العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

مكة فملكها ، وخطب للمعز العبيدى ، لما سمع تملكه بمصر ، على يد خادمه جوهر القائد ، فأرسل إليه بالولاية ، ولم يبين ابن حزم ، الوقت الذى غلب فيه جعفر هذا على مكة ، فى أيام الإخشيدية. وأظن ذلك بعد موت كافور ، فإن أمرهم لم يتلاش إلا بعده.

وكان موت كافور الإخشيدى ، فى سنة ست وخمسين وثلاثمائة. والله أعلم.

٩٠١ ـ جعفر بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن سليمان العباسى :

أمير مكة ، كان على إمرتها فى سنة سبع عشرة ومائتين ، وحفر فيها بئرا فى شعب المتكا بأجياد. كما قال الأزرقى.

٩٠٢ ـ جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله ، الخليفة المتوكل ، ابن المعتصم بن الرشيد العباسى :

بويع بالخلافة بعد أخيه الواثق هارون ، واستمر حتى مات مقتولا فى سنة سبع وأربعين ومائتين.

وكانت خلافته خمسة عشر عاما ، وحمل على أبطال المحنة ، بخلق القرآن ، إلا أنه على ما قيل كان ناصبيا ، يقع فى على وآله رضى الله عنهم ، وفيه انهماك على اللهو والمكاره ، وفيه كرم زائد.

وسبب قتله : أنه كان قد عزم على خلع ولده المنتصر من ولاية العهد ، ويقدم ولده المعتز عليه ، لفرط مجته لأمه قبيحة ، وأخذ يؤذى المنتصر ويتهدده إن لم يخلع نفسه ، واتفق أن المتوكل صادر وصيفا وبغا ، وكانا من خواصه. فعملوا على قتله. فدخل على المتوكل خمسة نفر نصف اليل ، وضربوه بسيوفهم ، وهو فى مجلس لهوه ، بأمر ولده المنتصر على ما قيل.

وقتلوا معه وزيره الفتح بن خاقان ، وعاش المتوكل أربعين سنة. وكان أسمر رقيقا ، مليح العينين خفيف اللحية ، ليس بالطويل. ذكرناه فى هذا الكتاب لما صنع فى أيامه من المآثر بمكة ، وهى عمارة المسجد الحرام ومسجد الخيف ، وعمارة رخام فى الكعبة ، وتحليته لها وللمقام ، كما ذكرناه فى شفاء الغرام ومختصراته.

٩٠٣ ـ جعفر بن محمد بن بردين ، يكنى أبا الفضل ، ويعرف بابن السوسى :

سمع بمصر من أحمد بن سعيد بن بشر الهمدانى ، وأبى الطاهر أحمد بن عمرو بن

٢٨١

السرح ، وبدمشق من سليمان بن عبد الرحمن ، ومن جماعة بحمص والرملة وغيرها. وحدث.

سمع منه أبو محمد الحسن بن رشيق فى ذى الحجة سنة ثلاثمائة بمكة ، كما ذكر القطب الحلبى فى تاريخه. وذكر أنه سكن مكة ومنه لخصت هذه الترجمة.

وروى عنه على ما ذكر العقيلى ، وابن الأعرابى وآخرون. قال : وسأل عنه حمزة السهمى الدارقطنى ، فقال : لا بأس به.

٩٠٤ ـ جعفر بن محمد المكى النسفى :

يروى عن أبى عبد الرحمن بن أبى الليث عبد الله بن عبيد الله بن سريج الطهمانى الشيبانى البخارى.

ذكره ابن السمعانى فى الأنساب.

ومن مختصره لابن الأثير ، كتبت هذه الترجمة.

٩٠٥ ـ جعفر بن المطلب بن أبى وداعة السهمى المكى :

روى عن أبيه ـ ولأبيه صحبة ـ وعمرو بن العاص ، وابنه عبد الله.

وعنه ابن أخيه سعيد بن كثير ، وعكرمة بن خالد.

روى له النسائى حديثين. وقع لنا أحدهما عاليا جدا.

٩٠٦ ـ جعفر بن يحيى بن إبراهيم التميمى ، المسند ، أبو الفضل المكى المعروف بابن الحكاك :

ولد سنة ست عشرة وأربعمائة ، وسمع أبا ذر الهروى وأبا نصر السجزى ، وأبا الحسن ابن صخر وغيرهم.

وروى عنه الحفاظ : ابن السمرقندى ، وابن ناصر ، وصالح بن شافع ، وآخر الرواة عنه ابن البطى ، ووقع لنا حديثه من طريقه عاليا.

__________________

٩٠٤ ـ انظر ترجمته فى : (السمعانى فى الأنساب ٤٨٧٠).

٩٠٥ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٢ / ٤٨٩).

٩٠٦ ـ انظر ترجمته فى : (دمية القصر ١ / ٧٧ ، المنتظم ٩ / ٦٤ ، العبر ٣ / ٣٠٧ ، الوافى بالوفيات ١١ / ١٦٧ ـ ١٦٨ ، مرآة الجنان ٣ / ١٣٨ ، البداية ١٢ / ١٤٠ ، شذرات الذهب ٣ / ٣٧٣ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٣١).

٢٨٢

قال ابن النجار : كان موصوفا بالمعرفة والحفظ والإتقان ، وكان يترسل من أمير مكة ابن أبى هاشم ، إلى الخلفاء والملوك ، ويتولى قبض الأموال منهم ، ويحمل كسوة الكعبة. توفى فى صفر سنة خمس وثمانين وأربعمائة. هكذا أرخ وفاته شجاع.

٩٠٧ ـ جفريل بن عبد الله الكاملى ، الملقب أسد الدين أمير مكة :

ذكر النويرى فى تاريخه : أن الملك الكامل ، والد الملك المسعود جهزه إلى مكة فى سبعمائة فارس لإخراج راجح بن قتادة منها ، فتسلمها فى رمضان سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ، ولم يزل عليها حتى بلغه أن الملك المنصور صاحب اليمن قصدها ، فخرج منها بمن معه من العسكر ، قبل وصول صاحب اليمن بيومين ، وذلك فى سابع رجب سنة خمس وثلاثين ، فوصلوا مصر متفرقين فى العشر الأوسط من شعبان. انتهى.

وذكر بعض العصريين : أن العسكر الذى قدم به أسد الدين جعفر ، كان خمسمائة فارس ، وفيه أربعة أمراء غيره ، وهم : وجه السبع ، والبندقى ، وابن أبى زكرى ، وابن برطاس ، وأنهم خرجوا فى سنة ثلاث وثلاثين من مكة ، لما قرب منها الشريف راجح بن قتادة ، وعسكر صاحب اليمن ، فالتقوا بموضع يقال له الخريقين بين مكة والسرين. فانهزمت العرب أصحاب راجح ، وأسر الأمير الشهاب بن عبدان ، فقيده الأمير جفريل وأرسل به إلى مصر.

