الرّحلة الحجازيّة

أوليا چلبي

الرّحلة الحجازيّة

المؤلف:

أوليا چلبي


المترجم: الدكتور الصفصافي أحمد المرسي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الآفاق العربيّة
الطبعة: ٠
ISBN: 977-5227-55-3
الصفحات: ٣٠٢

الندابات بالدفوف .. ويفعمون بالمكان بصيحات التوحيد على مقام الحجاز .. وفى هذه اللحظات ؛ يكون الحانوتي ، والمغسل يقومون باعداده ، فيقصون آظافره ، ويمشطون لحيته ، ويطهرونه أولا بغير ماء ، ثم يوضئونه بماء زمزم ، فيبدأوّن بيديه ثم المضمضمة ، ثم الاستنشاق ثلاثا .. ثم وجهه ، فيده اليمني ثم يده اليسرى إلى المرفقين ، وتطبيقا للآية (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) فيتم مسح ربع الرأس ، ثم يغسلون الرجلين ، وما أن يتم الغسل هكذا حتى يتسم الجسد بالنضارة ، وتعلو الوجه البسمة ، وينثرون من المباخر الكافور ، والعنبر على جوانبه الأربعة ، ويتلون القرآن الكريم من حوله ، أثناء الغسل ، ثم يبللون قميصا بدون ياقة ، والكفن بماء زمزم ويكفنونه. ثم ينثرون ماء الورد ، والمسك ، والعنبر الخام ، وماء الهندباء .. ثم يحيطونه بالزعفران الأحمر ، وينثرونه فوق الكفن ، وهم يرددون (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ (٢٠١))(١) ، ثم يكتبونها ، ويضعونه فى التابوت ، وتوابيتهم ؛ ذات أربعة قوائم وعلى جوانبها الأربعة قضبان طولية ، وكأنها سلالم ، يضعون فوق التابوت غطاء من ستارة الكعبة ، وتسير كل الجماعة أمام المتوفى ، وهم يسيرون على صوت الدفوف ، وقد رفعوا الأعلام العباسية ، وهم يرددون (لا إله إلا الله) برتابة ، وصوف رخيم ، وعند الوصول كعبة الحرم الشريف ، يردد كل أهل الميت (لبيك اللهم لبيك) ويضعون المتوفى تحت المزراب الذهبي ، ويؤذن المؤذن لصلاة الجنازة ، وحتى لو كنا فى نصف الليل ، فالحرم لا يخلو من الطائفين .. وتقام صلاة الجنازة ، وفقا للشريعة المحمدية ؛ وبعدها يرفع آقارب المتوفى ، وأحبابه والأصدقاء الأوفياء التابوت على أكتافهم .. وعلى أمل أن يكسبونه ثواب الحج ، فيطوفون به سبعا وهم يلبون ، ثم يخرجون من باب الجنائز ، أو من باب الصفا ، ويمرون به من سوق الصفا ، والمروة .. ويكون حملة الدفوف مستمرون فى ترديد (لا إله إلا الله) وهم سعداء فرحين بلقاءه مع الله .. ثم يدفنونه فى مقابر الشهداء بالمعلا .. وبينما الإمام يلقنه ، يكون الجميع فى هدوء وسكينه ينسحبون من حيث أتوا .. وهم يرددون (ضيف الله رب العالمين) ويطلبون له الرحمة مرددين (يرحمه‌الله) أو (رحمة الله عليه). ومن المعتاد عند آهل مكة ؛ أنهم لا بد أن يذهبوا جميعا ؛ شيخا

__________________

(١) سورة البقرة : الآية ٢٠١.

٢٨١

أو شابا .. رجلا ، أو امرأة إلى مقابر المعلا ليلة الإثنين ، وليلة الجمعة ، ويتصدقون على الفقراء جميعا صدقات معلومة ، ويقدمون لهم الخبز وماء زمزم. ويتلون من القران الكريم ما تيسر لهم ، ويقفون بخشوع ، وسكينة على رأس القبر ، ويضعون حوله الحنطة والماء .. والورد والريحان .. وعلى هذا المنوال يأتون إلى الموتى مرتين اسبوعيا للزيارة .. وهكذا يشعرون وكأن الميت لم يمت ، بل هم يزورونه مرتين اسبوعيا .. فبشرى وطوبا لمن يتوفاه الله فى مكة ، فبعد الدفن يقوم كل أحبته ، وأصحابه بالزيارة إلى بيت الله الحرام ويطوف من يستطيع الطواف ، فهو بذلك ينال ثواب الحج مع الطائفين ، الذين يهبون له ثواب هذا الطواف .. ومما لا شك فيه أن الله سبحانه ، وتعالى .. سيقبله من أهل الجنة.

ولما كنت أنا العبد الفقير قد وقفت وقوفا كاملا على هذا الحال ، تمنيت على الله أن انال هذا الثواب العميم عند ما يتوفاني الله .. فكم يكون المرء سعيدا عند ما ينال كل هذا الدعاء .. ويدفن وسط هذه البهجة .. والروائح الطيبة .. وكنت أردد دائما (اللهم يسر يا ميسر) وأوصى بعض السالكين لتقريب اللقاء بالحق أن يوصى الراغب فى ذلك بالدفن فى منتهى الجبال الواقعة على الجوانب الأربعة لمكة المكرمة ..

