تأريخ بيهق

فريد خراسان علي بن زيد البيهقي

تأريخ بيهق

المؤلف:

فريد خراسان علي بن زيد البيهقي


المحقق: يوسف الهادي
المترجم: يوسف الهادي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار إقرأ للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٧٢

في عهد السلطان شهاب دين الله مسعود بن محمود بن سبكتكين (١) ، وسكن فيها في القصر المعروف باسمه.

ولهذا البيت أصل من بيت الطاهريين الذين كانوا ملوك خراسان ، فقد كان للأمير علي بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بنتان : جاجان وميمونة ، أما جاجان فقد كانت جدة السيد الأجل أبي محمد يحيى بن محمد ، وكانت فاطمة أم السيد الأجل أبي الحسين محمد ، وهي بنت ميمونة ابنة خالة أبيه (٢).

وهم عن طريق الأم أولاد الأمير علي بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق بن أسعد الخزاعيّ.

[٥٦] وكانت المجامع بنيسابور تعقد في قصر السيد الأجل أبي علي زبارة (٣) ، ويحضرها الوزراء والأعيان والأئمة والقضاة ، وكانت المناظرة التي جرت بين أبي بكر الخوارزميّ والبديع الهمذانيّ ، قد وقعت في هذا القصر ، بحضور الوزير أبي القاسم ، وجمع من الأئمة الذين كانوا حاضرين هناك. وقد قال البديع الهمذانيّ في حقه

__________________

(١) حكم مسعود في السنوات من ٤٢١ ـ ٤٣٢ ه‍ ، أما أبو جعفر المذكور هنا فهو محمد بن موسى بن أحمد بن محمد الأعرابي بن القاسم بن الحمزة بن موسى الكاظم (منتقلة الطالبية ، ٢٢١ ؛ تهذيب الأنساب ، ١٦٩).

(٢) في عمدة الطالب (ص ٣٤٧): «أبو محمد يحيى نقيب النقباء بنيسابور وكان يلقب شيخ العترة ، وأبو منصور ظفر المعروف بالغازي ، أمهما طاهرة بنت الأمير علي بن الأمير طاهر بن الأمير عبيد الله (كذا والصواب عبد الله بن طاهر بن الحسين») ؛ وفي الفخري للأزوارقاني (ص ٨١) أن أمهما هي طاهرة بنت محمد بن الحسين بن طاهر بن عبد الله بن طاهر ذي اليمينين.

(٣) هو أبو علي محمد بن أحمد زبارة المتوفى سنة ٣٦٠ كما في منتقلة الطالبية (ص ٣٣٩) ، والقصيدة أعلاه في ديوان البديع وهي هناك «يا لمّة ضرب الزمان ...» (ص ١٣٠).

١٦١

قصيدة ، افتتحها بهذا البيت :

يا معشرا ضرب العلاء على معرّسهم خيامه

وللسيد الأجل أبي علي الزّبارة (١) ، أخ هو السيد أبو عبد الله جوهرك (٢) ، وكانت له خصومة مع أبناء السيد أبي عبد الله المحدث ، وقد انتصر أصحاب الإمام المطّلبيّ الشافعي رحمه‌الله ، لأبناء السيد أبي عبد الله المحدث ، وقالوا : بما أن الحسن كان أكبر من الحسين بحكم الولادة ، فأبناؤه أولى بالنقابة من أبناء الحسين ، وهذه القصة مذكورة في التواريخ.

وكان السيد الأجل نقيب النقباء ، الرضي ذو الفخرين أبو القاسم زيد بن السيد الأجل الحسن (٣) ، هو نقيب نيسابور في ذلك الوقت ، وحدث أن عاد من سفر له بالحجاز وزيارة الكعبة ، فخرج السيد الأجل ركن الدين أبو منصور (٤) من القصبة ، ورأى الواجب في استقباله والتبرك والتيمن به ، إلا أنه لم يترجل له ولهذا السبب نشأت بين الاثنين خصومة ونزاع ، وكانت قوة ركن الدين بخدمه وحشمه وأعوانه وأنصاره ، وقد أدى ذلك إلى قيام خصومة بين أهل خسروجرد وأهل القصبة [بيهق].

وقد غادر نقيب النقباء إثر ذلك بيهق مستاء ، وأنهى صورة الحال إلى الحضرة ، فتقرر أن لا يتقدم أحد من نقباء نيسابور على السيد الأجل أبي منصور ، فرأى أبو

__________________

(١) هو محمد بن يحيى بن محمد ، أمه عائشة بنت أبي الفضل البديع الهمذاني (عمدة الطالب ، ٣٤٧).

(٢) هو الحسين بن يحيى بن محمد كذلك أمة عائشة بنت أبي الفضل البديع الهمذاني (عمدة الطالب ، ٣٤٧) ، وفي لباب الأنساب (٢ / ٥٠٦) أنه الحسين جوهرك بن محمد بن يحيى النقيب.

(٣) تاريخ نيسابور (ص ١٦٢) واسمه هناك زيد بن الحسن بن داود بن علي ، أبو القاسم الحسينيّ العلوي ؛ وقد ورد في لباب الأنساب (٢ / ٧١٥).

(٤) هبة الله بن علي بن محمد بن محمد ... ، سيترجم لا حقا له ولولديه جلال الدين العزيز وعماد الدين يحيى ضمن فصل : في ذكر نقباء السادات.

١٦٢

منصور الاعتكاف واجبا ، وصار حلس بيته ، مترفعا عن حضور المجامع والمحافل وأبواب الملوك ، وأقبل على تحصيل السعادة الأخروية ، وعند ما حضرته الوفاة أعطى من حساب زكاته اثني عشر ألف دينار نيسابوري للإمام محمد بن علي الزّانكيّ (١) لتنفق في وجوهها ، وإن هذا لهو الفوز العظيم ، ولمثل هذا فليعمل العاملون.

[٥٧] وكان السيد الأجل أبو الحسين (٢) صاحب الأرزاق قد بويع بالخلافة في نيسابور ، وخطب له بالخلافة مدة أربعة اشهر ، قام بعدها أمير خراسان بإرسال من أخذه منفيا إلى بخارى ، إلا أنهم أعادوه من هناك مكرّما ، وهو أول علوي كتبت له الأرزاق من دواوين السلاطين بخراسان.

