تأريخ المستبصر

ابن المجاور

تأريخ المستبصر

المؤلف:

ابن المجاور


المحقق: ممدوح حسن محمّد
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٤٠

ويكون لهم بعض الشىء على السداد بدل ما هى بطّالة تقرعها الشموس ، فقال : والله لقد جئت برأى حسن ، فأخرج الشوانى إلى الهند ، فكانت الشوانى تقف على رأس المنادخ يحفظون مراكب التجار من سطوة السراق ، فبقوا على حالهم إلى سنة ثلاث عشرة وستمائة.

ودخل بعض الأكابر وقال : خلد الله ملك مولانا السلطان ، إنه يخرج من خزانة المولى كل عام لأجل الشوانى خمسين وستين ألف دينار بطّال فإن أخذ المولى هذا القدر من التجار لم يضرهم ذلك ، قال : فكيف العمل؟ قال : كل ما أخذ من العشور ألف دينار يأخذ منه الشوانى مائة دينار ، فهو يجتمع للمولى ولم يبن للتاجر.

وأسس ذلك فى أيام دولة الملك المسعود يوسف بن محمد بن أبى بكر بن أيوب ، وبقى إلى سنة خمس وعشرين وستمائة ، كتب الشريف إلى الملك المسعود : إن مال الشوانى يحصل إن سافرت الشوانى وإن لم تسافر ، فكتب الملك المسعود وقال : إن كان الأمر على ما ذكره مستقيما فأبطلوه ، فبطل الشوانى وصار عشوره يؤخذ إلى يوم القيامة مع الشوانى ، والله أعلم.

الذى لم يؤخذ عليه عشور

الواصل من ديار مصر : الحنط والدقيق والسكر والأرز والصابون الرفى والأشنان والقطارة وزيت الزيتون وزيت الحار والزيتون المملح وكل ما يتعلق بالنقل إذا كان قليلا ، والعسل النحل إذا كان قليلا.

والذى يجلب من الهند : كل ما يراسل فى البحر والهليلج المربى والأكرارا

١٦١

والمخاد والمساور والأنطاع والأرز والكجرى ، وهو الأرز والماش مخلوط ، والسمسم والصابون.

ومن البضائع المغر : الكلاهى والنشم وحطب القرنفل وثياب العرابية ، تعمل فى بدقلى ، ومن معاملة الشجر : التمر المقلف ، وهو الذى استخرج نواه ، والسمك المملح ، إن كان برأس أخذ عليه ، وإن كان لا رأس لم يؤخذ عليه ، ونعال الهندية ، إن كان بشراك أخذ عليه وإن كان بلا شراك فليس عليه ، والتيس والمعز ليس عليه.

وكان الموجب أنه قدم سفارة الحبشة بغنم عدوها فلما اشتغل العدادون بالعدد قام تيس يشق الجمع وجاء وقعد وراء ظهر ياسر بن بلال بن جرير المحمدى ، والأصح وراء الداعى عمران بن سبأ ، فلما فرغوا من العدد أرادوا أن يعدوا التيس مع الغنم فقال الداعى : معاذ الله أن نأخذ عليه شيئا لأنه قد استجارنى فأزال عنه العشور ، والأصح أنه أبصر لحيته فقال : حاشا أن يوزن على لحيته عشور ، والخرز الذى يجلب من الديبول وغلمان حودر يجلبون من الهند.

ذكر ما استجد فى عدن

من الوكالة ودار الزكاة

لما كان بتأريخ جمادى الأولى سنة أربع وعشرين ، والأصح سنة خمس وعشرين وستمائة أسس فى عدن دار وكالة وعلى كل بضاعة لم يؤخذ عليها عشور

١٦٢

يؤخذ منها زكاة فصار الآن يؤخذ خمس عشورات فى مرة واحدة : عشور قديم ، وهو مال الفرضة ، وعشور الشوانى ، ودار الوكالة من الدينار قيراط ، ودار الزكاة ، والدلالة.

فصل : قدم الناخوذة عثمان بن عمر الآمدى من المصر وجد معه منّان عود دون أخذوه منه ، فلما جاء وقت المحاسبة قوم المن العود بستة دنانير خرج عشوره دينار ونصف وخرج شوانى نصف وربع وقوم فى دار الوكالة بخمسة وعشرين دينارا ، صحت الوكالة ثمانية دنانير ودانقين ، وخرج زكاة دينار وربع وخرج دالة نصف دينار وصح المبلغ خمسة عشر دينارا خرج منه ثمن العود ستة دنانير فضل عليه تسعة دنانير ، حلف الناخوذة عثمان بن عمر الآمدى يمين بالله العظيم : إنى لم أزن منه شيئا ولا فلسا واحدا ، ما يكفى أنكم تأخذون منى منين عود بلا شىء وتطالبوننى بتسعة دنانير أخرى ، ودخل الأمير ناصر الدين ناصر بن فاروت وجماعة فى ذلك فقالوا لهم : إنه رجل متردد إلى عدن ونحن نأخذ منه أضعاف ذلك ، ودخل المتوسط بينهم حتى خرج رأس برأس.