* * *

بيان بالجبال الواقعة فى الجهات الأربع للبيت الشريف :

إن بين شرق وشمال سوق ـ ساحة منى يوجد جبل صغير يسمونه جبل سبر ، حسب الأقوال المسطرة لإسحاق ، فإن آولاد سيدنا اسماعيل مدفوفون فى هذا الجبل. وأن كبش الفداء المقدم قربانا وفداءا لسيدنا اسماعيل قد طلع من هذا الجبل ، وأن الكبش قد ذبح قربانا على أطراف ، وحواف هذا الجبل. وما زال به المكان المسمى «منچر» أو مذبح ، وبعض الحجاج ما زالوا ينحرون ذبائحهم فى هذا المكان ، وما زال فرارا للحجيج. وعلى الجهة الشرقية من البيت الشريف ، يقع جبل أبى قبيس وقد سبق الحديث عنه تفصيلا .. ولكن آلاف الصحابة كان هذا الجبل محل اهتمامهم ، ويسميه القرشيون الجبل الأمين .. وما زال مكانا للتنزه ، والفرجة للخاص ، والعام. وبعده الجبل الأحمر ، والجبل الأخشب .. وهما الذى نزل فى

٢٨٢

حقهما الكثير من الآسانيد والآحاديث .. ومنها. (قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا نزول مكة حتى نزول أخشبها) وجبل الأخشب أعلى من الجبل الأحمر .. وجبل النور يقع على بعد مسيرة ساعة على شمال مكة. وهو المكان الذى استتر فيه الرسول عن أعين المشركين وهو ما زال مكانا للزيارة .. وبالقرب من سوق منى يقع جبل مخصب ، وبالقرب من جامع الحنيف فى سوق منى يقع جبل المرسلات .. وبه الغار الذى كان فيه الرسول الأمين أنزلت عليه سورة «المرسلات». وهو مزار لكثير من الحجيج. ثم جبل حراء ، وفيه الغار العظيم الشأن ، وهو الغار الذى كان يعتكف فيه الرسول للعبادة قبل البعثة النبوية. وما زال يزار إلى اليوم. وجبل جزل ، وهو جبل صغير لطيف ، ولكن مرتبته عالية وجبل لعلع ، وجبل الصفا ، وهو فى الجهة الشرقية من مكة ، وهو جبل منخفض فى المكان المسمى بهذا الإسم ، وهو مثبت فى الحديث الشريف أن المصطفى وهو يسعى عليه الصلاة والسلام بين الصفا والمروة ضرب بالعصا التى فى يده الكريمة جبل الصفا .. وقد سمعت الدابة ضربة العصا ..

* * *

أوصاف مزارات الصحابة الكرام فى مكة :

غير خاف على آصحاب الزيارة أن فى مدافن المعلا خمس وسبعين قبة ، ومدفون بها الكثيرين من السلف الصالح من الملوك ، والسلاطين والأشراف ، والصلحاء ، والعلماء ، وآعيان مكة الكبار. ولكن أعظم هذه الأضرحة وأجدّها هو ذلك الضريح الذى أقامه الشريف زيد .. فهو مثله مثل إرم ذات العماد ، وحضرة الشريف مدفون تحت هذه القبة الرائعة العمارة. كما أن حضرة جد الرسول الكريم عبد المطلب مدفون فى هذا المكان ، وقد توفى عن مائة وعشرين سنة ، وعند ما كان الرسول الحبيب فى السابعة من عمره ، كما أن والد سيدنا عليّ مدفون هنا ، وكثير من الحجاج الإيرانيين يزورون هذا الضريح بحجة أنه والد سيدنا علىّ ، وحوله بستان نخل جميل ، ورطبة لذيذة الطعم. ويقال أن هذا المكان هو الذى شهد معجزة شق القمر التى دارت بين الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وسلم» والمشركين. ويقدّم الحجاج الإيرانيون عطايا كثيرة لخدّام هذا الضريح. وآعلاه بقليل تقع قبة ضريح السيدة خديجة. ومن المعروف أن السيدة خديجة

٢٨٣

الكبرى قد أنجبت من الحبيب المصطفى أربع ذكور ؛ هم القاسم ، والطيب ، والطاهر وعبد الله ، وأربع إناث هن ؛ أولا الست روقية ، والست أم كلثوم ، ولما كان سيدنا عثمان قد تزوج بهما ، فقد لقب بذى النورين والسيدة فاطمة وهى التى تزوجها سيدنا عليّ ، والسيدة زينب وهن جميعا بنات السيدة خديجة الكبرى ، والسيدة زينب قد تزوجها أبو العاص بن ربيع بن عبد العزي. أما سيدنا ابراهيم بن الرسول المصطفى فأمه هى السيدة ماريا القبطية التى كانت ضمن هدايا ملك مصر المقوقس إلى الرسول المصطفى. وكان ملك مصر قد بعث على طريق الهدية إلى الرسول محمد بن عبد الله سيفا وبغلا وجاريتين فقدم الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وسلم» السيف المسمى ذو الفقار ، والبغل المسمى «دلدل» إلى سيدنا علىّ ، وأهدى إحدى الجاريتين إلى الشاعر حسّان بن ثابت ، وتزوج صلى‌الله‌عليه‌وسلم من ماريا القبطية وكانت هى الجارية الثانية. وهى التى انجبت له عليه‌السلام حضرة الحبيب ابراهيم. وبقية الأبناء الثمانية من السيدة خديجة الكبرى.

