العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٢

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ٢

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٤٥

وكان قدم إليها حاجا ـ وهو متعلل ـ فأقام بها حتى توفى فى التاريخ المذكور ، وكان أقام بها غير مرة ، منها : سنة وسبعة أشهر متوالية قبل مجىء الولاية إليه بمكة ، وكان مجيئها إليه ، وهو بالطائف فى النصف الثانى من ربيع الآخر من سنة إحدى عشرة.

وتوجه من مكة إلى المدينة فى أوائل جمادى الأولى من هذه السنة ، وباشر الوظائف المذكورة ، وحمدت مباشرته لها.

أخبرنى القاضى أبو حامد محمد بن القاضى تقى الدين عبد الرحمن بن القاضى جمال الدين محمد بن أحمد المطرى قراءة عليه ، وأنا أسمع بالمسجد الحرام : أن القاضى عز الدين عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن جماعة ، أخبره سماعا عن أبى الفضل أحمد بن هبة الله ابن عساكر الدمشقى حضورا قال : أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروى ، وزينب بنت عبد الرحمن الشعرى ، قال أبو روح : أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامى ، قال : أخبرنا أبو عثمان بن أبى سعيد العيار.

وحدثنا : وقرأت على يوسف بن عثمان بن مسلم الكتانى ـ بالتاء ـ أخبرك عبد الله ابن الحسن بن الحافظ سماعا. قال : أخبرنا أبو الحسن على بن يوسف الصورى ، قال : أخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعرى.

وحدثنا : وأخبرنى عاليا : يوسف بن عثمان المذكور ، وأبو حفص عمر بن محمد بن عمر البالسى ، بقراءتى عليهما ، قالا : أخبرتنا زينب ابنة الكمال أحمد بن عبد الرحيم المقدسية ، قال الأول : سماعا ، وقال الثانى : حضورا ـ فى الرابعة ـ قالت : أنبأنا عبد الخالق بن الأنجب النشتبرى ، قال هو وزينب الشعرية : أخبرنا وجيه بن طاهر الشحامى ـ قالت زينب : سماعا ، وقال النشتبرى : إجازة ـ قال : أخبرنا أبو حامد أحمد ابن الحسن الأزهرى.

وحدثنا : وقرأت على أبى هريرة بن الذهبى ، أخبرك أحمد بن أبى طالب الصالحى سماعا ، عن داود بن معمر عموما ، قال : أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادية ، قالت : أخبرنا العيار ، قال هو والزهرى : أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدى ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : «من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وترا ، فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يأمر بذلك».

٢٤١

وأخبرناه بهذا العلو مع اتصال السماع : أبو هريرة عبد الرحمن بن الحافظ أبى عبد الله الذهبى ، بقراءتى عليه : أن أبا العباس أحمد بن نعمة الصالحى ـ أخبره سماعا ـ وعيسى بن معالى المطعم ـ حضورا ـ قالا : أخبرنا أبو المنجا بن اللتى ، قال : أخبرنا أبو الوقت السجزى قال : أخبرنا محمد بن مسعود الفارسى ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن أبى شريح ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد البغوى ، قال : حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى ، قال : حدثنا الليث بن سعد عن نافع ، أن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال : «من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وترا ، فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يأمر بذلك».

أخرجه مسلم والنسائى (٢) عن قتيبة ، فوقع لنا موافقة لهما وبدلا عاليين ، ولله الحمد ومن شعره.

إذ غاب قومى حبيبى قلت منتصرا

هل نقص البدر ما فيه من الكلف

قالوا ثناياه سود قلت ويحكم

لله فى ذاك سر غامض وخفى

أشار للخلق أن الريق منه شفا

سم الأوساد فاستشفوا من التلف

٢٦٢ ـ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة المخزومى مولاهم ، أبو عمر المكى المقرئ مقرئ أهل مكة ، الملقب قنبل :

ذكره الذهبى فى طبقات القراء ، فقال : الإمام شيخ المقرئين. ولد سنة خمس وتسعين ومائة ، وجوّد القرآن على أبى الحسن الفواس.

وأخذ عن البزى ، وانتهت إليه رئاسة الإقراء لعلو إسناده ، وتلا عليه : ابن مجاهد ، وابن شنبوذ. وذكر جماعة ، ثم قال : قيل إنه كان يستعمل دواء لشفاء البصر يسمى قنبيلا ، فلما أكثر من استعماله ، عرف به ، ثم خفف ، وقيل له : قنبل. وقيل. بل هو من قوم يقال لهم : القنابلة.

__________________

(٢) أخرجه مسلم فى صحيحه حديث رقم (١٧٠٤ ، ١٧٠٦) والنسائى فى الكبرى (١٣٩٢) ، وفى الصغرى (١٦٧٢).

٢٦٢ ـ انظر ترجمته فى : (الوافى بالوفيات ٣ / ٢٢٦ ، غاية النهاية ٢ / ١٦٥ ، إرشاد الأريب ٦ / ٢٠٦ ، الأعلام ٦ / ١٩٠ ، معجم الأدباء ١٧ / ١٧ ـ ١٨ ، وفيات الأعيان ٣ / ٤٢ ، العبر ٢ / ٨٩ ، طبقات القراء للذهبى ١ / ١٨٦ ـ ١٨٧ ، دول الإسلام ١ / ١٧٦ ، الوافى بالوفيات ٣ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ، البداية والنهاية ١١ / ٩٩ ، طبقات القراء للجزرى ٢ / ١٦٥ ـ ١٦٦ ، النشر فى القراءات العشر ١ / ١٢٠ ـ ١٢١ ، شذرات الذهب ٢ / ٢٠٨ ، سير أعلام النبلاء ١٤ / ٨٤).

٢٤٢

وكان قد ولى فى وسط عمره شرطة مكة ، فحمدت سيرته ، ثم إنه طعن فى السن وشاخ ، وقطع الإقراء قبل موته بسبع ستين.

توفى سنة إحدى وتسعين ومائتين. وقد رماه ابن المنادى ، بأنه اختلط فى آخر عمره ، وتفرد ابن مجاهد عنه بأحرف فيها كلام ، ذكرناه فى ترجمة ابن مجاهد ، والله أعلم

٢٦٣ ـ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك الأزدى (١) يلقب بالجمال ، ويعرف بابن الملجوم المكى أبو عبد الله :

سمع من ابن الجميزى ، وابن أبى الفضل المرسى ، ثم رحل فسمع بدمشق وحلب ، ومنبج (٢) ، وحران ، وبغداد ، من بعض شيوخ الحافظين : قطب الدين العسقلانى ، وشرف الدين الدمياطى ، لأنه كان رافقهما فى الرحلة.

وسمع منه الدمياطى ببغداد وبها مات ، سنة خمسين وستمائة ، على ما قال الدمياطى فى معجمه.

