مواهب الفتّاح في شرح تلخيص المفتاح - ج ٢

أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن محمّدابن يعقوب المغربي

مواهب الفتّاح في شرح تلخيص المفتاح - ج ٢

المؤلف:

أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن محمّدابن يعقوب المغربي


المحقق: الدكتور خليل إبراهيم خليل
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
978-2-7451-3820-0

الصفحات: ٧٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

الفن الثاني

علم البيان

من كتاب التلخيص

فى علوم البلاغة

للخطيب القزويني

وبعده

شرح مواهب الفتاح

على تلخيص المفتاح

لابن يعقوب المغربى

٣
٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الفنّ الثاني

علم البيان

(٦٨) وهو علم يعرف به إيراد المعنى الواحد ، بطرق مختلفة ، في وضوح الدّلالة عليه.

(٧١) ودلالة اللفظ : إما على تمام ما وضع له ، أو على جزئه ، أو على خارج عنه. وتسمى الأولى وضعية ، وكل من الأخيرتين عقليّة. وتختصّ (١) الأولى بالمطابقة ، والثانية بالتضمّن ، والثالثة بالالتزام. وشرطه اللزوم الذهنى ولو لاعتقاد المخاطب بعرف عامّ أو غيره.

(٧٩) والإيراد المذكور لا يتأتّى بالوضعية ؛ لأن السامع إذا كان عالما بوضع الألفاظ لم يكن بعضها أوضح ؛ وإلا لم يكن كل واحد منها دالّا عليه. ويتأتى بالعقلية ؛ لجواز أن تختلف مراتب اللزوم فى الوضوح.

(٨٥) ثم اللفظ المراد به لازم ما وضع له : إن دلّت (٢) قرينة على عدم إرادته ، فمجاز ؛ وإلّا فكناية. وقدّم عليها ؛ لأنّ معناه كجزء معناها ، ثم منه ما يبنى على التشبيه ، فتعيّن التعرّض له ، فانحصر المقصود فى الثلاثة : التشبيه ، والمجاز ، والكناية.

التشبيه

(٩٠) الدلالة على مشاركة أمر لأمر فى معنى ، والمراد ـ ههنا ـ (٣) ما لم تكن على وجه الاستعارة التحقيقية ، والاستعارة بالكناية ، والتجريد ؛ فدخل نحو : «زيد أسد» وقوله تعالى : (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ)(٤)

__________________

(١) وفى بعض النسخ (وتقيد).

(٢) وفى بعض النسخ (قامت).

(٣) أى بالتشبيه المصطلح عليه فى علم البيان.

(٤) البقرة : ١٨٠.

٥

(٩٣) والنظر ـ ههنا ـ فى أركانه ـ وهى : طرفاه ، ووجهه ، وأداته ـ وفى الغرض منه ، وفى أقسامه :

أركان التشبيه

(٩٤) طرفاه : إما حسّيان ؛ كالخدّ والورد ، والصوت الضعيف والهمس ، والنّكهة والعنبر ، والرّيق والخمر ، والجلد الناعم والحرير ، أو عقليّان ؛ كالعلم والحياة ، أو مختلفان ؛ كالمنية والسّبع ، والعطر وخلق كريم.

(١٠٠) والمراد بالحسى : المدرك هو أو مادّته ـ بإحدى الحواسّ الخمس الظاهرة ؛ فدخل فيه الخياليّ ؛ كما فى قوله (١) [من مجزوء الكامل] :

وكأنّ محمرّ الشّقي

ق إذا تصوّب أو تصعّد

أعلام ياقوت نشر

ن على رماح من زبرجد

(١٠١) وبالعقلىّ : ما عدا ذلك ؛ فدخل فيه الوهمى ، أى : ما هو غير مدرك بها (٢) ، ولو أدرك لكان مدركا بها ؛ كما فى قوله (٣) [من الطويل]

ومسنونة زرق كأنياب أغوال

وما يدرك بالوجدان ؛ كاللذة والألم.

(١٠٦) ووجهه : ما يشتر كان فيه تحقيقا أو تخييلا ؛ والمراد بالتخييل : نحو ما فى قوله [من الخفيف](٤) :

وكأنّ النّجوم بين دجاها

سنن لاح بينهنّ ابتداع

__________________

(١) البيت للصنوبرى ، المصباح ص ١١٦ ، أسرار البلاغة ص ١٥٨ ، والطراز ١ / ٢٧٥.

(٢) أى بإحدى الحواس الخمس الظاهرة المذكورة.

(٣) شطر بيت لامرئ القيس ديوانه ص ١٥٠ ، والإيضاح ص ٣٣٦ صدره :

أيقتلنى والمشرفى مضاجعي

(٤) البيت للقاضى التنوخى ، المصباح ص ١١٠ ، والإيضاح ص ٣٤٣ ، ونهاية الإيجاز ص ١٩٠.