وقد روى السيد الأجل أبو جعفر (٣) الأحاديث عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ ، وكان له ابنان : أبو المحاسن الحسين ، وأبو الحسن علي ، وأمهما هي بنت الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطّبرسيّ (٤) ، وكان لأبي علي هذا أشعار كثيرة ذكرها الشيخ

__________________

(١) في الأصول ، الزشكي ورجحنا الزّانكيّ ، وهو محمد بن علي بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (لباب الأنساب ، ٢ / ٦٤٥).

(٢) أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الله المفقود المتوفى سنة ٣٣٩ ه‍. قال ابن عنبة في عمدة الطالب (ص ٣٤٧): «ادعى الخلافة بنيسابور واجتمع الناس عليه أربعة أشهر ، وخطبوا على المنابر باسمه في نواحي نيسابور ، وقيل إنه بايع له عشرة آلاف رجل بنيسابور ، فلما قرب وقت خروجه علم بذلك أبو علي فقيّده ثم رفعه إلى خليفة حمويه بن علي صاحب جيش نصر بن أحمد الساماني ، فحمل مقيدا إلى بخارى وحبس بها مقدار سنة أو أكثر ثم أطلق عنه ، وكتب له مئتا درهم مشاهرة ، فرجع إلى نيسابور ومات». انظر أيضا : الشجرة المباركة ، ١٨٧ ، وفيه أنه حمل مقيدا إلى بخارى ثم حمل إلى بغداد وحبس مقدار سنة ... ؛ الأنساب ، ٣ / ١٢٩ ، وفيه : «كان أول علوي أثبت رزقه بخراسان» ؛ وفي لباب الأنساب (٢ / ٤٩٥) : أنه لقب بعد إعلانه نفسه خليفة بالعاضد وأن «الأمير نصرا حبسه مدة ثم رأى بسببه رؤيا هائلة ، فاعتذر إليه وأمر بإطلاق سراحه وأرزاقه».

(٣) هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد الله المفقود ، الملقب بزبارة.

(٤) سيترجم المؤلف للطبرسي هذا فيما بعد وفي الأصول : الفضل بن محمد ، وهو تحريف.

١٦٣

أبو منصور الثّعالبيّ في كتبه.

والعقب من السيد الأجل أبي الحسين : السيد الأجل ركن الدين أبو منصور هبة الله (١) ، وأمه بنت الفقيه الرئيس أبي عبد الله محمد بن يحيى ، وكانت ولادة السيد الأجل أبي منصور ، ليلة الأحد ، الرابع من محرم سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة.

والعقب من السيد الأجل أبي منصور اثنان : السيد الأجل العالم الأجل العزيز ، والسيد الأجل العالم الزاهد عماد الدين يحيى (٢).

وللسيد الأجل العزيز أشعار وتصانيف كثيرة سارت في الآفاق.

وكان السيد الأجل يحيى تام الفضل مع زهده ونسبه وثروته ، وله أشعار كثيرة باللغتين العربيّة والفارسيّة ، وكانت أمهما بنت الشيخ الرئيس الزّكيّ علي بن أبي نعيم أحمد بن محمد (٣).

ولد السيد الأجل العزيز يوم السبت الحادي عشر من شوال سنة تسع وخمسين وأربع مئة ، وتوفي في آخر ليلة من رمضان سنة سبع وعشرين وخمس مئة.

أما السيد الأجل يحيى فقد ولد ليلة الثلاثاء وقت طلوع الفجر السادس من رجب سنة سبع وتسعين وأربع مئة ، وتوفي في يوم الاثنين الثاني عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة.

وقد مضى السيد الأجل العزيز ولا عقب له.

أما العقب من السيد الأجل يحيى ، فهو السيد الأجل [٥٨] جلال الدين محمد ،

__________________

(١) سيترجم له المؤلف لا حقا.

(٢) سيترجم لهما المؤلف فيما بعد. وقد ترجم لعماد الدين في المنتخب من السياق (ص ٥٣٥) ونسبه هناك هو : يحيى بن هبة الله بن علي بن محمد بن محمد بن يحيى ، أبو محمد الحسينيّ البيهقيّ (انظر أيضا : لباب الأنساب ، ٢ / ٦٩٠) ؛ وفي مجمع الآداب (٢ / ١٩٣) عماد الشرف.

(٣) من آل المختار الذين خصص لهم المؤلف فصلا.

١٦٤

الذي كانت ولادته في شوال سنة تسع وتسعين وأربع مئة ، وتوفي ليلة الخميس الثامن من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وخمس مئة.

والعقب منه : السيد الأجل الكبير العالم عماد الدين ملك الطالبية أبو الحسن علي (١) ؛ وركن الدين سيد النقباء الحسن ، توفي ركن الدين الحسن يوم الاثنين الحادي والعشرين من ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة.

والعقب منه : جلال الدين محمد ، وجمال الدين حسين ؛ توفي جلال الدين محمد في منتصف شوال سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة.

أما العقب من السيد الأجل العالم عماد الدين علي بن محمد بن يحيى فهم : السيد الأجل جلال الدين العزيز ، وأمه بنت جلال الدين الحسين بن علي البيهقيّ من أولاد علي بن حمزة الكسائيّ النحوي وتاج الدين محمد ، وأمه أم ولد.

وركن الدين الحسن ، وأمه أم ولد أخرى.

ومن هذا الرهط الجليل كان السيد الأجل أبو يعلى زيد (٢) بن السيد العالم أبي القاسم علي بن أبي الحسين محمد بن يحيى بن محمد بن أبي جعفر أحمد بن محمد زبارة بن عبد الله المفقود بن الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه (عليهم) السلام.

