العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

ومولده سنة تسع وسبعمائة. وتوفى سنة أربع وسبعين وسبعمائة. انتهى. وكانت وفاته بمكة.

١٠٤٠ ـ الحسين بن على بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الحسنى :

صاحب الوقعة بفخ ، ظاهر مكة. ظهر بالمدينة فى تسع وستين ومائة ، وطرد عنها عامل المهدى. وكان سبب ذلك ، أن الهادى استعمل على المدينة عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمرى ، فلما وليها ، أخذ أبا الزفت الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن ، ومسلم بن جندب الشاعر الهذلى ، وعمر بن سلام ، مولى آل عمر ، على شراب لهم ، فأمر بهم ، فضربوا جميعا ، وجعل فى أعناقهم حبالا ، وطيف بهم فى المدينة ، فجاء الحسين بن على إلى العمرى ، فقال له : قد ضربتهم ، ولم يكن لك أن تضربهم ؛ لأن أهل العراق لا يرون به بأسا ، فلم تطوف بهم؟ ، فأمر بهم فردهم وحبسهم.

ثم إن الحسن بن على ، ويحيى بن عبد الله بن الحسن ، كفلا الحسن بن محمد ، فأخرجه العمرى من الحبس ، وقد كان ضمن بعض بنى أبى طالب بعضا ، وكانوا يعرضون ، فغاب الحسن بن محمد عن العرض يومين ، فأحضر الحسين بن علىّ ، ويحيى بن عبد الله ، وسألهما عنه وأغلظ لهما ، فحلف له يحيى أنه لا ينام حتى يأتيه به أو يدق عليه باب داره ، حتى يعلم أنه جاءه به ، فلما خرجا ، قال له الحسين : سبحان الله ، ما دعاك إلى هذا؟ ومن أين تجد حسنا؟ حلفت له بشىء لا تقدر عليه!. قال : والله لا بت حتى أضرب عليه باب داره بالسيف ، فقال له الحسين : إن هذا ينقض ما كان بيننا وبين أصحابنا من الميعاد ـ وكانوا قد تواعدوا على أن يظهروا بمكة ومنى فى المواسم ـ فقال يحيى : قد كان ذلك ، فانطلقا وعملا فى ذلك من ليلتهم ، وخرجوا آخر الليل. وجاء يحيى ، حتى ضرب على العمرى باب داره ، فلم يجبه ، وجاءوا فاقتحموا المسجد وقت الصبح.

فلما صلى الحسين الصبح ، أتاه الناس فبايعوه على كتاب الله وسنة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، للمرتضى من آل محمد ، وجاء خالد اليزيدى فى مائتين من الجند ، وجاء العمرى ، ووزير إسحاق الأزرق ، ومحمد بن واقد السروى ، ومعهم ناس كثير ، فدنا خالد منهم ، فقام إليه

__________________

١٠٤٠ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ١ / ٦٠٥ ، الكامل لابن الأثير ٥ / ٧٤) ،

٤٢١

يحيى وإدريس ابنا عبد الله بن حسن ، فضربه يحيى على أنفه فقطعه ، ودار إدريس من خلفه فضربه فصرعه ، ثم قتلاه. وانهزم أصحابه ، ودخل العمرى فى المسودة ، فحمل عليهم أصحاب الحسين ، فهزموهم من المسجد ، وانتهبوا بيت المال ، وكان فيه بضعة عشر ألف دينار. وقيل : سبعون ألفا ، وتفرق الناس ، فأغلق أهل المدينة أبوابهم.

فلما كان الغد ، اجتمع عليه شيعة بنى العباس فقاتلوهم ، وفشت الجراحات فى الفريقين ، واقتتلوا إلى الظهر ثم افترقوا.

ثم إن مباركا التركى ، أتى شيعة بنى العباس من الغد ، وكان قد قدم حاجّا ، فقاتل معهم ، فاقتتلوا أشد قتال إلى منتصف النهار ، ثم تفرقوا ورجع أصحاب حسين إلى المسجد ، وواعد مبارك الناس الرواح إلى القتال ، فلما غفلوا عنه ، ركب رواحله وانطلق ، وراح الناس فلم يجدوه ، فقاتلوا شيئا من قتال إلى المغرب ، ثم تفرقوا ، وقيل : إن مباركا أرسل إلى الحسين يقول له : والله لئن أسقط من السماء فتخطفنى الطير ، أهون علىّ من أن تشوكك شوكة ، أو تقطع من رأسك شعرة ، ولكن لابد من الإعذار ، فبيتنى فإنى منهزم عنك ، فوصى إليه الحسين وخرج إليه فى نفر ، فلما دنوا من عسكره ، صاحوا وكبروا ، فانهزم هو وأصحابه ، وأقام الحسين وأصحابه أياما يتجهزون. فكان مقامهم فى المدينة أحد عشر يوما ، ثم خرجوا لست بقين من ذى القعدة.

فلما خرجوا عاد الناس إلى المسجد ، فوجدوا فيه العظام الذى كانوا يأكلون وآثارهم ، فجعلوا يدعون عليهم. ولما فارق المدينة قال : يا أهل المدينة ، لا أخلف الله عليكم بخير ، فقالوا : بل أنت لا يخلف الله عليك ولا ردك إلينا.

وكان أصحابه يحدثون فى المسجد ، فغسله أهل المدينة. ولما أتى الحسين مكة ، أمر فنودى : أيما عبد أتانا فهو حر ، فأتاه العبيد ، فانتهى الخبر إلى الهادى.

وكان قد حج تلك السنة رجال من أهل بيته ، منهم : سليمان بن المنصور ومحمد بن سليمان بن على ، والعباس بن محمد بن على ، وموسى وإسماعيل ، ابنا عيسى بن موسى ، فكتب الهادى إلى محمد بن سليمان متوليه على الحرب ، وكان قد سار بجماعة وسلاح من البصرة لخوف الطريق ، فاجتمعوا بذى طوى ، وكانوا قد أحرموا بعمرة.

فلما قدموا مكة ، طافوا وسعوا وحلوا من العمرة ، وعسكروا بذى طوى ، وانضم إليهم من حج من شيعتهم ومواليهم ، وقوادهم ، ثم إنهم اقتتلوا يوم التروية ، فانهزم أصحاب الحسين ، وقتل منهم وجرح ، وانصرف محمد بن سليمان ومن معه إلى مكة ،

٤٢٢

ولا يعلمون حال الحسين ، فلما بلغوا ذا طوى ، خلفهم رجل من أهل خراسان يقول : البشرى ، هذا رأس الحسين ، فأخرجه وبجبهته ضربة طولى ، وعلى قفاه ضربة أخرى. وحملت الرءوس إلى الهادى ، فلما وضع رأس الحسين ، قال : كأنكم قد جئتمونى برأس طاغوت من الطواغيت ، إن أقل ما أجزيكم ، أن أحرمكم جوائزكم ، فلم يعطهم شيئا.

وكان الحسين شجاعا كريما ، قدم على المهدى فأعطاه أربعين ألف دينار ، ففرقها فى الناس ببغداد والكوفة. وخرج من الكوفة لا يملك ما يلبسه ، إلا فروا ما تحته من قميص. انتهى من تاريخ ابن الأثير باختصار.

