تاريخ طبرستان

المؤلف:

بهاء الدين محمد بن حسن بن إسفنديار


المترجم: أحمد محمد نادي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: المجلس الأعلى للثقافة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩١

قتل" ما كان"

عند ما عاد «ما كان» من دنباوند إلى الرى جاء صاحب الجيش أبو على من جرجان إلى دامغان قاصدا العراق وعاد وشمكير من الرى وجاء إلى ويمة دنباوند وأرسل إلى ما كان لينضم إليه فأجلس ما كان ابن عمه حسن بن فيروزان على سارى ومضى هو إلى وشمكير وانضما معا فى إسحاق أباد ونظموا صفوفهم فى مواجهة الجيش فى يوم الخميس الواحد والعشرين من ربيع الأول عام ٣٢٩ ، فلما حمل جيش خراسان على صفوف وشمكير وشتتوهم ولى وشمكير الأدبار مهزوما وهجم صاحب الجيش بالقلب على صفوف ما كان الذى أبدى ثبات قدم وجسارة إلى أن قتلوا من جيشه ألف وأربعمائة رجل من جنده من الجيل والديلم وتمكن عشرون تركيا من المبارزين بالحراب والسيوف من الوصول إلى ما كان وقتلوه وأسقطوه من فوق جواده وأرسلوا برأسه مع كثيرين من معارف الديلم إلى بخارى وقرأت فى كتاب يتيمة الدهر أن والد الأستاذ ابن العميد محمد القمى الحسين بن محمد المعروف بكلة والذى كان من أفاضل العالم وكان وزيرا لما كان وكاتبه آنذاك فأمسكوا به أيضا وحملوه إلى بخارى ولفضله وشهرته فقد بذل فى حقه صاحب بخارى الإجلال والإعزاز ولبث إلى آخر العمر بها.

استيلاء وشمكير على طبرستان وأحوال فيروزان معه

نزل وشمكير من هذه المعركة مهزوما إلى قلعة لارجان وبعد عشرة أيام حضر إلى مصلى آمل فى يوم الأربعاء الثامن والعشرين فى شهر ربيع الآخر ، ولما وصل خبر مقتل ما كان إلى حسن الفيروزان فى سارى جمع القبيلة واتفق رأيهم على أن وشمكير هو الذى سلم ما كان بيده ولم يحافظ عليه ولم يرجع به ورضى بالهزيمة ولهذا السبب فقد خرجوا عليه فبعث وشمكير بشيرج بن ليلى لحرب حسن الفيروزان فأخرجه من سارى ومضى إلى إستراباد وجاء شيرج إلى آمل فأعطى وشمكير النفقات للجيش ومضى يتعقب حسن الفيروزان فى إستراباد فهرب منه ونزل إلى العراق وانضم إلى صاحب الجيش الذى كان قد استولى على العراق وذهب وشمكير إلى جرجان واتخذ منها مقاما إلى أن أخذ الحسن الفيروزان صاحب الجيش وأحضره إلى طبرستان ، وجاء وشمكير من جرجان إلى سارى فى موضع يعرف

٣٠١

بواله جوى على حدود سارى وتحاربوا وأبدى وشمكير الثبات والصمود ولم يتقهقر من مكانه وقد قتل فى تلك المعركة مزدور الجيل (أى عميل الجيل) ووصل خبر فى أثناء هذا القتال أن نصر بن أحمد قد توفى وجلس مكانه نوح بن نصر ، فتصالح صاحب الجيش مع وشمكير ومضى معه وكان يسير معه حسن الفيروزان وفى منتصف طريق بخارى اغتنم الفرصة وقتل صاحبه المدعو مشوق غدرا ونهب كل متاعه وجاء إلى جرجان ووصل صاحب الجيش إلى نوح بن نصر وكان هذا كله فى عام ٣٣١ وكان الأمير وشمكير قد فوض أمر ولاية طبرستان لشخص يدعى آسيا هى ومضى هو إلى الرى.

ذكر الحسن بن بويه مع وشمكير واستيلاء آل بويه على طبرستان

وصل الحسن بن بويه من أصفهان فى آخر رمضان عام ٣٣١ ، ونزل على طريق قزوين فخرج وشمكير من الرى وتحارب معه ، فهرب من وشمكير كل من شير مردى وكورى كير بن سررزم وانضما إلى الحسن بن بويه ، فخاف وشمكير وانهزم ولم ينزل بمكان قط إلى أن وصل مصلى آمل ، وأمسك الحسن بن بويه بكل من أبى على الكاتب وأحمد بن محمد العمرى وأبى عمر زريزادى ، وطلب مال وشمكير فقالوا إن أبا الحسن مامطيرى كان أحد المسؤولين من أتباع وشمكير وكان صاحب أسرار خزائنه فعذبوه فأعطاهم جميع أمواله الخاصة ولم يعطهم حبة شعير من أموال مخدومه ولما وصل وشمكير إلى آمل أرسل بنمان بن الحسن كرسول إلى حسن الفيروزان بأن يسلم له الموعودة ميجام زوجة ما كان ، فأمسك حسن الفيروزان بنمان ابن الحسن وأرسله إلى قلعة جهينة وجاء مرة أخرى إلى سارى وجاء وشمكير إلى هناك وانشغل فترة بالحرب ، فهرب كل من محمد بن وهرى وإسماعيل بن مردوجين وانضما إلى حسن الفيروزان فخاف وشمكير من رجاله وهرب إلى قوهستان لدى الإصفهبد شهريار بن شروين وأرسل من هناك وأخذ جميع حريمه وأهله وذهب إلى بخارى فاستقبله نوح بن نصر وبذل فى حقه التكريم اللائق ، ولما علم إسفاهى الذى كان من أصحاب وشمكير ونائبه على آمل أن وشمكير قد هرب انتقل من آمل إلى قلعة كهرود فقام عوام آمل بثورات وقتلوا الحاكم وكثير من أعوأنه ، وشنقوا جعفر