٦

فإنّ وجه الشبه فيه هو الهيئة الحاصلة من حصول أشياء مشرقة بيض فى جوانب شيء مظلم أسود ، فهى غير موجودة فى المشبّه به إلا على طريق التخييل ، وذلك أنه لما كانت البدعة ـ وكل ما هو جهل ـ تجعل صاحبها كمن يمشى فى الظلمة ، فلا يهتدى للطريق ، ولا يأمن أن ينال مكروها شبّهت بها ، ولزم بطريق العكس : أن تشبه السنة ـ وكل ما هو علم ـ بالنور ، وشاع ذلك حتى تخيّل أن الثانى مما له بياض وإشراق ؛ نحو : (أتيتكم بالحنفيّة البيضاء) (١).

(١١٠) والأول على خلاف ذلك ؛ كقولك : شاهدت سواد الكفر من جبين فلان ؛ فصار تشبيه النجوم بين الدجى بالسنن بين الابتداع ، كتشبيهها ببياض الشّيب فى سواد الشباب ، أو بالأنوار مؤتلفة بين النبات الشديد الخضرة ؛ (١١٢) فعلم فساد جعله فى قول القائل : «النّحو فى الكلام كالملح فى الطعام» كون القليل مصلحا والكثير مفسدا ؛ لأن النحو لا يحتمل القلة والكثرة ؛ بخلاف الملح.

(١١٣) وهو إما غير خارج عن حقيقتهما ؛ كما فى تشبيه ثوب بآخر فى نوعهما ، أو جنسهما أو فصلهما. أو خارج صفة ؛ إما حقيقة ، وهى إما حسية كالكيفيات الجسمية مما يدرك بالبصر : من الألوان ، والأشكال ، والمقادير ، والحركات ، وما يتصل بها ، أو بالسمع من الأصوات الضعيفة ، والقوية ، والتى بين بين ، أو بالذّوق من الطعوم ، أو بالشمّ من الروائح ، أو باللمس من الحرارة والبرودة ، والرطوبة واليبوسة ، والخشونة والملاسة ، واللّين والصلابة ، والخفة والثقل ، وما يتصل بها ، أو عقلية ، كالكيفيات النفسانية : من الذكاء والعلم ، والغضب والحلم ، وسائر الغرائز. وإما إضافية ؛ كإزالة الحجاب فى تشبيه الحجة بالشمس.

(١٢٨) وأيضا (٢) : إما واحد ، أو بمنزلة الواحد ؛ لكونه مركّبا من متعدد ، وكلّ منهما حسى ، أو عقلى ، وإما متعدد كذلك ، أو مختلف :

__________________

(١) أخرجه أحمد بنحوه فى المسند ٥ / ٢٦٦ / ولفظه إنى لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية ولكننى بعثت بالحنيفية السمحة وأورد الشيخ الألبانى نحوه فى الصحيحة ح (١٧٨٢).

(٢) أى وجه التشبيه.

٧

والحسى طرفاه حسيان لا غير ؛ لامتناع أن يدرك بالحس من غير الحسى شيء. والعقلى أعم ؛ لجواز أن يدرك بالعقل من الحسى شيء ؛ ولذلك يقال : التشبيه بالوجه العقلى أعم.

فإن قيل : «هو مشترك فيه ؛ فهو كلىّ ، والحسى ليس بكليّ» :

قلنا : المراد أنّ أفراده مدركة بالحسّ.

(١٣٤) فالواحد الحسىّ : كالحمرة ، والخفاء ، وطيب الرائحة ، ولذّة الطّعم ، ولين الملمس فيما مرّ.

والعقلىّ : كالعراء عن الفائدة ، والجرأة ، والهداية ، واستطابة النفس فى تشبيه وجود الشيء العديم النفع بعدمه ، والرجل الشجاع بالأسد ، والعلم بالنور ، والعطر بخلق كريم.

(١٣٦) والمركّب الحسى فيما طرفاه مفردان : كما فى قوله (١) [من الطويل] :

وقد لاح فى الصّبح الثريّا كما ترى

كعنقود ملّاحيّة حين نوّرا

من الهيئة الحاصلة من تقارن الصور البيض المستديرة الصغار المقادير فى المرأى ، على الكيفية المخصوصة ، إلى المقدار المخصوص.

(١٤٠) وفيما طرفاه مركّبان ؛ كما فى قول بشّار (٢) [من الطويل] :

كأنّ مثار النّقع فوق رعوسنا

وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

من الهيئة الحاصلة من هوىّ أجرام مشرقة مستطيلة متناسبة المقدار متفرّقة ، فى جوانب شيء مظلم.

