العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ١

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين - ج ١

المؤلف:

تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي


المحقق: محمّد عبد القادر أحمد عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-2553-2
ISBN الدورة:
978-2-7451-2553-2

الصفحات: ٤٣٠

ومنها : مدرسة الملك المجاهد صاحب اليمن بالجانب الجنوبى من المسجد الحرام على الفقهاء الشافعية.

وتاريخ وقفها فى ذى القعدة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.

ومنها : مدرسة أبى على بن أبى زكرى ، وهو الموضع المعروف بأبى الطاهر العمرى المؤذن بقرب المدرسة المجاهدية.

وتاريخ وقفها سنة خمس وثلاثين وستمائة.

ومنها : مدرسة الأرسوفى العفيف عبد الله بن محمد ، بقرب باب العمرة ، ولعلها وقفت فى تاريخ وقف رباطه الآتى ذكره ، وسيأتى تاريخه.

ومنها : مدرسة ابن الحداد المهدوى ، على المالكية بقرب باب الشبيكة ، وتعرف بمدرسة الأدارسة. وتاريخ وقفها سنة ثمان وثلاثين وستمائة.

ومنها : مدرسة النهاوندى ، بقرب الدريبة ، ولها نحو مائتى سنة.

وأما الربط : فمنها : رباط السدرة ، كان موقوفا فى سنة أربعمائة.

ومنها : رباط المراغى إلى جانبه ، ويعرف بالقيلانى.

وتاريخ وقفه سنة خمس وسبعين وخمسمائة.

ومنها : رباط الأمير إقبال الشرابى المستنصر العباسى تحت منارة باب بنى شيبة.

وتاريخ عمارته سنة إحدى وأربعين وستمائة.

ومنها : رباط أم الخليفة الناصر العباسى.

وتاريخ عمارته سنة تسع وسبعين وخمسمائة ، ويعرف الآن بالعطيفية.

ومنها : رباط الحافظ ابن مندة الأصفهانى ، ويعرف بالبرهان الطبرى على باب الزيادة زيادة دار الندوة.

ومنها : رباط الميانشى ، فى شارع السويقة.

ومنها : رباط يعرف برباط صالحة عند باب الزيادة المنفرد.

ومنها : رباط عنده أيضا ، يعرف بالفقاعية.

وقف فى سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة.

٢٨١

ومنها : رباط القزوينى ، على باب السدة خارج المسجد الحرام.

ومنها : رباط آخر قبالته يعرف بالخاتون ، وبابن محمود.

وقف سنة سبع وسبعين وخمسمائة.

ومنها : رباط الزنجيلى ، مقابل مدرسته عند باب العمرة ، وتاريخهما واحد.

ومنها : رباط الخوزى لسكناه به.

وقفه قرامرز الأفرزى الفارسى سنة سبع عشرة وستمائة.

ومنها : رباط الشيخ أبى القاسم رامشت عند باب الحزورة.

وقف فى سنة تسع وعشرين وخمسمائة.

وفى أوائل سنة ثمان وعشرين وثمانمائة : أزيل جميع ما فيه من الشعث ، وعمر عمارة حسنة من مال صرفه الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة ، أثابه الله.

ومنها : رباط الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة.

وهو الذى أنشأ عمارته ووقفه فى سنة ثلاث وثمانمائة ، وله عليه أوقاف بمكة ومنى والوادى ، وما عرفت مثل هذه الحسنة لغيره من الأشراف ولاة مكة.

ومنها : رباط الجمال محمد بن فرج ، المعروف بابن بعلجد.

وتاريخ وقفه سنة سبع وثمانين وسبعمائة.

ومنها : رباط بأول زقاق أجياد الصغير قبالة باب المسجد الحرام.

أمر بإنشائه وزير مصر ، تقى الدين عبد الوهاب بن أبى شاكر ، ومات قبل تمام عمارته ، فاستصاره فخر الدين بن أبى الفرج ، الأستادار الملكى المؤيدى ، وأمر بتكميل عمارته ، فعمر من ذلك جانب كبير.

ومات الآخر قبل تمام عمارته ، فى نصف شوال سنة إحدى وعشرين وثمانمائة والفقراء به ساكنون.

ومنها : رباط السلطان شاه شجاع ، صاحب بلاد فارس.

وقف سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ، وينسب للشيخ غياث الدين الأبرقوهى لتوليه لأمره وعمارته.

٢٨٢

ومنها : رباط البانياسى ، بقرب هذا الرباط عند باب الصفا.

وقف فى سنة خمس وعشرين وستمائة.

ومنها : الدار المعروفة بدار الخيزران.

ومنها : الرباط المعروف برباط العباس رضى الله عنه.

وكان المنصور لاجين عمله مطهرة ، ثم عمله ابن أستاذه الملك الناصر محمد بن قلاوون رباطا.