٣٠٢

ابن البنان وتقاتلوا مع القميين نتيجة العصبية وقتلوا بعضا منهم ، إلى أن وصل حسن الفيروزان إلى آمل ونزل بشعبو دشت وذهب من هناك إلى لارجان واستولى على القلعة وقتل أسفاهى بن آخريار واستولى على جميع ماله وبعث بالديلم إلى قلعته ، وظل فى طبرستان إلى أن قام نوح بن نصر بإمداد قراكتين بثلاثين ألف فارس وأرسله مع وشمكير إلى طبرستان ، فلما وصل إلى جرجان أعلن حسن الفيروزان أنه سوف يقاتله فهرب من إستراباد فجأة ، وجاء إلى آمل وخرب جميع الجسور والمعابر وتعقبه وشمكير عن طريق مامطير وترجى حتى سارى فهرب ليلا من آمل ومضى إلى الديلم ، وجاء وشمكير إلى جالوس فطلب قراتكين منه ما لا فاضطر إلى العودة إلى آمل وفرض الأموال على الأفراد وأجلس العلماء فى مساجد الأحياء وكانوا يميزون بين الناس وقد حصلوا الأموال وبعثوا بها إلى قراتكين وجلس «حسن الفيروزان» فى قلعته وأنزل الناس فى مكان يعرف «بدولادار» ، فقاد «وشمكير» جيشه إلى هناك ونزل حسن الفيروزان على شاطئ البحر من ذلك الجانب من القلعة فألقى «وشمكير» بجواده فى البحر من هذا الجانب وهجم عليهم وأمسك بأبى القاسم بن الحسن الشعرايى وأمر بضرب رقبته ، فلجأ «حسن الفيروزان» مهزوما إلى «بن جستان» وجاء «وشمكير» إلى آمل بها وتوجه «حسن الفيروزان» من ذلك المكان الذى كان فيه إلى رويان ولجأ إلى إستندار فلما علم «وشمكير» بالخبر أغار عليهم فجأة وشردهم فنزل «حسن الفيروزان» إلى «لارجان» وجاء من هناك إلى «إستراباد» عن طريق «دنباوند» وجلس بقلعة كجين مع قبيلته وأقاربه فتوجه وشمكير من آمل إلى جرجان ، فلما وصل إلى هناك جاء الحسن بن بويه من الرى إلى آمل ومن آمل إلى إستراباد فنزل حسن الفيروزان من قلعة كجين وانضم إليه وذهبا إلى جرجان وحاربا وشمكير وهزماه فنزل إلى نيسابور وجاء الإصفهبد شهريار ملك الجبال إلى الحسن بن بويه واستقر ملك طبرستان لآل بويه ، فترك الحسن بن بويه على بن كامه هناك وذهب هو إلى العراق وجلس فى الرى وقام إستندار بإحضار أبى الفضل الثائر العلوى وأجلسه فى جالوس وتجمع الناس من حوله ووصل الخبر إلى الحسن بن بويه فى الرى فبعث الأستاذ الرئيس أبا الفضل محمد بن الحسين المعروف بابن العميد الغنى عن التعريف لعظمة فضله وعراقة نسبه بالجيش إلى آمل لمدد على بن كامه ومحاربة أبى الفضل الثائر فى تمنجادية فمنى جيش آل بويه بالهزيمة وهرب على بن كامه ،

٣٠٣

وجاء أبو الفضل الثائر إلى آمل ومضى إلى قصر السادة بالمصلى ونزل إستندار فى خرمة فيما وراء آمل إلى أن انقضى وقت ووقعت بينهم الخصومة ، وجاء الثائر العلوى إلى جيلان فأعطى الحسن بن بويه الجيش لحسن الفيروزان وبعث به إلى طبرستان وقد توفيت والدته التى كان قد تركها مريضة فى الرى فوضعها الحسن بن بويه فى تابوت كما كانت مراسم الملوك وأرسلها إلى آمل على أكرم صورة فبعث بأمه إلى جالوس وقاموا بدفنها ، وآلت جميع طبرستان إلى حسن الفيروزان فأرسل أبا جعفر بأخى ما كان إلى سارى إلى أن أرسل وشمكير من نيسابور إلى ابن نوح وطلب المدد ، فأرسل إليه عدة آلاف رجل ليغير على جرجان ولينزل فجأة على حسن الفيروزان فى جرجان ، فانضم جميع جيشه إلى وشمكير وهرب هو ليلا ونزل مرة أخرى إلى قلعة كجين واستولى وشمكير على الولاية وبعث بنوابه إليها ، وفى هذا التاريخ وكما شرح أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابى فى كتاب" التاجى فى آثار الدولة الديلمية" كان ملوك آل بويه قد استولوا على العراقين والحجاز ونواحى الشام وجعلوا دار الملك فى بغداد ، والحسن بن بويه الذى كان والد عضد الدولة فنا خسرو وكان يجلس نائبا عن أخيه معز الدولة على الرى ، وكان ملك العراق تحت حكمه وعند ما علم بأمر عودة وشمكير توجه إلى طبرستان بجيش العرب والعجم وهو مجهز بالكثير من العتاد والآلات الحربية الملكية والتى لم يشاهدها أهل الولاية من قبل قط ، فهرب منه وشمكير وذهب إلى الديلم ولكن الديالمة رفضوا حمايته فلجأ وشمكير من الديلم إلى أبى طالب الثائر فآواه ، ولولا أنه كان سيدا لكان الديالمة قد سلموه بأيديهم وقد احتفظ به السيد تحت حمايته فى هو سم إلى أن عاد الحسن بن بويه عن جالوس ووصل إلى آمل وأقام بها مدة شهر ، وبلغه خبر وفاة أخيه على بن بويه فغادر طبرستان وذهب إلى العراق فأمسك وشمكير بالثائر العلوى واجتمع من حوله كثير من الجيل والديلم فتحرك إلى آمل وأرسل إليها النواب مرة أخرى فتوجه إليه أهل الولاية فأجلس السيد الثائر على آمل ومضى بالجيش إلى جرجان ، فعاونه كل من شيرج بن ليلى ووردا نشاه وأبى الحسن أخى الناصر وقتل رجال الثائر وساعده محمد بن وهرى الذى كان من ثقاة الثائر وبقى العلوى فريدا فخرج من آمل ليلا وجاء

٣٠٤

إلى الديلم ، وهذه الجماعة كانت تقوم بالإغارة على المدينة ونهبها وليصون الحق تعالى مدن المسلمين من الفتن ويهىء للخلائق الأمن ورفاهية العيش بمنه وجوده.

فأين هم أصحاب الطريقة وأرباب الحقيقة ليقرروا بعين البصر والبصيرة على السواء ماذا آل إليه وضع طبرستان وأن يجعلوا ذلك هو السمر والخير لكل ذى بصيرة ، على الرغم من أنها روضة ومرتع فى الأرض للعديد من الملوك والأمراء والعلماء وإلى أى حال انتهى إليه جلالها مع كل ذلك الصراع بحيث لم يبق من كل تلك الإمارات أثر ولا من كل تلك العمارات حجر.

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا

أنيس ولم يسمر بمكة سامر

* لا يحل فراقك فى ولاية الوصل فلا راعى ولا رعية ولا داعى ولا مجيب.

* يكون لدى العقلاء مثل الشمس وهو عظيم بلا سكون ذات سرعة.

* الدنيا وكل ما يأتى منها فى الخاطر اعلم كأنها قصر فوق أمواج.

* لو كان لديك ميل فلا تسر فى أذن القلب بقولك ما أطيب وقت الشباب.

* لا تغتر بها وانظر بتعمق واقرأ لفظة جوابه بمعنى الشباب فستكون جوابا بمعنى الحلم.

* لو إن شعرك الليل الديجور فإن سيف الشمس موجود فى غمده (١) ،

* أنت كالمجنون والدنيا هى ليلى بالنسبة لك فلا حاجة لقصة دعد ورباب.

* فليفترض أن الدنيا صارت معشوقتك ، أليست الآخرة فى النهاية هى يوم العقاب؟.

* فإلى متى يفنى الكبد الإسلام من قلبك وإلى متى يشوى القلب فى الشريعة كالشواء من كيانك.

* إلا يعتريك العار من جفائك وجرأتك ألا يعتريك الندم والخوف من الله والكتاب.

* إنه ليسعدك أن يقول عنك إنك صدر وإنك رفيع القدر مأمون الجناب.

