العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

وقال عباس الدورى : كان من سودان مكة ، فصيحا عابدا فاضلا يحدث عنه بزهد وفضل ، وسمعت ذلك من أصحابنا.

وذكر الذهبى : أن آخر من حدث عنه : بكار بن عبد الله السبيعى ، وقال : مات سنة بضع وخمسين ومائة ، وذكر ابن جرير : حدث عنه بكار بن عبد الله السيرينى.

* * *

من اسمه أيوب

٨٢٧ ـ أيوب بن إبراهيم الجبرتى :

شيخ رباط ربيع بمكة. كان ذا حظ من العبادة والخير ، وللناس فيه اعتقاد. وقدم من مكة إلى القاهرة غير مرة طلبا للرزق ، فنال شيئا من الدنيا. وقررت له صرر بأوقاف الحرمين.

وولى مشيخة الفقراء برباط ربيع غير مرة مدة سنين ، ومات وهو على ذلك ، فى يوم الأربعاء السابع والعشرين من رمضان سنة سبع وثمانمائة بمكة ، ودفن فى عصر يومه بالمعلاة. وقد جاوز الستين ـ ظنا ـ وخلف بنتين. وجاور بمكة نحوا من أربعين سنة.

٨٢٨ ـ أيوب بن ثابت المكى :

يروى عن عطاء ، وخالد بن كيسان ، وابن أبى مليكة. وروى عنه : أبو سعيد ، مولى بنى هاشم ، وأبو عامر العقدى ، وأبو داود الطيالسى.

قال أبو حاتم : لا يحمد حديثه. وذكره ابن حبان فى الثقات ، وروى له البخارى فى الأدب المفرد.

٨٢٩ ـ أيوب بن محمد بن أبى بكر محمد بن أيوب بن شاذى بن مروان ، السلطان الملك الصالح نجم الدين ، بن السلطان الملك الكامل ناصر الدين أبى المعالى ، ابن السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر :

صاحب الديار المصرية والشامية ومكة. كان ملك سنجار (١) وعانة (٢) ، ثم إنه صالح

__________________

٨٢٨ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٢ / ٢٤٢).

٨٢٩ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ١٧٨ ، النجوم الزاهرة ٧ / ٢٢٦ ، عقد الجمان حوادث سنة ٦٦٦ ه‍ ، الوافى ١ / ٥٣ ، المنهل الصافى ٢ / ٢٢٧ ، ابن واصل فى حوادث سنة ٦٠٧ من مفرج الكروب ، الذهبى ٦٠٧ ، العبر ٥ / ٣١ ، سير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٣١).

(١) سنجار : هى برية الثرثار ، ومدينتها الحضر ، وهى كلها من الجزيرة. انظر : معجم البلدان (سنجار) ، الروض المعطار ٣٢٦ ، آثار البلاد ٣٩٣).

(٢) عانة : بلد مشهور بين الرقة وهيت يعد فى أعمال الجزيرة. انظر معجم البلدان (عانة).

٢٢١

الملك الجواد [....](٣) على أن أعطاه دمشق ، وعوضه عنها سنجار وعانة ، ثم توجه الملك الصالح قاصدا للديار المصرية ، ليأخذها من أخيه الملك العادل أبى بكر بن الملك الكامل.

فلما وصل إلى نابلس (٤) أقام بها مدة ، ثم تفرق عنه عسكره إلى دمشق ، لينظروا فى حالهم ، لما بلغهم ، أن عمه الصالح إسماعيل صاحب بعلبك (٥) ، استولى على دمشق غيلة ، بموافقة الملك المجاهد أسد الدين شير كوه صاحب حمص.

ولما انفرد الملك الصالح أيوب بنابلس ، لم يشعر إلا بابن عمه الملك الناصر داود بن عبد الملك المعظم صاحب الكرك ، قد فجأه وقبض عليه. وكان الملك الصالح فى نفر يسير من غلمانه وأتباعه. واعتقل الملك الناصر الملك الصالح بالكرك ، ثم أفرج عنه ، لما بلغه أن أمراء الديار المصرية ، طلبوا الملك الصالح نجم الدين ليولوه الديار المصرية ، بعد قبضهم على أخيه الملك العادل ، والملك الكامل.

وكان قبضهم على العادل ، فى يوم الجمعة ثامن ذى القعدة سنة سبع وثلاثين ستمائة.

وكان إفراج الملك الناصر عن الملك الصالح ، فى شهر رمضان من السنة المذكورة ، واجتمع هو والملك الناصر ، وساروا إلى الديار المصرية ، ودخلا القاهرة فى الساعة الثانية من يوم الأحد ، رابع عشرى ذى القعدة سنة سبع وثلاثين وستمائة. وأدخل الملك العادل فى محفة ، وحوله جماعة كثيرة من الأجناد يحفظونه ، من خارج البلد إلى القلعة ، واعتقله بها عنده فى داخل الدور السلطانية ، وبسط العدل فى الرعية ، وأحسن إلى الناس ، وأخرج الصدقات ، ورمم ما تهدم من المساجد. وسيرته طويلة.

ثم إنه أخذ دمشق من عمه الملك الصالح إسماعيل ، فى سنة ثلاث وأربعين وستمائة. ومضى بعد ذلك إلى الشام ، ثم رجع وهو مريض ، وقصد الفرنج دمياط (٦) ، وهو مقيم

__________________

(٣) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

(٤) نابلس : مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين جبلين مستطيلة لا عرض لها ، بينها وبين بيت المقدس عشرة فراسخ. انظر : (معجم البلدان ، نابلس).

(٥) بعلبك : مدينة قديمة بينها وبين دمشق ثلاثة أيام ، وقيل : اثنا عشر فرسخا من جهة الساحل. انظر معجم البلدان (بعلبك).

(٦) دمياط : مدينة فى البلاد المصرية على ساحل البحر قريبة من تنيس إليها ينتهى ماء النيل. انظر : الروض المعطار ٢٥٧ ، ٢٥٨ ، الإدريسى ١٥٧.

٢٢٢

بأشموم (٧) ينتظر وصولهم. وكان وصولهم إليها يوم الجمعة العشرين من صفر ، سنة سبع وأربعين وستمائة ، وملكوا بر الجزيرة يوم السبت ، وملكوا دمياط يوم الأحد ؛ لأن جميع أهلها ، والعسكر تركوها وهربوا منها.

وانتقل الملك الصالح من أشموم إلى ناحية المنصورة ، ونزل بها وهو فى غاية من المرض. وأقام بها على تلك الحال ، إلى أن توفى هناك ، ليلة نصف شعبان من السنة المذكورة ، وحمل إلى القلعة الجديدة التى فى الجزيرة ، وترك فى مسجد هناك ، وأخفى موته مقدار ثلاثة أشهر ، والخطبة باسمه ، إلى أن وصل ولده الملك المعظم توران شاه ، من حصن كيفا (٨) فى البرية إلى المنصورة. فعند ذلك أظهروا موته. وخطب لولده المذكور ، ثم بعد ذلك بنى له بالقاهرة إلى جنب مدرسته تربة ، ونقل إليها فى شهر رجب سنة ثمان وأربعين وستمائة.