وحدث أن ذهب السيد العالم أبو القاسم علي مع السيد الأجل أبي القاسم نقيب النقباء ـ وهو والد السيد الأجل حسن نقيب نيسابور ـ إلى قصر السلطان

__________________

(١) في الفخري للأزوارقاني (ص ٨١) : عماد الدين علي بن محمد بن يحيى بن هبة الله أبي منصور بن علي بن محمد ... الزاهد الواعظ بن محمد النقيب. وقد ترجم له ابن الفوطي (٢ / ١١٩) وفيه : عماد الدين علي بن محمد بن يحيى ، أبو القاسم العلوي الخراسانيّ النقيب (انظر أيضا : لباب الأنساب ، ٢ / ٤٧٣ ، ٤٧٦ ، ٥١٦ حيث ذكر أن ولادته كانت في ٥٢١ ه‍ ؛ الشجرة المباركة ، ١٨٧). وفي الفخري للأزوارقاني (ص ٨١) أن له ابنين : علاء الدين جعفر وجلال الدين العزيز.

(٢) هو الفريومديّ الذي سيترجم له المؤلف فيما بعد.

١٦٥

محمود بن سبكتكين ، فتنازع ركابياهما بسبب تقدم وتأخر موقف موكب كل منهما ، فأنهي الخبر إلى السلطان الذي سأل : من هو الأعلم من الاثنين؟ قالوا : السيد العالم أبو القاسم علي ، فقال : فهو المقدّم ، فإن العلم يعلو ولا يعلى عليه.

وقد سكن ابنه السيد الأجل أبو يعلى زيد في فريومد ، فزين ذلك الربع بمقامه ، توفي في أصفهان سنة سبع وأربعين وأربع مئة ، وكان قد اختار بالنجوم أن يغادر قرية فريومد ، فلما وصل قرية فيروز آباد بشّر بولادة ابنه السيد الأجل الزاهد فخر الدين أبي القاسم (١) ، إلا أنه ذهب ولم يره.

كان ابنه السيد الأجل أبو القاسم هذا [٥٩] فريد عصره في الزهد ، وأمه بنت الرئيس الفقيه أبي زيد أميرك البروقنيّ (٢) ، وهو الذي منع القصبة من العيّارين والمفسدين في عهد (٣) الفترة التي تلت وفاة السلطان ملك شاه.

وآثاره ظاهرة في طريق مكة ومشهد الكوفة ، حيث أجرى الماء في تلك السنة من نهر الفرات إلى مشهد الكوفة.

وكان قد كتب له مثال من ديوان السلطان الأعظم سنجر قدس الله روحه إلى وزير دار الخلافة جلال الدين الحسن بن علي بن صدقة (٤) ، وهذا نصه :

بسم الله الرحمن الرحيم : حسن توفيق الوزير الأجل العالم يدعو إلى أن تكون وفود أحمادنا إليه مسوقة ، وعقود مخاطباتنا لديه منسوقة ؛ وبحسب ذلك ، استظهر السيد الأجل العالم الزاهد فخر الدين مجد السادة أبو القاسم علي بن زيد الحسينيّ

__________________

(١) ترجم له ابن الفوطي (٣ / ٨٠) وفيه : فخر الدين علي بن زيد ، أبو القاسم العلوي الفريومديّ النقيب. وسيقول المؤلف لا حقا إنه توفي سنة ٥٢٢ ه‍.

(٢) هو أحمد بن علي بن إسماعيل ، أبو زيد البروقنيّ كما سيأتي عند التعريف بأسرة المختار.

(٣) الفترة : تعني آنذاك ، الفتنة والاضطرابات وضعف سيطرة الدولة على الأوضاع.

(٤) استوزره المسترشد بالله العبّاسي سنة ٥١٣ ه‍ وصرفه سنة ٥١٦ ه‍ وأعاده سنة ٥١٧ ه‍ ، فظل في منصبه حتى وفاته سنة ٥٢٢ ه‍ (الأعلام ، ٢ / ٢٠٢).

١٦٦

بهذا المثال ، وهو ممن سالت على صفحة نسبه الشريف غرة السداد ، وبوّأه استحقاقه كنف العناية موطأ المهاد ؛ وحكمت له مودته المرعية ، ووسائله المرضية ، بأن يتلقى داعية رجائه بالإجابة ، ويقابل ظنه بجميل الإصابة ؛ وقد هم بأن يسعى في أن تشق إلى الكوفة فرضة من الفرات ، ليحيي بها معالم أرضها الموات ؛ ولا غنى في تحصيل مراده ، وإدراك مرامه ، عن حسن مسعاة الوزير الأجل جلال الدين وصدق اعتنائه وإرشاده ؛ ورأي الوزير الأجل في ذلك موفق رشيد إن شاء الله تعالى.

توفي السيد الأجل فخر الدين أبو القاسم في فريومد يوم الخميس الرابع من ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة.

والعقب منه : السيد الأجل عز الدين أبو يعلى (١) زيد [٦٠] ، وقد توفي في قرية بروقن يوم السبت الحادي عشر من شعبان سنة أربع عشرة وخمس مئة.

وفخر الدين الحسين (٢) ، وتوفي في المعسكر بكورة سرخس في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وخمس مئة.

والسيد الأجل العالم المرتضى بهاء الدين علي (٣) ، وتوفي بقصبة فريومد في شعبان سنة ستين وخمس مئة.

ولهم أولاد وأعقاب ذكرتهم في كتاب لباب الأنساب ، كما أن لآل زبارة ببيهق جملة من الأقارب والمنتسبين لهذين الأصلين الجليلين حرسهما الله.

فصل : ومن السادات الذي انتقلوا من نيسابور إلى هذه القصبة [بيهق] ، أولاد

__________________

(١) قال المؤلف في لباب الأنساب (٢ / ٥٠٢) «له أمالي حسنة وروايات صحيحة ، قال الحاكم أبو القاسم الحسكانيّ : أقمت عنده بفريومد مدة وقرأت عليه» ، وفيه : زيد بن علي بن محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد زبارة. (انظر أيضا : ٢ / ٥٠٤ منه).

(٢) ورد عرضا في لباب الأنساب (٢ / ٦٥٢).

(٣) لباب الأنساب ، (٢ / ٥٠٥) ، وفيه أنه أبو الحسن.

١٦٧

المطهر بن محمد بن عيسى بن محمد بن جعفر بن علي بن الحسين الأصغر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام (١).

