العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٣

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٦٢

٧٩١ ـ أسيد بن جارية الثقفى :

هكذا ذكره ابن عبد البر ، قال : أسلم يوم الفتح. وشهد حنينا ، وهو جد عمرو بن أبى سفيان بن أسيد بن جارية ، الذى روى عنه الزهرى عن أبى هريرة حديث الذبيح إسحاق. انتهى باختصار.

ذكره ابن الأثير بمعنى هذا ، وذكر أن أسيدا ، بفتح الهمزة.

٧٩٢ ـ إصبهبذ بن سارتكين :

صاحب مكة. ذكر ابن الأثير فى كامله : أنه فى سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، استولى على مكة ـ زادها الله شرفا ـ عنوة ، وهرب عنها صاحبها الأمير قاسم بن أبى هاشم العلوى ، وأقام بها إلى شوال : فجمع له الأمير قاسم ، ولقيه بعسفان ، وجرى بينهم قتال فى شوال هذه السنة ، وانهزم إصبهبذ ، ومضى إلى الشام. وقد إلى بغداد ، ودخل قاسم ابن أبى هاشم مكة.

٧٩٣ ـ أصيل الهذلى ، ويقال الغفارى :

حديثه عند أهل حران ، فى مكة وغضارتها ، والتشوق إليها ، وقد روى حديثه أهل المدينة.

ذكره هكذا ابن عبد البر ، وذكر حديثه مختصرا (١). وقال ابن الأثير : أصيل بن عبد الله الهذلى ، وقيل الغفارى. وذكر حديثه فى التشوق إلى مكة ، من رواية الزهرى وغيره.

٧٩٤ ـ أعظم شاه بن إسكندر شاه ، السلطان غياث الدين أبو المظفر :

صاحب بنجالة من بلاد الهند ، والمدرسة التى بمكة عند باب أم هانئ من المسجد الحرام.

__________________

٧٩١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٦٢ ، الإصابة ترجمة ١٧٦ ، أسد الغابة ترجمة ١٦٢ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٥٢ ، تصحيفات المحدثين ٩٢٨).

٧٩٢ ـ انظر ترجمته فى : (الكامل لابن الأثير ١٠ / ٢٣٩).

٧٩٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣٩ ، الإصابة ترجمة ٢١٥ ، أسد الغابة ترجمة ١٩٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٤ ، الوافى بالوفيات ٩ / ٢٨٧).

(١) انظر نص الحديث فى الاستيعاب ترجمة ١٣٩.

٧٩٤ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ١٣٥ ، النجوم الزاهرة ١٤ / ١٢٠ ، الضوء اللامع ٢ / ٣١٣ ، التحفة اللطيفة ١ / ٣٣٣ ، المنهل الصافى ٢ / ٤٥٨).

٢٠١

كان ملكا جليلا ، له حظ من العلم والخير ، بعث إلى الحرمين غير مرة بصدقات طائلة ، ففرقت بهما ، وعم بذلك النفع ، وبعث مع ذلك بمال لعمارة مدرستين : مدرسة بمكة ، ومدرسة بالمدينة ، وشراء عقار يوقف عليهما ، ففعل له ذلك من ندبه.

وكان ابتداء عمارة المدرسة بمكة ، فى شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وثمانمائة ، ولم تنقض هذه السنة ، حتى فرغ من عمارة سفلها ، وغالب علوها ، وكملت عمارتها فى النصف الأول من سنة أربع عشرة وثمانمائة.

وفى جمادى الآخرة منها ، ابتدئ فيها التدريس فى المذاهب الأربعة ، ودرست فيها لطائفة المالكية. وكان وقفها فى المحرم من هذه السنة. وفيه وقف عليها أصيلتان. إحداهما : تعرف بسلمة ، والأخرى بالحلى ، بالضيعة المعروف بالركانى ، وأربع وجاب من قرار عين هذه الضيعة ، ثنتان منها يعرفان بحسين منصور ليله ونهاره ، وثنتان يعرفان بحسين يحيى ليله ونهاره. وجعل ذلك خمسة أقسام : قسم للمدرسين الأربعة بالسوية بينهم ، وثلاثة أقسام للطلبة ، وهم ستون نفرا ، عشرون من الشافعية ، وعشرون من الحنفية ، وعشرة من المالكية ، وعشرة من الحنابلة ، بالسوية بينهم ، والقسم الخامس ، يقسم أثلاثا قسمان لسكان المدرسة ، وهم عشرة رجال ، وقسم لمصالحها.

وكان شراء هذا الوقف وموضع المدرسة ، بإثنى عشر ألف مثقال ذهبا ، وكان المتولى لشراء هذا الوقف والمدرسة وعمارتها ، خادم السلطان المذكور : ياقوت الحبشى ، وهو الذى تولى تفرقة صدقة السلطان بمكة ، فى سنة ثلاث عشرة وثمانمائة ، ووقف المذكور على مصالح المدرسة دارا مقابلة لها ، اشتراها بخمسمائة مثقال ، وعمرها فى سنة أربع عشرة. وفى موسمها أشيعت بمكة وفاة السلطان غياث الدين المذكور.

وفى سنة خمس عشرة وثمانمائة ، جاء الخبر من عدن فى البحر بصحة وفاة السلطان المذكور.

وفى ربيع الأول منها ، توفى خادمة ياقوت المذكور بجزيرة هرموز ، وهو متوجها إلى مولاه ، ولم يقدر له لقاه. والمدرسة التى بنيت بالمدينة ، هى بمكان يقال له الحصن العتيق ، عند باب المسجد النبوى المعروف بباب السلام ، وترتيبها فى المدرسين والطلبة والوقف ، يخالف ما وقع بمكة فى هذا المعنى ، والله تعالى يعظم الثواب فى ذلك للواقف ولمن أعان فيه بخير.

٢٠٢

٧٩٥ ـ أفضل بن محمود بن محمود السروى :

هكذا وجدته مذكورا فى حجر قبره بالمعلاة ، وترجم فيه : بالشيخ الصالح العابد الزاهد العالم الكامل العارف بالله. وفيه توفى بمنى فى أيام التشريق سنة سبع وعشرين وسبعمائة.

٧٩٦ ـ آقباش الناصرى العباسى :

أمير الحرمين والحاج. ذكر صاحب المرآة أن الإمام الناصر لدين الله ، أبا العباس أحمد الخليفة العباسى ، اشتراه وهو ابن خمس عشرة سنة بخمس آلاف دينار ، لأنه كان بديع الجمال ، لم يكن بالعراق أجمل منه ، فقربه وأدناه ، ولم يكن يفارقه. فلما ترعرع ولاه الحرمين وإمرة الحج ، فحج بالناس سنة سبع عشرة وستمائة ، فقتل بعد انقضاء أيام منى ، فى سادس ذى عشر الحجة ، ودفن بالمعلاة ، وكان سبب قتله كما ذكر صاحب المرآة : أنه وصل معه تقليد وخلعة لحسن بن قتادة بالإمرة بمكة ، عوض أبيه قتادة ، فاجتمع راجح بن قتادة بآقباش ، وسأله الولاية ، وجاء معه ، فظن حسن أنه وافقه عليه ، فأغلق أبواب مكة.