(١٤٣) وفيما طرفاه مختلفان ؛ كما مرّ فى تشبيه الشقيق (٣).

(١٤٤) ومن بديع المركّب الحسىّ : ما يجيء من الهيئات التى تقع عليها الحركة ، ويكون على وجهين :

__________________

(١) البيت لأبى قيس بن الأسلت أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ١٨٠. والملاحية : عنب أبيض. ونور : تفتح.

(٢) ديوانه ١ / ٣١٨ ، والمصباح ١٠٦ ، ويروى (رءوسهم) بدل (رءوسنا).

(٣) وكتشبيه نهار مشمس قد شابه زهر الربا بليل القمر.

٨

أحدهما : أن يقرن بالحركة غيرها من أوصاف الجسم ؛ كالشّكل واللون ؛ كما فى قوله (١) [من الرجز] :

والشّمس كالمرآة فى كفّ الأشلّ

من الهيئة الحاصلة من الاستدارة مع الإشراق والحركة السريعة المتّصلة مع تّموج الإشراق ، حتى يرى الشعاع كأنه يهمّ بأن ينبسط حتى يفيض من جوانب الدائرة ، ثم يبدو له ، فيرجع إلى الانقباض.

والثانى : أن تجرّد الحركة عن غيرها ؛ فهناك ـ أيضا ـ لا بد من اختلاط حركات إلى جهات مختلفة الحركة له ؛ فحركة الرحى والسهم لا تركيب فيها ، بخلاف حركة المصحف فى قوله [من المديد] :

وكأنّ البرق مصحف قار

فانطباقا مرّة وانفتاحا (٢)

(١٥٠) وقد يقع التركيب فى هيئة السكون ؛ كما فى قوله (٣) فى صفة كلب [من الرجز] :

يقعى جلوس البدوىّ المصطلى

من الهيئة الحاصلة من موقع كلّ عضو منه فى إقعائه.

(١٥١) والعقلىّ : كحرمان الانتفاع بأبلغ نافع مع تحمّل التعب فى استصحابه ، فى قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً)(٤)

(١٥٣) واعلم أنه قد ينتزع من متعدّد ، فيقع الخطأ ؛ لوجوب انتزاعه من أكثر ؛ إذا انتزع من الشطر الأول من قوله [من الطويل] :

__________________

(١) من أرجوزة لجبار بن جزء بن ضرار ابن أخى الشماخ ؛ وبعده :

لمّا رأيتها بدت فوق الجبل

أورده وهو فى الإشارات للجرجانى ص ١٨٠ والأسرار ص ٢٠٧.

(٢) البيت لابن المعتز.

(٣) البيت للمتنبى ، وبعده : بأربع مجدولة لم تجدل

(٤) الجمعة : ٥.

٩

كما أبرقت قوما عطاشا غمامة

فلمّا رأوها أقشعت وتجلّت (١)

لوجوب انتزاعه من الجميع ؛ فإنّ المراد التشبيه باتصال اتبداء مطمع بانتهاء مؤيس.

والمتعدّد الحسىّ : كاللون ، والطّعم ، والرائحة ، فى تشبيه فاكهة بأخرى.

والعقلىّ : كحدّة النظر ، وكمال الحذر ، وإخفاء السّفاد ، فى تشبيه طائر بالغراب.

والمختلف : كحسن الطلعة ، ونباهة الشأن ، فى تشبيه إنسان بالشمس.

(١٥٧) واعلم : أنه قد ينتزع الشبه من نفس التضادّ ؛ لاشتراك الضدّين فيه (٢) ، ثم ينزل منزلة التناسب بواسطة تلميح ، أو تهكّم ؛ فيقال للجبان : ما أشبهه بالأسد ، وللبخيل : هو حاتم.

(١٦٠) وأداته : (الكاف) ، و (كأنّ) ، و (مثل) وما فى معناها. والأصل فى نحو (الكاف) : أن يليه المشبّه به ؛ وقد يليه غيره ؛ نحو : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ)(٣) ، وقد يذكر فعل ينبئ عنه ؛ كما فى : «علمت زيدا أسدا إن قرب ، و:» حسبت ... إن بعد.

(الغرض من التشبيه)

(١٦٦) والغرض من التشبيه ـ فى الأغلب ـ أن يعود إلى المشبّه ، وهو : بيان إمكانه ؛ كما فى قوله (٤) [من الوافر] :

فإن تفق الأنام وأنت منهم

فإنّ المسك بعض دم الغزال

أو حاله ؛ كما فى تشبيه ثوب بآخر فى السواد ، أو مقدارها ؛ كما فى تشبيهه بالغراب فى شدّته ، أو تقريرها ؛ كما فى تشبيه من لا يحصل من سعيه على طائل بمن يرقم على الماء.

