العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

١٠٠٤ ـ الحسن بن على بن محمد الخلال ، أبو محمد الحلوانى ، وقيل الريحانى ، بالراء والحاء المهملتين :

سكن مكة. روى عن أبى معاوية ، ووكيع ، ويزيد بن هارون ، وعبد الرزاق ، وابن نمير ، وخلق.

وعنه : الجماعة ، سوى النسائى ، وأبو العباس السراج ، وابن أبى عاصم وغيرهم.

قال يعقوب بن شيبة : كان ثقة ثبتا ، متفنّنا.

وقال الذهبى : كان ثبتا حجة ، وذكر أنه أحد الحفاظ. وقال : توفى بمكة فى ذى الحجة سنة اثنتين وأربعين ومائتين.

١٠٠٥ ـ الحسن بن على بن محمود بن على النّهاوندىّ ، الإمام نجيب الدين الحنفى :

ذكره هكذا الميورقىّ فى تصانيفه ، ونقل عن عبد المحسن بن على سبط عبد الرحمن ابن أبى حرمى ، أنه أخبره فى ثامن ربيع الآخر من سنة ست وستين وستمائة ، أن نجيب الدين هذا ، مدرس الحنفية اليوم بمكة. انتهى بالمعنى.

١٠٠٦ ـ الحسن بن على بن يوسف بن أبى بكر بن أبى الفتح السّجزىّ المكى الحنفى ، يلقب بالبدر :

إمام الحنفية بالحرم الشريف ، أظنه ولى ذلك بعد أخيه التاج على ، ووليها بعده أخوه الشهاب الحنفى المقدم ذكره.

ومات ظنا بعد العشر وسبعمائة ، وما علمت له سماعا ولا إجازة ، ولا من حاله سوى هذا.

__________________

١٠٠٤ ـ انظر ترجمته فى تاريخ البخارى الصغير ٢ / ٣٧٨ ، المعارف ٤٥٦ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٥٥٢ ، الجرح والتعديل الترجمة ٨٦ ، أسماء الدارقطنى الترجمة ١٩٧ ، تاريخ الخطيب ٧ / ٣٦٥ ، الجمع لابن القيسرانى الترجمة ٣٠٦ ، المعجم المشتمل الترجمة ٢٥٥ ، تاريخ دمشق تهذيبه ٤ / ٢٣٦ ، معجم البلدان ١ / ٦٢٩ ، ١٢٩ ، ٣١٨ ، ٣ / ٢٤٤ ، ٨٦٣ ، ٤ / ٤٠ ، ٤١ ، ١٢٤ ، ٢٧٩ ، الكاشف ١ / ٢٢٤ ، سير أعلام النبلاء ١١ / ٣٩٨ ، العبر ١ / ٤٣٧ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٢٢ ـ ٥٢٣ ، الوافى بالوفيات ١٢ / ١٦٦ ، تهذيب ابن حجر ٢ / ٣٠٢ ـ ٣٠٣ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ١٣٦٣ ، شذرات الذهب ٢ / ١٠٠ ، تهذيب الكمال ١٢٥٠).

٤٠١

١٠٠٧ ـ الحسن بن على الصّقلّىّ ، أبو على الدمشقى :

توفى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة بمكة بعد الحج ، كما ذكر ابن الأكفانى ، ولم يذكر له رواية.

١٠٠٨ ـ حسن بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم الحسنى المكى ، يكنى أبا عالى ، ويلقب شهاب الدين :

أمير مكة. ولى إمرتها بعد أبيه نحو ثلاث سنين. وقد ذكر ابن الأثير شيئا من خبره ؛ لأنه قال فى كامله بعد أن ذكر موت قتادة والد حسن هذا : ولما مات ملك بعده ابنه الحسن ، وكان له ابن آخر اسمه راجح ، يقيم فى العرب بظاهر مكة يفسد وينازع أخاه فى ملك مكة ، فلما سار حجاج العراق ، كان الأمير عليهم مملوك من مماليك الخليفة الناصر لدين الله ، اسمه آقباش. وكان حسن السيرة مع الحاج ، كثير الحماية ، فقصده راجح بن قتادة وبذل له وللخليفة مالا ليساعده على ملك مكة ، فأجابه إلى ذلك. ووصلوا إلى مكة ، ونزلوا بالزّاهر ، وتقدم إلى مكة مقاتلا لصاحبها.

وكان قد جمع جموعا كثيرة من العرب وغيرها ، فخرج إليه من مكة وقاتله. وتقدم أمير الحاج من بين عسكره منفردا ، وصعد جبلا إدلالا بنفسه ، وأنه لا يقدم أحد عليه ، فأحاط به أصحاب حسن فقتلوه وعلقوا رأسه ، فانهزم عسكر أمير الحاج.

وأحاط أصحاب حسن بالحجاج لينهبوهم ، فأرسل إليهم حسن عمامته بالأمان ، أمانا للحاج. فعاد أصحابه عنهم ولم ينهبوا منهم شيئا. وسكن الناس ، وأذن لهم حسن فى دخول مكة ، وفعل ما يريدونه من الحج والبيع وغير ذلك ، وأقاموا بمكة عشرة أيام ، وعادوا فوصلوا إلى العراق سالمين ، وعظم الأمر على الخليفة ، فوصلته رسل حسن يعتذر ويطلب العفو منه. فأجيب إلى ذلك. انتهى.

وذكر أبو شامة عن آقباش ، ما يقتضى خلاف ما ذكره عنه ابن الأثير ؛ لأنه قال : فلما وصل آقباش إلى عرفات ، جاءه راجح بن قتادة أخو حسن ، وسأله أن يولّيه إمارة مكة ، وقال : أنا أكبر ولد قتادة ، فلم يجبه ، وظن حسن أن آقباش قد ولاه فأغلق أبواب مكة.

وقال أبو شامة أيضا بعد ذكره لقتل آقباش : وأراد حسن نهب الحاج العراقى ، فمنعه

__________________

١٠٠٨ ـ انظر ترجمته فى : (الأعلام ٢ / ٢١١ ، الكامل ٩ / ٣٤٥ ، ذيل الروضتين ١٢٣ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٢١٠).

٤٠٢

أمير حج الشام ، المبارز المعتمد ، وخوفه من الأخوين : الكامل والمعظم ، ملكى مصر والشام. فأجابه وكف عن ذلك. انتهى.

وإنما ذكرنا هذا ؛ لأنه يوهم أن حسن بن قتادة إنما كف عن الحجاج بتخويف أمير الشام له من الكامل والمعظم. وما ذكره ابن الأثير ، يقتضى أنه ليس لكف حسن عن نهب الحجاج سبب ، والله أعلم أى ذلك كان.

وذكر أبو شامة ما يقتضى أن حسن بن قتادة كان مهتما لهذه الفتنة ؛ لأنه قال : قلت : كان فى حاج الشام هذه السنة ، شيخنا فخر الدين أبو منصور بن عساكر ، فأخبرنى بعض الحجاج فى ذلك العام ، أن حسن بن قتادة أمير مكة ، جاء إليه وهو نازل داخل مكة ، فقال له : قد أخبرت أنك خير أهل الشام ، فأريد أن تصير معى إلى دارى ، فلعل ببركتك تزول هذه الشدة عنا ، فصار معه إلى داره مع جماعة من الدمشقيين ، فأكلوا شيئا ، فما استتم خروجهم من عنده حتى قتل آقباش ، وزال ذلك الاستيحاش. انتهى.