٢٦٤ ـ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن على بن الحسين بن عبد الملك بن أبى النصر الطبرى المكى ، يلقب بالجمال بن العماد :

سمع من أبى اليمن بن عساكر ، ومن المحب الطبرى ، وقرأ «التنبيه» للشيخ أبى إسحاق ، على أبيه المفتى عماد الدين الطبرى ، عن جده لأمه سليمان بن خليل ، عن الشيخ بشير التبريزى ، عن ابن سكينة ، عن الأموى عنه. وقرأه على شيخ اليمن أحمد بن موسى بن العجيل ، بإسناد نازل ، ولكن قراءته عليه قراءة تفهم وضبط ، واجتهاد وتحصيل ، على ما وجدت بخط ابن العجيل ، وترجمة : بالفقيه الأجل العالم العامل.

وتاريخ انقضاء القراءة على ابن العجيل ، عشية الثلاثاء لعشر ليال بقين من جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وستمائة.

__________________

٢٦٣ ـ (١) على هامش نسخة ابن فهد : «ابن هشام بن يوسف بن مصعب بن عمير».

(٢) منبج : بالفتح ثم السكون ، وباء موحدة مكسورة ، وجيم : هو بلد قديم وما أظنه إلا روميّا إلا أن اشتقاقه فى العربية يجوز أن يكون من أشياء.

وهى مدينة كبيرة واسعة ذات خيرات كثيرة وأرزاق واسعة فى فضاء من الأرض ، كان عليها سور مبنى بالحجارة محكم ، بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ ، وبينها وبين حلب عشرة فراسخ.

انظر : معجم البلدان ، معجم ما استعجم (منبج).

٢٤٣

ولم أدر متى مات ، إلا أنه كان حيا سبع وتسعين وستمائة ، وعاش بعد ذلك فى غالب ظنى.

وقد اتفق لمحمد هذا وابن له ، حكاية عجبية إلى الغاية. ذكرها لى شيخنا قاضى الحرم جمال الدين بن ظهيرة ، ذكر أنه سمعها من الناس ، وملخصها : أنهما كانا بالشام ، فحصل لهما مرض شديد ، فدخل عليهما شخص ، وقال لهما : أتشتهيان أن أحمل عنكما المرض؟. فقالا : نعم ، فانتفض انتفاضة ، فقاما يمسيان ، فأعطاهما درهمين ، وقال لهما : إذا اشتريتما حاجة فاشترياها بأحدهما فقط ، وأتركا الآخر عندكما ، وأمرهما بالتوجه إلى القاضى بدمشق.

فلما وصلا إلى موضعه ، عرفا بأنه طلبهما ، فدخلا إليه ، فأحسن إليهما ، فتوجها مع الحجاج ، فكانا يشتريان الحاجة بأحد الدرهمين ، ثم يعود إليهما الدرهم بعينه. فاتفق أنهما اشتريا حاجة بهما فلم يعودا.

٢٦٥ ـ محمد بن عبد الرحمن بن محمد الهاشمى ، أبو عبد الله الصقلى إمام المالكية بالحرم الشريف :

ولى الإمامة مدة سنين ، فى آخر القرن السادس ، وفى أوائل القرن السابع ولم أدر متى مات ؛ إلا أنه كان حيا فى سنة سبع وستمائة بمكة.

وسمع بها من يونس الهاشمى ، وزاهر بن رستم ، إمام المقام. وترجم فى سماعه عليهما : بإمام المالكية وبالحرم الشريف.

٢٦٦ ـ محمد بن عبد الرحمن بن أبى الخير بن أبى عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحسنى ، الشريف أبو الخير الفاسى المكى المالكى :

حضر على القاضى عز الدين بن جماعة ، وسمع من ابن عبد المعطى ، وابن حبيب الحلبى بمكة وغيرها. وتفقه على الشيخ موسى المراكشى ، وعلى أبيه ، وخلفه فى تصديره بالمسجد الحرام ، فأجاد وأفاد ، وكان من الفضلاء الأخيار ، وله حظ من العبادة والخير ، والثناء عليه جميل.

وتوفى فى ثالث شوال سنة ست وثمانمائة بطيبة ، ودفن بالبقيع. وقد جاوز الأربعين بيسير ، وعظمت الرزية بفقده ، فإنه لم يعش بعد أبيه إلا نحو سنة.

__________________

٢٦٥ ـ انظر ترجمته فى : (أعلام النبلاء ٩ / ٦٩).

٢٦٦ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٨ / ٤٠).

٢٤٤

وبلغنى أنه رأى فى المنام ـ وأبوه مريض ـ أن شخصا ـ أظنه مغربيا ـ أعطاه كساء ، وقال له : بعه بثلاثة عشر درهما ، اعط أباك منها ثلاثة ، والباقى لك فأول ذلك بمقدار حياتهما ، وتردد فى الدرهم هل هو شهر أو سنة ، فقدر أن أباه مات بعد ثلاثة أشهر بعد الرؤية ، فغلب على ظنه أنه لا يعيش بعد أبيه إلا عشرة أشهر ، فعاش بعد أبيه عشرة أشهر وسبعة عشر يوما ، لأن أباه توفى فى ليلة نصف ذى القعدة سنة خمس وثمانمائة. وهذه الرؤية مما حملته على اهتمامه بزيارة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورغب مع ذلك فى الوفاة فى جواره عليه‌السلام. فحقق الله له قصده.

٢٦٧ ـ محمد بن عبد الرحمن بن أبى الخير محمد بن أبى عبد الله محمد بن محمد ابن عبد الرحمن الحسنى ، الشريف أبو عبد الله الفاسى المكى المالكى ، أخو أبى الخير السابق ، وهو أبو عبد الله الصغير ، لأنه كنى بكنية جد أبيه أبى عبد الله الفاسى الكبير ، الآتى ذكره ، يلقب محب الدين :

ولد فى سنة أربع وسبعين وسبعمائة بمكة ، وسمع بها على غير واحد من شيوخها. منهم العفيف عبد الله النشاورى ، وغير واحد من القادمين إليها ، منهم عبد الوهاب القروى الإسكندرى ، شيئا من آخر «المحدث الفاصل» للرامهرمزى ، والشيخ جمال الدين الأميوطى ، وإبراهيم بن صديق ، وبعض ما سمعه على ابن صديق معى وبقراءتى.

وسمع معى بالقاهرة وبقراءتى على جماعة من شيوخنا ، منهم : على بن أبى المجد الدمشقى ، وعبد الله بن عمر الحلاوى ، وأحمد بن حسن السويداوى ، والبرهان إبراهيم ابن أحمد الشامى.

وله إجازة من عمر بن أميلة ، وصلاح الدين بن أبى عمر ، ومن عاصرهم من شيوخ دمشق وغيرها.

