المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي

المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي

المؤلف:


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الرسالة
الطبعة: ٠
ISBN: 964-319-023-4
الصفحات: ١٨٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

درج في حياة أبيه. وأما البنتان : ففاطمة درجت في حياة أبيها ، وأم موسى درجت أيضاً » (١).

٤ ـ المروزي الازورقاني ( ت / بعد سنة ٦١٤ ه‍ ) فقد وصف في كتاب الفخري جعفر ابن الإمام الهادي في محاولته انكار ولد أخيه بالكذاب (٢) ، وفيه أعظم دليل على اعتقاده بولادة الإمام المهدي.

٥ ـ السيد النسابة جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عِنَبَه ( ت / ٨٢٨ ه‍ ) قال في عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب : « أما علي الهادي فيلقب العسكري لمقامه بسُرَّ من رأى ، وكانت تسمى العسكر ، وأُمّه أُم ولد ، وكان في غاية الفضل ونهاية النبل ، أشخصه المتوكل إلى سُرَّ من رأى فأقام بها إلى أن تُوفي ، وأعقب من رجلين هما :

الإمام أبو محمد الحسن العسكري عليه‌السلام ، وكان من الزهد والعلم على أمر عظيم ، وهو والد الإمام محمد المهدي صلوات الله عليه ثاني عشر الأئمة عند الإمامية وهو القائم المنتظر عندهم من أُم ولد اسمها نرجس.

واسم أخيه أبو عبدالله جعفر الملقب بالكذّاب ؛ لادعائه الإمامة بعد أخيه الحسن » (٣).

وقال في الفصول الفخرية ( مطبوع باللغة الفارسية ) ما ترجمته : « أبو محمد الحسن الذي يقال له العسكري ، والعسكر هو سامراء ، جلبه المتوكل وأباه إلى سامراء من المدينة ، واعتقلهما. وهو الحادي عشر من الأئمة الاثني عشر ، وهو والد محمد المهدي عليه‌السلام ، ثاني عشرهم » (٤).

٦ ـ النسابة الزيدي السيد أبو الحسن محمد الحسيني اليماني

__________________

(١) الشجرة المباركة في أنساب الطالبية / للفخر الرازي : ٧٨ ـ ٧٩.

(٢) الفخري في انساب الطالبيين : ٧.

(٣) عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب : ١٩٩.

(٤) الفصول الفخرية ( في الانساب ) / للنسابة جمال الدين أحمد بن عِنَبَه : ١٣٤ ـ ١٣٥.

١٢١

الصنعاني من أعيان القرن الحادي عشر.

ذكر في المشجرة التي رسمها لبيان نسب أولاد أبي جعفر محمد بن علي الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، وتحت اسم الإمام علي التقي المعروف بالهادي عليه‌السلام خمسة من البنين وهم : الإمام العسكري ، الحسين ، موسى ، محمد ، علي. وتحت اسم الإمام العسكري عليه‌السلام مباشرة كتب : ( محمد بن ) وبازائه : ( منتظر الإمامية ) (١).

٧ ـ محمد أمين السويدي ( ت / ١٢٤٦ ه‍ ) قال في سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب : « محمد المهدي : وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين ، وكان مربوع القامة ، حسن الوجه والشَّعر ، أقنى الانف ، صبيح الجبهة » (٢).

٨ ـ النسابة المعاصر محمد ويس الحيدري السوري قال في الدرر البهية في الانساب الحيدريّة والأوَيسيّة في بيان أولاد الإمام الهادي عليه‌السلام : « أعقب خمسة أولاد : محمد وجعفر والحسين والإمام الحسن العسكري وعائشة.

فالحسن العسكري أعقب محمد المهدي صاحب السرداب ». ثم قال بعد ذلك مباشرة وتحت عنوان : ( الامامان محمد المهدي والحسن العسكري ) :

« الإمام الحسن العسكري : ولد بالمدينة سنة ٢٣١ ه‍ وتوفي بسامراء سنة ٢٦٠ ه‍.

الإمام محمد المهدي : لم يذكر له ذرية ولا أولاد له أبداً » (٣).

__________________

(١) روضة الألباب لمعرفة الأنساب / للنسابة الزيدي السيد أبي الحسن محمد الحسيني اليماني الصنعاني : ١٠٥.

(٢) سبائك الذهب / السويدي : ٣٤٦.