وقد لقيت السيدة خديجة وجه ربها فى مكة عن عمر وصل إلى الخامسة والستين ، وهى مدفونه من مدافن المعلا. وبعض كتّاب السير يعتبرونها هى التى قبلت الإسلام قبل أبى بكر الصديق ، والبعض الأخر يجعلها بعده. وتلقب بأم المؤمنين.

كما أن بعض كتاب السير يذكرون أن السيدة أم رسول الله مدفونة تحت هذه القبة أيضا .. وقد سبق الحديث عن ذلك ... وقد أمر السلطان سليمان خان سنة ٩٥٩ ه‍ ببناء قبة على مدفن السيدة خديجة الكبرى ، وكذا ضريح بديع .. وبابه يفتح على جهة الشرق .. والقبة مغطاة ، ومستورة بطبقة من الجير الأبيض. وتكثر طائفة النساء من زيارة هذه القبة اللطيفة وينثرون فى الضريح المسك ، والعنبر ، والعود ، والكافور المعطر مما يجعل الزوار فى نشوة من الروائح الزكية .. وعلى الوجه الداخلى لهذه القبة العالية نجد مكتوبا بالخط الجلي : هذه الآية الكريمة :

بسم الله الرحمن الرحيم .. (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (١٠١))(١).

كما أن حضرة الشريف مسعود مدفون تحت هذه القبة داخل قفص مربع ، وهذا

__________________

(١) سورة الأنبياء : الآية ١٠١.

٢٨٤

القفص مغطى بالحرير الأطلس الأخضر .. ومكتوب عليه : (مولانا السيد الشريف مسعود بن ادريس ابن حسين ابن أبو يمين ابن بركات ابن محمد ابن بركات ابن حسن ابن عجلان ابن فاطمة الزهراء ..). وجانب قبلة هذه القبة ، هناك قبة صغيرة لسيدنا عبد الله لسيدنا عبد الله الزبير ابن العوام ابن خويلد ابن عبد العزي بن قصي. جده الآعلى هو سيدنا أبو بكر الصديق. والدته هى بنت عبد المطلب ولذلك فهو من الآقارب المقربين لوالد الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام.

وبعد ميلاد الرسول الكريم ، وفى السنة الرابعة والعشرين من مولده الكريم ولد فى نفس اليوم كل من الزبير بن العوام ، وطلحه بن عبد الله. وكان الزبير يذهب إلى التجارة فى اليمن. وأول من آمن بالرسالة التى أنزلت علي النبي هو أبو بكر الصديق ، والثاني هو الزبير بن العوام. وهو من المبشرين بالجنة. وآثناء خلافة مروان حمار فى الشام أي فى سنة ثلاث وأربعين هجرية كان الزبير سلطانا على مكة ، والمدينة واليمن ، والعراق. وبسبب قرابته للرسول ، فقد كان مصدرا من مصادر الاستماع للحديث مثل السيدة عائشة الصدّيقة. وقد قام بتوسيع الحرم الشريف ، وضم مساحات إليه لكى يتسع لجموع الحجاج. ولكن بسبب الخلاف والجدال قام الحجاج يوسف الظالم بتعليق جسده الطاهر على باب السلام ـ كما سبقت الإشارة ـ. وهو الذى كان قد جدد بناء المزراب الذهبي. وأغلق الباب الذى كان على الجهة الغربية ، وألحقه بالحرم. وبعد الزبير أصبح الحجاج هو الوالى على مكة والمدينة ، واليمن والعراق. وبالرغم من أنه حاول أن يكون عادلا إلا أنه اشتهر بظلمه. وبعده يوجد قبر بنت حضرة أبى بكر. وقبر بنت حضرة عثمان. وهما عبارة عن قباب صغيرة. ، ولكن يشملهما الهدوء والسكينة ... وبالقرب منهما الشيخ عثمان هارون ، والشيخ الكناس ، وبالقرب منهما مزار حضرة سعد بن أبى وقاص ، الذى ولد بعد مولد النبى بثلاث وعشرين سنة ... وبالقرب منهم مزارات العديد من الصحابة الكرام ؛ مثل حضرة معدى كرب ، وعبد الله بن عباس ، جامع التفاسير والآحاديث. وهو مجاز بذلك من النبى الكريم. والفضل بن عباس ، وقبر الإمام عبد الكريم بن هوازن. وقبر سفيان بن عبينه ، ويسمونه قبر صفيان الصورى ؛ لإن من يصاب بألم فى معدته ، فعليه أن يربط صرة عليها وبها قليل من تراب هذا القبر ، وبأمر الله يتم الشفاء. وهو الذى وهب بنته حبيبه إلى المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وهناك قبر أبى حسن

٢٨٥

الشولي. عدا هؤلاء فإن هناك آلاف من الصحابة الكرام ، وآولاد ذوى الاحترام والاعتبار ، وكلهم مدفونون فى هذا المكان المرقوم.