وكانت ولادته رابع عشرى جمادى الآخرة سنة ثلاث وستمائة ، وأمه جارية مولدة سمراء ، اسمها ورد المنى ، رحمه‌الله. انتهى من تاريخ ابن خلكان بالمعنى ، ولم يذكر ملكه لمكة.

لكنى وجدت فى بعض التواريخ ، أن عسكر الملك المنصور ، صاحب اليمن لم يزل بمكة ، حتى خرجوا منها فى سنة سبع وثلاثين وستمائة ، لما وصل الأمير شيحة ، صاحب المدينة ، إلى مكة فى ألف فارس من جهة صاحب مصر ، ثم إن السلطان نور الدين جهز ابن النصيرى والشريف راجح إلى مكة فى عسكر جرار. فلما سمع بهم شيحة وأصحابه ، خرجوا من مكة هاربين ، فتوجه شيحة إلى مصر ، قاصدا صاحبها الملك الصالح نجم الدين أيوب ، فجهز معه عسكرا ، فوصلوا إلى مكة فى سنة ثمان وثلاثين وستمائة ، وحجوا بالناس.

فلما كانت سنة تسع وثلاثين ، جهز السلطان نور الدين جيشا كثيفا إلى مكة. فلما علم بهم العسكر الذى بمكة ، كتبوا إلى ملكهم صاحب مصر يطلبون منه النجدة ، فأرسل إليهم مبارز الدين على بن الحسين بن برطاس ، وابن التركمانى ، فى مائة

__________________

(٧) أشموم : اسم لبلدتين بمصر يقال لإحداهما أشموم طناح وهى قرب دمياط وهى مدينة الدقهلية ، والأخرى أشموم الجريسان بالمنوفية. انظر معجم البلدان (أشموم)

(٨) حصن كيفا : ويقال كيبا ، أظنها أرمنية ، وهى بلدة مشرفة على دجلة بين آمد وجزيرة ابن عمر من ديار بكر. انظر : معجم البلدان (كيفا).

٢٢٣

وخمسين فارسا. فلما علم بذلك عسكر صاحب اليمن ، عرفوه بالخبر ، وأقاموا بالسرين(٨)فتجهز السلطان بنفسه إلى مكة فى عسكر جرار. فلما علم المصريون بقدومه خرجوا هاربين وأحرقوا ما فى دار السلطنة بمكة. فدخلها السلطان نور الدين ، وصام بها شهر رمضان.

٨٣٠ ـ أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموى ، أبو موسى المكى :

الفقيه المفتى. روى عن عطاء بن أبى رباح ، ونافع مولى ابن عمر والزهرى.

وروى عنه : ابن جريج ، والأوزاعى ، والسفيانان ، ومالك.

وروى له الجماعة ، ووثقه أحمد ويحيى بن معين ، وأبو زرعة ، والنسائى ومحمد بن سعد ، وذكر أنه كان واليا على الطائف لبنى أمية.

وقال أحمد بن عبد الله العجلى : مكىّ ثقة. وقال على بن المدينى ، عن سفيان بن عيينة : لم يكن عندنا قرشيان ، مثل أيوب بن موسى ، وإسماعيل بن أمية ، وكان أيوب أفقههما فى الفتيا.

وقال خليفة : توفى سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، قتله داود بن على.

وذكر وفاته فى هذه السنة : المفضل بن غسان الغلابى.

وقال يحيى : أصيب مع داود بن على سنة ثلاث وثلاثين.

قال أحمد بن حنبل : بلغنى أنه مات قبل المسودة ، أو قال : قتلته المسودة. انتهى. المسودة هم بنو العباس. وقال الدار قطنى : أيوب ، وهو ابن عم إسماعيل بن أمية ، جميعا من أهل مكة.

__________________

(٨) سرّين : بليد قريب من مكة على ساحل البحر ، بينها وبين مكة أربعة أيام أو خمسة قرب جدّة. انظر : معجم البلدان (سرين).

٨٣٠ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات خليفة ٢٨٢ ، التاريخ الكبير ١ / ٤٢٢ ، الجرح والتعديل ٢ / ٢٥٧ ـ ٢٥٨ ، تهذيب الكمال ١٣٧ ، ميزان الاعتدال ١ / ٢٩٤ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤١٢ ـ ٤١٣ ، خلاصة تذهيب الكمال ٤٤ ، شذرات الذهب ١ / ١٩١ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ١٣٥).

٢٢٤

٨٣١ ـ أيوب بن موسى :

مات فى خلافة أبى جعفر. انتهى.

فعلى هذا كان حيا ، فى آخر سنة ست وثلاثين ؛ لأن فى آخرها ولى أبو جعفر الخلافة ، ولم يباشرها إلا فى سنة سبع وثلاثين ؛ لأنه كان غائبا فى الحج ، حين مات أخوه أبو العباس السفاح.

* * *

__________________

٨٣١ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٢ / ٢٥٧).

٢٢٥

حرف الباء الموحدة

٨٣٢ ـ بادام ويقال : باذان الهاشمى ، مولاهم أبوه إسحاق ، وأبو صالح ، المكى الكوفى :

روى عن مولاته أم هانئ بنت أبى طالب ، وأخيها على بن أبى طالب ، وابن عباس ، وأبى هريرة رضى الله عنهم. وروى عنه : إسماعيل بن أبى خالد ، والسدى والثورى. وروى له أصحاب السنن الأربعة.

قال ابن معين : ليس به بأس ، وإذا روى عنه الكلبى فليس بشىء. وقال النسائى : ليس بثقة. وضعفه البخارى.

قال عبد الحق : فى أحكامه ضعيف جدا ، وأنكر عليه هذه العبارة أبو الحسن بن القطان ، على ما ذكر الذهبى.

وكان باذان يفسر. قال : زكريا بن أبى زائدة : كان الشعبى يمر بأبى صالح ، فيأخذ بأذنه ، فيهزها ، ويقول : ويلك تفسر القرآن ، وأنت لا تحفظ القرآن.

قال يحيى بن القطان : لم أر أحدا من أصحابنا ترك أبا صالح مولى أم هانئ.

ووهم صاحب الكمال ، حيث جعل باذام وباذان ترجمتين لرجلين ، لأنهما اسم لرجل واحد ، وهو المذكور.

٨٣٣ ـ بجاد ـ ويقال بجار ـ بن السائب بن عويمر بن عابد بن عمران بن مخزوم المخزومى :

ذكره ابن عبد البر ، وقال : قتل يوم اليمامة شهيدا ، فى صحبته نظر. انتهى وذكره ابن الأثير بمعنى هذا.

٨٣٤ ـ بجير بن عمران الخزاعى ، وقيل بحير ، بالحاء المهملة :

ذكره الذهبى فى التجريد ، وقال : ذكره أبو على الغسانى ، قال : وله شعر فى فتح مكة.

