تاريخ اليمن

الشيخ عبد الواسع بن يحيى الواسعي اليماني

تاريخ اليمن

المؤلف:

الشيخ عبد الواسع بن يحيى الواسعي اليماني


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: المكتبة السلفيّة
المطبعة: المطبعة السلفيّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩

التنقل منهم الى جهات عديدة وانتهى الأمر بعد حروب الى أسر الامام المهدي وجماعة من أصحابه سنة ٧٩٤ ثم سجن في قصر صنعاء مدة سبع سنين وأشهر وفيها الف متن (الازهار) وشرحه بالغيث ووصل الى كتاب البيع وقد نقم العلماء الاعلام على علي بن صلاح في تعديه على الامام المهدي بالحبس وقد نصحه العلماء بتخليته لعلو رتبته في العلم والفضل وسبقه بالدعوة ومبايعة العلماء له فلم يقبل حتى كتب له السيد العلامة الهادى بن ابراهيم الوزير قصيدة قال فيها في آخرها :

وان السيد المهدي منكم

بمنزلة تحق له الفخامه

ألم يك جدك المهدى خالا

له وكفى بذلك من رحامه

نصيحة وامق خدن شفيق

محب ليس يحتاج القسامه

فاني والحديث ذو شجون

وليس يليق في الدين الحشامه

أخاف اذا استمر القيد فيه

تجىء مقيدا يوم القيامه

فيسئلك الاله بأى ذنب

تقيده وتحبسه ظلامه

ولا تسمع الى من قال فيه

بترك القيد واطرح الملامه

وله كرامات يطول ذكرها وببركته صلح أهل الحبس أجمع وحفظوا القرآن عن ظهر قلب وحفظوا مسائل العلم. وجلالته

٤١

ومكانته في العلوم أشهر من أن توصف وقدره أجل من أن يعرف وقد طارت مؤلفاته العديدة المفيدة كل مطار واشتهرت بكثير من الاقطار أفردت ترجمته في مؤلفات وله المؤلفات الجليلة في كل فن منها البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الامصار لم يسبق لمثاله ولم يحذ على منواله لم يعرف قدره الا من اطلع عليه والازهار في فقه الائمة الاطهار وهو معتمد أهل اليمن في الفقه مشتمل على ثمانية وعشرين الف مسئلة مفهوما ومنطوقا وقد شرحه مؤلفه وجماعة بعده من العلماء ما بين مطول ومختصر صار اشهرها وأنفعها شرح ابن مفتاح وهو المعتمد في اليمن وقد طبع بمصر أربعة أجزاء ضخمة مع حواش عليه متفرقة يأتي في الشرح بأقوال الائمة الاربعة وائمة أهل البيت عليهم‌السلام في كل مسئلة. وبعد خروج الامام المهدي من السجن عكف على التأليف والتدريس في مدينة حجة ومن أجلّ مصنفاته الشهيرة هذه (الازهار في فقه الائمة الاطهار) وشرحه (بالغيث المدرار المفتح لكمائم الازهار) في أربعة مجلدات (البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الامصار) ويسمى كتاب الاحكام في فقه أئمة الاسلام في مجلدات وهو يشتمل على علوم شتى. وكان قد شرع في شرح له سماه (عماد الاسلام). وكتاب (الملل والنحل)

