المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي

المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي

المؤلف:


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الرسالة
الطبعة: ٠
ISBN: 964-319-023-4
الصفحات: ١٨٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

بخصوص من أنكر ظهور المهدي وهي : فتوى ابن حجر الهيتمي الشافعي ، وفتوى الشيخ أحمد أبي السرور بن الصبا الحنفي ، وفتوى الشيخ محمد بن محمد الخطابي المالكي ، وفتوى الشيخ يحيى بن محمد الحنبلي.

وقد نصَّ المتقي على أن هؤلاء هم علماء أهل مكة وفقهاء المسلمين على المذاهب الأربعة ، ومن راجع فتاواهم عَلِمَ علم اليقين أنهم متفقون على تواتر أحاديث المهدي ، وأن منكرها يجب أن ينال جزاءه ، وصرّحوا : بوجوب ضربه وتأديبه وإهانته حتى يرجع إلى الحق على رغم أنفه ـ على حد تعبيرهم ـ وإلاّ فيهدر دمه (١).

١١ ـ محمد رسول البرزنجي ( ت / ١١٠٣ ه‍ ) ، صرح بتواتر أحاديث المهدي فقال : « أحاديث وجود المهدي ، وخروجه آخر الزمان ، وأنه من عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن ولد فاطمة رضي الله عنها. بلغت حد التواتر المعنوي ، فلا معنى لإنكارها » (٢).

١٢ ـ الشيخ محمد بن قاسم بن محمد جسوس ( ت / ١١٨٢ ه‍ ) ، نقل الكتاني في نظم المتناثر تصريحه بالتواتر (٣).

١٣ ـ أبو العلاء العراقي الفاسي ( ت / ١١٨٣ ه‍ ) ، له تأليف في الإمام المهدي ، وقد نقل في نظم المتناثر تصريحه بالتواتر (٤).

١٤ ـ الشيخ السفاريني الحنبلي ( ت / ١١٨٨ ه‍ ) ، نقل القنوجي عنه أنه من القائلين بتواتر أحاديث المهدي في كتابه اللوائح (٥).

__________________

(١) البرهان على علامات مهدي آخر الزمان : ١٧٨ ـ ١٨٣.

(٢) الاشاعة لاشراط الساعة / البرزنجي : ٨٧.

(٣) نظم المتناثر من الحديث المتواتر : ٢٢٦ / ٢٨٩.

(٤) المصدر السابق : ٢٢٦ / ٢٨٩.

(٥) الاذاعة / القنوجي : ١٤٦.

٤١

١٥ ـ الشيخ محمد بن علي الصبان ( ت / ١٢٠٦ ه‍ ) ، نقل القول بالتواتر عن ابن حجر في الصواعق وغيره. واحتج به ولم يتعقبه بشيء فدل على أنه قوله أيضاً (١).

١٦ ـ الشوكاني ( ت / ١٢٥٠ ه‍ ) ، ويكفي لاثبات قوله بتواتر أحاديث المهدي كتابه الشهير ( التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح ).

١٧ ـ مؤمن بن حسن بن مؤمن الشبلنجي ( ت / ١٢٩١ ه‍ ) ، صرح بتواتر أخبار المهدي مؤكداً على انه من أهل البيت عليهم‌السلام (٢).

١٨ ـ أحمد زيني دحلان مفتي الشافعية ( ت / ١٣٠٤ ه‍ ) ، وصف أحاديث المهدي بالكَثْرَة وقال : ( وكثرة مخرجيها يقوي بعضها بعضاً حتى صارت تفيد القطع ) ولا يخفى أن درجة القطع في الأخبار تحصل بالتواتر (٣).

١٩ ـ السيد محمد صديق حسن القنوجي البخاري ( ت / ١٣٠٧ ه‍ ) ، قال عن أحاديث المهدي عليه‌السلام : « والاحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها كثيرة جداً تبلغ حد التواتر » (٤).

٢٠ ـ أبو عبدالله محمد بن جعفر الكتاني المالكي ( ت / ١٣٤٥ ه‍ ) ، نقل القول بالتواتر عن جملة ممن ذكرناهم إلى ان قال : « والحاصل : ان الاحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة » (٥).

إلى غير هؤلاء مما لايتّسع هذا البحث المختصر لإيراد أقوالهم كلّهم

__________________

(١) اسعاف الراغبين : ١٤٥ و ١٤٧ و ١٥٢.

(٢) نور الابصار / الشبلنجي : ١٨٧ و ١٨٩.