وذكر هذا العصرى : أن الأمير جفريل ، كان اشجع أمراء مصر فى ذلك العصر ، وأنه لما أتته عيونه بوصول الملك المنصور ، أحرق ما كان معه من الأثقال ، وتوجه نحو الديار المصرية ، فلما كان بالمدينة النبوية ، بلغه الخبر بوفاة الملك الكامل.

* * *

من اسمه جماز

٩٠٨ ـ جماز بن حسن بن قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسنى المكى :

أمير مكة ، وليها بعد قتله لأبى سعد بن على بن قتادة.

وجدت بخط محمد بن محفوظ المكى : أنه فى سنة إحدى وخمسين وستمائة ، أخذ مكة ، وأقام بها إلى آخر يوم من ذى الحجة ، فتسلمها منه راجح ، يعنى ابن قتادة ، بلا قتال. انتهى.

٢٨٣

وذكر شيخنا ابن خلدون فى تاريخه : أن جماز بن حسن هذا ، سار إلى الناصر يوسف ابن العزيز محمد بن الظاهر غازى بن الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ، صاحب الشام وحلب ، يستعين به على أبى سعد ، يعنى على بن قتادة ، وأطمعه بقطع خطبة صاحب اليمن. فجهز له عسكرا ، وسار به إلى مكة ، فلما وصل إليها نقض عهد الناصر ، واستمر يخطب لصاحب اليمن.

فلما كان فى سنة ثلاث وخمسين ، أخرجه منها راجح بن قتادة ، فلحق ينبع. انتهى.

هكذا وجدت هذه الحكاية ، وهى على ظاهرها لا تستقيم ؛ لأنها تقتضى أن جماز بن حسن هذا ولى مكة فى حياة ابن عمه أبى سعد بن على بن قتادة ، والمعروف أنه إنما وليها بعد قتل أبى سعد ، ولا يمكن أن تستقيم هذه الحكاية ، إلا أن يكون جماز بن حسن هذا ، استعان بالملك الناصر المشار إليه ، على أبى نمى بن أبى سعد ، ويكون ذكر أبى نمى ، سقط سهوا من النسخة التى رأيتها من تاريخ ابن خلدون.

وفى هذا التأويل بعد ، على أنى لم أر ما يؤيد هذه الحكاية التى تأولنا لصحتها. والله أعلم بحقيقة ذلك كله.

وجماز بن حسن هذا ، جد الأشراف ولاة ينبع فى عصرنا.

٩٠٩ ـ جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا بن حسين بن مهنا بن داود ابن قاسم بن عبد الله بن طاهر بن يحيى بن حسين بن جعفر بن الحسين الأصغر بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب الحسينى ، عز الدين أبو سند :

أمير المدينة النبوية ، هكذا وجدته منسوبا فى نسخة سقيمة من كتاب : «نصيحة المشاور» لقاضى المدينة الشريفة ، بدر الدين عبد الله بن محمد بن فرحون اليعمرى المدنى المالكى ، وقال : كان شجاعا مهيبا سايسا حازما ذا رأى وهمة عالية ، رقت همته إلى أن قصد صاحب مكة ، وهو الأمير نجم الدين أبو نمى محمد بن صاحب مكة أبى سعد حسن ابن على بن قتادة الحسنى ، وحاصره وانتزع منه مكة ، واستولى عليها ، وحكم فيها.

وأقام فيها مدة يسيرة ، ثم عادت إلى أبى نمى ، وذلك فى سنة سبع وثمانين وستمائة. انتهى.

وقد ذكرنا فى ترجمة أبى نمى شيئا من حاله مع جماز بن شيحة هذا ، فأغنى عن إعادته.

٢٨٤

وقد ولى الأمير جماز أمر المدينة ، بعد وفاة أخيه منيف بن شيحة ، فى سنة سبع وخمسين وستمائة.

وكان فى حياته مؤازرا له ومساعدا ، ثم انتزعها منه ابن أخيه مالك بن منيف بن شيحة فى سنة ست وستين وستمائة ، فاستنجد عليه عمه بأمير مكة وغيره من العربان ، فلم يقدروا على نزعها.

فلما رحلوا عنها عجزا ، سلمها له ابن أخيه مالك بن منيف ، فاستقل بها جماز بن شيحة من غير منازع ، حتى سلمها هو لابنه الأمير منصور بن جماز فى سنة سبعمائة ، لأنه كان أضر وشاخ وضعف ، ثم مات فى سنة أربع وسبعمائة. انتهى.

ولنذكر من ولى إمرة المدينة بعد جماز بن شيحة هذا ، إلى عصرنا هذا ، لما فى ذلك من الفائدة ، فنقول : لم يزل منصور بن جماز بن شيحة أميرا على المدينة ، حتى قبض عليه فى موسم سنة ست عشرة وسبعمائة بالمدينة ، وجهز إلى مصر ، ثم وصل منها إلى المدينة ومعه عسكر. وقد عاد إلى الإمرة فى ربيع الأول سنة سبع عشرة. فاستولى على المدينة بعد أن صد عنها ، ثم انتزعت منه ، ثم عادت إليه بعد قتال فى جمادى الأولى من سنة سبع عشرة ، واستمر حتى قتل فى رمضان سنة خمس وعشرين وسبعمائة ، وقتله قريب له غرة عن سبعين سنة ، ثم وليها بعده ولده كبيش ، حتى انتزعها منه عمه ودى بن جماز ، فى صفر سنة سبع وعشرين ، مع ابنه عسكر وجماعة. وتوجه ودى إلى مصر ، طمعا فى الإمرة ، فاعتقل بها.

وولى الإمرة بها طفيل بن منصور ، بعد قتل أخيه كبيش بن منصور ، فى يوم الجمعة سلخ رجب فى سنة سبع وعشرين وسبعمائة. وكان وصول طفيل فى الحادى والعشرين من شوال ، من سنة سبع وعشرين إلى المدينة ، واستمر حاكما بها ثمان سنين وثلاثة عشر يوما ، ثم وليها ودى بن جماز ، وجاء الخبر بولايته فى شوال سنة ست وثلاثين ، واستمر إلى سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة ، فملك طفيل المدينة عنوة.

واستمر ودى معزولا ، حتى مات فى سنة خمس وأربعين وسبعمائة. واستمر طفيل على الإمرة ، حتى عزل فى سنة خمسين. فخرج منها بعد أن نهبها أصحابه ثم قصد مصر ، فاعتقل بها حتى مات معتقلا ، فى شوال سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة. وكان الذى وليها بعد عزله ، الأمير سعد بن ثابت بن جماز.

وكان دخوله المدينة يوم الثلاثاء الثانى والعشرين من ذى الحجة سنة خمسين وسبعمائة. وقرئ تقليده يوم الجمعة خامس عشرى الحجة.