ومنها : رباط أبى القاسم ابن كلالة الطبيبى.

وقف سنة أربع وأربعين وستمائة.

ومنها : رباط ، بقرب المروة.

وقفه أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن مطرف التميمى. ووقف عليه الحمام الذى بأجياد.

ومنها : رباط على بن أبى بكر بن عمران العطار.

وقف سنة إحدى وثمانمائة.

ومنها : رباط يعرف برباط أبى سماحة لسكناه به بقرب المجزرة الكبيرة.

وقف فى سنة ثمان وسبعين وخمسمائة.

ومنها : ربط الأخلاطى ، ثلاثة : بعضها وقف على نساء الحنفية ، وبعضها على أهل مدينة أخلاط ، وبعضها وقف سنة تسعين وخمسمائة ، وبعضها فى التى بعدها.

ومنها : رباط الوتش.

وقف فى آخر القرن الثامن.

ومنها : رباط لعطية بن خليفة المطبيز.

أحد تجار مكة فى عصرنا.

ومنها : بزاق الحجر ، رباطان.

أحدهما : للسيدة أم الحسين بنت قاضى مكة شهاب الدين الطبرى.

وقفته فى سنة أربع وثمانين وسبعمائة.

٢٨٣

والآخر للعز إبراهيم بن محمد الأصفهانى.

وقف فى سنة تسع وأربعين وسبعمائة.

وبسوق الليل عدة ربط :

منها : رباط سعيد الهندى.

ومنها : بيت المؤذنين. وواقفه هو واقف رباط الخوزى على شرطه فى تاريخه.

ومنها : زاوية أم سليمان المتصوفة ، رحمها الله.

تاريخها سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة.

وبأجياد عدة ربط ، منها : رباط الزيت.

ومنها : رباط غزى ـ بغين وزاى معجمتين.

وقف فى سنة اثنتين وأربعين وستمائة.

ومنها : رباط السياحة.

وقفه عدة نساء ، منهن : أم القطب القسطلانى.

ومنها : رباط ربيع ، وهو واقفه عن موكله الأفضل على بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب.

وتاريخ وقفه سنة أربع وتسعين وخمسمائة.

ومنها : رباط بنت التاج ، وله أزيد من مائتى سنة.

ومنها : رباط بقرب رباط ربيع.

أمر بإنشائه الشريف حسن بن عجلان فى سنة ست عشرة وثمانمائة ، وقد عمر منه جانب كبير.

ومنها : رباط المسيكينة.

ومنها : بالحزامية ـ بحاء مهملة وزاى معجمة ـ الرباط المعروف بالدمشقية.

وقف سنة تسع وعشرين وخمسمائة.

ومنها : رباط الدورى ، وله أزيد من ثلاثمائة سنة.

٢٨٤

ومنها : رباط السبتية. وكان موجودا فى سنة تسع وعشرين وخمسمائة.

ومنها : رباط للنسوة خلف رباط الدورى. كان موجودا فى القرن السابع.

ومنها : رباط بيت الحرابى ، بمهملتين وموحدة.

ومنها : رباط الوراق. بقرب باب إبراهيم.

ومنها : رباط الموفق.

وقفه الموفق على بن عبد الوهاب الإسكندرى سنة أربع وستمائة.

وبأسفل مكة إلى جهة الشبيكة عدة ربط :

منها : رباط أبى رقيبة لسكناها به ويقال له : رباط العفيف. وهو عبد الله بن محمد الأرسوفى صاحب المدرسة السابقة.

وقفه عنه وعن موكله القاضى الفاضل عبد الرحيم بن على البيشانى وقف من هذا الرباط نصفه عن نفسه ، ونصفه الآخر عن موكله القاضى الفاضل فى سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.

ومنها : رباط الطويل.

بنى فى عشر السبعين وسبعمائة فيما أظن.

ومنها : رباط الجهة ، جهة السلطان الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل صاحب اليمن ، وأم أولاده. ويعرف برباط الشيخ على السعدانى لتوليه لأمره.

وقف فى سنة ست وثمانمائة.

ومنها : رباطان عند الدريبة :

أحدهما : يعرف بابن السوداء لسكناه به.

وقف فى سنة تسعين وخمسمائة.

والآخر : يعرف بابن غنايم.

وقفه السلطان الملك العادل ملك الجبال والغور والهند ، محمد بن أبى على فى سنة ستمائة.

٢٨٥

فهذه الربط المعروفة الآن بمكة ـ فيما علمت ـ أجزل الله ثواب واقفيها. ومن أحسن النظر فيها. وقد ذكرنا كثيرا من شروط واقفيها وأسماء جماعة منهم. وأوضحنا ذلك أكثر فى أصله «شفاء الغرام».

وبمكة أوقاف كثيرة على جهات من البر غالبها الآن لا يعرف لتوالى الأيدى عليها.