__________________

(١) أورده القزوينى فى الإيضاح ص ٣٥٤ ، والطيبى فى شرحه على مشكاة المصابيح بتحقيقى ١ / ١٠٧.

(٢) أى فى التضاد.

(٣) الكهف : ٤٥.

(٤) البيت للمتنبى من قصيدة يرثى فيها والد سيف الدولة ، ديوانه ٣ / ١٥١ ، والإشارات ص ١٨٧.

١٠

(١٧٠) وهذه الأربعة تقتضى أن يكون وجه الشّبه فى المشبّه به أتمّ ، وهو به أشهر.

أو تزيينه ؛ كما فى تشبيه وجه أسود بمقلة الظبى ، أو تشويهه ؛ كما فى تشبيه وجه مجدور بسلحة جامدة قد نقرتها الدّيكة.

أو استظرافه ؛ كما فى تشبيه فحم فيه جمر موقد ، ببحر من المسك موجه الذهب ، لإبرازه فى صورة الممتنع عادة.

(١٧٥) وللاستظراف وجه آخر ، وهو : أن يكون المشبّه به نادر الحضور فى الذهن : إما مطلقا ؛ كما مر.

وإما عند حضور المشبه ؛ كما فى قوله [من البسيط](١) :

ولا زورديّة تزهو بزرقتها

بين الرّياض على حمر اليواقيت

كأنّها فوق قامات ضعفن بها

أوائل النّار فى أطراف كبريت

(١٧٧) وقد يعود إلى المشبّه به ، وهو ضربان :

أحدهما : إيهام أنه أتم من المشبه ؛ وذلك فى التشبيه المقلوب ؛ كقوله (٢) [من الكامل] :

وبدا الصّباح كأنّ غرّته

وجه الخليفة حين يمتدح

والثانى : بيان الاهتمام به ؛ كتشبيه الجائع وجها كالبدر فى الإشراق ، والاستدارة بالرغيف ؛ ويسمّى هذا إظهار المطلوب.

(١٨٠) هذا إذا أريد إلحاق الناقص ـ حقيقة أو ادعاء ـ بالزائد ، فإن أريد الجمع بين شيئين فى أمر : فالأحسن ترك التشبيه إلى الحكم بالتشابه ؛ احترازا من ترجيح أحد المتساويين ؛ كقوله [من الطويل] :

تشابه دمعى إذ جرى ومدامتى

فمن مثل ما فى الكأس عينى تسكب

فو الله ، ما أدرى أبالخمر أسبلت

جفونى أم من عبرتى كنت أشرب (٣)

__________________

(١) البيتان لابن المعتز ، أوردهما الطيى فى التبيان ١ / ٢٧٣ بتحقيقى ، والعلوى فى الطراز ١ / ٢٦٧. واللازوردية : البنفسجية ، نسبة إلى اللازورد ، وهو حجر نفيس.

(٢) البيت لمحمد بن وهيب ، الإشارات ص ١٩١ ، والطيى فى شرح المشكاة ١ / ١٠٨ بتحقيقى.

(٣) البيتان لأبى إسحاق الصابى فى الإشارات ص ١٩٠ ، الأسرار ص ١٥٦.

١١

(١٨٢) ويجوز التشبيه ـ أيضا ـ كتشبيه غرّة الفرس بالصبح ، وعكسه ، متى أريد ظهور منير فى مظلم أكثر منه.

(١٨٤) وهو باعتبار طرفيه :

إمّا تشبيه مفرد بمفرد ، وهما غير مقيّدين ؛ كتشبيه الخد بالورد. أو مقيّدان ؛ كقولهم : هو كالراقم على الماء. أو مختلفان ؛ كقولهم [من الرجز] :

والشّمس كالمرآة فى كفّ الأشلّ (١)

وعكسه (٢).

وإمّا تشبيه مركّب بمركب ؛ كما فى بيت بشّار (٣).

وإما تشبيه مفرد بمركّب ؛ كما مرّ فى تشبيه الشقيق.

وإما تشبيه مركّب بمفرد ؛ كقوله [من الكامل] :

يا صاحبىّ تقصّيا نظريكما

تريا وجوه الأرض كيف تصوّر

تريا نهارا مشمسا قد شابه

زهر الرّبا فكأنّما هو مقمر (٤)

(١٩٢) وأيضا : إن تعدّد طرفاه :

فإما ملفوف ؛ كقوله (٥) [من الطويل] :

كأنّ قلوب الطّير رطبا ويابسا

لدى وكرها العنّاب والحشف البالي

أو مفروق ؛ كقوله (٦) [من السريع :]

النّشر مسك والوجوه دنا

نير وأطراف الأكفّ عنم

__________________

(١) تقدم تخريجه.