وقبره بظاهر مكة بطريق التنعيم ؛ لأن هناك قبة مشهورة تقصد بالزيارة فيها قبران ، فى أحدهما حجر مكتوب فيه : قبر الحسن والحسين ابنى على بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب.

وفى جدار القبة ثلاثة أحجار ، فى أحدها : أن قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسنى ، أمر بعمارته فى سنة خمس وستمائة ، وهو بخط عبد الرحمن ابن أبى حرمىّ.

وفى الثانى : أن أبا سعد بن على بن قتادة الحسنى ، أمر بعمارة هذا المشهد فى شعبان سنة ست وأربعين وستمائة.

وفى الثالث : أن الشريف حسن بن عجلان نائب السلطنة المعظمة ببلاد الحجاز فى عصرنا ، أمر بعمارته فى صفر سنة خمس وثمانمائة.

وفى الحجر الذى فيه عمارة قتادة ، تلقيب أبى الحسين هذا : بزين العابدين ، وفى ذلك نظر ؛ لأن المعروف بزين العابدين ، هو على بن الحسين بن على بن أبى طالب ، والحسين هذا ، إنما هو من ذرية الحسن لا من ذرية الحسين.

١٠٤١ ـ الحسين بن على بن الحسين الطبرى الشافعى ، أبو عبد الله وأبو على:

فقيه مكة ومحدثها. ولد سنة ثمانى عشرة وأربعمائة بآمل طبرستان. ورحل فسمع بنيسابور على عبد الغافر الفارسى : صحيح مسلم ، وعلى أبى حفص عمر بن مسرور ، وأبى عثمان الصابونى ، وعلى كريمة المروزية : صحيح البخارى. وحدث.

سمع منه رزين بن معاوية العبدرى ، والقاضى أبو بكر بن العربى ، والحافظان : أبو الفضل التيمى ، وأبو طاهر السلفى ، ووجيه بن طاهر الشحامى ، والنقيب أبو جعفر العباسى ، وخلق من المغاربة.

__________________

١٠٤١ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات الشافعية للسبكى ٣ / ١٥٢).

٤٢٣

ذكره القاضى عياض فى المشيخة التى خرجها لابن سكّرة. وقال : شافعى أشعرى جليل ، لازم التدريس لمذهب الشافعى ، والتسميع بمكة نحوا من ثلاثين سنة. وكان من أهل العلم والعبادة.

وقال السمعانى : كان حسن الفتاوى ، تفقه على ناصر الدين الحسين العمرى بخراسان ، وعلى القاضى أبى الطيب ببغداد ، ثم لازم الشيخ أبا إسحاق ، حتى صار من عظماء أصحابه ، ودرس بالنظامّية ، وجاور بمكة. وصار له بمكة أولاد وأعقاب. انتهى.

ومن أولاده وأعقابه المشار إليهم ، قضاة مكة الشيبانيون. وقد ذكر غير واحد أنهم طبريون.

ويدل على أنهم من ذريته ، كلام الميانشى فى «المجالس المكية» ، فإنه ذكر أن أبا المظفر محمد بن على الشيبانى الطبرى قاضى مكة المقدم ذكره ، أخبره ، فقال : أخبرنا جدى الحسين بن علىّ ، قال : أنا عبد الغافر بن الحسين الفارسى ، وساق حديثا من صحيح مسلم.

وقد ذكر غير واحد ، أن الحسين هذا ، يروى صحيح مسلم عن عبد الغافر الفارسى.

فعلى هذا يكون الحسين بن على الطبرى هذا شيبانيا.

ومفهوم كلام المؤرخ أبى الحسن محمد بن أحمد بن عمر القطيعى ، أنه أيضا ولى قضاء مكة ، فإنه قال فى ترجمة عبد الرحمن بن على الشيبانى الطبرى ، أخى أبى المظفر المذكور : وكان أبوه قاضيا وجده ، فجده هو الحسين هذا كما تقرر.

وقد صرح بذلك الجندى فى تاريخ اليمن ، والحسين هذا هو مؤلف «العدّة» الموضوعة شرحا على «إبانة» الفورانى.

وذكر الإسنائى : أنها التى وقف عليها النووى ، قال : وأما الرافعى ، فلم يقف إلا على «العدّة» التى لأبى المكارم الرّويانىّ ، ابن أخت صاحب «البحر».

وذكر السبكى والإسنائى أيضا ، أن السمعانى وابن النجار قالا : إن مؤلف «العدّة» هو الحسين بن محمد بن عبد الله الطبرى ، وأنه توفى سنة خمس وتسعين وأربعمائة بأصبهان بعد انتقاله إليها.

ونقل الإسنائى أن ابن عبد الغافر قال فى «السياق» : إنه توفى سنة تسع وتسعين ، قال : والظاهر أنه غيره ، ولا حاجة إلى الاتجاه وارتكاب الخلاف فى وقت الموت ومكانه ، فإنه ذكر فيه شيئا مما يختص بالأول ، فسببه الاشتباه. والله أعلم.

٤٢٤

١٠٤٢ ـ الحسين بن على بن أبى طالب الهاشمى ، أبو عبد الله ، سبط النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وريحانته من الدنيا ، وأحد سيدى شباب أهل الجنة :

ولد فى شعبان سنة أربع من الهجرة. وقيل : ولد لست سنين وخمسة أشهر ونصف من الهجرة. وكان فاضلا كثير الصلاة والصوم والحج ، وحج خمسا وعشرين حجة ماشيا. وكان مكثرا من الصدقة ومن جميع أفعال الخير ، أبى النفس ، ولم يبايع ليزيد بن معاوية لما طلبت البيعة منه فى حياة أبيه ولا بعد موته ، وفر إلى مكة ، وجاءته كتب أهل الكوفة يحثونه على المسير إليهم. فبعث إليهم مسلم بن عقيل بن أبى طالب ، ليختبر له الأمر ، فبايعه منهم اثنا عشر ألفا ، ثم تخلوا عنه عند ما ولى عبيد الله بن زياد الكوفة ليزيد بن معاوية ، وقتل مسلم بن عقيل ، وجهز ألفى فارس مع عمر بن سعد بن أبى وقاص لقتال الحسين ، وكان قد خرج من مكة فى العشر الأول من ذى الحجة سنة ستين ، ومعه أهل بيته وستون شيخا من أهل الكوفة ، بعد أن نهاه عن ذلك أقاربه وغيرهم فأبى ، فقال : إنى رأيت رؤيا أمرنى فيها النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأمر وأنا ماضى له ، ولست بمخبر بها أحدا حتى ألاقى عملى.