ومن المعروف منها : البيمارستان بالجانب الشمالى من المسجد الحرام.

وقفه المستنصر العباسى.

وتاريخ وقفه سنة ثمان وعشرين وستمائة ، ثم عمره السيد حسن بن عجلان عمارة حسنة وأحدث فيها ما يحصل به النفع ، وذلك : إيوانان وصهريج وغير ذلك ، بعد استئجاره له مائة عام من القاضى الشافعى.

ووقف ما عمره وما يستحقه من منعته على الضعفاء والمجانين فى صفر سنة ست عشر وثمانمائة.

وأما السقايات ـ وهى السبل ـ فهى كثيرة.

منها بمكة خمسة.

ومنها : ما بين مكة ومنى : سبعة.

منها : سبيل بالمعلاة للمقر الأشرف الزينى عبد الباسط ناظر الجيوش المنصورة بالمماليك الشريفة والدعاء له بسببه متكاثر من البادى والحاضر ؛ لأن النفع به جزيل. عامله الله بلطفه الجميل.

وله ـ حفظه الله ـ بديار مصر والشام مآثر حسنة مشهورة ، وأفعال مشكورة ومنها: السبيل المعروف بسبيل الست ، وهى أخت الملك الناصر حسن. وتاريخ عمارتها له سنة إحدى وستين وسبعمائة.

وبمنى : عدة سبل.

ومنها : فيما بين منى وعرفة عدة سبل متخربة.

ومنها : فى جهة التنعيم فيما بينهما وبين مكة عدة سبل.

منها : سبيل للمنصور صاحب اليمن.

ومنها : سبيل الجوخى ، وهو الآن معطل لخرابه.

٢٨٦

ورأيت مكتوبا فى حجر ملقى فيه : المقتدر العباسى ووالدته أمرا بعمارة هذه السقايات والآثار التى وراءها وتصدقا بها فى سنة اثنتين وثلاثمائة.

وأما البرك المسبلة : فهى كثيرة بمكة وحرمها وبعرفة. وقد أوضحنا أمر السبل والبرك المشار إليها أكثر من هذا فى أصله.

وفى سنة إحدى وعشرين وثمانمائة عمرت البركتان اللتان بالمعلا على يمين الداخل إلى مكة ويسار الخارج منها عمارة حسنة.

أما الآبار التى بمكة : فهى ثمانية وخمسون بئرا. وذلك فيما حوته أسوار مكة ، وكلها مسبلة ، إلا بئرا فى بيت لعطية المطيبين بأعلى مكة ، وبئرا فى بيت القائد زين الدين سكر مولى الشريف حسن بن عجلان ، وبئرا فى بيت أحمد بن عبد الله الدورى العراس ، وبئرا فى بيت بقربه تنسب للينبعى. ولم نذكر الآبار التى لا ماء فيها. وقد أوضحنا أمر الآبار كثيرا فى «شفاء الغرام».

وأما الآبار التى فيما بين مكة ومنى : فستة عشر بئرا فيها الماء.

منها : البئر المعروفة ببئر ميمون ابن الحضرمى ، أخى العلاء بن الحضرمى ، وهى التى فى السبيل المعروف بسبيل الست ، على ما وجدت بخط عبد الرحمن بن أبى حرمى فى حجر فى هذه البئر ، يتضمن عمارتها فى سنة أربع وستمائة. من قبل المظفر صاحب إربل.

وأما الآبار التى بمنى : فخمسة عشر بئرا. وذكرنا فى أصله مواضعها ، وما تعرف به. وبلغنى أن بمنى غير ذلك فى بعض البيوت.

وأما الآبار التى بمزدلفة : فثلاثة.

وأما الآبار التى بعرفة : فكثيرة. والذى منها فيه الماء الآن : ثلاثة.

وفيما بين عرفة ومزدلفة بئر يقال لها : السقيا ، على يسار الذاهب إلى عرفة.

وأما الآبار التى بظاهر مكة من أعلاها فيما بين بئر ميمون ، والأعلام التى هى حد الحرم فى طريق نخله : فخمسة عشر بئرا.

منها : أربعة آبار تعرف بآبار العسيلة ، وفى رأس طى بعضها ما يقتضى أن المقتدر العباسى أمر بحفر بئرين منها.

٢٨٧

وفى طى بعضها ما يقتضى : أن العجوز ـ والدة المقتدر العباسى ـ عمرتها مع سقايات هناك ، ومسجد لا يعرف منه الآن شىء.

وبقية هذه الآبار لا ماء فيها ، إلا بئرا لأبى بكر الحصار ، وهى تلى آبار العسيلية.

وأما الآبار التى بأسفل مكة فى جهة التنعيم : فثلاثة وعشرون بئرا بجادة الطريق.

منها بئر الملك المنصور صاحب اليمن عند سبيله ، وتعرف بالزاكية.

ومنها : الآبار المعروفة بآبار الزاهر الكبير.