٤٢

و (القلائد في العقايد) و (رياضة الافهام في لطيف الكلام) و (معيار العقول في علم الاصول) و (الانتقاد في الآيات المعتبرة في الاجتهاد) و (غايات الافكار ونهايات الانظار المحيطة بعجايب البحر الزخار) و (الدرر الفرايد شرح القلائد والعقائد) و (دامغ الاوهام بشرح رياضة الافهام في لطيف الكلام) و (منهاج الوصول الى معرفة معاني معيار العقول) و (نكت الفرايد في معرفة الملك الواحد) و (فائقة الاصول في ضبط معانى جوهرة الوصول) و (المستحاد بشرح كتاب الانتقاد) و (الجواهر والدرر في سيرة سيد البشر وأصحابه العشرة الغرر وعترته المنتجبين الزهر) و (تحفة الاكياس في سيرة آل امية والعباس) و (تاج علوم الادب في قانون كلام العرب) و (اكليل التاج وجوهرة الوهاج) و (الانوار في الآثار الناصة على مسائل الازهار) و (المكلل بفرائد معاني المفصل) و (الكوكب الزاهر بشرح مقدمة ابن طاهر) و (حياة القلوب في احياء عبادة علام الغيوب) و (القمر النوار في الرد على المرخصين في الملاهى والامزار) و (القسطاس المستقيم في علم الجدل والبرهان القويم) و (الشافية في شرح معاني الكافية) و (تكملة الاحكام في

٤٣

في التصفية عن بواطن الآثام) و (تزيين المجالس بذكر التحف النفائس) وكتاب (الدرر المنيرة في الغريب من فقه السيرة) و (الروضة النضيرة شرح الدرر المنيرة) و (سلوة الاولياء بمعرفة سيرة الانبياء) وكتاب (عجائب الملكوت) و (حياة القلوب الغافلة) و (الرسالة الناصحة) و (القاموس الفايض في علم الفرائض) وغير هذه من الكتب المفيدة والرسائل العديدة ثم توفي بظفير حجة مسافة يومين من صنعاء من جهة الشمال. ولما سحن الامام المهدى قام بالدعوة بهجرة قطابر من أرض خولان

الهادي

الولادة سنة ٧٥٧ الوفاة سنة ٨٣٦ العمر ٧٩

علي بن المؤيد بن جبريل ابن الامير الخطير فقيه آل محمد المؤيد بن أحمد بن يحيى بن احمد بن يحيى بن يحيى بن احمد واحمد هذا هو والد الامير الحسين المتقدم ولم يزل الهادي قائما بأمر الله الى أن توفي وأما علي بن صلاح فلم يزل قائما بالامر في صنعاء من بعد وفاة أبيه الى أن توفي في شهر محرم سنة ٨٤٠

وفي هذه السنة وقع في اليمن الطاعون العظيم الذي أخلى المدن والقرى وأودع الاكثر من هذا الاقليم بطون الثرى وابتداؤه من

٤٤

مدينة تعز ودخل قرية قرية حتى وصل صنعاء في شهر شعبان في السنة المذكورة ومات المشهورون بالعلم والفضل منهم الامام المهدي صاحب الازهار وعلي بن صلاح الدين والعلامة بهجة المدارس احمد ابن يحيى حابس صاحب المؤلفات النفائس وكان يخرج من صنعاء كل يوم مائة جنازة وفي آخر يوم من شهر رمضان خرجت الف جنازة وسبعمائة جنازة وثاني العيد كذلك حتى تغلقت الدور والمساجد وتعطلت المعالم والمشاهد

الامام المتوكل على الله

المطهر بن محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن يحيى بن الحسين ابن حمزة بن علي بن محمد بن حمزة بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن القاسم بن ابراهيم عليه‌السلام قام بالدعوة بعد موت على بن صلاح وموت الامام المهدي وتوفي بذمار سنة ٨٨٦ وقبره بها مشهور في المسجد الذي عمره

وعارضه المهدي صلاح بن علي بن محمد بن أبي القاسم من ذرية الهادي يحيى بن الحسين عليه‌السلام وكان عالما له مؤلفات منها شرح على كافية ابن الحاجب سماه (النجم الثاقب على مقدمة ابن الحاجب) انتزعه من شرح والده على بن محمد بن أبى القاسم

٤٥

ووالده المؤلف لتجريد الكشاف وقبر والده في صحن مسجد موسى بصنعاء معروف ووفاته في شهر ربيع الاول سنة ٨٤٩