(٢) كتشبيه المرآة فى كف الأشلّ بالشمس.

(٣) يعنى قوله :

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا*

وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

(٤) البيتان لأبى تمام من قصيدة يمدح فيها المعتصم ، ديوانه ٢ / ١٩٤ ، والإشارات ص ١٨٣.

(٥) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٣٨ ، والإشارات ص ١٨٢.

(٦) البيت للمرقش الأكبر ربيعة بن سعد بن مالك ، والعنم : شجر لين الأغصان. الإشارات ص ١٨٢ ، والأسرار ص ١٢٣.

١٢

(١٩٤) وإن تعدّد طرفه الأول : فتشبيه التسوية ؛ كقوله [من المجتث] :

صدغ الحبيب وحالى

كلاهما كالّليالى

(١٩٤) وإن تعدّد طرفه الثانى : فتشبيه الجمع ؛ كقوله (١) [من السريع] :

كأنّما يبسم عن لؤلؤ

منضّد أو برد أو أقاح

(١٩٦) وباعتبار وجهه :

إمّا تمثيل (٢) ، وهو ما وجهه منتزع من متعدّد ؛ كما مر (٣) ، وقيده السكاكى بكونه غير حقيقي ؛ كما فى تشبيه مثل اليهود بمثل الحمار.

(١٩٨) وإمّا غير تمثيل ، وهو بخلافه.

وأيضا : إمّا مجمل ، وهو ما لم يذكر وجهه : فمنه : ما هو ظاهر يفهمه كلّ أحد ؛ نحو : «زيد كالأسد ، ومنه : خفى لا يدركه إلا الخاصّة ؛ كقول بعضهم :» هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها؟! أى : هم متناسبون فى الشرف كما أنها متناسبة الأجزاء فى الصورة.

(٢٠٠) وأيضا : منه : ما لم يذكر فيه وصف أحد الطرفين ، ومنه : ما ذكر فيه وصف المشبّه به وحده ، ومنه : ما ذكر فيه وصفهما ؛ كقوله (٤) [من البسيط] :

صدفت عنه ولم تصدف مواهبه

عنّى وعاوده ظنّى فلم يخب

كالغيث إن جئته وافاك ريّقه

وإن ترحّلت عنه لجّ فى الطّلب

__________________

(١) البيت للبحترى ، وفى ديوانه : (كأنما يضحك) بدلا من (كأنما يبسم) ، والبيت من قصيدة يمدح فيها عيسى بن إبراهيم ، ديوانه ١ / ٤٣٥ ، والإشارات ص ١٨٣.

(٢) السيد يعتبر التركيب فى طرفيه أيضا ، والسعد لا يعتبر ذلك ، والزمخشرىّ يجعل التمثيل مرادفا للتشبيه ، وعبد القاهر يقيد التشبيه بالعقلى.

(٣) من تشبيه الثريا ، وتشبيه مثار النقع مع الأسياف ، وتشبيه الشمس بالمرآة فى كف الأشل.

(٤) البيت لأبى تمام فى ديوانه ١ / ١١٣ من قصيدة يمدح فيها الحسن بن سهل ، ريّقه : أفضله.

١٣

(٢٠٢) وإما مفصّل ، وهو ما ذكر فيه وجهه ؛ كقوله [من المجتث] :

وثغره فى صفاء

وأدمعى كالّلآلي

(٢٠٢) وقد يتسامح بذكر ما يستتبعه مكانه ؛ كقولهم للكلام الفصيح : «هو كالعسل فى الحلاوة» ؛ فإنّ الجامع فيه لازمها ، وهو ميل الطبع.

(٢٠٣) وأيضا : إما قريب مبتذل ، وهو ما ينتقل من المشبّه إلى المشبّه به من غير تدقيق نظر ؛ لظهور وجهه فى بادئ الرأي ؛ لكونه أمرا جمليّا ؛ فإنّ الجملة أسبق إلى النفس. أو قليل التفصيل مع غلبة حضور المشبّه به فى الذهن : إما عند حضور المشبّه ؛ لقرب المناسبة ؛ كتشبيه الجرّة الصغيرة بالكوز ، فى المقدار والشكل. أو مطلقا ؛ لتكرّره على الحس ؛ كالشمس بالمرآة المجلوّة فى الاستدارة والاستنارة ؛ لمعارضة كلّ من القرب والتفصيل.

(٢١٠) وإما بعيد غريب ، وهو بخلافه ؛ لعدم الظهور : إما لكثرة التفصيل ؛ كقوله : والشمس كالمرآة ، أو ندور حضور المشبّه به : إمّا عند حضور المشبّه ؛ لبعد المناسبة ؛ كما مر. وإمّا مطلقا ؛ لكونه وهميّا ، أو مركبا خياليّا ، أو عقليّا ؛ كما مر. أو لقلّة تكرّره (١) على الحس ؛ كقوله : والشمس كالمرآة ؛ فالغرابة فيه من وجهين (٢).