(٣) الدرر البهية في الأنساب الحيدريّة والاوَيسيّة ١٤٠٥ ه‍ : ٧٣ طبع حلب سوريا.

١٢٢

ثم علق في هامش العبارة الاخيرة بما هذا نصه : « ولد في النصف من شعبان سنة ٢٥٥ ه‍ ، وأُمّه نرجس ، وُصِفَ فقالوا عنه : ناصع اللون ، واضح الجبين ، أبلج الحاجب ، مسنون الخد ، أقنى الأنف ، أشم ، أروع ، كأنّه غصن بان ، وكأنَّ غرّته كوكب دريّ ، في خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على بياض الفضّة ، وله وفرة سمحاء تطالع شحمة أذنه ، ما رأت العيون أقصد منه ولا أكثر حسناً وسكينةً وحياءً » (١).

وبعد ، فهذه هي أقوال علماء الانساب في ولادة الإمام المهدي عليه‌السلام وفيهم السني والزيدي الى جانب الشيعي ، وفي المثل : أهل مكة أعرف بشعابها.

اعتراف علماء أهل السنّة بولادة الإمام المهدي عليه‌السلام :

هناك اعترافات ضافية سجلها الكثير من أهل السنة باقلامهم بولادة الإمام المهدي عليه‌السلام ، وقد قام البعض باستقراء هذه الاعترافات في بحوث خاصة ، فكانت متصلة الازمان ، بحيث لاتتعذر معاصرة صاحب الاعتراف اللاحق لصاحب الاعتراف السابق بولادة المهدي عليه‌السلام ، وذلك ابتداءً من عصر الغيبة الصغرى للامام المهدي عليه‌السلام ( ٢٦٠ ه‍ ـ ٣٢٩ ه‍ ) والى الوقت الحاضر.

وسوف نقتصر على ذكر بعضهم ـ ومن أراد التوسُّع في ذلك فعليه مراجعة الاستقراءات السابقة لتلك الاعترافات (٢) ـ وهم :

__________________

(١) هامش الدرر البهية : ٧٣ ـ ٧٤.

(٢) راجع كتاب الايمان الصحيح للسيد القزويني ، وكتاب الإمام المهدي في نهج البلاغة للشيخ مهدي فقيه ايماني ، وكتاب من هو الإمام المهدي للتبريزي ، وكتاب الزام الناصب للشيخ علي اليزدي الحائري ، وكتاب الإمام المهدي للاستاذ علي محمد دخيل ، وكتاب دفاع عن الكافي للسيد ثامر العميدي. وقد ذكر الكتاب الأخير مئة وثمانية وعشرين شخصاً من أهل السنة من الذين اعترفوا بولادة الإمام المهدي عليه‌السلام مع ترتيبهم بحسب القرون ، فكان أولهم ( أبو بكر محمد بن هارون الروياني ( ت / ٣٠٧ ه‍ ) في كتابه المسند ( مخطوط ) وآخرهم الاستاذ المعاصر يونس أحمد السامرائي في كتابه : سامراء في أدب القرن الثالث الهجري ، ساعدت جامعة بغداد على طبعه سنة ١٩٦٨ م. انظر دفاع عن الكافي ١ : ٥٦٨ ـ ٥٩٢ تحت عنوان : الدليل السادس : اعترافات أهل السنة.

١٢٣

١ ـ ابن الأثير الجزري عز الدين ( ت / ٦٣٠ ه‍ ) قال في كتابة الكامل في التأريخ في حوادث سنة ( ٢٦٠ ه‍ ) : « وفيها توفي أبو محمد العلوي العسكري ، وهو أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الإمامية ، وهو والد محمد الذي يعتقدونه المنتظر » (١).

٢ ـ ابن خلكان ( ت / ٦٨١ ه‍ ) قال في وفيات الأعيان : « أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور قبله ، ثاني عشر الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية المعروف بالحجة ... كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين » ثم نقل عن المؤرخ الرحّالة ابن الأزرق الفارقي ( ت / ٥٧٧ ه‍ ) انه قال في تاريخ مَيَّافارقين : « إنَّ الحجة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين ، وقيل في ثامن شعبان سنة ست وخمسين ، وهو الأصح » (٢) … ؟.

