تأريخ بيهق

فريد خراسان علي بن زيد البيهقي

تأريخ بيهق

المؤلف:

فريد خراسان علي بن زيد البيهقي


المحقق: يوسف الهادي
المترجم: يوسف الهادي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار إقرأ للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٧٢

ولا على حاشيته أي ضرر ، لكونه قد أحرق تلك الشجرة بالنار وكان زردشت الذي زرع تلك الشجرة عابدا للنار. وربما كان سيقع حادث ما ، لو أنه قطعها قطعا ، وقد بقي الأمير ينالتكين حيا إلى سنة إحدى وخمسين وخمس مئة أي أنه عاش بعدها أربعة عشر عاما.

وكانت الخاصية التي في شجرة فريومد هي أن كل ملك تقع عينه عليها ، تأتيه نكبة في تلك السنة ، وقد تكررت هذه التجربة زمنا طويلا.

أعجوبة : لم ينقطع المطر الذي بدأ في السادس من حزيران سنة ست وثلاثين وخمس مئة حتى الثامن من حزيران ، حيث كانت الشمس في ثالث درجة الجوزاء ، وقد وقع في ناحية بيهق خراب لا يقدر البيان على وصفه ، وكانت الشمس في آخر الحوت ، فسقط الثلج ليلتين مع نهاريهما ، ثم تساقط البرد لمدة أسبوع ، وقد بلغ ذلك البرد حدّا أن هلك فيه الكثير من النبات والأشجار ، وذلك في سنة ستين وخمس مئة.

[٢٨٤] فصل : وصل إلى باب القصبة مؤيد الدولة والدين كسرى خراسان ، ملك المشرق آي آبه (١) خلّد الله دولته في العاشر من محرم سنة إحدى وستين وخمس مئة ، بجيش جرّار من الخيّالة والمشاة ، وتتابعت الحرب ، ودمّر جدار القصبة من جهة الجنوب بأحجار المنجنيق ، وقتل كثير من الخلق ، وقد انتهت تلك الحرب بتوسط من الأصفهبد فخر الدولة كرشاسف بن مرداويج بن كرشاسف ، حيث أخذ ملك المشرق رهائن من الأولاد وأعزة أكابر القصبة ، ونقلهم إلى نيسابور ، ثم عاد في الخامس من صفر سنة إحدى وستين وخمس مئة ووقعت الحرب مرة أخرى في جمادى الأولى وجمادى

__________________

(١) المؤيد آي آبه : أحد مماليك السلطان سنجر السّلجوقيّ ، استولى سنة ٥٤٨ ه‍ على نيسابور ونسا وأبيورد ودامغان (لغت نامه دهخدا ، مادة «آي آبه»). وعن نهايته يقول فصيح الخوافيّ في حوادث ٥٦٩ ه‍ : «وقعت الحرب بين الملك المؤيد والي خراسان المتحالف مع سلطان شاه بن إيل أرسلان وبين السلطان علاء الدين تكش خان فأسر الملك المؤيد ، وأمر السلطان علاء الدين بشقه إلى نصفين في بلاطه وذلك في يوم عرفة» (مجمل فصيحي ، ٢ / ٢٦٠).

٥٠١

الآخرة من سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، وتواصلت الحرب شهرين ، حيث وضع المنجنيق في الجانب الغربي من القصبة بمحاذاة السالاريين ، وكان هناك جماعة من أمراء خوارزم كالأمير إسن آبه يبغو ، والأمير نجم الملك علي خواجة ، والأمير إيسن ، والأمير بوري بسملي (بسملق) بأمر من السلطان المعظم تاج الدنيا والدين إيل ارسلان خوارزم شاه.

واتفق أن كانت عودة ملك المشرق ومجيء الموكب السّلطانيّ المعظم لتاج الدنيا والدين بالبركة إلى خراسان في أول يوم من رجب سنة اثنتين وستين وخمس مئة فنشب القتال في خسروجرد ، وخرّبت المدينة والقلعة في ذي الحجة سنة إحدى وستين وخمس مئة. وقد خطب بسبزوار للسلطان المعظم تاج الدنيا والدين ملك التّرك والعجم إيل أرسلان بن خوارزم شاه آتسز في يوم عبد الأضحى سنة إحدى وستين وخمس مئة ، لما أصبح سلطانا بخراسان ، أمّا في نيسابور ، فقد خطب له في رمضان سنة اثنتين وستين وخمس مئة.