(٣) الفتوحات الاسلامية ٢ : ٢١١.

(٤) الاذاعة : ١١٢.

(٥) نظم المتناثر من الحديث المتواتر : ٢٢٥ ـ ٢٢٨ / ٢٨٩.

٤٢

وقد تتبعهم بعض الباحثين ابتداءً من القرن الثالث الهجري وإلى الوقت الحاضر (١).

وهنا لابدّ من تسجيل كلمة مهمة للاستاذ بديع الزمان سعيد النورسي ـ وهو من أفاضل علماء أهل السنة في أوائل القرن الرابع عشر الهجري ـ قال : « ليس في الدنيا قاطبة عصبة متساندة نبيلة شريفة ترقى إلى شرف آل البيت ومنزلتهم ، وليس فيها قبيلة متوافقة ترقى إلى اتفاق قبيلة آل البيت ، وليس فيها مجتمع أو جماعة منورة أنور من مجتمع آل البيت وجماعتهم.

نعم. إنَّ آل البيت الذين غُذّوا بروح الحقيقة القرآنية ، وارتضعوا من منبعها ، وتنوّروا بنور الايمان وشرف الاسلام ، فعرجوا إلى الكمالات ، وأنجبوا مئات الأبطال الأفذاذ ، وقدّموا اُلوف القُوَّاد المعنويين لقيادة الأمّة ؛ لابد أنهم يُظهِرون للدنيا العدالة التامة لقائدهم الاعظم المهدي الاكبر ، وحقانيته بإحياء الشريعة المحمدية ، والحقيقة الفرقانية ، والسنّة الاَحمدية ، وتطبيقها ، وإجراءاتها.

وهذا الأمر في غاية المعقولية فضلاً عن أنّه في غاية اللزوم والضرورة ، بل هو مقتضى دساتير الحياة الاجتماعية » (٢).

__________________

(١) دفاع عن الكافي / ثامر العميدي ١ : ٣٤٣ ـ ٤٠٥.

(٢) اشراط الساعة ( من كليات رسائل النور ـ الشعاع الخامس ) / بديع الزمان سعيد النورسي ترجمة احسان قاسم الصالحي ط ١ مطبعة الحوادث ـ بغداد ١٤١٢ ه‍ ص : ٣٧ ـ ٣٨.

٤٣
٤٤

الفصل الثاني

من هو الإمام المهدي ؟

٤٥
٤٦

اتضح من خلال ما تقدم اتفاق المسلمين على الايمان بظهور الإمام المهدي المبشر به في الاخبار المتواترة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهنا لابدّ للمسلم ان يسأل نفسه ويقول :

إذا كانت أخبار المهدي المبشر بظهوره في آخر الزمان بهذه الدرجة والوضوح عند علماء الإسلام حتى قطعوا بصحتها ، وصرّحوا بتواترها ، فلماذا اختلفت بعض الروايات الواردة في نسب المهدي ، وربما وصل بعضها إلى درجة التناقض والتضاد ؟ ومِن ثم ، فمن هو الإمام المهدي ؟ وهل يمكننا ـ في خضم هذه الاختلافات ـ تشخيصه ، بحيث لا تكون هناك أدنى شبهة في صرف لقب ( المهدي ) عن مسمّاه في الواقع ؟

وللاجابة عن ذلك لابدّ من بيان نوعية المعوقات التي تعترض البعض في تشخيص نسب الإمام المهدي على الرغم من اعتقاده بظهوره في آخر الزمان ، ولكن يجب التأكيد ـ قبل بيان تلك المعوقات ـ على أن من يعتقد بظهور الإمام المهدي بنحو قاطع ، ولم يتعين له من هو المهدي على طبق الواقع ، فمثله كمثل من يعلم يقينا بوجوب الصلاة ولكنه يجهل أركانها ، ومن كان كذلك فهو لا يسمى مصلِّيا ، فكذلك الحال في من ينتظر مهديّاً لا يعرفه ، كما سنبرهن عليه.