__________________

٨٣٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٢٠ ، الإصابة ترجمة ٥٨٥ ، أسد الغابة ترجمة ٣٦٠).

٨٣٤ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ١ / ١٩٨).

٢٢٦

وذكره ابن الأثير ، فى باب الباء والجيم ، وقال : أخرجه أبو على الغسانى وابن مفوز.

وأنشد شعره فى الفتح ؛ لأنه قال : وهو القائل فى الفتح [من الطويل] :

وقد أنشأ الله السحاب بنصرنا

ركام سحاب الهيدم المتراكب

وهجرتنا فى أرضنا عند بابها

كتاب لنا من خير ممل وكاتب

ومن أجلنا حلت بمكة حرمة

لندرك ثارا بالسيوف القواضب

٨٣٥ ـ بحير بن أبى ربيعة ـ عمرو ـ بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومى :

وهو عبد الله بن أبى ربيعة ، والد عمر بن أبى ربيعة الشاعر المشهور ، يأتى فى محله.

وبحير ـ بباء موحدة وحاء مهملة ـ هكذا ضبطه ابن الأثير ، وقال : أخرجه هاهنا ابن مندة. وقد أخرجه الثلاثة ، فى عبد الله بن أبى ربيعة. وقال : كان اسمه بحير ، فسماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : عبد الله.

٨٣٦ ـ بديل بن أم أصرم ، وهو بديل بن سلمة بن خلف بن عمرو بن الأخب ابن مقياس بن حبتر بن عدى بن سلول السلولى الخزاعى :

هكذا ذكره ابن عبد البر ، وذكر أنه أحد المنسوبين إلى أمهاتهم ، وقال : بعثه النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بنى كعب يستنفرهم لغزو مكة ، هو وبشر بن سفيان الخزاعى.

٨٣٧ ـ بديل بن كلثوم بن سالم الخزاعى. وقيل : عمرو بن كلثوم :

قدم على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى عقد خزاعة ، لما غدرت بهم قريش. وأنشد [من الراجز](١) :

لا همّ إنى ناشد محمدا (٢)

__________________

٨٣٥ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ١ / ٢٠٠).

٨٣٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٠ ، الإصابة ترجمة ٦٠٧ ، أسد الغابة ترجمة ٣٧٩).

٨٣٧ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٩٣٨ ، الإصابة ترجمة ٦٨٥٨ ، أسد الغابة ترجمة ٣٩٢٩).

(١) انظر : الأبيات فى المراجع السابقة.

(٢) فى الاستيعاب :

يا رب إنى ناشد محمدا

٢٢٧

أخرجه ابن مندة وحده. فأما قوله : وقيل : عمرو بن كلثوم ، فلا أعرفه ، وكان يجب عليه أن يذكره فى عمرو بن كلثوم ، فلم يذكره ، وإنما هو عمرو بن سالم بن كلثوم ، فأسقط الأب. ذكره هكذا ابن الأثير.

٨٣٨ ـ بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة الخزاعى :

هكذا ذكره ابن عبد البر ، وقال : هو من خزاعة. أسلم هو وابنه عبد الله بن بديل ، وحكيم بن حزام ، يوم فتح مكة بمر الظهران ، فى قول ابن شهاب.

وذكر ابن إسحاق : أن قريشا يوم فتح مكة نجوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعى ، ودار مولاه رافع. وشهد بديل وابنه حنينا والطائف وتبوكا. وكان بديل من كبار مسلمة الفتح. وقد قيل إنه أسلم قبل الفتح.

وروى عنه : ابنه سلمة بن بديل ، وحبيبة بنت شريق. وروى ابن عبد البر من حديث بعض ولده ، أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أمر بديلا بحبس السرايا والأموال بالجعرانة ، حتى يقدم عليه ، ففعل.

وذكر ابن الأثير فى نسب بديل ، غير ما لم يذكره ابن عبد البر ، وذكر من حاله ما ذكره ابن عبد البر ، وزاد فى ذلك فقال : قال ابن مندة وأبو نعيم : تقدم إسلامه ، فاستفدنا من هذا ، بيان القائل بأن إسلامه تقدم قبل الفتح.

وقال ابن الأثير : وتوفى بديل بن ورقاء ، قبل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وزاد أيضا من حال بديل غير هذا.

وقال المزى فى التهذيب : قال محمد بن سعد : أنا يزيد بن هارون قال : أنا حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم فتح مكة : «من دخل دار أبى سفيان فهو آمن ، ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن ، ومن دخل دار بديل ابن ورقاء فهو آمن».

__________________

٨٣٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ١٦٨ ، الإصابة ترجمة ٦١٤ ، أسد الغابة ترجمة ٣٨٣ ، الثقات ٣ / ٣٤ ، تجريد أسماء الصحابة ٤ / ٢٩٤ ، الطبقات ١٠٧ ، ١٣٧ ، الوافى بالوفيات ١٠ / ١٠٢ ، التاريخ الصغير ١ / ٧٧ ، روضات الجنان ٢ / ٣١٣ ، الجرح والتعديل ٢ / ٤٢٨ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٤ ، جامع الرواة ١ / ١١٦ ، التاريخ الكبير ٢ / ١٤١ ، مشاهير علماء الأمصار ١٨١ ، دائرة معارف الأعلمى ١٣ / ٨٣).

٢٢٨

٨٣٩ ـ برقوق بن آنص الجركسى ، السلطان الملك الظاهر أبو سعيد :

صاحب الديار المصرية والشامية والحجازية ، وغيرها من البلاد الإسلامية. ذكرناه فى هذا الكتاب لما صنع من المآثر بمكة. وهى عمارة أماكن بالمسجد الحرام وبعض المواليد ، وقبة عرفة وغير ذلك.

كان مملوكا للأمير يلبغا الخاصكى ، وتنقلت به الأحوال بعده ، إلى أن استخدم لأحد ولدى الملك الأشرف شعبان. فلما تسلطن المنصور على بن الأشرف ، بعد قتل أبيه ، صار برقوق من جملة الأمراء ، وكان ممن قام على أينبك البدرى ، الذى ولى تدبير المملكة بمصر ، بعد قيامه على صهره قرطاى ، ولما أمسك أينبك صار برقوق أمير آخور ، وسكن الاصطبل ، وأخرج منه يلبغا الناصرى. وكان يلبغا المتحدث فى الدولة بعد هرب أينبك ، وكان ذلك فى ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وسبعمائة.

وفى ثالث عشرى ذى الحجة منها ، استقر برقوق أتابك بالعسكر بالقاهرة. وكان الأتابك قبله الأمير طشتمر الدوادار الأشرفى ، ولى ذلك فى جمادى الأولى من هذه السنة ، بعد قدومه من دمشق مطلوبا ، ثم حصل بين برقوق وجماعته وبين طشتمر وجماعته كدر ، وأفضى الحال إلى أن ركب برقوق وخشداشه بركة ، وهو أمير مجلس ، ومن انضم إليهم من الأمراء والمماليك ، فى ليلة عرفة من هذه السنة ، على طشتمر وجماعته ، فانكسر أصحاب طشتمر ، وقبضوا عليه وأنفذ لسجن الإسكندرية ، واستقر برقوق أتابك العسكر عوضه ، وصار تدبير الدولة إليه وإلى خشداشه بركة ، ثم وقع بينه وبين بركة كدر.