وقال ابن الأثير فى أخبار سنة عشرين وستمائة : فى هذه السنة سار الملك المسعود أتسز بن الملك الكامل محمد إلى مكة ، وصاحبها حينئذ حسن بن قتادة إدريس العلوى الحسنى ، وقد ملكها بعد أبيه كما ذكرنا. وكان حسن قد أساء السيرة إلى الأشراف والمماليك الذين كانوا لأبيه ، وقد تفرقوا عنه ، ولم يبق عنده غير أخواله من عنزة ، فوصل صاحب اليمن إلى مكة رابع ، ربيع الآخر ، فلقيه الحسن وقاتله بالمسعى ببطن مكة ، فلم يثبت وولى منهزما فقارق مكة فيمن معه ، وملكها أتسز صاحب اليمن ونهبها عسكره إلى العصر ، فحدثنى بعض المجاورين المتأهلين ، أنهم نهبوها حتى أخذوا الثياب عن الناس ، وأخفروهم وأمر صاحب اليمن أن ينبش قبر قتادة ويحرق ، فنبشوه ، فظهر التابوت الذى دفنه ابنه الحسن ، والناس ينظرون إليه ، فلم يروا به شيئا ، فعلموا حينئذ أن الحسن دفن أباه سرا ، وأنه لم يفعل فى التابوت شيئا ، وذاق الحسن عاقبة قطيعة الرحم وعجل الله مقابلته ، وزال عنه ما قتل أباه وعمه وأخاه لأجله : (خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) [الحج : ١١]. انتهى.

وسنذكر قريبا ما قيل من قتل حسن بن قتادة لأبيه وأخيه وعمه.

وذكر ابن محفوظ : أن إخراج الملك المسعود لحسن بن قتادة من مكة ، كان فى سنة تسع عشرة وستمائة. وذكر ذلك غيره ، ولنذكر كلامه لإفادته ذلك وغيره. قال : فى سنة تسع عشرة : توجه الملك السمعود إلى مكة فوصلها فى ربيع الأول ، وخرج حسن

٤٠٣

من البلاد ، فتسلمها السلطان وراجح معه ، ورد السلطان على أهل الحجاز جميع أموالهم ونخلهم جميعا ، وما كان أخذ من الوادى جميعه ، ومن مكة من الدور.

وولى راجحا حلى ونصف المخلاف ، واستناب السلطان على مكة الأمير نور الدين عمر بن على بن رسول ، ورتب معه ثلاثمائة فارس ، وحج فى هذا العام الملك المسعود ، وأما حسن بن قتادة ، فإنه راح إلى ينبع وجاء بجيش ، وخرج إليه نور الدين وكسره على الخربة.

ووجدت فى تاريخ الشيخ شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزرى ترجمة لآقباش الناصرى ، ذكر فيها شيئا من حاله ، وقتل أصحاب حسن له بمكة ، ثم قال : وأراد حسن نهب الحاج العراقى ، خوفه المبارز المعتمد من المعظم والكامل ، فأجابه ، يعنى إلى ترك النهب.

ووجدت فيه ترجمة لحسن بن قتادة ؛ لأنه قال فى أخبار سنة ثلاث وعشرين وستمائة : وفيها توفى حسن بن قتادة بن إدريس الحسنى أمير مكة ، زادها الله شرفا ، وكان قد ولى الإمارة بعد أبيه ، ويقال إنه دخل إلى أبيه وهو مريض فقتله خنقا وولى الإمارة مغالبة.

وكان سيئ العشرة والسيرة ظلوما مقداما ، وهو الذى قتل أمير الحاج آقباش فى سنة سبع عشرة ، وأحدث فى مكة أمورا منكرة ، فأريد القبض عليه ، فخرج عنها هاربا على أقبح وجه ، وقصد الشام ، فلم يلتفت إليه ، فتوجه إلى العراق ، ووصل إلى بغداد ، فأدركه أجله فى الجانب الغربى على دكة ، فلما علم به ، غسّل وجهّز وصلّى عليه ، وحمل إلى مشهد موسى عليه‌السلام ودفن هناك. انتهى.

ورأيت فى كلام بعضهم ، وأظنه الشيخ شهاب الدين أبا شامة المقدسى : أن حسن ابن قتادة لما وصل إلى بغداد ، همّ أهل بغداد بقتله قودا بآقباش الناصرى ، الذى قتله أصحابه بمكة ، فعاجلت المنيّة حسن بن قتادة قبل قتلهم له. انتهى.

وأما ما قيل من قتل حسن بن قتادة لأبيه وأخيه وعمه. فقد ذكر ابن الأثير فى كامله صورة ذلك ، لأنه قال لما ذكر موت قتادة : وقيل فى موت قتادة : أن ابنه حسنا خنقه ، وسبب ذلك : أن قتادة جمع جموعا كثيرة ، وسار عن مكة يريد المدينة ، فنزل بوادى الفرع وهو مريض ، وسير أخاه على الجيش ومعه ابنه الحسن بن قتادة ، فلما أبعدوا بلغه أن عمه الحسن قال لبعض الجند : إن أخى مريض وهو ميت لا محالة ، وطلب منهم أن

٤٠٤

يحلفوا له ليكون هو الأمير بعد أخيه قتادة ، فحضر الحسن عنده ، واجتمع إليه كثير من الأشراف والمماليك الذين لأبيه. فقال حسن لعمه : قد فعلت كذا وكذا ، فقال : لم أفعل ، وأمر حسن الحاضرين بقتله ، فلم يفعلوا ، وقالوا : أنت أمير وهذا أمير ، ولا نمدّ أيدينا إلى أحدكما ، فقال له غلامان لقتادة : نحن عبيدك فمرنا بما شئت ، فأمرهما أن يجعلا عمامة عمه فى حلقه. ففعلا ثم قتله. فسمع قتادة الخبر ، فبلغ منه الغيظ كل مبلغ ، وحلف ليقتلن ابنه.

وكان على ما ذكرنا من المرض ، فكتب بعض أصحابه إلى الحسن يعرفه الحال بقوله : ابدأ به قبل أن يقتلك ، فعاد الحسن إلى مكة.

فلما وصلها قصد دار أبيه فى نفر يسير ، فرأى على باب الدار جمعا كثيرا ، فأمرهم بالانصراف إلى منازلهم ففارقوا الدار وعادوا إلى مساكنهم ، ودخل الحسن إلى أبيه.

فلما رآه أبوه شتمه وبالغ فى ذمه وتهديده ، فوثب إليه الحسن فخنقه لوقته ، وخرج إلى الحرم الشريف ، وأحضر الأشراف وقال : أن أبى قد اشتد مرضه ، وقد أمركم أن تحلفوا لى على أن أكون أنا أميركم ، فحلفوا له ، ثم أنه أحضر تابوتا ودفنه ليظن الناس أنه مات ، وكان قد دفنه سرا.