ذكر السادات المدفونين في خسروجرد وغيرها

في بيهق : السيد الحسين بن محمد بن الحسين بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن [٢٨٥] أبي طالب عليهم الصلاة والسلام ، وهو البطن الثامن من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (١) وقد ذكر أن أمه كانت بنت الإمام موسى الكاظم ، وكان الإمام علي بن موسى الرضا (عليه‌السلام) خاله ، وكان قد نزل هو ومجموعة من التجار والشبان عند مدخل خسروجرد ، فهجم عليهم جماعة من الأشرار كانوا قد جاءوا من خسروجرد بهدف نهب أموالهم ، فقتل هذا السيد خلال ذلك ، ثم اتفقت كلمة المشايخ والأعيان والعلماء في خسروجرد على مطالبة الوالي بالاقتصاص من

__________________

(١) تهذيب الأنساب ، ٢١٠ ، ولم يذكر مكان دفنه ، لكن الفخر الرازي ذكر في الشجرة المباركة (ص ١٥٨) أن والد الحسين هذا وهو محمد بن الحسين بن عيسى المختفي بن زيد ، هو الذي قبره في خسروجرد.

٥٠٢

أولئك الأشرار ، ودفنوا هذا السيد ، وأقاموا على قبره ضريحا.

وبعده السيد إبراهيم بن عبيد الله بن إبراهيم بن محمد بن موسى الكاظم (١) الذي أصيب بعلة الإسهال في قرية أباري ، فلبّى نداء الحق تعالى ، ونزل عليه الأجل ، ودفن إلى جوار ذلك السيد الشهيد.

ثم أخو السيد الأجل ركن الدين أبي منصور ، وهو السيد الحسين بن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد الزّبارة بن عبد الله المفقود بن الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (٢) عليهم الصلاة والسلام ، واعتبط شابا ، فدفن إلى جوارهما.

وبعده دفن في ذلك البيت القديم ، السيد الأجل عز الدين زيد بن السيد الأجل الزاهد فخر الدين أبي القاسم علي بن أبي يعلى زيد بن السيد العالم علي بن السيد الأجل أبي الحسين محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد زبارة بن عبد الله المفقود بن الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (٣) صلوات الله عليهم.

ومن بعدهم بنيت تربة روضة السيد الأجل العالم السعيد العزيز بن هبة الله بن علي بن محمد ـ وكنا قد ذكرنا نسبه قبل هذا (٤) ـ وفي تلكما القبتين أيضا أقاربهم

__________________

(١) ذكر الفخر الرازي في الشجرة المباركة (ص ١٠٣) أن العقب من محمد بن موسى الكاظم في ولد واحد هو إبراهيم الضرير الكوفي ، ثم ذكر أبناءه الأربعة وليس فيهم عبيد الله. وسماه ابن الطقطقى في الأصيلي (ص ١٨٣) إبراهيم المجاب الضرير الكوفي وقال إن عقبه من ولده محمد الحائري.

(٢) في لباب الأنساب (٢ / ٥٠٢) : العقب من أبي القاسم علي بن محمد بن يحيى ، أبو سهل علي وقيل أبو الحسن علي وأبو يعلى زيد وأبو طاهر قاسم ، وليس فيهم الحسين هذا.

(٣) ذكره المؤلف في لباب الأنساب (٢ / ٥٠٤) ، وقال إنه توفي فجأة وهو يتوضأ سنة ٥١٤ ه‍.

(٤) عرف به المؤلف فيما مضى.

٥٠٣

وأولادهم وأحفادهم ، وقد أمر بعمارة تلك القبة مجد الملك أسعد القمّيّ (١) رحمه‌الله من الأموال التي غنمها من الروم.

وفي قصبة جشم على جانب القبلة يوجد مشهد الناصر بن محمد بن أحمد بن الحسين العلوي الحسينيّ [٢٨٦] الأصغريّ (٢).

وفي خسروجرد توجد مقبرتان لاثنين من الصحابة : أحدهما أبو رفاعة تميم بن أسيد (٣) والآخر الأسود بن كلثوم ، وهو من التابعين.

وفي وسط سوق قصبة سبزوار يوجد مشهد السيد الحسن بن الحسين بن عيسى بن زيد بن الإمام الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (٤) (عليهم‌السلام).

