الرسالة الثانية لأبى دُلَفْ رحالة القرن العاشر

المؤلف:

أبي دلف


المحقق: بطرس بولغاكوف وأنس خالدوف
المترجم: دكتور محمد منير مرسي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٠٥

أى «الرسالة الثانية» قامت على أساس مواد جمعها المؤلف عند قيامه بأسفار كثيرة وفيما بعد جمعها ورتبها على الصورة التى هى عليها.

ويتضح بصورة كبيرة أن أبا دلف كرجل مثقف لا كجغرافى قد حافظ عن قصد عند تأليف «رسالته» على تقاليد الأدب الجغرافى العربى. وعن هذا يتحدث عرضه للمادة فى صورة طريق رحلة واحد وكذلك وجود بعض العناصر التقليدية فى بعض أوصافه. وكما هو الحال فى كل المؤلفات الجغرافية ذات الطابع الوصفى يوجد فى «الرسالة» كقاعدة الطابع العام الضرورى لموضوع الوصف سواء كان ذلك الموضوع منطقة أو مدينة أو بلدة أو بحيرة أو جبل أو غير ذلك. وحجم المكان وموقعه ووفرة مياهه (إذا كان ذلك نقطة أو مكانا مأهولا). وفواكهه وخيراته وكذلك مختلف المعالم الأخرى.

ويحاول أبو دلف على قدر الإمكان أن يقلل من الكلام عن نفسه ولم يذكر أى تفصيلات حياتيه فى رحلاته. ولم يذكر أى معلومات ذات طابع تاريخى أو إدارى أو جغرافى يمكن أن تكون معروفة فى مصادر أخرى رسمية أو غيرها. وهو يصف بشح وببخل وبكلمات قليلة المعالم الوضحة التى تسنى له أن يراها. وبطريقته الخيالية أستطاع أن يقدم صورة ناصعة واضحة من وصف الآثار النادرة للعمارة والظواهر الطبيعية العربية والاساطير الممتعة. وهو على ما يبدو أحد المؤلفين الأواثل الذين تحدثوا عن استخراج النفط فى «باكو» وعن «فرخد» قاطع الحجر الأسطورى. ونراه يخاطر بحياته فيرجع إلى «دماوند» ويكشف أسطورة عن الضحاك. ويمكن القول بأن البحث عن موضوعات مسلية من أجل راعيه وحاميه وكذلك العلاقة المباشرة لأبى دلف مع أعمال ومناشط بنى ساسان هما العاملان اللذان حددا النظام الرئيسى للرسالة الثانية.

٢١

وما يلفت النظر قبل كل شىء اهتمام أبى دلف بمعرفة أساس أو اصل مختلف المعادن المفيدة. ويرجع ذلك حسب قوله إلى أعماله فى الصيدلة والكيمياء. وأبو دلف يذكر أكثر من ٤٠ مكانا يوجد فيها المعادن أو الأحجار الطبيعية كالذهب والرصاص والزئبق والنحاس والألومنيوم ومعادن أخرى كثيرة. وفى هذا الصدد ينبغى الإشارة إلى اهتمام أبى دلف الكبير بالأصول المعدنية والصفات العلاجية أو الدوائية لبعض النباتات.

ويكاد يكون أكبر مكان فى «الرسالة» مخصصا لوصف ألآثار لا سيما العتيقة منها غير المعروفة لعاهله وحاميه أما الوصف التفصيلى بصفة خاصة فهو لآثار العصر الساسانى. (١)

ويورد أبو دلف عدة أساطير يقوم جزء كبير منها على أساس التقاليد الشعبية الشفهية وكذلك يورد حكايات عن بعض الظواهر الطبيعية الممتعة وبعض المعلومات ذات الطابع التاريخى والاقتصادى والثقافى التاريخى والجغرافى.

هذا هو طابع مضمون «الرسالة الثانية» : تركيز كبير ممتع بصورة لا نصادف لها مثيلا ومادة علمية قيمة تضعها فى عداد المصادر القيمة للتاريخ العام والجغرافى للقوقاز وإيران. والاهتمام الخاص تمثله المعلومات الخاصة بالمصادر النفطية فى باكو والمعادن المفيدة فى أرمينيا ، ومعدنيات وطواحين تفليس

__________________

(١) ليس أبو دلف فى هذا الصدد استثناء فخلال كثير من السنين بعد غزو العرب للفرس كان جغرافيوهم فى القرنين ٩ ـ ١٠ يعتبرونه من الواجب ادراج أو ذكر المبانى الرئيسية للساسانيين ويذكرون أن خسرو بنى فى زمنه بلدة وقلعة ، وحصنا وجسرا.

ك. أ. انترانتسوف : دراسات ساسانية. سانت بطرسبورج ١٩٠٩ س ٤.

٢٢

والمعلومات ذات الطابع السكانى عن أرمينيا وجرجان وبعض مناطق خرسان. (١)

وفى مؤلف أبى دلف يظهر بوضوح طابعان أو اتجاهان : الوصف الدقيق للظواهر الطبيعيه والاهتمام الخاص بكل ما هو براق وغير عادى وكذلك نحو المعالم والعجائب.