وبعض هذه الآبار من عمارة المقتدر العباسى.

وبقرب باب الشبيكة ، من خارجه آبار يقال لها : آبار الزاهر الصغير ، وهى ثلاثة آبار.

وبقرب هذه الآبار بئر ببطن ذى طوى على مقتضى ما ذكره الأزرقى فى تعريف ذى طوى.

وبأسفل مكة بئر يقال لها : الطنبداوية.

وبأسفل مكة مما يلى باب الماجن عدة آبار.

منها : بئر بقربه من خارجه.

وبئر بالشعب الذى يقال له خم ، وهو غير خم الذى يروى أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال عند غديرة : «من كنت مولاه فعلى مولاه» لأن خمّا هذا عند الجحفة.

وأما العيون : التى أجريت بمكة وبظاهرها : فكثيرة ، وليس منها الآن جار غير العين المعروفة بعين بازان ، وهى فى غالب الظن من عمل زبيدة ، ولها فى عينها نفقة عظيمة ، يقال : إنها ألف ألف وسبعمائة ألف دينار.

نقل ذلك عن المسعودى عن محمد بن على الخراسانى الأخبارى.

وقد عمرت عين بازان مرات كثيرة ، من قبل جماعة من الخلفاء ، والملوك والأعيان.

منهم : المستنصر العباسى فى سنة خمس وعشرين وستمائة ، وفى أربع وثلاثين وستمائة.

ومنهم : الأمير جوبان نائب السلطنة بالعراقين عن السلطان أبى سعيد بن خربندا ملك التتر.

٢٨٨

وذلك فى سنة ست وعشرين وسبعمائة.

ووصلت إلى مكة فى العشر الأخير من جمادى الأولى منها ، وعظم نفعها.

وكان الناس بمكة قبل ذلك فى شدة لقلة الماء.

وممن عمرها من الملوك : صاحب مصر الملك المؤيد من مال تطوع به على يد علاء الدين القائد.

وكانت هذه العمارة فى سنة إحدى وعشرين وثمانمائة.

ووصلت إلى مكة فى شعبان منها ثم قل جريان الماء ، فوفق الله القائد علاء الدين لعمارتها ، فجرت جريا حسنا ، وبلغت بركة الماجن بأسفل مكة.

وذلك فى سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة ، وجريانها مستمر إلى سنتين بعد ذلك.

ومن العيون التى أجريت بمكة عين أجراها الملك الناصر محمد بن قلاوون صاحب مصر فى مجرى عين بازان ، وتعرف العين التى أجراها المذكور : بعين جبل نقبة.

وذلك فى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.

وعين أجراها الأمير المعروف بالملك نائب السلطنة بمصر من منى إلى بركة السلم بطريق منى.

وذلك فى سنة خمس وأربعين وسبعمائة.

وأما المطاهر : فمطهرة الملك الناصر محمد بن قلاوون.

عمرت فى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. وفيها وقفت وهى التى عند باب بنى شيبة.

ومطهرة الأمير صرغتمش الناصرى ، بين العطيفية والبيمارستان بالجانب الشمالى من المسجد الحرام.

وتاريخ عمارتها سنة تسع وخمسين وسبعمائة.

ومطهرة طنيفا الطويل بقرب باب العمرة.

عمرت فى أول عشر السبعين وسبعمائة فيما أظن.

ومطهرة الملك الأشرف شعبان صاحب مصر بالمسعى قبالة باب على.

عمرت فى سنة ست وسبعين وسبعمائة.

٢٨٩

ومطهرة خلفها للنسوة.

عمرتها أم سليمان المتصرفة فى سنة ست وتسعين وسبعمائة.

ومطهرة تنسب للواسطى عند باب الحزورة ، وما عرفت واقفها ولا متى وقفت.

وأعظمهم نفعا : مطهرة الملك الناصر ، وبعض هذه المطاهر معطل لخرابه.

* * *

٢٩٠

الباب الرابع والعشرون

فى ذكر شىء من خبر بنى المحض بن جندل ، ملوك مكة ونسبهم ، وذكر شىء من أخبار العماليق ملوك مكة ونسبهم ، وذكر ولاية طسم للبيت الحرام (١).

أما بنو المحض : فقال المسعودى : وقد كان عدة ملوك تفرقوا فى ممالك متصلة ومنفصلة.

فمنهم المسمى : بأبى جاد ، وهوز ، وحطى ، وكلمن ، وسعفص ، وقرشت ، وهم على ما ذكرنا بنو المحض بن جندل.

وأحرف الجمل هى أسماء الملوك ، وهم الأربعة والعشرون حرفا التى عليها حساب الجمل.

ثم قال المسعودى : وكان أبجد ملك مكة وما يليها من الحجاز.

وكان هوز ، وحطى : ملكين ببلاد وجّ ، وهى أرض الطائف ، وما اتصل بذلك من أرض نجد.