فخرج بركة فى أصحابه إلى قبة النصر ، مستعدا للحرب ، وانكسر بركة وقبض عليه ، وارسل إلى الإسكندرية. وانفرد برقوق بتدبير الدولة. ودام على ذلك حتى بويع بالسلطنة ، بعد خلع الصالح حاجى بن الأشرف ، الذى ولى السلطنة بعد موت أخيه المنصور على بن الأشرف.

وكانت مبايعة الملك الظاهر بالسلطنة ، يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان ، سنة

__________________

٨٣٩ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ١٨٧ ، النجوم ١١ / ٢٢١ ، مورد اللطافة ٩١ ، ٩٤ ، درة الأفلاك حوادث سنة ٨٠١ ، عقد الجمان حوادث سنة ٨٠١ ، الضوء ٣ / ١٠ ، البدر الطالع ١ / ١٦٢ ، شذرات ٧ / ٦ ، السلوك ٣ / ٤٧٦ ، إنباء الغمر ٢ / ٦٦ ، نزهة النفوس ١ / ٣٣ ، بدائع الزهور ١ / ٣١٢ ، تاريخ ابن قاضى شهبة ٨٦ ، المنهل الصافى ٢ / ٢٨٥).

٢٢٩

أربع وثمانين وسبعمائة ، واستمر حتى خلع فى أوائل جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة ، بعد تخلى أصحابه عنه. وعند وصول العساكر الشامية إلى الديار المصرية ، صحبة الأمير يلبغا الناصرى ، وأعيد الملك الصالح حاجى بن الأشرف ، ولقب بالمنصور ، وبعث الملك الظاهر إلى الكرك. فاعتقل بها أشهرا ، ثم أطلق فى ثالث شهر رمضان سنة إحدى وتسعين ، وأقام بها حتى استفحل أمره ، ثم خرج منها فى ثالث عشرى شوال إلى دمشق ، فلقيه عسكر من الشام فهزمه ، ثم نزل فى العشر الوسط من ذى القعدة ، على قبة يلبغا ظاهر دمشق ، واستولى على جميع بلاد الشام ، ما خلا داخل دمشق ، وما قرب من السور وبعلبك ، وأتاه نائب حلب كمشبغا الحموى ، فيمن معه من عسكر حلب ؛ لأنه نقم على منطاش قيامه على الناصرى ، فقوى به أمر الظاهر.

ولما سمع باقترب العسكر المصرى ، رحل من قبة النصر للقائه ، فى ثالث عشر المحرم سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة. فالتقا الجمعان فى يوم الأحد رابع عشره ؛ بمكان يقال له شقحب (١) بقرب الكسوة (٢). فحمل جاليش المصريين على جاليش الظاهر ، فكسر جاليشه ، وحمل الظاهر على الساقة فهزمها وظفر فيها بالمنصور والخليفة المتوكل والقضاة وغيرهم. وبويع هناك بالسلطنة بعد أن أشهد المنصور بخلع نفسه ، وأعرض الظاهر عن دمشق ؛ لأن منطاش هرب إليها وحصنها.

وكان خروجه من مصر مع المنصور ، فى سابع عشر ذى الحجة من سنة إحدى وتسعين.

وأقام الظاهر بشقحب أياما ، ثم سار إلى مصر فوصلها فى رابع عشر صفر ، وفيه جلس على سرير الملك بها. وكان وصوله إليها بعد أن استولى عليها بعض مماليكه ، لأنهم كانوا مسجونين فى سرب فى القلعة ، فنقبوه حتى أخرجهم إلى موضع يتوصلون منه إلى القلعة ، وخرجوا منه ليلا ، فلم يكن للذين تركهم منطاش بها قدرة على قتالهم ، فاستولوا على القلعة. وبعثوا إلى مولاهم الظاهر يعرفونه الخبر قبل علمهم بحاله ، فازداد بذلك سرورا ، ثم جهز عسكرا إلى دمشق ، فاستولوا عليها بعد هرب منطاش ، ثم عمل عليه ، حتى قتل ، وحمل إليه رأس منطاش ، وأباد أعداءه واحدا بعد واحد ، حتى صفى له

__________________

(١) قرية فى الشمال الغربى من جبل غباغب من ضواحى دمشق. انظر : النجوم الزاهرة ٨ / ١٥٩.

(٢) الكسوة : قرية هى أول منزل تنزله القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر. انظر : معجم البلدان (الكسوة).

٢٣٠

الأمر ، وتمهدت له البلاد ، وتم له ما لم يتم لغيره ، وهو أن غالب نواب البلاد كانوا مماليكه.

واستمر فى السلطنة حتى عهد بها إلى ولده الملك الناصر فرج عند موته ، ثم مات يوم الجمعة خامس عشر شوال سنة إحدى وثمانمائة على فراشه. وله سيرة طويلة جمعها بعض أهل العصر فى مجلد.

وله محاسن ، منها : أنه كان يبعث فى بعض السنين قمحا وفى بعضها ذهبا ليفرق بالحرمين ، وعمر فيهما أماكن شريفة. وقد بينا ما عمر فى زمنه من المسجد الحرام وغيره ، فلا حاجة لإعادته.

ومن مآثره الحسنة : مدرسة حسنة مليحة أنشأها بين القصرين بالقاهرة ، قرر بها دروسا فى المذاهب الأربعة ، والتفسير والقراءات ، وغير ذلك ، وله عليها أوقاف جيدة.

وكانت مدة سلطنته الأولى والثانية ستة عشر سنة وستة أشهر. وتوفى الملك الصالح حاجى ، فى سنة أربع عشرة وثمانمائة ، فى شوال فى غالب ظنى.

٨٤٠ ـ بركة بن عبد الله العثمانى نسبة إلى الخواجا عثمان الجالب له :

الأمير زين الدين ، رأس نوبة النوب بالقاهرة. ذكرناه فى هذا الكتاب لكونه من أصحاب المآثر بمكة ، منها المطهرة التى بسوق العطارين بمكة.

كان خشداشا للملك الظاهر ، المقدم ذكره ؛ لأنهما من مماليك الأمير يلبغا الخاصكى ، وتنقل بهما الحال ، حتى صارا أميرين ، بإثر قتل الملك الأشرف شعبان بن حسين صاحب مصر ، ثم صار بركة أمير مجلس ، بعد هرب أينبك البدرى ، الذى تولى تدبير الدولة بمصر ، بعد قيامه على صهره قرطاى ، ثم عظم أمرهما. بحيث صار تدبير المملكة لهما ، بعد القبض على طشتمر الدوادار ، الذى صار أتابك العسكر بمصر. وصار بركة رأس نوبة النوب ، ثم وقع بين الأميرين المذكورين فتنة وتحاربا. فقبض الملك الظاهر على بركة ، واعتقله بالإسكندرية ، ثم قتل فى رجب من سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة.