فلما استقرت الإمارة بمكة له ، أرسل إلى أخيه الذى بقلعة الينبع على لسان أبيه يستدعيه ، وكتم موت أبيه عنه.

فلما حضر أخوه قتله أيضا واستقر أمره وثبت قدمه ، وفعل بأمير الحاج ما تقدم ذكره ، فارتكب أمرا عظيما ، قتل أباه وعمه وأخاه ، لقد باع دينه بدنياه ، وذلك فى أيام يسيرة ، لا جرم لم يمهله الله تعالى ، ونزع ملكه وجعله طريدا شريدا خائفا يترقب. انتهى.

وذكر ابن سعيد المغربى مؤرخ المغرب والمشرق ، شيئا من خبر حسن بن قتادة هذا ، لم أره إلا فى كتابه ، فنذكره لما فيه من الفائدة ، ونص ما ذكره بعد أن ذكر شيئا من خبر قتادة : وارتفعت فيه الأيدى بالدعاء ، فقتله الله تعالى على يد ابنه حسن بن قتادة ، واطأ جارية كانت تخدم أباه ، فأدخلته ليلا عليه.

قال الزّنجانى مؤرخ الحجاز ، وكان وزيرا لأبى عزيز : وإخوته وأقاربه يزعمون أنه قتل أباه خنقا ، واستعان بالجارية المذكورة وغلام له فى إمساك يديه. ثم قتلهما بعد ذلك لئلا يخرج الخبر من قبلهما ، وزعم للناس أنهما قتلا أباه ، وقعد فى مكان أبيه والعيون

٤٠٥

تنثنى عنه ، والقلوب تنفر منه. وكان من أمره مع أخيه راجح ما يأتى ذكره. ومات ببغداد سليبا طريدا غريبا.

وقال ابن سعيد أيضا : وذكر له نجم الدين الزّنجانى : أن أبا عزيز كان يوما بالحرم مع الأشراف ، فهجم عليه ولد لابنه حسن ، وترامى فى حجره مستجيرا. وإذا بوالده حسن كالمجنون يشتد فى إثره ، ثم ألقى يده فى شعره وجذبه من حجر جده. فاغتاظ أبو عزيز ، وقال : هكذا ربيتك ولهذا ذخرتك؟. فقال حسن : ذاك الإخلال أوجب هذا الإدلال. فقال أبو عزيز : ليس هذا بإدلال ولكنه إذلال ، وانصرف حسن بولده ، ففعل فيه ما اقتضت طباعه ، فالتفت أبو عزيز إلى الشرفاء وقال لهم : والله لا أفلح هذا ، ولا أفلح معه ، فلم يمر إلا قليل حتى قتل أباه على ما تقدم ذكره. انتهى.

ورأيت لحسن بن قتادة هذا مكرمة صنعها بمكة ، وهى أنه رد الموضع المعروف برباط الخرّازين بالمسعى ، الذى وقف على رباط السدرة بمكة ، إلى فقراء الرباط المذكور بعد الاستيلاء عليه.

١٠٠٩ ـ الحسن بن محمد بن أحمد بن على القسى ، كمال الدين أبو الهدى ، بن الشيخ قطب الدين بن الشيخ أبى العباس القسطلانى المكى :

لبس من الشيخ نجم الدين التبريزى خرقة التصوف. وأجاز له فى سنة تسع وأربعين وستمائة ـ بإفادة أبيه ـ جماعة من شيوخه ببغداد وغيرها من البلاد. وسمع على أبى عبد الله محمد بن معين المنبجى سداسيات الرازى ، وعلى أبى عبد الله محمد بن أبى الفضل المرسى : الأربعين الفراوية ، ومن عبد الوهاب بن عساكر ، وابن مسدى وجماعة. وحدث مع أخويه الأمين والشّرف بقراءة النجم بن عبد الحميد : الأربعين الفراوية ، سمعها عليهم ابن أختهم الزين أحمد بن الجمال محمد بن المحب الطبرى. وكتب عنه الجد أبو عبد الله الفاسى.

وجدت بخطه : أنه توفى بالقاهرة سنة ست وسبعمائة ، وولد سنة أربع وأربعين وستمائة بمكة.

ووجدت بخطه : أن والده أخبره أنه لما ولد أصبح وليس عنده شىء ، فأخذ كتابا من كتبه وخرج به يطلب أحدا يرهنه عنده أو يشتريه منه ، فلم يتفق ، فرجع به مغتما ، فبينما هو فى الطريق ، وإذا إنسان أعطاه كتابا من جدة فيه : جاءك مركب من عيذاب ، فأرسل من يقبضه.

٤٠٦

١٠١٠ ـ الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد الهروىّ ، أبو على بن أبى أسامة المكى :

حدث عن أحمد بن إبراهيم العبقسى ، وإبراهيم بن إسماعيل المكى ، فى سنة خمس وثلاثين وأربعمائة. روى عنه : على بن أحمد ، ومحمد بن على الفراء.

ذكره ابن عساكر فى تاريخ دمشق ، ومن مختصره كتبت هذه الترجمة.

١٠١١ ـ حسن بن محمد بن أسيد بن أسحم اليمنى :

ذكره الجندى ، وقال : كان فقيها عابدا خيرا. توفى بمكة سنة سبع عشرة وسبعمائة.

وأسيد بضم الهمزة.

١٠١٢ ـ حسن بن محمد بن أبى بكر الشيبى الحجبى المكى ، يلقب بالبدر ابن الجمال :

سمع بمكة من ابن حبيب وغيره. وبها توفى فى جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة ، ودفن بالمعلاة.

١٠١٣ ـ الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن على بن إسماعيل العمرى ، من ولد عمر بن الخطاب رضى الله عنه :

يكنى أبا الفضائل ، ويلقب بالرضى الصغانى أصلا ، اللّوهورىّ مولدا ، الفقيه المحدث اللّغوى الحنفى.

سمع من أبى الفتوح الحصرى بمكة ، وجاور بها سنين ، وسمع باليمن وبالهند.

قال الدمياطى : سمع بمكة من الحصرى وغيره ، وبعدن من القاضى أبى إسحاق إبراهيم ابن أحمد بن عبد الله بن سالم القريظى ، وبالهند من القاضى سعد الدين خلف بن محمد ابن إبراهيم بن يعقوب الكردرىّ الحسنآبادى ، ونظام الدين محمد بن الحسن بن أسعد المرغينانى وغيرهما. انتهى.

وقال الذهبى : إنه سمع ببغداد من سعيد بن الرزاز. سمع منه ابن مسدى ، وقال : كان علامة فى فنون من المعارف ، موصوفا باصطناع الأيادى وبذل المعارف.

__________________

١٠١٣ ـ انظر ترجمته فى : (شذرات الذهب فى أخبار من ذهب ٧ / ٤٣١ ، الجواهر المضية ١ / ٢٠١).

٤٠٧

وذكر أنه توفى فى رمضان سنة خمسين وستمائة ببغداد ، وأوصى أن يدفن بمكة ، واحتال أولاده فى ذلك حتى دفن هنالك.