٢٨٥

وفى سنة إحدى وخمسين ، ابتدأ فى عمل الخندق الذى حول السور ، ومات ولم يكمله.

وكان موته فى الثامن عشر من ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين ، ووليها بعده فضل ابن قاسم بن جماز ، واستمر فى الولاية إلى أن مات بعد تمرض شديد فى سادس عشرى ذى القعدة سنة أربع وخمسين ، وهو الذى أكمل الخندق الذى عمله سعد بن ثابت ، ثم وليها بعده مانع بن على بن ودى بن جماز.

واستمر حتى عزل بجماز بن منصور بن جماز بن شيحة. واستمر جماز حتى قتل فى الحادى والعشرين من القعدة سنة تسع وخمسين وسبعمائة ، قتله فداويان ، لما حضر لخدمة المحمل الشامى ، على عادة أمراء الحجاز ، ثم ولى بعده أخوه عطية بن منصور ، ووصله التقليد والخلعة ، فى ثامن شهر ربيع الآخر سنة ستين وسبعمائة.

واستمر حتى عزل بابن أخيه هبة بن جماز بن منصور فى سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة ، ثم ولى عطية فى موسم سنة اثنتين وثمانين ، بعد مسك ابن أخيه هبة بمكة ، واستمر عطية حتى مات فى سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بالمدينة. وفيها مات هبة بعد إطلاقه بالفلاة عند أهله ، ووليها بعد عطية ، جماز بن هبة بن جماز بن منصور الحسينى ، واستقل بها حتى شاركه فى الإمرة بالمدينة ، ابن عم أبيه محمد بن عطية بن منصور ، فى سنة خمس وثمانين ، ثم تغلب عليها جماز ، وانفرد بالإمرة ، ثم عزل منها فى سنة سبع وثمانين ، بمحمد بن عطية ، واستمر محمد بن عطية حتى مات فى أحد الجمادين سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ، فوليها جماز ، ودخلها بعد كسر رجله ومحاربة على ابن عطية له ، ثم انتزعت منه ليلا فى غيبته عنها ، فى أحد الربيعين سنة تسع وثمانين ، ووليها ثابت بن نعير ابن منصور بن جماز الحسينى. واستمر بها إلى صفر سنة خمس وثمانمائة ، فوليها جماز بن هبة ، بعد اعتقاله بالإسكندرية من سنة تسع وتسعين وسبعمائة ، ودخلها فى جمادى الآخرة من سنة خمس وثمانمائة ، وسر به أهلها ، لما فيه من إعلاء كلمة أهل السنة.

واستمر على ولايته حتى عزل عنها فى ربيع الأول من سنة إحدى عشرة وثمانمائة بالأمير ثابت بن نعير بن منصور ، لما سأل فى ذلك الشريف حسن بن عجلان بن رميثة الحسنى ، صاحب مكة فى عصرنا ، وجعل صاحب مصر الناصر فرج ، لابن عجلان هذا ، النظر على ثابت وصاحب ينبع ، وجميع بلاد الحجاز. وكتب له عنه توقيع بنيابة أقطار الحجاز ، ولم يصل الخبر بذلك ، إلا بعد وفاة ثابت بن نعير.

٢٨٦

وكانت فى صفر من سنة إحدى عشرة ، فاقتضى رأى الشريف حسن بن عجلان أن يفوض إمرة المدينة لعجلان بن نعير أخى ثابت ، وكان قد تزوج ابنة عجلان موزه ، فاستدعاه إلى مكة ، وفوض إليه إمرة المدينة ، فى آخر ربيع الآخر من السنة المذكورة. وجهز ابن عجلان إلى المدينة الشريفة ، عسكرا مع ابنه السيد أحمد بن حسن ، وتوجه عجلان بن نعير إلى المدينة من مكة على طريق الشرق ودخلها العسكران فى النصف الثانى من جمادى الأولى منها ، بعد خروج جماز بن هبة منها بأيام.

وكان من خبره ، أنه لما بلغه عزله عن المدينة ، عمد بعد أيام قليلة ، إلى المسجد النبوى ، وكسر القبة التى فيه ، هى حاصل الحرم ، وأخذ ما فيها من قناديل الذهب والفضة.

وكان شيئا كثيرا على ما قيل ، وثيابا كثيرة كانت معدة لتكفين الأموات وغير ذلك. وتوجه منها قبل دخول العسكرين بأيام ، وتبعه طائفة من العسكرين فلم يدركوه. ولم يزل معزولا حتى توفى ، فى جمادى الآخرة من سنة اثنتى عشرة وثمانمائة ، بيّته بعض الأعراب وقتله.

وكان وصل لعجلان بن نعير ، بإثر قدومه إلى المدينة ، توقيع من صاحب مصر بإمرة المدينة ، عوض أخيه ثابت بحكم وفاته ، بشرط رضى الشريف حسن بن عجلان بذلك. ودامت ولايته إلى أن وصل الحاج الشامى إلى المدينة ، فى العشر الأخير من ذى القعدة سنة اثنتى عشرة وثمانمائة ، ثم زالت ولايته فى هذا التاريخ ؛ لأن آل جماز ابن هبة حاربوه فى هذا التاريخ ، وهجموا عليه المدينة ، فاختفى فى زى النساء ، فظفروا به فى قلعتها ، وسلموه لأمير الحاج الشافعى ؛ لأنه ساعدهم على حربه ، بإشارة أمير الركب المصرى. وحمل إلى مكة ، وسلم بها إلى أمير الحاج المصرى بيسق ، فاحتفظ به وكاد أن ينهزم ، ثم فطن له ، فاحتفظ به أكثر من الاحتفاظ الأول ، ثم أطلق بإشارة صاحب مكة.

وولى المدينة عوضه سليمان بن هبة بن جماز بن منصور ، أخو جماز المقتول. ودامت ولايته إلى أن قبض عليه بالمدينة النبوية بعد الحج ، لسوء سيرته ، فى العشر الأخير من ذى الحجة سنة خمس عشرة وثمانمائة. وقرر أمير الحاج المصرى بيبغا المظفرى عوضه فى إمرة المدينة ، ابن أخيه غرير ـ بغين معجمة وراءين مهملتين بينهما ياء مثناة من تحت ـ بن هيازع بن هبة ، وحمل سليمان وأخوه محمد ، محتفظا بهما إلى مصر ، فسجنا بها.

ومات سليمان مسجونا بالقاهرة ، سنة سبع عشرة وثمانمائة ، وحمدت سيرة غرير. ودامت ولايته ، إلى أن هرب فى ذى الحجة سنة تسع عشرة وثمانمائة ، متخوفا من القبض عليه ، وعاد عجلان إلى إمرة المدينة ، ودخلها فى العشر الأخير من ذى الحجة سنة تسع عشرة.

٢٨٧

واستمر عجلان ، حتى عزل بغرير المذكور ، فى العشر الأخير من ذى الحجة سنة إحدى وعشرين وثمانمائة.