المنصور

الناصر بن محمد بن الناصر من أولاد الهادي عليه‌السلام ملك صنعاء وصعدة وغيرهما وكان صغير السن وكان صاحب همة عالية قليل العلم وله حظ وقبول وما قام أحد لمعارضته الا وظفر به وظفر بالامام المتوكل على الله المطهر المتقدم وكان الامام المتوكل في درجة علية في العلم والفضل وسجنه ثم فعل الامام المتوكل في السجن قصيدة عظيمة مائة وأربعين بيتا مستهلها :

ماذا أقول وما آتى وما أذر

في مدح من ضمنت مدحا له السور

وهي وسيلة عظيمة مجربة للفرج بعد الشدة. فلما كملها أرسلها الى المنصور فقال بعض وزرائه انظروا فانكم تجدون الرجل قد خرج من السجن ببركة هذا الشعر فوجدوا الكلام كما ذكره ولم يجدوا الامام المطهر في السجن. والقصة طويلة في المطولات. كيف وقع خروجه من السجن خرج ليلا ووصل الى بلاد ذمار ولم تفطن له الحرس ثم تقوى؟؟؟ الامام المطهر في بلاد

٤٦

ذمار وبنى في ذمار المسجد المشهور وضعف المنصور حتى استولى الامام المطهر على صنعاء وأسر المنصور وسجنه في كوكبان شمال صنعاء الغربي بمسافة يوم ولم يزل مسجونا الى أن توفي والامام المطهر لم يزل قائما بذمار الى أن توفي وقد تقدم ذكر وفاته ثم خلفه ولده عبد الله ونازعه بنو طاهر ووقعت بينهم وقعات شديدة حتى أخرجوه من ذمار. وفي صنعاء قام محمد بن المنصور وقام لمنازعته بنو طاهر مع محاربة شديدة ثم توفى بصنعاء وخلفه أخوه احمد بن المنصور وكان عامر عبد الوهاب محاصرا لصنعاء وآل الامر الى أسر احمد بن المنصور وخروجه هو وأهله من صنعاء

الامام الهادي عز الدين

الولادة سنة ٨٤٥ الوفاة سنة ٨٩٣ العمر ٤٨

ابن الحسن بن الهادي بن علي بن المؤيد بن جبريل المتقدم. بلغ النهاية في العلم والاجتهاد ودانت له جميع البلاد وموته بفللة من أعمال صعدة شمال صنعاء بثمانية أيام ثم قام ولده

٤٧

الناصر لدين الله

الولادة سنة ٨٩٣ الوفاة سنة ٩٢٩ العمر ٣٦

الناصر لدين الله الحسن بن عز الدين وكان مشهورا بالعلم

المنصور بالله

الولادة سنة ٨٤٥ الوفاة سنة ٩٢٠ العمر ٧٥

محمد بن علي بن محمد بن احمد بن علي بن احمد بن يحيى الامام السراجي المتقدم وكان من أهل الشجاعة والكرم ووفاته في صنعاء وقبر مع جده في مسجد الوشلي

ثم قام الامام :

المتوكل على الله

الولادة سنة ٨٧٧ الوفاة سنة ٩٦٥ العمر ٨٨

يحيى شرف الدين بن شمس الدين بن الامام المهدي احمد بن يحيى المرتضى وكان غزير العلم كثير الحلم ألّف الاثمار ومن حفظه ملأ فمه ذهبا فرغب الناس في حفظه وهو في تقويم بعض الفاظ الازهار وقد شرحه وزيره العلامة محمد بن يحيى بهران وفي ايامه قتل عامر عبد الوهاب بعد حروب شاب منها الغراب وكثرت

٤٨

فى ايام الامام شرف الدين الامطار والخيرات والبركات

ولما استولى الجراكسة على صنعاء بانتمائهم الى الاتراك وعاثوا بالفساد وقتلوا من اهل صنعاء الفا وخمسمائة نفر وارتكبوا المحرمات وجرى لاهل صنعاء من المنكر مثل ما حصل لاهل بغداد من التتر فزع أهل صنعاء الى الامام شرف الدين وكان بمدينة ثلا غربي صنعاء بمسافة يوم وذلك سنة ٩٢٣ فوصل الامام شرف الدين الى صنعاء ومال عليهم أهل صنعاء ميلة رجل واحد وفاجأوهم في المراقد ودارت عليهم رحى المنون واتاهم بأس الله وهم نائمون. فوردت للامام شرف الدين التهاني منها للقاضي العلامة موسى بن يحيى بهران وهي هذه وأحببت ايرادها وان كانت خروجا عن الاختصار :

