الدرّ الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين - المقدمة

الدرّ الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ١
الصفحات: ٧١٧

الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :

فقد عني أبناء فهد بمكة المشرفة وتأريخها ، وتسجيل حوادث أيامها ، والعناية برجالاتها وعظمائها ، خلال قرنين من الزمن. وقد تفننوا فيما كتبوا ؛ فكتبوا اليوميات والحوليات والتراجم والتاريخ والبيوتات.

ولو لم يكتب بنو فهد عن تلك الحقبة ما كتبوا لضاع كثير من تأريخها لتلك الفترة ، فكانوا بحق من أبر أبناء مكة المشرفة.

وقد عايش بنو فهد دولتان من دول الإسلام : الدولة المملوكية ، والدولة العثمانية. فذكروا من أخبارهما ، وولاتهما ، وقضاتهما ، مما كشف عن كثير من تفاصيل الحياة في مكة المشرفة خلال ذلك الزمن.

وكان ممن اعتنى بتأريخ مكة من أبناء فهد : النجم عمر ابن فهد ، قد أرّخ لرجالات مكة المشرفة خلال أكثر من نصف قرن ، وترجم لعدد كبير من العلماء الحنابلة منهم أئمة المقام الحنبلي في تلك الفترة وأودع ذلك كتابه «الدر الكمين». وجعله ذيلا على كتاب شيخه تقي الدين الفاسي «العقد الثمين».

وقد طبع كتاب الفاسي «العقد الثمين» عدة طبعات ، بينما لا يزال ذيله «الدر الكمين» مخطوطا.

لذلك حرصت على إخراج هذا الكتاب وطبعه ليكشف لنا تاريخ تلك الفترة من الزمن.

وان مما ينبغي التنبيه إليه أن هذا الكتاب لم يؤلف لعامة الناس وإنما هو لطبقة مثقفة واعية ، فقد يرى الناظر في هذا الكتاب عبارات نقلها

١

المصنف كان ينبغي له أن ينزه كتابه عنها حماية لجانب التوحيد ، كما نقل عن شيخه علي ابن معمر أنه قال في أبيات له منها قوله : ... أقلني من الأوزار يا سيد الرسل. (١)

كما أنه لم ينكر الطواف بالميت حول الكعبة المشرفة ، وهي من البدع التي وقعت في تلك الحقبة من الزمن. (٢) وذكر في ترجمة : محمد ابن بحر اليمني أنه كان مشهورا بالصلاح ، وكان يقصد يعني من الذين لا ينجبون لأجل الأولاد؟! (٣) كما ذكر أمورا تتعلق بالصوفية كلبس الخرقة. (٤) وذكر نصوصا عن بعض الحلولية كإبن العربي نقل عنه ترجمة وشعرا ولو ترك ذلك لكان أليق بهذا الكتاب. (٥) وكذا ذكر تعبيرات غير شرعية كقوله (قاضي القضاة) ونحو ذلك.

وقد قدمت بين يدي الكتاب دراسة وافية عن الكتاب ومؤلفه ، وقد جاءت الدراسة ضمن الفصول التالية :

الفصل الأول : حياة النجم ابن فهد.

الفصل الثاني : التعريف بالتقي الفاسي ، وكتابه العقد الثمين.

الفصل الثالث : التعريف بالدر الكمين.

الفصل الرابع : التعريف بالمخطوط.

والحمد لله رب العالمين.

أ. د. عبد الملك بن عبد الله بن دهيش

مكة المكرمة ١ / ١١ / ١٤٢١ ه

__________________

(١) انظر : ١ / ١٧٠.

(٢) راجع : ١ / ٤٧٧ ، ٦٥١.

(٣) انظر : ١ / ١٠١.

(٤) انظر : ١ / ٢٦ ، ٨٩ ، ٢٧٢ ، ٣٨٩ ، ٥١٢.