وحدث عن بعض شيوخه بالإجازة ، المشار إليهم ، وعن غيرهم ممن سمع منهم ، وحفظ «مختصر» ابن الحاجب فى الفقه و «الرسالة» لابن أبى زيد ، وغير ذلك من المختصرات.

وكان يحضر تدريس أبيه بمكة كثيرا. وقرأ فى الفقه بالقاهرة على بعض شيوخها من المالكية ، وتبصر فى الفقه قليلا ، ودرس فيه قليلا.

__________________

٢٦٧ ـ انظر المرجع السابق والصفحة.

٢٤٥

وعرض له قولنج تعلل به سنين كثيرة ، ولم يغارفه حتى توفى فى آخر ليلة الاثنين الثامن لشهر ربيع الآخر ، سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة بمكة ، بدار زبيدة ، وصلى عليه عقيب طلوع الشمس بالمسجد الحرام ، عند قبة الفراشين كأبيه ، ودفن بالمعلاة على أبيه ، بقبر أبى لكوط.

ولم يوجد ـ فيما بلغنى ـ لأبيه أثر فى القبر ، وبين وفاتيهما سبعة عشر سنة ونحو خمسة أشهر ، رحمها الله تعالى.

وعرض له قبيل موته إسهال كثير بالدم ، ولعله مات بذلك ، فيكون شهيدا باعتبار أنه مبطون ، وقد دخل لأجل الرزق إلى القاهرة مرتين ، ومرتين إلى اليمن ، وأقام بالقاهرة فى القدمة الأولى أزيد من عامين ، وفى الثانية : نحو عام ونصف ، ودخل فيها الإسكندرية ، وهو ابن عمتى ، وابن ابن عم أبى ، رحمه‌الله تعالى.

٢٦٨ ـ محمد بن عبد الرحمن بن أبى الخير بن أبى عبد الله محمد بن عبد الرحمن ، الحسنى الفاسى المكى المالكى ، الشريف القاضى رضى الدين أبو حامد ، شقيق أبى الخير ، وأبى عبد الله :

ولد فى رجب سنة خمس وثمانين وسبعمائة ، وقيل فى سادس رجب سنة أربع وثمانين بمكة.

وسمع بها ـ ظنا ـ على العفيف عبد الله بن محمد النشاورى ، والشيخ جمال الدين إبراهيم الأميوطى.

وسمع ـ يقينا ـ على جماعة من شيوخنا بالحرمين ، منهم : مسند الحجاز إبراهيم بن محمد بن صديق الرشام ، والشيخ زين الدين أبو بكر بن الحسين المراغى ، أشياء كثيرة من مروياتهما.

وأجاز له باستدعائى ، واستدعاء غيرى ، جماعة من شيوخنا الشاميين وغيرهم ، وحفظ عدة من المختصرات فى فنون من العلم ، وثقه بوالده ، وشيخنا القاضى زين الدين خلف النحريرى المالكى ، فى «مختصر» الشيخ الجليل وغيره ، والشيخ أبى عبد الله الوانوغى ، وقرأ عليه فى «مختصر» ابن الحاجب الأصلى ، وحضر درسه فى فنون من العلم بمكة وغيرها.

__________________

٢٦٨ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٨ / ٤١).

٢٤٦

وأخذ العربية عن إمام الحنفية بمكة الشيخ شمس الدين الخوارزمى ، المعروف بالمعيد ، والشيخ شمس الدين محمد بن جامع البوصيرى ، لما جاور بمكة ، وكثرت عنايته بالفقه ، فتبصر فيه وفى غيره.

وكتب بخطه ـ ولا بأس به ـ عدة كثيرة من المؤلفات ، وبعضها مجلدات ، وأذن له شيخنا القاضى زين الدين خلف فى التدريس ، ورأيت خطه له بذلك.

وذكر لى صاحب الترجمة ، أنه أذن له فى الإفتاء ، وذلك فى سنة سبع وثمانمائة ، بعد أن رحل من مكة إلى المدينة ، وللأخذ عن شيخنا المذكور.

وجلس من بعد هذه السنة للتدريس فى موضع تدريس والده ، وصار لا يترك ذلك إذا كان بمكة ، إلا لشغل أو مرض ، أو فى الأوقات التى يترك الناس فيها التدريس ، كرمضان وأيام المراسم.

وكان يدرس بغير هذا الموضع ، بزيادة باب إبراهيم ، عند دار زبيدة ، وكان كثير الجلوس هناك ، وكان يفتى الناس كثيرا فى المدة المشار إليها ، ومدة تصديه للتدريس والإفتاء ، نحو خمس عشرة سنة ، وكثير من فتاويه يقصد فيه المعارضة فيما رفع إلىّ من الأحكام ، ويتم عليه فى ذلك أشياء كثيرة على غير السداد ، وبينت له ذلك ، وقف عليه مرات.

وكان قبل ذلك مائلا إلىّ فاستنبته فى العقود والفسوخ ، ثم تكدر لبعض القضايا الواقعة عندى لبعض قرابته ، فرغب عن ذلك ، وتصدى للمعارضة بالفتوى وحب الولاية لمنصب قضاء المالكية الذى بيدى ، ووليه فى حال غيبتى باليمن ، بإعانة جماعة كان فى نفسهم منى شىء.

وكتب له بذلك توقيع مؤرخ بالرابع والعشرين من شوال سنة عشرة وثمانمائة ، ووصل هذا التوقيع لمكة ، وقرئ فى أوائل ذى الحجة منها ، بمجلس أمير الحاج المصرى ، ولبس لأجل ذلك خلعة وباشر الأحكام.

فلما رحل الحجاج المصريون عن مكة ليلة (١) ، أتانى توقيع ـ بالولاية على عادتى ـ مؤرخ بسابع ذى القعدة منها فباشرت ، وترك هو المباشرة ، واستمر شديد الحرص على عوده للولاية ، فلم يتم له ذلك حتى مات ، مع عدم إجماله فى طلب ذلك ، فلا حول

__________________

(١) على هامش نسخة التيمورية : «صوابه : ليلة الخامس عشر من ذى الحجة ، لأنه كذا فى ترجمة المؤلف».