وكلا الطابعين بمحاسنهما وعيوبهما يفسرهما ويشرحهما صعوبة وتعقيد حياة المؤلف نفسه. ونذكر فى هذا الصدد أن موضوع صدق معلومات أبى دلف كان عسيرا دائما. فبين المؤلفين الشرقيين والمستشرقين الأوربيين على السواء ، ساد تقليد يتمثل فى أخذ موقف الحذر والاحتياط من معلومات أبى دلف. فالنديم تشكك فى معلومات أبى دلف عن حجم عاصمة الصين (٢). وكثير من الملاحظات النقدية اللاذعة لياقوت الموجهة لأبى دلف قد ذكرها كراتشكوفسكى مع مناقشة عظيمة (٣) وذلك بفضل تأثير محرر مخطوط مشهد.

وعدم ثقة المستشرقين بأبى دلف يمكن أن تعزى إلى ما أشير إليه من قبل من تناقض معلوماته بالإضافة إلى نقد بعض العلماء العرب المحترمين مثل النديم وياقوت.

وعلاقة أبى دلف مع بنى ساسان حددت على ما يبدو اهتماماته بالدراسات الطبيعية والعلوم الصيدلية الطبية وكذلك أعطته خبرة كبيرة فى ملاحظة ومقارنة

__________________

(١) لعرض مضمون الرسالة بصورة أكثر تفصيلا أنظر مقالة بولغاكوف وخاليدوف «الرسالة الثانية» لرحالة القرن العاشر أبى دلف مجلة الاستشراق السوفيتى ١٩٥٧ عدد ٣ ص ص ٦٠ ـ ٧١

(٢) كتاب الفهرست ج ١ ص ٣٥٠ / س ١٦.

(٣) كراتشكوفسكى : الرسالة الثانية ص ٢٨٧.

٢٣

البلاد والناس وذلك إلى جانب ما يقال عن إهماله وعدم اكتراثه بالحقائق ومحاولته ذر الرماد فى العيون. ولهذا فإن معلوماته ينبغى أن ينظر إليها فى كل حالة على حدة حتى يمكن تحديد مقدار ما بها من حقائق أو خيال. وعلى كل حال يبدو أنه حتى أكثر المعلومات غير المقبولة أو المحتملة تحتوى فى داخلها على أرضية من الحقيقة أو بعض الحقيقة. وقد خصص مكان فى الملاحظات لتناول هذه المسائل بالتحديد.

تحرير الرسالة وزمن كتابتها

كما هو الحال «فى الرسالة الأولى» (١) نجد أن الرسالة الثانية كما يبدو من مقدمتها ومن ملاحظات مؤلف مجموعة المخطوط مخصصة أو جعلت من أجل عاهليه الاثنين دون أن يذكر اسميهما.

عند تسلم المخطوط قام أحد هذين العاهلين بضمه إلى مجموعة المخطوط المشار إليها أما المعلومات عن النسخ الأخرى أو الاقتباسات المنقولة فقد ضاعت ولم يحتفظ بها ، وبمقارنة مخطوط مشهد مع نص ياقوت والقزوينى يتضح انهما استخدما «رسالة» ابى دلف فى تحرير مخطوط مشهد لكن هل استخدم ياقوت مخطوط مشهد هذا نفسه؟ هذا سؤال لا يمكن تقريره نهائيا إلا بعد مقارنة كل المخطوط الذى يحتوى على المؤلفات الأربعة مع اقتباسات ياقوت.

__________________

(١) مخطوط مشهد ص ٣١٦ ، الترجمة الروسية : ابن فضلان ١٩٣٩ ص ٢٧ ، ٢٨ ـ ٢٩ ص ١٧٥ أ / س ٧ واقتباس الترجمة الألمانية رور صوير : أبى دلف ص ١٥ ـ ١٦ ، الترجمة الروسية لأبى دلف.

٢٤

وقد تناولت «الرسالة» ايدى محررين غير معروفين لنا ويمكن ان يكون قد طرأ عليها تغييرات. ومن المشكوك فيه ان يكون نص المؤلف قد اصابه اى تغيير لكن ربما اختصر على غرار مؤلفات ابن الفقيه وابن فضلان. وللأسف فإن هذا من الصعب التأكد منه او الوصول إليه. ففى النص توجد بدون توقع وقفات زمنية فى تسلسل الأحداث وصعوبات فى معرفة الأماكن وهو ما يمكن ان يعزى إلى المؤلف او المحرر او ناسخ المخطوط.

اما بالنسبة لزمن كتابة الرسالة الثانية فيمكننا الحكم عليه بالاشارة التالية لابى دلف : وكتب هذا التصنيف عند توجهه إلى طبرستان تحت اسم مستعار «السائر». وتحت مثل هذا الإسم المستعار فى الأدب يذكر ابو الفضل السائر إلا ان تاريخ توجهه هذا غير معروف بالضبط.

وبناء على ما يذكره ابن اسفنديار (١) فإن ابا الفضل السائر العلوى هو حفيد الناصر الكبير وفى الخمسينات من القرن العاشر حارب من اجل السلطة مع البويهيين فى طبرستان تارة بنفسه وتارة بالاتحاد مع «وشمجير».

ويذكر ه. ف. امدروز (٢) ان تاريخ وفاة ابى الفضل السائر ٣٤٥ / ٩٥٦ ـ ٥٧.