ولما قرب من القادسية ، بلغه خبر مسلم بن عقيل ، فهم أن يرجع ، فقال إخوته : والله ما نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل ، فقال : لا خير فى الحياة بعدكم ، وسار حتى لقيته خيل عبيد الله بن زياد ، فقال الحسين لمقدمهم : اختر واحدة من ثلاث : إما أن تدعونى فألحق بالثغور ، وإما أن تدعونى فأذهب إلى يزيد ، وإما أن تدعونى فأذهب من حيث جئت ، فقبل منه ذلك ، وكتب به إلى عبيد الله بن زياد ، فكتب عبيد الله : لا ، ولا كرامة ، حتى يضع يده فى يدى. فقال الحسين : لا ، والله لا يكون ذلك أبدا ، فقاتلوه ، فقتل أصحاب الحسين كلهم ، وكانوا خمسة وأربعين فارسا ونحو مائة رجل ، وقتل من أهل بيته سبعة عشر شابا ، وقاتله حتى قتل رضى الله عنه.

وكان قتله يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ، قاله جماعة كثيرون. واختلف فى يوم

__________________

١٠٤٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٥٧٤ ، الإصابة ترجمة ١٧٢٩ ، أسد الغابة ترجمة ١١٧٣ ، نسب قريش ٥٧ ، الجرح والتعديل ٣ / ٥٥ ، المحبر ٦٦ ، التاريخ الكبير ٢ / ٣٨١ ، طبقات خليفة ترجمة ٩ ، ١٤٨٣ ، ١٩٦٩ ، مروج الذهب ٣ / ٢٤٨ ، الأغانى ١٤ / ١٦٣ ، المستدرك ٣ / ١٧٦ ، الحلية ٢ / ٣٩ ، جمهرة أنساب العرب ٥٢ ، الكامل ٤ / ٤٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١ / ١٦٢ ، تهذيب الكمال ٢٩٠ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٣٤٠ ، خلاصة تذهيب الكمال ٧١ ، شذرات الذهب ١ / ٦٦ ، تهذيب ابن عساكر ٤ / ٣١٤).

٤٢٥

قتله ، فقيل يوم الجمعة ، وقيل يوم السبت ، وقيل يوم الاثنين ، وقيل قتل آخر يوم من سنة ستين ، وقيل قتل سنة اثنتين وستين ، وقيل غير ذلك ، وله من العمر خمس وخمسون سنة وستة أشهر ، قاله الواقدى. وذكر أنه أثبت عندهم. وقيل : سنة ست وخمسين ، وقيل : ثمان وخمسون.

وكان قتله بكربلاء (١) من أرض العراق ، ودفن هناك وقبره مشهور يزار ويتبرك به ، إلا أن رأسه حمل إلى يزيد بدمشق. ثم نقل إلى مصر فى زمن خلفائها العبيديين ، وبنى عليه مشهد معروف ، وحزن الناس على الحسين كثيرا ، وأكثروا فيه من المراثى ، وبكته الجن على ما قيل. وظهرت لموته آيات على ما قيل ، منها : اسوداد السماء ، وظهور الكواكب نهارا ، وأمطرت بالدماء. ولم يرفع حجر بيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط. ولم يشترك أحد فى قتله إلا ابتلى. ومناقبه كثيرة وأخباره شهيرة.

١٠٤٣ ـ الحسين بن على بن عبد الله بن على بن عبد الله بن حمزة بن عتبة بن إبراهيم بن أبى خداش بن عتبة بن أبى لهب الهاشمى :

هكذا نسبه صاحب الجمهرة ، وقال : ولى سوق مكة زمن المطيع. انتهى.

والمطيع هو : أبو القاسم الفضل بن المقتدر بن جعفر بن المعتضد أحمد بن أبى أحمد الموفق ، بويع بعد المستكفى فى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. واستمر حتى خلع نفسه فى ذى القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. فهذا زمنه ، ومراد ابن حزم بولاية المذكور سوق مكة : حسبتها ، والله أعلم.

١٠٤٤ ـ حسين بن على القاشانى ، الصاحب الوزير ، رضى الدين :

توفى فى شهر ربيع الأول سنة تسع وخمسين وستمائة.

ومن حجر قبره بالمعلاة ، كتبت ما ذكرته وما عرفت من حاله سوى هذا.

١٠٤٥ ـ حسين بن على بن محمد بن داود البيضاوى المكى الزّمزمى الفرضىّ الحاسب :

ولد فى حدود سنة سبعين وسبعمائة بمكة ، وسمع بها من غير واحد من شيوخها ،

__________________

(١) كربلاء : موضع طرف البرية عند الكوفة. انظر : معجم البلدان (كربلاء).

١٠٤٣ ـ انظر ترجمته فى : (جمهرة أنساب ابن حزم ٧٢).

١٠٤٥ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٣ / ١٥١ ، شذرات الذهب فى أخبار من ذهب ٩ / ٢١٩).

٤٢٦

والغرباء من شيوخنا وغيرهم. وأجاز له باستدعاء ابن شكر ، عمر بن أميلة ، وصلاح الدين بن أبى عمر ، وغيرهما من أصحاب الفخر بن البخارى وغيره.

وطلب العلم ، وعنى كثيرا بالفرائض والحساب ، وأخذ ذلك عن قاضى مكة شهاب الدين أحمد بن ظهيرة ، وعن برهان الدين الفرضى البرلّسىّ ، نزيل مكة ، وتبصر بهما.

ثم ازداد فضلا بعد أخذه لذلك عن الإمام البارع شهاب الدين ابن الهايم ، قرأ عليه بعض تواليفه بمكة. وصار يزداد نباهة حتى صار مشارا إليه فى ذلك ، وله خبرة بالهندسة والفلك وعمل التقاويم ، وتواليف فى الفرائض والحساب ، وحظ من الدين والعبادة.

قدم مصر غير مرة ، واجتمع بفضلائها ، وأثنى عليه غير واحد ، وأخذ بها فى علم الفلك عن جمال الدين الماردينى ، رئيس المؤذنين بالجامع الأزهر. ثم دخل اليمن فى تجارة ، واستدعاه الملك الناصر صاحب اليمن للحضور إليه ، فحضر مقامه ، وسأله عن أشياء ، وعن حاسبين عنده ، وناله منه برّ قليل. وذلك فى سنة تسع عشرة وثمانمائة. وعاد إلى مكة فى سنة عشرين وثمانمائة ، وأقام بها حتى حج ومضى إلى مصر فى البرّ ، وعاد منها فى البحر.

وبلغ مكة فى آخر ذى القعدة من سنة إحدى وعشرين وثمانمائة ، وأقام بها. وحصل له بعد الحج ضعف تعلل به ستة أيام ، ثم مات فى ليلة الجمعة ثالث عشرى الحجة سنة إحدى وعشرين وثمانمائة ، ودفن فى صبيحتها بالمعلاة. وكان الجمع لتشييعه وافرا ، فالله تعالى يرحمه.

١٠٤٦ ـ الحسين بن محمد بن على بن الحسن بن على بن عبد الوهاب ، الملقب نور الهدى ، أبو طالب الزّينبىّ :

أخو أبى نصر محمد وأبى الفوارس طراد ، وكان الأصغر. قرأ القرآن على علىّ بن عمر القزوينى الزاهد ، فعادت عليه بركته. وقرأ الفقه على قاضى القضاة محمد بن على الدّامغانى ، حتى برع وأفتى ودرس بالشرفية ، التى أنشاها شرف الملك بباب الطّاق. وكان مدرسها وناظرها. وترسل إلى ملوك الأطراف وأمراء البلاد من قبل الخليفة.