(٥) انظر : ١ / ٢٥٠ ، ٣ / ١٥٥٦

٢

الفصل الأول

حياة النجم ابن فهد

٣
٤

حياة" النجم ابن فهد"

اسمه (١) :

عمر بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن فهد الهاشمي المكي.

مولده

ولد في سحر ليلة الجمعة سلخ جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بمكة المشرفة.

نشأته

نشأ النجم ابن فهد بمكة المشرفة ، وحفظ القرآن العظيم ، ثم كتابا في الحديث ألفه له والده ، ثم من أول كتاب مختصر الخرقي في الفقه على مذهب الإمام أحمد إلى أثناء كتاب الفرائض ، ثم لما مات أخوه أبو زرعة محمد في سنة ست وعشرين أعاده والده شافعيا ، فحفظ النصف الأول من المنهاج للنووي ، ونحو ثلثي الألفية في النحو لابن مالك ، ونحو النصف من ألفية الحديث للشيخ زين الدين العراقي.

أسرته

ترجع أصول عائلة ابن فهد إلى محمد ابن الحنفية ثالث أولاد الإمام علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ.

__________________

(١) مصادر ترجمته : الضوء اللامع ٦ / ١٢٩ ، والبدر الطالع ١ / ٥١٢ ، وهدية العارفين ١ / ٧٩٤ ، وفهرس الفهارس ٢ / ٨٢ ، ومعجم الشيوخ ص : ١٩٢ ، والدر الكمين ٣ : ١١٣١ ، والقبس الحاوي ٢ : ٢٩.

٥

ومنذ انتقال هذه العائلة من أصفون في صعيد مصر إلى مكة المكرمة برز منها كثير من أبنائها ، وشاركوا في مختلف المجالات العلمية وخصوصا في الحديث والتاريخ والآداب. وقد اشتهر منهم حفاظ أربعة هم : التقي بن فهد ، وابنه النجم ابن فهد ، وابنه العز ابن فهد ، وابه جار الله بن فهد. قال الشيخ الكتاني : " وأنت إذا تأملت قلّ أن تجد في بيت في الإسلام أربعة من الحفاظ في سلسلة واحدة من بيت واحد يتوارثون الحفظ والإسناد غير هذا البيت العظيم" (١).

وفيما يلي تعريف بأبرز عائلة الفهود ، وذكر بعض تراثهم العلمي :

١. والده : تقي الدين محمد بن فهد (ـ ٨٧١ ه‍) (٢).

له مؤلفات عديدة ، منها :

١." البدور الزواهر مما للمختار وعترته من المفاخر". وقد خرجه لأبي القاسم بن حسن بن عجلان.

٢." الدرر العوالي والجواهر الغوالي". وقد خرجه لعلي بن حسن بن عجلان.

٣." الدرر الفائقة والأخبار الرائقة". وقد خرجه لبركات بن حسن بن عجلان ، أمير مكة. ضمنه مروياته وشرف المصطفى ص وفضائل الحسن والحسين ، وقريش وبني هاشم ، مع حكايات وإنشادات أخرى.

٤." المصابيح المشرقة الزاهرة في معجزات المصطفى ومناقب عترته الطاهرة". وقد خرجه لحسن بن عجلان.

٥." عمدة المنتحل وبلغة المرتحل". وتوجد منه نسخة خطية بمكتبة (شستربيتي) بمدينة (دبلن الإيرلندية) رقمها ٣٤٧٠ وتقه في ٧٢ ورقة.

__________________

(١) فهرس الفهارس ص ٩١٠ ـ ٩١٢.

(٢) مصادر ترجمته : أخباره في : الضوء اللامع ٩ : ٢٨١ ، ونظم العقيان ١٧٠ ، والبدر الطالع ٢ : ٢٥٩ ، وهدية العارفين ٢ : ٢٠٥ ، ودائرة المعارف الإسلامية ٣ : ٧٨٣ ، ومعجم ابن فهد ٢٨١ ، ومقدمة ذيل تذكرة الحفاظ ٢ ، والدر الكمين ١ : ٣٨٥.