__________________

(١) إشارة إلى أن المشيب سيأتى عاجلا ليبدد سواد الشباب (المترجم).

٣٠٥

* لك قصر معمور أفلا تدرى خبرا عن طاق كسرى وأنه رمز الخراب.

* أنت تقرأ فى الكتب وتعلم أن الموت معك يوم حساب.

* أنت طفل فى مدرسة الدنيا الثانوية أفلا تعلم أن مصادرها لها عدة أبواب.

* أنت نبتة مبكرة فى روضة الأيام أفلا تعلم مصير الوردة وشأنها مع ماء الورد.

* إلى متى ترى نفسك راكبا صهوة الأبلق ولا ترى نفسك مرعى لحمار فى مزبلة.

* أنك تظن الدنيا أيها الصدر المكارم ليست إلا لعبا دقيقة مع الكواعب.

* إنك على خطأ فسوف تدرك عاجلا إنها أيضا طعان وضراب.

* أنت تتبختر فى ثيابك الحريرية ولا تدرى أن أصله لعاب دودة.

* أنت تتفاخر بتناول الحلوى ولا تتصور أنها أفضل مكان لقيئ الذباب.

* أنت تعتبر الحرمة للجاه فلا غرو أننى بحديثى هذا معك أعانى العذاب.

* هناك دليل على باب إيوان الغلمان على أن السيد ثمل وقد استغرق فى النوم فى غفلة وحجاب.

* أنت شيطان ولست سليمان لأن ما بيدك هو رباب بدلا من ألحان داود.

* فبفرض أن العالم قد صار كله ملكا لك فهو لا يعد عند العقل أن يكون زبدا أو دودة.

* أنا لست رهينة لمودتك والتفاتك وإن كان القلب منك فى اضطراب.

* أنا أحدثك عن عبس اليومين العاليين إذ أنا ما أقدمت عليه ليس هو الصواب.

* وأن التقدير ليسخر من التدبير فكم من حسرة تحت التراب.

تم المجلد الأول من كتاب تواريخ طبرستان حماها الله تعالى من بوارق الزمان وطوارق الحدثان فى أواخر صفر ختم بالخير والظفر عام ثمان وسبعين وتسعمائة ه على صاحبها الصلاة والتحية.

٣٠٦

ترجمة الجزء الثانى من كتاب" تاريخ طبرستان" فى امتداد دولة آل وشمكير وآل بويه ومدة استيلائهم على طبرستان

توجه الحسن بن بويه إلى طبرستان للمرة الثانية وأحوال وشمكير معه (١)

عند ما فرغ ركن الدولة الحسن بن بويه من مراسم العزاء فى أخيه اشتبك مع وشمكير وجمع جيشا جرارا وأتى إلى جرجان ولم يقدر وشمكير على الصمود والمقاومة ؛ فهرب منه وذهب إلى مرو عن طريق" نساو ابيورد" وكان منصور بن قراتكين واليا عليها من قبل نوح وكان محمد بن عبد الرزاق قد استولى على نيسابور وخرج على نوح وأخذ منصور ووشمكير الجيش وتوجها به إلى نيسابور وأغارا على محمد بن عبد الرزاق فجاء محمد بن عبد الرزاق إلى جرجان وكان حسن الفيروزان حاكما عليها من قبل الحسن بن بويه فانضم إليه وفى شوال عام ٣٣٧ جاء كل من منصور ووشمكير إلى جرجان فهرب منهما محمد بن عبد الرزاق وانضم إلى ركن الدولة الحسن بن بويه فى الرى ، وعاد منصور إلى نيسابور حيث وافته المنية وقام الأمير نوح بتسليم قيادة جيش خراسان لأبى على وبعث به لمحاربة ركن الدولة فقدم إلى الرى فى عام ٣٤٢ وحاصر الحسن بن بويه فى قلعة دربندان الرى حتى تصالحا فى النهاية على أن يرسل سنويا من الرى إلى بخارى مائتى ألف دينار وعاد أبو على وكتب وشمكير شكوى إلى الأمير نوح من أبى على حيث ذكر له لو لم يكن قد تم الصلح لكان قد قبض على ركن الدولة فغضب الأمير على أبى على وأوكل أمر الجيش

__________________

(١) كان آل بويه فى بداية أمرهم فى خدمة أمراء الدولة العلوية فى طبرستان ثم انضموا إلى السامانيين ثم التحقوا بمكان بن كاكى واشتركوا معه فى الاستيلاء على طبرستان إلى أن ضعف شأنه فانضموا إلى مردأويج بن زيار فوالاهم على بعض المناطق انظر (البناكتى فخر الدين بن على : ١٣٣٨ ص ٢١٩ النويرى ـ أحمد بن عبد الوهاب* نهاية الأرب فى فنون الأدب* مخطوط بدار الكتب المصرية رقم ٦٩٩ جزء ٢٣ ، ٢٤ ص ٤١ ، ٦٩* المترجم.

٣٠٧

لأبى سعيد بكر بن مالك ، ولما علم أبو على بالخبر استولى على نيسابور وشرع فى الخروج على الأمير نوح وأسقط اسمه من الخطبة وآنذاك توفى الأمير نوح فجأة وجلس خلفا له ابنه عبد الملك بن نوح وذلك فى عام ٣٤٣ وقوى أمر أبو على فى نيسابور وجرت بينه وبين ركن الدولة العهود والمواثيق على الخروج على وشمكير وخصومته وأتى ركن الدولة إلى طبرستان عن طريق جبل ونداد هرمز وأبو على عن طريق جبل شهرياره والتقيا معا فى طبرستان وبالغ ركن الدولة فى تكريمه وآنذاك توفى أبو على وتفرق جيش خراسان الذى كان معه وتوجه الحسن بن بويه إلى الرى وقوى وشمكير مرة أخرى وخلال تلك الفترة التى كان فيها الحسن بن بويه فى العراق والرى وشمكير فى طبرستان كانت تقع بينهما خصومات وخلافات حتى عهد المنصور بن نوح حيث انضم إليه وشمكير وزاد فى خصوماته مع ركن الدولة الحسن بن بويه وأرسل الأمير منصور محمد بن إبراهيم السيمجورى بجيش جرار لمساعدة وشمكير وعند ما علم ركن الدولة بهذا النبأ اضطرب وبعث برسول إلى بغداد وفارس وطلب المدد من أخيه معز الدولة ومن أبناء عضد الدولة والتقى أبو الحسن محمد بن إبراهيم السيمجور بوشمكير على مشارف جرجان عام ٣٥٦

سبب وفاة وشمكير

وفى تلك الأثناء وقدرا أراد وشمكير ذات يوم أن يركب الجواد فأخبره أحد المنجمين بأن هذا اليوم هو يوم نحس وشؤم ويجب ألا يركب الأمير فيه فلبث وشمكير حتى صلاة العصر ثم عرضوا عليه الخيل وكان من بينها جواد أسود اللون فى غاية الجمال وكان قد أرسل من بخارى فأمر بسرجه وركبه وعند ما قطع جزءا من الطريق تذكر كلام المنجم ففزع فزعا شديدا فرجع بجواده ليعود إلى المعسكر وقدرا خرج خنزير برى مسرعا من وسط الأحراش فى مواجهته فمزق بطن جواده وسقط وشمكير من على الجواد وتدفقت الدماء من أنفه وعينيه وأذنيه وحل به أمر الحق فى المحرم عام سبع وخمسين وثلاثمائة.