أقول : الصحيح في ولادته عليه‌السلام هو ما ذكره ابن خلكان أولاً ، وهو يوم الجمعة منتصف شهر شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين ، وعلى ذلك اتفق جمهور الشيعة وقد أخرجوا في ذلك روايات صحيحة في ذلك مع شهادة أعلامهم المتقدمين ، وقد اطلق هذا التاريخ الشيخ الكليني المعاصر للغيبة الصغرى بكاملها تقريباً اطلاق المسلمات وقدمه على

__________________

(١) الكامل في التأريخ ٧ : ٢٧٤ في آخر حوادث سنة / ٢٦٠ ه‍.

(٢) وفيات الاعيان ٤ : ١٧٦ / ٥٦٢.

١٢٤

الروايات الواردة بخلافه ، فقال في باب مولد الصاحب عليه‌السلام : « ولد عليه‌السلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين » (١).

وقد روى الصدوق ( ت / ٣٨١ ه‍ ) عن شيخه محمد بن محمد بن عصام الكليني ، عن محمد بن يعقوب الكليني ، عن علي بن محمد بن بندار قال : « ولد الصاحب عليه‌السلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين » (٢).

والكليني لم ينسب قوله الى علي بن محمد لشهرته وحصول الاتفاق عليه.

٣ ـ الذهبي ( ت / ٧٤٨ ه‍ ) اعترف بولادة المهدي عليه‌السلام في ثلاثة من كتبه ، ولم نتتبع كتبه الاَُخرى.

قال في كتابه العبر : « وفيها [ أي : في سنة ٢٥٦ ه‍ ] ولد محمد بن الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحُسَيْني ، أبو القاسم الذي تلقّبه الرافضة الخلف الحجة ، وتلقّبه بالمهدي ، والمنتظر ، وتلقبه بصاحب الزمان ، وهو خاتمة الاثني عشر » (٣).

وقال في تاريخ دول الإسلام في ترجمة الإمام الحسن العسكري : « الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق ، أبو محمد الهاشمي الحُسَيْني ، أحد أئمة الشيعة الذي تدعي الشيعة عصمتهم ، ويقال له : الحسن العسكري ، لكونه سكن سامراء ، فإنها يقال لها العسكر. وهو والد منتظر الرافضة ، توفي إلى رضوان الله بسامراء في

__________________

(١) أُصول الكافي ١ : ٥١٤ باب ١٢٥.

(٢) كمال الدين ٢ : ٤٣٠ / ٤ باب ٤٢.

(٣) العبر في خبر من غبر ٣ : ٣١.

١٢٥

ثامن ربيع الأول سنة ستين ومائتين وله تسع وعشرون سنة ، ودفن إلى جانب والده.

وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة فولد سنة ثمان وخمسين ، وقيل سنة ست وخمسين » (١).

وقال في سير أعلام النبلاء : « المنتظر الشريف أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن علي ابن الحسين الشهيد ابن الإمام علي بن أبي طالب ، العلوي ، الحُسَيْني خاتمة الاثني عشر سيداً » (٢).

أقول : ما يعنينا من رأي الذهبي في ولادة الإمام المهدي فقد بيّناه ، وأما عن اعتقاده بالمهدي فهو كما في جميع أقواله الاُخرى كان ينتظر ـ كغيره ـ سرابا كما أوضحناه في من يعتقد بكون المهدي ( محمد بن عبدالله ).

٤ ـ ابن الوردي ( ت / ٧٤٩ ه‍ ) قال في ذيل تتمة المختصر المعروف بتاريخ ابن الوردي : « ولد محمد بن الحسن الخالص سنة خمس وخمسين ومائتين » (٣).

٥ ـ أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي ( ت / ٩٧٤ ه‍ ) قال في كتابه ( الصواعق المحرقة ) في آخر الفصل الثالث من الباب الحادي عشر ما هذا نصه : « أبو محمد الحسن الخالص ، وجعل ابن خلكان هذا هو العسكري ، ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ... مات بسُرَّ من رأى ، ودفن عند أبيه

__________________

(١) تاريخ دول الإسلام / الجزء الخاص في حوادث ووفيات (٢٥١ ـ ٢٦٠ ه‍ ) : ١١٣ / ١٥٩.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٣ : ١١٩ / الترجمة رقم (٦٠).

(٣) نقله عنه مؤمن بن حسن الشبلنجي الشافعي في نور الابصار : ١٨٦.

١٢٦

وعمه ، وعمره ثمانية وعشرون سنة ، ويقال : إنّه سُمَّ أيضاً ، ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة ، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن أتاه الله فيها الحكمة ، ويسمى القائم المنتظر ، قيل : لأنّه سُتِرَ بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب » (١) انتهى.