٦

٦." لحظ الألحاظ". وهو ذيل على كتاب" طبقات الحفاظ للذهبي". وقد طبع هذا الكتاب مع" طبقات الحفاظ".

٧." نهاية التقريب وتكميل التهذيب بالتذهيب". وقد نال مؤلفه بهذا الكتاب شهرة بين علماء عصره ، وقرظه له عدد من العلماء ، ذكرها ابنه النجم ابن فهد في كتابه" الدر الكمين".

٢. ابنه : عبد العزيز (٨٥٠ ـ ٩٢٢ ه‍) (١).

اعتنى به أبوه منذ صغره ، وتخرج على يد العديد من العلماء المقيمين بمكة ، والواردين إليها. وقد رحل إلى العديد من البلدان الإسلامية ، كالشام ومصر وفلسطين. والتقى بعلماء هاتيك البلاد ، ونهل من علومهم واستجازهم مروياتهم ، وقد تلمذ عليه الكثير من العلماء وتخرج به جماعة منهم ، وأجاز بعض الطلبة ، وقد أجاز محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن غازي العثماني المكناسي ، وأخاه أحمد بن محمد بن أحمد. وقد وقف على هاتها لإجازة بخط المجيز عبد الرحمن بن زيدان ، وأثبتها في كتابه" إتحاف أعلام الناس بجمال أخار حاضرة مكناس" (٢).

وقد ألف عددا من الكتب ومنها :

١." الترغيب والاجتهاد في الباعث لذوي الهمم العلية على الجهاد".

٢." بلوغ القرى لتكملة إتحاف الورى" وهو ذيل لحوليات والده ، بدأه من شهر رمضان ٨٨٥ ه‍ ، إلى شهر ربيع الثاني منسنة ٩٢٢ ه‍.

٣." تاريخ مكة". وهو مرتب على السنين من سنة ٨٧٢ ه‍ إلى زمانه.

٤." غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام". وتوجد منه نسخة خطية أنيقة محفظة بمكتبة برلين تحت رقم ٩٧٥٥ ، وتقع في ٢٦٩ ورقة. ويذكر فيه

__________________

(١) مصادر ترجمته : الضوء الامع ٤ : ٢٢٤ ، شذرات الذهب ٨ : ١٠٠ ، فهرس الفهارس ٢ : ١٤٩ ، هدية العارفين ١ : ٥٨٣.

(٢) ٤ : ٢٣ ـ ٢٤.

٧

السلاطين والأمراء الذي تولوا إمرة مكة المكرمة ، مرتبين حسب سنوات ولايتهم.

٥." فهرس مروياته".

٦." معجم شيوخ إبراهيم بن محم بن خليل الطرابلسي الحلبي". المتوفى سنة ٨٤١ ه‍

٧." معجم شيوخه". وقال فيه الكتاني : وهو في نحو ألف شيخ.

٨." نزهة ذوي الأحكام بأخبار الخطباء والأئمة وقضاة بلد الله الحرام".

٣. ابنه : يحيى (ـ ٨٨٥ ه‍).

ومن كتبه : " الدلائل إلى معرفة الأوائل" (١).

٤. حفيده : جار الله (٨٩١ ـ ٩٥٤ ه‍).

ومن مصنفاته :

١." بلوغ الأرب بمعرفة أي الأنبياء من العرب". وتوجد منه نسخة خطية بمكتبة جامعة كمبردج بإنكلترا تحت رقم ١٨٥.

٢." تحفة الطائف في فضائل الحبر ابن عباس ووج والطائف". وتوجد منه نسخة ضمن مجموع بمكتبة الأوقاف العامة ببغداد رقمها (٢ / ٤٧٩٦).

٣." غاية الأماني والمسرات لعلو سلطان الحجاز أبي زهير بركات". وقد خرجه للشريف بركات سلطان الحجاز. ويشتمل على أربعين حديثا.

وقد قرظ هذه الأربعين عددا من القضاة والفقهاء والأدباء.