واستمر غرير ، حتى عزل فى العشر الأخير من ذى الحجة ، سنة أربع وعشرين وثمانمائة ، لأخذه فى هذا العام شيئا من حاصل الحرم النبوى. وحمل إلى القاهرة محتفظا به ، فمات بها مسجونا عقيب وصوله إليها ، فى آخر المحرم أو صفر ، سنة خمس وعشرين وثمانمائة. وولى بعد القبض عليه ، عجلان بن نعير ، وهو مستمر إلى ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثمانمائة.

وما ذكرناه من ولاية أمراء المدينة ، بعد منصور بن جماز ، إلى ولاية ابنه عطية بن منصور ، الولاية الأولى ، اعتمدت فيه على ما ذكره القاضى بدر الدين بن فرحون فى كتابه «نصيحة المشاور» وما كان بعد ذلك ، فإنى عقلته ، إلا ما كان قبل أن أعقله ، من ولاية هبة بن جماز ، فإنى اعتمدت فيها على من وثقت به.

وما ذكرناه من نسب أمراء المدينة ، فإنى رأيته هكذا فى نسخة سقيمة من كتاب ابن فرحون ، ورأيته فى تاريخ شيخنا ابن خلدون ، إلا أن فيه مخالفة لما فى كتاب ابن فرحون. وفى النسخة التى رأيتها من تاريخ ابن خلدون سقم أيضا. والله أعلم بالصواب.

٩١٠ ـ جماز بن صبيحة :

كان من أعيان القواد المعروفين بالعمرة ، وهو خال الشريف أحمد بن عجلان صاحب مكة.

توفى فى سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة.

* * *

من اسمه جميل

٩١١ ـ جميل بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح الجمحى:

أخو سعيد ، وجد نافع بن عبد الله بن عمر بن جميل ، المكى المحدث. ذكره ابن عبد البر. وقال : لا أعلم له رواية.

__________________

٩١١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٣٣٥ ، الإصابة ترجمة ١١٩٦ ، أسد الغابة ترجمة ٧٨٢ ، الجرح والتعديل ٢ / ٥١٨).

٢٨٨

٩١٢ ـ جميل بن أبى العلاء المكى ، يلقب نجيب الدين ويكنى أبا العلاء :

سمع بقراءته على يونس الهاشمى : الأول من صحيح البخارى ، نسخة بيت الطبرى ، فى سنة ست وتسعين وخمسمائة بالحرم الشريف.

٩١٣ ـ جميل بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشى الجمحى ، أبو معمر :

ذكر ابن الأثير : أنه شهد الفجار مع أبيه ، ثم أسلم ويوم الفتح ، وشهد حنينا مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وذكر ذلك ابن عبد البر ، إلا أنه لم يذكر شهوده الفجار. وذكر كلاهما أنه قتل زهير بن الأبجر الهذلى مأسورا بحنين. فقال فى ذلك أبو خراش الهذلى أبياتا ، لام فيها جميلا. وذكر أيضا أنه كان يسمى ذا القلبين. ونقل ذلك الزبير عن عمه مصعب ، قال : وفيه نزلت : (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) [الأحزاب : ٤].

وذكر زكريا بن عيسى عن ابن شهاب ، قال : ذو القلبين من بنى الحارث بن فهر. وأشار إلى أنه كان لا يكتم ما يسمع.

قال ابن الأثير أيضا : كان مسنا ، وقال : إن أبا موسى ـ يعنى المدينى ـ زاد فى نسبه ، فقال : جميل بن معمر بن حبيب. والأول أصح. انتهى.

٩١٤ ـ جميل الحبيبى القيروانى :

شيخ القيروان. والحبيبى ـ بحاء مهملة وباء موحدة ، ثم ياء من تحت ، ثم باء موحدة ، ثم ياء للنسبة ـ ولم أدر هذه النسبة إلى ماذا ، وإنما ضبطتها بذلك ، لأنها تشتبه بالحنينى ـ بحاء مهملة ونون وياء مثناة من تحت ـ وهو أبو جعفر محمد بن الحسين بن موسى الحنينى ، صاحب مسند أنس بن مالك ، الذى رويناه.

كان جميل رجلا صالحا. توفى بمكة ، ودفن بالمعلاة ، قرب قبر الضياء المالكى ، جد الشيخ خليل المالكى.

وكانت وفاته فى سنة إحدى وخمسين وستمائة. كما وجدت بخط الميورقى.

__________________

٩١٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٣٣٦ ، الإصابة ترجمة ١١٩٧ ، أسد الغابة ترجمة ٧٨٣ ، التمهيد ٦ / ١٧١ ، دائرة معارف الأعلمى ١٥ / ٨٧ ، الوافى بالوفيات ١١ / ١٨٨).

٢٨٩

وما علمت من حاله سوى هذا.

٩١٥ ـ جنادة بن عبد الله بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف المطلبى :

استشهد يوم اليمامة. وأبوه عبد الله هو أبو نبقة.

ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر وابن الأثير.

٩١٦ ـ جندب بن جخيدب بن لحاف بن راجح بن أبى نمى الحسنى المكى :

كان من أعيان الأشراف ، شجاعا مقداما.

وبلغنى أنه لما شهد يوم الزبارة ، كان متقلدا سيفين ، وخرق صف أعدائه مرتين ، ثم قتل فى المعركة فى اليوم المذكور. وذلك كان فى يوم الثلاثاء خامس عشرى شوال سنة ثمان وتسعين وسبعمائة ، عن نحو ثلاثين سنة.

٩١٧ ـ جهيم ، ويقال جهم ، بن قيس بن عبد بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار القرشى العبدرى ، أبو خزيمة :

هاجر إلى أرض الحبشة ، ومعه امرأته أم حرملة ـ ويقال حريملة ـ الخزاعية ، وابناه عمرو وخزيمة.

ذكره ابن عبد البر فى باب جهيم بمعنى هذا. وفى باب جهم (١) أخصر منه.

وكذلك صنع ابن الأثير. ونقل عن هشام بن الكلبى والزبير ، أنهما قالا : جهم ، بغير ياء ، قال : وقالا : هاجر إلى الحبشة. انتهى.

٩١٨ ـ جهيم بن الصلت بن مخرمة بن [المطلب](١) بن عبد مناف القرشى المطلبى :

أسلم عام خيبر. وأعطاه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثين وسقا ، وهو الذى رأى الرؤيا بالجحفة ، حين

__________________

٩١٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٣٤١ ، الإصابة ترجمة ١٢٠٦ ، أسد الغابة ١ / ٣٥٤ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٩٠ ، الوافى بالوفيات ١١ / ١٩١ ، الجرح والتعديل ٢ / ٢١٢٨ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٤).

٩١٧ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٣٥١ ، الإصابة ترجمة ١٢٦٠ ، أسد الغابة ٨٢٩).