وذكر أنه ولد فى عاشر صفر سنة سبع وسبعين وخمسمائة ، وذكر مولده فى هذا التاريخ الدمياطى ، وزاد : فى يوم الخميس عاشر صفر بلوهور (١) من بلاد الهند ، قال : ونشأ بغزنة (٢) ، ودخل بغداد فى صفر سنة خمس عشرة وستمائة ، وأرسل إلى الهند برسالة من الديوان العزيز فى سنة سبع عشرة ، ورجع منها سنة أربع وعشرين ، وأعيد إليها رسولا فى شعبان من السنة ، ورجع منها إلى بغداد سنة سبع وثلاثين ، وأصله من صاغان ، وهى كورة من بلاد السّغد ، أحد جنان الدنيا الأربع ، وهى بالفارسية : باغيان ، فعربت ، فقيل : صاغان وصغّان أيضا. قال : وكان شيخا صالحا صدوقا صموتا عن فضول الكلام ، إماما فى اللغة والفقه والحديث ، وكنت آخر من قرأ عليه. وذكر أنه توفى ليلة الجمعة التاسع عشر من شعبان سنة خمسين وستمائة بالحريم الظاهرى ببغداد ، ودفن فى داره. قال : ثم بلغنى أنه نقل إلى مكة ، فدفن قريبا من الفضيل بن عياض. وقد قال لى رحمه‌الله : قد أوصيت لمن يحملنى بعد موتى إلى مكة بخمسين دينارا. انتهى.

وذكر ابن شاكر الكتبى فى تاريخه : أنه جاور بمكة. انتهى.

وكان يكتب فى خطه الملتجئ إلى حرم الله. وما أظن ذلك إلا لانقطاعه إلى الحرم. والله أعلم.

وكان إليه المنتهى فى علم اللغة ـ وله تواليف منها : مجمع البحرين فى اثنى عشر مجلدا. والعباب الزاخر واللباب الفاخر ، يزيد على عشرين مجلدا ولم يكمله ، وكتاب الشوارد فى اللغات ، وكتاب شرح القلادة السّمطية فى توشيح الدريدية ، وكتاب التراكيب ، وكتاب فعال ، على وزن حزام وقطام ، وكتاب فعلان على وزن سيّان ، وكتاب الانفعال ، وكتاب مفعول ، وكتاب الأضداد ، وكتاب العروض ، وكتاب فى أسماء العادة ، وكتاب فى أسماء الأسد ، وكتاب فى أسماء الذئب ، وكتاب تعزيز بيتى الحريرى ، وكتاب فى الفرائض ، وشرح أبيات المفصل ، وذيل العزيزى ، ونظم عدد آى القرآن. وله تواليف سواها فى فنون من العلم. منها فى الحديث : مشارق الأنوار النبوية ،

__________________

(١) لوهور : المشهور من اسمه لهاور وهى مدينة عظيمة من بلاد الهند. انظر : معجم البلدان (لوهور).

(٢) غزنة : هى مدينة عظيمة وولاية واسعة فى طرف خراسان ، وهى الحد بين خراسان والهند. انظر : معجم البلدان (غزنة).

٤٠٨

وكتاب نقعة الصديان فى علم الحديث ، وكتاب الضعفاء ، وكتاب بيان أماكن وفيات الصحابة رضى الله عنهم ، كراريس. ووقفت عليه واستفدت منه ، وغير ذلك. ولبعضهم فيه [من الرجز] :

أن الصغانى الذى

حاز العلوم والحكم

كان قصارى أمره

أن انتهى إلى بكم

ومراد قائل ذلك ، أنه انتهى فى كتاب العباب إلى مادة قوله : «بكم».

وبلغنى عن شيخنا اللغوى مجد الدين الشيرازى : أن الصاغانى جاوز «بكم» بيسير فى كتابه المذكور. والله أعلم.

وله شعر حسن. فمنه ما أنشدناه أحمد بن محمد بن عبد الله الحميرىّ ، وإبراهيم بن عمر ، ومحمد بن محمد بن عبد الله المقدسى الصالحيان ، إذنا مكاتبة ، أن الحافظ شرف الدين الدمياطى أنشدهم إجازة ، قال : أنشدنا الصغانى لنفسه ببغداد ، وكتب ذلك عنه فى مشيخته [من الطويل].

تسربلت سربال القناعة والرضا

صبيّا وكانا فى الكهولة ديدنى

وقد كان ينهانى أبى حفّ بالرضا

وبالعفو أن أولى ندا من يدى دنى

وأنشدنى فى عكس هذا المعنى ، شيخنا قاضى القضاة جمال الدين بن ظهيرة أبقاه الله غير مرة ، للعلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن ، المعروف بابن الصائغ الحنفى المصرى ، عنه سماعا [من الطويل] :

إنى لمغرى بالتواضع مغرم

أنت ترى أن المعالى ديدنى

من مذهبى أنى أذل لمطلبى

لا أتحامى قبلة من يدى دنى

وأجاز الصاغانى للقاضى سليمان بن حمزة ، على ما ذكر ابن رافع والرضى الطبرى ، ولصالح بن عبد الله الكوفى ابن الصباع ، وهو خاتمة أصحابه.

١٠١٤ ـ حسن بن أبى عبد الله محمد بن حسن بن الزين محمد بن محمد بن محمد القسطلانى المكى :

ذكر لى ما يقتضى أنه ولد سنة اثنتين وستين وسبعمائة ، أو فى التى بعدها. ودخل ديار مصر والشام ، ورتب بها مرتبات صرر وغير ذلك. وولى مباشرة فى الحرم المكى ، ومباشرة فى الأوقاف الحكمية فى القاهرة. وولى نظر أوقاف الحرمين بالإسكندرية نحو

__________________

١٠١٤ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٣ / ١٢٤).

٤٠٩

سنتين ، ثم توفى فى النصف الثانى من شوال سنة تسع وثمانمائة بالقاهرة ، بعد أن سكنها مدة سنتين متصلة بموته. وقد قارب الخمسين ، سامحه الله تعالى.

١٠١٥ ـ الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن على بن أبى طالب الحسنى ، المعروف بأبى الزّفت :

قتل بمكة فى فتنة الحسين بن علىّ الآتى ذكره بفخّ. وذلك أنه لما انقضت الوقعة ، جاء فوقف خلف محمد بن سليمان ، متولى الحرب فى هذه القضية. فأخذه موسى بن عيسى ، وعبد الله بن العباس بن محمد ، فقتلاه. فغضب محمد بن سليمان غضبا شديدا ، وغضب الهادى على موسى بن عيسى لقتله لأبى الزفت ، وقبض على أمواله ، فلم تزل بيده حتى مات. وكانت الوقعة بفخ يوم التروية ، سنة تسع وستين ومائة.

١٠١٦ ـ الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبى يزيد ، المكى :

روى عن ابن جريج. روى عنه أبو عبيد الله محمد بن يزيد بن حبيش فى سجدة «ص». قال العقيلى : لا يتابع عليه. وله طرق كلها فيها لين.

روى له الترمذى (١) ، وابن ماجة (٢).

__________________

١٠١٥ ـ انظر ترجمته فى : (جمهرة الأنساب لابن حزم ٤٥).

