تأريخ بيهق

فريد خراسان علي بن زيد البيهقي

تأريخ بيهق

المؤلف:

فريد خراسان علي بن زيد البيهقي


المحقق: يوسف الهادي
المترجم: يوسف الهادي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار إقرأ للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٧٢

والسنبوسق (١) ، فلما أكل منه ، وعمل السم عمله ، وظهرت آثاره عليه [١٣٣] طلبوا له الطبيب ليأتيه ببستوقة الترياق (٢) ، فمنعوا الطبيب من الحضور ، فمات علي بن كامة في تلك الليلة ، وهي ليلة الثلاثاء السادس من ذي القعدة سنة أربع وسبعين وثلاث مئة.

ولذا وجب على الملوك والأمراء ، أن يكون معهم وعاء من الفضة أو الرصاص أو القصدير ، قد قسم على أربعة أقسام : يوضع في الأول منه الترياق ، وفي الثاني مثرود يطوس ، وفي الثالث شراب الكدر ، وفي الرابع المومياء ، وإن عمل قسم خامس ووضع فيه الأفيون أو معجون الراحة (٣) ، كان في غاية الحسن ، لكي يستفاد منه وقت الحاجة ـ كما حصل للأمير علي بن كامة ـ ومع ذلك ، القضاء غالب.

وقد بقي لعلي بن كامة هناك ابن ، هو شاه فيروز بن علي بن كامة ، ثم إن فخر

__________________

المطبوخين والخضرة ويوضع في الخبز ثم يقطع بالسكين إلى قطع ويؤكل».

(١) السنبوسق أو السنبوسك : رقاق من العجين يوضع فيها لحم مفروم مقلي مع التوابل وقد يضاف إليه الفستق أو الجوز ، ثم تثنى أطرافها وتقلى بالسمن (الوصلة إلى الحبيب ، ٢ / ٥٥٣).

(٢) بستوقة الترياق : معجون مركب من أدوية متنوعة مهدئة ومخدرة كان يستخدم لتسكين الآلام ومقاومة السموم تدخل في تركيبه عصارات نباتات شقائق النعمان والخشخاش والمثرود يطوس ويدعي أيضا الترياق الفاروق والترياق الكبير (فرهنك فارسي ، مادة ترياق ؛ أقرباذين القلانسي ، ٢٧٢ ـ ٢٧٣).

(٣) Mithridate مثرود يطوس : «التسمية القديمة التي كانت تطلق على الترياق المنسوب اكتشافه إلى متريدات المتوفى حوالي ٢٢٢ م ، واسمه مشتق من الفارسيّة مثردتّه ، أي المعطى من الشمس» (المصطلح الأعجمي ، ٢ / ٧٣٨ ؛ أقرباذين القلانسي ، ٢٧٢ ، ٢٧٣ ، ٢٧٨). أما المومياء فهو قار طبيعي أو مادة تستخدم في الماضي لتجبير كسور العظام ولها استخدامات طبية أخرى. وكانت توجد في بعض جبال إقليم فارس (جنوبي إيران) ، وكان الملوك يحتكرونه ـ لخاصيته هذه ـ لهم ولحاشيتهم (فرهنك معين ، موميا ؛ البلدان لابن الفقيه ، ٤٠٧) ، أما الكدر فنرجح أنه الكذي وهو نبات الكاسني ذي الاستخدامات الطبية (الصيدنة ، ٦٣٠ ، فرهنك معين) ، والأفيون : عصارة الخشخاش.

٢٦١

الدولة استولى على ميراث علي بن كامة ، فأوقع اولاده في الفقر ، قال مصنف مزيد التاريخ إنه وجد في ميراثه من نوع واحد ألف منّ من الأواني المصنوعة من الذهب الخالص ، وخمسة آلاف من الأواني الفضة.

وكان لعلي بن كامة إقطاع سمنان وسمنك ، وقد جاء إلى خراسان مع الحسن بن فيروزان وآخرين ، واستوطن بيهق في شهور سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة ، وله هناك ابن اسمه إبراهيم ، ومن أعقابه : الإمام أبو سعد المحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن كامة. توفي الإمام أبو سعد بن كامة في شهور سنة سبع وعشرين وخمس مئة.

فصل : كان الأمير ناصر الدولة أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن سيمجور (١) ، قد أعطى سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة ناحية بيهق إقطاعا للقائد ابن شير ذيل وكان أهل بيهق يسمون صدر هذا المقطع [١٣٤] : ميدان الشيطان ، وأنفه : صدف الهوس ، وحركاته مظهر الأرواح ذات الوجوه المسودة.

وكان هذا الوالي مشغولا بإشباع الشهوة والنهامة (٢) ، وقد أبدل صفاته البشرية وسماته الإنسانية بطباع الوحوش ، فرفع الناس أيديهم بالدعاء وسألوا الحق تعالى أن يجيرهم ، فذهب هذا القائد إلى جرجان وكان له مصاف مع بيستون بن شيرزاد ، وقتل في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة ، ولم تطل مدة ولايته أكثر من سنة.

ومات بيستون بأسترآباد في رجب سنة سبع وستين وثلاث مئة.

ولما أراد أبو يحيى الأشعث بن محمد الكثريّ (٣) أن يغادر نيسابور إلى الحجاز ،

__________________

(١) كما يقول ابن الأثير (حوادث ٣٧١ ه‍) فإن محمدا هذا عزل في هذه السنة وكانت أيامه قد طالت في حكمها.