وكلمن وسعفص وقرشت : ملوكا بمدين. وقيل : ببلاد مصر.

وكان كلمن على ملك مدين.

ومن الناس من رأى : أنه كان ملك جميع من سميناه مشاعا متصلا ، على ما ذكرنا.

وذكر المسعودى فى نسب بنى المحض أكثر من هذه ، إلا أنه قال ـ لما ذكر الخلاف فى نسب قوم شعيب ـ : ومنهم من رأى : أنهم من ولد المحصن بن جندل بن يعصب ابن مدين بن إبراهيم.

وأما العماليق : فهم : من ولد عملاق. وقيل : عمليق بن لاود ، ويقال : لود بن سام ابن نوح. وقيل : إنهم من ولد العيص ، ويقال : عيصو بن إسحاق بن إبراهيم الخليل.

وهذا القول ذكره المسعودى.

__________________

(١) انظر : (شفاء الغرام ١ / ٣٥٢ ـ ٣٥٦).

٢٩١

وفى تاريخ الأزرقى خبران فيهما : أن العماليق من حمير. وأخذ الخبرين عن ابن عباس رضى الله عنهما.

وفى كون العماليق من حمير نظر بيناه فى أصله.

وذكر الفاكهى أخبارا تتعلق بالعماليق ، فى بعضها : أنهم كانوا بمكة لما قدّم. وقد عاد للاستسقاء.

وفى بعضها : أنهم كانوا بعرفة لما أخرج الله زمزم لإسماعيل ، وأنهم تحولوا إلى مكة لما علموا بذلك.

وفى بعضها : أنهم كانوا ولاة الحكم بمكة ، فضيقوا حرمة البيت ، واستحلوا منه أمورا عظاما ، ونالوا ما لم يكونوا ينالون ، فوعظهم رجل منهم يقال له : عملوق ، فلم يقبلوا ذلك منه ، فأخرجهم قطورا وجرهم من الحرم كله ، وكانوا لا يدخلونه.

وأما ولاية طسم : فذكرها الأزرقى فيما رواه بسنده إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

وذكر أنهم استحلوا حرمة البيت فأهلكهم الله.

ثم وليه بعدهم جرهم ، وطسم أخو عجلان ، وقد تقدم نسبه.

* * *

٢٩٢

الباب الخامس والعشرون

فى ذكر شىء من خبر جرهم ولاة مكة ونسبهم ، وذكر من ملك مكة من جرهم ، ومدة ملكهم لها وما وقع فى نسبهم من الخلاف ، وفوائد تتعلق بذلك ، وذكر من أخرج جرهما من مكة وكيفية خروجهم منها ، وغير ذلك (١).

أما نسبهم : فقال ابن هشام : إن جرهما هو ابن قحطان بن عابد بن سالح بن أرمخشذ بن سام بن نوح.

وقيل : إن جرهما : ابن ملك من الملائكة أذنب ذنبا فأهبط إلى مكة فتزوج امرأة من العماليق ، فولدت له جرهما ، فذلك قول الحارث بن مضاض الجرهمى :

اللهم إن جرهما عبادك

الناس طرف وهم تلادك

وأما من ملك مكة من جرهم ومدة ملكهم له ونسبهم ، فذكره المسعودى ؛ لأنه قال:ووجدت فى وجه آخر من الروايات : أن أول ملك من ملوك جرهم مضاض بن عمرو ابن سعد بن الرقيب ، هو ابن ثبت بن جرهم بن قحطان : مائة سنة.

ثم ملك بعده ابنه عمرو بن مضاض : مائة وعشرون سنة.

ثم ملك الحارث بن عمرو : مائة سنة. وقيل : دون ذلك.

ثم ملك بعده عمرو بن الحارث : مائتى سنة.

ثم ملك بعده مضاض بن عمرو بن الأصفر بن الحارث بن عمرو بن مضاض بن عمرو بن سعيد بن الرقيب بن هنما بن ثبت بن جرهم بن قحطان : أربعين سنة. انتهى. وذكر المسعودى ما يقتضى : أن مدة ملك جرهم لمكة دون ذلك.

وذكر أيضا ما يقتضى : أن أول ملوكهم غير مضاض بن عمرو بن سعد ؛ لأنه ذكر : أن الحارث بن مضاض بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن ظالم بن هنما بن ثبت بن جرهم : كان على جرهم حين أتوا من اليمن إلى مكة.

وذكر أن قدومهم إليها كان بعد أن سمعوا لما حصل بها من الخصب لمن تقدمهم من العماليق الذى كان عليها السميدع المذكور.

__________________

(١) انظر : (شفاء الغرام ١ / ٣٥٧ ـ ٣٧٨).