وولى نقابة العباسيين والطالبيين معا ، سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة ، ثم استعفى. وكان شريف النفس قوى الدين ، وافر العلم ، شيخ أصحاب الرأى فى وقته وزاهدهم ،

__________________

١٠٤٦ ـ انظر ترجمته فى : (شذرات الذهب فى أخبار من ذهب ٦ / ٥٥).

٤٢٧

وفقيه بنى العباس وزاهدهم. وله الوجاهة الكبيرة عند الخلفاء ، وانتهت إليه رئاسة أصحاب الرأى ببغداد. وجاور بمكة ناظرا فى مصالح الحرم ، وسمع البخارى من كريمة بنت أحمد المروزية ببغداد.

وروى عنه جماعة من الأكابر والحفاظ. وآخر من حدث عنه : أبو الفرج بن كليب.

وقد مدحه أبو إسحاق الغزّى بقصيدة أولها [من الطويل] :

جفون يصح السقم فيها فتسقم

ولحظ يناجيه الضمير فيفهم

معانى جمال فى عبارات خلقه

لها ترجمان صامت يتكلم

محا الله نونات الحواجب لم تزل

قسيا لها دعج النواظر أسهم

وأطفأ نيران الخدود فقل لمن

رأى نارا تقبلها الفم

ومنها فى المديح :

بنور الهدى قد صح منى خطابه

وكل بعيد من سنا النور مظلم

رحيق المعانى جل إيجاز لفظه

عن الوصف حتى عنه سحبان يفحم

وما حرم الدنيا ولكن قدره

عن الملك فى الدنيا أجل وأعظم

كتبت هذه الترجمة من مختصر الذهبى لتاريخ دمشق لابن عساكر.

١٠٤٧ ـ حسين بن الزين بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن على القيسى القسطلانى المكى :

سمع الكثير من الفخر التوزرى ، والصفى والرضى الطبريين وغيرهم. وما علمته حدث.

وكان له نظم رأيت منه قصيدة ، رثى بها قاضى مكة نجم الدين الطبرى. وكان عطارا. توفى سنة تسع وأربعين وسبعمائة ، كما ذكر لى ولده أبو الخير.

١٠٤٨ ـ حسين بن محمد بن كامل بن يعسوب الحسنى المكى :

سمع من يحيى بن محمد الطبرى ، والصفى والرضى الطبريين ، والتوزرى وغيرهم. وما علمته حدث ، ولا متى مات. وكان سبب موته ، أنه خنق نفسه من فاقة أصابته.

ذكر لى ذلك ابن أخته ، شيخنا أبو اليمن محمد بن أحمد بن الرضى الطبرى ، رحمه‌الله تعالى.

__________________

١٠٤٨ ـ ذكر ترجمته أخيه الحسن فى رقم (١٠١٩).

٤٢٨

١٠٤٩ ـ الحسين بن يحيى بن إبراهيم التميمى الحكّاك المكىّ :

سمع أبا عبد الله الحسين بن على بن محمد الشيرازى بمكة. سمع عليه بها أبو جعفر العباسى ، نقيب العباسيين بمكة. ذكره الذهبى فى تاريخ الإسلام.

١٠٥٠ ـ حسين بن يحيى بن حسين بن عبد الله بن خطاب السهمى :

أجاز له فى سنة ثلاث عشرة : الدشتى ، والقاضى سليمان بن حمزة ، وابن مكتوم ، وابن عبد الدايم ، وابن سعد ، والمطعم ، وجماعة. وما علمت له سماعا ، ولا علمته حدث.

وكان من أعيان الناس ذا ملاءة ، عدلا مقبولا عند الحكام.

توفى فى آخر عشر السبعين ـ بتقديم السين على الباء ـ وسبعمائة.

١٠٥١ ـ حسين بن يوسف بن يعقوب بن حسن بن إسماعيل الحصن كيفائى ، المكى ، بدر الدين المعروف بالحصنى ـ بحاء مهملة وألف ، ثم صاد مهملة ، ثم نون ، ثم يباء للنسبة :

سمع من الزين الطبرى : النصف الثانى من جامع الترمذى ، وهو من باب : ما جاء فى فضل الخدمة فى سبيل الله ، إلى آخر الكتاب ، مع أبيه ، وسمع على بن بنت أبى سعد الهكّارى ، ونور الدين الهمدانى ، والقاضى عز الدين بن جماعة ، من أول الترمذى ، إلى باب : ما جاء فى الحث على الوصية ، ومن باب : كراهية إتيان النساء فى أدبارهن ، إلى باب : ما جاء فى لبس الحرير للرجال ، وغير ذلك من الكتاب المذكور ، ومن أبى بكر الشمسى : مجلس رزق الله التميمى ، بسماعه من الأبرقوهىّ بسنده ، وسمع على غيرهم. وما علمته حدث. وقد أجاز لى مرويّاته.

وناب فى الحسبة بمكة عن القاضى محب الدين النويرى ، وابنه القاضى عز الدين. وكان يقرأ ويمدح للناس فى مجتمعاتهم ، ويتودد لهم كثيرا. وكان يؤذن بالحرم الشريف ، وعلى قراءته ومديحه وأذانه أنس كثير ، وسافر إلى مصر والشام مرات.

توفى يوم الاثنين خامس عشر شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، سامحه الله. وكان ابتداء ضعفه فى يوم الجمعة ثانى عشره.

ومولده فى شوال عام أربع وثلاثين وسبعمائة. كذا كتب لى بخطه.

__________________

١٠٥١ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٣ / ١٦٠).

٤٢٩

وبلغنى عن بعض أصحابنا ، أنه رأى حسينا هذا فى النوم ، فقال له : ما فعل الله بك؟ فقال له حسين ما معناه : غفر لى وأدخلنى الجنة.

وبلغنى عن صاحبنا ، أنه رأى فى منامه هذا حسينا يأكل معه ومع أخى الرائى ، ملوخية مطبوخة ، وأنه سأل عن الجنة ما ترابها؟ فقال : المسك ، قال الرائى : فشممت منه رائحة المسك ، قال : وإنه سأل عن نباتها ، فقال : الزعفران ، وسقط من حسين شىء من الزعفران ، وشىء من المسك. هذا معنى ما بلغنى فى هذه الحكاية ، والمخبر لى بها ، هو شهاب الدين أحمد بن إبراهيم المرشدى. عن أخيه النحوى المفيد جلال الدين عبد الوحد ـ وهو الرائى ـ لحسين المذكور ، والمخبر عنه بما حكيناه عنه.

١٠٥٢ ـ حسين العتمىّ :

العتمى : بعين مهملة مضمومة وتاء مثناة من فوق ، نسبة إلى عتمة (١) ، بلدة من جبال اليمن فى بلاد أصاب.

كذا ذكره لى بعض الفقهاء المكيين. وذكر أنه كان شيخ الفقراء برباط ربيع بمكة. انتهى.