٦ ـ الشبراوي الشافعي ( ت / ١١٧١ ه‍ ) صرح في كتابه ( الاتحاف ) بولادة الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليهما‌السلام في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين من الهجرة (٢).

٧ ـ مؤمن بن حسن الشبلنجي ( ت / ١٣٠٨ ه‍ ) اعترف في كتابه ( نور الابصار ) باسم الإمام المهدي ، ونسبه الشريف الطاهر ، وكنيته ، والقابه في كلام طويل الى أن قال : « وهو آخر الأئمة الاثني عشر على ما ذهب إليه الإمامية » ثم نقل عن تاريخ ابن الوردي ما تقدم برقم / ٤ (٣).

٨ ـ خير الدين الزركلي ( ت / ١٣٩٦ ه‍ ) قال في كتابه ( الاعلام ) في ترجمة الإمام المهدي المنتظر : « محمد بن الحسن العسكري الخالص بن علي الهادي أبو القاسم ، آخر الأئمة الاثني عشر عند الإمامية .. ولد في سامراء ومات أبوه وله من العمر خمس سنين .. وقيل في تاريخ مولده : ليلة نصف شعبان سنة ٥٥٢ ، وفي تاريخ غيبته ، سنة ٢٦٥ ه‍ » (٤).

أقول : ابتداء تاريخ الغيبة الصغرى هو (٢٦٠ ه‍ ) باتفاق الشيعة أجمع وسائر من أرخ لتاريخ الغيبة في ما اطلعنا عليه. ولعل ما ورد في الأعلام من غلط المطبعة ؛ لأن الزركلي لم يكتب سنة الغيبة كتابة بل رقماً ،

__________________

(١) الصواعق المحرقة / ابن حجر الهيتمي الطبعة الأولى ص ٢٠٧ ، والطبعة الثانية ص ١٢٤ ، والطبعة الثالثة ص ٣١٣ ـ ٣١٤.

(٢) الاتحاف بحب الاشراف : ٦٨.

(٣) نور الابصار : ١٨٦.

(٤) الاعلام ٦ : ٨٠.

١٢٧

واحتمال الغلط في طباعة الارقام ممكن جداً.

إلى غير هذا من الإعترافات الكثيرة الاُخرى التي لا يسعها البحث.

اعتراف أهل السُنّة بان المهدي هو ابن العسكري عليهما‌السلام :

هناك اعترافات اُخرى من علماء أهل السنة بخصوص كون المهدي الموعود بظهوره في آخر الزمان انما هو محمد بن الحسن العسكري عليهما‌السلام الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم‌السلام الذين هم أئمة للمسلمين جميعاً لا للرافضة وحدهم كما يدعيه البعض مع الاسف الشديد ، وكأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوصى ( الرافضة ) وحدهم بالتمسك بالثقلين كتاب الله وعترته أهل بيته عليهم‌السلام !

وعلى أية حال فاننا سوف نذكر بعض من أنصف وصرح بالحقيقة وهم :

١ ـ محيي الدين بن العربي ( ت / ٦٣٨ ه‍ ) : صرح بهذه الحقيقة في كتابه ( الفتوحات المكيّة ) في الباب السادس والستين وثلاثمائة في المبحث الخامس على ما نقله عنه عبد الوهاب بن أحمد الشعراني الشافعي ( ت / ٩٧٣ ه‍ ) في كتابه ( اليواقيت والجواهر ) ، كما نقل قوله الحمزاوي في ( مشارق الانوار ) ، والصبان في ( اسعاف الراغبين ) ، ولكن من يدّعي الحفاظ على التراث سوّلت له نفسه حذف هذا الاعتراف من طبعات الكتاب اذ لا يوجد في الباب المذكور ـ كما تتبعته بنفسي ـ ما نقله الشعراني عنه ، فقال : « وعبارة الشيخ محيي الدين في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات : واعلموا أنّه لابدّ من خروج المهدي عليه‌السلام ، ولكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً ، ولو لم يكن من الدنيا إلاّ يوم واحد طوّل الله تعالى ذلك

١٢٨

اليوم حتى يلي ذلك الخليفة ، وهو من عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من ولد فاطمة عليها‌السلام ، وجدّه الحسين بن علي بن أبي طالب ، ووالده حسن العسكري ابن الإمام علي النقي .. » (١).