(١) انظر ترجمة جهم فى : (الاستيعاب ترجمة ٣٤٨ ، الإصابة ترجمة ١٢٥١ ، أسد الغابة ترجمة ٨٢٥).

٩١٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٣٥٠ ، الإصابة ترجمة ١٢٥٩ ، أسد الغابة ترجمة ٨٢٨).

(١) فى الاستيعاب : ابن عبد المطلب.

٢٩٠

نفرت قريش لتمنع عيرها من النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو أنه رأى فارسا وقف عليه ، فنعى إليه أشرافا من قريش. فصحت رؤياه. وقتل جماعة من أشرافهم ببدر.

ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر وابن الأثير ، وزاد فقال :

وروى ابن شاهين عن موسى بن الهيثم عن عبيد الله بن محمد بن سعد ، قال : جهيم ابن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف ، أسلم بعد الفتح. لا أعلم له رواية ، ووافقه على هذا النسب ووقت إسلامه ، أبو أحمد العسكرى. وأسقط من نسبه مخرمة. وإثباته صحيح.

ذكره ابن الكلبى ، وابن حبيب ، والزبير ، وأبو عمر وغيرهم. أخرجه أبو عمر وأبو موسى. انتهى.

وهذا يخالف ما ذكره ابن عبد البر فى تاريخ إسلامه. والله أعلم.

٩١٩ ـ جوان بن عمر بن عبد الله بن أبى ربيعة ـ عمرو ـ بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى :

ذكره الزبير ، فقال : وفيه يقول عمر ، يعنى أباه [من الوافر] :

جوان شهيدى على حبها

أليس بعدل عليها جوان

وقال : وحدثنى يحيى بن محمد بن عبد الله بن ثوبان ، قال : ثنا محمد بن إسماعيل بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبى ربيعة قال : جاء جوان بن عمر بن عبد الله بن أبى ربيعة ، إلى زياد بن عبيد الله شاهدا ، فقال له زياد : أنت الذى يقول فيك أبوك :

شهيدى جوان على حبها

أليس بعدل عليها جوان

قال : نعم أصلحك الله. فقال : قد أجزنا شهادة من عدله عمر ، وأجاز شهادته. وقال الزبير : وأخبرنى عمى مصعب بن عبد الله ، قال : كان جوان بن عمر بن عبد الله ابن أبى ربيعة ، قد سعى على تبالة. قال ضبارة بن الطفيل الخثعمى [من الطويل].

فلو شهدتنى فى ليال خلون لى

لعامين مرا بعد عام جوان

٩٢٠ ـ جوبان بن تدوان نائب السلطنة بالعراقين :

ولى ذلك نيابة عن السلطان أبى سعيد بن خربندا ملك العراقين. ودبر المملكة فى أيامه مدة طويلة على السداد ، ثم تغير أبو سعيد على جوبان وقتل ولده دمشق خواجا

٢٩١

فى سنة سبع وعشرين وسبعمائة فهم جوبان بمحاربة أبى سعيد ، فلم يتمكن من ذلك. ثم ظفر أبو سعيد بجوبان ، فقتله.

وكتب أبو سعيد إلى الناصر صاحب مصر ، فساله قتل تمرباش بن جوبان. وكان هرب بعد قتل أخيه ، وقصد الديار المصرية ، فأقام بها مدة ، ثم قتل بأمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون ، على أن أبا سعيد يقتل الأمير قراسنقر المنصورى. وكان خارجا عن طريقة الناصر ، وهو مقيم عند أبى سعيد. فاتفق أن قراسنقر مات قبل قتل تمرباش بن جوبان بهراة [.....](١) من سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. وفيها قتل جوبان ، وحمل جوبان بأمر أبى سعيد مع الحجاج العراقيين. فوقفوا به عرفة ، ودخلوا به مكة ليلا وطافوا به ، وصلوا عليه ، ثم توجهوا به إلى المدينة النبوية ، ليدفن فى تربة له هناك. فلم يمكن من ذلك أمير بالمدينة ، وقال : لا بد من إذن السلطان ، يعنى صاحب مصر ، فدفن جوبان بالبقيع ، فى سلخ ربيع الآخر من سنة تسع وعشرين ، ودفن معه بالبقيع ولده ، وكانا فى هذه المدة بقلعة المدينة ، وهذه التربة غربى المسجد النبوى ، تقرب من باب المسجد المعروف الآن بباب الرحمة ، فى مدرسة أنشأها جوبان ، وأنفق عليها أموالا كثيرة ، فجاءت فى غاية الحسن.

وله من المآثر بمكة : عمارة عين بازان فى سنة ست وعشرين وسبعمائة. وقد ذكرنا فى شفاء الغرام ومختصراته ، تاريخ جريانها فى هذه السنة. وما حصل بها لأهل مكة من النفع ، لشدة احتياجهم إلى ذلك بسبب قلة الماء بمكة. وفر الله تعالى له الثواب فى ذلك.

وذكره الذهبى فى ذيل سير النبلاء. فقال : جوبان الوسى؟؟؟ (٢) الكبير ، نائب المملكة المغلى. كان رجلا شجاعا مهيبا شديد العطاء كبير الشأن ، كثير الأموال عالى الهمة ، صحيح الإسلام. وله حظ من صلات ، وبر ، بذل ذهبا كثيرا ، حتى أوصل الماء إلى بطن مكة. وقيل : إنه أخذ من الرشيد ألف ألف دينار ، وكانت ابنته بغداد زوجة أبى سعيد ، وابنه تمرباش ، متولى ممالك الروم ، وابنه دمشق ، قائد عشرة آلاف. وكان سلطانه أبو سعيد تحت يده ، ثم زالت سعادتهم ، وتنمر لهم أبو سعيد ، فقتل دمشق ، وفر أبوه جوبان إلى والى هراة لائذا به ، فقتله بأمر أبى سعيد ، فى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. ولعله من أبناء الستين.

__________________

٩٢٠ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

(٢) هكذا فى الأصل بلا نقط.

٢٩٢

٩٢١ ـ جوهر بن عبد الله المعروف بالرضوانى :

نزيل مكة. ذكر الملك الأفضل صاحب اليمن. فى كتابه «العطايا السنية» أنه خدم مع والدة المجاهد «جهة صلاح». فجعلته زمامها ، وأضافت إليه أمر دارها ، فارتفع شأنه وعظم جاهه. وظهرت له سيرة حسنة ، ورياسة مستحسنة فنال بذلك شفقة من المجاهد ، وعول عليه فى أكثر حوائجه ، وندبه سفيرا إلى مصر غير مرة ، منها فى سنة خمس وخمسين وسبعمائة ، مع جماعة فعصف بهم الريح ، فهلك معهم فى هذه السنة.

وكان محبا لفعل الخير. ابتنى بزبيد مدرسة. وجعل فيها مدرسا ودرسه ، ووقف بها وبالمسجد الذى ابتناه بمغربة تعز ، كتبا جليلة ، وسكن مكة مدة طويلة ، وابتنى بها دارا. ثم عاد إلى اليمن. انتهى.