٢٤٧

ولا قوة إلا بالله ، ورام جماعة من أهل الخير الإصلاح بينى وبينه ، على أن أستنيبه وأعطيه نصف المعلوم ، فأجبتهم لسؤالهم ، ولم يوافق هو على ذلك ، لإشارة كثير من أهل الهوى عليه بعدم الموافقة على ذلك ، قدر شىء لكان ، وبلغنى أنه جمع شيئا يتعلق بابن الحاجب الفرعى ، ذكر فيه الراجح مما فيه الخلاف ، وسماه «الأداء الواجب فى تصحيح ابن الحاجب» وهذا أو غالبه موجود فى شرح ابن الحاجب ، ولكن لجمعه فائدة فى الجملة ، ولم أقف على شىء من ذلك ، ووقفت له على شىء جمعه فى قدر ثلاث كراريس ، تتعلق «بمختصر» الشيخ خليل الجندى ، وشارحيه الإمامين : صدر الدين عبد الخالق بن الفرات ، وشيخنا القاضى تاج الدين بهرام لذكرهما فى شرحهما أشياء انتقدها عليهما ، وبعث بذلك إلى فضلاء المالكية بالقاهرة لينظروا فيه ، فوقف على ذلك ـ فيما بلغنى ـ من المعتبرين : شيخنا قاضى القضاة جمال الدين عبد الله بن مقداد الأقفهسى ، وقاضى القضاة شمس الدين البساطى ، ولم يكتبا ولا غيرهما عليه حرفا ، ولم يحمداه على ذلك فيما بلغنى ، ولعل ذلك لعدم ورود أكثر ما أورده ، وإساءته فى العبارة فى بعض ذلك.

وقد ناب فى الحكم بمكة عن قاضيها شيخنا العلامة جمال الدين بن ظهيرة ، وحكم فى قضايا لم يخل فيها من انتقاد ، ولديه فى الجملة خير.

توفى وقت العصر من يوم الخميس خامس عشر ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثمانمائة ، ودفن فى بكرة الجمعة بالمعلاة ، عند قبر أبى لكوط (٢).

وكانت مدة علته ثمانية أيام ، وهى حمى حادة دموية ، ولعله فاز بسببها بالشهادة ، فإنها نوع من الطاعون فيما قيل.

٢٦٩ ـ محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن يحيى بن هشام بن العاص بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى ، قاضى مكة ، والملقب بالأوقص :

روى عن ابن جريج ، وعيسى بن طهمان.

روى عنه معن بن عيسى ، ومحمد بن الحسن بن زبالة ، وذكره ابن حبان فى الثقات.

قال العقيلى : يخالف فى حديثه ، وقال أبو القاسم بن عساكر : ضعيف.

__________________

(٢) على هامش المطبوعة : «هو الولى الصالح : عبد الله بن عبد الرحمن الدكالى المتوفى سنة ٦٢٩ ، وقبره بالحجون مشهور».

٢٦٩ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ٣ / ٦٢٥ ترجمة ٧٨٥٥).

٢٤٨

وذكر الأزرقى : أنه كان على قضاء مكة ، لما أمر المهدى بشراء الدور ، لتوسعة المسجد عام حج ، وهو عام ستين ومائة.

وذكره الزبير بن بكار ، فقال : ومن ولد هشام بن العاص بن هشام : الأوقص ، وهو محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن يحيى بن هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة.

وكان على قضاء مكة فى أيام المهدى أمير المؤمنين ، ومات فى خلافة أمير المؤمنين موسى الهادى ، وأمه أم أبان بنت عبد الحميد بن عباد بن مطرف بن سلامة ، من بنى مخربة. وقال : قال الدارمى : يمدح محمد بن عبد الرحمن المعروف بالأوقص (١) :

أبا خالد أشكو غريما مشوها

ببابى لا يحيا ولا يتوجه

له مقلتا كلب ومنخر ثعلب

وبالضبع إن شبهته هو أشبه

إذا قلت أقبل زادك الله بغضة

وثنى وجهه لا بل غريمى أشوه

ولو كنت إن ماطلته مل وأنثنى

ولكنه يشرى على ويسفه

وذكره الفاكهى فى قضاة مكة ؛ لأنه قال فى الترجمة التى ترجم عليها بقوله «ذكر من ولى قضاء مكة من أهلها من قريش» وكان منهم : محمد بن عبد الرحمن بن هشام الأوقص ، قضى للمهدى ، وخلف عنده أموال المسجد الحرام ليعمر المسجد ، ففعل. انتهى.

وذكره الذهبى فى الميزان. ومنه كتبت من روى عنه ، ومن يروى عنه ، والكلام فيه ، وعرّفه بقاضى المدينة ، ولعله قضاها أيضا ، والله أعلم.

وروينا عن الأزرقى قال : حدثنى محمد بن أبى عمر ، عن القاضى محمد بن عبد الرحمن بن محمد المخزومى ، عن القاضى الأوقص محمد بن عبد الرحمن بن هشام ، قال : خرجت غازيا فى خلافة بنى مروان ، فقفلنا من بلاد الروم ، فأصابنا مطر فأوينا إلى قصر ، فاستدرينا به من المطر ، فلما أمسينا ، صرخت جارية مولدة من القصر ، فتذكرت مكة وبكت عليها ، وأنشأت تقول :

من كان ذا بالشام يحبسه

فإن فى غيره أمسى لى الشجن

فإن ذا القصر حقا ما به وطنى

لكن بمكة أمسى الأهل والوطن

من ذا يسائل عنا أين منزلنا

فالأقحوانة منا منزل قمن

إذ نلبس العيش صفوا ما يكدره

طعن الوشاة ولا ينبو بنا الزمن

__________________

(١) الأبيات فى : (جمهرة نسب قريش ١٨١٢).

٢٤٩

فلما أصبحنا لقيت صاحب القصر ، فقلت له : رأيت جارية خرجت من قصرك ، فسمعتها تنشد كذا وكذا ، فقال : هذه جارية مولدة مكية ، اشتريتها وخرجت بها إلى الشام ، فوالله ما ترى عيشنا ولا ما نحن فيه شيئا. فقلت : تبيعها؟. قال : إذا أفارق روحى. انتهى.

٢٧٠ ـ محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القرشى الأصفونى الأصل ، المكى المولد والدار :

سمع بمكة من الحافظ صلاح الدين العلائى وغيره بمكة.

وتوفى بعد الستين وسبعمائة ، ببلد أبيه الشيخ نجم الدين الأصفونى ، مفتى مكة الآتى ذكره ، وهى أصفون (١) ـ من صعيد مصر الأعلى ـ وهو سبط الشيخ ظهيرة بن أحمد ابن عطية بن ظهيرة المخزومى ، الآتى ذكره.

٢٧١ ـ محمد بن عبد السلام بن أبى المعالى بن أبى الخير ذاكر بن أحمد بن الحسن ابن شهريار الكازرونى ، أبو عبد الله المكى ، يلقب بالجلال :

مؤذن الحرم الشريف. سمع من زاهر بن رستم : جامع الترمذى ، وسمع من يحيى بن ياقوت البغدادى : فضائل العباس لابن السمرقندى ، وحدث.

سمع منه : عبد الله بن عبد العزيز المهدوى ، ومات قبله بسنتين (١) ، وجماعة آخرهم:أبو نصر بن الشيرازى ، شيخ شيوخنا (٢).