بات سميري والبرايا هجود

بدر تجلى في ليالي السود

ما كان أحلى سمري عنده

حتى كأني في جنان الخلود

لمقلتي في خده جنة

محفوفة بالنار ذات الوقود

له سيوف طالما سلها

من لحظه يحمى ورود الخدود

يا موقد النار بقلبي متى

تطفي لظاها برضاب برود

ويلى من المسواك ما باله

الى ثناياك كثير الورود

يسعد من دوني بما ينتهي

ويستقي ما فاتنى وهو عود

قد كنت أول من أراك الحمى

بالرشف لو أن بخيلا يجود

أو لو قضى بالعدل ما بيننا

قاض وقامت لي عليه شهود

كم من قتيل بسيوف الهوى

وكم أسير موثق بالقيود

عجبت من ظبي غرير اذا

رنا بعينيه أمات الاسود

٤٩

سبحان من صوره فتنة

لخلقه وهو الرحيم الودود

لم أدر أين الثغر من عقده

لما تساوى ثغره والعقود؟؟؟

وفي المها ضدان لم يبرحا

قساوة القلب ولين القدود

يا ساحر الاجفان واللحظ لو

قابلت موسى يوم حشر الجنود

غلبت باللحظ عصاه ولم

يخر؟؟؟ أهل السحر منها سجود

رفقا بصب دنف مغرم

يهواك ياشبه الغزال الشرود

جاري من الجور امام الورى

أكرم من زفت عليه البنود

خليفة الرحمن في أرضه

مبارك الوجه كريم الجدود

بر تقي من بنى المصطفى

امام حق ساعدته الجدود

قالت له الايام مذ أقبلت

ما أحسن الوصل عقيب الصدود

وليست الدنيا له بغية

ولو بدت في زي خود خرود

وانما قام لنصر الهدى

بهمة ما برحت في صعود

فاهلك الباغين حتى ثووا

واستبدلوا بعد القصور اللحود

وأصبح الجور كأن لم يكن

وقيل بعدا للبغاة القرود

وانتشر العدل بأيامه

فامتلأ الغور به والنجود

وأقبل الخير وراياته

خافقة؟؟؟ قد حل عنها العقود

والشر ولى مدبرا خائفا

منهزما يقسم ألا يعود

وأصبحت صنعاء من عجبها

ترفل في مستحسنات البرود

فقل لمولاها امام الورى

أكرم من سارت اليه الوفود

يا شرف الدين وقيت الردى

ودمت تحمي بالحداد الحدود

لا غرو ان سدت جميع الورى

مثلك يا بحر الندى من يسود

فضلك مثل الشمس مشهورة

ليس لها من مشبه في الوجود

علمك بحر ماله ساحل

فهمك سيف ماحوته الغمود

قولك فصل كله حكمة

فيه شفاء نافع؟؟؟ للكبود

أمرك ماض في الورى نافذ

زندك أورى من جميع الزنود

كم عاش في فضلك من عائش

أقامه حظك بعد القعود

ما أحد والاك الا علا

وأشرفت أيامه وهي سود

٥٠

لو ثعلبا كنت له عاضدا

قام على الليث بسيف وعود

أو كنت في أيام موسى لما

أظهرت البهت عليه اليهود

أو كنت في أيام عاد لما

عادوا نبى الله ذا الفضل هود

وصالح لو كنت عونا له

ما عقر الناقة أشقى ثمود

فيك من الرحمن سبحانه

سر عظيم ما له من جحود

أيدك الله ولا زلت في

عزبه ترغم أنف الحسود

وللامام شرف الدين رحمه‌الله مآثر كثيرة منها مسجد المدرسة بصنعاء ومدرسة ذمار وكوكبان وثلا وتوسيع مسجد الوشلي وغير ذلك من المآثر