وعلى أية حال فإن علاج أية مسألة تعترض تشخيص نسب المهدي قد تكفل بها هذا الفصل ، واذا ما واصل القارئ العزيز الشوط معنا إلى آخره ، سيدرك قسطاً وافراً من الاجابة عن سؤال : من هو المهدي

٤٧

الموعود المنتظر ؟ ونعاهده بأننا سنتجرد عن قناعاتنا السابقة حتى لا تكون حاكمة على الدليل ما دام الهدف هو الوصول إلى الحق سواء كان الحق معنا أو علينا ، والعاقل هو من لم يكن بينه وبين الحق عداء ، وإن تأمّل في كلامنا هذا فإنه سيشهد لنا بالصدق على ما نقوله في علاج معوقات التشخيص الحديثية في المباحث التالية :

ونعني بمعوقات التشخيص الحديثية : هي تلك الاحاديث التي تبدو متضاربة بعضها ببعض ، مما قد يصعب على كثير من الناس ـ لاسيما اُولئك الذين ليسوا على اتصال مباشر بعلوم الحديث الشريف ـ معالجتها ، مما يُسهّل ـ إلى حد بعيد ـ وقوع ضعيف الإيمان منهم في شراك اللامهدويين سواء كانوا من المتسمّين بالإسلام أو من المعلنين العداء لهذا الدين.

أحاديث في نسب الإمام المهدي

الاحاديث الصحيحة الواردة في بيان نسب الإمام المهدي عليه‌السلام على طوائف وجميعها مؤتلفة غير مختلفة ، ولا تشكّل عائقاً في تشخيص نسب الإمام المهدي كما سيتضح من دراستها على النحو الآتي :

المهدي : كناني ، قرشي ، هاشمي :

أورد المقدسي الشافعي في عقد الدرر ، ومثله الحاكم في المستدرك حديثاً ينسب الإمام المهدي إلى كنانة ، ثم إلى قريش ، ثم إلى بني هاشم ، وهو من رواية قتادة عن سعيد بن المسيب ، قال : قلت لسعيد بن المسيب : « المهدي حقّ ؟ قال : حقّ.

٤٨

قلت : ممّن ؟ قال : من كنانة.

قلت : ثمّ ممّن ؟ قال : من قريش.

قلت : ثمّ ممّن ؟ قال : من بني هاشم ... الحديث ».

ثم قال : أخرجه الإمام أبو عمر عثمان بن سعيد المقري في سننه.

وأورده بلفظ آخر قريب من الأول عن قتادة عن سعيد بن المسيب أيضاً.

وقال : أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي ، وأخرجه الإمام أبو عبدالله نعيم بن حماد (١).

وقد يُتصور أن الحديث يتناقض مع نفسه ! إذ جمع في نسب الإمام المهدي أنه من كنانة تارة ، ومن قريش أُخرى ، ومن بني هاشم ثالثة.

والجواب : لا فرق في ذلك كلّه ، فإن كل هاشمي هو من قريش ، وكل قرشي هو من كنانة لأن قريش هو النضر بن كنانة باتفاق أهل الانساب.

حديث المهدي من أولاد عبد المطلب :

وهو ما رواه ابن ماجة وغيره بالاسناد عن أنس بن مالك قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة : أنا ، وحمزة ، وعلي ، وجعفر ، والحسن ، والحسين ، والمهدي » (٢).

وأورده في عقد الدرر بلفظ : « نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة : أنا ، وأخي علي ، وعمي حمزة ، وجعفر ، والحسن ، والحسين ، والمهدي » ثم قال : أخرجه جماعة من أئمة الحديث في

__________________

(١) عقد الدرر : ٤٢ ـ ٤٤ الباب الأول ، وانظر : مستدرك الحاكم ٤ : ٥٥٣ ، ومجمع الزوائد ٧ : ١١٥.

(٢) سنن ابن ماجة ٢ : ١٣٦٨ باب خروج المهدي ، ومستدرك الحاكم ٣ : ٢١١ وكتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ١١٣ وجمع الجوامع للسيوطي ١ : ٨٥١.

٤٩

كتبهم ، منهم : الإمام أبو عبدالله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في سننه ، وأبو القاسم الطبراني في معجمه ، والحافظ أبو نعيم الاصبهاني وغيرهم (١).

وهذا الحديث لا يعارض ما تقدم بل يقيّد (٢) ما قبله ، إذ لاخلاف في كون عبد المطلب جد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابناً لهاشم ، فأبناء عبد المطلب هاشميون بالضرورة. فالمهدي اذن من أولاد عبد المطلب بن هاشم القرشي الكناني.