وكان آقباش نزل مكة بعد الحج بالشبيكة ، فركب ليسكن الفتنة ، ويصلح بين الأخوين ، فخرج إليه أصحاب حسن بن قتادة وأحاطوا به ، فقال : ما قصدى قتال ، فلم يلتفوا إليه وقاتلوه ، فانهزم أصحابه عنه وعرقبوا فرسه فسقط ، فقتلوه وحملوا رأسه إلى حسن ، ونصب بالمسعى على دار العباس ، ثم دفن مع بقية جسده.

وذكر ابن الأثير : أن راجح بن قتادة بذل لآقباش وللخليفة مالا ليساعده على ملك مكة ، فأجابه إلى ذلك ، ووصلوا إلى مكة ، فنزلوا بالزاهر ، وتقدم إلى مكة مقاتلا لصاحبها حسن. وكان قد جمع جموعا كثيرة من العرب. وغيرها ، فخرج إليه من مكة وقاتله ، فتقدم أمير الحاج ، يعنى آقباش ، من عسكره منفردا ، وصعد جبلا إدلالا بنفسه ، وأنه لا يقدم عليه أحد ، فأحاط به أصحاب حسن وقتلوه ، وعلقوا رأسه ، ثم قال : وعظم الأمر على الخليفة ، يعنى الناصر العباسى ، أستاذ آقباش ، فوصلته رسل حسن تعتذر ، وتطلب العفو عنه ، فأجيب ذلك.

وذكر صاحب المرآة : أن الإمام الناصر العباسى ، لما بلغه خبر آقباش حزن عليه حزنا ، عظيما ولم يخرج فى الموكب للقاء الحاج على العادة. وكان عاقلا متواضعا محبوبا إلى القلوب. انتهى.

__________________

٧٩٦ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ١ / ١٩٣).

٢٠٣

وذكر ابن الأثير : أن آقباش ، كان حسن السيرة مع الحاج فى الطريق ، كثير الحماية لهم.

ووجدت فى حجر قبره بالمعلاة : أنه توفى يوم الأربعاء خامس عشر من ذى الحجة. وترجم فيه بتراجم منها : أمير جيوش الحاج والحرمين ، نور الدين. وهذا الحجر رأيته ملقى بقرب تربة أم سليمان بالمعلاة.

* * *

من اسمه إقبال

٧٩٧ ـ إقبال بن عبد الله ، يكنى أبا الخير :

حدث عن أبى الوقت. توفى فى رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة بمكة.

ذكره المنذرى فى التكملة ، وترجمه : بالشيخ الصالح.

٧٩٨ ـ إقبال بن عبد الله ، المعروف بالشرابى المستنصرى العباسى ، الأمير شرف الدين :

كان شجاعا كريما ، شريف النفس ، عالى الهمة ، له بمكة مآثر ، منها : الرباط المعروف برباط الشرابى عند باب بنى شيبة ، عمر فى سنة إحدى وأربعين وستمائة ، ووقف عليه على ما قيل أوقافا بأعمال مكة ، منها مياه تعرف بالشرابيات بوادى مر ، ووادى نخلة ، ووقف عليه كتبا فى فنون العلم نفيسة ، وقرر به صوفية على ما بلغنى.

ومن المآثر التى صنعها بظاهر مكة : عمارة عين عرفة ، والبرك التى بها ، بعد عطلتها وخرابها عشرين سنة.

وكان نجاز العمارة وجريان الماء فى ذلك ، العشر الأخير من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.

نقلت ما ذكرته من عمارته لعين عرفة ، والبرك التى بها ، من حجر رأيته ملقى بعرفة حول جبل الرحمة ، ورأيت معنى ذلك مكتوبا فى حجر فى نصب بركة حول جبل

__________________

٧٩٨ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ١٣٦ ، النجوم الزاهرة ٧ / ٥١ شذرات الذهب ٥ / ١٦١ المنهل الصافى ٢ / ٤٦٤ ، الفخرى فى الآداب السلطانية ٢٢ ـ ٢٧ ، ٢٤٣ ، الحوادث الجامعة ٣٠٨ ، عيون التواريخ ٢٠ / ٨٤ ـ ٣٥ ، العسجد المسبوك ٦١٢ ، ٦١٣ ، الدارس فى أخبار المدارس ١ / ١٥٩ ـ ١٦٠ ، شذرات الذهب ٥ / ٢١٦ ، سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٣٧٠).

٢٠٤

الرحمة ، الآن مدفونة بالتراب. وعين عرفة التى عمرها إقبال ، هى فى وادى نعمان. ولإقبال الشرابى هذا مآثر أخر وصدقات كثيرة.

توفى سنة ثلاث وخمسين وستمائة ببغداد ، ودفن فى تربة أم الخليفة المستعصم بالله العباسى ببغداد. وهو من مماليك المستنصر العباسى والد المعتصم.

٧٩٩ ـ إقبال بن عبد الله الحبشى ، أبو عمرو القزوينى المكى :

سمع من أبى الحسن بن المقير : سنن أبى داود ، بقراءة المحب الطبرى ، سنة ثلاث وثلاثين وستمائة. وحدث بها بقراءة ابن عبد الحميد ، فى مجالس آخرها فى رجب أو شعبان ، سنة سبع وثمانين وستمائة. ولم أدر متى مات ، غير أنا استفدنا حياته فى هذا التاريخ ، وهو من شيوخ أبى حيان بالإجازة.

ونقل عنه ما يدل على أن مولده فى سنة أربع أو خمس وستمائة. انتهى.

وهو ممن جاور بمكة سنين كثيرة ، وأظنه مات بها.

٨٠٠ ـ إقبال بن عبد الله ، عتيق الأمير عبد الله بن فليتة بن قاسم بن محمد بن جعفر ، المعروف بابن أبى هاشم الحسنى :

توفى يوم الجمعة الثامن من ذى الحجة سنة تسع وسبعين وخمسمائة.

٨٠١ ـ أقرم بن زيد الخزاعى :

روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه نظر إليه بالقاع من نمرة يصلى ، قال : فكأنى أنظر إلى عفرتى إبطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا سجد. له ولابنه عبد الله بن أقرم صحبة ورواية. وقال بعضهم : أرقم الخزاعى ، ولا يصح. والصواب أقرم.

ذكر معنى ذلك أبو عمر.

٨٠٢ ـ أكثم بن الجون بن أبى الجون الخزاعى :

روى عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أكثم بن الجون ، أغز مع غير قومك يحسن خلقك وتكرم على رفقائك» (١).

__________________

٨٠١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٥٠ ، الإصابة ترجمة ٢٣٥ ، أسد الغابة ترجمة ٢١٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٦ ، الثقات ١ / ١٤ ، بقى بن مخلد ٣٧٩).

٨٠٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٥٥ ، الإصابة ترجمة ٢٤٠ ، أسد الغابة ترجمة أسماء الصحابة ١ / ٢٧ ، الثقات ٣ / ٢١ ، الوافى بالوفيات ٩ / ٤٣١ ، الجرح والتعديل ٢ / ٣٣٩ ، ٣٤٩ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٦٢ ، ٣٩١ ، أعيان الشيعة ٣ / ٤٧١).

(١) أخرجه ابن ماجة فى سننه باب السرايا حديث رقم (٢٨٩٥) من طريق : هشام بن ـ

٢٠٥

وقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خير الرفقاء أربعة» ، من حديث الزهرى. وقال له النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنه يشبه عمرو بن لحى بن قمعة الخزاعى» ، فقال أكثم : أيضرنى شبهه يا رسول الله؟ قال : «لا إنك مؤمن وهو كافر» (٢).