(٢) النهامة كما في لسان العرب (نهم) : إفراط الشهوة في الطعام وأن لا تمتلئ عين الآكل ولا تشبع.

(٣) الأشعث بن محمد بن محمد من القادة العسكريّين للأمير الساماني عبد الملك بن نوح بن نصر الذي حكم

٢٦٢

وصل إلى قرية أسد آباد من ناحية بيهق وأقام فيها ، وعمر تلك القرية ثم بقي مدة هناك ، إذ لم تكن هناك إجازة بسفره ، وكان مقررا أن تعطى له إمارة نيسابور ، إلا أن الاختيار وقع أخيرا على الأمير ناصر الدولة أبي الحسن بن سيمجور.

ولما قام الملك بويه بن الحسن بإزعاج وشمكير بن زيار عن بلاد الري ، اتجه إلى خراسان ، ونزل في بيهق ، وكان صاحب الجيش أبو علي أحمد بن محمد المظفر قد قدم إلى نيسابور لاستقباله (١) ، وأقام وشمكير ببيهق مدة ، ثم اتجه إلى بخارى لحضرة ملك المشرق.

وكان للأمير أبي سعيد بكر بن مالك (٢) صاحب الجيوش وأمير خراسان ، أملاك كثيرة بخسروجرد ؛ وكان قد قدم إلى هناك ، وأراد أن يبني هناك مدينة ويسورها بسور حصين ، إلا أن موت وزيره محمد بن عبد الرحيم بمرض القولنج ، جعله ينصرف عن خسروجرد ويذهب إلى نيسابور في سنة أربع وأربعين وثلاث مئة.

وكان الصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد ، لما تولّى لمخدومه إمارة ولاية خراسان في تلك الأيام ، وخطب بنيسابور لفخر الدولة حيث ضمّت نواحي نيسابور إلى ولايته [١٣٥] ، أسقط الخراج عن بيهق وتلك النواحي لسنتين اثنتين ، إلا خراج

__________________

في السنوات ٣٤٣ حتى ٣٥٠ ه‍ (انظر عن الأشعث وإرساله إلى خراسان : تاريخ بخارى ، ١٣٤).

(١) هو أبو علي المعروف بابن محتاج الوالي على خراسان من قبل السامانيين ، وكان وشمكير يسعى بأبي علي هذا لدى نوح بن منصور حتى تمكن من عزله عن خراسان ، وتولى الحكم بدلا منه أبو سعيد بكر بن مالك الذي سيأتي لا حقا (تاريخ ابن خلدون ، ٤ / ٣٤٩ ، حوادث ٣٤٢ ه‍).

(٢) هو أبو سعيد بكر بن مالك الفرغاني أحد أركان بلاط عبد الملك بن نوح بن نصر الساماني ، ثبّت له ملكه بعد وفاة أبيه ، فعينه حاكما على خراسان ، لكنه اصطدم بأبي علي بن محتاج الموجود هناك بأمر من عبد الملك فتمكن من طرده من خراسان سنة ٣٤٤ ه‍ (تاريخ ابن خلدون ، ٤ / ٣٣٩ ، ٤٤٠).

٢٦٣

أرباع نيسابور ، فإنه أسقط عنه نصفه ، كما أسقط عنه التسويغات القديمة ، وذلك في شهور سنة ثلاث وثمانين أو سنة أربع وثمانين وثلاث مئة.

وكان على مذهب العدل والتوحيد ، وله أشعار كثيرة في مناقب أهل بيت المصطفى صلوات الله عليهم أجمعين ، منها هذه الأبيات :

بآل محمد وريت زنادي

وهم في كل حادثة عتادي

إليهم مفزعي وهم عياذي

وفيهم مدحتي ولهم ودادي

وحبّهم اعتقاد عن يقين

كما التوحيد والعدل اعتقادي

وقد قضى الصاحب إسماعيل بن عباد رحمه‌الله نحبه في أواخر صفر سنة خمس وثمانين وثلاث مئة.

البديليّون

وهم من أولاد بديل بن ورقاء الخزاعيّ (١) ، ومنهم أجداد والدي شمس الإسلام من قبل الوالدة ؛ كانوا فضلاء وصلحاء وعلماء ، وليس من هذا الرهط بديليّو أسفرايين ، بل هم أولاد بديل بن محمد بن أسد الخشّيّ الإسفرايينيّ (٢) ، ومقرهم الأصلي قصبة جوربد.

وصهر بديل الإسفرايينيّ على ابنته وهو أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم

__________________

(١) بديل بن ورقاء بن عمرو : صحابي توفي على عهد رسول الله (ص) (الإصابة ، ١ / ٤٠٨).

(٢) تاريخ جرجان (ص ١٧٢) ؛ تاريخ نيسابور (ص ٨٣) ، وقد كتب في الأصول : أسد الحرشيّ ، والتصويب من الأنساب (٢ / ٣٧٥) وفيه أن النسبة هي إلى قرية من قرى أسفرايين والمشهور بهذه النسبة محمد بن أسد بن أحمد (انظر أيضا : تاريخ مدينة دمشق ، ١٢ / ٢٠٥ وفيه أبو عبد الله ؛ تاريخ نيسابور ، ٨٣).

٢٦٤

النيسابوريّ (١) كان مقيما في نيسابور ، وقد روى الأحاديث عن الإمام محمد بن يحيى الذّهليّ ، توفي سنة ثمان عشرة وثلاث مئة.