٢ ـ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي ( ت / ٦٥٢ ه‍ ) قال في كتابه ( مطالب السؤول ) : « أبي القاسم محمد بن الحسن الخالص بن عليّ المتوكل بن القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين بن أبي طالب ، المهدي ، الحجة ، الخلف الصالح ، المنتظر عليهم‌السلام. ورحمة الله وبركاته ».

ثم أنشد أبياتاً ، مطلعها :

فهذا الخلفُ الحجّةُ قد أيَّدَه اللهُ

هذا منهج الحقِّ وآتاهُ سجاياهُ (٢)

٣ ـ سبط ابن الجوزي الحنبلي ( ت / ٦٥٤ ه‍ ) قال في ( تذكرة الخواص ) عن الإمام المهدي : « هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، وكنيته أبو عبدالله ، وأبو القاسم ، وهو الخلف الحجة ، صاحب الزمان ، القائم ، والمنتظر ، والتالي ، وهو آخر الأئمة » (٣).

٤ ـ محمد بن يوسف أبو عبدالله الكنجي الشافعي ( المقتول سنة ٨٦٥ ه‍ ) ، قال في آخر صحيفة من كتابه ( كفاية الطالب ) عن الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام ما نصه : « مولده بالمدينة في شهر ربيع الآخر ، من سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وقبض يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع

__________________

(١) اليواقيت والجواهر / الشعراني ٢ : ١٤٣ مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر لسنة ١٣٧٨ ه‍ ـ ١٩٥٩ م.

(٢) مطالب السؤول ٢ : ٧٩ باب ١٢.

(٣) تذكرة الخواص : ٣٦٣.

١٢٩

الأول سنة ستين ومائتين ، وله يومئذٍ ثمان وعشرون سنة ، ودفن في داره بسُرَّ من رأى في البيت الذي دُفن فيه أبوه ، وخلف ابنه وهو الإمام المنتظر صلوات الله عليه. ونختم الكتاب ونذكره مفرداً ».

ثم أفرد لذكر الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليه‌السلام كتاباً أطلق عليه اسم : ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) وهو مطبوع في نهاية كتابه الأول ( كفاية الطالب ) وكلاهما بغلاف واحد ، وقد تناول في البيان أُموراً كثيرة كان آخرها إثبات كون المهدي عليه‌السلام حيّاً باقياً منذ غيبته إلى أن يملأ الدنيا بظهوره في آخر الزمان قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً (١).

٥ ـ نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي ( ت / ٨٥٥ ه‍ ) عنون الفصل الثاني عشر من كتابه : ( الفصول المهمة ) بعنوان : في ذكر أبي القاسم الحجة ، الخلف الصالح ، ابن أبي محمد الحسن الخالص ، وهو الإمام الثاني عشر.

وقد احتج بهذا الفصل بقول الكنجي الشافعي : « ومما يدلّ على كون المهدي حيّاً باقياً منذ غيبته إلى الآن ، وإنّه لا امتناع في بقائه كبقاء عيسى بن مريم والخضر وإلياس من أولياء الله ، وبقاء الاعور الدجال ، وابليس اللعين من أعداء الله ، هو الكتاب والسنة » ثم أورد أدلته على ذلك من الكتاب والسنة ، مفصلاً تاريخ ولادة الإمام المهدي عليه‌السلام ، ودلائل إمامته ، وطرفاً من أخباره ، وغيبته ، ومدة قيام دولته الكريمة ، وذكر كنيته ، ونسبه ، وغير ذلك مما يتصل بالامام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليهما‌السلام (٢).

٦ ـ الفضل بن روزبهان ( ت / بعد ٩٠٩ ه‍ ). قال في كتابه : ( ابطال الباطل )

__________________

(١) البيان في أخبار صاحب الزمان : ٥٢١ باب ٢٥.

(٢) الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : ٢٨٧ ـ ٢٠٠.