وكان بركة فى سنة إحدى وثمانين وسبعمائة ، بعث أميرا يقال له سودون باشه لعمارة عين بازان ، وما يحتاج إلى عمارته فى الحرم والحجر والميزاب ، وعمل مطهرة وعمل ربع فوقها ، ليوقف عليها. فعمل ذلك كله.

٢٣١

٨٤١ ـ بسر بن أرطأة ، ويقال : ابن أبى أرطأة ، واسمه عمير ، وقيل : عويمر ، بن عمران القرشى العامرى ، أبو عبد الرحمن الشامى :

له عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثان ، أحدهما : «لا تقطع الأيدى فى السفر» (١). كذا فى سنن أبى داود. وفى رواية عنه : فى الغزو. والآخر : «اللهم أحسن عاقبتنا فى الأمور كلها.

وأجرنا من خزى الدنيا وعذاب الآخرة» (٢).

__________________

٨٤١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٥ ، الإصابة ترجمة ٦٤٢ ، أسد الغابة ترجمة ٤٠٦ ، طبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٩ ، نسب قريش ٤٣٩ ، تاريخ الطبرى ٥ / ١٦٧ ، الجرح والتعديل ٢ / ٤٢٢ ، مشاهير علماء الأمصار ترجمة ٣٦٤ ، مروج الذهب ٣ / ٢١١ ، ٣٧١ ، جمهرة أنساب العرب ١٧٠ ، تاريخ بغداد ١ / ٢١٠ ، تاريخ الإسلام ٣ / ١٤٠ ، الوافى بالوفيات ١٠ / ١٢٩ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٣٥ ، المحبر ٢٩٣ ، الأخبار الطوال ١٥٩ ، ١٦٧ ، المعارف ١٢٢ ، فتوح البلدان ١٣٢ ، ٢٦٧ ، أنساب الأشراف ١ / ٤٩٢ ، تاريخ اليعقوبى ٢ / ١٥٦ ، ١٩٧ ، ١٩٩ ، الولاة والقضاة ١٥ ، ١٧ ، ربيع الأبرار ٤ / ٣٠٤ ، الأغانى ١٦ / ٢٠٠ ، بلاغات النساء ٣٥ ، الحلة السيراء ٢ / ٣٢٤ ، الخراج وصناعة الكتابة ٢٨٧ ، ٣٤٣ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٥٨ ، تاريخ خليفة ١٤٢ ، ١٩٥ ، طبقات خليفة ٢٧ ، ١٤٠ ، ٣٠٠ ، مقدمة مسند بقى بن مخلد ١٠٩ ، التاريخ الكبير ٢ / ١٢٣ ، التاريخ الصغير ٤٨ ، ٦١ ، تاريخ أبى زرعة ٢٢٦ ، ٣٧٦ ، الثقات لابن حبان ٣ / ٣٦ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٧٨ ، ٣ / ١٩ ، الكنى والأسماء للدولابى ١ / ٧٩ ، تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٢٢٣ ، ٢٢٨ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٠٩ ، ٤١١ ، الكامل فى التاريخ ٣ / ٣٨٣ ، نهج البلاغة ١ / ١١٦ ، التذكرة الحمدونية ٢ / ٢٠ ، تحفة الأشراف ٢ / ٩٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٩٦).

(١) أخرجه أبو داود فى سننه حديث رقم (٤٢٩٣) من طريق : أحمد بن صالح ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرنى حيوة بن شريح ، عن عياش بن عباس القتبانى ، عن شييم بن بيتان ويزيد بن صبح الأصبحى ، عن جنادة بن أبى أمية ، قال : كنا مع بسر بن أرطأة فى البحر فأتى بسارق يقال له : مصدر ، قد سرق بختية ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا تقطع الأيدى فى السفر». ولولا ذلك لقطعته.

وأخرجه النسائى فى الكبرى حديث رقم (٧٤٩٣) من طريق : أخبرنا عمرو بن عثمان ، قال : حدثنى بقية ، قال : حدثنى نافع بن يزيد ، قال : حدثنى حيوة بن شريح ، عن عياش بن عباس ، عن جنادة بن أبى أمية ، قال : سمعت بسر بن أبى أرطأة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا تقطع الأيدى فى السفر». قال أبو عبد الرحمن : ليس هذا الحديث مما يحتج به.

(٢) أخرجه أحمد فى المسند حديث رقم (١٧٢٣١) من طريق : عبد الله ، حدثنى أبى ، حدثنا هيثم بن خارجة ، حدثنا محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس ، قال : سمعت أبى يحدث عن بسر بن أرطأة القرشى يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو : «اللهم أحسن ـ

٢٣٢

وقد اختلف فى سماعه من النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأثبته أهل الشام وأنكره أهل المدينة ، على ما نقل ابن معين عن الفريقين.

ونقل ابن عبد البر ، إنكار سماعه من النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لصغره ، عن الواقدى ، وابن معين وأحمد ، وغيرهم.

وقال ابن يونس ، والدارقطنى : إن له صحبة. والله أعلم بالصواب.

روى عنه أيوب بن ميسرة ، وجنادة بن أبى أمية وغيرهما. روى له أبو داود والترمذى والنسائى : حديثا واحدا.

وذكر ابن يونس : أنه شهد فتح مصر ، وأختط بها دارا ، وأنه شهد صفين مع معاوية ، وكان من شيعته ، وأنه وجهه إلى الحجاز واليمن فى أول سنة أربعين. ففعل بمكة والمدينة أفعالا قبيحة. انتهى بالمعنى.

ومن أفعاله باليمن : أنه ذبح عبد الرحمن وقثم ، ابنى عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، بعد هزيمة أبيهما منه ، وكانا من أحسن صبيان الناس وأوضاه وأنظفه ، فهامت أمهما بهما ، وكادت تخالط فى عقلها. وكانت تنشد كل عام فى الموسم ، وتقول أبياتا.

أولها [من البسيط] :

ها من أحس بنيى اللذين هما

سمعى وقلبى فقلبى اليوم مختطف

ها من أحس بنيى اللذين هما

كالدرتين تشظى عنهما الصدف

ها من أحس بنيى اللذين هما

مخ العظام فمخى اليوم مزدهف

حدثت بسرا وما صدقت ما زعموا

من قولهم ومن الإفك الذى وصفوا

أنحى على ودجى ابنى مرهفة

مشحوذة وكذاك الإثم يقترف (٣)

من ذا لوالهة حيرى مفجعة

على صبيين ضلا إذ عدا السلف (٤)

__________________

ـ عاقبتنا فى الأمور كلها ، وأجرنا من خزى الدنيا وعذاب الآخرة». قال عبد الله : وسمعته أنبانا من هيثم.