ولا يصح الخبر الذى ذكر فيه : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أشبه من رأيت بالدجال ، أكثم بن أبى الجون». قال يا رسول الله : أيضرنى شبهه؟ قال : «لا ، أنت مؤمن وهو كافر».

كتبت هذه الترجمة من الاستيعاب بالمعنى.

ذكر ابن الأثير معنى ذلك وزيادة ؛ لأنه قال : منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام ابن حبشية بن أكثم بن الجون. وقيل : ابن أبى الجون ، واسمه عبد العزى ، بن كعب ابن عمرو بن ربيعة ، وهو لحى بن حارثة بن عمرو مزيقيا ، وعمرو بن ربيعة : هو أبو خزاعة. وإليه ينسبون. هكذا نسبه هشام. قيل : هو أبو معبد الخزاعى ، زوج أم معبد فى قول. انتهى.

__________________

ـ عمار ، حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعانى ، حدثنا أبو سلمة العاملى عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لأكثم بن الجون الخزاعى : «يا أكثم اغز مع غير قومك يحسن خلقك ، وتكرم على رفقائك. يا أكثم خير الرفقاء أربعة ، وخير السرايا أربعمائة ، وخير الجيوش أربعة آلاف ، ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة».

(٢) أخرجه أحمد فى المسند حديث رقم (١٤٤٤٣) من طريق : عبد الله ، حدثنى أبى ، حدثنا زكريا ، أنبأنا عبيد الله وحسين بن محمد ، قالا : حدثنا عبيد الله ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر قال : بينما نحن مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى صفوفنا فى الصلاة ، صلاة الظهر أو العصر ، فإذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتناول شيئا ثم تأخر فتأخر الناس ، فلما قضى الصلاة قال له أبى بن كعب : شيئا صنعته فى الصلاة لم تكن تصنعه قال : «عرضت علىّ الجنة بما فيها من الزهرة والنضرة فتناولت منها قطفا من عنب لأتيكم به ، فحيل بينى وبينه ، ولو أتيتكم به لأكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه شيئا ، ثم عرضت علىّ النار فلما وجدت سفعها تأخرت عنها ، وأكثر من رأيت فيها النساء اللاتى إن ائتمن أفشين ، وإن يسألن بخلن ، وإن يسألن ألحفن» قال حسين : «وإن أعطين لم يشكرن ، ورأيت فيها الحى بن عمرو ويجر قصبه فى النار ، وأشبه من رأيت به معبد بن أكثم الكعبى» قال معبد : يا رسول الله أيخشى على من شبهه؟ وهو والد فقال : «لا أنت مؤمن وهو كافر» قال حسين : وكان أول من حمل العرب على عبادة الأوثان ، قال حسين : «تأخرت عنها ولو لا ذلك لغشيتكم».

٢٠٦

٨٠٣ ـ ألدمر بن عبد الله الناصرى ، يلقب سيف الدين :

كان أحد الأمراء المقدمين بالقاهرة ، وأمير جاندار.

توفى فى يوم الجمعة رابع عشر ذى الحجة ، سنة ثلاثين وسبعمائة بمكة مقتولا ، قتله مبارك بن عطيفة بن أبى نمى ، وقيل : محمد بن عقبة بن إدريس بن قتادة الحسنى المقدم ذكره. وصححه النويرى فى تاريخه.

وحكى أن سبب قتله : أن بعض عبيد مكة ، عبثوا على بعض حجاج العراق ، وتخطفوا أموالهم ، فاستصرخ الناس به ، وكان قد تأخر عن الحاج مع أمير الركب لصلاة الجمعة بمكة ، فنهض والخطيب على المنبر ، ليمنعهم من الفساد ، ومعه ولده ، فتقدم الولد ، فضرب بعض العبيد ، فضربه العبد بحربة فقتله ، فلما رأى أبوه ذلك ، اشتد غضبه ، وحمل ليأخذ بثأر ابنه ، فرمى الآخر بحربة ، فمات.

وذكر أن الخبر وقع بذلك فى القاهرة ، فى يوم الجمعة هذا. وقضى الله تعالى بالشهادة معهما لجماعة آخرين. ونهبت للناس أموال كثيرة ، وجرت أمور عجيبة على ما ذكر البرزالى ، نقلا عن كتاب العفيف المطرى ، لأنه قال : لما كان يوم الجمعة عند طلوع الخطيب على المنبر ، حصلت هوشة ، ودخلت الخيل المسجد الحرام وفيهم جماعة من بنى حسن ملبسين غائرين ، وتفرق الناس ، وركب بعضهم بعضا ، ونهبت الأسواق ، وقتل من الخلق جماعة من الحجاج وغيرهم ، ونهبت الأموال ، وصلينا نحن الجمعة والسيوف تعمل. وخرج الناس إلى المنزلة ، واستشهد الأمير سيف الدين ألدمر أمير جاندار ، وابنه خليل ومملوك لهم ، وأمير عشرة يعرف بابن الباجى ، وجماعة نسوة وغيرهم من الرجال. وسلمنا من القتل. كانت الخيل فى إثرنا يضربون بالسيوف يمينا وشمالا ، وما وصلنا إلى المنزلة وفى العين قطرة ، ودخل الأمراء بعد الهزيمة إلى مكة ، لطلب بعض الثأر ، وخرجوا فارين مرة أخرى ، ثم بعد ساعة جاء الأمراء خائفين ، وبنو حسن وغلمانهم أشرفوا على ثنية كدى من أسفل مكة ، فأمروا بالرحيل ، ولو لا سلّم الله تعالى ، كانوا نزلوا عليهم ولم يبق من الحجاج مخبر ، فوقف أمير المصريين فى وجوههم ، وأمر بالرحيل. فاختبط الناس ، وجعل أكثر الناس يترك ما ثقل من أحمالهم ، ونهب الحاج بعضه بعضا. انتهى.

وقد بين القاضى شهاب الدين الطبرى ، شيئا من أسباب هذه القضية فى كتاب كتبه

__________________

٨٠٣ ـ انظر ترجمته فى : (السلوك لمعرفة دول الملوك ٣ / ٩٩ ، ١٣٣).

٢٠٧

إلى بعض أصحابه ، ذكر له فيه هذه القضية ، فأحببت ذكر ذلك لما فيه من الفائدة.

قال : وينهى صدورها من مكة ـ حرم الله تعالى ـ العشرين من شهر ذى الحجة ، بعد توجه الركب السعيد ، على الحالة التى شاع ذكرها ، ولا حيلة فى المقدور ، والله ما لأحد من أهل الأمر ذنب ، لا من هؤلاء ، ولا من هؤلاء ، وإنما الذنب للعامة والرعاع والعبيد والنفرية ، على سبب مطالبة من أخدام الأشراف للعراقيين بسبب عوائدهم ، حصلت ملالاة أو جبت مغازاة ، فقامت الشوشة والخطيب على المنبر ، وكان السيد سيف الدين عند أمير الركب جالسا ، فقام ليطفئ النار من ناحية ، فالتفحت من نواحى. وقام الأمير سيف الدين ليساعده ، فاتسع الخرق ، وهاج الناس فى بعضهم بعضا. فمات من مات ، وفات من فات. ولزم الأشراف مكانهم بأجياد ، ولم يخرج أحد منهم إلى القتال ، إلا من انخلس من الفريقين. انتهى.