حديث المهدي من ولد أبي طالب :

وهذا الحديث أخرجه الشيخ المفيد في الارشاد ، والمقدسي الشافعي في عقد الدرر ، وقال : أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن. والحديث من رواية سيف بن عميرة قال : كنت عند أبي جعفر المنصور فقال لي ابتداءً : « يا سيف بن عميرة ، لا بدّ من منادٍ ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب ، فقلت جعلت فداك يا أمير المؤمنين تروي هذا ؟ قال : أي والذي نفسي بيدهِ لسماع أُذُني له. فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا ! فقال : يا سيف إنّه لَحَقٌّ ، وإذا كان فنحن أوّل من يجيبه ، أمَا إنَّ النداء إلى رجل من بني عمّنا. فقلت : رجل من ولد فاطمة ؟ فقال : نعم يا سيف ، لولا أنني سمعت من أبي جعفر محمد بن علي يحدّثني به ، وحدّثني به أهل الأرض كلهم ما

__________________

(١) عقد الدرر : ١٩٥ الباب السابع.

(٢) المراد بالتقييد هنا : حصر نسب المهدي بأولاد عبدالمطلب بعد ان كان النسب إلى قريش مطلقاً.

٥٠

قبلته منهم ، ولكنه محمد بن علي » (١).

وهذا الحديث يقيّد ما قبله أيضاً لأن كل من انتسب إلى أبي طالب بالولادة لا شك في انتسابه إلى أبيه عبد المطلب.

وبغض النظر عن التصريح الوارد في هذا الحديث بكون المهدي من أولاد فاطمة عليها‌السلام ـ لما سنبحثه بطائفة أخرى من الاحاديث ـ ستكون النتيجة إلى هنا هو أن المهدي المبشر بظهوره في آخر الزمان إنّما هو من أولاد أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الكناني.

أحاديث ( المهدي من ولد العباس ) :

لا شكَّ ان هذه الطائفة من الاحاديث تشكل عائقاً في تشخيص نسب المهدي بدقة ؛ لأن أولاد العباس غير أولاد أبي طالب ، ولهذا لابدّ من دراسة هذه الطائفة من الاحاديث ، فنقول :

يمكن تقسيم الاحاديث الواردة في هذا الشأن إلى قسمين وهما :

أولاً : الأحاديث المجملة في هذا المعنى :

وهي منحصرة بأحاديث الرايات ، منها : ما أخرجه أحمد في مسنده ، عن ثوبان عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال : « اذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج ، فان فيها خليفة الله المهدي » (٢) وقريب منه حديث ابن ماجة في سننه (٣).

كما روى الترمذي بسنده ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال : « تخرج من خراسان رايات سود ، فلا يردها شيء حتى تنصب

__________________

(١) الارشاد / المفيد ٢ : ٣٧٠ ـ ٣٧١ ، وعقد الدرر : ١٤٩ الباب الرابع.

(٢) مسند أحمد ٥ : ٢٧٧.

(٣) سنن ابن ماجة ٢ : ١٣٣٦ / ٤٠٨٢.

٥١

بإيلياء » (١).

وهذه الاحاديث وان لم يصرح فيها بكون المهدي من ولد العباس لكنه قد يستفيد البعض منها دلالتها عليه ، بتقريب أن تلك الرايات السود ، يحتمل ان تكون هي الرايات التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني من خراسان فوطّد بها دولة بني العباس ، فتكون تلك الاحاديث ناظرة إلى المهدي العباسي !

ضعف الأحاديث المجملة مع عدم دلالتها على نسب المهدي :

إن حديث مسند أحمد ، وسنن ابن ماجة ضعفهما غير واحد من العلماء ، منهم ابن القيم في ( المنار المنيف ) ثم قال : « وهذا ـ أي : حديث ابن ماجة ـ والذي قبله لم يكن فيه دليل على ان المهدي الذي تولّى من بني العباس هو المهدي الذي يخرج في آخر الزمان » (٢).

ومما يدل على ذلك هو ان المهدي العباسي قد مات سنة (١٦٩ ه‍ ) ، وقد شهد عصره تدخل النساء في شؤون دولته ، فقد ذكر الطبري تدخل الخيزران زوجة الخليفة المهدي العباسي بشؤون دولته ، وانها استولت على زمام الاَُمور في عهد ابنه الهادي (٣) ، ومن يكون هذا شأنه فكيف يسمى بخليفة الله في أرضه ؟!

هذا ، زيادة على أن المهدي العباسي ، بل خلفاء بني العباس كلهم لم يكونوا في آخر الزمان ولم يحث المال حثواً أحد منهم ، ولم يبايعوا بين الركن والمقام ، ولم يقتلوا الدجال ، ولم ينزل نبي الله عيسى عليه‌السلام ليصلي خلف مهديهم ، ولم تخسف البيداء في عهدهم ، ولم تظهر أدنى علامة

__________________

(١) سنن الترمذي ٤ : ٥٣١ / ٢٢٦٩.