١٠١٦ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ١٢٧١ ، العلل لأحمد ١ / ٨٦ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٥٢ ، الكاشف ١ / ٢٢٦ ، ميزان الاعتدال ١ / ٥٢٠ ، رقم (١٩٤٠) ، المغنى الترجمة ١٤٧٨ ، ديوان الضعفاء الترجمة ٩٥٢ ، تهذيب ابن حجر ٢ / ٣١٩ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ١٣٨٢).

(١) روى له الترمذى فى سننه كتاب الجمعة حديث رقم (٥٧٩) من طريق : قتيبة ، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس ، حدثنا الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبى يزيد ، قال : قال لى : ابن جريج يا حسن أخبرنى عبيد الله بن أبى يزيد ، عن ابن عباس ، قال : جاء رجل إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله إنى رأيتنى الليلة وأنا نائم كأنى أصلى خلف شجرة فسجدت فسجدت الشجرة لسجودى فسمعتها وهى تقول : اللهم اكتب لى بها عندك أجرا وضع عنى بها وزرا واجعلها لى عندك ذخرا وتقبلها منى كما تقبلتها من عبدك داود قال الحسن : قال لى ابن جريج : قال لى جدك : قال ابن عباس : فقرأ النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم سجدة ثم سجد. قال : فقال ابن عباس : فسمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة. قال : وفى الباب عن أبى سعيد. قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب من حديث ابن عباس لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

وروى له أيضا فى كتاب الدعوات حديث رقم (٣٤٢٤).

(٢) وروى له ابن ماجة فى سننه كتاب إقامة الصلاة حديث رقم (١٠٥٣).

٤١٠

١٠١٧ ـ الحسن بن محمد بن على بن الجزائرى :

إمام المالكية بمكة بالمسجد الحرام. ذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر فى معجمه ، وذكر أن له منه إجازة كتبها إليه من مكة.

١٠١٨ ـ حسن بن محمد بن قلاوون ، السلطان الملك الناصر ، بن السلطان الملك المنصور ، صاحب الديار المصرية والشامية والحجازية :

ذكرناه فى هذا الكتاب لما صنع فى أيامه من المآثر بمكة ، وهى عمارة أماكن بالمسجد الحرام وغير ذلك ، واسمه مكتوب فى الجانب الشرقى منه ، بقرب باب بنى شيبة ، وعمل فى زمنه باب الكعبة الذى هو فيها الآن ، وكسا الكعبة الكسوة التى هى اليوم فى باطنها.

وبويع بالسلطنة بعد أخيه المظفّر حاجّى ، فى ثانى عشر رمضان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة. واستمر حتى خلع فى أول رجب سنة اثنتين وخمسين بأخيه الصالح صالح ، ثم أعيد إلى السلطنة بعد خلع المذكور ، فى أول شوال من سنة خمس وخمسين وسبعمائة. واستمر حتى مسك فى جمادى الأولى من سنة اثنتين وستين وسبعمائة. وكان ذلك آخر العهد به.

وكان لما بلغه ما جرى لعسكره الذى مقدمه قندس وابن قراسنقر من القتل والنهب بمكة ، وإخراجه منها على أقبح وجه فى آخر سنة إحدى وستين وسبعمائة ، غضب على أهل الحجاز ، وأمر بتجهيز عسكر كثير إلى الحجاز للانتقام من أهله. فقدر الله تعالى بنفور حصل بينه وبين كبير أهل دولته الأمير يلبغا الخاصكىّ ، فقبض عليه. وكان ذلك آخر العهد به ، وبطل أمر العسكر ، وزال ما كان يتوقع بسببه فى الحجاز من الضرر.

١٠١٩ ـ الحسن بن محمد بن كامل بن يعسوب ، الحسنى المكى :

سمع من المفتى عبد الرحمن بن محمد بن على الطبرى ، ومن أخيه يحيى بن محمد الطبرى ، ثم أكثر على التّوزرىّ ، والصّفى والرضى الطبريين. وأجاز له فى سنة ثلاث عشرة وسبعمائة جماعة من شيوخ الشام. ولا أدرى هل حدث أم لا ، ولا متى مات.

وكان جدى الشريف أبو عبد الله الفاسى ، متزوجا لأخته أم عم والدى الشريف أبى الخير الفاسى ، رحمهم‌الله تعالى.

__________________

١٠١٨ ـ انظر ترجمته فى : (النجوم الزاهرة ١٠ / ١٨٧).

٤١١

١٠٢٠ ـ حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد بن أبى العباس أحمد بن على القيسى القسطلانى المكى ، لقب بالبدر وبالعز :

سمع الكثير من الفخر التّوزرىّ ، والصفى الطبرى ، وأخيه الرضى وغيرهم ، ثم طلب بنفسه ، فسمع وقرأ على جماعة ، وسمع أولاده. ولا أدرى هل حدث أم لا ، ولا متى مات ، غير أنه كان حيّا فى سنة خمس وثلاثين محققا. وأظن أنه مات سنة ثمان وثلاثين. وكان له نظم رأيت منه قصيدة يرثى بها قاضى مكة نجم الدين الطبرى. وأنشدت على قبره فى اليوم السادس من وفاته. أولها [من البسيط] :

مات الحياء ومات الجود والكرم

والعلم والحلم والأحكام والحكم

والفضل مات لموت النجم قاطبة

واستوحش البيت والأركان والحرم

ومنها :

غوث الأرامل والأيتام كهفهم

قس الفصاحة بحر جوده علم

صدر المدارس قطب لا يقاس به

فريد عصر فتى ألفاظه حكم

ومن يكن موته للدين منقصة

فلا يقاس به عرب ولا عجم

من للفتاوى إذا جاء معضلها

وللعلوم التى تسموا بها الهمم

١٠٢١ ـ الحسن بن مسلم بن ينّاق المكى :

سمع طاوس بن كيسان ، ومجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، وصفية بنت شيبة.

روى عنه حميد الطويل ، وعمرو بن مرة ، والحكم بن عتيبة وسليمان التيمى ، وابن جريج ، وغيرهم.

وروى له الجماعة إلا الترمذى. قال أبو زرعة وابن معين : ثقة. وقال أبو حاتم : هو صالح الحديث.

__________________

١٠٢١ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ١٢٧٥ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٤٧٩ ، تاريخ يحيى برواية الدورى: ٢ / ١١٦ ، تاريخ البخارى الكبير : الترجمة ٢٥٦٥ ، تاريخه الصغير ١ / ٢٤٣ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٤٣٦ ، ٢ / ٢٠ ، تاريخ واسط ٢٧٩ ، الجرح والتعديل الترجمة ١٥٥ ، مشاهير علماء الأمصار الترجمة ١١٢٦ ، أسماء الدارقطنى الترجمة ١٨٩ ، الجمع لابن القيسرانى الترجمة ٣١٠ ، تهذيب الأسماء للنووى ١ / ١٦١ ، الكاشف ١ / ٢٢٧ ، تاريخ الإسلام ٤ / ١٠٦ ، تهذيب ابن حجر ٢ / ٣٢٢ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ١٣٨٦).

ويناق : قيده النووى فى تهذيب الأسماء ، فقال : بمثناة تحت مفتوحة ثم نون مشددة ثم ألف ثم قاف.

٤١٢

قال ابن عيينة : مات قبل طاوس. وقال الكلاباذى : قبل طاوس ، وقبل أبيه.