ولد الحسين بن إبراهيم بن الحسين بن بديل ببيهق ليلة الجمعة لخمس خلون من جمادى الآخرى سنة سبعين وثلاث مئة.

وولد أخوه الشيخ أبو الحسن علي بن إبراهيم جدّ جدّتي من قبل الأب ليلة الأحد لليلتين بقيتا من شوال سنة ثلاث وسبعين وثلاث مئة.

وولد أخوهما أبو محمد عبد الله بن إبراهيم ليلة الأحد لليلة بقيت من ذي الحجة سنة تسع وسبعين وثلاث مئة.

[١٣٦] وولد أبو سعد محمد بن الحسين بن إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم ، يوم الاثنين الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة أربع مئة.

وكان الشيخ أبو الحسن البديليّ ـ جدّ جدّتي من قبل الأم ـ مئناثا.

والعقب من الفقيه أبي محمد البديليّ : الفقيه الزاهد علي بن عبد الله البديليّ ، والفقيه الحسين.

وبقي منه الفقيه الأصيل الذي كان مجاور مشهد خسروجرد ، الحسن ، وله ثلاثة أبناء : محمد وعلي والحسين ، وكان الفقيه الحسين مئناثا.

وللحسين بن إبراهيم بن الحسين ابنان اثنان : أحدهما أبو سعد الذي تقدم ذكره ؛ والآخر أبو الفتح إبراهيم بن الحسين ، والثالث الفقيه الأديب أبو الفضل أحمد ، وشعره مذكور في كتاب دمية القصر وغيره.

والعقب منه : الفقيه أبو القاسم علي بن أحمد.

__________________

(١) تاريخ نيسابور ، ١٣٧.

٢٦٥

والعقب من الفقيه أبي القاسم : الفقيه محمد ، وبنت هي أم الفقيه الأصيل الحسن بن علي بن أبي محمد عبد الله البديليّ.

ومن الفقيه محمد بن الفقيه الزّكيّ أبي القاسم علي بن الفقيه الأديب الشاعر أبي الفضل أحمد بن الحسين بن إبراهيم بن الحسين بن بديل : الإمام جمال الأئمة علي ؛ والإمام الزاهد بدر الدين شيخ المشايخ أحمد ، ولهما أولاد وأعقاب.

العميديّون

ينتمي إلى هذا البيت : معين الملك مؤيد الدين أبو القاسم علي بن سعيد بن أحمد ، وأصلهم من الشيخ أبي سعد سعيد بن أبي منصور أحمد بن محمد (١).

وكان معين الملك أبو القاسم نائب الوزير صدر الدين محمد بن فخر الملك ، نائبا مقتدرا ، والعميد أبو علي الحسين بن سعيد بن أحمد مصنف كتاب عمدة الكتّاب.

وكان أعيان هذا البيت أصحاب مناصب في خراسان ؛ وقد ألفت الكتب في مدائحهم ، أحدها ألفه الغانميّ (٢) ، والآخر نظم السلك في مدائح معين الملك.

ولم يكن لمعين الملك عقب ، وكان له النسب الشريف.

والعقب من العميد أبي علي : عزيز الملك سعيد مشرف المملكة ووالي طوس (٣) ، وشهاب الملك أبو منصور أحمد.

[١٣٧] والعقب من عزيز الملك سعيد : عزيز الدين الحسين (٤) ، ومؤيد الدين أبو

__________________

(١) لم نجد أحدا من هؤلاء العميديين فيما بين أيدينا من المصادر.

(٢) هو «محمد بن غانم بن أبي الحسين بن علي بن إبراهيم الغانميّ (٦٤٤ ـ ٥٥٣ ه‍) كان من أفاضل عصره وديوان شعره سائر في الآفاق وهو من مداحي نظام الملك ...» (الأنساب ، ٤ / ٢٧٨). وفي دمية القصر (٢ / ٨٩٥): «أبو العلاء محمد بن غانم ... ارتبط لخدمة التأديب في الدار العالية النظامية».

(٣) في مجمع الآداب (١ / ٣٨٦) : أبو علي سعيد بن أبي علي البيهقيّ الكاتب ، وأورد أنموذجا من شعره.

(٤) كما في معجم الألقاب (١ / ٣٨٣) فهو : عزيز الدين أبو عبد الله حسين بن سعيد بن أبي علي

٢٦٦

الفتح محمد.

والعقب من شهاب الملك أبي منصور أحمد : عزيز الدين الحسن ـ أمه بنت جمال الرؤساء أبي علي الحسين بن مظفر ـ وبهاء الدين مسعود ، وبنات.

والعقب من عزيز الدين الحسن : أبو علي ـ وقد درج ـ وكان له منذ حداثة سنّه طبع فياض ، توفي في سنة ست وخمسين وخمس مئة ومن منظومه قوله :

أين أحبابنا بشطّ الفرات

قد خلت دارهم من الغانيات

كم لبسنا به حبير حبور

بوصال الكواعب الآنسات

وغصون الصّبّار طيب المجاني

دانيات قطوفها للجناة

أما باقي البيوتات فسنبينها عند تفصيلنا لذكر الفضلاء والعلماء والقرى والبقاع ، إن شاء الله تعالى.