وقد وجدت فى طبقة سماع لصحيح البخارى على الرضى الطبرى ، شخصا يقال له الفقيه حسين بن عمر ، شيخ رباط ربيع. ولعله هو ، والله أعلم.

والسماع فى سنة أربع عشرة وسبعمائة ، بخط أبى القاسم السّروىّ. ومنه نقلت.

* * *

من اسمه حصين

١٠٥٣ ـ حصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى المطلبى :

ذكر الزبير بن بكار ، عن عمه : أنه وأخويه الطفيل ، وعبيدة ، هاجروا إلى المدينة.

__________________

١٠٥٢ ـ (١) عتمة : مضموم ، حصن فى جبال وصاب من أعمال زبيد. انظر : معجم البلدان (عتمة).

١٠٥٣ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٣ / ٣٨ ، ٣٥٢ ، المنتظم ٣ / ٧٢ ، ١٣٠ ، ٥ / ١٩ ، الإصابة ترجمة ١٧٣٦ ، والاستيعاب ٥٣٠ ، أسد الغابة ترجمة ١١٨٠ ، جمهرة الأنساب لابن حزم ٧٣ ، نسب قريش ٩٤).

٤٣٠

وذكر أنهم شهدوا بدرا مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنه والطفيل شهدا المشاهد كلها مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وتوفيا سنة اثنتين وثلاثين. وكانت وفاته بعد الطفيل بأشهر.

وحكى ابن عبد البر ، فى تاريخ وفاة الحصين والطفيل ثلاثة أقوال.

أحدها : سنة إحدى وثلاثين. والثانى : سنة اثنتين وثلاثين. والثالث : سنة ثلاث وثلاثين. وذكر شهودهم بدرا.

وذكر ابن حزم : أنهم من المهاجرين الأولين.

وأمهم على ما قال الزبير : سخيلة بنت خزاعى بن الحويرث بن الحارث بن حبيب بن مالك بن الحارث بن حطيط بن جشم بن ثقيف.

١٠٥٤ ـ الحصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم الخزاعى :

والد عمران بن حصين. اختلف فى إسلامه ، وحديث إسلامه فى «اليوم والليلة» للنسائى ، من رواية ولده عمران بن حصين عنه. وفيه أنه أتى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا محمد ، عبد المطلب كان خيرا لقومه منك (١) ، الحديث.

قال المزى : وهو المحفوظ.

وقيل : إنه مات مشركا ، والله أعلم. انتهى. وذكره الذهبى فى التجريد. وقال : ذكره الثلاثة.

__________________

١٠٥٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٥٣٢ ، أسد الغابة ترجمة ١١٨٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٣٢ ، تهذيب ابن حجر ٢ / ٣٨٤ ، الإصابة ترجمة ١٧٤٠ ، خلاصة الخزرجى ١ / ١٤٧٦ تهذيب الكمال ٣٦٢).

(١) أخرجه أحمد فى المسند بمسند البصريين حديث رقم (١٩٤٩٠) من طريق : حسن ، حدثنا شيبان ، عن منصور ، عن ربعى بن حراش ، عن عمران بن حصين أو غيره أن حصينا أو حصينا أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا محمد لعبد المطلب كان خيرا لقومه منك كان يطعمهم الكبد والسنام وأنت تنحرهم. فقال له النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما شاء الله أن يقول فقال له : ما تأمرنى أن أقول. قال : «قل : اللهم قنى شر نفسى واعزم لى على أرشد أمرى». قال : فانطلق فأسلم الرجل ثم جاء فقال : إنى أتيتك فقلت لى : قل : اللهم قنى شر نفسى واعزم لى على أرشد أمرى فما أقول الآن قال : «قل : اللهم اغفر لى ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما علمت وما جهلت».

٤٣١

١٠٥٥ ـ حطاب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحى :

هاجر إلى الحبشة فى الهجرة الثانية مع أخيه حاطب ، فمات قبل وصوله بالطريق. وقيل مات بالطريق منصرفه منها. قاله مصعب الزبيرى.

ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر ، وابن الأثير ، وقال : أخرجه ابن مندة ، وأبو نعيم فى خطاب ـ بالخاء المعجمة ـ وهذا أشبه بالصواب. وقد ذكره ابن ماكولا وغيره بالحاء المهملة. انتهى.

١٠٥٦ ـ حفص بن المغيرة ، وقيل أبو حفص ، وقيل أبو أحمد :

ذكره هكذا ابن الأثير ، وقال : روى محمد بن راشد ، عن سلمة بن أبى سلمة ، عن أبيه ، أن حفص بن المغيرة طلق امرأته فاطمة بنت قيس ، على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثلاث تطليقات فى كلمة واحدة.

وروى عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر ، قال : طلق حفص بن المغيرة امرأته.

أخرجه ابن مندة ، وأبو نعيم. وقد تقدم فى أحمد بن حفص (١). انتهى.

ومما تقدم فى أحمد بن حفص ، أنه أبو عمرو ، ثم قال : أخرجه ابن مندة وأبو نعيم. وهذا أبو حفص ، هو زوج فاطمة بنت قيس ، ويرد ذكره أيضا. انتهى.

ولعل أبا حفص ، سهو من ناسخ كتاب ابن الأثير ؛ لأنه أبو عمرو ، والله أعلم.

ولم نورد هنا حفص بن المغيرة هذا ، إلا للتنبيه عليه ؛ لأن زوج فاطمة بنت قيس : أبو عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومى. واختلف فى اسمه ، فقيل اسمه كنيته ، وقيل أحمد. وقيل عبد الحميد ، على ما ذكر ابن حزم فى الجمهرة ، وابن قدامة فى أنساب القرشيين. وسيأتى فى الكنى (٢) إن شاء الله تعالى.

__________________

١٠٥٥ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٨ / ١٤٩ ، المنتظم ٢ / ٣٧٥ ، الإصابة ترجمة ١٧٦٥ ، الاستيعاب ترجمة ٥٧٦ ، أسد الغابة ترجمة ١٢٠١ ، الجرح والتعديل ٣ / ٣١٤).

١٠٥٦ ـ انظر ترجمته فى : (المنتظم ٤ / ٢٣١ ، الإصابة ١ / ٣٤٢ ، أسد الغابة ٢ / ٣١).

(١) سبق فى الترجمة رقم (٥٣٩).

(٢) سيأتى فى باب الكنى الترجمة رقم (٢٩٥٢).

٤٣٢

١٠٥٧ ـ حكّام بن سلم الكنانى ، أبو عبد الرحمن الرازى :

سمع من إسماعيل بن أبى خالد ، وحميد الطويل ، وعبد الملك بن أبى سليمان وجماعة.

وروى عنه أبو بكر بن أبى شيبة ، وابن نمير ، ويحيى بن معين ، والحسن بن الصباح وجماعة.

روى له البخارى تعليقا ، ومسلم (١) ، وأصحاب السنن (٢).

وثقه ابن معين ، وأبو حاتم ، ويعقوب بن شيبة ، والعجلى ، وقال عن نصر بن عبد الرحمن الوشاء الكوفى : كتبنا عن حكام ، أراه سنة تسعين ومائة ، ومات بمكة قبل أن يحج.