كما قمت أنا العبد الحقير بزيارة المقامات التى أمكننى التعرف عليها للعلماء ، والفقهاء المسلمين المرموقين .. وكذا مشايخ وملاوات مكة المكرمة ، والذين تولوا مشيختها ومولويتها خلال فترة حكم آل عثمان .. ومنهم من كان مقربا ومحببا إلى نفس المرحوم والدى مثل مرقد المولى عمر بن محمد ، وقد كان معلما للسلطان عثمان الثانى ، وأصبح شيخا لمكة المكرمة. وفى سنة ١٠٣٠ ه‍. فى تلك السنة التى تجمدت فيها مياه البحر فى اسلامبول ، جاءنا خبر وفاته .. فشملنا الحزن عليه كثيرا ، لإنه كان محبا كثيرا لوالدنا .. والحمد لله أن مكننى بعد ما يزيد عن اثنتي وخمسين سنة من زيارته .. ولقد قرأت ما تيسر من القرآن العظيم ويس ووهبت ثوابها إلى روحه الطاهرة. وكان على قبره المنير هذه اللوحة بخط جميل على شاهد قبره :

(خواجة عثمان خان غريب عمر بن محمد سنة ١٠٣١ ه‍). وهذا من فضل ربى .. رحمة الله عليهم أجمعين. وسلم تسليما كثيرا.

* * *

٢٨٦

فى بيان الصالحين المعاصرين الذين يعيشون

فى مكة ، والآعيان ، والأشراف

الذين سعدت بشرف اللقاء بهم

لقد سعدت بلقاء العديد من سادتنا العظام ، وكان على رأس هؤلاء ركن الدين حضرة شيخ الإسلام ، الوارث الوحيد للعلم النبوي ، وباعت الشرع القوي .. مفتى عصره ، ومالك ناصية الدين .. وقد شرفت بصحبتهم ، وتشرفت بنيل خير دعواتهم ، ورجوتهم جميعا الهمة ، وحسن النظر إلى العبد الفقير وخاصة بعد منّ الله علي باتمام ما انتويته فى هذا المقام.

ولما كنت قد عزمت العزم ، ونويت التوجه إلى مصر ، ولما كنت موجودا خلال مراسم اجلاس الشريف بركات .. فقد تكرم على العبد الحقير إلى ربه بثلاثمائة سكة لمصاريف الطريق ، وغلاما حبشيا ، وهجينا ، وبغچة من الملابس ، وكمية من العنبر خام ، واستكتبى قائمة الآشياء التى قدمها إلي آفندينا ، وقائدنا صاحب الضمير الوضاء حضرة صارى حسين باشا .. وكان بيانها كالتالى : إثنى عشر جوادا عربيا أصيلا ممن يسابقون الريح .. وفى أعناقها شجرة النسب الخاصة بها .. التى تبين منشأها ، فبعضها مصرى ، وبعضها نجدى ، واحداها صعيدى ، واحداها من نسل الطريفي .. الخ ومع كل واحد منها سائر من الطواشية الحبش ، وإثنى عشر من الأحباش سبحان الخلاق .. واثنى عشر طاووسا هجينا ، ومع كل منهم مملوكا زنجيا ، من بلاد الفونج .. وجاء العبيد يحملون الهدايا المتعددة ، والمختلفة ؛ فمن بقشات الأقمشة الفاخرة المختلفة النوع والمنشأ .. ومشغولات هندية لا مثيل ، ولا نظير لها ، والجواهر ، والأحجار الكريمة المختلفة الأشكال والأنواع ، والياقوت ، واللعل ، والزمرد ، والألماس .. والعقيق اليمنى النادر ، واللؤلؤ والمرجان .. والهدايا الهندية المختلفة الأنواع والأشكال ، والشيلان الكشميرية ، وكميات من العود ، والعنبر والمسك الخام .. وكميات من الليمون والتى كل واحدة منها فى الشفاء من كل داء. والمسك الحيوانى ، وحمل جملين من الوز ، والبط العراقي. وغير ذلك الكثير والكثير.