__________________

[الحسين] العميد البيهقيّ الحاسب. وقال ابن الفوطي إنه نقل ترجمته من علي بن زيد البيهقيّ ولم يحدد الكتاب لكنه أورد له بيتين أولهما :

يد تراها أبدا

فوق يد وتحت فم

٢٦٧
٢٦٨

القسم الثالث

في ذكر العلماء والأئمة

والأفاضل الذين نبغوا في هذه

الناحية أو انتقلوا إليها مع ذكر

حديث من أحاديث المصطفى عليه‌السلام

مما رواه كل واحد منهم ،

وإثبات شيء من أشعار الأفاضل

بالعربيّة والفارسيّة

٢٦٩
٢٧٠

أبو عصمة عاصم بن عصام بن منيع بن ثعلبة بن السّريّ (١) البيهقيّ الملقب بحرّان

كان من أكابر ذلك العهد ، شهد له بالصدق والعلم والأمانة. وروى عنه الأحاديث الإمام أبو يحيى البزّاز جد الإمام نجم الإسلام أبي المعالي رحمه‌الله ، والمؤمل بن الحسن بن عيسى.

كان أبو عصمة حرّان هذا مجاب الدعوة [١٣٨] وتوفي سنة إحدى وستين ومئتين.

قال أبو عصمة : كنت عند أحمد بن حنبل ليلة ، فجاء ووضع لي ماء ، فلما رآني نائما ، قال : سبحان الله ، رجل يطلب العلم ولا يكون له ورد بالليل (٢)!.

قال أبو عصمة عاصم بن عصام البيهقيّ : حدثنا زيد بن الحباب ، قال حدثنا شعبة ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه إذا لبس ثوبا بدأ بميامنه (٣).

الشيخ محمد بن سعيد البيهقيّ (٤)

أثبته أبو القاسم البلخيّ في كتاب مفاخر خراسان ، وذكر شعره الفارسيّ

__________________

(١) في الأصول : البسري التستري ، ورجّحنا ما أثبتناه. ترجم له في كتاب المجروحين لابن حبان ، ٣ / ١٥٤ ، وفيه : «خزان ، وخزان هذا ثقة من أصحاب أحمد بن حنبل رحمه‌الله ، من أهل بيهق» ؛ ميزان الاعتدال ، ٤ / ٤٩٢ ؛ وشيخه هو أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزّاز المترجم في تاريخ مدينة السلام (٣ / ٦٣٠) ، أما حفيده فقد ورد في مقدمة صحيفة الإمام الرضا (ص ٣٧) باسم : نجم الدين شيخ الإسلام أبو المعالي الحسن بن عبد الله بن أحمد البزّاز.

(٢) سير أعلام النبلاء ، ١١ / ٢٩٨.

(٣) صحيح ابن حبان ، ٢ / ٢٤١ ؛ سنن الترمذي ، ٤ / ٢٣٨ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ٥ / ٤٨٢ ؛ موارد الظمآن ، ٣٥١ ؛ علل الدار قطني ، ١ / ١٤٤ ؛ الكامل في ضعفاء الرجل ، ٣ / ١٥٣.

(٤) هو نفسه الذي سيترجم له باسم محمد بن سعيد البيهقيّ المعروف بمحم ، وسيذكر أيضا ضمن قائمة الشعراء البيهقيّين الذين نظموا بالفارسيّة.

٢٧١

باللسان البيهقيّ ، كما ذكره أبو سعيد الأديب وروى له القصيدة التي يقول فيها :

لهفي عليك فأهل الدار قد جاروا

داود بن طهمان البيهقيّ (١)

كان من فحول العلماء والشعراء وقد وقعت في عصره زلزلة بمدينة قومس ، خلال عهد الأمير طاهر بن عبد الله بن طاهر في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومئتين ، قال داود بن طهمان في ذلك قصيدة أولها :

أ يبصر قرن الشمس إلا بصيرها

وهل يعرف الأخبار إلا خبيرها؟

تتابعت الأنباء عن أرض قومس

يحدّث عنها طول ليلي سميرها

بأن مغانيها تداعت وزلزلت

وطحطح فيها بالقبيل دبيرها

وأهلك فيها شاؤها ورعاؤها

ودمدم فيها خيلها وحميرها

أبو عقيل شريح بن عقيل بن رجاء بن محمد البيهقيّ (٢)

كان شيخا كبيرا ، روى الأحاديث عن الفضل بن دكين ، وكان له ابن أخ عالم ، هو داود بن الحسين بن عقيل (٣) ، وقد روى بإسناد صحيح [١٣٩] عن نبينا صلى الله

__________________

(١) لا نعلم شيئا عن داود بن طهمان هذا ، إلا أن ابن الأثير يقول في الكامل (٧ / ٨١ من طبعة تور نبرغ ، حوادث ٢٤٢ ه‍): «كانت زلازل هائلة بقومس ورساتيقها في شعبان ، فتهدمت الدور وهلك تحت الهدم بشر كثير قيل كانت عدتهم خمسة وأربعين ألفا وستة وتسعين نفسا». فداود هذا كان حيا حتى تلك السنة على الأقل.

(٢) تاريخ جرجان ، ٢٢٩ ؛ معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي ، ٢ / ٦٥٧ ؛ الكامل في ضعفاء الرجال ، ١ / ٨٦ ، وقد ورد في المصادر الثلاثة : الإسفرايينيّ ؛ تاريخ نيسابور ، ٨٨.

(٣) سيترجم له المؤلف لاحقا.

٢٧٢

عليه بأنه قال : «من أراد منكم الباه واستطاع أن يتزوج فليتزوج ، ومن لم يستطع فليصم ، فإن الصوم له وجاء ، وإنه أغضّ للبصر وأحصن للفرج» (١).