وينتمي إلى هذا الرهط : تاج الدين الحسن بن مهدي (٢) ، وقريبه كمال الدين أبو إبراهيم القاسم بن علي بن طاهر المعروف بسيدك الشّادراهيّ (٣) ، والسيد الإمام مجد الدين أبو البركات (٤) وأولاده وأحفاده.

فصل : وكان السيد الداعي (٥) بن زيد بن حمزة بن علي بن عبد الله بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام ـ وهو البطن الثالث عشر من أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ـ قد انتقل من نيسابور إلى بيهق.

وكان من أبنائه السيد الزاهد صاحب الألقاب أحمد بن الداعي (٦).

__________________

(١) منتقلة الطالبية (ص ٣٣٨).

(٢) هو الحسن بن مهدي بن محمد بن أحمد بن محمد بن زيد بن عيسى بن زيد الشهيد (تهذيب الأنساب ، ٢١٧).

(٣) هو نجل علي بن طاهر العلوي الذي سيأتي لاحقا.

(٤) هو مجد الدين أبو البركات الفضل بن علي العلوي الحسينيّ الأصغريّ كما أورده المؤلف في ترجمته التي تأتي لا حقا.

(٥) كناه في لباب الأنساب (٢ / ٦٣٧) بأبي عبد الله ، ضمن الفصل المخصص لنسابة نيسابور ، وورد هناك ... علي بن عبيد الله بن الحسن السيلق. ويبدو أنه كان يلقب أميرك كما في نسب حفيده أبي الفتوح (لباب الأنساب ، ٢ / ٦٣٩).

(٦) قال في لباب الأنساب (٢ / ٦٣٨): «وقد رأيت السيد أحمد بن الداعي وله أعقاب كثيرة وأولاد وعقب بيهق في شهور سنة تسع وخمس مئة» ودعاه شيخ العترة وأضاف أن العقب منه بيهق : السيد علي شيرزاد ، والسيد حمزة ، والسيد حسن المعروف ب «أمير سيد». وفي ص ٦٣٩ «العقب من سيدك ، أبو القاسم بن أبي الفتوح بن أميرك بن زيد بن حمزة ...».

١٦٨

وأولاد شيرزاد ، وأولاد سيدك أبي الفتوح ، وأولاد سيدك سلطان ، وأولاد السيد الأشتر ، وغيرهم ، جميعا من أولاد السيد زيد السّيلقيّ ، ومجمل عددهم خمسون شخصا ما بين ذكر وأنثى ، كلهم من هذا الفخذ.

[٦١] فصل : أولاد سراهنك بن المهدي (١) بن الحسن بن الحسين بن علي بن أحمد الأفقم بن علي الزّانكيّ بن إسماعيل حالب الحجارة بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام ؛ وكان السيد مطهر بن سراهنك (٢) ـ وهو الحسن بن مهدي ـ في نيسابور ، إلا أنه انتقل إلى القصبة في آخر عمره ، فولد له فيها الحسن التّقيّ زين الأشراف ، وناصح العترة الحسين.

وكان للسيد حسن (٣) أولاد هنا : زيد ، وشمس الدين علي النسابة ، ومحمد ، رحمهم‌الله.

والعقب من السيد حسن ، بدر الدين علي بن الحسن (٤) ، وكان له ابن اسمه حسين ، قتل على أيدي قطاع الطريق في حدود كوه مج في شهور سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.

__________________

(١) الشجرة المباركة ، ٨٣ ، وفيه : سراهنك بن المهدي بن الحسن بن الحسين طنز خواره (في عمدة الطالب ، ٩٣ : طير خوار).

(٢) أبو محمد المطهر بن الحسن سراهنك (لباب الأنساب ، ٢ / ٦٤٦).

(٣) هو «السيد النقي الحسن بن المطهر بن الحسن سراهنك ، المتوفى سنة ٥٠٧ ه‍ ، وعقبه : رضي الدين زيد المتوفى سنة ٥٤٨ ه‍ ، وشمس الدين علي النسابة ، والسيد الرئيس محمد ، وصفية ونازنين» (لباب الأنساب ، ٢ / ٦٤٦ ـ ٦٤٧).

(٤) في الأصول : حسين بدر الدين .. ، والتصويب ، من لباب الأنساب (٢ / ٦٤٨) وفيه أنه ولد في ٤٨٨ وتوفي فجأة في ٥٥٩ ه‍.

أما ابنه الحسين فلقبه المؤلف في لباب الأنساب (٢ / ٦٤٨) تاج الدين وقال إنه قتل في ١٩ شوال ٥٥٢ ه‍.

١٦٩

فصل : أولاد السيد أبي الشجاع (١) ، وهو من أولاد محمد بن علية بن علي الزّانكيّ بن إسماعيل حالب الحجارة بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام ، وقد ورد القصبة من الري في شهور سنة ثمان وثمانين وأربع مئة ، ويوجد من أولاده وأعقابه ما يزيد على سبعين شخصا ، ولا يوجد هنا رهط أكثر من رهطه.

فصل : العريضيّون (٢) ، وهم أولاد طاهر بن أبي القاسم الحمّاديّ ، وهو علي بن جعفر بن الحسن بن عيسى الرومي بن محمد الأزرق بن عيسى النقيب بن محمد بن علي العريضيّ بن جعفر الصادق (عليه‌السلام) ، وهم أقلهم.

أما السيد جمال السادة أبو القاسم العريضيّ (٣) [٦٢] وهو علي بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن جعفر بن الحسن بن عيسى بن محمد بن عيسى النقيب الذي تقدم ذكر نسبه ، فقد ورد القصبة من نيسابور ، وتزوج أحفاده فيها ، وتكاثر رهط العريضيّين هنا.

توفي السيد أبو القاسم العريضيّ بقصبة السبزوار ليلة السبت ، الرابع عشر من صفر ، سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، ودفن بجنب الإمام أبي القاسم والدي في حظيرته داخل القصبة.

فصل : وكان للسيد محمد الأصغريّ في ميدان (٤) أولاد وأعقاب ، لم يبق كثير

__________________

(١) لم نعثر عليه في المصادر ، أما محمد بن علية ، ففي الشجرة المباركة (ص ٨٤) : محمد بن علي. ويبدو أن علية هي أمه.