__________________

(١) هو مجد الملك أبو الفضل أسعد بن محمد الفراوستاني المقتول سنة ٤٩٢ ه‍ (الكامل في التاريخ ، ط تورنبرغ ، ١٠ / ٢٩١ ـ ٢٩٨ ؛ النقض ، ١٢٠).

(٢) لم نجده في المصادر المتوفرة لدينا.

(٣) في الأصول : تميم بن راشد. وقد مر ذكره في أول الكتاب.

(٤) لم نجده في المتوفر لدينا من المصادر.

٥٠٤

القسم السادس

خاتمة الكتاب

٥٠٥
٥٠٦

يقول مصنف هذا الكتاب : إن بقايا أفاضل العصر كسيرو القلوب وألفّاء الألسن ، وحال شيوخ العلماء بين الشباب كالخرقة البالية بين الثياب القشيبة ، والفاكهة اليابسة وسط الفاكهة الطرية.

ومثل العلماء والسلاطين كمثل المطر والنبات ، فإن وجد النبات من المطر النيساني مددا ، نما ، وإن حرم ، عراه الذبول ، ولذا قالوا : الدين بالملك يقوى.

ولأن استبهام الأخبار ، واستعجام أحوال الأخيار والأشرار ، هي أسباب توزّع الخاطر ، لم يبق مجال للصبر في مدة الانتظار ، ومع ذلك فلا وجه لسوء الظن بلطف الحق تعالى (سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً)(١).

ولأن المجالس الرفيعة ـ زادها الله رفعة ـ محط الرجال ، واتحاف الفضلاء والعلماء في تلك المجالس كصحائف الأمان وقميص يوسف عليه‌السلام ، زيّن كل واحد منهم بروضة الرضوان ، وأنوار البيان ، وأزهار البرهان ، وكحلت نواظر العالم بكحل سرور مطالعتها ، فإن الحظ النائم يستيقظ ، والدهر المعاند يسعف ، والفلك المعاند يطاوع.

لن أغرق بالأثنية والمدائح التي تحصل بها الإراحة المؤقتة ، بل سأنشغل بالمواعظ والنصائح التي تعطي الثمار الحسنة في الدّارين ، (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ)(٢).

يجب أن يعرف ، أن كل أوائل وبدايات المخلوقات متصلة بالأواخر والنهايات ، وكل نظام في العالم سيعقبه التفرق والزوال (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ)(٣) ، وكل نعيم لا محالة زائل ، يتساوى في ذلك رب التاج [٢٨٧] والفقراء والمحتاجون ، والرءوس والأذناب.

__________________

(١) سورة الطلاق ، الآية ٧.

(٢) سورة آل عمران ، الآية ١٨٧.

(٣) سورة النحل ، الآية ٩٦.

٥٠٧

إن ذلك الذي عليه آثار الجاه والنعمة

وفي خدمته ألف من ذوي المناطق الذهبية

تساوى في النّفس الأخير

مع الفقير ذي القدر المتواضع

فيجب أن لا يسمح للشيطان أن يستولي على مكامن الأقوال والأفعال. (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ)(١) لكي يكون طريقه واضحا ، يوم يلجأ إلى الله ، ولا يطرق سمعه نداء (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)(٢).

فعدوّه يطفئ مصابيح العقل بنفخ الهوى ، ويصيب بالكسوف شمس المعرفة بعقد الحرص وحب الدنيا ، وفي ذلك الوقت الذي تعاين فيه نفسه (سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ)(٣) وتهجره الأموال والأولاد والجاه والنعمة ، ويذهب خدمه وحشمه إلى مخدوم آخر ، ويتكدر شراب أمله ، ويسلمونه إلى تراب اللحد في بيت الوحدة والوحشة ، وكلما ازدادت نعمته ، ازداد انشغالا في كيفية حفظ تلك النعمة ، إلّا أنه لم يخطر على باله التفكير في ولي نعمته ، وكل من شغل بالجزع والندبة يقول : ما ذا أستطيع أن أفعل في الدنيا من غيرك؟ دون أن يمرّ على خواطرهم : ترى ما الذي يستطيع أن يفعله هو في ذلك العالم بلا مال أو نعمة وخدم وحشم مع وعورة الطريق وانعدام الزاد؟

وينبغي أن لا يخدع نفسه بقوله : إني ربّاني ومؤمن ، فإن لذلك دلائل وعلامات كثيرة ، فالإيمان والمعرفة اللذان لم يمنعاك من الإصرار والدوام والمواظبة على النواهي والمعاصي ، كيف سينجيانك من غضب الله تعالى في الآخرة؟

فكما أن المصباح لا يضيء إلّا باجتماع الفتيلة والزيت ، فإنه إن لم تجتمع العقيدة

__________________

(١) سورة المجادلة ، الآية ١٩.