(٢) المنار المنيف / ابن القيم : ١٣٧ ـ ١٣٨ / ذيل الحديثين : ٣٣٨ و ٣٣٩.

(٣) تاريخ الطبري ٣ : ٤٦٦.

٥٢

من علامات ظهور المهدي في سائر عصورهم.

وأما عن حديث الترمذي فقد وصفه ابن كثير بأنّه حديث غريب ثم قال : « وهذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستلب بها دولة بني أُمية في سنة ثنتين وثلاثين ومائة ، بل رايات سود أُخر تأتي بصحبة المهدي .. والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل خروجه وظهوره من ناحية المشرق » (١).

أقول : لا يبعد استغلال دعاة العباسيين لمثل هذه الاحاديث ترويجاً لأمرهم ، كما يدل عليه وضعهم لاحاديث صريحة في هذا المعنى كما سنقف عليه في هذا البحث ، وإلاّ فمن الصعب جداً إنكار حديث الرايات السود الذي لا يدل على أكثر من خروج الجيش المؤيد للمهدي من جهة المشرق ، لروايته بطرق كثيرة صحّح الحاكم بعضها على شرط البخاري ومسلم (٢).

ثانياً : الأحاديث المصرّحة بهذا المعنى :

١ ـ حديث : « المهدي من ولد العباس عمي » فقد أورده السيوطي في الجامع الصغير ، وقال : « حديث ضعيف » (٣) وقال المناوي الشافعي في فيض القدير : « رواه الدارقطني في الافراد. قال ابن الجوزي : فيه محمد بن الوليد المقري ، قال ابن عدي يضع الحديث ويصله ويسرق ويقلب الأسانيد والمتون. وقال ابن أبي معشر : هو كذاب ، وقال السمهودي : ما

__________________

(١) النهاية في الفتن والملاحم / ابن كثير ١ : ٥٥.

(٢) مستدرك الحاكم ٤ : ٥٠٢.

(٣) الجامع الصغير ٢ : ٦٧٢ / ٩٢٤٢.

٥٣

بعده وما قبله أصح منه ، وأما هذا ففيه محمد بن الوليد ، وضّاع » (١).

وضعفه السيوطي في الحاوي ، وابن حجر في صواعقه ، والصبان في إسعافه ، وأبو الفيض في إبراز الوهم المكنون ، وأوردوا كلمات كثيرة تصرح بوضعه (٢).

٢ ـ حديث ابن عمر : « رجل يخرج من ولد العباس » فقد رواه في خريدة العجائب مرسلاً عن ابن عمر وهو من الموقوف عليه (٣) وهو زيادة على إرساله المُسقِط لحجيّته لم يصرّح فيه بالمهدي ، فالأولى إلحاقه بالقسم الأول المجمل وإن صرّح فيه باسم العباس.

٣ ـ حديث ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال لعمه العباس : « إنَّ الله ابتدأ بي الإسلام وسيختمه بغلام من ولدك وهو الذي يتقدم عيسى بن مريم ».

فقد رواه الخطيب البغدادي في تاريخه وفي إسناده محمد بن مخلد (٤) ، وابن مخلد هذا ضعفه الذهبي وتعجّب من عدم تضعيف الخطيب لابن مخلد فقال : « رواه عن محمد بن مخلد العطار ، فهو آفته ، والعجب أن الخطيب ذكره في تاريخه ولم يضعفه ، وكأنّه سكت عنه لانتهاك حاله » (٥).

٤ ـ حديث أُم الفضل ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « يا عباس اذا كانت سنة خمس وثلاثين ومائة فهي لك ولولدك ، منهم السفاح ، ومنهم المنصور ،

__________________

(١) فيض القدير شرح الجامع الصغير ٦ : ٢٧٨ / ٩٢٤٢.

(٢) أُنظر : الحاوي للفتاوى ٢ : ٨٥ ، والصواعق المحرقة : ١٦٦ ، واسعاف الراغبين : ١٥١ ، وابراز الوهم المكنون : ٥٦٣.

(٣) خريدة العجائب / ابن الوردي : ١٩٩.

(٤) تاريخ بغداد ٣ : ٣٢٣ و ٤ : ١١٧.

(٥) ميزان الاعتدال ١ : ٨٩ / ٣٢٨.