١٠٢٢ ـ الحسن بن موسى بن عبد الرحمن بن على بن الحسين بن على الشيبانى الطبرى ، أبو على شهاب الدين :

قاضى مكة. وجدت خطه على محضر ثبت عليه أن الحجرة التى على يمين الداخل من باب رباط السدرة. وقف على مصالح الرباط المذكور ، وتاريخ الثبوت العشر الأوسط من جمادى الآخرة سنة ثمان وستمائة ، ولا أدرى هل هذه السنة كانت ابتداء ولايته أو كانت قبلها؟.

ووجدت مكتوبا بمبيع مؤرخ بالثالث من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وستمائة ، ثبت عليه وشهد عليه فى الثبوت جماعة فى هذا التاريخ ، ولا أدرى هذه السنة خاتمة ولايته أو بعدها ، ولا هل استمر على الولاية من سنة ثمان وستمائة إليها.

وقد وجدت خطه على مكاتيب ثبتت عليه ، بعضها مؤرخ بسنة أربع عشرة وسنة اثنتين وعشرين ، وسنة ثلاث وعشرين ، وسنة أربع وعشرين.

١٠٢٣ ـ الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب الهاشمى الطّالبىّ:

أمير مكة. هكذا نسبه الزبير بن بكار فى كتابه النسب ، وقال : حدثنى عبد الله بن إسحاق بن القاسم بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب : أن محمد بن عبد الله بعث حسن بن معاوية ، والقاسم بن إسحاق إلى مكة. واستعمل القاسم بن إسحاق على اليمن ، وحسن بن معاوية على مكة.

قال الزبير : وحدثنى عبد الله بن إسحاق بن القاسم ، قال : أخذ حسن بن معاوية ، وحمل إلى أمير المؤمنين المنصور ، وحبسه حبسا طويلا. فقال حسن بن معاوية [من الكامل] :

ارحم صغار بنى يزيد إنهم

تموا لفقدى لا لفقد يزيد

وارحم كبيرا سنّه متهدما

ى السجن بين سلاسل وقيود

فلئن أخذت بذنبنا وجزيتنا

نقتلن به بكل صعيد

أو عدت بالرحم القريبة بيننا

ا جدكم من جدنا ببعيد

__________________

١٠٢٣ ـ انظر ترجمته فى : (الكامل لابن الأثير ٥ / ٧).

٤١٣

ومحمد بن عبد الله ، الذى ولى الحسن بعد معاوية هذا مكة ، والقاسم اليمن ، هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب ، الملقب بالنفس الزكية ، الثائر على أبى جعفر المنصور بالمدينة ، وخبره معه مشهور.

ورأيت فى نسخة فيها سقم من الكامل لابن الأثير : أن النفس الزكية استعمل على مكة محمد بن الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر. وهذا وهم ، فيما أحسب ، لمخالفته ما ذكره الزبير. وهو أعرف الناس بهذا الأمر. كيف والنسخة التى رأيتها من الكامل سقيمة!.

ولنذكر كلام صاحب الكامل لفائدة فيه سوى ذلك ؛ لأنه قال فى أخبار سنة خمس وأربعين ومائة ، فى أخبار محمد بن عبد الله بن الحسن : وكان محمد قبل استعمل محمد بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب على مكة ، والقاسم بن إسحاق على اليمن ، وموسى بن عبد الله على الشام.

فأما محمد بن الحسن ، والقاسم ، فسارا إلى مكة ، فخرج إليهما السرى بن عبد الله عامل المنصور بمكة ، فلقيهما ببطن أذاخر ، فهزماه ودخل محمد مكة ، وأقام بها يسيرا ، فأتاه كتاب محمد بن عبد الله يأمره بالمسير إليه فيمن معه ، ويخبره بمسير عيسى بن موسى إليه لمحاربته. فسار إليه من مكة هو والقاسم ، فبلغه بنواحى قديد قتل محمد ، فهرب هو وأصحابه ، وتفرقوا ، فلحق محمد بن الحسن بإبراهيم بن عبد الله فأقام عنده ، حتى قتل إبراهيم. انتهى.

١٠٢٤ ـ حسن بن هارون :

جاور بمكة مدة سنين ، وتأهل فيها ببنت أحمد بن عطية بن ظهيرة ، وولد له منها أولاد.

١٠٢٥ ـ الحسن بن يوسف بن عبد الله :

[...](١).

١٠٢٦ ـ حسن بن يوسف بن يحيى بن زكرى بن على بن أبى بكر بن يحيى بن فارس الجعفرى المكى المعروف بالسقطى :

ولى مباشرة فى الحرم ، وكانت خصوصية بالقاضى تقى الدين الحرازى.

__________________

١٠٢٥ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٤١٤

توفى بمكة سنة أربع وستين وسبعمائة ـ ظنا ـ وهذا النسب نقلته من خط شيخنا العلامة صدر الدين الياسوفى ، فى شىء كتبه عن أخيه شمس الدين ، المقدم ذكره.

* * *

من اسمه الحسين

١٠٢٧ ـ حسين بن أبى المكارم أحمد بن على بن أبى راجح محمد بن إدريس العبدرى الشيبى الحجبى المكى ، يلقب بدر الدين :

عانى الاشتغال فى العربية والشعر ، وله نظم وذكاء ، وحفظ غالب البهجة ، للإمام زين الدين عمر بن الوردى ، فى نظم الحاوى الصغير فى الفقه ، وله كتابة جيدة. ودخل إلى اليمن ومصر طلبا للرزق. وأدركه الأجل بالقاهرة فى صفر سنة سبع وعشرين ثمانمائة ، وكان قدم إليها فى المحرم من هذه السنة مع الحجاج المصريين ، وله إحدى وعشرون سنة فيما بلغنى.

١٠٢٨ ـ حسين بن أحمد محمد بن ناصر ، الهندى الأصل ، المكى المولد والدار ، الشيخ بدر الدين الحنفى :

ولد سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة بمكة ، وسمع بها فيما ذكر ، على القاضى عز الدين ابن جماعة ، وعلى جماعة من شيوخنا بمكة وغيرهم. وحدث عن الشيخ جمال الدين الأميوطى ، والعفيف عبد الله بن محمد النشاورى ، بصحيح البخارى سماعا عليهما لجميعه فيما ذكر ، وسمعت من لفظه شيئا من آخره. وكان يكرر قراءة صحيح البخارى فى كل سنة فى أواخر عمره ، ويعمل مواعيد فى المسجد الحرام بناحية الصّفا ، ويدرس بالمسجد الحرام ، مقابل مدرسة عز الدين عثمان الزنجيلى ، وهى المعروفة بدار السلسلة بالجانب الغربى من المسجد الحرام ؛ لأنه ولى تدريسها ، ونظر وقفها بعدن ، وناب فى الحكم عن قاضى مكة جمال الدين بن ظهيرة ، وعز الدين النويرى فى بعض القضايا ، وفى العقود عن القاضى جمال الدين بن ظهيرة.

وكان تفقه بمكة على شيخ الحنفية بها ضياء الدين الهندى ، وبدمشق فيما ذكر على قاضى القضاة صدر الدين بن منصور الحنفى. وكان يذاكر بمسائل من مذهبه.