توفى ليلة الثامن والعشرين من ذى الحجة ، سنة خمس وخمسين وستمائة بمكة. ودفن بالمعلاة. ومولده فى نحو سنة تسعين وخمسمائة.

نقلت مولده ووفاته ونسبه هذا ، من وفيات الشريف أبى القاسم الحسينى.

٢٧٢ ـ محمد بن عبد الصمد بن [......](١) المغربى المعروف بالتازى :

جاور بمكة سنين كثيرة ، تقارب العشرين أو أزيد ، واشتغل بالفقه قليلا ، وكان يذاكر من حفظه بمواضع من موطأ مالك ، رواية يحيى بن يحيى ، ويفهم أنه يحفظه.

__________________

٢٧٠ ـ (١) أصفون : بضم الفاء ، وسكون الواو ، ونون : قرية بالصعيد الأعلى على شاطئ غربى النيل تحت إسنا وهى على تل عال مشرف. انظر : معجم البلدان (أصفون).

٢٧١ ـ (١) على هامش نسخة ابن فهد : «والشرف الدمياطى».

(٢) على هامش نسخة ابن فهد : «سمع منه فضائل العباس للسمرقندى».

٢٧٢ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء ٨ / ٥٨).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٥٠

وسمع بمكة على النشاورى ، وشيخنا ابن صديق ، وغيرهما من شيوخنا. ولم يكن بالمرضى فى دينه ، والله يغفر له.

توفى فى آخر ذى الحجة سنة خمس وثمانمائة ، أو أول التى بعدها ، برباط السدرة بمكة ، وكان يسكن به ، ودفن بالمعلاة.

٢٧٣ ـ محمد بن عبد العزيز بن الحسين بن عبد الله التميمى السعدى الأنصارى ، القاضى أبو عبد الله بن القاضى الجليس أبى المعالى ، المعروف بابن الحباب المالكى :

ذكره المنذرى فى التكملة ، وذكر أنه سمع من الحافظ السلفى ، وأبى الطاهر بن عوف بالإسكندرية.

وسمع بمصر من جماعة ، منهم الشريف أبو الفتوح ناصر بن الحسين الزيدى ، وقرأ عليه القرآن بالروايات ، وقرأ الأدب على العلامة أبى محمد بن برى ، وأجاز له. وحدث. ولى ولايات رفيعة.

وتوفى ليلة سلخ المحرم سنة خمس وستمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

ومولده فى ذى القعدة سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة ، وهو من بيت رواية ، وتقدم فى الولايات والفضيلة ، حدث منهم جماعة.

٢٧٤ ـ محمد بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة ، المخزومى ، محب الدين أبو عبد الله المكى :

سمع من الآقشهرى ، والزين الطبرى ، وعثمان بن الصفى وغيرهم.

وذكر لى شيخنا أبو بكر بن عبد المعطى : أنه حفظ الحاوى فى الفقه ، والكافية فى النحو لابن الحاجب. وكان رجلا حسنا ، وسألت عنه شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة. فقال : كان رئيسا محتشما حسن الشكل.

توفى سنة أربع وستين وسبعمائة بالقاهرة.

٢٧٥ ـ محمد بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشى المخزومى المكى ، أخو السابق ، يلقب بالجمال وبأبو سمنطح :

ولد فى آخر حياة أبيه أو بعد وفاته بمكة ، وبها نشأ. فلما بلغ وملك أمره ، باع كثيرا

__________________

٢٧٤ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٨ / ٧٣).

٢٧٥ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٨ / ٧٣).

٢٥١

مما ورثه من أبيه ، وصار يتردد إلى اليمن فى غالب السنين ، ويكثر من التزويج بزبيد وغيرها ، ويحج فى غالب السنين ، وعرض له بعد الحج من سنة اثنتين وثمانمائة ـ مرض تعلل به حتى مات فى المحرم سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، وقد جاوز الخمسين بسنين يسيرة. وله إجازة من متأخرى أصحاب الفخر بن أميلة ومن عاصره ، رحمه‌الله.

٢٧٦ ـ محمد بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشى المكى ، يلقب بالجمال ، ويعرف بالطويل :

كان من الطلبة الشافعية بالمدرسة البنجالية الجديدة بمكة ، وعانى بأخرة الشهادة ، ودخل ديار مصر طلبا للرزق غير مرة.

ومات فى جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة. ودفن بالمعلاة.

٢٧٧ ـ محمد بن عبد الكريم بن عبد الغفار بن عبد الكريم ابن عبد الرحمن النهاوندى ، القاضى شمس الدين :

هكذا وجدته منسوبا بخط الشيخ أبى حيان فى شيوخه بالإجازة.

وذكر أن مولده فى تاسع عشرى رمضان ، سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بمكة ، وأنه سمع الثقفيات من ابن بنت الجميزى. انتهى ما ذكره أبو حيان ، ولم يصرح بأنه مكى ، وهو من بيت مشهور ، كان بمكة.

٢٧٨ ـ محمد بن عبد المحسن بن سلمان بن عبد المرتفع ، المخزومى الأبوتيجى :

نزيل مكة. سمع على الفخر التوزرى ، والرضى الطبرى.

وذكر لى سبطه شيخنا السيد تقى الدين عبد الرحمن الفاسى : أنه كان دائم الصيام لا يفطر إلا العيدين ، وكانت له ملاة ، وكان كثير الإيثار. توفى بمكة.

٢٧٩ ـ محمد بن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشى الهاشمى :

ذكر الزبير بن بكار : أن أمه بنت حمزة الهمدانى. قال : وكان له قدر وشرف.

٢٨٠ ـ محمد بن عبد المعطى بن أحمد بن عبد المعطى بن مكى بن طراد الأنصارى الخزرجى ، يلقب بالجمال :

ذكره ابن أخيه شيخنا أبو بكر بن قاسم بن عبد المعطى ، وقال : قرأ على الصفى بن

__________________

٢٧٦ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٨ / ٧٤).

٢٥٢

أبى المنصور ، والقطب القسطلانى ، وأبى العباس المرسى ، واجتمع ببعض أصحاب ابن الرفاعى، وصحب أصحاب الشيخ أبى السعود ، وأبى الحسن الشاذلى.

وتوفى سنة خمس وأربعين سبعمائة تقريبا بمصر ، ودفن بالقرافة. وقد نيف على المائة ، وهو والد شيخنا أبى العباس النحوى.

ووجدت سماعه على مؤنسة خاتون ، بنت الملك العادل.