(٢) سورة يونس ، الآية ٩١.

(٣) سورة ق ، الآية ١٩.

٥٠٨

وأداء الأوامر واجتناب النواهي ، لم يظهر أثر نور السعادة ، وقد اختلف أهل الملل والنحل على كل الأشياء ، إلّا أنهم لم يختلفوا في مسألة أن معصية الحق تعالى ضارة ، والإصرار على المعصية والمواظبة والدوام عليها هو البلاء المتراكم ، عندما يأتي ملك الموت والحربة في يده [٢٨٨] فيظهر من القلق والجزع ما لا يثمر إلّا الحسرة (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ)(١).

ومن كانت معصيته نقدا وتوبته نسيئة ، كان كمن شرب السم القاتل ، وأخّر تناول التّرياق الشافي وقصّر في طلبه ، وقد ذكروا في الحكايات أن أحد الملوك كان ذا غفلة ، فمرّ يوما مع وزيره ـ وكان عالما عاقلا ـ على رجل كريه المنظر ، ثيابه قد جمّعها من خرق المزبلة ، شعره طويل وأظافره غير مقلمة ، قد جلس على رماد في أتون حمام ، وقد جلست قبالته امرأة عجوز تطبخ الدخن على وقود من الأقذار ، وكان ذلك الرجل يردد بيتا من الشعر غير موزون يتغنى فيه بجمال تلك المرأة وسحرها قائلا : من الذي يعطى افضل من هذا؟ هذا وقت غاب عنه العذول والرقيب.

فقال الملك : أية حياة هذه ، وأية دناءة في الهمّة.

قال الوزير : أيّها الملك ، إن قياس نعمة الدنيا إلى نعمة الآخرة ، هو نفس هذا ، فجلوس وقيام وطعام ولباس هذا الرجل وهذه المرأة هو كدولتك ونعمتك ، فكما تنظر أنت إلى هذا بعين الحقارة ، فإن كل من فكر في لذات العالم الآخر ، نظر إلى لذات هذه الدنيا بالاستخفاف والتحقير والتصغير ، قال رسول الله صلّى الله عليه : «لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ، ما سقى منها كافرا شربة ماء» (٢).

__________________

(١) سورة مريم ، الآية ٣٩.

(٢) سنن ابن ماجه ، ٢ / ١٣٧٧ ؛ تاريخ مدينة السلام ، ٥ / ١٤٨ ، وعقّب الخطيب البغداديّ على الحديث بقوله : «هذا حديث غريب جدا من حديث مالك» ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ١٩ / ٦٣ ؛ المصنف لابن أبي شيبة ، ٨ / ١٢٨ ؛ مسند الشهاب ، ٢ / ٣١٦ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ٦ / ١٥٦ ؛ مجمع البيان ، ٧ / ١٢٨ ؛ سبل الهدى والرشاد ، ٧ / ٧٨ ؛ الدر المنثور ، ٣ / ٢٣٩ ، ومصادر أخر.

٥٠٩

حكاية : يحكى أن ملكا كان يعيش في ملكه وولايته بالسعادة والفرح والدعة ، لم يلحق عدو أي ضرر بملكه ، ولم تؤثر عين حاسد في محله الرفيع ، وفي ليلة كان الجو فيها باردا ، انتثر فيها الكافور على العالم ، فعادت الأرض بيضاء كالمرآة الشامية وابيضّت مفارق رؤوس الجبال ، فأثّر فيها الهرم ، لبست المساكن والمواطن لباس الحواصل ، وتعرّت الأشجار من الأوراق ، وأصبحت حرارة النار حبيبة الحيوانات ، واستعار ظلام الليل سواده من القار وجناح الغراب وذوائب [٢٨٩] الشباب وثياب المفجوعين ومداد الورّاقين ، ولما غلب النوم على ذلك الملك ، رأى في منامه نفسه وحيدا في بيداء مقفرة لا ملجأ فيها ، ثم إن أسدا حمل عليه بغتة ، ففر منه إلى جبل ، فلما وصله رأى منه واديا فيه بئر ، ولأن الأسد صار قريبا منه ، ولخوفه منه ، ألقى بنفسه في البئر ، ثم إنه لهول ذلك الحلم أفاق من منامه قلقا كالحبة في المقلاة الحارة ، وانحدرت دموع عينيه على وجهه :