(٢) نسبة إلى عريض ، قرية على أربعة أميال من المدينة (لباب الأنساب ، ١ / ٢٨٠).

(٣) لباب الأنساب ، ٢ / ٦٦١.

(٤) من محلات سبزوار (لباب الأنساب ، ٢ / ٦٦١).

١٧٠

منهم ، درجوا وانقرضوا ، وهو محمد بن علي بن الحسين بن أبي القاسم علي بن أبي يعلى أحمد بن الحسين بن محمد بن العباس بن يحيى بن محمد بن علي بن الحسين الأصغر بن زين العابدين عليه‌السلام (١).

فصل : ابن الطّرابلسيّ ، وهو محمد بن أبي البشائر إبراهيم بن جعفر بن هبة بن حيدر بن عبد الله بن الحسن بن أبي عبد الله الحسن بن موسى بن عبيد الله بن الحسن بن علي بن أحمد الحقينيّ بن علي بن الحسين الأصغر بن زين العابدين ، وعليه العهدة عن خروج نسبه بالرجوع إلى جريدة طرابلس (٢).

فصل : سادات بروقن ، جدهم محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر الصادق (عليهم‌السلام) ، ومنهم كثيرون متفرقون في العراق (٣).

[٦٣] فصل : ومن سادات هذه القصبة ، أولاد السيد هادي ، وكان قد قدم من نيسابور ، واتصل به والدي في شهور سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة ، وظهر له أولاد وبقايا وأعقاب.

ونسبه : هادي بن مهدي (٤) بن الحسن بن زيد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي القاسم سليمان بن داود بن موسى بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي الزينبي بن عبد الله الجواد بن جعفر الطّيّار.

وكان عبد الله بن جعفر صهر أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، وكانت ابنته زينب

__________________

(١) يذكر ابن طباطبا في منتقلة الطالبية (ص ٣٣٧) ورود أولاد علي الأصغر إلى نيسابور.

(٢) لباب الأنساب ، ٢ / ٦٧٠ ، وفيه : محمد بن أبي البشائر إبراهيم بن جعفر بن هبة الله بن حيدر بن عبد الله بن الحسن بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن أبي عبد الله الحسين بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن أبي عبد الله الحسين بن موسى بن عبد الله.

(٣) لباب الأنساب ، ٢ / ٦٧٢ ، وفيه «ورأيت هذا السيد ببروقن ، وكان رجلا ربعا أناف على الثمانين».

(٤) لباب الأنساب ، ٢ / ٦٨٧ ، وفيه أنه توفي ببيهق في شعبان سنة ٥٣٢ ه‍. وفصّل مؤلفنا القول هناك في أولاده وأحفاده.

١٧١

ـ وهي بنت فاطمة ـ في بيته ، فعلي بن عبد الله من أبناء جعفر عن طريق الأب ، ومن أبناء علي وفاطمة عن طريق الأم ، وهو نسب شريف ، وكل من كان له هذا النسب يسمونه سيدا ، لسبب انتسابه لسيدة نساء العالم ، وهي فاطمة بنت سيد المرسلين محمد صلوات الله عليه.

فصل : رهط الحسن المحترق (١) ، وكان السيد علي بن الحسين بن علي بن أحمد بن الحسن المحترق ، بن أبي عبد الله محمد بن الحسن ، بن إبراهيم بن علي ، بن عبيد الله ، بن الحسين الأصغر ، بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قد انتقل من قصبة جوزجانان إلى نيسابور ، وفيها أعطاه السيد سراهنك الحسن بن المهدي بنتا بعد أن عرف نسبه ، فأنجب منها السيد حسينك ، وقد ورد السيد حسينك القصبة [بيهق] ، فخلف فيها أولادا وأعقابا ، ومن [٦٤] أعقابه : تاج الدين يحيى بن محمد بن علي الحسينك ، وتاج الدين هو ابن عمتي ، وأبوه ابن عمة أبي ، رحمة الله عليهم أجمعين.

فصل : وكان في ربع باشتين سادات كثيرون من رهطين اثنين :

الأول : رهط السيد أبي الفضل البغداديّ (٢).

الثاني : رهط السيد الحسين بن منصور (٣) ، بن محمد بن أبي الحسن نوران ، بن

__________________

(١) لباب الأنساب ، ٢ / ٧١٢ ، وفيه أن السيد علي انتقل من حدود بلخ إلى نيسابور ، ثم فصّل المؤلف القول في أولاده.

(٢) هو علي بن أحمد بن داود ، ترجم له المؤلف في لباب الأنساب ، ٢ / ٧٠٣ ، وفصّل القول في أولاده وأحفاده.

(٣) ذكر المؤلف في لباب الأنساب ، ١ / ٣٠٩ ذرية أحمد المختفي لكنه لم يفصّل القول فيها كما فعل هنا.

١٧٢

احسن بن علي ، بن محمد بن أحمد المختفي ، بن عيسى بن زيد المظلوم ، بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، وكان نوران هذا قد قدم إلى بغداد من الشام ، أما منصور بن محمد بن أبي الحسن (الحسين) نوران فقد جاء إلى قصبة بيهق ، وسكن في قرية باشتين ، ويوجد في هذه القصبة منه خلق كثير من هذا الرهط ، انتقل أكثرهم من دار الدنيا ، وبعضهم اغتربوا وما سمعنا منهم خبرا.

أما أولاد السيد أبي الفضل البغداديّ ـ وهو علي بن أحمد بن داود ـ فالعقب منه : أبو البركات زيد بن علي ، وأبو محمد الحسن بن علي ؛ وأبو محمد هذا سكن في لهاوور.

أما العقب من أبي البركات زيد بن علي الباشتينيّ (١) فهو السيد بدر الدين علي بن زيد الباشتينيّ (٢) ، رحمة الله عليه.