٢٩٣

ثم قال : فكانت على الجرهميين ، فافتضحوا وصارت ولاية البيت إلى العماليق ، ثم كانت لجرهم عليهم فأقاموا ولاة البيت نحو ثلاثمائة سنة. انتهى.

وذكر ابن إسحاق ما يخالف ذلك ؛ لأنه ذكر ما يقتضى : أن جرهما لما قدموا إلى مكة كان عليهم مضاص بن عمرو ، وأنه وقومه تقاتلوا مع السميدع وقومه ، فقتل السميدع وصار ملك مكة لمضاض.

وما ذكره ابن إسحاق هو المعروف. وما ذكره المسعودى غريب. والله أعلم بحقيقة الحال. وما ذكره فى نسب ملوك جرهم ، ذكر السهيلى ما يخالفه.

وكذلك فتح الأندلس ؛ لأنه ذكر خبرا يتعلق بجرهم ، وفيه : أن الحارث بن مضاض الذى طالت غربته ، قال لإياد بن نزار بعد أن أوصله إلى مكة : أنا الحارث بن مضاض ابن عبد المسيح بن نفيلة بن عبد الدان بن خشرم بن عبد ياليل بن جرهم بن قحطان بن هودعليه‌السلام. انتهى. والله أعلم.

وأما من أخرج جرهما من مكة وكيفية خروجهم منها ، فقد اختلفت الأخبار فى ذلك.

ففى بعضها : أن بنى بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وعيشان بن خزاعة ، لما رأوا استحلال جرهم لحرمة البيت وظلمهم بها قاتلوا جرهما ، فغلبهم بنو بكر وعيشان ونفوا جرهما من مكة.

وفى بعضها : أخرجهم ثعلبة بن عمرو بن عامر ماء السماء.

وفى بعضها غير ذلك.

ومما قيل من الشعر عند خروجهم من مكة الأبيات التى أولها :

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا

أنيس ولم يسمر بمكة سامر

والأبيات التى أولها :

يا أيها الناس سيروا إن مصيركم

أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا

 * * *

٢٩٤

الباب السادس والعشرون

فى ذكر شىء من خبر إسماعيل ، وذكر ذبح إبراهيم لإسماعيل عليهما‌السلام (١).

كان إبراهيم عليه‌السلام حمل إسماعيل ، وهو رضيع مع أمه هاجر إلى مكة وأنزلهما عند الكعبة ، وليس بها يومئذ أحد ، وليس بها ماء ، وفارقهما بعد أن وضع عندهما جوابا فيه تمر ، وسقاء فيه ماء ، فجعلت أم إسماعيل ترضعه وتشرب من ذلك الماء ، حتى نفد ما فى السقاء ، عطشت وعطش إسماعيل ، وجعلت تنظر إليه تتلوى ـ وقال : تتلبط ـ فمنّ الله عليهما بزمزم ، سقيا لهما ، فشربت وأرضعت ولدها. وقال لها الملك : لا تخافى الضيعة ، فإن هذا بيت الله ، يبنيه هذا الغلام وأبوه ، وإن الله لا يضيع أهله.

ثم نزل عليهما ناس من جرهم بأمر هاجر على أن لا حق لهم فى الماء. وشب إسماعيل وتعلم العربية منهم ، وأنفسهم وأعجبهم حين شبّ ، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم ، ثم طلقها بإشارة من أبيه لشكواها فى المعيشة.

تم تزوج منهم أخرى ، وزاره أبوه فلم يجده أيضا ، وأمره بإمساك زوجته لشكرها فى المعيشة.

ثم زاره الثالثة فبنيا البيت ، فكان إبراهيم يبنى ، وإسماعيل ينقل الحجارة ويناولها له ، وهما يقولان : (رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة : ١٢٧].

وما ذكره من خبر إسماعيل وأمه وأبيه. ذكر البخارى ما يوافقه.

وفى بعض الأخبار الواردة فى هذا المعنى ما يخالف بعض ذلك. وقد بينا شيئا من ذلك فى أصله.

وأما ذبح إبراهيم لإسماعيل عليهما‌السلام : فذكر الفاكهى فيه خبرا طويلا عن إسحاق يقتضى : أن إبراهيم لما أراد ذبح ابنه قال : أى بنى خذ الحبل والمدية ـ وهى الشفرة ـ ثم امض بنا إلى هذا الشعب لتحطب أهلك منه قبل أن يذكر له ما أمر به. فعرض لهما إبليس ليصدهما عن طاعة الله فى ذلك فلم يقبلا منه.

فلما خلا إبراهيم فى الشعب ، ويقال ذلك إلى ثبير ، قال له : (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ

__________________

(١) انظر : (شفاء الغرام ٢ / ٣ ـ ١٤).

٢٩٥

قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [الصافات : ١٠٢] ثم أدخل الشفرة فى حلقه فقلبها جبريل عليه‌السلام لقفائها فى يده ، ثم اجتذبها إليه ونودى : (أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [الصافات : ١٠٤ ، ١٠٥] فهذه ذبيحتك. فداء لابنك فاذبحها دونه.