* * *

من اسمه الحكم

١٠٥٨ ـ الحكم بن أبى خالد المكى ، مولى فزارة :

يروى عن عمر بن أبى ليلى ، عن الحسن بن على. وروى عنه عبد الله بن المبارك. وذكره ابن حبان فى الطبقة الثالثة من الثقات.

__________________

١٠٥٧ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ١٤٢١ ، طبقات ابن سعد ٧ / ٢٦٧ ، تاريخ يحيى برواية الدورى ٢ / ١٢٣ ، علل أحمد ١ / ٣٠٣ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٤٥٥ ، المعرفة ليعقوب ٣ / ٨٣ ، ٢٣٣ ، تاريخ الطبرى ١ / ٥٩ ، ١٣٦ ، ٢٩٤ ، ٣٥٧ ، ٣٩٧ ، ٤٥٩ ، ٢ / ٣٠٧ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٤٢٧ ، تاريخ الخطيب ٨ / ٢٨١ ، ٢٨٢ ، الجمع لابن القيسرانى ١ / ١١٨ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٨٨ ، العبر ١ / ٣٠٣ ، الكاشف ١ / ٢٤٤ ، تهذيب ابن حجر ٢ / ٤٢٢ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ١٧١٧ ، شذرات الذهب ١ / ٣٢٥.

(١) روى له مسلم فى صحيحه كتاب الفضائل حديث رقم (٢٣٤٨) من طريق : أبو غسان الرازى محمد بن عمرو ، حدثنا حكام بن سلم ، حدثنا عثمان بن زائدة ، عن الزبير بن عدى ، عن أنس بن مالك ، قال : قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن ثلاث وستين وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين وعمر وهو ابن ثلاث وستين.

(٢) وروى له الترمذى فى سننه كتاب الجنائز حديث رقم (٩٨٤ ، ١٠٤٥) ، وكتاب تفسير القرآن حديث رقم (٣٣٥٥) ، والنسائى فى سننه الصغرى كتاب الجنائز حديث رقم (٢٠٠٩) ، وأبو داود فى سننه كتاب الجنائز حديث رقم (٣٢٠٨) ، وابن ماجة فى سننه كتاب ما جاء فى الجنائز حديث رقم (١٥٥٤) ، والدارمى فى سننه كتاب المقدمة حديث رقم (١٠٧).

١٠٥٨ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب التهذيب ٢ / ٤٢٢).

٤٣٣

وذكره المزى فى التهذيب ، فقال : ابن أبى خالد ، يقال له الحكم بن ظهير الفزارى ، ثم قال بعد أن ذكر شيئا رواه عنه مروان بن معاوية الفزارى ، مع ما ذكره ابن حبان أيضا. روى له ابن ماجة فى التفسير.

١٠٥٩ ـ الحكم بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى الأموى :

ذكره ابن حبان فى الطبقة الأولى من الثقات.

وذكر أن عداده فى أهل مكة ، وأنه أتى النبى مهاجرا. فقال له : ما اسمك؟ قال : الحكم. قال : أنت عبد الله.

واختلف فى وفاته على ما قيل. فقيل ببدر شهيدا ، وقيل بمؤتة شهيدا ، وقيل باليمامة شهيدا ، قاله المدائنى.

ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر ، وابن الأثير ، وقال : ولا عقب له ، أخرجه الثلاثة ، وذكر أنه مذكور فى العبادلة.

١٠٦٠ ـ الحكم بن سفيان الثقفى ، ويقال سفيان بن الحكم :

ذكره هكذا ابن عبد البر. وقال : روى حديثه منصور عن مجاهد. واختلف أصحاب منصور فى اسمه ، وهو معدود فى أهل الحجاز ، له حديث واحد فى الوضوء مضطرب الإسناد ، يقال إنه لم يسمع من النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسماعه منه عندى صحيح ، واستدل على ذلك.

وذكر عن ابن إسحاق شيئا فى نسبه أرفع من هذا. وذكره المزى فى التهذيب وأفاد

__________________

١٠٥٩ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٣ / ١١٧ ، الاستيعاب ترجمة ٥٤١ ، الإصابة ترجمة ١٧٨٢ ، أسد الغابة ترجمة ١٢١٣ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٢٤ ، الثقات ٣ / ٨٥ ، الطبقات ١ / ١١ ، ٢٩٨ ، التاريخ الكبير ٢ / ٢٣٠).

١٠٦٠ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ١٣٢٧ ، طبقات ابن سعد ٦ / ٥٢ ، مسند أحمد ٣ / ٤١٠ ، ٤ / ٦٩ ، ١٧٩ ، ٢١٢ ، ٥ / ٤٠٨ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٦٤٧ ، الجرح والتعديل الترجمة ٥٤١ ، مشاهير علماء الأمصار ، الترجمة ٤٠٣ ، المعجم الكبير للطبرانى ٣ / ٢٥٣ ، الاستيعاب ترجمة ٥٤٩ ، أسد الغابة ترجمة ١٢١٤ ، الإصابة ترجمة ١٧٨٣ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٢١٧٥ ، الكاشف ١ / ٢٤٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٣٤ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٤٢٥ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ١٥٤٣).

٤٣٤

فيه كثيرا. وذكر أن أبا داود والنسائى وابن ماجة ، روى له حديثا واحدا ، وهو حديثه المشار إليه.

١٠٦١ ـ الحكم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف القرشى المطلبى:

ذكره ابن عبد البر وابن قدامة فى الأنساب ، وقالا : شهد خيبر ، وأعطاه النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثين وسقا ، وكان من رجال قريش وجلتهم. استخلفه محمد بن أبى حذيفة بن عتبة ابن ربيعة على مصر ، حين خرج إلى معاوية وعمرو بن العاص بالعريش. انتهى.

وذكره ابن الأثير بمعنى هذا ، وأفاد خلافا فى اسمه ؛ لأنه قال بعد الحكم بن الصلت ابن مخرمة بن المطلب : وقيل الصلت بن الحكم ، وقال عبدان : حكم بن الصلت القرشى المطلبى ، ثم قال : روى محمد بن الحسن بن قتيبة ، عن حرملة بن يحيى ، عن ابن وهب ، عن حرملة بن عمران ، عن عبد العزيز بن حيار القرشى ، عن الحكم بن الصلت القرشى ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تقدموا بين أيدكم فى صلاتكم ، وعلى جنائزكم سفهاءكم». ورواه المقرى عن حرملة ، فقال : الصلت بن حكم. أخرجه أبو عمر وابن موسى. انتهى.

وذكره الذهبى فى التجريد بنحو مما ذكره ابن عبد البر ، وابن قدامة ، وقال : له حديث.