فصل : أعقاب السيد أبي زيد الكيسكيّ (٣) ، وهم في أسفل القصبة ، وكان منهم السيد أبو المعالي العزيز بن إسماعيل بن القاسم ، وهو أبو زيد الكيسكيّ وقيل كاسكين ، وكانت ولاداتهم وآباؤهم وأجدادهم في قصبة بيهق ، وفي ترابها عدة بطون منهم أما هذه الجماعة التي انتقلت إلى القصبة وسكن أبناؤها وتزوجوا فيها فهم كثيرون في هذه الأيام ، وكنت قد ذكرت أنسابهم وأسماءهم في كتاب لباب الأنساب وألقاب الأعقاب على قدر استطاعتي ، وهبنا الله تعالى التوفيق ، وجعل من نصيبنا العافية في هذا العالم ، والعفو في ذلك العالم.

__________________

(١) لباب الأنساب ، ٢ / ٧٠٣.

(٢) لباب الأنساب ، ٢ / ٧٠٣ ، وفيه : بدر الدين أبو الفضل ...

(٣) لباب الأنساب ، ٢ / ٧٠٤ ، وفيه : أبو زيد القاسم ، كما ورد هناك ذكر أبي المعالي العزيز وأولاده.

١٧٣

[٦٥] ذكرنا طرفا من بيوت سادات هذه القصبة الذين زيّن ثياب فضائلهم طراز الدوام ، على تعاقب الليالي والأيام ، ب «كل حسب ونسب ينقطع إلا حسبي ونسبي» (١) ، ولا يوصف بالإفراط من غالى وبالغ في إغراق بنان بيانه ولسانه في شرح مناقبهم ، بل هو مشكور السعي والأثر ، ومرضي العيان والخبر ؛ وقى الحق تعالى من الزلة أقدامه ، ومن الخطأ والشبهة أقلامه ، ومن الغواية والضلالة أحلامه ؛ ولا جعله في الدارين قرين الخسار ، ورديف الإدبار :

إليهم كل مكرمة تؤول

إذا ما قيل جدّهم الرسول

كفاهم من مديح الخلق طرّا

مقال الناس أمّهم البتول

ولم ينبغ في هذه الأرض والديار أحد من الملوك ، إلا أمراء الجيوش ، كما سنأتي على تفصيل هذا فيما بعد.

فصل : جرت العادة في تواريخ البلدان ، أن تذكر فيها أنساب وتواريخ ملوكها ، ولأن عادة أرباب هذه الصناعة قد مضت على هذا النسق ، فالأولى أن يقتدي المتأخر بالمتقدم ، «فإن الفضل للمتقدم».

[٦٦] تاريخ الطاهريين وعدد ملوكهم

أولهم : ذو اليمينين طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق ، وكان مولّى من قبل الخليفة المأمون.

الثاني : طلحة بن طاهر ، وكان عالما ونحويا ، وقد قصده سيبويه للاتصال به ، إلا

__________________

(١) تفسير القرطبي ، ٤ / ١٠٤ ، ٢٣٠ ؛ مجمع الزوائد ، ٤ / ٢٧٢ ، ٨ / ٢١٦ ، ٩ / ١٧٣ ؛ سنن البيهقيّ الكبرى ، ٧ / ٦٤ ، ١١٤ ؛ سر السلسلة العلوية ، ١٢ ؛ شواهد التنزيل ، ١ / ١٧٤ ؛ شرح الأخبار ، ٣ / ٤ ؛ الذرية الطاهرة النبوية ، ١١٦ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ٣ / ٤٥ ؛ تاريخ مدينة السلام ، ١١ / ٥٥٨ ؛ المصنف للصنعاني ، ٦ / ١٦٤ ؛ أحكام القرآن ، ٢ / ١٨ ؛ فرائد السمطين ، ٢ / ٢١٨ ، ومصادر أخر ، والنص فيها : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي.

١٧٤

أنه توفي في ساوة.

الثالث : علي بن طاهر.

الرابع : عبد الله بن طاهر.

الخامس : طاهر بن عبد الله بن طاهر ، ومات في سنة خمس وأربعين ومئتين.

السادس : عبد الله بن طاهر بن عبد الله بن طاهر ، وكان ضعيفا ، وقد انتزع يعقوب بن الليث الولاية منه وسجنه ، إلا أنه تمكن من الهرب من سجنه ، وانتقل إلى العالم الآخر بمدينة بغداد سنة ست وتسعين ومئتين ، وبموته انقطعت دولة الطاهريين ، رحمة الله عليهم.

الصّفّاريّون

وهما يعقوب بن الليث ، وعمرو بن الليث ، وإنما دعيا بهذا اللقب ، لأن يعقوب بن الليث كان يشتغل لدى صفّار في سجستان ، ثم ارتقى إلى الملك ، وكان من أتباعه الأمير أحمد بن عبد الله الخجستانيّ.

وقد ولي أمارة خراسان من قبل الخليفة المعتمد على الله [٦٧] ، وكان كاتب عمرو بن الليث يقول : إن عمرا وقع في يد الأمير إسماعيل بن أحمد الساماني لوحده أسيرا ، ولم يصب أي فرد من أفراد جيشه بأذى على خلاف العباس بن عمرو الغنويّ ، الذي أرسل لقتال أبي سعيد الجنّابيّ فقتل جميع جيشه ، ولم ينج منه إلا هو (١).

وقد حبس الخليفة المعتضد ، عمرو بن الليث في المطبق إلى أن توفي في سنة تسع وثمانين ومئتين.

__________________

(١) كانت هزيمة الغنويّ أمام القرامطة في ٢٨٧ ه‍ ، والمقارنة بينه وبين عمرو بن الليث في البداية والنهاية ، ١١ / ٩٤.

١٧٥

وعندما سيق وهو في قفص من الحديد ، وأدخل سوق قصبة سبزوار ، رمته النساء ببعر الخراف ، لأنه كان قد قتل أحد أمراء الزّياديّين.