__________________

٢٥

إلا ان ذاخر الدين المرعشى وهو من اعظم مؤلفى تاريخ طبرستان يذكرانه فى سنة ٣٥٠ / ٩٦١ ـ ٩٦٢ قام السائر بغزوة حربية من غيلان والديلم فى طبرستان ويقص عن صراعه مع حاكم جبال والبويهيين ولم يذكر اى تواريخ اخرى ترتبط بحياته او مناشطه واعماله. (١) ويمكن ان يضاف إلى هذه المعلومة دليل مادى من العملة : ابو الفضل جعفر السائر فى الله العلوى صك عملة فى «خوسم» (مكان جبلى وراء طبرستان والديلم) فى ٣٤١ / ٩٥٢ ـ ٥٣. وما يثبت ذلك وجود درهمين مضروبين فى خوسم سنة ٣٤١ احدهما يوجد فى دار العملة الملكية فى استكهلم والثانى فى متحف تاريخ اذربيجان (٢). وعند وصف حوادث شهر زور يذكر ابو دلف تاريخ ٣٤١. وعلى هذا فإن تأليف الرسالة الثانية لأبى دلف بل ونفس مجلد مخطوط مشهد كان فى نفس هذه السنة او بعدها بقليل.

__________________

(١) سهير الدين ص ٣١٤ ـ يبدو أن على أساس ما يذكره ذاخر الدين افترض «ملجنوف» أن تاريخ ظهور «السائر» على المسرح السياسى هو ٩٦١. (ملجنوف ص ٥٨).

(٢) أ. دوبرافولسكى : الدينار الفضى الأليدى من منتصف القرن الحادى عشر : محاضرة تليت على دورة المستشرقين فى مايو سنة ١٩٥٩ فى ليننجراد.

٢٦

مخطوط مشهد والطبعة الراهنة

لما كان كل المخطوط قد كتب بيد واحدة ويحتوى على معلومات متجانسة فلا توجد ضرورة لتكرار وصفه فقد ذكره «كوالفسكى» فى مقدمته لترجمة مولف ابن فضلان (١) وهو ما يوجد عنه عدة كتب. وسنقتصر على وصف «الرسالة الثانية» وهى ما يهمنا : وهذه تشمل على ١٥ ورقه ص ص (١٩٢٦ إلى ١٩٦٦). والنص مكتوب بقلم بخط النسخ بحجم متوسط وكل صفحة عليها ١٩ سطرا. وتاريخ النسخ غير موجود وبناء على الخط يمكن القول بأن المخطوط يحتمل ارجاعه إلى القرن ١٣.

والطبعة الحالية تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية : النص المنقح مع ملاحظات هامشية عليه وترجمة له وملاحظات عامة على الترجمة.

وعند طبع رسالة أبى دلف أتخذنا مخطوط مشهد أساسا ولكن من أجل تنقيح النص استعنا باستمرار بالاقتباسات الموجودة فى معجم ياقوت الجغرافى حسب طبعة ويستنفيلد وأيضا حسب النسخ الأربعة من هذا المؤلف المخزونة فى معهد شعوب آسيا (٢) أما المؤلف الجغرافى لزكريا القزوينى فلم يستخدم من أجل هذا الغرض لأنه اعتمد فى مقتطفاته من «الرسالة الثانية» على ياقوت فقط. وهناك بعض الاضافات لتكملة ما سقط من نص مخطوط مشهد وهى تتفق مع معجم ياقوت وموضوعة بين قوسين مربعين.

وفى الملاحظات على النص أشرنا باستمرار إلى مقابل اقتباس ياقوت من

__________________

(١) انظر ابن فضلان ١٩٣٩ ص ص ٢٣ ـ ٢٦.

(٢) مخطوطات تحت الارقام من ٥٨٨ ـ ٥٩٠ و ١٢٨ وبخصوص معالم هذه المخطوطات أنظر المرجع السابق ص ١٧٧.

٢٧

نص «الرسالة الثانية» وكذلك التصحيحات ومدى اتفاق النص مع ياقوت أو مع وجهة نظرنا وكل ما صغر أو كبر من اختلاف القراءات المهمة. وأخيرا أشرنا إلى عيوب ومناقص كتابة بعض الكلمات فى المخطوط. إلا أن بعض الخصائص الكتابية للمخطوط وبعض الأخطاء الواضحة للناسخ لم نكترث بها فى الملاحظات. منها على سبيل المثال : عدم وجود علامات التشكيل على بعض الحروف أو أختلاطها ببعض وعدم وجود الهمزة باستمرار فى كل أوضاعها ، واحلال المد بدل الهمزة ، وظهور ألف الوقاية فى نهاية الفعل الناقص المسند إلى ضمير المتكلم ، وعدم صحة أسماء العدد ، وطريقة كتابة بعض الحروف والوصلات وهكذا ..

وقد استخدمت الاختصارات التالية فى ملاحظات النص. (١)

والهدف من التعليقات على النص توضيح بعض المسميات الجغرافية والمصطلحات وأسماء الأشخاص وبعض الموضوعات الأخرى للرسالة.

وقد اعتمد المؤلفان على قاعدة عريضة من القراء واستعانا بأنفسهما على توضيح بعض الأشياء المعروفة للمتخصصين ، ولم يتوسعا فى الملاحظات على التفصيلات. وهذا التساهل فى الملاحظات كما يأمل المؤلفان يعوضه ما يوجد باستمرار فى كل ملاحظة من ارجاع القارىء إلى المراجع والكتب المعنية المتصلة بالموضوع حيث يجد المتخصص توضيح ما يهمه من تفصيلات.

__________________

(١) يلى ذلك ذكر الطريقة المتخذة فى اختصار الكلمات الروسية ولا داعى لذكراها (المترجم).