٢٨٧

وفى مقابل ذلك قام سعادة الپاشا بتسليم كتخدا الشريف مجموعة من الزمزميات التى لم نر لها مثيلا .. وقال للمعتمد ، وهو يتسلم منه هذه الهدايا ؛ إننا لسنا فى حاجة إلى أمتعة ، ومتاع الشريف بل نحن فى حاجة إلى خدمات حضرته .. ونريد منه الاستقامة فى القصر .. ولما كنت أنا ممثل السلطان .. فالمطلوب منه أن يرسل إليّ على الفور مفاتيح الكعبة الشريفة .. وإلا فنحن لسنا فى حاجة إلى متاعه ، أو هداياه .. وما أن وصل معتمد الشريف ، ووكيله واسمعه ما سمع ، ونقل إليه ما دار ، وما رأى ... حتى قال الشريف (الأمر أمركم) وعلى الفور قام بوضع مفتاح البيت الحرام المجوهر فى ظرف من السندس والحرير الأخضر .. وقام بتسليمه لتوصيله إلى حضرة الباشا فورا. فقام الباشا بإلباس كتخدا الشريف ، وقائد البولكات السبعة المصرية ، الخلع القيمّة. وأحسن على الشريف بمعطف من فراء السمّور الفاخر .. وقبل الهدايا التى بعث بها الشريف. فقام المنادون على الفور بإعلان جلوس الشريف ، وتسليمه مفاتيح الكعبة المشرفة لتسلم إلى السلطان ... وبعدها شرع جناب الباشا فى التحرك ناحية المدينة المنورة. وقد أحسن بدوره على العبد الحقير بالكثير من الهدايا التى وصلته .. وقد قمت أنا بدورى باحضار العطايا ، والهدايا الكثيرة التى وصلت إلىّ من الآشراف ، والآعيان مع بقية حاجياتى إلى جده وتوجهت إلى زيارة حضرة أمنا حواء.

* * *

اوصاف منازل ومراحل بندر جده :

أولا ؛ أركبنا أربعة من الغلمان على البغال الهجين التى آهداها إلىّ حضرة الشريف مع الهدايا .. وسرنا إلى خارج مدينة مكة المكرمة .. ولم نسترح إلا فى مسجد الشيخ محمود ذى القبة الواحدة .. فى خارج مدينة مكة. ويقع هذا المسجد فى الناحية الجنوبية لمدينة مكة .. قبة المسجد ليست مرتفعة .. وحوله ما يقرب من مائتي منزل فقير وبعض المساجد ، وبساتين النخيل الاخرى. عبرنا هذه المرحلة واتجهنا ناحية الجنوب ، واستمر سيدنا .. وبحثنا عن مكان للإستراحة فيما بين المقاهي الواقعة على الطريق الرئيسي .. ووقفنا فى إحداها .. وجميعها يوجد فيها

٢٨٨

مطربات ، وغوازى من الفتيات الحبشيات. استرحنا فى احداها ، وفى الساعة السادسة تحركنا ناحية وادي جده .. حيث :

* * *

مزار أهل سيدنا آدم بني البشر حضرة حواء المكرمة :

هناك قبة شريفة صغيرة على المكان الذى ترقد فيه أمنا ، وآصلنا السيدة حواء أم بنى البشر جميعا .. ومع أن المكان رملي فى وسط الصحراء ، إلا أنه مفرح بالرغم من أنه بسيط وغير مزيّن .. والقبر مغطى بالحرير الأطلس الأخضر .. وخارج الضريح وحوله مغطى بالحصى ناحية رأسها الشريفة ، وكذا ناحية قّدميها المباركتين .. وكانت حرم ملك أحمد باشا المرحومه قره سلطان قد قررت أن تمد المياه العذبة حتى جده ، وتعهدت بذلك ، وأن تتعهد مقام حضرة أمنا حواء بالرعاية .. ولكن شاءت الأقدار أن يتوفاها الله ، وهى تضع مولودها. وترتب على هذا عدم تنفيذ هذه الخيرات.

ويقال أن مكان أمنا حواء فى سرنديل بالهند .. ولكن هذا قول ضعيف ، وهناك من يقول أن هبوط آدم عليه‌السلام هو الذى كان فى سرنديل .. ودموع عينيه بنت الزنجبيل ، والفلفل ، والقرانفيل .. وبعد ذلك تمكنت عصفورة الجنة أن تنقل الآخبار بين آدم وحواء .. حتى تم بينهما اللقاء ، والتعارف عند جبل عرفات .. ومن هذا المنطلق يسمون هذا الجبل حتى اليوم «جبل عرفه» ، وذلك لأن حضرة أمنا حواء قد هبطت إلى الأرض فى جده .. وقد سكن آدم وحواء زمنا طويلا فى وادى مكة .. وأنزل لهم جناب الحق سبحانه وتعالى البيت المعمور لهم من الجنة ، تحت يطوفان حوله كنوع من أنواع مناسك العبادة. وكانا يصعدان إلى عرفات. وحسب قول المؤرخ إسحاق ؛ فإن حضرة سيدنا آدم قد عمّر طويلا ، ثم وفاه الأجل المحتوم فى عرفات .. ودفن فى المكان المسمى «مطبخ آدم». وأنه لم يهبط فى سرنديل. بل أكثر الأقوال قبولا أن سيدنا آدم وسيدتنا حواء عاشا زمنا طويلا فى وادى مكة ، وأن الحق قد أنزل لهما بيتا من الجنة ، ولكنه من أديم الأرض .. وكان يتعبدان فيه .. ولما كانت مكة منطقة صخرية فإن الخالق سبحانه وتعالى قد أوحى إلى آدم أن يذهب إلى