(٣) وردت الأبيات فى الاستيعاب ترجمة ١٧٥ هكذا :

ها من أحس بنى اللذين هما

كالدرتين تشظى عنهما الصدف

ها من أحس بنى اللذين هما

سمعى وعقلى فقلبى اليوم مزدهف

حدثت بسرا وما صدقت ما زعموا

من قلبهم ومن الإثم الذى اقترفوا

أنحى على ودجى ابنى مرهفة

مشحوذة وكذاك الإثم يقترف

(٤) البيت ورد فى الكامل للمبرد ٢ / ٢٦٦.

٢٣٣

وذكر ابن عبد البر هذه الأبيات أخصر من هذا. وفى بعضها مخالفة فى اللفظ دون المعنى. وفى الخبر الذى ذكره أن بسرا ذبح الغلامين بين يدى أمهما. قال : وقد قيل : إنه إنما قتلهما بالمدينة. والأكثر على أن ذلك كان منه باليمن.

وقال : أغار بسر بن أرطأة على همدان. وقتل وسبى نساءهم. فكن أول مسلمات سبين فى الإسلام. قال : وقتل أحياء من بنى سعد. انتهى.

وهذا الفعل أيضا باليمن.

ومن أفعاله بالمدينة : أنه هدم بها دورا ، وقال : يا أهل المدينة ، والله لولا ما عهد إلىّ معاوية ، ما تركت فيها محتلما إلا قتلته.

وكان بعث معاوية بسرا إلى الحجاز واليمن ، فى أول سنة أربعين ، على ما ذكر ابن يونس. وقيل فى سنة تسع وثلاثين. وهذا فى التاريخ الصغير للبخارى.

ولما بلغ أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه خبره ، أنفذ له عسكرا فلم يلحقه ، ويقال : دعا عليه بسلب عقله ودينه ، فلم يمت حتى خرف ، على ما ذكر خليفة ابن خياط ، وابن يونس وغيرهما. ونقل ابن سعد الواقدى : أنه بقى إلى خلافة عبد الملك ابن مروان.

وذكر خليفة بن خياط : أنه مات بالمدينة فى ولاية عبد الملك بن مروان. وقال ابن يونس : وتوفى بالشام فى آخر أيام معاوية.

وذكر أبو مسهر : أنه مات بدمشق. وذكر ابن عساكر أنه سكن دمشق ، وأنه كان على رجاله دمشق يوم صفين. انتهى.

وكان بطلا شجاعا ، وهو أحد الأربعة الذين أمد بهم عمر بن الخطاب عمرو بن العاص ، رضى الله عنهم ، فى فتح مصر ، وعد كلا منهم بألف فارس ، فى قول بعضهم ، وبعضهم يجعل عوضه المقداد بن الأسود ، وهو قول الأكثرين ، على ما قال أبو عمر. قال أبو عمر : وهو أولى بالصواب إن شاء الله. والأربعة عند من قال بإسقاطه : الزبير بن العوام ، والمقداد ، وعمير بن وهب ، وخارجة بن حذافة ، وعند من قال بإثباته : بسر ، والمذكورون ، خلا المقداد.

ونقل ابن عبد البر عن ابن الكلبى : أن بسرا بارز على بن أبى طالب رضى الله عنه

٢٣٤

فى يوم صفين ، فطعنه على فصرعه ، فانكشف له بسر ، فكف عنه على رضى الله عنه ، كما عرض له ـ فيما ذكروا ـ مع عمرو بن العاص ، قال : ولهم فيهما أشعار كثيرة. انتهى.

وما ذكرناه فى اسم أبى أرطأة ، رأيته فى الاستيعاب. وأما ابن الاثير ، فرأيت فى كتابه: أن اسمه عمرو ، وقيل : عمير بن عويمر.

وفى تهذيب الكمال ما يوافق ذلك ، إلا أنه لم يذكر القول بأن اسمه عمرو. والله أعلم.

٨٤٢ ـ بسر بن جحاش القرشى ، ويقال : بشر ، بالشين المعجمة :

والأول أكثر ، على ما قال ابن عبد البر ؛ لأنه ذكره فى باب بشر ـ بالشين – فقال: بشر بن جحاش. ويقال : بسر ، وهو الأكثر. انتهى.

وخالف ذلك فى باب بسر ـ بالسين المهملة ـ لأنه ذكره فيه أيضا ، فقال : بسر بن جحاش القرشى ، هكذا ذكره ابن أبى حاتم فى باب بسر. وقد تقدم ذكره فى باب بشر ، وهو الأكثر فى اسمه. انتهى. فهذا يناقض كما ترى.

وأما ابن الأثير فذكره فى البابين. وقال فى باب بشر ـ بالشين المعجمة ـ ويقال : بسر ـ بضم الياء وبالسين المهملة ـ وقد تقدم ، وهو الأكثر هناك ، ثم قال : قال الدارقطنى : هو بسر ، يعنى : بالسين المهملة ـ ولا يصح بشر ، ومثله قال الأمير أبو نصر ابن ماكولا. وقال : قال الأنبارى ، وابن مندة : أهل الشام يقولون : بسر ، وأهل العراق يقولون : بشر. انتهى.

قال ابن عبد البر : وهو من قريش ، لا أدرى من أيهم ، سكن الشام. ومات بحمص. انتهى.

__________________

٨٤٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٨ ، الإصابة ترجمة ٦٤٤ ، أسد الغابة ترجمة ٤٠٨ ، الثقات ٣ / ٣٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٨ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٣٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٩٦ ، تنقيح المقال ٢٧٥ ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١ / ١٢٢ ، الوافى بالوفيات ١٠ / ١٣٣ ، الجرح والتعديل ٢ / ٤٥٣ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٥ ، التاريخ الكبير ٢ / ١٢٣ ، تصحفيات المحدثين ٤٧٨ ، دائرة معارف الأعلمى ١٣ / ١٢٥ ، بقى بن مخلد ٥٢٣).

٢٣٥

روى له ابن ماجة حديثا واحدا. وليس له سواه ، وهو : «ابن آدم إنك لن تعجزنى»(١). وهو معدود فى الشاميين.

٨٤٣ ـ بسر بن سفيان بن عمرو بن عويمر الخزاعى الكلبى :

أسلم سنة ست من الهجرة ، وبعثه النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عينا إلى قريش بمكة ، لما خرج إلى الحديبية ، فأخبره خبرهم وشهد الحديبية.

ذكره ابن عبد البر بمعنى هذا ، وابن الأثير ، ورفع فى نسبه ، وقال : كان شريفا ، كتب إليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعوه إلى الإسلام.

* * *

من اسمه بشر بشين معجمة

٨٤٤ ـ بشر بن الحارث بن قيس بن عدى بن سعيد بن سهم القرشى السهمى:

كان من مهاجرة الحبشة ، هو وأخواه الحارث ، ومعمر ابنا الحارث.

ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر ، وذكره ابن الأثير نقلا عن أبى موسى المدينى ، وذكر أن أبا موسى قال : وكان ممن أقام بأرض الحبشة. ولم يقدم إلا بعد بدر ، فضرب له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بسهم ، لا يعرف له ذكر إلا فى المهاجرين إلى الحبشة.