٢٨

نص الرسالة الثانية

الرسالة الأخرى (١)

التى انفذها (٢) الينا بعد التى كتبناها (٣)

أما بعد حمد الله والثناء على أولى مقاماته فى أرضه وسمائه ومسألة العون على الخير كله فانى جردت (٤) لكما (٥) يامن أنا عبدكما أدام الله لكما العز والتأييد والقدرة والتمكين ، جملة من سفرى كان من بخارى إلى الصين (٦) على خط الوتر (٧) ورجوعى منها على الهند وهو سمت قوسه (٨) وذكرت بعض

__________________

(١) كانت كلمة «الرسالة» فى تلك الفترة (القرن العاشر) تعنى أيضا لونا فنيا خاصا من فنون الأدب ونفس المؤلف وكذلك ياقوت يسمون ذلك التصنيف «رسالة». عن استخدام هذه الكلمة فى معجم البلدان لياقوت أنظر : ابن فضلان (ترجمة كراتشكوفسكى). ١٩٣٩ ص ٨٧ ملاحظةء (١).

(٢) ضمير الغائب المستتر هنا يعود على أبى دلف.

(٣) فى الصورة الفوتوغرافية للعنوان تظهر آثار كتابة يبدو أنها مكتوبة فى المخطوط بالحبر الأحمر وترجع إلى مؤلف جامع المخطوط. وفى الجزء الثانى من العنوان يدور الحديث عن «الرسالة الأولى» التى تسبق الثانية مباشرة فى المجلد. المرجع السابق ص ٢٩.

(٤) يقرؤها مينورسكى «حررت» ويترجمها بمعنى كتب (من التحرير أى الكتابة).

(٥) يتوجه المؤلف إلى عاهليه وأحدهما على ما يبدو جامع أو مؤلف مخطوط مشهد الذى يضم التصنيفين الجغرافيين لأبى دلف (المرجع السابق ص ٢٤).

(٦) رحلة الصين موجودة فى الرسالة الأولى لأبى دلف (المرجع السابق ص ١٦)

(٧) أى الخط المستقيم.

(٨) أى بالطريق الدائرى.

٢٩

أعاجيب ما دخلته من بلدانها وسلكته من قبائلها. ولم أستقص (١) المقالة حذرا من الإطالة ورأيت الآن تجريد رسالة شافية تجمع عامة ما شاهدته وتحيط بأكثر ما عاينته لينتفع به المعتبرون ويتدرب (٢) به أولو (٣) العزة والطمأنينة ويثقف به رأى من عجز عن سياحة الأرض فأبدأ بذكر المعادن الطبيعية والعجائب المعدنية إذ هى أعم نفعا فأتحرى فى ذلك الإيجاز والله ولى التوفيق وهو حسبى ونعم المعين.

ولما (٤) شارفت الصنعة الشريفة والتجارة المربحة (٥) من التصعيدات والتقطيرات (٦) والحلول والتكليسات (٧) خامر (٨) قلبى شك فى الحجارة واشتبهت على (٩) العقاقير فأوجب الرأى اتباع (١٠) الركازات والمنابع (١١)

__________________

(١) فى المخطوط استقصى.

(٢) فى المخطوط «ويندرب»

(٣) فى المخطوط «أولى»

(٤) بداية اقتباس ياقوت : ج ٣ ص ٣٥٤ / س ٦.

(٥) الصنعة الشريفة والتجارة المريحة تعبير استعارى يقصد به صناعة الكيمياء (كراتشكوفسكى الرسالة الثانية ص ٢٨٤). ويميل كراتشكوفسكى إلى قراءة «المربحة ـ المربحة» وهى فى المخطوط بدون نقط (المرحة).

(٦) قراءء ياقوت : التعقيدات.

(٧) قراءة ياقوت : التكليفات (ج ٥ ص ٢٧٨ / س ١٨).

(٨) هكذا عند ياقوت وفى المخطوط غير واضحة.

(٩) فى المخطوط وفى ياقوت (واشتهيت على) ياقوت ج ٥ ص ٢٧٨ / س ١٨

(١٠) قراءة ياقوت ابتاع.

(١١) قراءة ياقوت معادن.

٣٠

فوصلت بالخبر والصفة إلى «الشيز» (١) وهى مدينة بين المراغة (٢) وزنجان (٣) وشهر زور (٤).

__________________

(١) صورة معربة لتسمية قديمة لجزيرة «أورمى» وتستعمل أيضا لتسمية قلعة قديمة ، تحمل بقايا آثارها الآن اسم (تخت سليمان) وتوجد فى وادى (ساركوتز) (فى الاتحاد السوفيتى) وهو من فروع نهر (جانما توتش) على بعد ١٤٠ كيلومترا تقريبا إلى الجنوب الشرقى من (أورمى) ومن إشارة تالية لأبى دلف عن موقع (الشيز) وكذلك وصفه التفصيلى لها أمكن للرحالة والعلماء أن يحددوها ويعرفوها. وأول من وجد ودرس آثار (تخت سليمان) رولنسون ومن بعده جاكسون وآخرون. وفى أثناء عملهم استطاعوا أن يحصلوا على معلومات من مؤلفين قدامى عربا وفرسا. وبخصوص هذا المكان انظر : ياقوت ج ٣ ص ٣٥٣ ـ ٣٥٦ ووبارتولد ص ص ١٣٨ ، ١٤٣ ، ومينورسكى : أبو دلف ص ص ٦٦ ـ ٦٧ ومينورسكى : الأسماء والأماكن المنغولية .. ج ١ ١٩٥٧ ص ٦١ ، ٦٣.