٤." نشر اللطائف في قطر الطائف". ويقع في سبع أوراق محفوظ بمكتبة الأوقاف العامة ببغداد ، ضمن المجمع (٤٧٩٦).

٥. نيل المنى بذيل بلوغ القرى لتكملة إتحاف الورى". وهو ذيل على كتاب والده" بلوغ القرى". فقد أرخ فيه لمكة مياومة ، تبدأ من شهر ذي الحجة

__________________

(١) هدية العارفين ٢ : ٥٢٩.

٨

سنة ٩٢٣ ه‍ ، وتنتهي بشهر جمادى الثانية ٩٤٩ ه‍. وقد نشرته مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي عام ١٤٢٠ ه‍ ـ ٢٠٠٠ م بتحقيق / محمد الحبيب الهيلة.

شيوخه :

التقى النجم ابن فهد في بلده مكة المشرفة بالعلماء المقيمين فيها والواردين إليها ، وأخذ عنهم ، كما أنه قام بعدة رحلات علمية إلى بلاد الإسلام ، والتقى بعلمائها ودرس لديهم واستجازهم مؤوياتهم ، وبلغت عدة شيوخه بالسماع والإجازة نحو الخمسمائة شيخ. وقد ألف النجم ابن فهد معجما ترجم فيه لمشايخه الذين التقى بهم أو الذين أجازوه. وقد طبع هذا المعجم بتحقيق / محمد الزاهي.

تلاميذه : ١.

تتلمذ على يد النجم ابن فهد الكثير ، وأجاز العديد من العلماء ، فمن الآخذين عنه : أبو عمرو عثمان بن محمد الدّيمي المصري (١).

ثناء العلماء عليه :

ولقد أثنى عليه شيوخ العصر في العلم ، والمشار إليهم فيه ، والمعول على رأيهم في التزكية. ووصفوه بما يرفع شأنه ويعلى قدره.

قال عنه الحافظ محمد بن أبي بكر عبد الله القيسي. الشمس أبو عبد الله بن ناصر الدين : الشيخ العالم الفاضل البارع المحدث المفيد الرحالة ؛ سليل العلماء الأماثل ، فخر الفضلاء الأفاضل جمال العترة الهاشمية. تاج السلالة العلوية ، نجم الدين ضياء المحدثين.

__________________

(١) مصادر ترجمته : الضوء اللامع ٥ : ١٤٠. وانظر : إاتحاف أعلام الناس ٤ : ٣١.

٩

وقال البرهان الحلبي : إنه قرأ علي شيئا كثيرا جدا ، واستفاد وكتب الطباق والأجزاء ، ودأب في طلب الحديث. وقراءته سريعة وكذا كتابته ـ وكان لا يعرف النحو ـ رده الله إلى وطنه سالما.

وقال زين الدين رضوان بن محمد بن يوسف العقبي : إنه نشأ في سماع الحديث بمكة على مشايخها والقادمين إليها من البلاد ، ثم رحل إلى الديار المصرية فأكثر بها من العوالي وغيرها. وساق أخبار رحلته.

وكتب إليه الحافظ شيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن حجر : وقد كثر شوقنا إلى مجالستكم وتشوقنا إلى متجدداتكم ، ويسرنا ما يبلغنا من إقبالكم على هذا الفن الذي باد حمّاله. وحاد عن السنن المعتبر عماله.

وقد كنّا نعدّهم قليلا

فقد صاروا أقلّ من القليل

فلله الأمر ... إلى أن قال : ويعرفني الولد بأحوال اليمن ومكة ، ووفيات من انتقل بالوفاة من نبهاء البلدين ، وتقييد ذلك حسب الطاقة ، ولا سيما منذ قطع الحافظ تقي الدين تقييداته ، وإن تيسر للولد الحضور في هذه السنة إلى القاهرة فليصحب معه جميع ما تجدد له من تخريج أو تجميع ليستفاد.

ووصفه مرة بقوله : من أهل البيت النبوي نسبا وعلما ، وأنه جد واجتهد في تحصيل الأنواع الحديثية النبوية.