١٣٠

كلاماً جليلاً بحق أهل البيت ثم قال : « ونعم ما قلت فيهم منظوماً :

سلام على المصطفى المجتبى

سلام على السيد المرتضى

سلام على ستنا فاطمة

من اختارها الله خير النسا

سلام من المسك انفاسه

على الحسن الألمعي الرضا

سلام على الأورعي الحسين

شهيد يرى جسمه كربلا

سلام على سيد العابدين

علي بن الحسين المجتبى

سلام على الباقر المهتدى

سلام على الصادق المُقتدى

سلام على الكاظم الممتحن

رضيّ السجايا إمام التقى

سلام على الثامن المؤتمن

عليَّ الرضا سيد الأصفيا

سلام على المتقيّ التقيّ

محمد الطيِّب المرتجى

سلام على الأريحيّ النقي

عليّ المُكرّم هادي الورى

سلام على السيد العسكري

إمام يجهزُ جيشَ الصفا

سلام على القائم المنتظر

أبي القاسم العرم نور الهدى

سيطلع كالشمس في غاسقٍ

ينجيه من سيفه المنتقى

قويّ يملأ الأرض من عدله

كما ملئت جور أهل الهوى

سـلام عليه وآبائه

وأنصاره ، ما تدوم السما » (١)

٧ ـ شمس الدين محمد بن طولون الحنفي مؤرخ دمشق ( ت / ٩٥٣ ه‍ ) قال في كتابه ( الأئمة الاثنا عشر ) عن الإمام المهدي عليه‌السلام : « كانت ولادته رضي‌الله‌عنه يوم الجمعة ، منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، ولما توفي أبوه المتقدم ذكره ( رضي الله عنهما ) كان عمره خمس

__________________

(١) دلائل الصدق / المظفر ٢ : ٥٧٤ ـ ٥٧٥ من المبحث الخامس علماً بأن الشيخ محمد حسن المظفر نقل في كتابه ( دلائل الصدق ) كتاب ( إبطال الباطل ) بتمامه.

١٣١

سنين » (١).

ثم ذكر الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام وقال : « وقد نظمتهم على ذلك ، فقلتُ :

عليك بالأئمة الاثني عشرْ

من آل بيت لمصطفى خير البشرْ

أبو تراب ، حسنٌ ، حسينُ

وبغض زين العابدينَ شينُ

محمد الباقرُ كم علمٍ درى ؟

والصادق ادع جعفراً بين الورى

موسى هـو الكاظم ، وابنه عليُّ

لقبه بالرضا وقدرُهُ عَلِيُّ

محمد التقيّ قلبه معمورُ

عليُّ النقيُّ دُرُّهُ منثورُ

عسكريُّ الحسنُ المطهَّرُ

محمد المهديُّ سوفَ يظهرُ » (٢)


٨ ـ أحمد بن يوسف أبو العباس القرماني الحنفي ( ت / ١٠١٩ ه‍ ) قال في كتابه ( أخبار الدول وآثار الأول ) في الفصل الحادي عشر : في ذكر أبي القاسم محمد الحجة الخلف الصالح :

« وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين ، أتاه الله فيها الحكمة كما أوتيها يحيى عليه‌السلام صبياً. وكان مربوع القامة ، حسن الوجه والشعر ، أقنى الانف ، أجلى الجبهة .. واتفق العلماء (٣) على أنّ المهدي هو القائم في آخر الوقت ، وقد تعاضدت الاخبار على ظهوره ، وتظاهرت الروايات على اشراق نوره ، وستسفر ظلمة الأيام والليالي بسفوره ، وينجلي برؤيته الظلم انجلاء الصبح عن ديجوره ، ويسير عدله في الآفاق فيكون أضوء من البدر المنير في مسيره » (٤).

٩ ـ سليمان بن ابراهيم المعروف بالقندوزي الحنفي ( ت / ١٢٧٠ ه‍ )

__________________

(١) الأئمة الاثنا عشر / ابن طولون الحنفي : ١١٧.

(٢) الأئمة الاثنا عشر : ١١٨.

(٣) انظر الى قوله : ( واتفق العلماء ) وقارن بما يدعيه انصاف المتعلمين وبعض المغرر بهم من مزاعم باطلة تحت شعارات التصحيح.

(٤) أخبار الدول وآثار الأول / القرماني : ٣٥٣ ـ ٣٥٤ الفصل ١١.

١٣٢

كان القندوزي رحمه الله من علماء الاحناف المصرحين بولادة الإمام المهدي عليه‌السلام وأنّه هو القائم المنتظر ، وقد مرت أقواله واحتجاجاته كثيراً في هذا البحث ولا بأس بذكر قوله : « فالخبر المعلوم المحقق عند الثقات أن ولادة القائم عليه‌السلام كانت ليلة الخامس عشر من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين في بلدة سامراء » (١).