٥٤

ومنهم المهدي » وهذا الحديث أخرجه الخطيب أيضاً وابن عساكر عن أُم الفضل (١).

قال الذهبي عنه : « وفي السند أحمد بن راشد الهلالي ، عن سعيد بن خيثم ، بخبر باطل في ذكر بني العباس من رواية خيثم ، عن حنظلة ـ إلى ان قال عن أحمد بن راشد ـ فهو الذي اختلقه بجهل » (٢).

أقول : اشار الذهبي بهذا إلى جهل أحمد بن راشد في وضع الحديث لان حكم العباسيين لم يبدأ بسنة / ٥١٣ ه‍ وإنّما بدأ حكمهم سنة / ١٣٢ ه‍ بالاتفاق ، وهذا من علامات جهل واضعه بابتداء حكم بني العباس.

٥ ـ ونظير هذا الحديث ما أخرجه السيوطي عن ابن عباس في كتابه اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة وقال : « موضوع ، المتهم به : الغلابي » (٣).

وأورده ابن كثير في البداية والنهاية من رواية الضحاك ، عن ابن عباس وقال : « وهذا إسناد ضعيف ، والضحاك لم يسمع من ابن عباس شيئاً على الصحيح ، فهو منقطع » (٤).

كما أخرجه الحاكم عن طريق آخر وقع فيه اسماعيل بن ابراهيم المهاجر(٥) ، وقد حكى أبو الفيض الغماري الشافعي عن الذهبي ، أن اسماعيل مجمع على ضعفه ، وأباه ليس بذلك (٦).

__________________

(١) تاريخ بغداد ١ : ٦٣ ، وتاريخ دمشق ٤ : ١٧٨.

(٢) ميزان الاعتدال ١ : ٩٧.

(٣) اللآلىء المصنوعة ١ : ٤٣٤ ـ ٤٣٥.

(٤) البداية والنهاية ٦ : ٢٤٦.

(٥) مستدرك الحاكم ٤ : ٥١٤.

(٦) ابراز الوهم المكنون : ٥٤٣.

٥٥

هذه هي الاحاديث التي قد يغتر بها البعض فيتصور كونها عائقاً حقيقياً أمام تشخيص نسب الإمام المهدي. وقد اتضح أن النتيجة الاخيرة في نسب الإمام المهدي عليه‌السلام وهي كونه من أولاد أبي طالب صحيحة ، لوضع أحاديث كون المهدي من ولد العباس ، مع عدم دلالة حديث الرايات على شيء يخالف تلك النتيجة. وسوف يأتي في طوائف أحاديث المهدي الاُخرى ما يقطع بأنّ المهدي ليس من ولد العباس جزماً.

حديث المهدي من ولد علي عليه‌السلام :

ولمّا كان لأبي طالب أكثر من ولد ، فقد وردت أحاديث عينت المراد وقيّدت هذا الاطلاق بولده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ليكون المهدي من أولاده عليه‌السلام ، وفي ذلك وردت جملة من الاخبار منها : قول علي عليه‌السلام : « هو رجل منِّي » (١).

وغير خافٍ على أحد أنَّ لأمير المؤمنين عليه‌السلام أكثر من ولد وتشخيص نسب المهدي بهذا الاطلاق متعذر ، ولكنّ أمره في غاية السهولة ؛ لأن من جملة أحاديث نسب المهدي المصرح بصحتها وتواتر نقلها هي تلك الاحاديث الناصة تارة على كون المهدي من أهل البيت ، وأُخرى : على أنه من العترة ، وثالثة : على أنه من النبي.

ولا ريب في انحصار أهل البيت ، والعترة ، وولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأولاد أمير المؤمنين عليه‌السلام من جهة فاطمة الزهراء عليها‌السلام واليك نموذجاً من تلك الأحاديث :

__________________

(١) الفتن / نعيم بن حماد ١ : ٣٦٩ / ١٠٨٤ ، التشريف بالمنن / السيد ابن طاووس : ١٧٦ / ٢٣٨ باب ١٩.

٥٦

أحاديث المهدي من أهل البيت :

١ ـ حديث : « لا تنقضي الايام ، ولا يذهب الدهر ، حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي ، اسمه يواطئ اسمي » وهذا الحديث أخرجه أحمد في مسنده ، عن ابن مسعود من عدة طرق ، وأخرجه أيضاً أبو داود في سننه ، والطبراني في المعجم الكبير ، وصححه الترمذي ، والكنجي الشافعي ، وعدّه البغوي من الأحاديث الحسان (١).