يقول أحمد بن أبي ربيعة (١) بعد موت الأمير عمرو بن الليث :

هي الدنيا الدّنيّة فاحذرنها

ولا تغترّ فالدنيا الدبار

وفي أيامها عجب عجيب

وفي عمرو ودولته اعتبار

وقال ابن بسّام (٢) :

وحسبك بالصّفّار نبلا وهمة

يروح ويغدو بالجيوش أميرا

حباهم بأجمال ولم يدر أنه

على جمل منها يقاد أسيرا

وكان الأمير يعقوب بن الليث قد أعطى ولاية خراسان للأمير أحمد بن عبد الله الخجستانيّ ، فلما أدار ظهره ليعقوب ليذهب ، قال يعقوب : أما والله إن قفاه قفا خالع عاص ، وهذا آخر عهدنا بطاعته. وكان ذلك في سنة إحدى وستين ومئتين ، وكان معه أخوه العباس بن عبد الله. وخجستان من جبال هراة.

وكان الخجستانيّ خائفا من أبي طلحة بن شركب (٣) ، فأرسل إليه ـ على سبيل المكر ـ رافع بن هرثمة ليتمكن من قتله ، فقام شركب بإرسال رافع إلى قصبة بيهق وبلدة بست [٦٨] ليجبي أموالها له ، وأرسل معه حسن الحاجب وحامد بن يعقوب ، فما كان من رافع إلا أن اعتقلهما ، وذهب بمال هاتين الناحيتين إلى الخجستانيّ.

توفي يعقوب بن الليث ، بجنديسابور في سنة خمس وستين ومئتين.

أما أحمد الخجستانيّ فقد قتله غلامه رامجور في شادياخ نيسابور ليلة الأربعاء لست بقين من شوال (٤) سنة ثمان وستين ومئتين ، وكانت مدة ملكه سبع سنين ، وقد

__________________

(١) يستفاد من ذكره الوارد عرضا في تاريخ مدينة دمشق ، ٢٦ / ٢٤٧ أنه كان حيا سنة ٢٨٨ ه

(٢) هو علي بن محمد بن نصر ، أبو الحسن بن بسّام ويقال له البسّامي ، شاعر هجّاء من الكتّاب ، عالم بالأدب والأخبار ، توفي سنة ٣٠٢ ه‍) الأعلام ، ٤ / ٣٢٤).

(٣) هو أبو طلحة بن منصور بن مسلم بن شركب ، ثار في ٢٦٩ ه‍) معجم الأنساب والأسرات ، ٧٨).

(٤) في تاريخ الطبريّ (٨ / ١٠١) أن ذلك كان في ذي الحجة.

١٧٦

قتل على يده كثير من علماء نيسابور.

السّامانيّون

كانت ولاية سمرقند وإمارة تلك النواحي قد فوضت للأمير نوح بن أسد بن سامان خداه ، أما فرغانة فللأمير أحمد بن أسد ، والشاش للأمير يحيى بن أسد ، وهراة للأمير إلياس بن أسد ، وله هناك عقب كثيرون.

والعقب من الأمير أحمد بن أسد : الأمير نصر بن أحمد الأول ، والأمير يعقوب بن أحمد ، والأمير يحيى بن أحمد ، والأمير أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد ، والأمير أبو غانم حميد بن أحمد.

وكان الأمير إسماعيل بن أحمد والي بخارى وولي عهد الأمير نصر بن أحمد ، قد تصافّ مع أخيه الأكبر نصر ، إلا أن أخاه الأكبر إسماعيل عندما رآه ، ترجل له عن فرسه وقبّل ركابه قائلا : ما كان ينبغي للأمير أن يتجشم كل هذا ، ولكن ما دمت قدمت فلتتفضل مع من معك وخزائنك إلى دار ملكك ؛ فسأله الأمير نصر : أ تقول الجد أم الهزل؟ فقال إسماعيل : معاذ الله ، أنى يكون للهزل مجال في حضرتك؟

فتعجب الأمير نصر وذهب إلى دار ملكه فرغانة ، وصفا قلبه مع أخيه إسماعيل وجعله وليّ عهده.

انتقل الأمير نصر إلى الدار الآخرة في شهور سنة ثمان وسبعين ومئتين ، فاستوى الأمر للأمير إسماعيل ، الذي امتد ملكه من كاشغر حتى بلاد الري ، وكان الأمير عمرو بن الليث [٦٩] قد وقع أسيرا بيده منتصف ربيع الآخر سنة سبع وثمانين ومئتين.

وتوفي الأمير أبو إبراهيم ، إسماعيل بن أحمد بن أسد ليلة الثلاثاء ، لأربع عشرة ليلة خلت من صفر سنة خمس وتسعين ومئتين. وكانت له آثار محمودة ، حيث كان يجلس طرفي النهار في الأيام التي ينزل فيها المطر والثلج في ساباط بقصره ببخارى ، وهو يقول : لا أحب أن يجلس في هذا اليوم غريب فقير بلا وطاء في زاوية من زوايا أحد الخانات ليدعو عليّ بالسوء.

١٧٧

انتقل الملك بعده إلى ابنه الأمير أبي نصر أحمد بن إسماعيل المعروف بالشهيد الذي قتله غلمانه ليلة الخميس لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاث مئة.

ثم انتقل الملك من بعده إلى ابنه الأمير أبي الحسن نصر بن أحمد الثاني ، المعروف بالأمير الكريم ، وملك ثلاثين عاما ، ومات ليلة الخميس لثلاث بقين من رجب سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة.

ثم إلى ابنه الأمير الحميد ملك المشرق ، نوح بن نصر ، الذي بنى بماله الحلال رباط أنكره (ابكيره) الذي يقع على مرحلة واحدة من سرخس ، حيث مكتوب هناك :

تلك آثارنا تدل علينا

فانظروا بعدنا إلى الآثار

توفي في شهر ربيع الآخرة سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة.

انتقل الملك بعده إلى الأمير عبد الملك بن نوح.

ثم إلى الأمير نوح بن منصور الذي توفي في رجب سنة سبع وثمانين وثلاث مئة.

ثم الأمير الرضي أبو الحارث منصور بن نوح الذي قيده غلامه بكتوزون وسمله.

جاء بعده أخوه الأمير عبد الملك بن نوح ، وقد حكم ثمانية أشهر وسبعة عشر يوما ، حيث ألقى عليه القبض إيلك خان هارون بن موسى (١).