__________________

١٠٢٧ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٣ / ١٣٥).

١٠٢٨ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٣ / ١٣٧).

٤١٥

وله عناية بالعبادة ، ودخل ديار مصر والشام واليمن مرات لطلب الرزق ، وحصل وظائف وصررا. وآخر سفرة سافرها لذلك ، فى أوائل سنة أربع وعشرين وثمانمائة لصوب اليمن ، وقصد عدن ليستولى على نظر وقف الزّنجيلى ، فأدركه الأجل بقرب مكان يقال له الرجع وحمل إلى الرجع فدفن به. وكانت وفاته فى جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وثمانمائة ، وهو ممتع بحواسه وقوته.

١٠٢٩ ـ حسين بن أحمد السراوى العجمى :

كان من تجار العجم. جاور بمكة مدة وأوصى لعمارة عين مكة بعشرة آلاف درهم ، ولعمارة الميضأة الصّر غطمشيّة التى بابها فى المسجد الحرام بخمسة آلاف درهم ، ونفذت وصيته بذلك ، وببعض قربات غير ذلك أوصى بها.

وتوفى فى ثانى جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثمانمائة بمكة. ودفن بالمعلاة ، وقد بلغ السبعين أو جاوزها فيما أظن.

١٠٣٠ ـ الحسين بن إدريس بن عبد الكريم الغيقى ، أبو على المصرى :

سمع من سلمة بن شبيب وغيره. وتوفى بمكة فى شهر رمضان من سنة اثنتى عشرة وثلاثمائة.

والغيقى ـ بغين معجمة وياء مثناة من تحت وقاف ـ نسبة إلى غيقة : قرية من قرى مصر.

ذكره ابن يونس فى تاريخ مصر ، وغيقة بهذا الضبط ، مكان جاء ذكره فى حديث أبى قتادة لما اصطاد فى طريق مكة ، وهو بقرب بدر ، المكان الذى كانت فيه الوقعة ، التى أعز الله تعالى فيها الإسلام.

١٠٣١ ـ الحسين بن الحسن بن حرب المروزىّ :

نزيل مكة ، صاحب عبد الله بن المبارك. روى عنه ، وعن ابن عيينة ، وابن مهدى ، ومعتمر بن سليمان ، وهشيم ، وجماعة.

__________________

١٠٢٩ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٣ / ١٣٨).

١٠٣١ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ١٣٠٤ ، العلل لأحمد ١ / ٢٨٩ ، المعرفة ليعقوب ١ / ٦٣١ ، ٧١٦ ، ٧٢٢ ، ٧٢٤ ، ٧٢٦ ، ٢ / ١٧٢ ، ٣ / ١٣٢ ، ١٧٦ ، ٣٦٩ ، ٣٧٠ ، الكنى للدولابى ٢ / ٥٤ ، الجرح والتعديل الترجمة ٢١٩ ، المعجم المشتمل الترجمة ٢٧٣ ، معجم البلدان ٢ / ٦٣٨ ، العبر ١ / ٤٤٦ ، الكاشف ١ / ٢٣٠ ، تهذيب ابن حجر ٢ / ٣٣٤ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ١٤١٧).

٤١٦

روى عنه الترمذى ، وابن ماجة ، وابن مخلد ، وابن صاعد ، وأبو إسحاق الهاشمى ، ووقع لنا حديثه من طريقه عاليا.

قال أبو حاتم : صدوق. وقال ابن حبان : مات سنة ست وأربعين ومائتين.

قرأت على أبى إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق الدمشقى غير مرة ، قلت له : أخبرك أبو العباس أحمد بن أبى طالب الصالحى ، عن أبى إسحاق إبراهيم بن عثمان الكاشغرى ، وأبى طالب عبد اللطيف بن محمد القبّيطىّ ، والأنجب بن أبى السعادات الحمامى ، وأبى الفضل بن السباك ، وعلى بن محمد بن كبّة ، وتامر بن مسعود بن مطلق ، وزهرة بنت حاضر ، قالوا : أخبرنا محمد بن عبد الباقى بن البطّى.

زاد الكاشغرى فقال : وأخبرنا أيضا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن تاج القراء ، قالا : أخبرنا مالك بن أحمد البانياسىّ ، قال : أخبرنا أبو الحسن بن الصلت ، قال : أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمى.

[...](١).

١٠٣٢ ـ الحسين بن الحسن بن علىّ بن علىّ بن الحسين بن على بن أبى طالب ، المعروف بالأفطس :

ولاه أبو السرايا السرى بن منصور الشيبانى ، داعية ابن طباطبا العلوى ، مكة. وجعل إليه الموسم فى سنة تسع وتسعين ومائة ، فسار إلى مكة ، ولما بلغ عاملها داود بن عيسى توجيه أبى السرايا للحسين الأفطس إلى مكة خرج منها.

ولما بلغ حسين الأفطس سرف على أميال من مكة ، خاف دخول مكة ، فتوقف حتى خرج إليه قوم أخبروه أن مكة قد خلت من بنى العباس ، فدخلها فى عشرة أنفس ، فطافوا بالبيت ، وسعوا بين الصفا والمروة ، ومضوا إلى عرفة فوقفوا ليلا ، ثم رجعوا إلى مزدلفة ، فصلى بالناس الصبح ، وأقام بمنى أيام الحج ، وبقى بمكة إلى أن انقضت السنة.

فلما كان المحرم من سنة مائتين ، نزع الحسين الأفطس كسوة الكعبة ، وكساها كسوة أخرى ، أنفذها أبو السرايا من الكوفة من القزّ ، وتتبع ودائع بنى العباس ومتاعهم ، وأخذها وأخذ أموال الناس بحجة الودائع. فهرب الناس منه ، وتطرق أصحابه إلى قلع شبابيك الحرم ، وأخذ ما على الأساطين من الذهب والفضة ، وهو نزر حقير. وأخذ ما

__________________

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٤١٧

فى خزانة الكعبة ، فقسمه مع كسوتها على أصحابه.

فلما بلغه قتل أبى السرايا ، ورأى تغير الناس عليه لسوء سيرته وسيرة أصحابه ، أتى هو وأصحابه إلى محمد بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على عليه‌السلام ، وقالوا له : تعلم منزلتك فى الناس ، فهلم نبايع لك بالخلافة ، فإن فعلت ، لم يختلف عليك رجلان ، فامتنع من ذلك ، فلم يزل به ابنه علىّ ، وحسين بن الحسن الأفطس ، حتى غلباه على رأيه وأجابهم ، فأقاموه فى ربيع الأول ، فبايعوه بالخلافة وجمعوا الناس فبايعوه طوعا وكرها ، وسموه أمير المؤمنين. فبقى شهورا وليس له من الأمر شىء ، وابنه على وحسين وجماعتهم ، ساروا أقبح سيرة ، فوثب حسين بن حسن على امرأة من بنى فهر كانت جميلة وأرادها على نفسها ، فامتنعت منه ، فأخاف زوجها وهو من بنى مخزوم حتى توارى عنه ، ثم كسر باب دارها ، وأخذها إليه مدة ثم هربت منه ، ولم يلبثوا إلا يسيرا ، حتى قدم إسحاق بن موسى العباسى من اليمن ، فنزل المشاش ، فاجتمع الطالبيون إلى محمد بن جعفر وأعلموه ذلك ، وحفر خندقا بأعلى مكة ، وجمعوا الناس من الأعراب وغيرهم ، فقاتلهم إسحاق ، ثم كره القتال ، فسار نحو العراق ، ولقيه الجند الذى نفذهم هرثمة إلى مكة : الجلودى ، وورقاء بن جميل ، فقالوا لإسحاق : ارجع معنا ونحن نكفيك القتال. فرجع معهم ، فقاتلوا الطالبيين فهزمهم وفارقوا مكة.