قلت : كان بمكة فى عشر الخمسين وسبعمائة ، وسمع بها من عثمان الصفى وغيره ، وداره هى اليوم المدرسة الأفضلية بمكة.

٩٢٢ ـ جوهر بن عبد الله العجلانى :

فتى الشريف عجلان بن رميثة ، صاحب مكة. وهو الذى تولى تريبة ابنى سيده ، الشريفين : على بن عجلان ، وحسن بن عجلان. وكان ينطوى على خير وديانة.

توفى فى سنة تسع ، أو فى سنة عشر وثمانمائة. ودفن بالمعلاة.

* * *

٢٩٣

حرف الحاء

٩٢٣ ـ الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن جعونة الخزاعى :

له صحبة ، قاله ابن الكلبى. ذكره هكذا ابن الأثير ، وذكره الذهبى فى التجريد ، وقال: له صحبة فى قول الكلبى.

٩٢٤ ـ الحارث بن أوس ، ويقال : الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفى.

حجازى سكن الطائف ، له صحبة. روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

وروى عنه ـ على ما قيل ـ أخوه عمرو بن أوس ، والوليد بن عبد الرحمن الجرشىّ. وروى له أبو داود والترمذى والنّسائى.

ذكره هكذا المزّى ، فى التهذيب إلا قليلا ، فبالمعنى. وذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب. وكلامه يقتضى ترجيح القول بأنه الحارث بن عبد الله بن أوس ، وقال : حجازىّ ، سكن الطائف. وروى فى الحائض ، يكون آخر عهدها الطواف بالبيت.

٩٢٥ ـ الحارث بن الحارث بن قيس بن عدّى بن سعد بن سهم القرشى السّهمىّ :

هاجر إلى الحبشة مع أبيه ، وأخويه : بشر ومعمر ابنى الحارث. وذكره بمعنى هذا ابن عبد البر وابن الأثير. وزاد ابن الأثير فقال : وقال ابن مندة وأبو نعيم : إنه قتل بأجنادين. ولا تعرف له رواية. انتهى.

__________________

٩٢٣ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ١ / ٢٧٣ ، أسد الغابة ١ / ٣١٥ ، التجريد ١ / ١٠١).

٩٢٤ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ١ / ٢١٤ ، الإصابة ترجمة ١٤٣٥ ، أسد الغابة ترجمة ٩١٠ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٠٣ ، تقريب التهذيب ١ / ١٤١ ، الإكمال ٥ / ١٩٩ ، الطبقات ١ / ٥٤ ، ٢٨٥ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١ / ١٣٨ ، الوافى بالوفيات ١١ / ٣٥٣ ، ٢٤٤ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٣٧ ، ١٤٤ ، رجال الصحيحين ٣٧٣ ، الجرح والتعديل ١ / ٧٧ ، ٣ / ٣٦١ ، جامع الرواة ١ / ١٧٣ ، التاريخ الكبير ٢ / ٩٣).

٩٢٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٤٠٣ ، الإصابة ترجمة ١٣٩٢ ، أسد الغابة ترجمة ٨٦٣).

٢٩٤

٩٢٦ ـ الحارث بن الحارث بن كلدة الثّقفى :

كان أبوه طبيبا في العرب حكيما ، وهو من المؤلّفة قلوبهم ، معدود فيهم ، وكان من أشراف قومه. وأما أبوه فلا يصح إسلامه. ومات أبوه فى أول الإسلام.

ذكر هذا كله بالمعنى ابن عبد البر ، وقال : روى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أمر سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه ، أن يأتيه يستوصفه فى مرض نزل به. فدل ذلك على أنه جائز أن يشاور أهل الكفر فى الطب ، إذا كانوا من أهله ، والله أعلم.

٩٢٧ ـ الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة ابن جمح القرشىّ الجمحىّ المكى :

أمير مكة. له صحبة ورواية عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وعنه حسين بن الحارث الجدلى ، ويوسف ابن سعد الجمحىّ.

روى له أبو داود حديث : عهد إلينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن نمسك للرؤية (١). وروى له النسائى أيضا (٢).

__________________

٩٢٦ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ترجمة ١٣٩٣ ، أسد الغابة ترجمة ٨٦٤ ، الاستيعاب ترجمة ٤٠٤).

٩٢٧ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ١٠١٣ ، تاريخ البخارى الكبير الترجمة ٢٤٠١ ، تاريخه الصغير ١ / ٢ ، تاريخ أبى زرعة الدمشقى ٥٦١ ، ٥٧٧ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ١٢٤ ، الجرح والتعديل لابن أبى حاتم الترجمة ٣٢٨ ، الولاة والقضاة للكندى ١٢٠ ، مشاهير علماء الأمصار الترجمة ١٧٦ ، المعجم الكبير للطبرانى ٣ / ٣١٥ ، الاستيعاب ١ / ٢٨٥ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ١٧٦ ، الكامل لابن الأثير ٢ / ١٣٧ ، ٤ / ٣٤٨ ، أسد الغابة ١ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣ ، تهذيب الأسماء للنووى ١ / ١٥٠ ، الكاشف ١ / ١٩٣ ، تجريد أسماء الصحابة الترجمة ٩١٩ ، الوافى بالوفيات ١١ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ، تهذيب ابن حجر ٢ / ١٣٨ ـ ١٣٩ ، الإصابة ترجمة ١٣٩٠ ، خلاصة الخزرجى الترجمة ١١٢٦).

(١) أخرجه أبو داود فى سننه باب شهادة رجلين على رؤية هلال شوال حديث رقم (٢٣٠٢) من طريق : محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز ، أنبأنا سعيد بن سليمان ، أخبرنا عباد ، عن أبى مالك الأشجعى ، أخبرنا حسين بن الحارث الجدلى ، من جديلة قيس : «أن أمير مكة خطب ثم قال : عهد إلينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن نمسك للرؤية ، فإن لم نره وشهد شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما. فسألت الحسين بن الحارث : من أمير مكة؟ فقال : لا أدرى ، ثم لقينى بعد فقال : هو الحارث بن حاطب أخو محمد بن حاطب ، ثم قال الأمير : إن فيكم من هو أعلم بالله ورسوله منى ، وشهد هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأومأ بيده إلى رجل. قال الحسين فقلت لشيخ إلى جنبى: من هذا الذى أومأ إليه الأمير؟ قال : هذا عبد الله ابن عمر ، وصدق كان أعلم بالله منه ، فقال بذلك أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم».

(٢) أخرج له النسائى فى الصغرى كتاب قطع السارق حديث رقم (٤٩٧٧) من طريق : ـ

٢٩٥

وذكر ابن حبان أنه كان واليا على مكة ، وذكر صاحب الاستيعاب وصاحب الكمال : أن الزبير استعمله على مكة سنة ست وستين.