٢٨٩

صحراء حوران بالقرب من الشام ، وأنه قام بآعمال الزراعة هنالك. وتناسلا هنالك. وكانا كل سنة يأتيان إلى البيت المعمور ، ويطوفان حوله ؛ ويصعدان إلى عرفات. والمؤرخ إسحاق يعتقد بعدم نزول سيدنا آدم فى سرنديل بالهند .. وأن سيدنا آدم عمّر طويلا بعد أمنا حواء. فى حين هناك أقوال تقول أن أمنا حواء هى التى عمّرت طويلا بعد سيدنا آدم. وآن أمنا حواءهى التى دفنت هابيل وقابيل والنبي شيت بالقرب من جده و «لا يعلم الغيب إلا الله» وفى رواية أخرى أن سيدنا نوح ، قبل الطوفان بسنة واحدة قد أخرج جسد سيدنا آدم من عرفات ، وجسد أمنا حواء من جده وقام عليه‌السلام بدفنهما من جديد فى القدس الشريف. والعهدة على الراوى. وحسبما تذكر كتب تاريخ العالم أن سيدنا آدم كان يرزق دائما بتوئم ، وأصبحت ذريته أربعين ألفا .. وجرت قدرة الله أن يكون أحدهما ولد والأخرى فتاة ، وكان يزوج الفتيات بمن سبقها من الذكور. ولهذا قام هابيل بقتل قابيل .. وكانت هذه هى المرة الأولى التى تسال فيها الدماء على سطح الأرض .. وأن العاصى هو قابيل لأنه عصى أمر ربه ، ولم يطعه .. ومنذ هبوط آدم مرت سبع آلاف وثلاثون سنة (رحمة الله عليهم آجمعين) فقد قمنا بزيارة أمنا حواء .. وتوجهنا إلى الناحية الجنوبية ، وشاهدنا المقاهى العامرة ، وتفرجنا عليها .. وهى موجودة على الجانبين.

* * *

آوصاف بندر مدينة جده وقلعتها القديمة :

هى من مآثر ومباني سلطان مصر السلطان الغورى تعتبر ميناء الهند ، واليمن ، وعدن ، والبصرة ، ولحا ، والحبش ، والسويس يأتيها سنويا ألف قطعة من سفن الجلبه Gelebe الپولطةPolta ، والقارقه Karka ، والغليون Galyon ، ويأخذ عنها جمارك ، تقع دائرة الجمرك على شاطئ البحر ويسمونه خورده. ويتعاون فى تحصيل الرسوم الجمركية آعا من طرف الپاشا وشريف من قبل حضرة الشريف. يأخذ نصف الحاصلات قائد جده ، والنصف يخصص لحضرة الشريف. ومنذ أن فتح سنان پاشا اليمن وقد تقرر أن يتدخل الأشراف فى شئوون البندر ، وأصبح ذلك فى حكم القانون. وبالعدل ، ووجه الحق حاصلاتها السنوية تقدر بألف وخمسمائة كيسه ؛

٢٩٠

لإنه ميناء عظيم. والقلعة على شفة القلزم محيطها دائرا ما دار ألفين خطوة شداد ؛ بناء متين ، ثرية البنيان وعلى الطرف الجنوبي لهذه القلعة ، وعلى شاطئ بحر القلزم أيضا ، قلعة داخلية ؛ وهى متصلة بالقلعة الكبيرة الرئيسية. محيطها الدائرى ستمائة خطوة. وهى أيضا من المباني الصخرية. وقائد جده ، وجميع جنوده يسكنون فى هذه القلعة الداخلية. بابها مكشوف على ناحية قلعة اليمن. كما أن لها باب مطل على ناحية الشرق. ولها بوابتان كبيرتان .. باب كل منهما مكون من ضلفتين. إحداهما بوابة مكة ، وتطل على البحر ، قائدها من قباطنة مصر ، يحمل طوغا ، أو طوغين معه ثلاثمائة رجل من رجال البحرية. وهى قضاء مخصصاته مائة وخمسين آقچة ، ويحصل قاضيها على ألفين قرشا سنويا. ولكن ينعم ، ويحسن على مشايخ مكة بما يعتبر علوفه ، ومحكمتها وسط القلعة ، بها ثلاثمائة دكانا ما بين صغير وكبير. لها خان كبير على شاطئ البحر وكأنه قلعة منيفة. من مآثر بقلاچى محمد بك المعمارية. يمد القلعة بالكثير. تحته الكثير من المخازن ، والعنابر ، والدكاكين .. وعداه هناك سبعة خانات آخرى ، وكلها مملوءة بالآشياء ذات القيمة. ولكن ليس بها حمامات ، أو عمائر خيرية ، أو مدارس. فالجميع يذهب إلى البحر ويغتسل فيه. تعتمد على مياه الرحمة ـ المطر ، لذا فمياهها قليلة. بها جامعين كبيرين ، جماعتهما غفيرة ؛ أحدهما قريب من الجمارك وعلى شاطئ البحر ، وهو جامع من الطراز القديم ، ذو منارة واحدة. يتقاضى المؤذنون ، والأئمة مخصصاتهم من الجمارك. والجامع الآخر فى الضواحى وهذا الجامع هو المفيد المختصر أو المختصر المفيد .. وعدا هذين الجامعين فالباقي كلها مساجد .. ويقال آن مياهها كانت جارية فى الأزمنة السابقة. وكانت حينذاك عامرة ، ذات حدائق غناء ، وكأنها باغ إرم. وبعد ذلك تخربت مجارى المياه نتيجة منازعات الآشراف ، من ناحية ، ومن ناحية آخرى حتى لا يمكنوا الروم ـ الأتراك ، من التوطن بها ، والتغلب عليها وهناك حي يسمى «جده» تنساب فيه مياه ثلاث سواقي فتكفيه. والغريب فيها ما أن تجرى على ترابها المياه حتى تغيب. ومن الممكن تسيير المياه فى جده بجهد يسير .. ولو تم ذلك لكانت جده بندرا للفرجة ، والمشاهدة. وقد قمنا نحن أيضا بالفرجة ، والسير والمشاهدة.