(٢) هى مدينة ضحمة فى القرن العاشر الميلادى فى جنوب أذربيجان والآن توجد مدينة بهذا الاسم فى أذربيجان الإيرانية. انظر بخصوصها : ياقوت ج ٤ ص ص ٤٧٦ ـ ٤٧٧) وEI III مقالة بارتولد ص ص ١٤٣ ـ ١٤٤ ولوسترانج ص ص ١٦٤ ـ ١٦٥ ، وحدود العالم ص ١٤٢.

(٣) هى مدينة صغيرة فى القرن العاشر الميلادى على طريق التجارة من (الرى) فى اذربيجان والآن هى مدينة فى شمال إيران. انظر بخصوصها : نفس المراجع السابقة على التوالى ج ٢ ص ص ٩٤٨ ـ ٤٩).EI IV مقالة باتولد ص ١٤٢ ، ولوسترانج ص ص ٢٢١ ـ ٢٢٢ وحدود العالم ص ١٣٢.

(٤) فى مخطوط مشهد تقرأ بوضوح (شهر ورد) التى يذكرها الجغرافيون

٣١

والدينور (١) بين جبال تجمع معادن الذهب ومعادن الزيبق ومعادن الأسرب (٢) ومعادن الفضة ومعادن الزرنيخ الأصفر ومعادن للحجارة (٣) المعروفة بالجمست (٤) فأما ذهبها فهو ثلاثة أنواع نوع (٥) يعرف بالقومسىّ (٦)

__________________

العرب مرارا إلى جانب شهر زور (شوارتز ص ٧٣٢) مع أن أحداها تبتعد عن الآخرى بمسافة كبيرة. سهر ورد كانت فى القرن الرابع عشر تقع فى مكان ببدو حتى هذه اللحظة أنه غير محدد بدقة. وعلى حسب ما يذكره الجغرافيون العرب كانت سهرورد تقع إلى الجنوب من زنجان ليس ببعيد من المدينة على الطريق إلى همدان. انظر : لوسترانج ص ٢٢٣ وبارتولد ص ١٣٩ ، (EI ,IV) وشهر زور اسم مدينة ومنطقة صغيرة فى كردستان فى مكان غير بعيد من الحدود بين تركيا وإيران إلى الجنوب الشرقى من السليمانية المعاصرة. انظر ياقوت ج ٣ ص ص ٣٤٠ ـ ٤٢ وبارتولد ص ١٣٨ وشوارتر ص ص ٦٩٤ ـ ٧٠٥ ولوسترانج ص ١٩٠. واتفاقا مع كراتشكوفسكى (الرسالة الثانية ص ٢٨٤) فإننا نقبل تسمية ياقوت (شهر زور). وفى هذه الحالة فان ما يذكره أبو دلف هو تفكير جغرافى أكثر تحديدا إذ أن (تخت سليمان) وفيما بعد (الشيز) القديمة كانت تقع بالتقريب فى وسط ملتقى أربعة بلاد : المراغة ، وزنجان ، وشهر زور والدينور. فى المخطوط وياقوت (سهرورد).

(١) أكبر مدن منطقة (جبال) فى العصور الوسطى وآثار (الدينور) توجد على شاطىء نهر جسمه ـ آب قرب جبل بيسوتين : انظر ياقوت ج ٢ ص ص ٧١٤ ـ ٧١٥ ومقالة بارتولد (EI ,I) ص ١٣٨. ولوسترانج ص ١٨٩.

(٢) أى القصدير.

(٣) (الحجارة) عند ياقوت.

(٤) هكذا فى المخطوطين أما عند ياقوت فهى (بالجست)

(٥) بعدها يضيف ياقوت (منه).

(٦) تسمية القومسى جاءت على ما يبدو من منطقة (قومس) الواقعة فى شمال شرق إيران إلى الجنوب الشرقى من بحر قزوين وأصبح جزؤها الشرقى ضمن

٣٢

وهو (١) تراب يصب عليه الماء (٢) فيسيل (٣) ويبقى تبر (٤) كالذر يجمع (٥) بالزيبق وهو أحمر خلوقى (٦) ثقيل (٧) نقى (٨) صبغ ممتنع على النار ليّن يمتد (٩) ونوع آخر يقال له الشهرنى (١٠) يوجد قطعا من حبة (١١) إلى عشرة مثاقيل (١٢) صبغ صلب رزين الا أن فيه يبسا قليلا. ونوع آخر يقال له السجابذى (١٣) أبيض رخو رزين أحمر المحك ينصبغ (١٤) بالزاج وزرنبخها مصفح (١٥)

__________________

خرسان (مقالة بارتولد ص ٧٧ ولوسترانج ص ٣٦٤ ـ ٣٦٨).

(١) هكذا عند ياقوت وفى المخطوط «وهى»

(٢) هكذا فى المخطوط وعند ياقوت «على الماء»

(٣) فى المخطوطين أما عند ياقوت «فيغسل»

(٤) هكذا فى المخطوطين وفى ياقوت «تبرا»

(٥) ياقوت «ويجمع»

(٦) الخلوق هو دهان عطرى والأحمر الخلوقى أى الأحمر الفاتح.

(٧) فى المخطوط «ثقيل» أى بدون : نقط على الثاء والياء.