٢٨١ ـ محمد بن عبد الملك بن عبد الله بن محمد بن محمد القرشى البكرى ، جمال الدين بن الشيخ الصالح أبى مروان بن الشيخ العلامة العارف أبى محمد ، المعروف بالمرجانى ، التونسى الأصل ، الإسكندرى المولد ، المكى الدار :

ولد بالإسكندرية ، وأجاز له جماعة ، فى استدعاء مؤرخ سنة سبع وعشرين وسبعمائة ، من مصر والإسكندرية ، منهم : إبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن الغرافى ، ووجيهة بنت على الصعيدى ، وأبو الحسن على بن إسماعيل بن قريش ، وأبو المحاسن يوسف بن عمر الختنى ، وأبو النون يونس بن إبراهيم الدبوسى ، والركن بن القويع الشيخ ، وأبو حيان ، والقاضى فخر الدين عبد الواحد بن المنير ، وجماعة.

وسمع بمكة من الفخر عثمان بن الصفى الطبرى : سنن أبى داود ، ومن القطب بن المكرم وجماعة ، وما علمته حدث. وأجاز لى فى استدعاء بخط شيخنا ابن شكر.

ومن خط المذكور نقلت نسبه هذا.

ووجدت بخط شيخنا ابن شكر : أنه ولد بمكة. وذكر لى غيره من شيوخنا : أنه ولد بالإسكندرية.

ومولده ـ على ما وجدت بخط شيخنا ابن شكر ـ فى سنة أربع وعشرين وسبعمائة.

وتوفى فى شوال سنة إحدى وثمانين وسبعمائة (١) ودفن بالجبل الذى يقال إن فيه قبر عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما ، بوصية منه فى ذلك ، ولا يصح أن ابن عمر ، دفن فى هذا الجبل ، كما أوضحناه فى كتابنا «شفاء الغرام ومختصراته».

وكان رجلا صالحا ، دينا خيرا ، ذا عبادة كثيرة ، وانفراد عن الناس ، وله اشتغال فى الفقه ، وعناية بالتفسير ، وعلم الحرف والأسماء والأوفاق.

__________________

٢٨١ ـ (١) على هامش نسخة ابن فهد : «رأيت بخط ابن شكر أنه توفى سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة».

٢٥٣

٢٨٢ ـ محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكى :

روى عن أبيه. روى عنه روح بن عبادة.

ذكره ابن حبان فى كتاب الثقات. روى له ابن ماجة فى كتاب التفسير.

كتبت هذه الترجمة من التهذيب للمزى.

٢٨٣ ـ محمد بن عبد الملك بن أبى محذورة الجمحى المكى :

روى عن أبيه ، عن جده. وعنه سفيان الثورى ، وأبو قدامة الحارث بن عبيد الإيامى. روى له أبو داود. وذكره ابن حبان فى الثقات.

٢٨٤ ـ محمد بن عبد الملك بن محمد ، الأمير شمس الدين المعروف بابن المقدم :

كان من أكبر الأمراء النورية ، ثم الصلاحية ، واستنابه السلطان صلاح الدين يوسف ابن أيوب (١) بدمشق. ووقف بها مدرسة على الحنفية داخل باب الفراديس (٣) ، وشهد معه فتح بيت المقدس.

فلما انقضى الفتح ، توجه إلى الحجاز ، وفى صحبته خلق كثير من بلاد شتى ، فلما وقفوا بعرفة ، وقع بينه وبين طاشتكين أمير الحاج العراقى قتال ، لأنه أراد التقدم بالإفاضة قبل طاشتكين ، ورفع علم السلطان صلاح الدين ، وقال طاشتكين : لا يرفع هنا إلا علم الخليفة ، ولا يتقدمه أحد بالإضافة ، فجرى بسبب ذلك قتال بين الفريقين ، فقتل جماعة

__________________

٢٨٢ ـ انظر ترجمته فى : (تهذيب الكمال ٢٥ / ٢١ ، تاريخ البخارى الكبير ترجمة ٤٩٠ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٦ ، ثقات ابن حبان ٩ / ٥٦ ، تذهيب التهذيب ٣ / ٢٢٧ ، ميزان الاعتدال ترجمة ٧٨٩٢ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣١٧ ، التقريب ٢ / ١٨٦).

٢٨٣ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ البخارى الكبير ١ / ٤٨٦ ، الجرح والتعديل ترجمة ١٤ ، ثقات ابن حبان ٧ / ٢٣٤ ، الكاشف ترجمة ٥٠٩٢ ، تذهيب التهذيب ٣ / ٢٢٧ ، ميزان الاعتدال ترجمة ٧٨٨٨ ، نهاية السول ٣٣٩ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣١٧ ، التقريب ٢ / ١٧٦ ، تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٢).

٢٨٤ ـ انظر ترجمته فى : (الكامل لابن الأثير ١١ / ٢١٢ ، الروضتين ٢ / ١٢٣ ، الأعلام ٦ / ٢٤٩).

(١) انظر ترجمته فى : (شذرات الذهب ٦ / ٤٨٨).

(٣) الفراديس : جمع فردوس ، وأصله رومى عرب ، وهو البستان ، هكذا قال المفسرون ، وقد قيل إن الفردوس تعرفه العرب وتسمّى الموضع الذى فيه كرم فردوسا ، وقيل : كل موضع فى فضاء فردوس ، وباب الفراديس : باب من أبواب دمشق. انظر معجم البلدان (فراديس).

٢٥٤

من أصحاب ابن المقدم ، ونهبت أموالهم ، ولو لا كفه لهم عن القتال ؛ مراقبة لحرمة الزمان والمكان ، لانتصفوا من أهل العراق ، وجرح هو عدة جراحات ، وقضى الله تعالى له بالشهادة فى يوم النحر ، سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة بمنى. ونقل إلى المعلاة فدفن بها ، هكذا ذكر فى تاريخ ابن الأثير وغيره.

ورأيت فى حجر قبره بالمعلاة : أنه توفى يوم الخميس الحادى عشر من ذى الحجة من السنة المذكورة ، وهو يخالف ما سبق. والله أعلم.

وفيه فى نسبه زيادة «محمد» بعد عبد الملك ، وقبره بقرب القبر الذى يقال له قبر خديجة بنت خويلد رضى الله عنهما.

وفى تاريخ ابن الأثير أكثر مما ذكرناه من حاله.

٢٨٥ ـ محمد بن عبد الملك الحضرمى :

نزيل مكة. هكذا ذكره القطب الحلبى فى تاريخ مصر ، فى شيوخ شجاع بن محمد ابن سيدهم ، المدلجى ، المتصدر بالجامع العتيق.

٢٨٦ ـ محمد بن عبد المهدى بن على بن جعفر المكى :

كان من جملة المشارفين فى ديوان الشريف حسن بن عجلان فى بعض ولايته على مكة. توفى فى سنة اثنتى عشرة وثمانمائة [........](١). من بلاد اليمن ، ووصل نعيه إلى مكة فى شهر رجب منها ، أو فى جمادى الآخرة.