ومرة أخرى بقوله : بأنه محدث كبير شريف من أهل البيت النبوي.

وأخرى : بأنه من أهل العلم بالحديث ورجاله.

وروى عنه التقي المقريزي فضل البيت فقال : وكتب إليّ المحدث الفاضل أبو حفص عمر الهاشمي ، وشافهني به غير غيره مرة. ووصفه في ترجمة فتح الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح المدني قاضي المدينة بصاحبنا. وقال في ترجمة أبيه عنه : إنهما محدثا الحجاز ، كثيرا الاستحضار ، وأرجو أن

١٠

يبلغ عمر في هذا العلم مبلغا عظيما ؛ لذكائه واعتنائه بالجمع والسماع والقراءة. بارك الله له فيما آتاه.

وقال عنه السخاوي : صاحبنا بل ومفيدنا ، شيخ الجماعة النجم والسراج أبو القاسم عمر ، ويسمى محمدا لكنه بعمر أشهر.

وقال : وأخذ عمن هو مثله ، بل وممن دونه ممن هو في عداد من يأخذ عنه ، ولم يتحاش عن ذلك كله حتى إنه سمع مني بمكة جملة تصانيفي ، وحضر عندي ما أمليته بها ، وسلك في صنيعه هذا مسلك الحفاظ الأئمة.

ووصفه بصدق اللهجة ومزيد النصح ، وعلو الهمة ، وطرح التكلف ، والعفة والشهامة ، والإعراض عن بني الدنيا ، وعدم مزاحمة الرؤساء ونحوهم ، وكونه في التواضع والفتوة وبذل نفسه وفوائده وكتبه وإكرامه للغرباء والوافدين بالمحل الأعلى ، ومحاسنه جمة.

مؤلفاته :

كتب النجم عمر بن فهد في فنون شتى ، وله مؤلفات كثيرة ، منها :

١. إتحاف الورى بأخبار أم القرى. وقد رتبه على السنين ، مقتفيا في ذلك منهج الطبري وابن الأثير والذهبي وابن كثير. فقد ابتدأ بذكر تأريخ مكة من العام الأول الهجري حتى سنة وفاته ٨٨٥ ه‍.

٢. الإشعار بما أنشدتّ من الأشعار.

٣. بذل الجهد فيمن سمي بفهد وابن فهد.

٤. التبيين في تراجم الطبريين.

٥. تذكر الناسي ، بأولاد أبي عبد الله الفاسي.

٦. تراجم شيختنا سارة بنت العز بن جماعة.

٧. ترتيب تراجم الحلية.

٨. ترتيب المدارك.

١١

٩. ترتيب تاريخ الأطباء.

١٠. ترتيب ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب.

١١. ترتيب تذكرة الحفاظ للذهبي.

١٢. ترتيب ذيل تذكرة الحفاظ.

١٣. الدر الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين.

وهو الكتاب الذي نقوم بتحقيقه. وقد جعله ذيلا على كتاب" العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" للفاسي. وذكر فيه من مات بعده. ومن هو موجود في عصره من الأعيان ومن تركهم التقي الفاسي سهوا.

١٤. السر الظهيري بأولاد أحمد النّويري.

١٥. غاية الأماني في تراجم أولاد القسطلاني.

١٦. فهرست له.

١٧. فهرست لأبيه.

١٨. اللباب في الألقاب.

١٩. المؤاخى بينهم.

٢٠. المخضرمين.

٢١. المدلسين.

٢٢. المشارق المنيرة في ذكر بني ظهيرة.

٢٣. مشيخات ومعاجم لشيوخه.

٢٤. معجم الشيوخ. وهو معجم شيوخه بالإجازة.

وقد نشر سنة ١٤٠٢ ه‍ ـ ١٩٨٢ م بتحقيق محمد الزاهي في جزء واحد.

٢٥. معجم أبيه.

٢٦. المغيّر اسمهم.

٢٧. نزهة العيون فيما تفرق من الفنون. ويسمى أيضا : التذكرة.