كأن فجاج الأرض حلقة خاتم

عليه فلا تزداد طولا ولا عرضا (١)

فجاء الوحي إلى نبي ذلك الزمان أن اذهب إلى فلان الملك وحذّره وقل له : إن وفود إحساني تصل إليك متواترة ، وقد قوّيت قلبك بعوني ومواهبي وتوفيقي ووهبتك العزاء ، فلم الأنين؟ ولم الجزع؟ لقد كنت قدمت إليك بالوعيد ، فلماذا يشكو المسافر الذي وجد الجو صافيا وشعاع قمر الليلة الرابعة عشرة؟ ولم يضيق قلب الظمآن الذي بلغ الماء الزلال؟ لقد رأيت من وعيدي الكرم الذي كان على تلك السماحة ، والملك الذي سدّ طريق زواله ، وانقطعت عنك أنفاس وساوس الشياطين ، ووجدت بضاعة الحلم الذي رأيته قيمتها التامة في سوق التحذير ، فلم أودع لك في

__________________

(١) من مقطعة في الأغاني (٢ / ٨٤) لمجنون بني عامر قيس بن الملوح ؛ وفي ثمار القلوب (ص ٦٣٠) بلا عزو.

٥١٠

جيب الغيب إلّا جواهر المسرة ، (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ)(١) ، وأسعفت أشجار مساعيك بغوادي الأيادي ولواقح المنائح ، وطلعت شمس حسن الاتفاق في ليلك الداجي هذا من أفق التوفيق ، وانجلت تلك الغفلة والتقصير :

نفس المحبّ على الآلام صابرة

لعلّ مؤلمها يوما يداويها (٢)

فاسمع تعبير هذا الحلم لتعود رياض قلبك خضراء ، وتبسم شفتا مرادك : إن تلك البيداء هي مثال للموت ، وتلك الوحدة هي وحدة يوم القيامة (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)(٣) وذاك التراب هو تراب المذلّة والحسرة ، وذلك العري هو العري [٢٩٠] من العلم والطاعة والعبادة ، والجبل هو المظالم والخصوم ، وذلك الأسد هو المتقاضي لحسابك وقد جاء على أثرك ، وأعطاك كتابك بيدك فقلت (يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ ، وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ)(٤) والبئر هو جزاء أفعالك (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)(٥) فإلى أن ينظر العمال والموكلون في الحساب ، ينبغي لك أن تتأمل قليلا في حسابك ، «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا» (٦) :

تحاسب غيرك جهلا وتنسى

سريع الحساب شديد العقاب

__________________

(١) سورة الفرقان ، الآية ٧٤.

(٢) لم نهتد إلى قائله.

(٣) سورة الأنعام ، الآية ٩٤.

(٤) سورة الحاقة ، الآية ٢٦.

(٥) سورة المدثر ، الآية ٣٨.

(٦) شرح نهج البلاغة ، ١٩ / ٢٨ ، وفيه : جاء في الحديث المرفوع ؛ والكلام ينسب إلى أبي بكر الصديق (رض) تارة (انظر مثلا : تاريخ مدينة دمشق ، ٣٠ / ٢٠٢ ؛ كنز العمال ، ٥ / ٦٣٣) وأخرى إلى عمر بن الخطاب (رض) (انظر مثلا : سنن الترمذي ، ٤ / ٥٥ ، المصنف لابن أبي شيبة ، ٨ / ٤٩ ؛ الدر المنثور ، ٦ / ٢٦١ ؛ سبل الهدى والرشاد ، ١١ / ٢٧١).

٥١١

فعندما تصدر أمرا بحبس وقتل عبيد الحق تعالى فكّر بذلك الأمر الذي يقول (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ)(١) و (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ)(٢) لكي تتواصل البركات الكثيرة بميامن أيامها في هذا العالم ، وتدون سور سيرها في دفاتر المفاخر (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ، أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ)(٣).

اعلم أن عيب الدنيا من عشرة أوجه :

الأول : كلّها شقاء وعناء ، فلا تجد أحدا غير مبتلى بنوع من شقائها ، لم ير منها أي آدمي الراحة ، فكيف بالحيوان الذي يحمّل بعضه العذاب ، وبعضه يموت بالعناء ، فالطيور في خوف من الفخّ والشرك ، والوحوش في شقاء بعضهم مع الآخر (٤) :

حلاوة دنياك مسمومة

فلا تأكل الشّهد إلّا بسمّ (٥)

__________________

(١) سورة الحاقة ، الآية ٣٠.