علي بن الحسن بن عبدويه البيهقيّ (٢)

كان شخصا عزيزا ، روى الحديث عن القعنبيّ وسهل بن بكار. انتقل من دار التكليف إلى الدار الآخرة يوم الخميس الخامس من جمادى الأولى سنة اثنتين وستين ومئتين.

قال علي بن الحسن بن عبدويه : حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد بن عبد الله بن جعفر بن سالم بن عبد الله ، قال أخبرنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة ، عن يحيى ابن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه : «إن كتاب المؤمن يوم القيامة حسن ثناء الناس عليه» (٣).

علي بن الحسين البيهقيّ (٤)

كان عالما من العلماء ، ومولده ونشأته في خسروجرد ، روى عنه داود بن الحسين.

__________________

(١) السنن الكبرى للنسائي ، ٢ / ٩٦ ؛ مسند الطيالسي ، ١ / ٨٦ ؛ المعجم الكبير ، ١٠ / ١٢١ ؛ المجازات النبوية ، ٨٥ ؛ لسان العرب مادة (بوه) ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ٤ / ٢٩٦.

(٢) تاريخ نيسابور ، ٩٢ ؛ الإكمال لابن ماكولا ، ٦ / ٣٣ ؛ تكملة الإكمال ، ٤ / ١٠٨ ، وفي المصادر الثلاثة : علي بن الحسين.

(٣) الفردوس بمأثور الخطاب ، ٣ / ٥٠ ؛ فيض القدير ، ٤ / ٣٦٥ ؛ تهذيب الأحكام ، ١ / ٣١ ؛ الجامع الصغير ، ٢ / ١٨٢ ؛ كنز العمال ، ١٤ / ٣٦٩.

(٤) لا نعلم عنه شيئا ، أما الراوي عنه فهو داود بن الحسين بن عقيل (٢٠٠ ـ ٢٩٣ ه‍) المترجم في هذا الكتاب.

٢٧٣

قال علي بن الحسين الخسروجرديّ : حدثنا يحيى بن المغيرة السّعديّ قال : أخبرنا جرير ، عن سليمان التّيميّ ، عن أبي عثمان النّهديّ ، عن سلمان الفارسيّ أنه قال : قال رسول الله : «إذا كان يوم القيامة ، ضربت لي قبة من ياقوتة حمراء على يمين العرش ، وضربت لإبراهيم خليل الرحمن قبة من ياقوتة خضراء على يسار العرش ، وضربت فيما بيننا لعلي بن أبي طالب قبة من ياقوتة بيضاء ، فما ظنكم بحبيب بين خليلين؟» (١).

علي بن عيسى بن حرب البيهقيّ (٢)

من فحول العلماء ، ومسكنه ونشأته في خسروجرد أيضا ، روى حديثا عن مكي بن إبراهيم.

__________________

(١) توجد رواية أخرى لهذا الحديث ، ففي تاريخ مدينة السلام (٦ / ٤٨١): «إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ، ومنزلي ومنزل إبراهيم يوم القيامة في الجنة تجاهين والعباس بيننا مؤمن بين خليلين». وقد ورد بهذا النص في ميزان الاعتدال (٢ / ٦٧٩) ، وقد عده الذهبي من بلايا عبد الوهاب بن الضحاك ، كما ذكره ابن الجوزي بهذا النص في الموضوعات (٢ / ٣٢). وقد أورده ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (٢٦ / ٣٤٠) من غير ان يعلق عليه (انظر أيضا : سنن ابن ماجه ، (١ / ٥٠). أما ورود اسم الإمام علي بدل اسم العباس فقد ورد لدى الطّوسيّ في الأمالي (٤٩١). بطريق آخر. وجرير الوارد هنا هو جرير بن عبد الحميد الرازي ، أما يحيى بن المغيرة فهو «السّعديّ الرازي صاحب جرير» كما في الجرح والتعديل (٨ / ٢٣٢) ، وفي الثقات لابن حبان (٩ / ٢٦٧): «يحيى بن المغيرة ، شيخ من أهل الري يروي عن جرير بن عبد الحميد». وفي الأمالي للطوسي قول يحيى هذا : «كنت عند جرير بن عبد الحميد». وقال محقق تهذيب الأحكام (٥ / ٥٧٦): «يحيى بن المغيرة ، ما أظنه لقي جريرا ولا روى عنه».

وقال ابن حجر في لسان الميزان (ط حيدر آباد ، ٤ / ٢١٩): «علي بن الحسين الخسروجرديّ ، عن يحيى بن المغيرة بحديث كذب في فضائل علي رضي‌الله‌عنه».

(٢) تاريخ نيسابور ، ٩٢. شيخه هو أبو السكن مكي بن إبراهيم بن فرقد الحنظليّ التّيميّ ، من أهل بلخ (١٢٦ ـ ٢١٤ ه‍) (الثقات لابن حبان ، ٧ / ٥٢٦ ؛ تاريخ مدينة السلام ، ١٥ / ١٤٣).

٢٧٤

قال علي بن عيسى بن حرب : حدثنا مكي بن إبراهيم ، قال أخبرنا الصلت بن دينار ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة أنه قال : قال رسول الله [١٤٠] صلى الله عليه : «إن لله تعالى تسعا وتسعين اسما ، مئة غير واحدة ، من أحصى كلها دخل الجنة ، وإنه تعالى وتريحب الوتر» (١).