٢ ـ حديث : « لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث الله رجلاً من أهل البيت يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً ».

وهذا الحديث هو المروي عن علي عليه‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أخرجه أحمد في مسنده ، وابن أبي شيبة ، وأبو داود ، والبيهقي ، وأشار الطبرسي في مجمع البيان إلى اتفاق المسلمين من الشيعة والسنة على روايته (٢) ، وقال أبو الفيض الغماري عن هذا الحديث : « هو صحيح بلاشك ولا شبهة » (٣).

٣ ـ حديث : « لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ».

وهذا الحديث رواه ابن مسعود ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخرجه عن ابن

__________________

(١) مسند أحمد ١ : ٣٧٦ و ٣٧٧ و٤٣٠ و٤٤٨ ، سنن أبي داود ٤ : ١٠٧ / ٤٢٨٣ ، المعجم الكبير للطبراني ١٠ : ١٦٤ ـ ١٦٥ / ١٠٢١٨ ، سنن الترمذي ٤ : ٥٠٥ / ٢٢٣٠ ، البيان في أخبار صاحب الزمان : ٤٨١ باب ١ ، مصابيح السنة ٣ : ٤٩٢ / ٤٢١٠.

(٢) مسند أحمد ١ : ٩٩ ، المصنف لابن أبي شيبة ١٥ : ١٩٨ / ١٩٤٩٤ ، سنن أبي داود ٤ : ١٠٧ / ٤٢٨٣ ، الاعتقاد للبيهقي : ١٧٣ ، مجمع البيان ٧ : ٦٧.

(٣) ابراز الوهم المكنون : ٤٩٥.

٥٧

مسعود : أحمد ، والترمذي ، والطبراني من عدة طرق ، والكنجي وصححه ، والشيخ الطوسي.

وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن أبي هريرة (١) ، وقال في الدر المنثور : « وأخرجه الترمذي وصححه عن أبي هريرة » (٢).

٤ ـ حديث : « المهدي منا أهل البيت أشم الأنف ، أجلى الجبهة ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما ».

وهذا من حديث أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأخرجه عنه عبد الرزاق ، وصححه الحاكم على شرط مسلم ، وأورده الإربلّي في كشف الغمة (٣).

أحاديث المهدي من العترة عليهم‌السلام :

وردت أحاديث كثيرة بهذا المعنى ننتخب منها واحداً ، وهو حديث أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الارض ظلماً وعدواناً ، ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي ـ الترديد من الراوي ـ يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً ».

أخرجه أحمد ، وابن حبان ، والحاكم وصححه على شرط الشيخين ، وأورده الصافي في منتخب الأثر (٤) وقال أبو الفيض الغماري الشافعي

__________________

(١) مسند أحمد ١ : ٣٧٦ ، سنن الترمذي ٤ : ٥٠٥ / ٣٢٣١ ، المعجم الكبير للطبراني ١٠ : ١٦٥ / ١٠٢٢٠ و ١٠٢٢١ ، ١٠ : ١٦٧ / ١٠٢٢٧ ، البيان للكنجي : ٤٨١ ، كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ١١٣ ، مسند أبي يعلى الموصلي ١٢ : ١٩ / ٦٦٦٥.

(٢) الدر المنثور ٦ : ٥٨.

(٣) المصنف / عبد الرزاق ١١ : ٣٧٢ / ٢٠٧٧٣ ، مستدرك الحاكم ٤ : ٥٥٧ ، كشف الغمة ٣ : ٢٥٩.

(٤) مسند أحمد ٣ : ٣٦ ، صحيح ابن حِبَّان ٨ : ٢٩٠ / ٦٢٨٤ ، مستدرك الحاكم ٤ : ٥٥٧ ، منتخب الاثر : ١٤٨ / ١٩.

٥٨

ـ بعد دراسة وافية لطرق الحديث وتتبع حال رواته ـ : « الحديث صحيح على شرط الشيخين كما قال الحاكم » (١).

أحاديث المهدي من ولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

منها : ما رواه أبو سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « المهدي مني أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، يملك سبع سنين ».

وهذا الحديث صححه الحاكم على شرط مسلم ، كما صححه الكنجي الشافعي ، والسيوطي ، والشيخ منصور علي ناصف في التاج الجامع للاَُصول ، وأبو الفيض (٢) ، وعدّه البغوي من الحسان (٣) ، وحكم ابن القيّم بجودة إسناده (٤) ، وأخرجه عن أبي سعيد : أبو داود ، وعبدالرزاق ، والخطابي في معالم السنن ، ومن الشيعة السيد ابن طاووس ، وابن بطريق (٥).