(٢) سورة الدخان ، الآية ٤٧.

(٣) سورة آل عمران ، الآيتان ١٣٥ ـ ١٣٦.

(٤) لم نهتد إلى قائلي بعض الأبيات التي ستأتي.

(٥) في منتخب معجم شيوخ السمعاني (ص ١١١ أ) قول أبي الوفاء سعيد بن أحمد القرميسيني : أنشدني والدي أبو مطيع البيهقيّ :

وعيشك بالهم مقرونه

فلا تقطع العيش إلا بهمّ

حلاوة دنياك مسمومة

فلا تأكل الشهد إلا بسمّ

«إذا تمّ أمر بدا نقصه

توقّع زوالا إذا قيل : تمّ»

وفي روضة الواعظين (ص ٤٤٩) ، عزي «حلاوة دنياك ..» لوحده لأبي العتاهية.

٥١٢

ألا إنّما الدنيا على المرء فتنة

على كل حال أقبلت أو تولّت

كفى حزنا للمرء أيام دهره

تروح له بالنائبات وتغتدي

* * *

وكيف يرجّي المرء فيها سلامة

وما سلمت منها الحصى والجنادل

الثاني : ليس للدنيا وفاء ، ولا تتوافق مع أحد ، لا الرفيع ولا الوضيع ، لا القرشيّ ولا الحبشي :

فيوما عند عطار

ويوما عند بيطار (١)

* * *

[٢٩١] دنيا تحول بأهلها

في كلّ يوم مرّتين (٢)

فغدوّها لتجمّع

ورواحها لشتات بين

* * *

دنيا تنقّل من قوم إلى قوم (٣)

__________________

(١) في التوقيف (ص ٦٨٨) : المال قحبة تكون يوما في بيت عطار ويوما في دار بيطار. وفي تاج العروس (بطر) : ومن أمثالهم : الدنيا قحبة يوما عند ...

(٢) في التدوين (١ / ٢٦٤ ، ٢ / ٢٩١) : وأنشد علي بن محمد الخزاز :

دنيا تدور بأهلها

في كل يوم مرتين

فغدوّها لتجمّع

ورواحها لشتيت بين

(٣) في وفيات الأعيان ، (٥ / ١٠٠) أنه لمحمد بن عبد الملك الزيات الوزير ، وصدره : «لا تجزعنّ رويدا إنها دول» ؛ وكذلك في الأنساب ، ٣ / ١٨٤ ، وصدره : «لا تخدعنك رويدا ...».

٥١٣

إنّما الدنيا بلاء

ليس للدنيا ثبوت (١)

إنما الدنيا كبيت

نسجته العنكبوت

الثالث : سريعة الزوال والفناء ، (حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً)(٢).

وما دنياك إلّا مثل فيء

أظلّك ثم آذن بالزوال (٣)

الرابع : جوهرها خسيس ، فالديباج لعاب الدود ، والعسل لعاب النحل ، والدر جنين الأصداف ، والمسك من نافجة الغزال ، والفضة والذهب من الحجر ، والفاكهة من الخشب ، وما كان خسيس الجوهر ، فالتعب به ضائع :

وفي الأصل غشّ والفروع توابع

وكيف وفاء النّجل والأب غادر

الخامس : عاقبة كل شيء إلى الفساد ، والفساد من العفونة فكل ما تدخره يؤول في النهاية إلى العفونة والفساد :

وإنّ صلاح الدهر قد صار كلّه

فسادا وما في ذاك شكّ ولا ريب

السادس : تجاري الظالمين وعديمي الدراية أكثر من مجاراتها لأهل الفضل ، فبينما يكون لدى النصراني الرومي مائة ألف دينار ، يشقى المسلم بقوت يومه (قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا)(٤) :

__________________

(١) لأبي العتاهية كما في شرح نهج البلاغة ، ١٩ / ٢٩١ ؛ وهو بلا عزو في البدء والتاريخ ، ٢ / ٦٣.

(٢) سورة الأنعام ، الآية ٤٤.

(٣) ورد في مخطوطة برلين بعد هذا البيت ، بيتان غامضان هما :

كرام الناس في ظلمات عسر

ومعدن منها صوم المسار (كذا)

كأيمان عليها عقد عزّ

ومجموع الألوف من العيار

(٤) سورة مريم ، الآية ٧٥.