٨٠٤ ـ آل ملك ، ويقال : الحاج الملك الأمير ، نائب السلطنة بمصر ، الأمير سيف الدين :

كان من أعيان الأمراء بالقاهرة ، فى دولة الناصر محمد بن قلاوون ، وولى بعده نيابة السلطنة بمصر ، نحو سنتين ، أو أزيد للملك الصالح إسماعيل بن الملك الناصر ، فلما مات الصالح ، وتسلطن عوضه أخوه الكامل شعبان ، نقله إلى نيابة صفد (١) ، ثم طلبه وبعثه ـ على ما بلغنى ـ إلى الإسكندرية معتقلا ، وبها مات مقتولا ، فى آخر سنة ست وأربعين ، أو فى سنة سبع وأربعين ، وكان فيه خير.

وله مآثر ، منها : مدرسة مشهورة بقرب مشهد الحسين بالقاهرة ، وجامع بالحسينية ، ومطهرة بمكة ، والربع الذى فوقها. وأظنه وقفا عليها وهى بقرب باب الحزورة. ويقال له الآن بيت العطار ، وعمر بركة السلم بطريق منى بقرب منى ، وأجرى إليها عينا من منى ، وبركتى المعلاة اللتين على يسار الخارج إلى المعلاة ، وغير ذلك بمكة ، وآبارا بطريق الحجاز.

* * *

__________________

٨٠٤ ـ انظر ترجمته فى : (الدليل الشافى ١ / ٥٣ ، أعيان العصر ١ / ٧٠ ، درة الأسلاك سنة ٧٤٦ ، الوافى ٩ / ٣٧٢ ، الدرر ١ / ٤٣٩ ، الحفظ ٢ / ٣٠٩ ـ ٣١٠ ، المنهل الصافى ٢ / ٨٥).

(١) صفد : مدينة فى جبال عاملة مطلة على حمص بالشام وهى جبال لبنان. انظر : معجم البلدان (صفد).

٢٠٨

من اسمه أمية

٨٠٥ ـ أمية بن خويلد الضمرى ، والد عمرو بن أمية الضمرى لهما صحبة :

يروى من حديث أمية : أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعثه عينا وحده. ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر ، وابن الأثير ، وذكر فيه خلاف ذلك ؛ لأنه قال : أمية بن خويلد الضمرى. وقيل : أمية بن عمرو ، والد عمرو بن أمية ، ثم قال : وأما ابن مندة وأبو نعيم فإنهما قالا : أمية بن عمرو.

وقيل : ابن أبى أمية الضمرى. عداده فى أهل الحجاز. وروى عنه ابنه عمرو ، وذكر له حديثا ، وهو : أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثه إلى قريش ، قال : فجئت إلى خشبة خبيب بن عدى ، فرقيت فيها ، فحللت خبيبا ، فوقع إلى الأرض ، فذهبت غير بعيد ، ثم التفت ، فلم أر خبيبا ، فكأنما الأرض ابتلعته. ولم يذكر لخبيب رمة حتى الساعة. انتهى.

٨٠٦ ـ أمية بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحى المكى الأكبر :

روى عن أبيه وكلدة بن الحسل. ولهما صحبة. وعنه ابن أخيه عمرو بن أبى سفيان ، وعبد العزيز بن رفيع.

روى له البخارى ، وأبو داود ، والترمذى ، والنسائى.

٨٠٧ ـ أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحى :

روى عن جده عبد الله بن صفوان ، وأبى بكر بن زهير الثقفى.

وروى عنه ابن جريج ، وابن علية ، وابن عيينة.

روى له : مسلم (١) ، والنسائى (٢) ، وابن ماجة (٣).

__________________

٨٠٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٧٥ ، الإصابة ترجمة ٥٥١ ، أسد الغابة ترجمة ٢٣٠ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٨ ، الوافى بالوفيات ٩ / ١٩١).

٨٠٦ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب التهذيب ١ / ٣٧١).

٨٠٧ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٢ / ٣٠١).

(١) روى له مسلم فى صحيحه كتاب الفتن وأشراط الساعة حديث رقم (٢٨٨٣).

(٢) روى له النسائى فى سننه الصغرى كتاب مناسك الحج حديث رقم (٢٨٨٠).

(٣) روى له ابن ماجة فى سننه كتاب الفتن حديث رقم (٤٠٦٣) ، كتاب الزهد حديث رقم (٤٢٢١).

٢٠٩

٨٠٨ ـ أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ـ بفتح الهمزة ـ ابن أبى العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب ، الأموى المكى :

روى عن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

وروى عنه : عبد الله بن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، والزهرى ، وأبو إسحاق السبيعى وغيرهم.

روى له : النسائى ، وابن ماجة : حديثا واحدا. وذكره ابن حبان فى الثقات. قال العجلى : مدنى تابعى ثقة ، وعدة ابن معين فى تابعى أهل مكة ، وكذلك عده ابن سعد فى الطبقة الثالثة من أهل مكة ، وقال : كان قليل الحديث.

وقال الزبير بن بكار : استعمل عبد الملك بن مروان أمية بن عبد الله بن خالد على خراسان ، ومدحه نهار بن توسعة فقال [من الطويل](١) :

أمية يعطيك اللهى ما سألته

وإن أنت لم تسأل أمية أضعفا (٢)

ويعطيك ما أعطاك جذلان ضاحكا

إذا عبس الكز اليدين وقفقفا

هنيئا مريئا جود كف ابن خالد

إذا الممسك الرعديد أعطى تكلفا (٣)

وقال الشاعر [من البسيط](٤) :

أمسى أمية يعطى المال سائله

عفوا إذا ضن بالمال المباخيل

لا يتبع المن من أعطاه منفسة

إذا اللئيم زهاه القال والقيل (٦)

__________________

٨٠٨ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات ابن سعد ٥ / ٤٧٨ ، تاريخ البخارى ٢ / ٧ ، الجرح والتعديل ١ / ٣٠١ ، تاريخ ابن عساكر ٣ / ٦٤ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٢٤٢ ، تذهيب التهذيب ١ / ٧٢ ، الإصابة ٥٥٠ ، تهذيب التهذيب ١ / ٣٧١ ، خلاصة تهذيب التهذيب ٤٠ ، تهذيب ابن عساكر ٣ / ١٣١ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٢٧٢).

(١) الأبيات فى : (نسب قريش ٦ / ١٩٠).

(٢) فى نسب قريش :

أمية يعطيك اللهى إن سألته

وإن أنت لم تسئل أمية أضعفا

(٣) فى نسب قريش :

هنيئا مرئيا جود كف ابن خالد

إذا مسها الرعديد أعطى تكلفا

(٤) الأبيات فى : (نسب قريش ٦ / ١٩٠).

(٥) فى نسب قريش :

لا ينبع المن من أعطاه منفسة

إذا البليغ زهاه القال والقيل

٢١٠

بحراك بحرا نمير فاز وارده

إذا البحور منازيح صلاصيل (٦)

وتوفى ـ على ما قال خليفة ـ فى ولاية عبد الملك.

وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر : بلغنى أن أمية بن خالد ، وخالد بن يزيد بن معاوية ، وروح بن زنباع ، ماتوا بالصنبرة فى عام واحد ، وبلغنى من وجه آخر : أن روحا مات فى سنة أربع وثمانين.

وقال المدائنى ، فيما رواه الدولابى عن أحمد بن محمد بن الهيثم عن أبيه عنه : مات سنة تسع وثمانين.

وذكر ابن حبان : أنه توفى سنة ست وثمانين فى طاعون الفتيات ، قال : وسمى بذلك ؛ لأنه بدأ بهن ، ثم بالرجال.

وذكره بعضهم فى الصحابة ، وهو وهم ؛ لأن ابن الأثير قال : أمية بن عبد الله القرشى ، قال أبو موسى : هو أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد. أورده ابن مندة. انتهى. وإنما ذكرنا هذا لبيان قائله.

٨٠٩ ـ أمية بن أبى عبيدة بن همام التميمى الحنظلى ، حليف بنى نوفل بن عبد مناف ، أبو يعلى بن أمية ، الذى يقال له : ابن منية :

له ولابنه يعلى صحبة. وصحبة ابنه أشهر. وقدم مع ابنه على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، بايعنا على الهجرة ، فقال : «لا هجرة بعد الفتح» (١). وكان قدومهما بعد الفتح.

__________________

(٦) فى نسب قريش :

بحراك بحرا نمير فاز وارده

إذا البحور بتاريح صلاصيل

٨٠٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٧٤ ، الإصابة ترجمة ٢٥٧ ، أسد الغابة ترجمة ٢٣٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٩ ، الوافى بالوفيات ٩ / ٣٩١).

(١) أخرجه البخارى فى صحيحه حديث رقم (٢٦٧٨) من طريق : على بن عبد الله ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا سفيان ، قال : حدثنى منصور ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا».

وأخرجه مسلم فى صحيحه حديث رقم (٤٧٨٤) من طريق : محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا أبى ، حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبى ثابت ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى حسين ، عن عطاء ، عن عائشة قالت : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الهجرة؟ فقال : «لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا».

٢١١

٨١٠ ـ أمية بن عمرو بن سعيد العاص الأموى المكى :

يروى عن الحجازيين. وروى عن أهل بلده. ذكره هكذا ابن حبان.

وذكره المزى فى التهذيب ، وقال : روى عن أبيه عمرو بن سعيد بن العاص.

روى عنه ابنه إسماعيل بن أمية ، وقال : روى له أبو داود فى المراسيل.

وقال : كان بالشام عند قتل أبيه ، وبعد ذلك ، وكان عند عمر بن عبد العزيز ، وسكن مكة. انتهى.

٨١١ ـ أمية بن مخشى الخزاعى ، أبو عبد الله :

ذكره ابن عبد البر ، وقال : له صحبه. وله عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث واحد فى التسمية على الأكل. رواه عنه ابن أخيه المثنى بن عبد الرحمن بن مخشى. انتهى بالمعنى.

روى له أبو داود والنسائى. وهو معدود فى أهل البصرة ، على ما قال صاحب الكمال ، وقال : أصله مدنى ، وتبعه على ذلك المزى.

٨١٢ ـ أمية الشامى :

قال سفيان بن عيينة : كان أمية رجلا من أهل الشام ، يقوم فيصلى هناك مما يلى باب بنى سهم ، فينتحب ويبكى ، حتى يعلو صوته ، وحتى تسيل دموعه على الحصى ، فأرسل إليه الأمير : إنك تفسد على المصلين صلاتهم لكثرة بكائك وارتفاع صوتك فلو أمسكت قليلا فبكى ، ثم قال : إن يوم القيامة ورثنى دموعا غزارا ، فأنا أستريح إلى درئها أحيانا. وكان يدخل الطواف ، فيأخذ فى البكاء والنحيب ، وربما سقط مغشيا عليه ، وكان يقول : ألا إن المطيع لله تعالى ملك فى الدنيا والآخرة.

٨١٣ ـ أهبان بن عياذ الخزاعى :

هكذا ذكره ابن الأثير ، وقال : قيل إنه مكلم الذئب ، وهو من أصحاب الشجرة ،

__________________

٨١٠ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب التهذيب ١ / ٣٧٢).

٨١١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٧٧ ، الإصابة ترجمة ٢٦٠ ، أسد الغابة ترجمة ٢٣٩ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٩ ، الثقات ٣ / ١٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٨٤ ، تهذيب الكمال ١ / ١٢١ ، الكاشف ١ / ١٣٩ ، الطبقات ١٠٨ ، ١٨٧ ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١ / ١٠٤ ، الوافى بالوفيات ٩ / ٣٩٢ ، الجرح والتعديل ترجمة ١١١٣ ، تهذيب التهذيب ١ / ٢٧٣).

٢١٢

ونقل كونه مكلم الذئب ، عن يزيد بن معاوية البكائى ، ثم قال : والصحيح أن مكلم الذئب هو أهبان بن الأوس الأسلمى (١). ونقل عن يزيد بن معاوية ، أن أهبان كان يضحى عن أهله بالشاة الواحدة.

وقال ابن الأثير : عياذ ، بالعين المهملة وبالياء تحتها نقطتان ، وآخره ذال معجمة.

وذكره الذهبى فى التجريد ، وقال : مكلم الذئب ، تقدم الخلف فيه يعنى فى ترجمة أهبان بن الأوس الأسلمى الكوفى ، وهو الذى من أصحاب الشجرة ، على ما صرح به صاحب الكمال والمزى.

* * *

من اسمه أوس

٨١٤ ـ أوس بن أوس الثقفى ، ويقال ابن أبى أوس ، وهو والد عمرو بن أبى أوس :

ذكره هكذا ابن عبد البر ، وقال : له عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث ، منها فى الصيام ، ومنها من غسل واغتسل ، وبكر وابتكر (١) ، يعنى : يوم الجمعة. انتهى.

__________________

٨١٣ ـ (١) قال ابن عبد البر : أهبان بن الأوس الأسلمى يكنى أبا عقبة ، كان من أصحاب الشجرة فى الحديبية ابتنى دارا بالكوفة ، أسلم ومات بها فى صدر أيام معاوية بن أبى سفيان ، والمغيرة بن شعبة يومئذ أمير لمعاوية عليها ، يقال : إنه مكلم الذئب ، روى عنه مجزأة بن زاهر الأسلمى ، وقيل : إن مكلم الذئب أهبان بن عياذ. انظر : (الاستيعاب ترجمة ٩٩).

٨١٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١١٢ ، الإصابة ترجمة ٣١٥ ، أسد الغابة ترجمة ٢٨٧ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٤ ، تهذيب الكمال ١ / ١٢٦ ، تقريب التهذيب ١ / ٨٥ ، الجرح والتعديل ترجمة ١١٢٦ ، تهذيب التهذيب ١ / ٣١٨ ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١ / ١٠٦ ، الوافى بالوفيات ٩ / ٤٤٢ ، المغنى ١ / ٩٤ ، التحفة اللطيفة ١ / ٣٤٦ ، حلية الأولياء ١ / ٣٤٧ ، الكاشف ١ / ١٤٧ ، الجامع فى الرجال ٢٨٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١٢٩).