ومنها : حديث أمير المؤمنين عليه‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :

« المهدي من ولدي تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الاَُمم ، يأتي بذخيرة الانبياء عليهم‌السلام ، فيملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ».

__________________

(١) ابراز الوهم المكنون : ٥١٥.

(٢) مستدرك الحاكم ٤ : ٥٥٧ ، البيان للكنجي : ٥٠٠ ، الجامع الصغير ٢ : ٦٧٢ / ٩٢٤٤ ، التاج الجامع للاَُصول ٥ : ٣٤٣ ، ابراز الوهم المكنون : ٥٠٨.

(٣) مصابيح السنة ٣ : ٤٩٢ / ٤٢١٢.

(٤) المنار المنيف لابن القيم : ١٤٤ / ٣٣٠.

(٥) سنن أبي داود ٤ : ١٠٧ / ٤٣٨٥ ، المصنف لعبد الرزاق ١١ : ٣٧٢ / ٢٠٧٧٣ ، معالم السنن ٤ : ٣٤٤ ، التشريف بالمنن : ١٥٣ / ١٨٩ و ١٩٠ باب ١٥٩ أخرجه عن ابن حماد في الفتن ١ : ٣٦٤ / ١٠٦٣ و ١٠٦٤ ، العُمدة لابن بطريق الحلي : ٤٣٣ / ٩١٠.

٥٩

وهذا الحديث أخرجه الشيخ الصدوق في كمال الدين ، واحتج به الجويني الشافعي في فرائد السمطين ، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة (١).

وبهذا القدر يتضح ما ذكرناه من أنّ المهدي لابدّ وأن يكون من ولد علي عليه‌السلام من جهة فاطمة الزهراء عليها‌السلام. وقد ورد التصريح بهذا أيضاً كما في :

حديث المهدي من ولد فاطمة عليها‌السلام

وهو من رواية أُم سلمة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : « المهدي حق وهو من ولد فاطمة ».

أخرجه عن أُم سلمة : أبو داود ، وابن ماجة ، والطبراني ، والحاكم من طريقين وقد أخرجه أربعة من علماء أهل السنة عن صحيح مسلم (٢) ، واعترف آخرون بصحته وجَوْدَة اسناده ، بل وصرح بعضهم بتواتره (٣).

__________________

(١) كمال الدين ١ : ٢٨٧ / ٥ باب ٢٥ ، فرائد السمطين ٢ : ٣٣٥ / ٥٨٧ ، ينابيع المودة : ٣ باب ٩٤.

(٢) سنن أبي داود ٤ : ١٠٧ / ٤٢٨٤ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٣٦٨ / ٤٠٨٦ ، المعجم الكبير للطبراني ٢٣ : ٢٦٧ / ٥٦٦ ، مستدرك الحاكم ٤ : ٥٥٧ وأخرجه عن صحيح مسلم كل من : ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة : ١٦٣ باب ١١ من الفصل الأول ، والمتقي الهندي في كنز العمال ١٤ : ٢٦٤ / ٣٨٦٦٢ ، والشيخ محمد بن علي الصبان في اسعاف الراغبين ص : ١٤٥ ، والشيخ حسن العدوي الحمزاوي المالكي في مشارق الانوار ص : ١١٢ ، فهؤلاء الأربعة اتفقت كلمتهم على وجود الحديث في صحيح مسلم ، ولكن لاوجود له اليوم في نسخه المطبوعة !

(٣) حكم الكنجي في البيان : ٤٨٦ ب ٢ بصحة الحديث ، وجزم بصحته السيوطي في الجامع الصغير ٢ : ٦٧٢ / ٩٢٤١ ، ومثله في هامش التاج الجامع للاَُصول ٥ : ٣٤٣ ، كما عدّه البغوي من الحسان في مصابيح السنّة ٣ : ٤٩٢ / ٤٢١١ ، وقد حقق أبو الفيض في ابراز الوهم : ٥٠٠ سند الحديث. وانتهى الى القول بانه حديث صحيح وان رجاله كلهم عدول اثبات ، واعترف الالباني بجودة اسناده كما في عقيدة أهل السنة ، والاثر في المهدي المنتظر للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد ص : ١٨ ، وقد مر القول بتواتره عن القرطبي وغيره ، فراجع.

٦٠