ونكتفي بهذا القدر ، على أن ما تركناه من اسماء العلماء الذين قالوا بولادة الإمام المهدي ، أو الذين صرحوا بكونه هو المهدي الموعود المنتظر في آخر الزمان هم اضعاف ما ذكرناه ، وقد أشرنا فيما تقدم الى الاستقراءات السابقة التي اعتنت باعترافاتهم وسجلت اقوالهم.

__________________

(١) ينابيع المودة ٣ : ١١٤ في آخر باب / ٧٩.

١٣٣
١٣٤

الفصل الثالث

شبهات حول المهدي

١٣٥
١٣٦

إذا كانت هناك ثمة أُمور لم تعالج في فصول البحث المتقدمة ولها اتصال مباشر بمسألة الاعتقاد بالامام المهدي عليه‌السلام ، فانها لاتعدو محاولات التشكيك التي لا زالت تتردد على لسان بعض المتطفلين على تراث الإسلام الخالد ، وقد تعجب لو قلت لك : انهم لا يعرفون من علوم الحديث الشريف ومصطلحه شيئاً ؛ ولهذا وقعوا في حبالة الشبهات وتذرعوا بحجج واهية هي أوهى من بيت العنكبوت ، كما سيتضح ذلك من دراستها ومناقشتها في هذا الفصل وعلى النحو الآتي :

التذرع بخلو الصحيحين من أحاديث المهدي

ومن الذرائع الواهية التي تمسكوا بها في هذا المقام هو ان البخاري ومسلماً لم يرويا حديثاً في الإمام المهدي عليه‌السلام (١).

وقبل مناقشة حجتهم تلك نود التأكيد على أُمور.

الأول : في الصحيح المنقول عن البخاري انه قال عن كتابه الصحيح : أخرجت هذا الكتاب عن مائة الف حديث صحيح ـ وفي لفظ آخر : عن مائتي ألف حديث صحيح ـ وما تركته من الصحيح أكثر ، فالبخاري اذن لم يحكم بضعف كل حديث لم يروه ، بل ما حكم عليه بالصحة يزيد على مجموع ما أخرجه عشرات المرات.

__________________

(١) انظر : الإمام الصادق / أبو زهرة : ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ، المهدي والمهدوية / أحمد أمين : ٤١.

١٣٧

الثاني : انه لا يعرف عن عالم من أهل السنة قط قد قال بضعف ما لم يروه الشيخان ، بل سيرتهم تدل على العكس تماماً. فقد استدركوا على الصحيحين الكثير من الاحاديث الصحيحة ووضعوا لأجل ذلك الكتب.

الثالث : من مراجعة تعريفهم للحديث الصحيح لاتجده مشروطاً بروايته في الصحيحين أو أحدهما ، وكذلك الحال في تعريفهم للخبر المتواتر ، ومن هنا يعلم انه ليس من شرط صحة الخبر أو تواتره ان يكون راويه البخاري أو مسلماً أو كلاهما ، بل وحتى لو اتفق البخاري ومسلم على عدم رواية خبر متواتر ، فلا يقدح ذلك الاتفاق بتواتره عند أهل السنة ، وخير ما يمثل هذا هو حديث العشرة المبشرة بالجنة كما هو معلوم عند أهل السنة الذين ذهبوا إلى تواتره ولم يروه البخاري ولا مسلم قط.

الرابع : إن من تذرع في انكار ظهور الإمام المهدي عليه‌السلام بخلو الصحيحين من الأحاديث الواردة بهذا الشأن ، لا علم له بواقع الصحيحين كما سنوضحه في جواب هذا الاحتجاج ، فنقول :

لا يخفى على أحد ، ان الاحاديث الواردة في الإمام المهدي قد تعرضت لبيان مختلف الاَُمور كبيان اسمه الشريف ، وبعض أوصافه ، وعلامات ظهوره ، وطريقة حكمه بين الرعية وغير ذلك من الاَُمور الكثيرة الاَُخرى ، ولاشك أنه ليس من الواجب التنصيص على لفظ ( المهدي ) في كل حديث من هذه الاحاديث ، لبداهة معرفة المراد من دون حاجة إلى التشخيص. فمثلاً لو ورد حديث يبين صفة من صفات المهدي الموعود به في آخر الزمان عليه‌السلام مع التصريح بلفظ ( المهدي ) ، ثم ذكر الموصوف بهذه الصفة في البخاري مثلاً لا بعنوان المهدي وانما بعنوان ( رجل ) مثلاً فهل يشك عاقل في أن الرجل المقصود هو

١٣٨

المهدي ؟ وإلاّ فكيف يعرف الاجمال في بعض الأحاديث ؟ وهل هناك طريقة عند علماء المسلمين شرقاً وغرباً غير رد المجمل إلى المفصل سواء كان المجمل والمفصل في كتاب واحد أو كان كل منهما في كتاب.