٢٨٧ ـ محمد بن عبد المؤمن بن خليفة الدكالى (١) ، الملقب بالبهاء المكى :

أجاز له فى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة : أبو العباس الحجار ، وجماعة من دمشق ، باستدعاء خاله الشريف أبى الخير الفاسى. وسمع منه : الموطأ ، وعلى الزين الطبرى وعثمان بن الصفى والآقشهرى : سنن أبى داود ، وعلى جماعة بمكة ، وبالمدينة : على الزبير بن على الأسوانى : الشفا للقاضى عياض ، وعلى المطرى ، وخالص البهائى : الإتحاف ، لأبى اليمن بن عساكر.

__________________

٢٨٦ ـ وانظر ترجمته : (فى الضوء اللامع ٨ / ١٢٦).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل قدر بقية السطر.

٢٨٧ ـ (١) نسبة إلى دكّالة : بفتح أوله ، وتشديد ثانيه : بلد بالمغرب يسكنه البربر. انظر : معجم البلدان (دكالة)

٢٥٥

وسمع من القاضى ناصر الدين التونسى بالقاهرة ، وتردد إليها مرات.

وبها توفى سنة تسع وستين وسبعمائة. وكان باشر الحسبة بمكة نيابة.

٢٨٨ ـ محمد بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مصعب الزبيرى ، أبو البركات المكى:

رحل إلى العراق والشام ومصر والأندلس.

وروى عن أبى زيد المروزى ، والدارقطنى ، والقاضى أبى بكر الأبهرى ، وغيرهم ، حدث عنه أبو محمد بن حزم ، وأبى محمد بن جراح. وقال : كان ثقة ، متحريا فيما ينقله ، لقيته بإشبيلية فى سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ، وفيها توفى. وأخبرنى أن مولده سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ، وكان ممتعا بحواسه.

ذكره الذهبى فى تاريخ الإسلام ، ومنه اختصرت هذه الترجمة.

٢٨٩ ـ محمد بن عبد الوهاب بن أحمد العجلى ، أبو بكر المكى :

روى عن إبراهيم بن محمد التيمى القاضى. سمع منه فى جامع البصرة : الحافظ أبو بكر الإسماعيلى ، وذكره فى معجمه.

٢٩٠ ـ محمد بن عبد الله بن عبد الغفار القزاز المكى أبو عبيد الله :

حدث عن إبراهيم بن محمد الشافعى.

وسمع منه : ابن المقرى بمكة ، وذكره فى معجمه.

٢٩١ ـ محمد بن عبيد بن أبى صالح المكى :

سكن بيت المقدس. يروى عن صفية بنت شيبة ، ومجاهد بن جبر ، وعدى بن عدى الكندرى.

روى عنه : ثور بن يزيد الحمصى ، وعبيد الله بن أبى جعفر المصرى.

قال أبو حاتم : هو ضعيف الحديث. وذكره ابن حبان فى الثقات.

__________________

٢٨٨ ـ انظر ترجمته فى : (الصلة لابن بشكوال ٥٦٣ ، تاريخ الإسلام للذهبى ٤١٠).

٢٩١ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ البخارى الكبير ١ / ٥١٤ ، الجرح والتعديل ٨ / ٣٧ ، الثقات لابن حبان ٧ / ٣٧١ ، تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢ ت ٥٤٤٢ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٧٩٦ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣٣٠ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٨٨).

٢٥٦

روى له أبو داود حديثا واحدا ، ورواه ابن ماجة ، إلا أنه سمى فى روايته : عبيد الله ابن أبى صالح ، وهو وهم على ما قال المزى. والله أعلم.

* * *

من اسمه محمد بن عثمان

٢٩٢ ـ محمد بن عثمان بن الصفى أحمد بن محمد بن إبراهيم الطبرى المكى :

سمع من جده الصفى ، وعم أبيه الرضى الطبرى ، والفخر عثمان التوزرى ، وغيرهم كثيرا ، وما علمته حدث.

وتوفى فى ثالث عشرى شوال ، سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.

وكان يعرف بأبى عكاز ـ بعين مهملة وكاف وألف وزاى معجمة ـ وما عرفت تحقيق سبب هذه الشهرة.

٢٩٣ ـ محمد بن عثمان بن إبراهيم الحجى :

قال : كان شجر الحرم حصيدا لا شوك فيه : فلما أحدثت خزاعة المعاصى فى الحرم ، اقشعر الشجر من معاصيهم ، فخرج له هذا الشوك.

روى ذلك الزبير بن بكار فى نسب قريش ، عن حمزة بن عتبة اللهبى عنه.

٢٩٤ ـ محمد بن عثمان بن أبى بكر الملقب بالشمس ، ويعرف بالطنبداوى :

نزيل مكة. ولد بطنبدى (١) من ديار مصر ، ونشأ فيها ، ثم انتقل إلى مكة وسكنها مدة سنين ، وحصل له بها أولاد وعقار. وكان بزازا فى القيسارية التى بسوق العطارين عند رباط الشرابى.

توفى فى النصف الثانى من ذى الحجة ، سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، بعد رحيل الحجاج من مكة بثلاثة أيام أو نحوها.

٢٩٥ ـ محمد بن عثمان بن خالد بن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان الأموى ، أبو مروان المدنى :

نزيل مكة وقاضيها. روى عن أبيه ، وإبراهيم بن سعد ، وعبد العزيز بن أبى حازم ، وعبد العزيز بن محمد الدراورى وغيرهم.

__________________

٢٩٤ ـ (١) طنبذة : ثانيه ساكن ، والباء مفتوحة موحدة ، وآخره ذال معجمة : قرية من أعمال البهنسا من صعيد مصر. انظر : معجم البلدان (طنبذة).

٢٩٥ ـ انظر ترجمته فى : (التاريخ الكبير ١ / ١٨١ ، التاريخ الصغير ٢ / ٣٧٦ ، الجرح والتعديل ٨ / ٢٥ ، تهذيب الكمال ١٢٣٩ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٦٤٠ ، ٦٤١ ، تذهيب التهذيب ٣ / ٢٣٠ ، ٢٣١ ، غاية النهاية فى طبقات القراء ٢ / ١٩٦ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣٣٦ ، خلاصة تهذيب الكمال ٣٥١ ، سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٤١).

٢٥٧

روى عنه جماعة ، منهم : ابن ماجة ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وقال : ثقة ، وإسحاق بن أحمد الخزاعى.

وقال صالح بن محمد : ثقة صدوق ، إلا أنه يروى عن أبيه المناكير ، ولا يعرف أباه.

وذكره ابن حبان الثقات ، وقال : يخطئ ويخالف.

وروى له النسائى فى الخصائص.

وذكر ابن حزم فى الجمهرة : أنه ولى قضاء مكة للمعتصم والواثق. انتهى.