(٨) فى المخطوط «بقى»

(٩) فى المخطوط «ممتد»

(١٠) عند ياقوت «الهرقى» ومينورسكى يفضل قراءتها «الشهربى». ومعنى هذه الكلمة غير معروف.

(١١) عند ياقوت «الحبة» ومعناها المعروف من الحب والحبوب وتستخدم أيضا كوحدة للوزن تعادل تقريبا ٧١. ر. من الجرام.

(١٢) المثقال وحدة وزنية تعادل تقريبا ٢٤ ر ٤ جرام.

(١٣) «السحاندى» عند ياقوت. ومعنى الكلمة غير معروف.

(١٤) عند ياقوت «يصبغ».

(١٥) عند ياقوت «مصباغ»

٣٣

قليل الغبار يدخل فى التزايين (١) والتزاويق ومنه (٢) خاصة يعمل (٣) أهل اصفهان فصوصا ولا أحمر (٤) فيها. وزيبقها (٥) أجل من الخراسانى وأثقل وأنقى وقد اختبرناه فتقرر (٦) من الثلثين واحد فى كيان (٧) الفضة المعدنية ولم نجد من (٨) ذلك فى المشرق (٩). وأما فضتها فإنها تعز (١٠) لعز (١١) الفحم عندهم.

وهذه المدينة يحيط (١٢) سورها ببحير (١٣) فى وسطها لا يدرك له

__________________

(١) فى مخطوط «مشهد «الترايين» وعند ياقوت غير موجودة.

(٢) عند ياقوت «منها»

(٣) ياقوت يضيف «منها»

(٤) عند ياقوت «حمره»

(٥) فى مخطوط مشهد «وزيبقها»

(٦) فى مخطوط مشهد «فنقرر»

(٧) عند ياقوت «كتان»

(٨) محذوفة عند ياقوت.

(٩) عند ياقوت «الشرق»

(١٠) فى مخطوط مشهد «تعز»

(١١) عند ياقوت «بعزه»

(١٢) فى مخطوط مشهد «تحبط»

(١٣) عند ياقوت تقرأ العبارة. «بها سور وبها بحير» و «تخت سليمان» كما يصفها الرحالة والبحاثة الأوربيون يؤكد وصفها معلومات أبى دلف أنها كانت على ربوة ومحاطة بأسوار قوية وبها بحيرة طبيعية من أصل بركانى على ما يبدو ومنها نبعث أنهار صغيرة. والواقع أن وجود المياه فى البحيرة يكسبها صفة المناعة. الا أن عمق البحيرة عند أبى دلف مبالغ فيه. انظر : جاكسون ص ص ١٢٨ ـ ١٢٩ ، ولوسترانج ص ٢٢٤ ملاحظة ٤ ومينورسكى : أبو دلف ص ص ٦٦ ـ ٦٧.

٣٤

(قرار) (١) وانى ارسيت فيه أربعة عشر ألف ذراع (٢) وكسورا من ألف (٣) فلم تستقر (٤) المثقلة ولا اطمأنت واستدارته نحو جريب بالهاشمى (٥) ومتى بل ماؤه بتراب (٦) صار لوقته (٧) حجرا صلدا وتخرج منه سبعة أنهار كل واحد منها ينزل على رحى (٨) ثم يخرج تحت السور. وبها بيت نار (٩)

__________________

(١) القوس هنا وفى الحالات التالية ـ كما سبق القول ـ معناه أن الكلمة سقطت فى «مخطوط مشهد» وأنها أخذت نقلا عن «ياقوت» إلا أنه عند ياقوت «قرارة» وفى المخطوط تقرأ «قرار».

(٢) وحدة قياس الطول. وهناك نوعان من الذراع : الذراع البلدى ويعادل تقريبا ٥٨ ر. من المتر والذراع المعمارى ويعادل تقريبا ٧٥ ر. من المتر. وعلى ما يبدو فإن المقصود هنا هو الذراع البلدى.

(٣) فى مخطوط مشهد «وكسور ألف».

(٤) فى مخطوط مشهد «يستفر»

(٥) الجريب الهاشمى وحدة قياس المسطح أو المساحة وتعادل تقريبا ٤٠٠ مترا مربعا.

(٦) عند ياقوت «بماءه تراب».

(٧) عند ياقوت «فى الوقت».

(٨) فى مخطوط مشهد رحا.

(٩) هو معبد ذرادشتى مشهور «آذار جوشناسب» يرتبط اسمه بمدينة «الشيز» وبمدينة «غنزاكه» عند المؤلفين القدماء. وتناقض معلومات المصادر القديمة ومصادر العصور الوسطى بشأن مكان «الشيز» و «غنزاكه (غزاكه أو غزنة») قد اشار اليه كل من جاكسون وشوارتز وباحثون آخرون. وقدموا تفسيرات مختلفة لما تذكره المصادر. وفى السنوات الأخيرة أوليت هذه المسألة اهتمام كثير من جانب «مينورسكى» وتوصل إلى رأى سديد. فعلى أساس تحليل المصادر استطاع أن يحدد مكان «غنزاكه» فى منطقة «ليلان» الحالية على بعد

٣٥

عظيم الشأن منه (١) تذكى نيران المجوس إلى المشرق والمغرب (٢) وعلى رأس قبته هلال فضة (٣) هو طلسمه (٤) قد حاول قلعه خلق من الأمراء والمتغلبين (٥) فلم يقدروا (٦) على ذلك.