واذا ما عدنا إلى الصحيحين سنجد ان البخاري ومسلماً قد رويا عشرات الاحاديث المجملة في المهدي عليه‌السلام ، وقد أرجع علماء أهل السنة تلك الاحاديث إلى الإمام المهدي لوجود ما يرفع ذلك الاجمال في الاحاديث الصحيحة المخرجة في بقية كتب الصحاح أو المسانيد أو المستدركات.

بل ونجد أيضاً ما يكاد يكون صريحاً جداً بالامام المهدي في صحيحي البخاري ومسلم ، وقبل ان نبين هذه الحقيقة نودُّ ان نقول بأنّ حديث : « المهدي حق ، وهو من ولد فاطمة » قد أخرجه أربعة من علماء أهل السنة الموثوق بنقلهم عن صحيح مسلم صراحة ، وعند الرجوع إلى طبعات صحيح مسلم المتيسرة لا تجد لهذا الحديث أثراً !!

أما من صرّح بوجود الحديث في صحيح مسلم وأخرجه عنه فهم :

١ ـ ابن حجر الهيتمي ( ت / ٩٧٤ ه‍ ) في الصواعق المحرقة ، الباب الحادي عشر ، الفصل الأول : ص ١٦٣.

٢ ـ المتقي الهندي الحنفي ( ت / ٩٧٥ ه‍ ) في كنز العمال : ج ١٤ ص ٢٦٤ حديث ٣٨٦٦٢.

٣ ـ الشيخ محمد علي الصبان ( ت / ١٢٠٦ ه‍ ) في اسعاف الراغبين : ص ١٤٥.

٤ ـ الشيخ حسن العدوي الحمزاوي المالكي ( ت / ١٣٠٣ ه‍ ) في مشارق الانوار : ص١١٢ وعلى أية حال فإنّ قسماً من أحاديث الصحيحين لا يمكن تفسيره إلاّ بالامام المهدي عليه‌السلام.

١٣٩

ولم يكن هذا اجتهاداً منّا في فهم أحاديث الصحيحين ، وانما هو ما اتفق عليه خمسة من شارحي صحيح البخاري كما سنوضحه في محله.

أحاديث الصحيحين المفسرة في المهدي :

١ ـ أحاديث خروج الدجال في الصحيحين :

اقتصر البخاري في صحيحه على رواية خروج الدجال وفتنته (١) بينما وردت في صحيح مسلم عشرات الاحاديث في خروج الدجال ، وسيرته ، وأوصافه ، وعبثه ، وفساده ، وجنده ، ونهايته (٢).

وقد صرح النووي في شرح صحيح مسلم بأنّ هذه الاحاديث الواردة « في قصة الدجال ، حجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده ، وانه شخص بعينه ابتلى الله به عباده ـ إلى أن قال ـ : هذا مذهب أهل السنة ، وجميع المحدثين ، والفقهاء ، والنُّظار » (٣).

أما علاقة هذه الاحاديث بظهور المهدي عليه‌السلام فتظهر من شهادة اعلام أهل السنة بتواتر أحاديث المهدي وظهوره في آخر الزمان وخروج عيسى عليه‌السلام معه فيساعده على قتل الدجال ، وقد مرّت اقوالهم في اثبات تواتر تلك الأحاديث.

٢ ـ أحاديث نزول عيسى عليه‌السلام في الصحيحين :

أخرج البخاري ومسلم كلٌ بسنده عن أبي هريرة انه قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كيف انتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم

__________________

(١) صحيح البخاري ٤ : ٢٠٥ كتاب الانبياء ، باب ما ذكر عن بني اسرائيل و٩ : ٧٥ كتاب الفتن باب ذكر الدجال.

(٢) صحيح مسلم بشرح النووي ١٨ : ٢٣ و ٥٨ ـ ٧٨ كتاب الفتن واشراط الساعة.

(٣) صحيح مسلم بشرح النووي ١٨ : ٥٨.

١٤٠