ووفاته بظفير حجة يلي مشهد جده الامام المهدي

ثم خلفه ولده :

المطهر

ووقعت بينه وبين الاتراك حروب يطول ذكرها ، ثم توفى سنة تسعمائة وثمانين

الامام الناصر

ثم قام الامام الناصر لدين الله الحسن بن علي بن داود بن الحسن ابن امير المؤمنين علي بن داود بن جبريل المتقدم لم تعرف ولادته ومات سنة ١٠٠٤

٥١

الامام المنصور بالله

الولادة سنة ٩٦٧ الوفاة سنة ١٠٢٩ العمر ٦٢

القاسم بن محمد عليه‌السلام ابن علي بن محمد بن علي بن الرشيد بن احمد ابن الامير الحسين الاصغر ابن علي بن يحيى بن محمد بن يوسف ابن الامام الداعي الى الله القاسم بن الامام يوسف ابن الامام المنصور بالله يحيى ابن الامام الناصر احمد ابن الامام الهادي الى الحق يحيى بن الحسين ، كانت نشأته وكراماته باهرة أقر بفضله المؤالف والمخالف نطقت باسمه في جو السماء الهواتف وله المؤلفات الجليلة في سائر الفنون جرت بينه وبين الاتراك حروب كثيرة

المؤيد بالله محمد بن القاسم عليه‌السلام

الولادة سنة ٩٩٠ الوفاة سنة ١٠٥٤ العمر ٦٤

في سنة ١٠٣٩ في شهر شعبان دخل السيل العظيم الى الحرم المكى وأغرق البيت وهدم الركن الشامى والعراقي ومقام ابراهيم وجميع المقامات وهدم بئر زمزم وهلك منه غير النساء والاطفال ثمانية آلاف انسان ، وفي سنة ١٠٤٢ في شهر ربيع الاول انقض

٥٢

كوكب قبل الظهر بساعتين وبعده دوت صاعقة كأنها الرعد القاصف وتبع ذلك طاعون عظيم. وفي خلافته وسيرته كلام يطول ووقع في مدته خروج الاتراك من اليمن ، ثم قام أخوه ابو طالب

احمد بن الامام القاسم

الولادة سنة ١٠٠٧ الوفاة سنة ١٠٦٦ العمر ٥٩

ودعوته في شهارة سنة ١٠٥٤ ثم تنحى لاخيه الامام المتوكل على الله اسماعيل وموته بصعدة في شهر صفر وله آثار حسنة من أجلها عمارة جامع الروضة المشهور شمال صنعاء بمسافة ساعة ونصف ثم قام أخوه الامام الاعلم :

المتوكل على الله اسماعيل

الولادة سنة ١٠١٩ الوفاة سنة ١٠٧٩ العمر ٥٣

ولد في شهارة في شهر شعبان ودعوته في السنة التي عارضه فيها أخوه أحمد وعارضه أيضا ابن أخيه محمد بن الحسن ثم وقع الاتفاق وسلموا اليه الأمر وكان عالما فاضلا ثم توفى في الروضة في شهر ربيع الاول سنة الف وتسع وسبعين ومشهده بالروضة مشهور مزور. وتوفى الامام المتوكل على الله في شهر جمادى الاول ومشهده

٥٣

بضوران وفي سنة ١٠٥٤ في ٢٠ شهر رجب وقعت رجفة عظيمة في محل يسمى العشة من بلاد الأهجر وكانت الجبال والصخرات تسير سيرا وتدك ما تحتها من الاحجار وكان الناس يشاهدونها

ثم قام الامام :

على بن أحمد ابن الامام القاسم

الولادة سنة ١٠٤٠ الوفاة سنة ١١٢١ العمر ٨١

دعوته في سنة ١٠٨٧ ووفاته بصعدة

(الامام الاعظم المهدي لدين الله)