وذكر ابن الأثير : أن أبا موسى قال فى نسبه : بشر بن الحارث بن قيس بن عدى بن سعيد بن سعد بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى.

وذكر أن أبا موسى وهم فى موضعين من هذا النسب. أحدهما فى ذكره سعيد بن عدى ، وسعد. قال : وإنما هو عدى بن سعد بن سهم. ونقل ذلك عن هشام الكلبى ،

__________________

(١) أخرجه ابن ماجة فى سننه حديث رقم (٢٧٧٥) من طريق : أبو بكر بن أبى شيبة ، حدثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا حريز بن عثمان ، حدثنى عبد الرحمن بن ميسرة ، عن جبير بن نفير ، عن بسر بن جحاش القرشى قال : بزق النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى كفه ، ثم وضع أصبعه السبابة وقال : «يقول الله عزوجل : أنى تعجزنى ، ابن آدم وقد خلقتك من مثل هذه ، فإذا بلغت نفسك هذه (وأشار إلى حلقه) قلت : أتصدق ، وأنى أوان الصدقة؟».

٨٤٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٧٦ ، الإصابة ترجمة ٦٤٦ ، أسد الغابة ترجمة ٤١١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٨ ، الوافى بالوفيات ١٠ / ١٣٣ ، تقريب التهذيب ٢ / ٩٥ ، ١٦٠ ، ٤ / ٢٩٤).

٨٤٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٨٠ ، الإصابة ترجمة ٦٥٧ ، أسد الغابة ترجمة ٤٢١).

٢٣٦

وذكر أن أبا موسى وهم فى موضعين من هذا النسب. أحدهما فى ذكره سعيد بن عدى ، وسعد. قال : وإنما هو عدى بن سعد بن سهم. ونقل ذلك عن هشام الكلبى ، والزبير وغيرهما من المتقدمين والمتأخرين. والوهم الآخر فى قوله : سعد بن عمرو ، قال : وإنما هو سهم بن عمرو ، يعنى أن أبا موسى أسقط بينهما بين سعد وعمرو ، وهذا الذى ذكره ابن الأثير صحيح. وقال : قد رأيته فى نسختين صحيحتين من أصل أبى موسى. كذلك فلا ينسب الغلط إلى الناسخ. انتهى.

٨٤٥ ـ بشر بن سحيم بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الغفارى :

فى قول الأكثرين ، ويقال فيه : بشر بن سحيم البهزى وقيل : ويقال فيه : بشر بن سحيم الخزاعى. قاله الواقدى. وقال : كان ينزل كراع الغميم (١) وضجنان (٢).

روى عنه نافع بن جبير بن مطعم : حديثا واحدا عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فى أيام التشريق ، أنها أيام أكل وشرب (٣).

__________________

٨٤٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٨٣ ، الإصابة ترجمة ٦٦١ ، أسد الغابة ترجمة ٤٢٧ ، الثقات ٣ / ٣٠ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٥٠ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٥ ، جامع الرواة ١ / ١٢٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٩٩ ، الطبقات ٣٣ ، تراجم الأخبار ١ / ١٨٣ ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١ / ١٢٦ ، التاريخ الكبير ٢ / ٧٥ ، الكاشف ١ / ١٥٥ ، الجرح والتعديل ٢ / ٣٥٧ ، تلقيح أهل فهوم الأثر ٣٧١ ، تنقيح المقال رقم ١٣١٥ ، بقى بن مخلد ٦٢٤ ، ٢٨١).

(١) كراع الغميم : موضع بين مكة والمدينة. انظر : معجم البلدان (الغميم).

(٢) ضجنان : جبل بناحية تهامة. انظر : معجم البلدان (ضجنان).

(٣) أخرجه أحمد فى المسند من (حديث بشر بن سحيم رضى الله تعالى عنه) حديث رقم (١٥٠٦٢) من طريق : عبد الله ، حدثنى أبى ، ثنا وكيع ، قال : أنا سفيان وعبد الرحمن ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبى ثابت ، قال : وقال نافع بن جبير بن مطعم : عن بشر بن سحيم أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم خطب فى يوم التشريق قال عبد الرحمن : فى أيام الحج. فقال : «لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة. وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب».

وأخرجه ابن ماجة فى سننه حديث رقم (١٧٧٠) من طريق : أبو بكر بن أبى شيبة ، وعلى ابن محمد ، قالا : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبى ثابت ، عن نافع بن جبير بن مطعم ، عن بشر بن سحيم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خطب أيام التشريق فقال : «لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة. وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب».

وأخرجه الدارمى فى سننه باب النهى عن صيام أيام التشريق ، حديث رقم (١٧٦٨) من

٢٣٧

قال ابن عبد البر : لا أحفظ له غيره. من الاستيعاب لابن عبد البر بالمعنى. قال : والغفارى فى نسبه أكثر. انتهى.

وحديثه هذا رويناه فى مسند أحمد بن حنبل ، وهو فى سنن النسائى وابن ماجة. وقال المزى بعد أن ذكر أن له هذا الحديث عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وقيل عنه عن على بن أبى طالب عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل غير ذلك. انتهى.

٨٤٦ ـ بشر بن السرى البصرى :

نزيل مكة. أبو عمرو الأفوه ، وسمى الأفوه ؛ لأنه كان يتكلم بالمواعظ.

روى عن حماد بن سلمة والثورى ، ومعاوية بن صالح ، وزكريا بن إسحاق ومسعر. روى عنه : بشر بن الحكم ، ومحمد بن أبى عمر العدنى ، ويعقوب بن حميد بن كاسب ، ومحمود بن غيلان ، وعلى بن المدينى. روى له الجماعة.

قال أبو حاتم : ثقة ثبت صالح. وقال أحمد : كان متقنا للحديث عجبا. وقال ابن معين : ثقة. وقال الحميدى : جهمى ، لا يحل أن يكتب عنه.

وذكر الذهبى أنه رجع عن التجهم ، وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل : كان بشر ابن السرى رجلا من أهل البصرة ، ثم صار بمكة. سمع من سفيان نحو ألف حديث ، وسمعنا منه ثم ذكر حديث : «ناضرة إلى ربها ناظرة» فقال : ما هذا. إيش هذا؟. فوثب به الحميدى وأهل مكة ، وأسمعوه كلاما شديدا. فاعتذر بعذر ، ولم يقبل منه. وزهد الناس فيه بعد. فلما قدمت مكة المرة الثانية ، كان يجىء إلينا فلا نكتب عنه ، وجعل يتلطف فلا نكتب عنه.

وقال عبد الصمد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبى الحوارى : وسمعت بشر بن السرى يقول : ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك. انتهى.

قال البخارى : قال محمود : مات سنة خمس وتسعين ومائة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة.