٣٠٨

ذكر أبناء وشمكير وأحوال سلطنة قابوس فى طبرستان

كان له ولدان الأكبر يدعى بهستون والأصغر قابوس وكان بهستون آنذاك فى طبرستان وكان قابوس مرافقا لوالده فقام كبار رجال البلاط بمبايعة قابوس وسانده أبو الحسن محمد بن إبراهيم السيمجور وعند ما علم بهستون بهذا النبأ فى طبرستان جاء إلى جرجان والتقى مع أبى الحسن محمد بن إبراهيم السيمجور ورأى أن أبا الحسن يبذل قصارى جهده فى تقوية قابوس أدرك أن هذا المسعى لن يحل فطلب الإذن وعاد إلى طبرستان وبعث برسول إلى ركن الدولة وأعلن طاعته له على عكس ما عليه جيش خراسان واتجه إلى الرى وتمكن شمس المعالى قابوس بن وشمكير فى جرجان بمؤازرة أبى الحسن محمد بن إبراهيم وكان نفوذه يزداد يوما بعد يوم وكان يبدى الكرم والإحسان والعطف على أهل طبرستان ويضاعف لكل واحد منهم الراتب والإقطاعية وكان خاله هو الإصفهبد رستم بن شروين بن شهريار بن باوند فجاء إلى قابوس برفقة عدد من أكابر ومعارف طبرستان وأظهروا له الولاء والطاعة وسلموا له ملك" طبرستان" وتوفى ركن الدولة فى الخامس والعشرين من المحرم عام ٣٦٦.

أحوال شمس المعالى مع أبناء ركن الدولة

تولى عضد الدولة أبو شجاع فنا خسرو الحكم فى فارس بعد ركن الدولة وكان يرافقه مؤيد الدولة حيث كانت أمهما هى ابنة حسن الفيروزان ابن عم ما كان بن كاكى وكان فخر الدولة فى همدان حيث وقع بينهما خلاف ونزاع وكان قابوس قد قوى أمره فى طبرستان وزادت قوته فجمع عضد الدولة ومؤيد الدولة الجيش وحضرا إلى همدان ولم يستطع فخر الدولة أن يقاوم أو يصمد فهرب ولجأ إلى شمس المعالى عم طريق طبرستان فاعتز شمس المعالى قابوس بمقدمه وبذل فى حقه التكريم اللازم وبعث كل من عضد الدولة ومؤيد الدولة إلى قابوس بأن ابعث به إلينا كى نؤوى إليك مال الرى عن عام وإلا فاستعد للحرب ، فرد عليهما بغلظة ووطن النفس على الحرب وجهز عضد الدولة لأخيه جيشا جرارا من الأكراد والعرب والديالمة والأتراك وسيره إلى جرجان وقاد قابوس جيشه من تلك الجهة إلى إستراباد وتقاتل الجيشان لمدة ثلاثة أيام حتى هرب قابوس فى النهاية وحمل خزائنه وظل مع فخر الدولة فى

٣٠٩

نيسابور وانضم إلى تاش اسفهسلال وأبلغ تاش أمره إلى بخارى فكلف الأمير نوح تاش بمساعدته فجمع تاش الجيش من نيسابور وحضر إلى جرجان وبعث بفائق الخاص إلى طريق قومش وقام مؤيد الدولة بمحاصرة مدينة جرجان وأقام قابوس وتاش معسكرا عند باب المدينة واستمرت الحرب لمدة شهرين وعم القحط والمجاعة جرجان لدرجة أن كانوا يشترون منا من النخالة يشترى بدانق من ذهب ، وصبر مؤيد الدولة بمشورة أبى الفضل الهررى المنجم حتى بلغ المريخ درجة النزول وكان هو مربى الأتراك وآنذاك بلغهم خبر وفاة عضد الدولة فأرسل مؤيد الدولة أموالا فى الخفاء إلى فائق وكبار قادة الجيش الخراسانى وطلب منهم أن يهربوا عند ما تبدأ الحرب وعلى النحو قام مؤيد الدولة بإخراج جيشه من المدينة فى يوم الأربعاء الثانى والعشرين من شهر رمضان لعام ٣٧١ وبدأت الحرب فهرب فائق والمجموعة التى كانت معه وبقى تاش وفخر الدولة بمفردهما وانهزما فى النهاية وسلبت الأموال والأملاك وذهبا إلى نيسابور وكان آنذاك فى عهد الديالمة بقيادة فيروزان حسن الفيروزان وكانت ولاية توش من نصيب أخيه نصر بن حسن الفيروزان وكان الإصفهبد شروين بن باوند فى طبرستان ،

عودة شمس المعالى إلى مقر سلطنته واستقراره

لما كان عضد الدولة قد توفى وساءت الأوضاع فى العراق بسبب الخلاف بين أولاده ذهب فخر الدولة إلى العراق وقد وافته المنية على الفور فى الرى فعاد قابوس ثانية إلى جرجان واستدعى معارف ومشاهير طبرستان وبسط لهم الكرم وقد حدث أن توفى نوح بن منصور وحل محله الأمير الرضى واختلف معه أبو على بن الحسن السيمجور وفائق واضطرب الأمر فى خراسان ولجأ الأمير الرضى إلى سبكتكين فى غزنين والذى كان قد قام على الأمر فى غزنين بعد البتكين وعلى نحو ما هو مذكور ومسطر فى التواريخ فجمع الأمير سبكتكين جند تلك النواحى واتجه إلى نيسابور ، لدفع أبى على وفائق فتقدم أبو على وفائق والتحما فى منطقة بفشور وكان قابوس فى ذلك الوقت قد بعث ابنه دارا مضطرا إلى أبى على وخلال القتال تحول دارا عن أبى