٥١٤

وأخو الدراية والنباهة متعب

والعيش عيش الجاهل المجهول

السابع : إن وافقت الهوى ذهبت بماء وجهك ، وإن خالفت العقل أتتك بالوجاهة والنباهة في الدّارين :

الضبّ والحوت قد يرجى اجتماعهما

وليس يرجى اجتماع العلم والمال (١)

الثامن : بنفس المقدار الذي تزداد فيه اقترابا منها ، تبتعد عن رضا الحق تعالى ونعيم الآخرة ، (وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ)(٢)(أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا)(٣).

[٢٩٢] أيا طالب الأموال أقصر فإنما

بأخذك منها حظ عقباك يبطل

التاسع : مهما جمعت منها فلن تشبع ولن يكون معك مقدار ذرة منها في سفر الآخرة ، تؤخذ عنك الدنيا وتسأل يوم القيامة عنها وتعاقب عليها ، قال عليه‌السلام : «منهومان لا يشبعان : طالب علم وطالب دنيا» (٤) والحرص على الدنيا داء لا دواء له :

__________________

(١) في يتيمة الدهر (٢ / ٣٤٥) عزي لأبي إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي قوله :

الضبّ والنون قد يرجى اجتماعهما

وليس يرجى اجتماع اللبّ والذّهب

وفي غرر الأمثال (٩٠ أ): «الضبّ بريّ والحوت بحريّ ، وهما لا يأتلفان».

(٢) سورة الشورى ، الآية ٢٠.

(٣) سورة الأحقاف ، الآية ٢٠.

(٤) ورد هذا الكلام في نهج البلاغة ، ٤ / ١٠٥ ، وأورده ابن أبي الحديد في شرحه ٢٠ / ١٧٤ ، وعقب بقوله : «وهذه الكلمة مروية عن النبي (ص)». قلت ورد كلام النبي (ص) هذا في مصادر جمة منها : المستدرك للحاكم ، ١ / ٩١ ؛ المصنف لعبد الرزاق ، ١ / ٢٥٦ ؛ كتاب العلم لأبي خيثمة النسائي ، ٣٣ ؛ مسند الشهاب ، ١ / ٢١١ ؛ الجامع الصغير ، ٢ / ٦٥٧ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ٣ / ٢٤٣ ؛ مجمع الزوائد ، ١ / ١٣٥. والحقيقة هي أن الإمام عليا رواه عن النبي (ص) كما في الكافي ، ١ / ٤٦ وكتاب سليم بن قيس ، ٢٦٠.

٥١٥

والحرص داء عياء لا دواء له

ومن أتى بابه يخذل ولم يعن

العاشر : إن كمال الأمور الدنيوية متعلق بالنقصان والانحطاط (حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً)(١).

إذا تمّ أمر بدا نقصه

توقّع زوالا إذا قيل تمّ (٢)

وسر الدنيا كله مجموع في هذه الآية وهي قوله تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ ...)(٣). وفقنا الله لطاعته واجتناب معصيته.

تمّ كتاب تاريخ بيهق هذا بحول الله تعالى وقوته ، فإنه لا حول ولا قوة إلّا بالله.

وقد ورد فيه ما بذله هذا المؤلف مما هو في حدود قابليته وما هو بمقدار وسع وإمكان وطاقة البشر.

ليجعل الحق تعالى لهؤلاء الماضين النصيب الكامل والحظ الوافر من رحمته ومغفرته ويرزق الباقين ثبات أقدامهم على قاعدة الشريعة والسنة ، بحق النبي وآله وأصحابه وعترته الأخيار الأبرار.

وفرغ المصنف رحمه‌الله من نسخ هذا الكتاب في الرابع من شوال سنة ثلاث وستين وخمس مئة بقرية ششتمد.

وفرغ من تحرير هذا (كذا) النسخة العبد الضعيف المحتاج إلى رحمة ربه وشفاعة جده كمال الد ... بن شا ... ال ... طاهر ... والحمد لله رب العالمين في غرة الشهر (كذا) جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وثمان مئة (٤).

__________________

(١) سورة الأنعام ، الآية ٤٤.

(٢) يتيمة الدهر (٤ / ٢٥٩) ، لأبي العتاهية.

(٣) سورة الحديد ، الآية ٢٠.