__________________

٨٤٦ ـ انظر ترجمته فى : (العلل ١٠٢ ، ٢٣٢ ، التاريخ لابن معين ٥٩ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٥٠٠ ، طبقات خليفة ترجمة ٢٦٠٣ ، التاريخ الكبير ٢ / ٧٥ ، الجرح والتعديل ٢ / ٣٥٨ ، الكامل لابن عدى ١ / ٦٩ ، تهذيب الكمال ١٥١ ، تذهيب التهذيب ١ / ٨٤ / ٢ ، العبر ١ / ٣١٨ ، ميزان الاعتدال ١ / ٣١٧ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٣٥٥ ، الكاشف ١ / ١٥٥ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٥٠ ، طبقات الحفاظ ١٥٠ ، خلاصة تذهيب الكمال ٤٨ ، شذرات الذهب ١ / ٣٤٣ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٣٢).

٢٣٨

٨٤٧ ـ بشر بن عاصم الثقفى :

ذكره هكذا ابن عبد البر ، وقال : هذا قول أكثر أهل العلم ، إلا أن ابن رشدين ذكره فى كتاب الصحابة ، فقال : المخزومى ، ونسبه فقال : بشر بن عاصم بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم.

قال ابن عبد البر : له حديث واحد ، أنه سمع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الجائر من الولاة تلتهب به النار التهابا». رواه عنه أبو هلال الراسبى ، ذكره ابن أبى شيبة وغيره.

قال : وذكره ابن أبى حاتم فقال : بشر بن عاصم : له صحبة. روى عنه أبو وائل ، سمعت أبى يقول ذلك. انتهى بالمعنى.

وذكره ابن الأثير ، وزاد فى نسبه سفيان بعد عاصم. وذكر أن الثقفى فى نسبه أصح من المخزومى ، قال : وكان عامل عمر بن الخطاب رضى الله عنه على صدقات هوازن ، وذكر له حديثا مرفوعا فى اجتناب الولاية ، وذكر فى ترجمته ما ينافى أولها. فليتأمل ذلك ، فإن الأمر ليس كما يوهمه كلامه. والله أعلم.

٨٤٨ ـ بشر الثقفى ، ويقال بشير :

روت عنه حفصة بنت سيرين. ذكره بمعنى هذا : ابن عبد البر وابن الأثير ، وقال : أخرجه أبو عمر هاهنا ـ يعنى فى باب بشر ـ وقد أخرجه ابن مندة وأبو نعيم فى بشير. انتهى.

٨٤٩ ـ بشر بن جحاش القرشى :

تقدم فى باب بسر ، لأنه الأكثر فى اسمه ، على ما قال الأكثرون.

__________________

٨٤٧ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٩٣ ، الإصابة ترجمة ٨١٣ ، أسد الغابة ترجمة ٤٢٩ ، الثقات ٣ / ٣٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٩ ، ٥٠ ، ٥٢ ، ٥٤ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٥٣ ، تقريب التهذيب ١ / ٩٩ ، تهذيب الكمال ١ / ١٤٩ ، الطبقات ٢٨٦ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٨ ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١ / ١٢٧ ، المصباح المضىء ٢ / ١ / ٣٢٥ ، ٣٧١ ، التاريخ الصغير ١ / ٣٧٠ ، طبقات علماء إفريقيا وتونس ١٩٢ ، التاريخ الكبير ٢ / ٧٧ ، الجرح والتعديل ٢ / ٣٦٠ ، بقى بن مخلد ٨٨٧).

٨٤٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ١٨٦ ، الإصابة ترجمة ٨١١ ، أسد الغابة ترجمة ٤١٨ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٦ ، ٥٢ ، ٥٤).

٨٤٩ ـ سبق ترجمته فى باب بسر.

٢٣٩

٨٥٠ ـ بشير بن حامد بن سليمان بن يوسف بن عبد الله بن الحسين بن زيد بن الحسن بن إسحاق بن محمد بن يوسف بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن على الزينبى ابن عبد الله الجواد بن جعفر الطيار بن أبى طالب القرشى الهاشمى الجعفرى ، شيخ الحرم ، نجم الدين أبو النعمان بن أبى بكر التبريزى البغدادى الشافعى :

تفقه على يحيى بن فضلان ، ويحيى بن الربيع. وسمع من عبد المنعم بن كليب ، جزء ابن عرفة ، وقرأ على ابن سكينة ، جزء الأنصارى ، وجزء الغطريف ، ومن ابن طبرزد ، والحافظ أبى الفرج بن الجوزى ، وأبى جعفر الصيدلانى ، ويحيى بن محمود الثقفى وغيرهم. وحدث ودرس وأفتى ، وتخرج به الفضلاء وسمعوا منه.

وذكر ابن الساعى : أنه رتب معيدا فى المدرسة النظامية ببغداد ، ثم عين مع ذلك شيخا للحرم ، وفوض إليه النظر فى مصالحه وعمارته فى الأيام المستنصرية ، ولم يزل على ذلك ، حتى أضر ، فنفذ عوضه وانقطع بمنزله يسمع ويفتى ، ويشغل بالعلم حتى مات. انتهى.

وكان حاويا لعلوم ، منها علم الخلاف ، وإليه انتهت الرئاسة فيه بالعراق. وله تصانيف منها : الغنيان فى تفسير القرآن العظيم فى مجلدات. وله نظم حسن ومناقب جمة ، منها : أنه لما قرب فى تفسيره للقرآن العظيم إلى الختم ، أخذ الله بصره ، فقال : يا رب أعرنى إياه حتى أختم. فكان كذلك. كذا وجدت بخط الشيخ أبى العباس الميورقى ، ورأيت ما يدل على أنه كان انتهى إلى سورة البلد. وأظن أنى ألفيت ذلك بخط الميورقى. والله أعلم.

ومنها : أن تلميذه المحب الطبرى ، ذكر فى شرح التنبيه ، أنه رمى معه الجمار. فقال الشيخ نجم الدين : رأيت الحصى يرفع؟. فقال له المحب : حصى من يا سيدى؟ فقال : حصاى. وقد أثنى عليه غير واحد ، منهم : ابن الحاجب الأمينى ؛ لأنه قال فى معجمه : شيخنا هذا ، أحد الفقهاء المتميزين ، مليح المنظر ، حسن المخبر ، فصيح اللسان ، مع عجمة

__________________

٨٥٠ ـ انظر ترجمته فى : (صلة التكملة للحسينى الورقة ٥١ وأوصل نسبه إلى جعفر بن أبى طالب ، تاريخ الإسلام للذهبى ٢٠ / ٦٦ ، المختصر المحتاج إليه من تاريخ الدبيثى اختصار الذهبى ١ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ الترجمة ٥٣٤ ، الوافى بالوفيات ١٠ / ٦١ ـ ١٦٢ الترجمة ٤٦٣٣ ، طبقات الشافعية للسبكى ٨ / ١٣٣ ـ ١٣٤ الترجمة ١١٢٢ ، طبقات المفسرين للسيوطى ٣٩ الترجمة ٢٤ ، طبقات المفسرين للداودى ١ / ١١٥ ـ ١١٦ ، الترجمة ١٠٩ ، سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٢٥٥).

٢٤٠