٣١٠

على ، وانضم لجيش الأمير الرضى وهزم أبو على ، وأظهر الأمير السلطان محمود سبكتكين مهارة كبيرة فى تلك المعركة فقام الأمير الرضى بمنح قيادة جيش خراسان للأمير محمود ولقبه بسيف الدولة ، ومنح سبكتكين بلخ وظل الأمير محمود فى نيسابور وعاد الأمير الرضى إلى بخارى واتجه سبكتكين إلى هرات ، وسرعان ما توفى الأمير الرضى واستولى السلطان محمود على خراسان وتحالف مع إيلك خان ، وأتى به إلى بخارى بنية تكريمه ثم قام بأسر بعض السامانيين غدرا وقيد إبراهيم المنتصر بن الأمير الرضى واعمل السيف فى الآخرين وزادت قوة الدولة المحمودية فى خراسان وهرب المنتصر من سجن إيلك خان واتجه إلى خراسان ، وكان يتشتت فى ناحية كل وقت حتى سبب إرباكا لمحمود إلى أن اشتدت قوته فأتى إلى نيسابور ، واتجه السلطان من غزنة إلى نيسابور مباشرة ، فهرب منه المنتصر ، ولجأ إلى شمس المعالى قابوس بن وشمكير فى جرجان ولما كان قابوس غاية فى العظمة والجاه فأكرمه المنتصر وبنعمه البالغة ، وبذل له العطاء والأنعام من الخزائن ومخزن السلاح والتأسيس على نحو ما يجب ، وكان مع المنتصر أبو القسم السيمجور وأرسلان بالو فأكرم كلا منهما بنعم فاخرة ، وقال لهم : إن مصلحتكم فى أن تصرفوا النظر عن خراسان ، لأن السلطان وإيلك خان كلاهما خصم قوى ولا طاقة لكما بمقاومتهما ، وكان ـ لا يزال ـ مجد الدولة بن فخر الدولة طفلا صغيرا وبلاده تسودها الفوضى وسوف تستسلم لكم بلاد الرى بلا مشقة ولننظر ماذا يكون بعد ذلك فإذا ما توفرت الخزائن وتهيأ الجيش عندئذ يكون التوجه إلى الخصم وإلى خراسان أفضل فرضوا بذلك الرأى وبعث قابوس بولديه دارا ومنوجهر معهما ، فلما وصلوا إلى الرى التقوا بأعيانها وكبار رجالها فاعتذروا فى لطف ، وأعطوا أموالا طائلة لأبى القاسم سيمجور وأرسلان بالو ، وعادوا إلى نيسابور من هناك وانفصل ولدا قابوس عنهما وتوجه المنتصر ثانية إلى نيسابور إلى أن وصل جيش السلطان مرة أخرى فاتجه المنتصر إلى جرجان مرة ثانية ولما كان قابوس قد علم فى المرة الأولى بما عليه سجينهم من خير وشر وأنهما لن ينجزا أمرا ما فقد ضاق بهما ، وبعث بألفى رجل ليطردونهما من مناطق ولاية جرجان ، وكان قابوس آنذاك بسط العدل ، وعلا شأنه ، فلما أدرك

٣١١

أن أمر آل سامان فى زوال يوما بعد يوم وأن الوهم والانهيار يلحق بهم من كل ركن وطرف ، وأن توقع علو أمرهم من الأيام كالانخداع طمعا فى السراب ، وكنقش على صفحات الماء ، لذلك فقد انشغل بتدبير أمر نفسه وأرسل الإصفهبد شهريار بن شروين إلى منطقة" كوه شهريار" للاستيلاء على تلك الولاية وكان بها رستم المرزبان خال مجد الدولة أبو طالب رستم بن فخر الدولة فقاتله الإصفهبد وهزمه وفاز بالغنائم وكانت الخطبة فى تلك المناطق تقرأ باسم شمس المعالى ، وكان بايى بن سعيد مقيما بين جمع من جيل إستندار فكان يقودهم فى الظاهر إلا أنه فى الباطن شديد التعلق بشمس المعالى وجاء نصر بن حسن فيروزان إلى ولايتهم بسبب المجاعة التى كانت قد حلت بولاية الديالمة وطمع فى الولاية وبعث بالجيش إليهم وشردهم جميعا وقبض على الإصفهبد أبا الفضل وسجنه إلى أن توفى فى سجنه وتحالف بايى مع نصر واتفقا على الاستيلاء على آمل وكان بها أبو العباس الحاجب فاتجه نحو هما بألفين من الجند ، فلما وصلا إلى آمل عجز أبو العباس عن مقاومتها ومنى بالهزيمة واستوليا على آمل وكتب بايى رسالة إلى الأمير قابوس وأخبره بهذا الفتح وبعد هذا انفصل عن نصر وذهب إلى إستراباد وأظهر الدعوة لقابوس فاجتمع عنده كل شخص كان محبا لقابوس من جيش الجيل ، وكتب شمس المعالى إلى الإصفهبد شهريار بأن يذهب إلى بايى ويدخل فى طاعته ، فانضم الإصفهبد إلى بايى ، وعند ما علم فيروزان بن الحسن نبأ اجتماعهما واتفاقهما توجه من جرجان قاصدا قتالهما ، ودارت حرب حامية بظاهر إستراباد ، وكادت الهزيمة تحل ببايى إلى أن صاحت مجموعة من الأكراد والعرب من جيش فيروزان باسم شمس المعالى وانتقلت إلى جانب بايى ، وقام جيش بايى بتعقب فيروزان ، وقبضوا عليه مع عشرين شخصا من خيرة قواده ، أما بقية جنده فقد توجهوا إلى جرجان ، وعند ما وصلوا إلى هناك كان القائد خركاش والذى كان من أقارب قابوس قد وصل إلى هناك فتصدى لهم وقاومهم وهزمهم ووصلت هذه البشارى إلى قابوس فسعد بهذا الخبر وتوجه إلى جرجان بقلب مطمئن وصدر منشرح ، وفى شعبان عام ٨٨٣ ه‍ جلس على مسند الملك ، واستقر مكنة.

٣١٢

أحوال قابوس مع مجد الدولة ونصر فيروزان

عندما انهزم هذا الجيش بفضل البارى وحلت بهم الملامسة ، جمع أبو على حمويه الذى كان وزيرا عشرة آلاف رجل من الأتراك والعرب والديالمة ورافقه إلى جرجان كل من منوجهر بن قاموس وإسفار بن كردويه وأبو العباس بن جايى وعبد الملك ما كان وموسى الحاجب وبيستون بن تيجاسف وكنار بن فيروزان ورشا موج ، وكانت هذه المجموعة هى قاده وأركان الدولة الديلميه وعند ما وصلوا إلى ولاية شهريار كوه وطن شمس المعالى العزم على مقاومتهم بعون البارى تعالى وكان أبو على حمويه لا يثق جانب نصر بن الحس بن فيروزان فأرسل إليه شخصا لاستمالته فتحايل عليه بأن قال له إن صلة القرابة المتينة بينك وبين مجد الدولة قوية وتقضى أن تواليه والقيام بمصالح ملكه ولا تدخر جهدا فى عونهم ومساعدتهم وإذا عزمت على هذا الأمر وانخرط فى سلك موالاته فسوف تسند إليك ولاية قومش فى الحال حتى انخدع نصر بهذه الحيلة ورحل وعند ما بلغ سارية ترك طريق جرجان إلى يساره ومضى إلى الجانب الأيمن وعند ما اقترب من قومش أفشى السر الذى يكنه فى صدره وقص على أتباعه فكرة مولاته لمجد الدولة والتى كان يكنها فى قلبه ؛ فاختلفت كلمتهم وتوجهت جماعة منهم إلى ولاية إستندارية واتجهت الأخرى إلى جرجان واتجه نصر مع بقية الجيش إلى قومش وأرسل شخصا إلى أبى على حمويه وطلب منه قلعة ليحتمى بها ويحمل إليها كل أمتعته وأمواله وأملاكه فأعطى له قلعة جمند ، فبعث بأولاده وأملاكه وأمواله إلى ذلك المكان وعند ما سد أبو على هذه الثغرة وفرغ باله من عوائد شر نصر وغوائل ضره توجه إلى سارية قاصدا جرجان ، وحينما وصل إليها أرسل منوجهر إلى والده شخصا فى السر وتجنب الوقوع فى العقوق وإهمال الحقوق وشعر أبو على بمعارضة بيستون تيجاسف بسبب قرابته لقابوس واشتراكهم فى النسب لجيل وميله القديم لقابوس فأخذه وأرسل به إلى الرى ومضى إلى جرجان ونزل بظاهر المدينة إلى جوار مشهد الداعى ووطن أصحاب شمس المعالى القلب على مقارعة القوم ومقاومتهم ، واستمروا من الصباح وحتى المساء فى معاناة لباس البأس وتجرع كأس الموت والقتال ، وانقضى شهران على هذا الحال فى تدوام حتى حدثت مجاعة منطقة جرجان وشح الطعام وأقنع أتباع قابوس