وقال صاحب الاستيعاب : وقيل إنه كان يلى المساعى أيام مروان. ولد هو وأخوه محمد بأرض الحبشة ، وأمهما أم جميل بنت المحلّل.

قال ابن عبد البر : والحارث أسنّ.

وذكره ابن الأثير بمعنى ما ذكره ابن عبد البر ، وقال : قال ابن إسحاق : تسمية من هاجر إلى الحبشة من بنى جمح : الحارث بن حاطب بن معمر ، قاله ابن مندة وأبو نعيم عن أبى إسحاق ، والأول أصح.

وروى ابن مندة عن ابن إسحاق فى هذه الترجمة ، قال : زعموا أن أبا لبابة بن عبد المنذر ، والحارث بن حاطب ، خرجا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بدر ، فردّهما وأمّر أبا لبابة على المدينة ، وضرب لهم بسهم مع أصحاب بدر ، ثم قال ابن الأثير : قول ابن مندة وأبى نعيم ، فى نسبة الحارث بن حاطب بن معمر ـ ورويا ذلك عن ابن إسحاق ـ فليس بشىء ، فإن ابن إسحاق ذكره فيمن هاجر إلى أرض الحبشة ، فقال : حاطب بن الحارث ابن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. كذا عندنا فيما رويناه عن يونس عن ابن إسحاق. وكذا ذكره عبد الملك بن هشام وسلمة أيضا عنه.

وأما قوله ابن مندة : إن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، رده مع أبى لبابة فى غزوة بدر ، فإن هذا الحارث ، ولد بأرض الحبشة ، ولم يقدم إلى المدينة إلا بعد بدر ، وهو صبى ، وإنما الذى رده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الطريق إلى المدينة ، هو الحارث بن حاطب الأنصارى ، الذى نذكره بعد هذه الترجمة. وظن ابن مندة أن الذى أعاده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الطريق هو هذا ، فلم يذكر الأنصارى. وقد ذكره أبو نعيم ، وأبو عمر على ما نذكره إن شاء الله تعالى.

__________________

ـ سليمان بن سلم المصاحفى البلخى ، قال : حدثنا النضر بن شميل ، قال : حدثنا حماد ، قال : أنبأنا يوسف ، عن الحارث بن حاطب أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى بلص ، فقال : «اقتلوه». فقالوا : يا رسول الله إنما سرق. فقال : «اقتلوه». قالوا : يا رسول الله إنما سرق. قال : «اقطعوا يده». قال : ثم سرق فقطعت رجله ؛ ثم سرق على عهد أبى بكر رضى الله عنه حتى قطعت قوائمه كلها ثم سرق أيضا الخامسة ، فقال أبو بكر رضى الله عنه : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعلم بهذا حين قال : «اقتلوه». ثم دفعه إلى فتية من قريش ليقتلوه منهم عبد الله بن الزبير وكان يحب الإمارة فقال أمرونى عليكم فأمروه عليهم فكان إذا ضرب ضربوه حتى قتلوه.

٢٩٦

٩٢٨ ـ الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة القرشى التّيمىّ :

قال الزبير بن بكار : حدثنى محمد بن محمد بن الحارث بن أبى قدامة العمرى ، عن محمد بن طلحة التيمى ، قال : هاجر الحارث بن خالد ـ وساق نسبه إلى كعب ـ إلى أرض الحبشة ، ثم أقبل ومعه امرأته ريطة بنت الحارث بن جبلة بن عامر بن كعب ، ومعه ولده ، حتى إذا كانوا ببعض الطريق وردوا ماء ، فشربوا منه فماتوا أجمعون إلا هو ، حتى نزل المدينة ، فزوّجه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بنت عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. قال الزبير : وأخبرنى عمّى مصعب بن عبد الله : أن الحارث بن خالد بن صخر هاجر معه إلى أرض الحبشة بزوجته ريطة بنت الحارث ـ وساق نسبها إلى مرّة ـ ولدت له هناك موسى وعائشة ، وزينب ، بنى الحارث بن خالد ، وهلكوا بأرض الحبشة. انتهى.

كان قديم الإسلام بمكة ، وهاجر منها إلى أرض الحبشة فى الهجرة الثانية ، ومعه امرأته ريطة بنت الحارث. فولدت له هناك موسى ، وإبراهيم ، وزينب ، وعائشة. وهلكوا بأرض الحبشة على ما قال مصعب الزّبيرى.

وقال غيره : إنهم خرجوا مع أبيهم ، يريد بهم النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فوردوا ماء ببعض الطريق ، فشربوا منه فماتوا جميعا إلا هو ، فإنه ورد المدينة فزوجه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بنت يزيد بن هاشم ابن عبد المطلب بن عبد مناف.

وهو جد محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى ، الذى ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر ، وابن الأثير. وزاد : كان من المهاجرين الأولين إلى أرض الحبشة ، ثم قال : وقيل إنه هاجر مع جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه إلى الحبشة فى الهجرة الثانية.

٩٢٩ ـ الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى :

الشاعر ، أمير مكة. نقل الحافظ أبو الحجاج المزى فى تهذيبه : أن خليفة بن خيّاط ، ذكر أن يزيد لما عزل الوليد بن عقبة بن أبى سفيان عن مكة ، ولاها الحارث بن خالد ،

__________________

٩٢٨ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ترجمة ٧٨٢ ، الاستيعاب ترجمة ٤١١ ، الإصابة ترجمة ١٤٠٢ ، المنتظم ٢ / ٣٧٥ ، طبقات ابن سعد ٤ / ٩٥ ، ٨ / ٢٠١).

٩٢٩ ـ انظر ترجمته فى : (الأغانى ٣ / ٣١١ ، ٩ / ٢٢٧ ، خزانة الأدب للبغدادى ١ / ٢١٧ ، تهذيب تاريخ ابن عساكر ٣ / ٤٣٧ ، طبقات ابن سعد ٦ / ٥ ، المنتظم ٢ / ٣٧٥).

٢٩٧

ثم عزله. وولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، ثم عزل عبد الرحمن وأعاد الحارث ، فمنعه ابن الزبير الصلاة ، فصلى بالناس مصعب بن عبد الرحمن بن عوف. انتهى.

وقال الزبير بن بكار : كان يزيد بن معاوية استعمله على مكة ، وابن الزبير يومئذ بها قبل أن يظهر حزب يزيد بن معاوية. فمنعه ابن الزبير الصلاة بالناس فكان يصلى فى جوف داره بمواليه ، ومن أطاعه من أهله. ولم يزل معتزلا لابن الزبير حتى ولى عبد الملك ابن مروان ، فولاه مكة ، ثم عزله ، فقدم عليه دمشق ، فلم ير عنده ما يحب ، فانصرف عنه. وقال فى ذلك شعرا. انتهى.