(١) أخرجه الترمذى فى سننه كتاب الجمعة حديث رقم (٤٩٦) من طريق : محمود بن غيلان ، حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان وأبو جناب يحيى بن أبى حية ، عن عبد الله بن عيسى ، عن يحيى بن الحارث ، عن أبى الأشعث الصنعانى ، عن أوس بن أوس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من اغتسل يوم الجمعة وغسل وبكر وابتكر ودنا واستمع وأنصت كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة صيامها وقيامها». قال محمود : قال وكيع : اغتسل هو وغسل ـ

٢١٣

وقال : روى عنه أبو الأشعث الصنعانى ، وابنه عمرو بن أوس ، وعطاء والد يعلى بن عطاء.

قال عباس : سمعت يحيى بن معين يقول : أوس بن أوس ، وأوس بن أبى أوس واحد. وأخطأ فيه ابن معين ، والله أعلم ؛ لأن أوس بن أبى أوس هو أوس بن حذيفة. انتهى.

٨١٥ ـ أوس بن حذيفة الثقفى :

هكذا ذكره ابن عبد البر ، وقال : يقال فيه أوس بن أوس ، وقال : قال خليفة بن خياط : أوس بن أبى أوس ، اسم أبى أوس : حذيفة.

قال ابن عبد البر : هو جد عثمان بن عبد الله بن أوس ، ولأوس بن حذيفة أحاديث ، منها فى المسح على القدمين ، فى إسناده ضعف. وحديثه أنه كان فى الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من بنى مالك ، فأنزلهم فى قبة بين المسجد وبين أهله ، فكان يختلف إليهم فيحدثهم بعد العشاء الآخرة.

قال ابن معين : إسناده هذا الحديث صالح ، وحدثه عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى تخزيب القرآن ، حديث ليس بالقائم. انتهى.

وذكره ابن الأثير. فقال : أوس بن حذيفة بن سبيعة بن أبى سلمة بن غيره بن عوف الثقفى ، وذكر له حديث : إنزال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لوفد بنى مالك ، وحديث تخريب القرآن ، بأبسط مما ذكر ابن عبد البر ، وقال : قال أبو نعيم : مات سنة تسع وخمسين.

__________________

ـ امرأته. قال : ويروى عن عبد الله بن المبارك أنه قال فى هذا الحديث من غسل واغتسل يعنى غسل رأسه واغتسل. قال وفى الباب عن أبى بكر وعمران بن حصين وسلمان وأبى ذر وأبى سعيد وابن عمر وأبى أيوب.

قال أبو عيسى : حديث أوس بن أوس حديث حسن ، وأبو الأشعث الصنعانى اسمه شراحيل ابن آدة وأبو جناب يحيى بن حبيب القصاب الكوفى.

٨١٥ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١١٣ ، الإصابة ترجمة ٣٢٧ ، أسد الغابة ترجمة ٢٩٨ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٥ ، الثقات ١ / ١٠ ، الوافى بالوفيات ٩ / ٤٤٥ ، التحفة اللطيفة ١ / ٣٤٧ ، مشاهير علماء الأمصار ٥٨ ، بقى بن مخلد ٤٥٧ ، جامع الرواة ١ / ١١٠ ، الطبقات الكبرى ٥ / ٥١٠ ، الجامع فى الرجال ٢٨٦ ، الجرح والتعديل ٢ / ٣٠٣ ، أعيان الشيعة ٣ / ٥١٠).

٢١٤

٨١٦ ـ أوس بن عوف الثقفى ، حليف لهم من بنى سالم :

أحد الوفد الذين قدموا بإسلام ثقيف ، على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مع عبد ياليل بن عمرو ، فأسلموا وأسلمت ثقيف حينئذ كلها. ذكره هكذا ابن عبد البر فى الاستيعاب.

وقال ابن الأثير : أوس بن عوف ، سكن الطائف ، وقدم مع الوفد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم. توفى فى سنة تسع وخمسين. قاله محمد بن سعد ، كاتب الواقدى. نقله ابن مندة ، وأبو نعيم. قال أبو نعيم : وهو أوس بن حذيفة ، فنسبه إلى جده. وقد تقدم الكلام عليه فى أوس بن حذيفة. ثم ذكر ابن الأثير كلام أبو عمر السابق فى هذه الترجمة. فاستفدنا مما ذكره ابن الأثير ، تاريخ وفاة أوس بن عوف ، وأنه أوس بن حذيفة.

٨١٧ ـ أوس بن معير الجمحى ، هو أبو محذورة :

مؤذن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة ، على ما قيل فى اسمه ، وسيأتى فى الكنى.

٨١٨ ـ إياز بن عبد الله البانياسى ، الأمير الأسفهسلار ، فخر الدين :

صاحب الرباط ، المعروف برباط البانياسى ، قرب الصفا على يسار الذاهب إلى

__________________

٨١٦ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١١٥ ، الإصابة ترجمة ٣٤٨ ، أسد الغابة ترجمة ٣١٤ ، مسند أحمد ٤ / ٣٤٣ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٤٥ ، الطبقات الكبرى ٥ / ٥٠١ ، سيرة ابن هشام ٤ / ١٨٠ ، المغازى ٩٦١ ، طبقات خليفة ٥٤ ، التاريخ الكبير ١٥ ، الجرح والتعديل ٢ / ٣٠٣ ، مقدمة مسند بقى بن مخلد ١٩٩ ، تاريخ الطبرى ٣ / ٩٧ ، مشاهير علماء الأمصار ٨٥ ، المعجم الكبير ١ / ٢٢٠ ، تحفة الأشراف ٢ / ٤ ، تهذيب الكمال ٣ / ٣٨٨ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٥ ، الوافى بالوفيات ٩ / ٤٤٥ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٤١ ، تهذيب التهذيب ١ / ٣٨١ ، تقريب التهذيب ١ / ٨٥).

٨١٧ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٣١٩٤ ، الإصابة ترجمة ١٠٥٠٨ ، أسد الغابة ترجمة ٦٢٢٩ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٤٥٠ ، طبقات خليفة ٢٤ ، مقدمة مسند بقى بن مخلد ٩٧ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٣ ، المحبر ١٦١ ، المغازى للواقدى ١٥١ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٧٢٤ ، المعارف ٣٠١ ، التاريخ الصغير ٥٧ ، ٦٤ ، تاريخ أبى زرعة ١ / ٤٧٦ ، المعجم الكبير ٧ / ٢٠٣ ، التاريخ الكبير ٤ / ١٧٧ ، الجرح والتعديل ٤ / ١٥٥ ، المعين فى طبقات المحدثين ٢٨ ، الكاشف ٣ / ٣٣١ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٦٦ ، ٥٦ ، الكامل فى التاريخ ٣ / ٥٢٦ ، الوافى بالوفيات ٩ / ٤١٥ ، سيرة ابن هشام ٢ / ٢٥٣ ، أنساب الأشراف ١ / ٣٠٠ ، مشاهير علماء الأمصار ٣١ ، جمهرة أنساب العرب ١٦٢ ، تحفة الأشراف ٩ / ٢٨٥ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٤٤ ، الكنى والأسماء ١ / ٥٢ ، النكت الظراف ٩ / ٢٨٥ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٢٢٢ ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٦٩ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٤٥٩ ، المنتخب من ذيل المذيل ٥٦٤ ، تاريخ الإسلام ١ / ٣٤٣).