__________________

١٤ كيلومترا إلى الجنوب الشرقى من «أورمى». وفى فقرة مشهورة من «مروج الذهب» للمسعودى (ج ٤ ص ٧٤) عن قيام أنو شروان. (٥٣١ ـ ٥٧٩) بنقل النار من «الشيز» و «الران» إلى «البركه» فإنه يفسر تحديد «البركة» يوصف أبى دلف بأنها «الشيز» وبالتالى فإن المدينة التى وجدت أولا على الربوة كان لها اسمان : غنزاكه و «الشيز» وفيما بعد عند ما نقلت هذه المدينة إلى مكان جديد احتفظت بأسمها القديم «الشيز». انظر : جاكسون : ص ص ١٢٤ ـ ١٤٣ ، وشوارتز : ص ١١١١ إلى ١١٢٠. ومينورسكى : الحملات الرومانية والبيزنطية. (BSOAS, ٤٤٩١, X ١, ٤) ص ص ٢٤٣ ـ ٢٦٥ وأيضا مينورسكى : أبى دلف : ص ٦٦ ـ ٦٧.

(١) عند ياقوت : «عندهم منها».

(٢) عند ياقوت : «من المشرق إلى المغرب».

(٣) وجه بارتولد الاهتمام إلى هذه المعلومات لأبى دلف لأنها تكمل بعض التفصيع ت المهمة عن «الهلال» كدافع وموجه للفن والتعبير الساسانى وقد افترض أنه من المحتمل جدا أن الهلال على قبة «الشيز كان رمزا عصبيا أكثر منه دينيا وأن هذا الرمز لم يكن منتشرا فى شرق ايران. ـ بارتولد عن موضوع الهلال كرمز للإسلام (أخبار المجمع العلمى الروسى المسلسل الرابع : ١٩١٨ رقم ٦ ص ٤٧٦.

(٤) عند ياقوت : طلسمه.

(٥) عند ياقوت : غير موجودة.

(٦) غير موجودة عند : ياقوت.

٣٦

(وهذا القول أيضا من زيادات أبى دلف) (١).

ومن أعاجيب (٢) هذا البيت أيضا (٣) أن كانونه (٤) يوقد (٥) منذ (٦) سبعمائه سنة فلا يوجد فيه رماد البتة (٧) ولا ينقطع الوقود عنه ساعة من الزمان. وهذه المدينة بناها هرمز بن خسرو شير بن بهرام (٨) بحجر وكلس (٩). وعند هذا البيت ايوانات شاهقة وأبنية عظيمة هائلة ومتى قصد هذه المدينة عدو ونصب المنجنيق (١٠) على سورها فإن حجره يقع فى البحيرة التى ذكرناها

__________________

(١) هذه الجملة غير موجودة عند ياقوت. وهذه الملاحظة وغيرها كما يشير كراتشكوفسكى : عن عدم الوثوق بمعلومات أبى دلف ترجع إلى جامع أو مؤلف مجلد مخطوط مشهد. وفى فترة متأخرة قام ناسخ المخطوط بإدخال هذه الملاحظات فى سياق النص (كراتشكوفسكى : الرسالة الثانية : ص ٢٨٥ ويمكن أن يكون قصد أبى دلف هو التعبير عن مناعة القلعة وظهور الهلال على قبة المعبد الساسانى قد اعتبره بارتولد أمر محتمل تماما. وفى مثل هذه الحالة فإن تشكك جامع المخطوط يفتقر إلى أساس.

(٢) عند ياقوت : «عجائب»

(٣) غير موجودة عند : ياقوت.

(٤) عند ياقوت «ان كانوا»

(٥) عند ياقوت : «يوقدون فيه»

(٦) هكذا عند ياقوت : وهى غير واضحة فى مخطوط مشهد

(٧) فى مخطوط مشهد : «فيه»

(٨) شخصية غير تاريخية. ويرد اسم هرمز : عند كثير من المؤلفين المسلمين عند ذكرهم لشجرة عائلة «الارشقيين» انظر على سبيل المثال فهرس الطبرى ويعتقد ماركوارت :(Marquart : Uutersuchungen ,١١ S.I ـ ٩١).

أن هذا الخبر يتعلق «بارتبان» الثانى (١٢ ـ ٣٨؟ هجرية).

(٩) أى «الجير»

(١٠) فى مخطوط مشهد «منجنيقها»

٣٧

فإن أخر (١) منجنيقه ولو ذراعا (٢).

بالمثل (٣) سقط الحجر خارج السور. والخبر فى بناء هذه المدينة أن هرمز ملك الفرس بلغه أن مولودا ولدا (٤) مباركا يولد فى بيت (٥) المقدس فى قرية يقال لها بيت لحم (٦) وأن قربانه يكون ذهبا (٧) وزيتا ولبانا فأنفذ بعض ثقاته بمال عظيم (٨) وأمره أن يشترى من بيت المقدس ألف قنطار زيتا (٩) وحمل معه لبانا كثيرا وأمره أن يمضى (١٠) إلى بيت المقدس ويسأل عن أمر (١١) هذا المولود فإذا وقف عليه دفع الهدية إلى أمه وبشرها بما يكون لولدها من الشرف والذكر وفعل الخير ويسألها أن تدعو (١٢) له ولأهل مملكته ففعل الرجل ما أمر وصار إلى (١٣)

__________________

(١) فى مخطوط مشهد : كتبت هذه الجملة بخط ناسخ المخطوط فى الهامش ولم يظهر الجزء المتطرف منها فى الصورة الفتوغرافية لكن هذه الجملة ذكرها ياقوت.