أبو محمد الفضل بن محمد الشّعرانيّ البيهقيّ (٢)

هو أبو محمد الفضل بن محمد المسيب بن موسى بن زهير بن يزيد بن كيسان بن باذان الملك. وكان باذان هذا ملك اليمن الذي كتب إليه كسرى ملك العجم برويز بن هرمز بن نوشروان رسالة يأمره فيها أن يرسل إلى المدينة من يحضر المصطفى عليه‌السلام مقيدا إلى بلاطه ؛ ولما كان باذان هذا رجلا عاقلا ، أرسل شخصين اثنين من العقلاء إلى المصطفى عليه‌السلام وقال : إن ملك العجم غاضب منك ، لأنك قد كتبت إليه رسالة قدّمت فيها اسمك على اسمه ، فإن قدمت عليّ الآن أكن شفيعك ليعفو عنك ، وأعدك سالما إلى المدينة ، فلم يعط المصطفى جوابا ، فلما مرت أيام ، ذهب إليه الرسولان ، فقال لهما : «ارجعا ، فإن ابن ملك العجم شيرويه ألقى القبض على أبيه برويز ، وسيقتل اليوم» ، فقال الرسولان : تريث في هذا الكلام ، فإنه إذا بلغ

__________________

(١) كتاب الدعوات الكبير ، ٢ / ٢٩ ، ٣٠ ؛ صحيح البخاريّ ، ٣ / ١٨٥ ، ٨ / ١٦٩ ؛ صحيح مسلم ، ٨ / ٦٣ ؛ سنن ابن ماجه ، ٢ / ١٢٦٩ ؛ سنن الترمذي ، ٥ / ١٩١ ؛ المستدرك للحاكم ، ١ / ١٦ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ١٠ / ٢٧.

(٢) الرّيوذي المتوفى سنة ٢٨٢ ه‍ ، لقب بالشّعرانيّ لأنه كان يرسل شعره ، تاريخ جرجان ، ٣٣٢ ، وفيه أنه حدّث بجرجان سنة ٢٧٦ ه‍ ؛ الأنساب ، ٣ / ١١٥ ، ٤٣٢ ؛ تاريخ الإسلام ٢٣٩ (حوادث ٢٨١ ـ ٢٩٠ ه‍) ؛ سير أعلام النبلاء ، ١٣ / ٣١٧ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ٤٨ / ٣٦٥ ؛ تذكرة الحفاظ ، ٢ / ٢٦٢ ؛ الكمال لابن ماكولا ، ٤ / ٥٧١ ؛ رجال النجاشي ، ٤٣٩ ؛ إيضاح الاشتباه ، ٢٥٣ ؛ شعب الإيمان ، ١ / ٤٨ له رواية عن أبي الصلت عبد السلام الهرويّ ؛ تاريخ نيسابور ، ٩٤.

٢٧٥

سمع ملك العجم كان سببا لفناء وهلاك العرب ، فقال المصطفى عليه‌السلام : «هو ذاك ، وليس هناك غير هذا».

عاد الرسولان إلى ملك اليمن وأخبروه بالكلام ، فقال باذان : اكتبوا التاريخ واليوم الذي قال فيه المصطفى عليه‌السلام هذا الكلام ، فإن كان صادقا أطعناه وآمنا بما جاء به ، وإن كان غير ذلك فإن ملك العجم نفسه سيأخذه من العرب.

فلما انقضت ثلاثة أيام وصلت رسالة من ملك العجم شيرويه إلى باذان بأن أباه قد قتل على أيدي الجنود في ذلك اليوم الذي كان المصطفى صلوات الله عليه قد قاله ، وأنه يجب على أهل [١٤١] اليمن أن يبايعوه ، وأن لا يتعرض بشيء لنبي العرب أو أن يعكّر عليه صفوه ، فسرّ باذان برسالة ملك العجم وآمن ، وآمن معه عموم أهل اليمن (١) ، وقد أرسل المصطفى عليه‌السلام ، معاذ بن جبل رضي‌الله‌عنه إلى هناك ومعه رسالة إلى الملك باذان يثني عليه فيها. بدايتها : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى كافة الناس ، إلى ملك اليمن باذان أعزه الله.

وكان الفضل الشّعرانيّ هذا قد أعفى شعر لحيته ورأسه فطالا ، وكان متحليا بنسبه إلى باذان. ومولده ونشأته في قرية ريود من ربع باشتين ، وكان فقيها وأديبا ، سافر كثيرا في طلب العلم ، وكان بيته في محلة كنج رود بنيسابور.

رحل الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة إليه لسماع الحديث. وكان تلميذ يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه المروزيّ ، وتلميذ ابن الأعرابي في الأدب. وليس في بلاد الإسلام بلد لم يصله الفضل الشّعرانيّ الريودي ، إلا الأندلس والسوس الأقصى.

__________________

(١) عن هذه الواقعة وإسلام باذان ، انظر : دلائل النبوة لإسماعيل الأصبهاني ، ٢٣٤ ـ ٢٣٥ ؛ تاريخ الطّبريّ ، ٢ / ٢٩٦ ـ ٢٩٧ ، حوادث سنة ٦ ه‍ ؛ الطبقات الكبرى لابن سعد ، ١ / ٢٦٠ ؛ الإصابة ، ١ / ٤٦٣.

٢٧٦

من رواياته : خوّفوا المؤمنين بالله تعالى ، والمنافقين بالسلطان ، والمرائين بالناس.

وقال الفضل بن محمد بن الشّعرانيّ الرّيودي : حدثنا ابن أبي مريم قال : حدثنا عبد الجبار [بن عمر الأيلي](١) ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه : «كل معروف صدقة» (٢).