(٢١٥) والمراد بالتفصيل : أن تنظر فى أكثر من وصف ، ويقع على وجوه ، أعرفها : أن تأخذ بعضا ، وتدع بعضا ؛ كما فى قوله (٣) [من الطويل] :

حملت ردينيّا كأنّ سنانه

سنا لهب لم يختلط بدخان

(٢١٧) وأن تعتبر الجميع ؛ كما مرّ من تشبيه الثريا. وكلّما كان التركيب من أمور أكثر ، كان التشبيه أبعد. والبليغ : ما كان من هذا الضّرب لغرابته ، ولأنّ نيل الشيء بعد طلبه ألذّ.

__________________

(١) أى المشبه به.

(٢) أحدهما كثرة التفصيل فى وجه الشبه ، والثانى قلة التكرر على الحس.

(٣) البيت لامرئ القيس وليس فى ديوانه ، الإشارات ص ١٩٦ ، ويروى (يتصل) بدلا من (يختلط). الردينى : الرمح منسوب لامرأة تسمى ردينة اشتهرت بصناعة الرماح.

١٤

وقد يتصرف فى القريب بما يجعله غريبا ؛ كقوله (١) [من الكامل] :

لم تلق هذا الوجه شمس نهارنا

إلّا بوجه ليس فيه حياء

وقوله (٢) [من الكامل] :

عزماته مثل النّجوم ثواقبا

لو لم يكن للثّاقبات أفول

ويسمّى هذا : التشبيه المشروط.

(٢٢٥) وباعتبار أداته : إما مؤكّد ، وهو ما حذفت أداته ؛ مثل قوله تعالى : (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ)(٣) ، ومنه نحو [الكامل] :

والرّيح تعبث بالغصون وقد جرى

ذهب الأصيل على لجين الماء

أو مرسل ، وهو بخلافه ؛ كما مر.

(٢٢٨) وباعتبار الغرض :

إما مقبول ، وهو الوافى بإفادته ؛ كأن يكون المشبّه به أعرف شيء بوجه الشبه فى بيان الحال. أو أتمّ شيء فيه فى إلحاق الناقص بالكامل. أو مسلّم الحكم فيه معروفه عند المخاطب فى بيان الإمكان.

أو مردود ؛ وهو بخلافه.

خاتمة

(٢٣٢) أعلى مراتب التشبيه فى قوّة المبالغة باعتبار ذكر أركانه أو بعضها : حذف وجهه وأداته فقط ، أو مع حذف المشبّه ، ثم حذف أحدهما كذلك (٤) ، ولا قوّة لغيرهما (٥).

__________________

(١) البيت للمتنبى.

(٢) البيت للوطواط ، فى الإشارات ص ١٩٨ ، والثواقب : السواطع ، والأفول : الغروب.

(٣) النمل : ٨٨.

(٤) أى فقط أو مع حذف المشبه به.

(٥) وهما الاثنان الباقيان ، أعنى ذكر الأداة والوجه جميعا ، إما مع ذكر المشبه أو بدونه.

١٥

الحقيقة والمجاز

وقد يقيدان باللغويّين :

(٢٣٨) الحقيقة : «الكلمة المستعملة فيما وضعت له ، فى اصطلاح التخاطب» ؛ والوضع : تعيين اللفظ للدّلالة على معنى بنفسه ؛ فخرج المجاز ؛ لأنّ دلالته بقرينة ، دون المشترك (١) ، والقول بدلالة اللفظ لذاته (٢) ظاهره فاسد ، وقد تأوّله السكاكي (٣).

(٢٥٢) والمجاز : مفرد ، ومركّب :

أما المفرد : فهو الكلمة المستعملة فى غير ما وضعت له فى اصطلاح التخاطب ، على وجه يصحّ ، مع قرينة عدم إرادته ، ولا بدّ من العلاقة ؛ ليخرج الغلط والكناية. وكلّ منهما (٤) : لغوىّ ، وشرعىّ ، وعرفى خاصّ أو عامّ ؛ ك «أسد» للسّبع والرجل الشجاع ؛ و «صلاة» : للعبادة المخصوصة والدّعاء ، و «فعل» للفظ والحدث ، و «دابّة» لذى الأربع والإنسان.

__________________

(١) فإنه لم يخرج لأنه قد عين للدلالة على كل من المعنيين بنفسه ، وعدم فهم أحدهما بالتعيين لعارض الاشتراك لا ينافى ذلك به.

(٢) وهو قول عباد بن سليمان الصيمرى ، وأتباعه.