٣١٣

فى هذا البؤس أنفسهم الشريفة بأكل بلغة ، فكانوا يسدون المجاعة بما كان يتيسر لهم وانتقل الجند من جانب مشهد الداعى بسبب ضيق الحال وقلة الزاد واستقروا بجانب محمد آباد حتى يحصلون على المؤن من جناشك ، وبسبب هطول الأمطار بغزارة عجزوا عن توفير احتياجاتهم من المؤن والزاد وهبت عليهم أعاصير وظلوا عاجزين فى المخاضات والأوحال عن أن يحصلوا على القوت والأعلاف ، وتداعت خيامهم من جراء صواعق الرعد والبرق وعواصف الجنوب والشمال ولما رآهم أتباع قابوس فى تلك الحيرة وفى هذا المأزق الصعب خرجوا من القلعة وحصدوا أجساد هذا الحشد الكبير بسنان سيوفهم من مطلع القلق وحتى مقطع الشفق ورووا الأرض من دماء أكبادهم ومزقوا أصلافهم بمناصل حرابهم حتى صار ألف وثلاثمائة رجل صرعى فى تلك الصحراء ينهشهم النسور والغربان وأسروا إسفهسالار بن إنكيروز وجستان بن أشكلى وأخاه حيور بن سالار ومحمد بن وهسودان وفاز جند الجيل بالغنائم من الجيش الديلمى ، وقام الأمير قابوس بأدائه الشكر لله على هذا الفتح وضاعف من طاعته لله تعالى شاكرا على تيسير هذا الفتح وتوفير المدد له ، فلما عاد أبو على حمويه من هذه الهزيمة إلى قومش كتب رسالة لنصر بن الحسن الفيروزان واستدعاه على عجل ليتدبر الأمر ويزيل عار الهزيمة ويستأنف القتال ويقوم برأب ذلك الصدع الذى حدث ، ولم يقو على البقاء فى توش خوفا من جند قابوس فرحل وتوجه إلى الرى ويحضر نصر إلى سمنان وعند ما وصل إلى أبى على توقف وكتب إلى مجد الدولة وطلب المدد فأرسل إليه ابن بكتكين الحاجب مع ستمائة فارس من الأتراك ووجد نصر المساعدة فأرسل شمس المعالى بارى بن

سعد لقتالهم ثم بعث فى أثره مباشرة الإصفهبد شهريار واتجه بابى ناحية نصر ولم يأخذ بأسباب الحيطة واليقظة إذ وصل إليهم فجأة وكان جند أبى على فى يقظة فتوجهوا إليه ، فلبث بابى فترة مناوشا معهم ولكنه خرج فى النهاية مهزوما وحل الفناء بجنده على يد نصر وأعوأنه ، ولقد دعم هذا الفتح من موقف مجد الدولة تماما فقام بإرسال خاله رستم ابن مرزبان مع ثلاثة ألف رجل لمساعدة أبى على وقام الإصفهبد بإسناد منطقة شهريار كوه لخاله وجاء نصر لاستقبال فى دماوند وقام بمعونته ومؤازرته وحرر ولايته ، وذهب الإصفهبد شهريار إلى سارى ولجأ إلى منوجهر بن شمس المعالى وحدث غلاء

٣١٤

فاحش بين أهالى فريم بسبب تردد الجيوش وتخلف نصر لهذا السبب عن رستم وانفصل عنه فلما وجد الإصفهبد شهريار رستم قد بقى محروما من مدد ومعاونة نصر قام بالهجوم عليه وأخرجه من الولاية ، فوصل إلى الرى يجر أذيال الهزيمة والحسرة ولم يستقر الأمر للإصفهبد شهريار فى ولايته.

تحالف مجد الدولة وقابوس وإخراج نصر من قومش

وبعد ذلك تصالح مجد الدولة مع شمس المعالى واتفقوا على أن يتخلصوا من نصر وكان نصر بن الحسن يتصف بالظلم على الرغم من نسبه الكريم وعراقة أسرته وكثرت عثاره ، وكانت ولايته على طريق الكعبة المشرفة والحرم فكان يثقل كل عام كاهل رفاقه وقوافل الحجيج بمطالبه المجحفة ومعاملاته السيئة حتى ذاعت سمعته السيئة فى ربوع العالم ، ولحقت هذه الوصمة الشنيعة بأهداب شرف نسبه وجماله وكانت دعوات الحجاج ولعنات المظلومين ذات أثر فى اضطراب أموره واجتماع أسباب خذلانه وتنكيس راية دولته ، إلى أن فكر شمس المعالى ومجد الدولة فى الإيقاع به والإمساك به وليهدأ بالهما من جهته فعلم نصر بهذا الأمر وارتاب فى أمرهما ، وآنذاك جاء خبر بأن أرسلان هندوبجه وإلى قوهستان والذى كان أحد أمراء وقادة السلطان قد أغار على أبى القاسم السيمجور وطرده إلى ولاية جنابد فمضى إليه نصر وطلب مؤازرته وحرضه على أن يتجه إلى الرى وأغراه على مخاصمة ومحاربة مجد الدولة ، وانخدع أبو القاسم بهذا المكر والخداع وترك نفسه لعبة فى يد نصر يحركها كيفما يشاء وجاء إلى خوار وقابله من الرى جيش جرار وحال بينه وبين تحقيق هدفه سد منيع من أبطال الخدم وأشبال الجند الذين تصدوا له فلما رأى قوة هؤلاء الأسود وسطوة هؤلاء البواسل عض على أنامله من الندم وعاد خائبا مهزوما وخجلا ونادما كما بعث قابوس أيضا بمدد من عفاريت الأكراد وشياطين الأنجاد فطردوه من تلك الحدود ، فلما أحاط به اليأس من كل جانب وضاقت عليه الأرض بما رحبت وطن العزم على الدخول فى طاعة السلطان يمين الدولة محمود وقرر الاعتصام بحبلة المتين ، واتجه إلى بلاطه ووصل حال أبى القاسم فى خدمة السلطان درجة أن هرب من بلاط وفق ما هو مشروح فى كتاب اليمينى ، وظل نصر فترات طويلة