أحمد بن الحسن ابن الامام القاسم

الولادة سنة ١٠٢٩ الوفاة سنة ١٠٩٢ العمر ٦٣

ثم قام الامام الزاهد العابد المؤيد بالله :

محمد بن المتوكل على الله اسماعيل

الولادة سنة ١٠٤٤ الوفاة سنة ١٠٩٧ العمر ٥٣

دعوته في سنة ١٠٩٢ وسكن معبر من بلاد جهران جنوب صنعاء

٥٤

بمسافة يومين كان معه من العلم والزهد والورع ما لا يحصى وقد عارضه جماعة من اخوته وبني عمه ومات بالسم في الحمام المسمى حمام علي قريبا من ضوران ودفن بضوران وقبر بقبة والده

ثم قام الامام الناصر :

المهدي صاحب المواهب

محمد بن أحمد بن الحسن بن الامام القاسم

الولادة سنة ١٠٤٧ الوفاة سنة ١١٣٠ العمر ٨٣

والمواهب حول مدينة ذمار. دعوته بالمنصورة من اليمن الاسفل في سنة ١٠٩٧ وقبره بحصن المواهب حول مدينة ذمار وله فتكات مشهورة. ومن أعظم مناقبة قتل الساحر الذي عمت فتنته في اليمن وارتاع لها من بالروم والشام وحيرت ألباب ذوي الافهام وبعث الامام الجيوش والألوية وبلغت الغرامة سبعين مليونا من الريالات وبلغت القتلى من اثنى عشر رجب الى شوال عشرين الف قتيل ثم فر الساحر وأتباعه الى صعدة وذبح بها وخمدت ناره. والقصة مذكورة في تهذيب الزيادة في تاريخ الائمة السادة وفي نفحات العنبر وغيرهما

٥٥

وقد عارض هذا الامام (على بن حسين الشامي) ابن عز الدين ابن الحسن من ذرية الامام الهادي الى الحق. دعوته بمسور خولان بمسافة يومين في الجنوب الشرقي من صنعاء

وعارضه أيضا في هذه السنة المنصور بالله (يوسف بن المتوكل على الله) اسماعيل ثم سجنه هذا الامام صاحب المواهب بتعز وصنعاء سبعة أشهر ثم اطلقه وتوفي في شهر جمادى الاولى سنة ١١٤٠ وقبره بمدينة عمران

وعارضه أيضا الواثق بالله الحسين بن الحسن بن الامام القاسم ودعوته من رداع ثم سجنه هذا الامام صاحب المواهب نحو عشر سنين ثم أطلقه ومات بصنعاء في شهر جمادى الاولى ١١٢١

وعارضه أيضا (الحسين بن محمد) بن أحمد بن الامام القاسم دعوته من عمران وقيل من خمر شمال صنعاء. عمران بمسافة يوم وخمر يومين. وتوفي في عمران سنة ١٠١١. وعارضه أيضا الحسين بن عبد القادر) بن الناصر بن عبد الرب بن علي بن شمس الدين ابن الامام شرف الدين يحيى ودعوته بكوكبان وموته فى سنة ١١١٢ ودفن بشام كوكبان

ثم قام الامام المنصور بالله ،

٥٦

الحسين بن القاسم

ابن المؤيد بالله محمد بن الامام القاسم بن محمد

الولادة سنة ١٠٨٠ الوفاة سنة ١١٣١ العمر ٥١

مولد بشهارة في المحرم ادعى في سنة ١١٢٤ بالعصيمات من حاشد وبعث الاجناد لمحاصرة صاحب المواهب

ثم قام المتوكل على الله :

القاسم بن الحسين

ابن أحمد بن الحسن ابن الامام القاسم. دعوته بصنعاء في ذي القعدة سنة ١١٢٨ وموته برمضان سنة ١١٣٩ وقبره بقبته المعروفة بباب السباح من صنعاء

ثم قام الامام :