١٢

وفاته

قال السخاوي في ضوئه : ولم يزل على طريقته مع انحطاطه قليلا ، وضعف بصره حتى مات في وقت الزوال من يوم الجمعة سابع رمضان سنة خمس وثمانين [وثمانمائة] وصلي عليه بعد العصر ، ثم دفن عند قبورهم ، وتأسف جميع أحبابه على فقده ، ولم يخلف بعده ـ في مجموعه ـ مثله.

وقال ابنه العز عبد العزيز في كتابه" بلوغ القرى" : مات مؤلف الأصل [أي إتحاف الورى] الوالد نجم الدين عمر بن محمد بن فهد الهاشمي المكي ـ تغمده الله برحمته ـ بعد أن تعلل مدة بالبطن والإسهال ، ثم عرض له ثقل ، وانقطع عن البروز نحو عشرين يوما. كان حاضر الذهن ، ويكثر من الشهادة حتى كانت آخر كلامه عند خروج روحه ، فجهز في يومه وصلى عليه صديقه قاضي القضاة الشافعي برهان الدين بن ظهيرة القرشي ، عند باب الكعبة بعد صلاة عصر يومه ، وحضر خلق كثير ، ودفن بالمعلاة على والده ، بجانب مصلب عبد الله بن الزبير رضي‌الله‌عنهما.

١٣
١٤

الفصل الثاني

التعريف بالتقي الفاسي ، وكتابه العقد الثمين

١٥
١٦

التعريف بالتقي الفاسي ، وكتابه العقد الثمين

اسمه (١) :

محمد بن أحمد بن علي بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن بن سعيد بن عبد الملك بن سعيد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن حمّود بن ميمون بن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني الفاسي المكي المالكي.

مولده :

ولد الإمام الفاسي رحمه‌الله ليلة الجمعة العشرين من ربيع الأول سنة خمس وسبعين وسبعمائة بمكة.

وانتقل في سنة تسع وسبعين أو في التي بعدها مع والدته وشقيقه عبد اللطيف إلى المدينة الشريفة ، لأن خالهما القاضي محب الدين النويري كان إذ ذاك بها قاضيا.

نشأته :

نشأ الإمام الفاسي بمكة المكرمة والمدينة المنورة عند خاله القاضي محب الدين النويري.

__________________

(١) مصادر ترجمته : الضوء اللامع ٧ : ١٨ ، البدر الطالع ٢ : ١١٤ ، إنباء الغمر ٣ : ٤٢٩ ، لحظ الألحاظ ٢٩١ ، شذرات الذهب ٧ : ١٩٩ ، نيل الابتهاج ٣٠٤ ، إيضاح المكنون ١ : ٢٣٦ ، الدر الكمين ١ : ٣.

١٧

وحفظ القرآن الكريم ، وأربعين النووي ، وباب الإشارات معها ، والعمدة ، والرسالة ، ومختصر ابن الحاجب ، وألفية ابن مالك ، وجانبا كبيرا من المختصر الأصلي.

شيوخه :

بكّر الإمام الفاسي في الأخذ عن علماء الحرمين الشريفين ، فقد ابتدأ تلقي العلم ولما يتجاوز الثامنة من عمره ، فقد سمع بالمدينة المنورة في سنة ثلاث وثمانين على أم الحسن فاطمة بنت الشهاب أحمد بن قاسم الحرازي. كما سمع بها من البرهان ابن فرحون ، وعبد القادر الحجار ، وغيرهم.

وسمع ببلده مكة المشرفة من البرهان ابن صديق ، والقاضي علي النويري ، وشهاب الدين ابن الناصح.

ودخل القاهرة ، فقرأ بها على البرهان الشامي ، والجمال الحلاوي ، والشهاب السويداوي ، وزين الدين ابن الشيخة ، ومريم بنت الأذرعي ، والسراج البلقيني ، والزين العراقي ، والنور الهيتمي ، والسراج ابن الملقن وخلائق.