وقد تقدم الخلاف فى موضع ذبح هذا الفداء من منى فى الباب الحادى والعشرين.

واختلف فى الذبيح هل هو إسماعيل بن إبراهيم (١) ، أو أخوه إسحاق بن إبراهيم والصحيح أنه إسماعيل على ما قال الحافظ عماد الدين بن كثير. ونقل ذلك النووى عن الأكثرين.

وكلام السهيلى يقتضى ترجيح : أنه إسحاق. وكذلك المحب الطبرى. والله أعلم.

وإسماعيل أول من ذللّت له الخيل العراب. وأول من ركب الخيل ، وأول من تكلم بالعربية. وقيل فى أول من تكلم بالعربية غير ذلك. والله أعلم.

وقال الفاكهى فى الأوليات بمكة : وأول من أحدث الأرجية يطحن بها بمكة إسماعيل ابن إبراهيم النبى عليه‌السلام.

* * *

__________________

(١) انظر أوجه الخلاف فى : (مرآة الزمان ١ / ٢٩٨٠ ، تاريخ الطبرى ١ / ٢٨٩ ، ٣٠١ ، زاد المسير ٧ / ٧٢ ، ٧٣ ، عرائس المجالس ٩١ ، ٩٣ ، البداية والنهاية ١ / ١٥٨ ، ١٦٠).

٢٩٦

الباب السابع والعشرون

فى ذكر شىء من خبر هاجر أم إسماعيل عليه‌السلام ، وذكر أسماء أولاد إسماعيل وفوائد تتعلق بهم وذكر شىء من خبر بنى إسماعيل ، وذكر ولاية نابت بن إسماعيل للبيت الحرام(١).

أما هاجر (٢) : فقال ابن هشام ـ بعد أن ذكر أن قبرها وقبر ابنها إسماعيل فى الحجر عند الكعبة ـ تقول العرب : هاجر وآجر ، فيبدلون الألف من الهاء ، كما قالوا : هراق الماء وأراق الماء وغيره. وهاجر من أهل مصر.

وقال السهيلى : وهاجر أول امرأة ثقبت أذناها ، وأول من خفض من النساء ، وأول من جرت ذيلها.

وذلك : أن سارة غضبت عليه ، فحلفت أن تقطع ثلاثة أعضاء من أعضائها ، فأمرها إبراهيم عليه‌السلام : أن تبر قسمها بثقب أذنيها ، وخفاضها ، فصارت سنة فى النساء.

وكانت هاجر أمة لبعض الملوك ، فوهبها لسارة زوج الخليل ، وهى ابنة عمه فوهبتها للخليل ، فولدت له إسماعيل ، وشجر بين سارة وهاجر أمر وساء ما بينهما فحمل الخليل هاجر مع ابنها إلى مكة على ما سبق.

وذكر الفاكهى عن بعضهم : أنه أوحى إليها ، وهذا غريب ، والله أعلم بصحته.

وسن للمحرم السعى بين الصفا والمروة لسعى هاجر بينهما لما طلبت الماء لابنها حين اشتد به الظمأ. وخبرها فى ذلك عن ابن عباس رضى الله عنهما فى صحيح البخارى.

وأما أولاد إسماعيل عليه‌السلام (٣) : فقال ابن هشام : حدثنا زياد بن عبد الله البكائى عن محمد بن إسحاق قال : ولد إسماعيل بن إبراهيم اثنى عشر رجلا : نابتا ، وكان

__________________

(١) انظر : (شفاء الغرام ٢ / ١٥ ـ ٢٣).

(٢) انظر : (عرائس المجالس ١٠٠ ، البداية والنهاية ١ / ١٩١ ، نهاية الأرب ١٣ / ١١٥ ، شفاء الغرام ٢ / ٣ ، طبقات ابن سعد ١ / ٥٠ ، مرآة الزمان ١ / ٣١٠).

(٣) انظر : (مرآة الزمان ١ / ٣١٠ ، شفاء الغرام ٢ / ١٧ ، الأزرقى ١ / ٤٤ ، تاريخ الطبرى ١ / ٣٥١ ، طبقات ابن سعد ١ / ٥٠).

٢٩٧

أكبرهم ، وقيدار ، وأربل ، ومشا ، وصمعا ، وماشى ، وذما ، وآزر ، وطسما وبطور ، ونيشا ، وقيدما ، وأمهم بنت مضاض بن عمرو الجرهمى. انتهى.

وذكر الأزرقى والفاكهى وغيرهما فى أسماء أولاد إسماعيل ما يخالف هذا. وذكرنا ذلك مع فوائد تتعلق لمعانى بعض أسمائهم وضبطها وغير ذلك فى أصل هذا الكتاب.