والمعتصم : هو أبو إسحاق محمد بن الرشيد ، ولى بعد أخيه المأمون بعهد منه فى رجب سنة ثمان عشرة ومائتين ، إلى أن مات فى ربيع الأول سنة سبع وعشرين ، فهذه أيامه.

والواثق (١) : هو هارون بن المعتصم ، ولى بعد أبيه بعهد منه ، إلى أن مات فى ذى الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فهذه أيامه ، فولاية أبى مروان هذا لقضاء مكة ، تحتمل أن تكون هذه المدة أو بعضها ، والله أعلم.

وتوفى ابن حبان : مات بمكة فى آخر سنة أربعين ، وأول سنة إحدى وأربعين.

٢٩٦ ـ محمد بن عثمان بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحى المكى :

عن حميد بن قيس المكى ، وهشام بن عروة ، وعبد السلام بن أبى الجنوب ، والحكم ابن أبان ، وغيرهم.

__________________

(١) هارون (الواثق بالله) بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد العباس ، أبو جعفر : من خلفاء الدولة العباسية بالعراق. ولد ببغداد ، وولى الخلافة بعد وفاة أبيه (سنة ٢٢٧ ه‍) فامتحن الناس فى خلق القرآن وسجن جماعة ، وقتل فى ذلك أحمد بن نصر الخزاعى ، بيده (سنة ٢٣١ ه‍) .. ومات فى سامراء ، قيل : بعلة الاستسقاء. انظر ترجمته فى : (ابن الأثير ٧ / ١٠ ، الطبرى ١١ / ٢٤ ، اليعقوبى ٣ / ٢٠٤ ، الأغانى ٩ / ٢٧٦ ـ ٢٠٠ ، تاريخ الخميس ٢ / ٣٣٧ ، المرزبانى ٤٨٤ ، النبراس ٨٠٠٧٣ ، مروج الذهب ٢ / ٢٧٨ ـ ٢٨٨ ، تاريخ بغداد ١٤ / ١٥ ، الأعلام ٨ / ٦٢ ، ٦٣).

٢٩٦ ـ انظر ترجمته فى : (تاريخ أبى زرعة الدمشقى ٨٦ ، الجرح والتعديل ترجمة ١١٢ ، ثقات ابن حبان ٩ / ١١٤ ، الكاشف ترجمة ٥١١٧ ، تذهيب التهذيب ٣ / ٢٣١ ، تاريخ الإسلام ١٣٦ ، نهاية السول ٣٤١ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ، التقريب ٢ / ١٩٠ ، تهذيب الكمال ٢٦ / ٨٦).

٢٥٨

وعنه : أحمد بن حنبل ، والحميدى ، ويعقوب بن حميد بن كاسب ، وأحمد بن محمد ابن عون القواس.

قال أبو حاتم : منكر الحديث ، ضعيف الحديث. وذكره ابن حبان فى الثقات.

كتبت هذه الترجمة من تهذيب الكمال ؛ لأنى لم أرها فى الكمال.

٢٩٧ ـ محمد بن عثمان بن موسى بن عبد الله الآمدى ، ثم المكى القاضى جمال الدين الحنبلى:

إمام الحنابلة بالحرم الشريف. أجاز له التاج عبد الوهاب بن عساكر ، وابن مسدى ، وسليمان بن خليل ، ويعقوب الطبرى ، وابن مضر الواسطى ، وأحمد بن عبد الدايم ، وجماعة.

وسمع من أبى اليمن بن عساكر : صحيح البخارى ، ورواه عن أبيه عن ابن أبى حرمى.

وسمع على أبيه : صحيح مسلم ، بفوت شملته الإجازة ، عن المرسى.

وسمع على المحب الطبرى : سنن أبى داود بفوت من أولها ، إلى كتاب المسح على الخفين ، وسنن النسائى ، وكتابه : الرياض النضرة.

وسمع ببغداد من الرشيد بن أبى القاسم : مسند الشافعى وصحيح البخارى ، وسمع بدمشق على جماعة ، وحدث.

سمع منه الآقشهرى وغير واحد من شيوخنا ، وروى لنا بعضهم عنه.

وناب فى الحكم بمكة ، عن القاضى نجم الدين الطبرى ، وابنه القاضى شهاب الدين ، وباشر الحسبة بمكة ـ على ما بلغنى ـ وما عرفت هل ذلك نيابة أو استقلالا ، وكان فيه صرامة ، وله همة.

وكان خلف أباه فى الإمامة ، حتى توفى فى ضحوة يوم الأحد العشرين من جمادى الآخرة ، سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة بمكة. ودفن بعد العصر بالمعلاة.

وكانت ولايته للإمامة سبعا وخمسين سنة ، ونحو نصف سنة.

نقلت وفاته من خط الآقشهرى. ووجدت بخطه فى نسبه : القرشى الفهرى.

__________________

٢٩٧ ـ انظر ترجمته فى : (الدرر الكامنة ٤ / ٤٤).

٢٥٩

ووجدت بخط بعض العصريين حكاية عن أبيه ، وقال فى تعريفه : الطائى. والله أعلم بالصواب.

٢٩٨ ـ محمد بن عثمان بن يوسف بن أبى بكر ، يلقب بالعلم ، ويكنى أبا ذر ، ابن الشيخ فخر الدين النويرى المالكى :

توفى فى يوم الأربعاء سابع عشر شوال سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة من يومه.

وكان أبوه مجاورا بمكة فى هذه السنة ، وحصل عنده ألم لفقده. تغمدهما الله برحمته.

٢٩٩ ـ محمد بن عثمان المكى :

عن عمرو بن دينار المكى. شيخ مجهول. ذكره الذهبى فى المغنى والميزان.

وقال فى الميزان فى ترجمة محمد بن شريك المكى : وقال : إنما هو عثمان بن عبد الله. قاله الدارقطنى.

٣٠٠ ـ محمد بن عثمان المكى :

يروى عن على بن سلم ، عن مكحول. روى عنه : أبو عاصم النبيل.

ذكره ـ هكذا ـ ابن حبان فى الطبقة الرابعة من الثقات.

٣٠١ ـ محمد بن عجلان بن رميثة بن أبى نمى الحسنى ، المكى :

ولى إمرة مكة نيابة عن أخيه على بن عجلان ، نحو نصف سنة ، فى سنة أربع وتسعين وسبعمائة ، لما توجه أخوه علىّ فيها إلى مصر.

وولى إمره مكة ـ بعد قتل أخيه علىّ ـ إلى حين قدوم أخيه الشريف حسن بن عجلان من مصر ، فى آخر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وسبعمائة.

وذلك أزيد من نصف سنة يسيرا.

ووليها نيابة عنه بعد قدومه إلى مكة من مصر [..........](١).

__________________

٢٩٩ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ٣ / ٦٤٢).

٣٠١ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٨ / ١٥٠).

(١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

٢٦٠