(٣) ذكر الخطيب فى إيضاحه" تأويل السكاكى لهذا القول ، حيث ذكر هناك تفسيرا له ، قال الخطيب ـ بعد ردّه لهذا القول من وجوه ـ : وتأوّله السكاكى ـ رحمه‌الله ـ على أنه تنبيه على ما عليه أئمة علمى الاشتقاق والتصريف ، من أن للحروف فى أنفسها خواصّ بها تختلف ، كالجهر والهمس ، والشدة والرخاوة والتوسّط بينها ، وغير ذلك ؛ مستدعية أنّ العالم بها إذا أخذ في تعيين شيء منها لمعنى لا يهمل التناسب بينهما ، قضاء لحق الحكمة ، ك الفصم" ـ بالفاء الذى هو حرف رخو ـ : لكسر الشيء من غير أن يبين ، والقصم" بالقاف الذى هو حرف شديد ـ : لكسر الشيء حتى يبين وأنّ للتركيبات ـ ك الفعلان والفعلي بالتحريك ؛ كالنّزوان والحيدى ، وفعل مثل : شرف ، وغير ذلك ـ : خواصّ أيضا ، فيلزم فيها ما يلزم فى الحروف ، وفى ذلك نوع تأثير لأنفس الكلم فى اختصاصها بالمعاني أه. انظر الإيضاح : (ص ٢٤٤ بتحقيقنا).

(٤) أى من الحقيقة والمجاز.

١٦

(٢٦١) والمجاز : مرسل إن كانت العلاقة غير المشابهة ؛ وإلّا فاستعارة.

(٢٦١) وكثيرا ما تطلق الاستعارة على استعمال اسم المشبّه به فى المشبّه ؛ فهما (١) : مستعار منه ، ومستعار له ، واللفظ مستعار.

المجاز والمرسل

(٢٦٣) والمرسل ك «اليد» : فى النّعمة والقدرة ، و «الراوية» : فى المزادة.

ومنه : تسمية الشيء باسم جزئه ؛ كالعين فى الربيئة (٢) ، وعكسه ؛ كالأصابع فى الأنامل.

وتسميته (٣) باسم سببه ؛ نحو : رعينا الغيث ، أو مسبّبه ؛ نحو : أمطرت السماء نباتا ، أو ما كان عليه ؛ نحو : (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ)(٤) ، أو ما يئول إليه ؛ نحو : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً)(٥) ، أو محلّه ؛ نحو : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ)(٦) ، أو حالّه ؛ نحو : (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللهِ)(٧) أى : فى الجنة. أو آلته ؛ نحو : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)(٨) أى : ذكرا حسنا.

__________________

(١) أى المشبه والمشبه به.

(٢) وهى الشخص الرقيب.

(٣) أى : تسمية الشيء.

(٤) النساء : ٢.

(٥) يوسف : ٣٦.

(٦) العلق : ١٧.

(٧) آل عمران : ١٠٧.

(٨) الشعراء : ٨٤.

١٧

الاستعارة

(٢٦٩) والاستعارة قد تقيد بالتحقيقيّة ؛ لتحقق معناها (١) حسّا أو عقلا ؛ كقوله [من الطويل] :

لدى أسد شاكى السّلاح مقذّف (٢)

أى : رجل شجاع ، وقوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)(٣) أى : الدّين الحقّ.

(٢٨٠) ودليل أنها مجاز لغوىّ : كونها موضوعة للمشبّه به ، لا للمشبّه ، ولا للأعمّ منهما.

وقيل : إنها مجاز عقلى بمعنى : أن التصرّف فى أمر عقلىّ لا لغوى ؛ لأنها لما لم تطلق على المشبّه ، إلا بعد ادّعاء دخوله فى جنس المشبّه به. كان استعمالها فيما وضعت له ؛ ولهذا صحّ التعجّب فى قوله (٤) [من الكامل] :

قامت تظلّلنى من الشّمس

نفس أعزّ علىّ من نفسي

قامت تظلّلنى ومن عجب

شمس تظلّلنى من الشّمس

والنهى عنه قوله [من المنسرح] :

لا تعجبوا من بلى غلالته

قد زرّ أزراره على القمر (٥)

وردّ : بأن الادعاء لا يقتضى كونها مستعملة فيما وضعت له ، وأمّا التعجّب ، والنهى عنه : فللبناء على تناسى التشبيه ؛ قضاء لحقّ المبالغة.

__________________

(١) أى المشبه.

(٢) لزهير فى ديوانه ص ٢٣ ، من معلقته المشهورة التى يمتدح فيها الحارث بن عوف ، وهرم بن سنان وتمام البيت : له لبد أظفاره لم تقلم وفى المصباح ١٣٧ ، والطراز ١ / ٢٣٢.

(٣) الفاتحة : ٥.