٣١٥

ملازما للخدمة فأعطاه السلطان بياروجومند فاتجه إلى إقطاعيته فوجد رقعة تلك الولاية ومساحتها أضيق من أن تناسب عظم شرفه وعلو همته فلم يقنع بها واضطربت نفسه فى هذا الإحباط والقنوط إلى أن قاموا بخداعه فى الرى واستدرجوه إليهم بشراك المكر وقيدوه فى حبال الأسر ، وأرسلوه إلى قلعة إستوناوند وقام شمس المعالى بالاستيلاء على قلاع تلك المناطق وأخضعها جميعا لسلطانه وسلمها إلى أعوأنه وأسلك بنواحى تلك المناطق فى قبضة ، وآنذاك قام الإصفهبد شهريار بإثارة التمرد والعصيان ، واغتر بكثرة جنده ووفرة ماله وجمع جيشا جرارا ، فأرسلوا من الرى رستم مرزبان على رأس صناديد الديلم لقتاله ، وكان ضمن هذا الجيش بيستون بن تيجاسف والذى كان قد اعتقل قبل ذلك بتهمة موالاته لقابوس فهزموا الإصفهبد وأسروه ، ونادى رستم بن مرزبان باسم قابوس ، وللخوف المستقر فى قلبه من أهل الرى قرر خطبة هذه المنطقة باسم شمس المعالى ، وسجل أحواله فى الطاعة وصدق التناصح مع قابوس ، وانشرح صدر بيستون بهذا الوضع وقرت عيناه وسعد بعودته إلى الوطن وإلى أهله ومسكنه ووصوله إلى خدمة ولى نعمته ، وتم دمج مملكة جيلان بأسرها مع ولاية جرجان وطبرستان فأسند شمس المعالى ولاية جيلان إلى ابنه منوجهر ، وبعد ذلك استخلص منطقة رويان وشالوس ونواحى إستندارية كلية ، وتحلى شمس المعالى بالعدل والإحسان والأمن والأمان وبالكفاءة وحسن الولاية ، وانشغل مع السلطان بتأسيس بنيان المودة وتأكيد أسباب المحبة ، وبعث الرسل لتمهيد علاقات الولاء ، ودعم وضعه بالاهتمام بالدولة وحماية عزة السلطان ، وبعث الكثير من التحف والهدايا حتى استحكمت عقدة الألفة والعصمة ، وترابطت عوامل الاتفاق والصداقة على الدوام ، ودخلت فى طاعته جرجان وطبرستان وبلاد الديلم حتى ساحل البحر ، فخضعت لأمره وحله وعقده ، وكان شمس المعالى قابوس فى عصره يتميز بصفة خاصة من بين ملوك الأطراف وأكابر أقطار العالم ، وذلك بشرف نسبه ومكارم أخلاقه ووفور عقله ومحاسن شيمه وكمال فضله وجلال قدره ، وكان مستقيما على منهاج الحكمة ورأى الدين المستقيم ، كما كان مبرء من الالتفات إلى أنواع المعازف والملاهى ،

٣١٦

ذكر نهاية حال شمس المعالى (١)

كان شمس المعالى مع خصوصية مناقبه ونفاذ بصيرته فى عواقب الأمور صاحب طبع جاف وخشونة فلم يأمن أحد قط من عنفه وسطوته ومرارة كأس بأسه ، ولهذا السبب فقد هلك الكثير على يديه ، ونزعت القلوب منه ، وامتلأت حسدا له وحقدا عليه ، وكان من بين خدمه وجنده حاجبه نعيم الذى كان رجلا نقى الصدر مخلصا ، وكان مصونا ومعروفا وموصوفا بلين الجانب ، وكان شمس المعالى قد فوض إليه إستراباد وضبط أموال وشؤون هذه المنطقة ، فلما اتهم بالاختلاس أمر بقتله ، وكان يصيح معلنا براءة ساحته ونقاء جيبه (وراحته) ، وكان يطلب مهلة من الوقت ليكشف عن حقيقة هذا الأمر ، إلا أنه بعد أن اتضحت براءة ساحته أنفذ فيه عقوبة القتل ، فوقع تذمر شديد لمقتله بين صفوف الجيش ، فوطن الجميع على خلع طاعته ، وقرروا المجاهرة بكلمة العصيان وتخليص أنفسهم من عار جبروته ، وآنذاك كان هو قد خرج من جرجان ومضى إلى معسكر جناشك بسبب اشتداد حرارة الجو ، وكان لا يعلم بما تكن هذه الجماعة له من مكائد وفكر سىء حتى أحاطوا بقصره ذات ليلة وأغاروا على ما به من متاع وسلاح ودواب ، ونهض خواص حضرته لدفعهم وأنقذوه من مضرة عدوانهم.

ولما لم يتيسر الهدف لتلك الجماعة لما كانت ترمى إليه ذهبوا إلى جرجان واستولوا على المدينة قهرا وعنوة ، واستدعوا الأمير منوجهر من طبرستان ، وقد بادر بمحاولة تدارك الأمر بسبب امتعاضه وغيظه من جراء ما وقع لوالده وتحقيق مكيدة هؤلاء القوم ، وعند ما وصل إلى جرجان رأى الجيش فى حالة اضطراب ، وقد خرج الأمر من يده وبعثت فرق الجيش إليه برسالة مفادها بأنك إذا اتفقت معنا على خلع وعزل والدك فسوف ننخرط جميعا فى طاعتك برغبة صادقة ، وإلا سوف نبايع شخصا آخر ، أو نذهب إلى مكان آخر ، ولم يجد الأمير منوجهر بدا من الملاينة والمساهلة ، وفكر منوجهر بأنه (لو لم يتفق معهم) فسوف يمزق حجاب الحشمة والعظمة ، وتزداد

__________________

(١) جاء ذكر هذا فى ترجمة تاريخ اليمينى ص ٣٦٩ ، وما بعدها ، المحقق.

٣١٧

أسباب الفتنة والفساد ، وسيضيع البيت القديم ، ولما علم شمس المعالى أن اجتماع أمرهم على العناد واتفاق كلمتهم على دواعى الفساد والشر فقد غادر إلى بسطام برحله ومتاعه وخواص مماليكه وبقايا متاعه ، وظل ينتظر خاتمة الأمر ، وما يؤول إليه الحال ، وعند ما علم الجند بأخباره طالبوا منوجهر بمحاربته وتشريده من تلك المناطق ، فذهب معهم مضطرا ليدفع الشر بالشر ، وعند ما اقتربوا من قابوس قام باستدعاء ابنه إليه ، ولما وصل منوجهر لخدمة والده قبل الأرض ووقف أمامه فى تواضع تام وسالت الدموع من عينيه ، وبدأ كل منهما يبث الشكوى للآخر عن تلك الواقعة المشؤومة ، وينفث عن صدره ، واتفقا على رعاية حق الأبوة والبنوة وصدق الضمير فى الالتزام بجانب الصواب ، وقال الأمير منوجهر لوالده : لو تسمح لى بذل رأسى وصد هؤلاء القوم ، فهدأ شمس المعالى من روعه ، وطيب خاطره وقبل جبينه وقال له : إن نهاية أمرى ومآل حالى هو هذا وميراث ملكى وقصرى هو وقف عليك ، وهذا الأمر مرهون بك فى حال الحياة وبعد الممات ، وسلم له خاتم الملك ومفاتيح الخزائن ، وتقرر بعد ذلك أن يعيش شمس المعالى فى جناشك وينشغل بالعبادات والأوراد ، وأن يدع شؤون الحكم وأمور الحل والربط فى يد ابنه منوجهر ، وانتقل شمس المعالى إلى جناشك ، وعاد منوجهر إلى جرجان ، وانشغل بضبط الأمور ، ولم تكن تلك الجماعة تشعر بالطمأنينة لسابق زلتهم ، ولم يكن غضب الجميع بسبب عواد أضرار وغوائل قابوس تتناقض فاحتالوا بكل أنواع الحيل والمكر ورغب الجميع فى وفاته والتخلص من روحه ، ولم يرضوا حتى وقفوا عند مضجعه وكشفوا رداء الردى عن غرته الغراء ورأوه بأعينهم ميتا ، وبلغوا مرادهم ، واستراحوا من صواعق سيوفه وأسنة رماحه ، ودفنوه فى القبة التى كان قد شيدها فى ضواحى جرجان على طريق خراسان.