٢١٥

الصفا من المسجد الحرام. وقفه على الفقراء ، المعروفين بالدين والخير والصلاح ، فى شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وستمائة.

ومن حجر فى الرباط المذكور ، كتبت ما ذكرته ، وترجم فيه بتراجم أخر غير ذلك. وأظنه من أمراء الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب ، صاحب مصر ؛ فى الحجر مكتوب : أنه وقف فى دولة الكامل.

* * *

من اسمه إياس

٨١٩ ـ إياس بن البكير ، ويقال ابن أبى البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة ابن سعد بن ليث الليثى الكنانى ، حليف بنى عدى :

أسلم فى دار الأرقم ، وشهد بدرا وأحدا والخندق ، والمشاهد كلها ، مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو والد محمد بن إياس بن البكير ، الذى رثا زيد بن عمر بن الخطاب ، لما قتل فى حرب بين بنى عدى ، جناها عبد الله بن مطيع ، وبنوا أبى جهم. ذكره ابن عبد البر بمعنى هذا.

وذكره ابن الأثير بمعنى هذا غير قليل ، وزاد : وكان من السابقين إلى الإسلام. وزاد : وكان من المهاجرين الأولين. وزاد : وتوفى إياس سنة أربع وثلاثين. انتهى.

٨٢٠ ـ إياس بن خليفة البكرى :

عن رافع بن خديج. وعنه عطاء.

٨٢١ ـ إياس بن عبد الله بن أبى ذباب الدوسى :

سكن مكة. مختلف فى صحبته.

__________________

٨١٩ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٢ ، الإصابة ترجمة ٣٧٣ ، أسد الغابة ترجمة ٣٣٤ ، طبقات ابن سعد ٣ / ١ / ٢٨٣ ، طبقات خليفة ٢٣).

٨٢٠ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٢ / ٢٧٨).

٨٢١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٩ ، الإصابة ٣٨٢ ، أسد الغابة ترجمة ٣٤١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٠ ، الثقات ٣ / ١٢ ، تهذيب الكمال ١ / ١٢٧ ، تهذيب التهذيب ١ / ٣٨٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٨٧ ، الوافى بالوفيات ٩ / ٤٦٣ ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١ / ١٠٨ ، التاريخ الكبير ١ / ٤٤٠ ، الجرح والتعديل ٢ / ١٠٠٨ ، الكاشف ١ / ١٤٤).

٢١٦

وله حديث واحد. وهو حديث : «لا تضربوا إماء الله» (١).

وروى عنه عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

وفى بعض الروايات : عبيد الله بن عبد الله بن عمر ، وذكره ابن عبد البر وقال : مدنى ، له صحبة. وذكر له الحديث المذكور.

وذكره ابن الأثير ، فقال : إياس بن أبى ذباب الدوسى. وقيل : المزنى ، والأول أكثر. سكن مكة. قال أبو عمر : هو مدنى له صحبة.

وقال ابن مندة ، وأبو نعيم : اختلف فى صحبته ، وذكر له الحديث السابق من جامع الترمذى.

٨٢٢ ـ إياس بن عبد المزنى ، أبو عوف :

صحابى ، له عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث واحد ، فى النهى عن بيع الماء (١).

__________________

(١) أخرجه الدارمى فى سننه حديث رقم (٢٢١٨) ، من طريق : أخبرنا محمد بن أحمد بن أبى خلف ، ثنا سفيان ، عن الزهرى ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن إياس بن عبد الله بن أبى ذباب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تضربوا إماء الله» فجاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : قد ذئرن على أزواجهن ، فرخص لهم فى ضربهن ، فأطاف بآل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن فقال : فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم».

وأخرجه أبى داود فى السنن حديث رقم (٢١١٣) ، وأخرجه النسائى فى السنن الكبرى برقم (٩١٠٠).

٨٢٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٧ ، الإصابة ترجمة ٣٨٣ ، أسد الغابة ترجمة ٣٤٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٠ ، الثقات ١ / ١٣ ، تهذيب الكمال ١ / ١٢٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٨٧ ، الكاشف ١ / ١٤٤ ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١ / ١٠٨ ، الوافى بالوفيات ٩ / ٤٦٢ ، تهذيب التهذيب ١ / ٣٨٩).

(١) أخرجه أحمد فى المسند حديث برقم (١٦٨٤١) من طريق : عبد الله حدثنى أبى حدثنا سفيان عن عمرو قال: أخبرنى أبو المنهال سمع إياس بن عبد المزنى وكان من أصحاب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تبيعوا الماء فإنى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن بيع الماء». لا يدرى عمرو أى ماء هو.

وأخرجه ابن ماجة فى سننه باب النهى عن بيع الماء حديث رقم (٢٥٤١) من طريق : أبو بكر بن أبى شيبة ، حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ، عن أبى المنهال : سمعت إياس بن عبد المزنى ، ورأى ناسا يبيعون الماء ، فقال : «لا تبيعوا الماء. فإنى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى أن يباع الماء».

٢١٧

روى عنه عبد الرحمن بن مطعم.

ووقع فى رواية الترمذى : إياس بن عبد الله. وفى المهذب : إياس بن عمرو. وكلاهما خطأ ، على ما قال النووى. وذكره ابن عبد البر ، وقال : له صحبة يعد فى الحجازيين.

وقال ابن الأثير : إياس بن عبد أبو عوف المزنى ، وقيل أبو الفرات ، كوفى ، تفرد بالرواية عنه أبو المنهال عبد الرحمن بن مطعم. انتهى.

وذكره ابن سعد ، ومسلم صاحب الصحيح : فى الصحابة المكيين.

٨٢٣ ـ إياس بن عبد الفهرى ، أبو عبد الرحمن :

شهد حنينا. روى : شاهت الوجوه (١) ، الحديث بطوله. ذكره هكذا ابن عبد البر.

٨٢٤ ـ أيمن بن عبيد الحبشى :

ذكره هكذا أبو عمر ، وذكر أنه أيمن بن أم أيمن ، مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : وهو

__________________

٨٢٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٢٨ ، الإصابة ترجمة ٣٨٠ ، الثقات ٣ / ١٣ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٠).

(١) أخرجه أحمد فى المسند حديث رقم (٢١٩٦١) من طريق : بهز ، حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنى يعلى بن عطاء ، عن أبى همام قال أبو الأسود : هو عبد الله بن يسار ، عن أبى عبد الرحمن الفهرى قال كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى غزوة حنين فسرنا فى يوم قائظ شديد الحر فنزلنا تحت ظلال الشجر فلما زالت الشمس لبست لأمتى وركبت فرسى فانطلقت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو فى فسطاطه فقلت : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله ، حان الرواح. فقال : «أجل» فقال : «يا بلال» فثار من تحت سمرة كأن ظله ظل طائر فقال : لبيك وسعديك وأنا فداؤك. فقال : «أسرج لى فرسى» فأخرج سرجا دفتاه من ليف ليس فيهما أشر ولا بطر ، قال : فأسرج قال : فركب وركبنا فصاففناهم عشيتنا وليلتنا فتشامت الخيلان فولى المسلمون مدبرين كما قال الله عزوجل فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله» ؛ ثم قال : «يا معشر المهاجرين أنا عبد الله ورسوله». قال : ثم اقتحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن فرسه فأخذ كفا من تراب فأخبرنى الذى كان أدنى إليه منى ضرب به وجوههم وقال : «شاهت الوجوه فهزمهم الله عزوجل». قال يعلى بن عطاء فحدثنى أبناؤهم عن آبائهم أنهم قالوا : لم يبق منا أحد إلا امتلأت عيناه وفمه ترابا وسمعنا صلصلة بين السماء والأرض كإمرار الحديد على الطست الحديد. حدثنا عفان ، حدثنا حماد ابن سلمة أخبرنا يعلى بن عطاء ، عن عبد الله بن يسار أبى همام ، عن أبى عبد الرحمن الفهرى قال: كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى غزوة حنين فسرنا فى يوم قائظ فذكر مثله.