ووجدت فى حاشية نسختى من «الجمهرة» لابن حزم ، عند ذكره للحارث بن خالد هذا : «كانت بنو مخزوم كلهم زبيرية سوى الحارث بن خالد ، فإنه كان مروانيا. فلما ولى عبد الملك بن مروان الخلافة عام الجماعة ، وفد إليه فى دين كان عليه ، وذلك فى سنة خمس وسبعين. قال مصعب فى خبره ، بل حج عبد الملك فى تلك السنة ، فلما انصرف دخل معه الحارث إلى دمشق ، فظهرت له منه جفوة ، وأقام ببابه شهرا لا يصل إليه ، فانصرف عنه وقال فيه (١) [من الطويل] :

صحبتك إذ عينى عليها غشاوة

فلما انجلت قطعت نفسى ألومها

[ومابى وإن أقصيتنى من ضراعة

ولا افتقرت نفسى إلى من يضيمها

عطفت عليك النفس حتى كأنما

بكفيك بؤسى أو عليك نعيمها]

الأبيات الثلاثة (٢).

وأنشد عبد الملك الشعر ، فأرسل إليه من رده من طريقه ، فلما دخل عليه قال : يا حار ، أخبرنى عنك : هل رأيت عليك فى المقام ببابى غضاضة وفى قصدى دناءة؟ قال : لا والله يا أمير المؤمنين ، قال : فما حملك على ما قلت وفعلت؟. قال : جفوة ظهرت لى ، كنت حقيقا بغيرها. قال : فاختر ، إن شئت أعطيتك مائة ألف درهم ، أو قضيت دينك ، أو وليتك مكة سنة ، فولاه إياها. فحج بالناس وحجت عائشة بنت طلحة ، وكان يهواها ، فأرسلت إليه : أخر الصلاة حتى أفرغ من طوافى ، فأمر المؤذنين فأخروا إقامة الصلاة حتى فرغت من طوافها ، وجعل الناس يصيحون به ، فلا والله ما قام إلى الصلاة حتى فرغت.

__________________

(١) الأبيات فى الأغانى ٣ / ٣١٤.

(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل ، أوردناه من هامش الأغانى ٣ / ٣١٤.

٢٩٨

فأنكر ذلك أهل الموسم ، فبلغ ذلك عبد الملك ، فعزله وكتب إليه يؤنبه فيما فعل. فقال : «ما أهون والله غضبه إذا رضيت عائشة ، والله لو لم تفرغ من طوافها إلى الليل لأخرت الصلاة إلى الليل». انتهى.

وقد ذكر الزبير بن بكار بعض شعر الحارث بن خالد ، الذى أنشأه لعبد الملك ؛ لأنه قال بعد أن ذكر قصته مع عبد الملك : وقال (٣) [من الطويل] :

عطفت عليك النفس حتى كأنما

بكفيك بؤسى أو لديك نعيمها (٤)

كأنى وإن أقصيتنى من ضراعة (٥)

ولا افتقرت نفسى إلى من يسومها

ومن شعر الحارث بن خالد هذا على ما وجدت فى حاشية نسختى من الجمهرة [من الكامل] :

لمن الديار رسومها قفر

لعبت بها الأرواح والقطر

ومن شعره ، على ما ذكر الزبير ، فى امرأته أم عبد الملك بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبى العيص ، وكان خلف عليها بعد عبد الله بن مطيع العدوى ، وولدت لابن مطيع محمدا وعمران (٦) [من البسيط] :

يا أم عمران مازالت وما برحت

بنا الصبابة حتى مسنا الشفق (٧)

القلب تاق إليكم كى يلاقيكم

كما يتوق إلى منجاته الغرق

تعطيك شيئا قليلا وهى خائفة

كما يمس بظهر الحية الفرق (٨)

انتهى.

قال الزبير بن بكار فى ترجمة الحارث بن خالد هذا : وكان الحارث شاعرا كثير الشعر وهو الذى يقول (٩) [من البسيط] :

من كان يسأل عنا أين منزلنا

فالأقحوانة منا منزل قمن

__________________

(٣) فى الأغانى ٣ / ٣١٤.

(٤) فى الأغانى : «يكفيك بؤسى أو عليك نعيمها».

(٥) فى الأغانى : «وما بى وإن أقصيتنى من ضراعة».

(٦) الأبيات فى الأغانى ٣ / ٣٢٧.

(٧) فى الأغانى : «بى الصبابة حتى شفى الشفق».

(٨) فى الأغانى :

تنيل نزر قليلا وهى مسفقة

كما يخاف مسيس الحية الفرق

(٩) انظر الأغانى ٣ / ٣٢٢.

٢٩٩

إذ نلبس العيش غضا لا يكدره

قرف الوشاة ولا ينبو بنا الزمن (١٠)

إذا الجمار حرا ممن يسر به

والحج داج به معزوزف تكن

قال الزبير : الأقحوانة ما بين بئر مأمون إلى بئر ابن هشام. قال : وكان الحارث بن خالد خطب فى مقدمه دمشق ، عمرة بنت النعمان بن بشير الأنصارية. فقالت (١١) [من المتقارب] :

كهول دمشق وشبانها

أحب إلى من الحاليه

لهم ذفر كصنان التيو

س أغنى عن المسك والغاليه

فقال الحارث (١٢) [من الخفيف] :

ساكنات العقيق أشهى إلى النف

س من الساكنات دور دمشق (١٣)

يتضوعن أن يطنين بالمسك

صنانا كأنه ريح مرق (١٤)

ورواهما بعض علماء دمشق للمهاجر بن خالد. وقال :

لنساء بين الحجون إلى الحثمة

فى مقمرات ليل وشرق

قال : وهو الذى يقول (١٥) [من المتقارب] :

كأنى إذا مت لم أضطرب

تزين المخيلة أعطافيه

ولم أسلب البيض أبدانها

ولم يكن اللهو من شأنيه (١٦)

قال : والحجون : مقبرة أهل مكة. وجاه بيت أبى موسى الأشعرى. والحثمة : صخرات مشرفات فى ربع عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

وقال الزبير : حدثنى مصعب بن عثمان بن مصعب بن عروة بن الزبير قال : كانت أم عبد الملك بنت عبد الله بن أسيد ، عند الحارث بن خالد ، فله منها فاطمة بنت الحارث ،

__________________

(١٠) فى الأغانى : «إذ نلبس العيش صفوا ما يكدره».

(١١) انظر الأغانى ٩ / ٢٦١.

(١٢) انظر الأغانى ٩ / ٢٦٢.

(١٣) فى الأغانى : قاطنات الجحون أشهى إلى قلبى من الساكنات دور دمشق وفى معجم ما استعجم ومعجم البلدان : «ساكنات البطاح».

(١٤) فى الأغانى :

يتضوّعن لو تضمخن بالمس

ك ...

(١٥) انظر نسب قريش ٩ / ٣١٤.

(١٦) فى نسب قريش : باليه.

٣٠٠