ذكر منوجهر بن قابوس

أقام الأمير منوجهر العزاء ثلاثة أيام وفق عادة الديلم ، وبعد ثلاثة أيام جلس على عرش السلطنة ، وأخذ البيعة لنفسه ، ونسى قابوس :

٣١٨

كأن لم يكن بين الجحون إلى الصفا

أنيس ولم يسمر بمكة سامر (١)

وكتب مرسوم من ديوان الخلافة إلى الأمير منوجهر اشتمل على العزاء ، وتوليه الملك ، ومنحه أمير المؤمنين القادر بالله لقب ملك المعالى وحالف التوفيق والسعد ، فاعتز بطاعة ومؤازرة السلطان ومشايعته ، وسد ثغرة حادثة والده بقوة الأشبال ، وبالإشفاق فى ظل تأييد السلطان له حيث بعث إلى بلاط الخلافة من أعوان حضرته ، وتقرب إليه بالعطايا الموفورة والنفائس المذخورة وكل المشتهيات التى لا تحصى ، وأعلن صدق النية فى طاعة حضرة السلطان ، وتلقى السلطان هذه الوسائل والأسباب والذرايع بين القبول والاستحسان ، ووضع معيار ولائه موضع الاختبار ، وبعث له بأن يطرز الخطبة والعملة فى ولايته بألقاب حضرته الملكية ، وبعث إليه أبو محمد بن مهران ومعه الخلعة والتكريم اللازم ، واستقبل الأمير منوجهر ذلك المرسوم بالسمع والطاعة ، ونادى بشعار دعوة السلطان على منابر ممالك جرجان وطبرستان وقوش ، وتعهد بدفع خمسين ألف دينار على سبيل الخراج ، وكان يبعث بها إلى الخزانة سنويا ، وعند ما نهض السلطان للقتال فى غزوة نادرين طلب منه السلطان جندا ، فأرسل إليه ألف رجل من خواص الديالمة ومن خيرة الجند والذين كانوا فى الهضاب والنجاد كالوعول ، وفى الوهاد كالسيل ، وكرّس جميع الجهود فى عونهم ومساعدتهم فى إعداد مؤن السفر وتجهيز مستلزمات سفرهم وراحتهم ، وكلف أحد أعوأنه لقضاء حاجاتهم والقيام بأمر مطالبهم ، ولما كانت آثار مساعيه موضع رضا وقبول واستحسان حضرة السلطان ، وتأكد صدق خدمته له قام منوجهر بإيفاد أبو سعد الشوكلى رئيس جرجان والذى كان أعظم رجالات عصره فى الحسب والنسب إلى حضرة السلطان حتى يدعم علاقات المصادقة بصلة النسب ، ويقوم بخطبة إحدى كريمات حضرة السلطان له ، فكان السلطان سمحا فى رد سؤاله ، وحقق مأموله ، ولبى طلب ملك المعالى ، وعند ما عاد ذلك الرئيس قصّ كل ما وجده من إكرام وإنعام السلطان فى تلبية طلبه ، فأوفده ملك المعالى مرة أخرى ، وبعث معه قاضى جرجان

__________________

(١) ورد ذكر هذا البيت فى الجزء الأول من الكتاب ص ٣٠١ ، من المتن ، المحقق.

٣١٩

والذى كان شيخا للعلم وراويا للحديث وعلامة عصره ليقوم بإتمام المهمة وتحقيق عقد النكاح (١) والتوقيع على عقد الواصلة ، ووصل الاثنان إلى حضرة السلطان وقاموا بتأدية مراسم الخدمة ، وطالبوا بإنجاز الوعد ، والتأكيد على عقد النكاح ، فربط السلطان شيطان الغيرة بعقال حكم الشريعة ، وأعطى الكريمة التى كانت فلذة كبده ، والفريدة التى كانت زهرة فى سماء السلطنة ، وزوجها من ملك المعالى تلك الزهرة التى لا تعيش إلا فى قمة الفلك ، حيث لا يتناسب مخدع العروس إلا فى حجرة الملائكة ، وتم فى مجلس ذلك العقد من لطائف المنثورات ، وبشائر الخيرات ونفائس التحف والهدايا ما أصبح تاريخا للأيام ونمطا لمساعى الكرام ، وعاد الرسولان بحصول المقصود ووصول المطلوب ، وسيّر ملك المعالى حملا كصلة ومهر ، وجعل ذكر علو همته وغزارة كرمه شائعا ذائعا فى الدنيا بحيث لم يبق شخص من أركان الحكومة وأبناء السلطنة دون أن يناله نصيب من ألطاف بره وصلات كرمه ، وقابل السلطان خدماته بأنواع اللطائف وأبواب الكرم ، وقام برعاية رجالات جنده بالتشريفات الثمينة والخلع النفيسة والهدايا الثمينة على نحو ما أصبح دستورا لملوك العالم وقدوة لسلاطينها ، وبعث بصحبة ذلك در الصدف الملكى وياقوت شرف السلطانى الذى لم يكن جموع أقلام الكتاب ووعى إفهام الحساب تدركه فى أى عهد قط ، ولما استقام أمر ملك المعالى بمؤازرة تلك المصاهرة ، وعن طريق تلك الصلة انشغل بتدبير شؤون الجيش والانتقام من تلك الجماعة التى كانت قد سعت لقتل شمس المعالى والده حيث قام بتمزيق شملهم وتقطيع أوصالهم بأساليب الخداع وأنواع المكر ، وقتلهم جميعا ، وهرب ابن خركاس الذى كان أساس التمرد والشقاق

__________________

(١) ورد فى الأمثال للميدانى آتية من قصد ثقيف ، ، فقد كان بالطائف فى أول الإسلام أخوان تزوج أحدهما بامرأة ، وأحبها الآخر ، وذهبت بقلبه وأخذت قوته ، وعرف أخوه ما به ، فقال : يا أخي! هى طالق ثلاثا فتزوجها ، فقال : هى طالق يوم أتزوجها ، ثم ثاب إليه ثائب من العقل والقوة ففارق الطائف ، وهام فى البر ، فما رؤى بعد ذلك ، فمكث أخوه أياما ثم مات كمدا عليه ، فضرب بهما المثل ، وسميا مقيدا ثقيف.

الميدانى ، مجمع الأمثال ، ج ١ ، ص ١٤٨ (المترجم).

٣٢٠