وأما خبر بناء إسماعيل عليه‌السلام (١) :

فمنه : أن بنى إسماعيل والعماليق من سكان مكة ، ضاقت عليهم البلاد ، فتفسحوا فى البلاد والتمسوا المعاش ، فخلف الخلوف بعد الخلوف ، وتبدلوا بدين إسماعيل وغيره ، وسلخوا إلى عبادة الأثان ، فيزعمون : أن أول ما كانت عبادة الحجارة فى بنى إسماعيل : أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن إلا احتملوا معهم من حجارة الحرم تعظيما للحرم وصبابة لمكة والكعبة حيثما حلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة ، حتى سلخ ذلك بهم إلى أن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم وإسماعيل يتمسكون بها من تعظيم البيت والطواف به ، والحج والعمرة والوقوف على عرفة والمزدلفة ، وهدى البدن مع إدخالهم فيه ما ليس منه.

وكان أول من غيّر دين إسماعيل : عمرو بن لحى ، وهذا الذى ذكرناه من خبر بنى إسماعيل. ذكره ابن إسحاق.

وإلياس بن مضر : هو الذى رد بنى إسماعيل إلى سنن آبائهم حتى رجعت سننهم تامة على أولها.

ذكر ذلك الزبير بن بكار.

وأما ولاية نابت بن إسماعيل للبيت الحرام : فذكرها ابن إسحاق ، وقال : وليه ما شاء الله أن يليه.

* * *

__________________

(١) انظر : (سيرة ابن هشام ١ / ١١٤ ، تاريخ الطبرى ١ / ٣٢٠ ، مروج الذهب ٢ / ١٦٦ ، مرآة الزمان ١ / ٣١٢ ، ٣١٣).

٢٩٨

الباب الثامن والعشرون

فى ذكر ولاية إياد بن نزار بن معد بن عدنان للكعبة ، وشىء من خبره ، وذكر ولاية بنى إياد بن نزار الكعبة ، وشىء من خبرهم وخبر مضر ، ومن ولى الكعبة من مضر قبل قريش (١).

أما ولاية إياد : فقال الزبير بن بكار : حدثنا عمر بن أبى بكر الموصلى عن غير واحد من أهل العلم بالنسب ، قالوا : لما حضرت نزار الوفاة ، آثر إيادا بولاية الكعبة ، وأعطى مضر ناقة حمراء ، فسميت : مضر الحمراء ، وأعطى ربيعة الفرس فرسه ، فسمى : ربيعة الفرس ، وأعطى أثمار ، جارية تسمى : بجيلة ، فحضنت بنيه ، فسموا : بجيلة أثمار.

ويقال : أعطى إيادا عصاه وحلته.

ورأيت لإياد بن نزار وإخوته المشار إليهم خبرا يستظرف فى ذكائهم ومعرفتهم بما أخبروا به من صفة البعير الذى سئلوا عنه مع كونهم لم يروه ، وغير ذلك.

وأما ولاية بنى إياد بن نزار الكعبة : فذكر الفاكهى فيها خبرا طويلا.

فيه : ثم وليت حجابة البيت إياد ، وكان أمر البيت إلى رجل منهم يقال له : وكيع بن سلمة بن زهير بن إياد ، ثم قال ـ بعد أن ذكر شيئا من خبره ـ : ثم إن مضر أديلت بعد إياد.

وكان أول من ديل منهم : عدوان وفهم ، وأن رجلا من إياد ورجلا من مضر خرجا يتصيدان فمرت بهما أرنب ، فاكتنفاها يرميانها ، فرماها الإيادى ، فنزل سهمه ، فنظم قلب المضرى فقتله. فبلغ الخبر مضر ، فاستغاثت بفهم وعدوان يطلبون لهم قود صاحبهم ، فقالوا : إنما أخطأه ، فأبت فهم وعدوان إلا قتله ، فتناوش الناس بينهم بالمدور ـ وهو مكان ـ فسمت مضر من إياد ظفرا ، فقالت لهم إياد : أجلونا ثلاثا ، فلن نساكنكم أرضكم ، فأجلوهم ثلاثا ، فظعنوا قبل المشرق.

وكانوا حسدوا مضر على ولاية الركن الأسود فدفنوه ، بعد أن لم يحملوه على شىء إلا رزح.

__________________

(١) انظر : (شفاء الغرام ٢ / ٢٤ ـ ٣٠).

٢٩٩

وافتقدت مضر الركن بعد يومين ، فعظم فى نفسها ، ثم تخلوا عن حجابة البيت لخزاعة على أن يدلوهم على الركن ، فدلوهم عليه ؛ لأن امرأة من خزاعة نظرت بنى إياد حين دفنوه وأعادوه فى مكانه. انتهى بالمعنى فى كثير منه.

وممن ولى الكعبة من مضر أسيد بن خزيمة بن مدركة جد النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

* * *

٣٠٠