٢٩١

ولما كانت أمتعتنا المرسلة من مكة المكرمة قد وصلت ، فقمنا بوضعها فى سفينة الريس ـ القبطان فنجانجى رئيس ووضعت عشرة أجولة من البن فى فرقاطه القبطان حسن رئيس وخمسة أجولة فى مركب النائب مع اثنين من الطواشية وواحد من مماليكنا .. وبعد أن وضعنا باقي الأمتعة فى السفن .. توكلنا على الله وودعت آخى في الرضاعة چلبي ، وحاكم جده بقلاجى محمد بك ؛ وتوجهت عائدا إلى مكة المكرمة مع ثلاثة من الغلمان .. وطوال الطريق وآنا أترنم بتلاوة القرآن العظيم .. وبعد ثمان ساعات متصلة ، وصلنا إلى مكة المكرمة.

فى ذلك اليوم كان الحجاج مستعدون للإتجاه لزيارة المسجد النبوي الشريف ، والسلام على رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقمت أنا العبد الحقير بدورى ، واستأذنت من أفندينا حسين پاشا فى مرافقة حجاج مصر .. فأحسن إلي بمائة فيلورى ، وسبع جمال ، وسلمنى خطابات إلى وزير مصر كتخدا ابراهيم باشا. وقام بالتنبيه ، والتأكيد على كل من اوزبك بك وقائد الانكشارية اراهيم آغا القيصري ، وجاووش الشريف ، وكتخدا الآعتاب السنية برونسز آحمد آغا بضرورة توصيلى إلى الپاشا المشار إليه ، فتشرفت بتقبيل آياديه الكريمة ، ونلت دعواته الخيّرة ، وودعته. وتلوت هذا الدعاء الطيب :

(اللهم لا تجعله آخر العهد ببيتك الحرام ، وإن جعلته فعوضنى عنه الجنة يا أرحم الراحمين). وأتممت طواف الوداع على النحو السابق سبعا .. وشربت من ماء زمزم مودعا ، وتراجعت مرددا الوداع ، الوداع يا بيت الله الوداع .. وخرجت من الصفا .. وسعيت بين الصفا ، والمروة على النسق السابق سبعا كسعي وداع. وعلى هذا المنوال تمت سياحة العبد الحقير إلى بيت الله الحرام سنة الف واثنين وثمانين من الهجرة النبوية .. وبها أسقطت فريضة الحج التى تمثل ركنا من أركان الإسلام. وأتممت نسك طواف الزيارة ... ولقد حرصت كل الحرص على أن أسجل مناسك الحج المتفق عليها من كل الأئمة .. وراعيت التيسير .. والتركيز على ما فرض الله ورسوله .. وتمنيت على الله أن يكون ذلك صحيحا .. والله ورسوله أعلم. وزدت على ذلك تطوعا ، من حبى وشوقي .. ودعوت للوالدين ، ولمشايخنا ، واساتذتنا .. ولكل ذوى القربى والأحبة .. ولكل من سألنا الدعاء ...

٢٩٢

وإلى أن تتحرك قافلة العودة ، كنت يوميا أطوف وأسعى بين الصفا والمروة إثنى عشر مرة ، واعتمرت ثلاث مرات يوميا .. وكنت أطوف كل ليلة ثلاث مرات ، وبشرط أن يكون كل طواف سبعا. وفى كل ليلة كنت أقوم ـ وخدامى ـ بالعمرة ليلا. وهذا من فضل ربي. والسلام.