(٢) يضيف ياقوت : «واحدا».

(٣) محذوفة عند ياقوت

(٤) محذوفة عند ياقوت

(٥) فى مخطوط مشهد «البيت»

(٦) فى مخطوط مشهد «اللحم»

(٧) حسب مخطوط مشهد وعند ياقوت «تقرأ «دهنا».

(٨) محذوفة عند ياقوت.

(٩) محذوفة عند ياقوت.

(١٠) عند ياقوت «يمضى به»

(١١) محذوفة عند ياقوت

(١٢) فى مخطوط مشهد «تدعوا»

(١٣) عند ياقوت. «وسار»

٣٨

مريم (١) فدفع إليها ما وجه به معه وعرفها بركة ولدها فلما أراد الانصراف عنها دفعت إليه جراب تراب وقالت (٢) له عرف صاحبك أن سيكون لهذا (٣) التراب بناء فأخذه وانصرف. فلما صار إلى موضع «الشيز» وهو إذ ذاك صحراء مات. وقد كان قبل موته حين أحس بذلك (٤) دفن (٥) الجراب هنالك (٦). واتصل الخبر بالملك فتزعم الفرس أنه وجه رجلا معه (٧) وقال له اقض (٨) إلى المكان الذى مات فيه صاحبنا فابن على الجراب (٩) بيت نار. وقال ومن أين أعرف مكانه. قال امض فلن يخفى عليك. فلما وصل إلى الموضع تحير وبقى لا يدرى أى شىء يصنع. فلما أمسى (١٠) وأجنه (١١) الليل نظر (١٢) إلى نور عظيم يرتفع (١٣) من مكان بالقرب منه (١٤) فعلم أنه

__________________

(١) يضيف ياقوت «عليها‌السلام»

(٢) فى مخطوط مشهد «قال»

(٣) عند ياقوت «بهذا»

(٤) من أول كلمة «مات» فى آخر الجملة السابقة تقرأ عند ياقوت «فمرض وأحس بالموت»

(٥) عند ياقوت «قد دفن»

(٦) عند ياقوت «هناك ثم مات»

(٧) تقرأ عند ياقوت «ثقة»

(٨) عند ياقوت تقرأ «وأمره بالمضى».

(٩) من أول «صاحبنا «تقرأ الجملة عند ياقوت «ويبنى».

(١٠) محذوفة عند : ياقوت

(١١) فى مخطوط مشهد «واجنه» وعند ياقوت : «أجنه»

(١٢) عند ياقوت : «رأى»

(١٣) عند ياقوت : تقرأ العبارة هكذا : «نورا عظيما مرتفعا».

(١٤) «بالقرب منه» تستبدل عند ياقوت : «القبر».

٣٩

الموضع الذى يريده. فصار (١) إليه وخط حول النور خطا وبات فلما أصبح أمر بالبناء على ذلك الخط فهو بيت النار الذى بالشيز (٢).

وخرجت من هذه المدينة إلى مدينة أخرى على أربعة (٣) فراسخ (٤) تعرف «بالران» (٥) فيها معدن ذهب (٦) ثقيل أبيض فضى أحمر المحك إذا

__________________

(١) عند ياقوت : تقرأ «فسار».

(٢) نهاية اقتباس ياقوت ، وفى القصة تتشابك وتتداخل النزعات الزراد شتية والمسيحية (انظر مينورسكى : اسطورتان إيرانيتان ص ص ١٧٢ ـ ١٧٨).

(٣) فى مخطوط مشهد : أربع.

(٤) الفرسخ مقياس طول إيرانى استعاره العرب. وطول الفرسغ فى مختلف العصور ومختلف المناطق كان يتراوح بين ٥ و ٥ إلى ٥ و ٨ كيلومتر. فى القرنين التاسع والعاشر فى المناطق التى توجد الآن ضمن ايران كان الفرسخ يساوى تقريبا ٦ كيلومترا.

(٥) بداية اقتباس ياقوت : ج ٢ ص ٧٣٩ / س ٢٠ «المران» مدينة بين «مراغة وزنجان» وقيل «والران» هى تسمية عربية عادية لألبانيا القديمة فى المنطقة بين آراك وكورة. إلا أن الكلام هنا عن مدينة «الران» الواقعة على بعد ٤ فراسخ (٢٤ كيلومترا) غير معروف اتجاهها من «الشيز» مع أنه فى معلومات تالية يمكن بسرعة أن تنسب لا إلى المنطقة إلى المدينة. وياقوت فى معجمه يورد وعنوان مدينة «الران» لكنه يقتبس رأى أبى دلف. أن «الران» أو «أران» تعنى منطقة فى أرمينيا (ياقوت : ج ٢ ص ص ٢٣٩ ـ ٢٤٠) مينكورسكى : يفضل قراءتها «ألران» رابطا بينها وبين التسمية القديمة لنهر جاغاتوتش أو فرعه ساركوتس. (مينورسكى : فى الحملات الرومانية ... ص ٢٤٧ وفى : أبى دلف ص ص ٧٠ ـ ٧١. ومن الصعب الأخذ بأى من وجهتى النظر.

(٦) فى مخطوط مشهد : «الذهب».

٤٠