ومن أولاده : أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل (٣) ، الذي أخذ معه كتاب مغازي موسى بن عقبة (٤) لما ذهب إلى نيسابور ، فسمعوه منه.

قال إسماعيل بن محمد الشّعرانيّ : حدثنا محمد بن عبيد الله الأنصاريّ ، قال حدثني أبي عن النبي صلى الله عليه أنه قال : «يا ابن آدم! علّق قلبك بالله ولا تعلقه بخلقه ، فإنك إن علقته بربك خدموك ، وإن علقته بخلقه خذلوك» (٥).

__________________

(١) في الأصول : عبد الجبار الأعلى (!) ، فصوّبناه بما وضعناه بين عضادتين اعتمادا على تهذيب الكمال (٢٦ / ٥٠٦).

(٢) المستدرك للحاكم ، ٢ / ٥٠ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ٤ / ١٨٨ ، ٦ / ٨٧ ، ١٠ / ٢٤٢ ؛ مسند أحمد ، ٣ / ٢٤٤ ، ٣ / ٢٦٠ ؛ صحيح البخاريّ ، ٧ / ٧٩ ؛ صحيح مسلم ، ٣ / ٨٢ ؛ سنن أبي داود ، ٢ / ٤٦٦ ؛ منتخب مسند عبد بن حميد ، ٣٢٧ ؛ قضاء الحوائج ، ٢٧ ، ٣٢ ، وغير ذلك من المصادر التي وردت في أغلبها رواية محمد بن المنكدر عن جابر. أما ابن أبي مريم فهو سعيد كما في السنن الكبرى (٣ / ٢٠٣) ، حيث روى الفضل عنه رواية. وكما ذكر في الأنساب (٣ / ٣٣٢) ، وهو سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم (١٤٤ ـ ٢٢٤ ه‍) (تهذيب الكمال ، ١٠ / ٣٩٥) ، ولم يذكر المزي في شيوخه من هو باسم عبد الجبار.

(٣) الأنساب ، ٣ / ٤٣٣ ، وفيه أنه توفي ببيهق سنة ٣٤٧ ه‍ ؛ تاريخ نيسابور ، ص ١٥٦ ، وهو شيخ الحاكم النيسابوريّ الذي روى عنه كثيرا (انظر مثلا : المستدرك ، ٢ / ٥٨٥ ، ٥٩٤ ، ٣ / ١٨٤ ، ١٨٨ ...) ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ٤٨ / ٣٦٤.

(٤) «موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي المتوفى سنة ١٤١ ه‍ ، عالم بالسيرة النبوية من ثقات الرجال ، من أهل المدينة ، له كتاب المغازي» (الأعلام ، ٧ / ٣٢٥).

(٥) لم نجد هذا الخبر فيما بين أيدينا من مصادر.

٢٧٧

القاسم بن دهيم البيهقيّ (١)

كان ابن دهيم من قدماء العلماء ، وقد روى الحديث عنه ابنه محمد بن القاسم.

[١٤٢] قال محمد بن القاسم بن دهيم : حدّثني أبي ، قال أخبرنا عبد الرزاق بن همام ، قال أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، عن عبد الله بن عمر ، أن النبي صلى الله عليه قال : «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث» (٢).

أبو علي حمدان بن محمد بن رجاء البيهقيّ (٣)

هو من قرية بروقن ، وكان من علماء عصره ؛ قال : حدثنا هدبة بن خالد ، قال حدثنا سهيل بن أبي حزم ، عن ثابت البنانيّ ، عن أنس بن مالك أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه : «من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له ، ومن أوعده الله تعالى على عمل عقابا ، فهو بالخيار» (٤).

__________________

(١) تاريخ نيسابور ، ص ٩٤ ؛ تكملة الإكمال ، ٢ / ٨٧٢ ؛ توضيح المشتبه ، ٤ / ٤٥ ، وفيه حدث عنه ابنه أبو بكر محمد بن القاسم.

(٢) مسند أحمد ، ١ / ١٨٣ ، ٣ / ١١٠ ؛ سنن ابن ماجه ، ١ / ٨١ ؛ سنن أبي داود ، ٢ / ٤٥٨ ؛ سنن الترمذي ، ٣ / ٢١٩ ؛ مجمع الزوائد ، ٨ / ٦٦ ؛ المصنف لعبد الرزاق الصنعاني المذكور أعلاه ، ٨ / ٤٤٥ ، ١١ / ١٦٨ ؛ مسند الحميدي ، ١ / ١٨٧ ، ٢ / ٥٠٠ ، منتخب مسند عبد بن حميد ، ٧٧ ، ١٠٣ ؛ صحيح ابن حبان ، ١٢ / ٤٨٤ ، وغير ذلك كثير.

(٣) تاريخ نيسابور ، ١١٤ ؛ الأنساب ، ٢ / ٤١٤. وقد توفي شيخه هدبة بن خالد القيسي في ٢٣٦ ه‍ (تاريخ مولد العلماء ووفياتهم ، ٢٢١) ، أما سهيل بن أبي حزم فهو سهيل بن عبد الله القطعي (سنن الترمذي ، ٥ / ٤٣٠).

(٤) مسند أبي يعلى ، ٦ / ٦٦ ؛ المعجم الأوسط ، ٨ / ٢٤٠ ؛ السنة لابن أبي عاصم ، ٤٥٢ ؛ الفردوس بمأثور الخطاب ، ٣ / ٥٦٢ ؛ مجمع الزوائد ، ١ / ١٣٩ ؛ تأويل مختلف الحديث ، ٩٦ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ٤٣ / ١٩١.

