل في طاعته فأيس الإفرنج من موالاة صاحب عدن وموادّته ، ثم لما شعر باحتيالهم للهرب أمر بتقييدهم فقيدوا ، ثم حبسوا ، ثم أن غالبهم أظهروا الإسلام ففرقهم في حصون اليمن وجباله لخدمة البندقه انتهى كلام الفقيه عبد الله بن عمر بامخرمة.

قال الفقيه عبد الله باسنجلة : ولما وصل الأمير مصطفى بييرم الهند حصل له عز عظيم عند سلطان «كجرات» وهو السّلطان بهادر شاه بن السلطان مظفر شاه ، وجعل له «خطاب رومي خان» كما هو عادة سلاطين الهند ، والخواجا صفر سلمان أعطاه خطاب «خداوند خان» وبعد ذلك خالف عليه مصطفى لما خرج عليه سلطان المغل همايون صاحب أكره

__________________

(١) في تحفة المجاهدين : ٢٥٣ «شبيول».

١٩٩

ودلي ، وأخذ جميع كجرات وهرب السلطان بهادر شاه إلى شتور ، ثم إلى المندوين ثم إلى شب النير ، وحمل بعض خزائنه معه ، وخلف الأكثر ، ثم دخل الديو ، وصالح الافرنج وبنى لهم كوت في الديو ، فاتصل بالبحر ، وكان مصطفى بيرم فارقه من شتور ، ودخل على السلطان همايون المغل ، وفرح به وقربه وسار معه إلى الديو ، وكان أهل مصطفى وعياله بالديو فأرسل إليه بعياله فأخذهم ورجعوا من الديو ، وأما الخواجا صفر سلمان وجماعته فلم يخالفوا عليه بل لزموا الوقوف مع بهادر حتى قتلوا الافرنج كما سيأتي ، ولم يزل بهادر يقاتل المغل مدة ونصره الله وخمدت الفتنة ورجعت له ولايته.

وفيها : في شهر ذي القعدة كان مولد السيد الشريف أبي بكر بن محمد بن الطيب بن عبد الرحمن بن الفقيه محمد بن علي مولى عديد باعلوي (١) وتوفي إلى رحمه‌الله ورضوانه آخر يوم الجمعة ، سبع وعشرين في شهر رجب سنة إحدى عشرة بعد الألف رحمه‌الله.

وفي ليلة الأحد بعد العشاء : هبّت ريح من جهة القطب الشمالي في غاية القوة وأتلفت كثيرا من النخل في جهة الشحر.

وفي اثنى عشر ذي الحجة : ظهر كوكب من جهة المشرق له ذنب ، مضيء وذلك قبيل الفجر فمكث نحو ثلاثة أيام ثم غاب.

وفيها : قتل السيد الشريف جمال الدين محمد بن عبد الله بن الحسين المشهور بالشويع صاحب صعدة والجوف ، قتل بالجوف الأسفل بقرية يقال لها الخلق قتلوه بنو عمه ناصر بن أحمد بن محمد بن الحسين وبنو عمه في ملقاة التقوا فيها ، وقتل بها المذكور وجماعة آخرون ودفن في براقش رحمه‌الله تعالى.

__________________

(١) هو المعروف ببافقيه قريب المؤلف وأظنه عمّه ، وهذا المذكور هو ممدوح الشيخ عبد الصمد باكثير كما سبق ذكره في المقدمة.

٢٠٠