٨٢٤ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ١٣١ ، الإصابة ترجمة ٣٩٤ ، أسد الغابة ترجمة ٣٥٣ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤١ ، معرفة الصحابة ٢ / ٣٧٢).

٢١٨

أخو أسامة بن زيد لأمه. كان أيمن هذا ، ممن بقى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حنين ، ولم ينهزم. وذكره بن إسحاق ممن استشهد يوم حنين ، وأنه الذى عنى العباس بن عبد المطلب فى شعره حيث قال [من الطويل] :

وثامننا لاقى الحمام بنفسه

بما مسه فى الله لا يتوجع

وقال : قال ابن إسحاق : الثامن أيمن بن عبيد.

وقال النووى فى التهذيب : أيمن بن عبيد بن عمرو بن بلال ابن أبى الحرباء بن قيس ابن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج ، قال : وهو أيمن بن أم أيمن ، حاضنة النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخو أسامة بن زيد لأمه ، صحابى جليل مشهور ، واستشهد يوم حنين. وقال ابن إسحاق : كان أيمن على مطهرة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ وله ابن يقال له الحجاج بن أم أيمن. وقد روى عطاء ومجاهد حديثا عن أيمن : «لا قطع إلا فى ثمن المجن» (١) وهو مرسل ، لم يدركاه. انتهى.

وإنما أوردنا كلام النووى لمخالفته لأبى عمر ، فيما ذكره فى نسب أيمن بن أم أيمن ، وقد سبق ابن الأثير النووى إلى ما ذكره فى نسبه وغير ذلك من حاله. وزاد فيما ذكره عن ابن إسحاق ، فى أنه كان على مطهرة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويعاطيه حاجته. وذكر أن السبعة الذى كان أيمن ثامنهم : العباس ، وابنه الفضل ، وعلى بن أبى طالب ، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وأسامة ، وأبو بكر ، وعمر رضى الله عنهم.

وقد نسبه هكذا ، صاحب الكمال ، إلا أنه لم يرفع نسبه كما رفع النووى. ولم يزد فيه على قيس ، لكنه لم يجزم بما جزم به النووى ، من أنه أيمن بن أم أيمن. وإنما قال : قيل فيه : إنه ابن أم أيمن ، ولم يثبت ، ثم قال : والصحيح أنه أيمن المكى ـ يعنى والد عبد الواحد الآتى ذكره ـ وعلل ذلك بأن أيمن بن أم أيمن ، قتل فى عهد النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حنين ، وأنه أخو أسامة بن زيد لأمه ، وجعل حديث القطع لأيمن المكى.

وقد جعله أيمن بن أم أيمن : أبو القاسم بن عساكر فى الأطراف ، كما صنع النووى ؛ لأنه قال : أيمن بن عبيد ، وهو أيمن بن أم أيمن ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وذكر له حديث القطع.

__________________

(١) أخرجه النسائى فى الكبرى حديث رقم (٧٤٥٥) من طريق : أخبرنا على بن حجر ، قال : أنبأنا شريك ، عن منصور ، عن عطاء ومجاهد ، عن أيمن بن أم أيمن رفعه قال : لا قطع إلا فى المجن وثمنه يومئذ دينار. وقفه جرير.

وأخرجه أحمد بن حنبل فى مسنده برقم (١٤٥٧) باختلاف اللفظ ، من طريق : عبد الله حدثنى أبى ، ثنا عبد الرحمن بن مهدى ، عن وهيب ، عن أبى واقد الليثى ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تقطع اليد فى ثمن المجنّ».

٢١٩

وجعل المزى حديث القطع لأيمن مولى الزبير ، وقيل مولى ابن عمر. وقال : روى عنه عطاء ومجاهد. روى له ـ يعنى النسائى ـ وقال : ما أحسب أن له صحبة. وذكر كلام ابن عساكر قال : وقال غيره : إنما هو أيمن الحبشى والد عبد الواحد. وأما ابن أم أيمن أخو أسامة ، فإنه قتل يوم حنين. والله أعلم.

٨٢٥ ـ أيمن الحبشى المكى المخزومى ، مولى عبد الله بن أبى عمرو بن عمر بن عبد الله المخزومى ، وقيل : مولى ابن أبى عمرة :

روى عن جابر بن عبد الله ، وسعد بن أبى وقاص ، وعائشة. روى عنه : ابنه عبد الواحد. قال أبو زرعة : مكىّ ثقة.

وذكره ابن حبان فى الطبقة الثالثة من الثقات ، إلا أنه وقع له وهمان فى ترجمته ، أحدهما : أنه قال : إنه أيمن بن عبيد الحبشى ، الذى يقال له أيمن بن أم أيمن ، أخو أسامة ابن زيد ، وهو غيره على ما يقتضيه كلام أبى عمر وغيره.

والآخر : أنه ذكر أن مجاهدا وعطاء ، رويا عنه ، وهو لم يرو عنه إلا ابنه عبد الواحد ، وكلام المزى والذهبى ، يقتضى ذلك ؛ لأنهما لم يذكرا فى الرواية عنه ، غير ابنه عبد الواحد.

روى له البخارى والنسائى فى الخصائص. وقال فى تعريفه : المكى.

٨٢٦ ـ أيمن بن نابل ـ بباء موحدة بعد الألف ـ الحبشى المكى ، أبو عمران ، ويقال : أبو عمر :

نزيل عسقلان. سمع من قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابى وغيره. وروى عنه : موسى بن عقبة والسفيانان ، وأبو نعيم وأبو عاصم.

وروى له البخارى متابعة ، والترمذى والنسائى وابن ماجة ، وثقه غير واحد ، منهم : الثورى ، ويحيى بن معين. وقال يعقوب بن شيبة : فيه ضعف.

وذكره خليفة فى الطبقة الرابعة من أهل مكة ، وقال : إنه مولى لأبى بكر الصديق. وقال الفضل بن موسى : إنه حبشى طوال ذو مشافر مكفوف. انتهى.

__________________

٨٢٥ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٢ / ٣١٨).

٨٢٦ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات خليفة ٢٨٣ ، تاريخ البخارى ٢ / ٨٧ ، الجرح والتعديل ٢ / ٣١٩ ، كتاب المجروحين ١ / ١٨٣ ، تهذيب الكمال ١٣٥ ، تذهيب التهذيب ١ / ٧٦ ، ميزان الاعتدال ١ / ٢٨٣ ـ ١٨٤ ، تهذيب التهذيب ١ / ٣٩٣ ، خلاصة تذهيب الكمال ٤٢ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٠٩).

٢٢٠