وقد هرب الملك المنتصر أبو إبراهيم إسماعيل بن نوح من سجن إيلك خان ، وبقي لمدة سبع سنين متنقلا من فرغانة إلى الري ، ومن الري إلى فرغانة ، وقد وصل مرات عديدة إلى بيهق وأقام فيها. وكان الأمير على خراسان آنذاك من قبل السامانيين محمودا الملقب بسيف الدولة.

__________________

(١) ضمن حوادث سنة ٣٨٩ ه‍ من مجمل فصيحي (٢ / ١٠٤) ذكر أن إيلك خان بن بغراخان قام بإلقاء القبض على منصور بن نوح الذي كانت عيناه قد سملتا وعلى عبد الملك بن نوح وأبي إبراهيم إسماعيل بن نوح وأبي يعقوب بن نوح ، أما إيلك خان هارون بن موسى ، فيرد في بعض المصادر باسم : «شهاب الدولة هارون بن سليمان» (مجمل فصيحي ، ٢ / ٩٧ ؛ فرهنك فارسي ، مادة إيلك خانيان).

١٧٨

وحيثما يصل المنتصر كان الجميع يظهرون له الطاعة ويخطب باسمه وتضرب السكة باسمه أيضا. ثم إن الأمير عبد الملك قتل على يد إيلك خان في رمضان سنة تسع وثمانين وثلاث مئة فاضطرب أمر الملك المنتصر ، حتى تركه الأتراك الغز ، فاتجه مع ثلاث مئة غلام من خواصه إلى ساحل جيحون ، وأقام في منازل كورموش العربيّ (١) ، وهو خالد بن نهيب من أعراب سرخس من بني عجل ، الذي قتله غدرا ، فدفنوه في قرية مايمرغ. ومع أن السلطان محمودا كان طالبا للرئاسة ، إلا أنه أمر بقتل ذلك الأعرابي وإحراق مضارب تلك القبيلة كي لا يتجرأ الرعايا على قتل الملوك الشجعان ، وقد حدثت تلك الواقعة في ربيع الأول سنة خمس وتسعين وثلاث مئة :

فتى مات بين الطعن والضرب ميتة

تقوم مقام النصر إذ فاته النصر (٢)

عليه سلام الله وقفا فإنني

رأيت الكريم الحرّ ليس له عمر

المحموديّون

العقب من الأمير ناصر الدين سبكتكين : الملك إسماعيل وكان أديبا فصيحا له شعر ورسائل ، والسلطان نظام الدين يمين الدولة أمين الملة أبو القاسم محمود ، والأمير نصر ، والأمير يوسف.

[٧١] والعقب من السلطان محمود بن ناصر الدين : السلطان مسعود ، والسلطان محمد المسمول.

والعقب من محمد المسمول : عبد الرحمن ، وعبد الرحيم الأهوج.

والعقب من السلطان شهاب دين الله مسعود بن محمود : مودود وفرخزاد وعبد الرشيد وعلي وحميد وإبراهيم.

__________________

(١) لم نهتد إلى مصدر ترجمته وكورموش تعني الفأر الأعمى.

(٢) من قصيدة أبي تمام في رثاء محمد بن حميد الطّوسيّ ، وهي في ديوانه (٢ / ٣٠٣).

١٧٩

والعقب من السلطان الأعظم الكريم إبراهيم بن مسعود : جلال الدين مسعود.

والعقب من مسعود بن إبراهيم : ملك أرسلان ، وعلاء الدين بهرامشاه.

والعقب من السلطان بهرامشاه بن مسعود : مسعود شاه ودولتشاه وخسروشاه.

والعقب من السلطان خسروشاه بن بهرامشاه : إبراهيم والسلطان زاولشاه والسلطان ملكشاه. وقد انقطع ملكهم من ديار خراسان والعراق وانتقل إلى غزنين (١) في شهور سنة ثمان وعشرين وأربع مئة ، ثم انقطع من غزنين وانتقل إلى ديار لوهاوور وبرشاوور وتلك النواحي في سنة خمس وخمسين وخمس مئة.

وكان السلطان محمود قد ذهب إلى الري وانتزع ملكها من مجد الدولة أبي طالب (٢) وأمه السيدة ، ومر على بيهق ، ولم يؤثر عنه فضل في العدل والإحسان ، وقبل انتقال السلطان محمود إلى الآخرة ، ذهب مسعود إلى أصفهان (٣) ومرّ على بيهق ، ومر عليها في عودته أيضا ، ونشر العدل والإنصاف ، وقد فصلت ذلك ـ على قدر العلم والاستطاعة ـ في كتابي مشارب التجارب ، الذي ألّفته باللغة العربيّة في التاريخ حديثا.

__________________

(١) تكتب أيضا غزنة وغزني ، وهي من مدن أفغانستان الحالية.

(٢) هو مجد الدولة أبو طالب رستم بن فخر الدولة البويهيّ الحاكم ببلاد الري ، وقد حدث ذلك سنة ٤٢٠ ه‍ ، ومن نتائج حملة محمود الغزنويّ هذه على بلاد الري أنه أحرق المكتبة الضخمة التي كانت فيها وهو ما يذكره علي بن زيد البيهقيّ نفسه (معجم الأدباء ، ٢ / ٦٩٧) ، ولعل هذا والتعامل القاسي الذي عرف به محمود هو الذي دعا المؤلف إلى قول ما قاله أعلاه من انعدام عدله وإحسانه.

(٣) يذكر ابن الجوزي (المنتظم ، ٩ / ٢٥٤ ، حوادث ٤٢٣ ه‍ (أن مسعودا جاء فيها إلى أصفهان «فنهب البلد وقتل عالما لا يحصى حتى قتل جماعة في الجوامع» ، ويقول الذهبي في العبر (٣ / ١٥٤) «دخل أصبهان بالسيف ونهب وقتل عالما لا يحصون وفعل ما لا يفعله الكفرة» ؛ انظر أيضا : محاسن أصفهان ، ٤٧ ، حيث سمّى مؤلفه هذه الواقعة بيوم الغارة الشعواء وقال : إن أهل أصفهان فزعوا إلى المسجد الجامع فاقتحم جنود مسعود المسجد وأغلقوا أبوابه وبدأوا بقتل من فيه ، فظلت هذه الواقعة في ذاكرة الأصفهانيين طويلا.

١٨٠