١٠٦٢ ـ الحكم بن أبى العاص بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب الأموى ، أبو مروان ، عم عثمان بن عفان ، رضى الله عنه ، أمير المؤمنين :

أسلم فى الفتح ، وقدم المدينة ، ثم أخرجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منها وطرده عنها ؛ لأنه كان يتحيل فى سماع سر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيفشيه ، حتى ظهر ذلك عليه. وقيل لأنه كان يحكى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى مشيته وبعض حركاته. ودعا عليه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما قيل فاختلج ، وذلك أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان إذا مشى يتكفّأ ، فرأى يوما الحكم يفعل ذلك ، يحكى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال : فكذلك فلتكن. فكان الحكم مختلجا يرتعش من يومئذ. ويروى أن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم لعنه. وهذا

__________________

١٠٦١ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٣ / ٤٢ ، ٢٤٦ ، ٥ / ١٦ ، المنتظم ٧ / ٢١١ ، الاستيعاب ترجمة ٥٤٢ ، الإصابة ترجمة ١٧٨٤ ، أسد الغابة ترجمة ١٢١٦ ، التجريد ١ / ١٤٤).

١٠٦٢ ـ انظر ترجمته فى : (شذرات الذهب فى أخبار من ذهب ١ / ١٩٣ ، الجرح والتعديل ٣ / ١٢٠ ، المنتظم ٢ / ٢٠٩ ، ٣ / ٤٩ ، ٤ / ٣٣٥ ، أسد الغابة ترجمة ١٢١٧ ، الاستيعاب ترجمة ٥٤٧ ، الإصابة ترجمة ١٧٨٦ ، التجريد ١ / ١٤٤).

٤٣٥

يروى عن عائشة رضى الله عنها من طرق كثيرة. ذكرها ابن أبى خيثمة وغيره ، ويروى عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه. ولما طرده النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم من المدينة ، نزل الطائف ، ولم يزل بالطائف ، حتى رده عثمان رضى الله عنه لما ولى.

قال ابن عبد البر : وتوفى فى آخر خلافة عثمان رضى الله عنه ، قبل القيام عليه بأشهر فيما أحسب. ومن الاستيعاب له ، لخصت هذه الترجمة بالمعنى. وذكر ابن الأثير معناها ، وذكر من رواية ابنه ، خبرا يدل على صدق نبوة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال ابن الأثير بعد ذكره للخبر : قال أبو أحمد العسكرى : بعضهم يقول الحكم بن أبى العاص ، وقيل إنه رجل آخر ، يقال الحكم بن أبى الحكم الأموى.

وقال الذهبى فى التجريد : روى قيس بن جبير عن بنت الحكم عن أبيها.

١٠٦٣ ـ الحكم بن أبى العاص بن بشير بن دهمان الثقفى ، أخو عثمان بن أبى العاص ، يكنى أبا عثمان ، وأبا عبد الملك :

ولى البحرين لعمر رضى الله عنه عن أخيه عثمان ، وذلك أن أخاه عثمان ولاه ، فمر على عمان والبحرين ، فوجه أخاه الحكم على البحرين وافتتحا فتوحا كثيرة فى العراق ، فى سنة تسع عشرة ، وفى سنة عشرين. وهو معدود فى البصريين. ومنهم من يجعل أحاديثه مرسلة. ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر وابن الأثير.

١٠٦٤ ـ الحكم بن عمرو بن معتب الثقفى :

كان أحد الوفد الذين قدموا على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مع عبد ياليل ، بإسلام ثقيف من الأحلاف. ذكره ابن عبد البر هكذا.

١٠٦٥ ـ الحكم بن كيسان ، مولى هشام بن المغيرة المخزومى :

أسر فى سرية عبد الله بن جحش ، ثم أسلم وحسن إسلامه ، واستشهد يوم بئر

__________________

١٠٦٣ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٣ / ١٢٠ ، التاريخ الكبير ١ / ٢ / ٣٣١ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٤٠ ، ٢١٩ ، ٧ / ٢٩ ، أسد الغابة ترجمة ١٢١٨ ، الإصابة ترجمة ١٧٨٥ ، الاستيعاب ترجمة ٥٤٤).

١٠٦٤ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ترجمة ١٢٢٤ ، الاستيعاب ترجمة ٥٥٢).

١٠٦٥ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٢ / ٧ ، ٤٠ ، ٤ / ١٠٢ ، المنتظم ٣ / ٩١ ، ٢٠٩ ، أسد الغابة ترجمة ١٢٢٦ ، الاستيعاب ترجمة ٥٤٠ ، الإصابة ترجمة ١٧٩٣).

٤٣٦

معونة. ولما أسر ، أراد أمير السرية ضرب عنقه ، فقال له المقداد ، وهو الذى أسره : تقدم به على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ففعلا ذلك ، فأسلم.

ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر ، وابن الأثير ، وقال : أخرجه الثلاثة. وذكر ابن الأثير : أنه أسلم فى السنة الأولى من الهجرة. انتهى. ويوم بئر معونة ، كان فى صفر سنة أربع.

١٠٦٦ ـ الحكم بن محمد الطبرى ، أبو مروان :

نزيل مكة. روى عن سفيان بن عيينة ، وعبد المجيد بن أبى رواد ، ويحيى بن زكريا بن أبى زائدة.

روى عنه البخارى فى كتاب أفعال العباد ، وقال : كتبت عنه بمكة عن سفيان ، عن قوله : أدركت مشيختنا منذ سبعين سنة ، منهم عمرو بن دينار ، يقولون : القرآن كلام الله ليس بمخلوق.

وروى عنه سلمة بن شبيب ، ومحمد بن عمار بن الحارث الرازى ، والنضر بن سلمة المروزى شاذان.

وذكره ابن حبان فى الثقات ، وقال : مات سنة بضع عشرة ومائتين. كتبت هذه الترجمة من التهذيب.

١٠٦٧ ـ الحكم المكى :

قال أبو حاتم : مجهول. هكذا ذكره الذهبى فى المغنى ، ولا أدرى هل هو الحكم بن أبى خالد ، فإنه ذكره بعده ، أو هو سواه. والله أعلم.

* * *

من اسمه حكيم

١٠٦٨ ـ حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب القرشى الأسدى ، أبو خالد المكى :

روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث. وروى عنه ابن المسيب ، وعروة بن الزبير وغيرهما. روى له الجماعة.

__________________

١٠٦٦ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل الترجمة ٥٧٥ ، ميزان الاعتدال الترجمة ٢١٩٨ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٤٣٨ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ١٥٦٠ ، تهذيب الكمال ١٤٤٣).

١٠٦٧ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٣ / ١٣١ ، التاريخ الكبير ١ / ٢ / ٣٤٢ ، ميزان الاعتدال ١ / ٥٨٢ ، ٥٨٣).

١٠٦٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٥٥٣ ، الإصابة ترجمة ١٨٠٥ ، أسد الغابة ترجمة ١٢٣٤ ، نسب قريش ٢٣١ ، الجرح والتعديل ٣ / ٢٠٢ ، جمهرة أنساب العرب ١٢١).

٤٣٧

أسلم فى الفتح بمر الظهران. وأمن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من دخل داره بمكة فهو آمن ، يوم فتح مكة ، كما رويناه فى مغازى بن عقبة ، وأعطاه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غنائم حنين مائة بعير ، فيما ذكر ابن إسحاق ، كالمؤلفة ، وهو ممن حسن إسلامه من المؤلفة ، وتقرب فى الإسلام بقربات كثيرة ، منها مائة بدنة أهداها فى حجه ، وأهدى فى حجه ألف شاه ، ووقف فى عرفة بمائة وصيف فى أعناقهم أطواق الذهب ، منقوش فيها : عتقاء الله تعالى ، عن حكيم ابن حزام.