وذكر الزبير فى كتاب النسب : أن حسينا الأفطس خرج من مكة حينئذ ، قال : وأمه جويرية بنت خالد بن أبى بكر بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، وأمها عائشة بنت عمر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، ونسب الزبير بن بكار ، حسين الأفطس ، كما ذكرنا ، وما عرفت ما آل إليه أمره.

وذكر العتيقى فى أمراء الموسم ، ما يخالف ما سبق فى تاريخ قدوم الحسين الأفطس إلى مكة ؛ لأن ما سبق يقتضى أنه قدمها ليلة النحر ، وكلام العتيقى يقتضى أنه قدمها قبل التروية ؛ لأنه قال : وكان أمير الموسم سنة تسع وتسعين ، محمد بن داود بن عيسى بن موسى ، فلما كان بمنى قبل التروية بيوم ، وثب ابن الأفطس العلوى بمكة. فقبض من غلب عليها ، وصار إلى منى ، فتنحى عنه محمد بن داود ، ولم يمض إلى عرفة ، ومضى الناس إلى عرفات بغير إمام ، ودفعوا منها بغير إمام. ووافى الأفطس الموقف ليلا ، فوقف ، ثم صار إلى مزدلفة ، فصلى بالناس صلاة الفجر ، ووقف بهم عند المشعر ، ودفع بهم غداة جمع ، وصار إلى منى. انتهى.

٤١٨

وأستبعد أن يكون الأفطس استولى على مكة قبل التروية بيوم ، وتخلو من بنى العباس ، ولا يمضى إلى عرفة لإقامة [...](١) إلى مكة أقرب إلى الصحة مما ذكره العتيقى فى تاريخ قدومه. والله أعلم.

١٠٣٣ ـ حسين بن شميلة بن محمد بن يحيى القرشى الجعفرى المكى :

من أعيان الناس بمكة ، وله ملاءة. توفى ليلة الجمعة سادس شوال سنة سبعين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة ، وهو ممن قضى الله له بالشهادة ، فإنه قتل مظلوما.

١٠٣٤ ـ حسين بن عبد الله بن موسى بن عباس بن عون بن رزق بن على بن حبيب القرشى الهاشمى الجرمّى ، المنسوب إلى عبد مناف :

هكذا وجدته مذكورا فى حجر قبره بالمعلاة ، وكنى فيه : بأبى على ، وترجم : بالشيخ الأجل شريف النسب. وفيه : أنه توفى يوم الخميس خامس عشر صفر سنة خمس عشرة وسبعمائة.

١٠٣٥ ـ الحسين بن عبد الرحمن بن على بن الحسين بن على الشيبانى الطبرى ، شرف الدين أبو البركات :

قاضى الحرمين. وجدت خطه على مكتوب ثبت عليه بمبيع تاريخه شعبان سنة تسع وخمسين وخمسمائة ، فلا أدرى هل هذه السنة ابتداء ولايته أو لا؟ ولا هل ولى بعد أبيه عبد الرحمن بن على أو لا؟.

ووجدت خطه على مكتوب بمبيع مؤرخ بالعشر الأواخر من شوال سنة إحدى وسبعين وخمسمائة ، فلا أدرى هل هذه السنة آخر ولايته أم لا؟ وهل استمر من سنة تسع وخمسين إليها؟. والله أعلم.

وغالب القضاة الشيبانيين يكتبون بخطهم ، ويكتب لهم : قاضى الحرمين ، فلا أدرى هل وليوا القضاء بالحرمين أو القضاء بمكة ، وقولهم : الحرمين ، مبالغة. والله أعلم.

١٠٣٦ ـ حسين بن عبد المؤمن بن محمد بن ذاكر بن عبد المؤمن بن أبى المعالى ، الكازرونى ، المكى :

المؤذن بالحرم الشريف. سمع على الفخر التوزرى : الموطأ ، رواية يحيى بن يحيى ، فى

__________________

١٠٣٢ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٤١٩

سنة ست وسبعمائة. وأجاز له من دمشق جماعة من شيوخ ابن خليل ، باستدعائه واستدعاء البرزالى. وما علمته حدث. وقد أجاز لبعض شيوخنا فى استدعاء مؤرخ بسنة ست وخمسين وسبعمائة.

ووجدت بخط شيخنا ابن سكّر : أنه توفى بعد الستين وسبعمائة ، وذكر أنه أخذ عنه ، وأنه أقام بوظيفة مأذنة باب على من المسجد الحرام ، بعد أخيه على. انتهى.

١٠٣٧ ـ حسين بن عثمان بن حسين العسقلانى المكى :

توفى يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من المحرم ، سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بمكة. ودفن بالمعلاة. ومن حجر قبره لخصت هذه الترجمة ، وهو مترجم فيه : بالشيخ العفيف الصالح.

١٠٣٨ ـ الحسين بن عثمان بن سهل بن أحمد بن عبد العزيز بن أبى دلف العجلىّ ، أبو سعد :

أحد الرحالين فى طلب الحديث إلى البلاد المتباينة ، ثم أقام ببغداد مدة. وحدث بها.

روى عنه الخطيب ، وقال : كان صدوقا متنبها ، ثم انتقل فى آخر عمره إلى مكة. فسكنها حتى توفى فيها فى شوال سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.

نقلت هذه الترجمة من البداية والنهاية لابن كثير.

١٠٣٩ ـ حسين بن على بن أحمد بن عطية بن ظهيرة بن مرزوق القرشى المخزومى المكى :

أجاز له الرضى الطبرى ، والعفيف الدلاصى ، وابن حريث ، وأمة الرحيم بنت القطب القسطلانى ، من شيوخ مكة ، وجماعة من دمشق ، فى سنة ثلاث عشرة وسبعمائة ، منهم : الدّشتى ، والقاضى سليمان بن حمزة وابن مكتوم ، وابن عبد الدايم ، والمطعم ، وغيرهم من شيوخ عبد الله بن خليل ، باستدعائه واستدعاء البرزالى.

وقد سألت عنه قريبه شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، أبقاه الله تعالى ، فقال: كان من أذكياء العالم إلا أنه لم يشتغل بالعلم ، وكان يحفظ حديثا كثيرا وآثارا ، أوقفنى على ثبت له فيه سماعه للبخارى ، وكتب أخر أثبتها على الشيخ العلامة محمد بن عيسى ابن مطير.

__________________

١٠٣٨ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ بغداد ٨ / ٨٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ٥١ ، المنتظم ١٥ / ٢٩٠).

٤٢٠