ودخل دمشق فقرأ بها وبصالحيتها على جماعة كثيرين من أصحاب الحجار وغيره ، منهم ابن أبي المجد ، وأبو هريرة ابن الذهبي ، وخديجة بنت إبراهيم بن سلطان البعلي.

وسمع بالقدس من الشهاب أبي الخير أحمد ابن الحافظ صلاح الدين العلائي وغيره.

وسمع بغزة من الشهاب أحمد بن محمد بن عثمان الخليلي ، وبالرملة ونابلس.

وسمع ببلاد اليمن من أصيل الدين عبد الرحمن بن حيدر الدهقلي وغيره.

١٨

وبلغت عدة شيوخه بالسماع والإجازة نحو الخمسمائة شيخ.

وأخذ الفقه عن ابن عم أبيه الشريف عبد الرحمن بن أبي الخير ابن أبي عبد الله الفاسي ، والشيخ أبي عبد الله الوانّوغي ، والشيخ خلف النحريري ، والشيخ بهرام ، وأجازوا له بالإفتاء والتدريس.

وأخذ أصول الفقه عن الشيخ فتح الدين صدقة التزمنتي المقرئ ، والشيخ أبي عبد الله الوانوغي ، وبرهان الدين الأبناسي ، وشمس الدين القليوبي ، والشيخ خلف النحريري.

والنحو عن شمس الدين القليوبي وغيره.

والحديث عن القاضي جمال الدين ابن ظهيرة ، والشيخ زين الدين العراقي ، والحافظ شهاب الدين ابن حجي الحسباني ، وأذن له كل منهم أن يدرس ويفيد في علم الحديث وكتبوا له خطهم بذلك.

أعماله :

صلى التراويح بمقام الحنابلة بالمسجد الحرام في سنة تسع وثمانين.

وولي قضاء المالكية بمكة المشرفة في شوال سنة سبع وثمانمائة.

ثم ولي في سنة أربع عشرة درس المالكية بالمدرسة البنجالية بمكة.

وقد عزل عدة مرات من ولاية القضاء ثم أعيد إليها ، إلى أن عزل بأخرة سنة ثمانمائة وثلاثين واستمر معزولا إلى أن مات.

تلاميذه :

تلمذ على الإمام الفاسي الكثير من مكة وخارجها ، ومن الآخذين عنه :

١. أبو الفتح محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الأنصاري (٨٠٩ ـ ٨٧٥ ه‍).

١٩

٢. أبو بكر بن علي بن موسى بن علي بن قريش بن داود الهاشمي الحارثي المكي (٨١١ ـ ٨٩٥ ه‍).

٣. أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الأنصاري المكي (٨١٠ أو في التي تليها ـ ٨٧٣ ه‍).

٤. أحمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر الفاكهاني المكي الشافعي (٨٠٧ ـ ٨٦٥ ه‍).

٥. أحمد بن عيسى بن موسى بن علي بن قريش بن داود بن إبراهيم بن هاشم بن عبد الله بن حسن بن أسعد بن يوسف بن عبد المطلب بن سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب الهاشمي الحارثي المكي(؟ ـ ٨٦٧ ه‍)

٦. أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الأنصاري المكي (؟ ـ ٨٦٧ ه‍)

٧. أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز القرشي الهاشمي العقيلي النويري المكي الشافعي (٨٠٨ ـ ٨٦٦ ه‍).

٨. أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي الشافعي (٨٢٥ ـ ٨٨٥ ه‍).

٩. أم الحسين ـ وتسمى فاطمة ـ بنت القاضي محب الدين أحمد بن القاضي جمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي (٨٢٢ ـ ٨٦٠ ه‍)

١٠. أم الهدى سعادة ابنة علي بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي (٨٣٠ ـ ٨٧٤ ه‍).

١١. أم ريم ست الأهل ـ واسمها تقية ـ ابنة الإمام تقي الدين محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد الهاشمي المكي (٨٣٠ ـ ٨٩١ ه‍).

٢٠