(٤) ورد في ختام مخطوطة برلين ما يلي : «إنّ هذه النسخة من تاريخ بيهق منقولة عن النسخة الأصلية المؤرخة في سنة ٨٨٨. وفرغ من تحريره راقم الحروف في شهور سنة ١٢٦٥ هجري في بلدة لكهنو».

٥١٦

الفهارس العامة

صنعتها السيدة بشرى مشكور

١. فهرس الآيات القرآنية

٢. فهرس الأحاديث النبوية

٣. فهرس الأعلام

٤. فهرس الأنساب والألقاب والصفات

٥. فهرس القبائل والأمم والطوائف والجماعات والفرق

٦. فهرس المواضع والبلدان

٧. فهرس القوافي

٨. فهرس الكتب الواردة في المتن

٩. فهرس الأمثال

١٠. فهرس النبات

١١. فهرس الحيوان

١٢. فهرس العقاقير الطبية والعطور والمآكل والمشارب

١٣. فهرس المعادن والأحجار الكريمة

١٤. فهرس الثياب والزينة والنقود والآلات

١٥. فهرس الفأل والفلك والتنجيم

١٦. فهرس الأمراض والآفات والبلايا والكوارث الطبيعية

١٧. مصادر الترجمة والتحقيق

٥١٧
٥١٨

١. فهرس الآيات القرآنية

السورة ورقم الآية

 الآية

 الصفحة

آل عمران : ١٨

قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب

٩٤

آل عمران :

والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ... أجر العاملين

٥١٢

١٣٥ ـ ١٣٦

آل عمران : ١٨٧

وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ... ولا تكتمونه

٥٠٧

المائدة : ١١٩

رضي‌الله‌عنهم ورضوا عنه

١٠٠

الأنعام : ١٧

إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو

١٢٧

الأنعام : ٤٤

حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة

٥١٤ ، ٥١٦

الأنعام : ٨٢

الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم

٣١٨

الأنعام : ٩٢

لتنذر أم القرى ومن حولها

١٣١

الأنعام : ٩٤

ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة

٥١١

التوبة : ٦٠

إنما الصدقات للفقراء

٢٨٩

يونس : ٩١

استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله

٥٠٨

هود : ٧٣

رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت

٤٥٤

يوسف : ٥٤

قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ أمين

٣٥٥

يوسف : ٧٦

وفوق كل ذي علم عليم

١٥٩

الرعد : ٤٣

قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب

٩٤

إبراهيم : ٣٤

وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها

٨٩

إبراهيم : ٤٥

وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ... لكم الأمثال

٢٢٨

النحل : ٩٦

ما عندكم ينفد وما عند الله باق

٥٠٧

الإسراء : ١١٠

قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ....

٢٨٤

مريم : ٣٩

وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة

٥٠٨

٥١٩

السورة ورقم الآية

 الآية

 الصفحة

مريم : ٧٥

قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا

٥١٤

النور : ٣٢

والصالحين من عبادكم وإمائكم

٢٨١

الفرقان : ٧٤

فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين

٥١١

المؤمنون : ١١

الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون

٣٥٥

النمل : ٥٢

فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا

٤٠٩

القصص : ٨٢

تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا ......

٢٢٩

الروم : ٣٢

كل حزب بما لديهم فرحون

٩٢

لقمان : ١٣

إن الشرك لظلم عظيم

٣١٨

الأحزاب : ٣٧

فلما قضى زيد منها وطرا

٤١٨

الشورى : ٢٠

من كان يريد حرث الدنيا ..... نصيب

٥١٥

الدخان : ٤٧

خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم

٥١٢

الأحقاف : ٢٠

أذهبتم طيّباتكم في حياتكم الدنيا

٥١٥

ق : ١٩

سكرة الموت بالحق

٥٠٨

النجم : ٣٦ ـ ٣٩

أم لم ينبأ بما في صحف موسى .... إلا ما سعى

٣١٥

الحديد : ٢٠

اعلموا أنما الدنيا لعب ولهو وزينة

٥١٦

المجادلة : ١٩

استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله

٥٠٨

الطلاق : ٧

سيجعل الله بعد عسر يسرا

٥٠٧

التحريم : ٥

مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات

٢٨١

الحاقة : ٢٦

يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه

٥١١

الحاقة : ٣٠

خذوه فغلوه

٥١٢

المدثر : ٣٨

كل نفس بما كسبت رهينة

٥١١

التكوير : ١

إذا الشمس كورت

٢١٢

٥٢٠