وله فى الإسلام قربات آخر كثيرة ، وتقرب فى الجاهلية بعتق مائة رقبة ، وحمل على مائة بعير. وسأل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن فعله البر فى الجاهلية ، فقال له : أسلمت على ما سلف لك من خير.

قال ابن عبد البر : كان من أشراف قريش ووجوهها فى الجاهلية والإسلام ، ثم قال : وكان عاقلا سريّا فاضلا نقيا سيدا بماله غنيّا. انتهى.

وكان عالما بالنسب على ما قال البغوى وغيره. ويقال : إنه أخذ النسب عن الصديق رضى الله عنهما.

وقال البخارى : عاش فى الجاهلية ستين سنة ، وفى الإسلام ستين سنة ، قاله إبراهيم ابن المنذر. انتهى.

وذكر ذلك غير واحد من العلماء المتقدمين والمتأخرين ، فمن المتأخرين النووى ، وقال : لا يشاركه فى هذا أحد إلا حسان بن ثابت. وقد قدمنا فى ترجمة حسان : أن المراد بقولهم ستين فى الإسلام ، أى من حين ظهر ظهورا فاشيا. انتهى.

ولا يستقيم قوله : إن هذا لا يعرف لغير حسان وحكيم ؛ لأنه اتفق لحويطب بن عبد العزى القرشى العامرى ، وحمنن بن عوف الزهرى ، وسعيد بن يربوع المخزومى ، على ما ذكر غير واحد ، منهم ابن عبد البر ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، إلا أنه لم يذكر حمننا ، وذكر مكانه حسان. ولابن مندة تأليف فى هذا المعنى.

وذكر ابن الأثير إشكالا على من حسب المراد بالإسلام فى حياة حكيم ، ومن شابهه ، والله أعلم بحقيقة ذلك.

واختلف فى وفاة حكيم ، فقيل : سنة أربع وخمسين ، قاله جماعة. وقيل : سنة ثمان وخمسين ، وما عرفت قائله من المتقدمين ، وهو مذكور فى تهذيب الكمال وأسد الغابة.

٤٣٨

وقيل : سنة ستين. قاله البخارى وغيره. واتفقوا على أنه مات بالمدينة ، كما اتفقوا على أنه ولد بمكة فى جوف الكعبة ؛ لأن المخاض غلب على أمه فيها. وما يقال : من أن علىّ ابن أبى طالب رضى الله عنه ولد فيها ، ضعيف عند العلماء ، فيما ذكر عنهم النووى. والله أعلم.

١٠٦٩ ـ حكيم بن حزن بن أبى وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشى المخزومى ، عم سعيد بن المسيب :

قال الزبير بن بكار : سماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : سهلا ، فقال : إنما السهولة للحمار. وفى ولده حزونة وسوء خلق. انتهى.

وقال ابن عبد البر : عم سعيد بن المسيب. أسلم مع أبيه عام الفتح. واستشهد يوم اليمامة ، على ما قال ابن إسحاق ، والزبير بن بكار ، وأبو معشر ، إلا أن أبا معشر غلط فجعل حكيما أخا حزن. وقد سبق فى ترجمة حزن والد حكيم ، ما يقتضى أن قصة تغيير اسمه اتفقت له ، وكلام الزبير يقتضى أنها لحكيم ، وهى لحزن أصوب. والله أعلم.

١٠٧٠ ـ حكيم بن طليق بن سفيان بن أمية بن عبد شمس :

كان من المؤلفة قلوبهم. ذكره أبو عبيد عن ابن الكلبى ، درج ولا عقب له. ذكره هكذا أبو عمر بن عبد البر.

١٠٧١ ـ حمّاد البّربرىّ :

أمير مكة واليمن. ذكر ابن الأثير فى أخبار سنة أربع وثمانين ومائة : أن الرشيد ولّى حمادا البربرى اليمن ومكة. انتهى.

وذكر الأزرقى ولاية حماد على مكة ، وذكر أن فى ولايته جاء سيل مكة ؛ لأنه قال فى أخبار سيول مكة : وكان بعد ذلك أيضا سيل عظيم فى سنة أربع وثمانين ومائة ، وحماد البربرى أمير على مكة. انتهى.

__________________

١٠٦٩ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ٢ / ٤٢ ، الاستيعاب ترجمة ٥٥٥ ، الإصابة ١ / ٣٥٠).

١٠٧٠ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ترجمة ١٢٣٦ ، الاستيعاب ترجمة ٥٥٤ ، والإصابة ترجمة ١٨٠٧).

١٠٧١ ـ انظر ترجمته فى : (الكامل لابن الأثير ٥ / ١٠٩ ، المنتظم ٩ / ٩٢ ، ١٩٧ ، تاريخ مكة للأزرقى ٢ / ١٣٧).

٤٣٩

وذكر الأزرقى فى عمارة حماد هذا لبعض الدور بمكة ، وما عرفت أنا من حاله سوى هذا.

١٠٧٢ ـ حمدون بن على بن عيسى بن ماهان :

أمير مكة على ما ذكر الأزرقى ؛ لأنه قال فى أخبار سيول مكة : وجاء سيل فى سنة اثنتين ومائتين فى خلافة المأمون ، وعلى مكة يزيد بن محمد بن حنظلة المخزومى ، خليفة لحمدون بن على بن عيسى بن ماهان. انتهى.

وهذا يدل على ولاية حمدون لمكة.

١٠٧٣ ـ حمد بن محمد بن أحمد بن المسيب اليمنى المظفرى ، مختار الدين ، بن الأمير شمس الدين :

كان من جملة العسكر الذى أنفذه الملك المظفر صاحب اليمن مع ابن برطاس ، للاستيلاء على مكة ، فى آخر سنة اثنتين وخمسين وستمائة. فقتل رحمه‌الله بين الصفين ، فى الحرب الذى كان بين ابن برطاس وأهل مكة. وذلك فى يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من ذى القعدة الحرام ، سنة اثنتين وخمسين ، ودفن بالمعلاة.

ومن حجر قبره لخصت غالب هذه الترجمة.

* * *

من اسمه حمزة

١٠٧٤ ـ حمزة بن جار الله بن حمزة بن راجح بن أبى نمى الحسنى المكى :

كان رأس الأشراف آل أبى نمى بعد أبيه ، لعقله وسماحته.

توفى فى ليلة الأحد سابع المحرم سنة ست عشرة وثمانمائة بمكة. ودفن بالمعلاة ، وهو فى عشر الخمسين فيما أحسب.

١٠٧٥ ـ حمزة بن راجح بن أبى نمى الحسنى المكى :

كان مكينا عند الشريف عجلان صاحب مكة ، ويقال إنه وزيره ، وكان على ما بلغنى سنّيا.

__________________

١٠٧٢ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ مكة ٢ / ١٣٧).

١٠٧٤ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٣ / ١٦٤).

٤٤٠