هذا .. وفى اليوم السادس والعشرين من ذى الحجة سنة الف واثنين وثمانين ، رافقت الألفي جندي الذين عادوا إلى مصر ، وقد قدم منها ثلاثة آلاف .. بقي منهم ألف للحفاظ على الأمن والهدوء فى مكة .. وفى مساء اليوم التالي ، يعنى مساء يوم السابع والعشرين تحركت قافلة الحج المصري المكونة من أربعين حاجا مصريا من مكة المكرمة متجهة إلى المدينة المنورة .. وبنية العمرة .. والزيارة إمتطينا صهوة جيادنا الفتية ، وآيدينا تلوح بالوداع إلى بعض الأحبة ، وقلوبنا تهفوا إلي السلام علي الحبيب المصطفى ....

* * *

٢٩٣
٢٩٤

تم بحمد الله تعالى قبيل المغرب

من يوم الثلاثاء ، الحادي عشر

من جمادي الآخر سنة

١٤٢٠ ه‍ ـ الحادي والعشرين

من سبتمبر سنة ١٩٩٩ م

أرض الجولف ـ م. نصر

القاهرة

٢٩٥
٢٩٦

فهرس الكتاب

٢٩٧
٢٩٨

١ ـ مقدمة....................................................................... ٩

ـ أدب الرحلات............................................................. ١١

ـ رحلات الحج ، مكة المكرمة من الناحية الثقافية................................. ١٢

ـ أشهر رحلات الحج......................................................... ١٩

٢ ـ أ. العثمانيون والحجاز........................................................ ٣٣

ـ دخول الحجاز تحت الإدارة العثمانية........................................... ٣٨

٣ ـ ب ـ آوليا چلبى ورحلته إلى الحجاز............................................. ٥٣

ـ طفولة آوليا وتعليمه......................................................... ٥٨

ـ رحلته إلى الحجاز........................................................... ٦٥

ـ طريقة آوليا چلبى فى التاريخ................................................... ٦٧

ـ طبعات سياحتنامه.......................................................... ٦٨

٤ ـ رحلة آوليا چلبى إلى الكعبة المشرفة وبيان المراحل التى مر بها من الشام الفيحاء حتى بيت الله الحرام         ٧١

ـ حكمة إلاهية.............................................................. ٧٧

ـ قيام العبد الحقير بزيارة قبر حضرة سيدنا أيوب.................................. ٧٩

ـ مقامات الزيارة خارج المدينة................................................. ١١٠

٥ ـ أوصاف يثرب أى اوصاف قلعة المدينة المنورة.................................. ١١٣

ـ أشكال قلعة المدينة........................................................ ١١٤

ـ جامع الروضة المطهرة....................................................... ١١٦

٦ ـ الروضة المطهرة والقبر النبوى الشريف......................................... ١٢١

ـ وصف قبة حضرة سيد الكونين ، آداب زيارة الروضة المطهرة.................... ١٢٥

ـ الروضة المطهرة من الداخل.................................................. ١٣٠

٧ ـ تعريف بالمبانى الموجودة داخل قلعة المدينة..................................... ١٣٥

ـ ضاحية المدينة المنورة....................................................... ١٣٧

٢٩٩

ـ أشجار الفاكهة التى تكثر فى المدينة.......................................... ١٤٦

٨ ـ اماكن الزيارة والعبادة التى تقع خارج المدينة.................................... ١٤٩

ـ أولا : زيارة البقيع التى تقع شرق قلعة المدينة................................... ١٤٩

ـ الصحابة الكرام........................................................... ١٥١

٩ ـ المزارات التى تقع خارج المدينة................................................ ١٥٣

ـ قرية مسجد قباء : «قبة الإسلام»........................................... ١٥٣

ـ زيارة سيدنا حمزة........................................................... ١٥٥

ـ وادى خيمة الرسول ، آداب الزيارة........................................... ١٥٦

ـ مزار ميدان الشهداء....................................................... ١٥٧

ـ أوصاف زيارة الوداع....................................................... ١٥٩

١٠ ـ الذهاب من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة وبيان ذلك......................... ١٦١

ـ آبار سيدنا على........................................................... ١٦١

ـ قرية صاجمان ، وصف قلعة بدر............................................. ١٦٤

ـ غار النبى ، وصف بدر حنين............................................... ١٦٥

ـ صحراء ميمون ، سبيل ميمونة بنت الحارث................................... ١٦٩

ـ جعل طيبة سلطان ، منزل قصبة ربيعة ، قاع البرو أو عقبة السويق............... ١٧٠

ـ قلعة البركة............................................................... ١٧١

ـ صفة النجاة ساحة النجاة ، منزل مقام العمرة.................................. ١٧٣

ـ مرحلة وادى فاه........................................................... ١٧٤

ـ موكب عساكر مصر والشام فى مكة المكرمة................................... ١٧٩

ـ وادى المعلا............................................................... ١٨٥

١١ ـ فصل فى أوصاف طواف الوداع............................................ ١٨٩

١٢ ـ الأوصاف البهيجة لمدينة مكة المكرمة....................................... ١٩١

١٣ ـ كيف أصبح حضرة الشريف وكيلا لآل عثمان............................... ١٩٥

١٤ ـ بيان حدود مكة المكرمة.................................................. ١٩٩

ـ اوصاف مولوية مكة المكرمة................................................ ٢٠٠

٣٠٠