الناصر محمد بن اسحاق

الولادة سنة ١٠٩٠ الوفاة سنة ١١٦٧ العمر ٧٧

ابن أحمد بن الحسن بن القاسم بن محمد مولده في الغراس ودعوته الاولى في شاطب من بلاد سفيان سنة ١١٣٦ ودعوته الثانية

٥٧

من ظفار سنة ١١٣٩ ثم بايع للمنصور واستقر بصنعاء وموته بها في شوال ثم قام :

الامام المنصور حسين

ابن القاسم بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن القاسم. ودعوته في سنة ١١٣٩

الولادة سنة ١١٠٧ الوفاة سنة ١١٤٠ العمر ٣٣

ومشهده في جنوب مسجد الابهر بعد أن كان وسعه وأصلحه ثم قام بعد ذلك ولده العباس وتلقب :

المهدي

الولادة سنة ١١٣١ الوفاة سنة ١١٨٩ العمر ٥٨

ولادته بمدينة اب وكانت سيرته حسنة وكان معه من الفضل والزهد ما لا مزيد عليه وكان المهدي عباس من دأبه تقريب أهل العلم والفضل والتدبير ونظم الامور على منهاج الشرع المنير وأقام الشريعة الغراء واحيا الملة الزهراء وضاعف الصدقات وبنى المساجد واحيا منار الدين وأطفأ نار كل معاند. وله المآثر العظيمة والمشاهد القويمة منها القبة المشهورة في سائلة صنعاء المسماة قبة المهدي عباس

٥٨

ومسجد التقوى ببستان السلطان ومسجد النور بحافة معمّر ومسجد باب اليمن ووقف الاوقاف العظيمة واحيا السبل الكثيرة منها بركة عظيمة بمطرح العر من الحيمة وبركة في سوق حجة المسماة الزعبلية وله من الذخائر الكثيرة من جميع ما يحتاج اليه الملوك وسائر الناس وما يقتات من الحبوب وسائر الاجناس من الخيل في مدينة صنعاء فقط بلغت ثمانية عشر مائة فرس غير ما في مدن اليمن مثل عمران وذمار وغيرهما ومن الجمال وغيرها ما يطول وصفه وقد أجمع على عدالته وحسن سيرته وقبر بمشهده المعروف في القبة في السائلة

وقد قام معارضا له في كوكبان الامام :

المؤيد بالله

أحمد بن محمد من ذرية الامام شرف الدين وتوفي بكوكبان سنة ١١٨٩

وبعد وفاة المهدي قام ولده :

المنصور علي بن العباس

الولادة سنة ١١٥١ الوفاة سنة ١٢٢٤ العمر ٧٣

٥٩

سلك مسلك الملوك وجعل له ثلاثة وزراء وولاهم جميع الامور ولم يشتغل بشيء من أمور مملكته الا بالعماير والاصلاحات في صنعاء وحولها من المحلات المشهورة. وكان من دأبه الاحتجاب والميل الى مجالسة النساء من الحراير والاماء. وكان من دأبه الكرم والضيافات والتفقد للأرامل وذوي الحاجات. استمرت امارته في سعادة واقبال الى سنة ١٢١٦ ثم تلاشت عليه الامور بخروج التهايم وثغورها الى الخوارج. ومن نجد قامت الفتنة وعظمت المحنة بقيام عبد العزيز وولده سعود واستولى على الحرمين والعراق فخرجوا على تهامة وغلبوا الاشراف وخرج القبائل عن الطاعة للامام المنصور وكثر منهم النهب والقتل وقطع الطرق وحوصرت صنعاء سنة ٢٣ محاصرة شديدة وكاد أن يهلك أهل صنعاء وبلغ الطعام من الغلاء مبلغا عظيما مع غلاء الاسعار وعدم الامطار وفي سنة ١١٩٣ وقع في صنعاء طاعون عظيم ثم توفي سنة ١٢٢٤

ثم قام ابنه أحمد وتلقب :

بالمتوكل

وكان حازما عاقلا يقرب العلماء وأصلح ما كان قد أفسد والده الا التهايم فبقيت في يد الاشراف. وجمع بين الخلافة والملك

٦٠