(٤) البيتان لابن العميد ، نهاية الإيجاز ص ٢٥٢ ، والطراز ١ / ٢٠٣ ، والمصباح ص ١٢٩.

(٥) البيت لابن طباطبا العلوى ، وهو أبو الحسن محمد بن أحمد ، الطراز ٢ / ٢٠٣ ، نهاية الإيجاز ص ٢٥٣ ، والمصباح ص ١٢٩.

١٨

(٢٩٠) والاستعارة : تفارق الكذب : بالبناء على التأويل ، ونصب القرينة على إرادة خلاف الظاهر.

(٢٩١) ولا تكون علما ؛ لمنافاته الجنسيّة ، إلا إذا تضمّن نوع وصفيّة ؛ كحاتم.

(٢٩٣) وقرينتها : إما أمر واحد ؛ كما فى قولك : «رأيت أسدا يرمى» ، أو أكثر ؛ كقوله (١) [من الرجز] :

فإن تعافوا العدل والإيمانا

فإنّ فى أيماننا نيرانا

أو معان ملتئمة ، كقوله [من الطويل] :

وصاعقة من نصله تنكفى بها

على أرؤس الأقران خمس سحائب (٢)

(٢٩٦) وهي (٣) باعتبار الطرفين قسمان ؛ لأنّ اجتماعهما فى شيء : إمّا ممكن ؛ نحو : (أحييناه) فى قوله : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ)(٤) أى : ضالّا فهديناه ، ولتسمّ وفاقيّة. وإما ممتنع ؛ كاستعارة اسم المعدوم للموجود ؛ لعدم غنائه ، ولتسمّ عناديّة ، ومنها (٥) التهكّمية والتمليحيّة ، وهما ما استعمل فى ضدّه أو نقيضه ؛ لما مر ؛ نحو : (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ)(٦).

__________________

(١) تعافوا : تكرهوا. نيرانا ؛ أى سيوفنا تلمع كأنها النيران.

(٢) البيت للبحترى ديوانه ١ / ١٧٩ ، الطراز ١٣ / ١ / ٢٣١ ، ورواية الديوان : وصاعقة من كفه ينكفى بها على أرؤس الأعداء خمس سحائب. ويريد بخمس سحائب : الأنامل.

(٣) أى الاستعارة.

(٤) الأنعام : ١٢٢.

(٥) أى من العنادية.

(٦) التوبة : ٣٤.

١٩

(٢٩٩) وباعتبار الجامع قسمان ؛ لأنه : إما داخل فى مفهوم الطرفين ؛ نحو : (كلّما سمع هيعة ، طار إليها (١)) ؛ فإن الجامع بين العدو والطيران : هو قطع المسافة بسرعة (٢) ، وهو داخل فيهما ؛ وإما غير داخل ، كما مر (٣).

وأيضا : إمّا عاميّة ، وهى المبتذلة ؛ لظهور الجامع فيها ؛ نحو : رأيت أسدا يرمى ،

أو خاصّيّة ، وهى الغريبة ، والغرابة قد تكون فى نفس المشبّه ؛ كقوله (٤) [من الكامل] :

وإذا احتبى قربوسه بعنانه

علك الشّكيم إلى انصراف الزّائر

(٣٠٦) وقد تحصل بتصرف فى العامّيّة ؛ كما فى قوله [من الطويل] :

وسالت بأعناق المطىّ الأباطح (٥)

إذ أسند الفعل إلى الأباطح دون المطى أو أعناقها ، وأدخل الأعناق فى السير.

(٣٠٨) وباعتبار الثلاثة (٦) ستة أقسام ؛ لأن الطرفين إن كانا حسيّين ، فالجامع إمّا حسيّ ؛ نحو : (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً)(٧) ؛ فإنّ المستعار منه ولد البقرة ، والمستعار له الحيوان الذى خلقه الله تعالى من حلى القبط ، والجامع لها الشكل ؛ والجميع حسىّ.

__________________

(١) جزء من حديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة باب : فضل الجهاد والرباط (٤ / ٥٥٣) ، ط. الشعب ، وأوله : من خير معاش الناس لهم رجل ....

(٢) سقطت من المطبوع من (متن التلخيص) واستدركناها من شروح التلخيص (٤ / ٨١) ط دار السرور ـ بيروت لبنان.

(٣) من استعارة الأسد للرجل الشجاع.

(٤) البيت لمحمد بن يزيد بن مسلمة. فى الإشارات ص ٢١٦. القربوس : مقدم السرج. علك : مضغ. الشكيم : الحديدة المعترضة فى فم الفرس.

(٥) البيت لكثير عزة الإشارات ص ٢١٧ ، وصدره : أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا.

(٦) أى المستعار منه والمستعار والجامع.

(٧) طه : ٨٨.

٢٠