٢٧٨

أبو علي أحمد بن حمدويه بن مسلم البيهقيّ (١)

كان مسقط رأسه ونشأته في قرية ديورة ؛ رحل كثيرا في طلب العلم وتوفي في قرية يورة في رجب سنة تسع وثمانين ومئتين.

قال أبو علي أحمد بن حمدويه : أخبرنا محمد بن عمارة قال : حدثنا سهيل بن عامر البجليّ قال : حدثنا عمرو بن جميع البصريّ ، عن عبد الله بن الحسن بن لحسن بن علي بن أبي طالب أنه قال : قال جدي رسول الله صلى الله عليه : «أربع من سعادة المرء : زوجة صالحة ، وولد أبرار ، وخلطاء صالحون ، ومعيشة في بلاده» (٢).

أبو بكر عبد الملك بن عبد الحليم بن عبد الملك المعروف بعبدان لخسروجرديّ (٣)

كان من تلاميذ يحيى بن يحيى ، وتوفي عبدان الخسروجرديّ في النصف من شعبان سنة اثنتين وتسعين ومئتين.

قال عبدان عبد الملك بن عبد الحليم : حدثنا يحيى بن يحيى قال : حدثنا خارجة بن منصور قال : حدثنا ربعي ، عن المعرور ، عن أبي ذر الغفاريّ أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه : قال الله عزوجل : «يا ابن آدم ، إن عملت قراب الأرض خطيئة ، ولم تشرك بي شيئا ، جعلت لك قراب الأرض مغفرة» (٤).

__________________

(١) هو المعروف بالدّيوريّ كما في الأنساب ، ٢ / ٥٣٢ وغيره (انظر أيضا : تاريخ نيسابور ، ١٠٩ وقال عنه مؤلفه إنه محدث كبير ؛ شواهد التنزيل ، ٢ / ٢١٣ ؛ معجم البلدان ، ٢ / ٧١٥.

(٢) كشف الخفاء ، ١ / ١٠٧ ؛ كتاب الإخوان لابن أبي الدنيا ، ١٣٠ ؛ فيض القدير ، ١ / ٥٩٦ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ٥٤ / ١٧٨ ؛ الجامع الصغير ، ١ / ١٤٠ ؛ كنز العمال ، ١١ / ٩٣ ، ١٥ / ٨٥٩.

(٣) الأنساب ، ٢ / ٣٦٤ ؛ تاريخ نيسابور ، ١١٨ ، وحرف إلى عبد الملك بن الحكيم ، وفي السنن الكبرى (٣ / ١٤٠) إلى عبدان بن عبد الحميد.

(٤) المعجم الأوسط ، ٣ / ٢٥٢ ؛ تاريخ واسط ، ٢١٧ ؛ مسند أحمد ، ٥ / ١٤٧ ؛ حلية الأولياء ، ٥ / ٥٦.

٢٧٩

[١٤٣] أبو عمران موسى بن الحسن بن عبد الرحمن (١)

كان مسقط رأسه قرية سدير ، وهو من علماء المحدثين القدماء.

قال موسى بن الحسن بن عبد الرحمن البيهقيّ : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا صالح بن موسى ، عن عبد الملك بن عمير ، عن قبيصة بن جابر الأسدي أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه : «مكتوب في التوراة ، يا ابن آدم ، ابرر والديك وصل رحمك ، يمدّ لك في عمرك ، وييسر لك يسرك ، ويصرف عنك عسرك» (٢).

أبو عمران محمد بن عمرو بن جبريل البيهقيّ (٣)

مولده ونشأته في نامين ، وكان تلميذ إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ (٤).

قال محمد بن عمرو بن جبريل البيهقيّ : سمعت علي بن سلمة اللّبقيّ (٥) عن رجاله عن النبي صلى الله عليه أنه قال : «إذا سئل أحدكم عما لا يدري ، فليقل لا أدري ، فإنه ثلث العلم» (٦).

__________________

(١) تاريخ نيسابور ، ١٢٩ ، وفيه : موسى بن الحسين ؛ الإكمال لابن ماكولا ، ١ / ١٣١ بدلالة روايته عن قتيبة بن سعيد ، وفيه : أبو عمران موسى بن الحسن بن هابيل بن هشام الآملي الضرير المتوفى سنة ٢٩٩ ه‍. وصالح بن موسى الوارد أعلاه هو الطلحي.

(٢) تاريخ مدينة دمشق ، ٦١ / ١٢٨ ؛ المصنف لابن أبي شيبة ، ٦ / ٩٧ ؛ بغية الباحث ، ٢٦١ ؛ الدر المنثور ، ٣ / ١٢٦.

(٣) تاريخ نيسابور ، ١٢٦.

(٤) هو ابن راهويه المتوفى سنة ٢٣٨ ه‍.

(٥) في الأصول : المليفي ، ابن سلم الليقي ، والتصويب من لسان الميزان ، ٧ / ٥١٧ وفيه علي بن سلمة بن عقبة ، أبو الحسن النيسابوريّ ، وكذلك السنن الكبرى للبيهقيّ ، ٣ / ٣١٤ وغيرهما من المصادر.

(٦) الدر المنثور ، ٤ / ١٢٩ ؛ كشف الخفاء ، ٣٤٦ ؛ فيض القدير ، ٤ / ٥٠٩ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ٩ / ١٠٤.

٢٨٠