وضمن كل ما فى عدن ما خلا السمك والماء لا غير ، وزيد فى القبان سدس بهار عما كان فى الأول ، وغير جميع مكاييل اليمن ووضعوه على عيار زبدى الجند وغيروا الأوعاد كلها فى سنة خمس وعشرين وستمائة ، والفرضة هى مع القوم بالأمانة.

ويقال : إنه وصل مركب وزن عشوره ثمانون ألف دينار ، وكان يرسى فى كل عام تحت جبل صيرة سبعون ثمانون مركبا تزيد ولا تنقص.

وكان يرفع من عدن فى كل عام أربع خزائن إلى حصن تعز : خزانة قدوم

١٦٣

المراكب من الهند ، وخزانة دخول الفوة إلى عدن ، وخزانة خروج الخيل من عدن إلى الهند ، وخزانة سفر المراكب إلى الهند ، وكل خزانة من هذه الخزائن يكون مبلغها مائة وخمسين ألف دينار تزيد ولا تنقص ، وانقطع ذلك فى زماننا هذا سنة خمس وعشرين وستمائة.

وكان معاملة عدن فى أيام بنى زريع ذهب الستعانى على عيار البسطامى وأقل منه ، ونقد البلد ذهب ملكى يسوى الدينار المصرى أربعة دنانير ونصف ملكى ويحسب الدينار أربعة أرباع ، كل ربع ثلاثة جوز كل جائز ثمانية فلوس كل فلس بيضتان.

ويقال : أول من ضرب الدينار الملكى أحمد بن على الصليحى بصنعاء ، ويباع الروسى بالقصبة ، طول القصبة أربعة أذرع بالحديد ، ويباع الألواح الساج بالذراع الحديد ، وكل ما يباع فى المنادى خرج وأمانة ومن زاد ركب ، وكذلك العبيد والجوارى.

صفة بيع الجوارى

تبخر الجارية وتطيب وتعدل ويشد وسطها بمئزر ويأخذ المنادى بيدها ويدور بها فى السوق وينادى عليها ويحضر التجار الفجار يقلبون يدها ورجلها وساقها وأفخاذها وسرها وصدرها ونهدها ، ويقلب ظهرها ويشمر عجزها ويقلب لسانها وأسنانها وشعرها ويبذل المجهود ، وإن كان عليها ثياب خلعها وقلّب وأبصر ، وفى آخر الأمر يقلب فرجها وجحرها معاينة من غير ستر ولا حجاب ، فإذا قلب ورضى واشترى

١٦٤

الجارية تبقى عنده مدة عشرة أيام زائد وناقص ، فإذا رعى وشبع ومل وتعب وقضى وطره وانقطع وطره يقول زيد المشترى لعمرو البائع : باسم الله يا خواجا ، بينى وبينك شرع محمد بن عبد الله ، فيحضرا عند الحاكم فيدعى عليه العيب.

ذكر البيع والعيب

حدثنى الحسن بن على حزور الفيروز كوهى قال : إنى بعت جارية هندية بعدن على رجل اسكندرانى بقيت عنده مدة سبعة أيام فلما شبع استعيب فيها وأحضرنى إلى الحاكم وادعى علىّ بالعيب ، فقال الحاكم : وما عيبها؟ قال : هى واسعة الرحم رهلة الفرج ، فقلت له : إذا كان أيرك صغيرا وأنت تتباخل على الجارية بشرى الماء فما يصنع فرجها السمين الأبيض المنتوف الطيب ، فلما سمعها الحاكم قال لمن حضر : أخرجوهم ، فخرجنا ورحت إلى شغلى وبقيت الجارية فى كيسه ولم أدر ما فعل الدهر بهما.

وإذا اشترى زيد ثوبا واستغلاه فرّق طرفه ورده على صاحبه لاستظهار عيبه ، ويأخذ الدلال دلالته عند القاضى عنفا وكرها ، ويحكم له الحاكم على كل دينارين فلسين دلالة ، فإن باع على دكانك له من كل دينار فلس ، وإذا باع جملة فعلى المائة دينار دينار ، ولهم فى كل قطعة نيل ربع.

ولو أراد بعض الناس الخروج لوداع مسافر من الباب لما قدر إن لم يكن معه خط جواز وضامن يضمنه بما يظهر عليه بعد وقت من مال أو عشور ويكتب فى الرقعة علامة الوالى ويخرج بعد ذلك ، وإن لم يكن له ضامن وإلا أخذ مناد ينادى

١٦٥

عليه فى الأسواق : إن فلان بن فلان خارج من الباب فكل من له عليه شىء يطالبه ، فإن ظهر عليه شىء كفى الله المؤمنين القتال ، وإن لم يظهر عليه شىء خرج إلى أى موضع شاء ، كما قيل فى المثل : المفلس فى أمان الله ، وكما قال الشاعر :

قليل الهمّ لا ولد يموت

ولا أمر يحاذره يفوت

قضى وطر الصبا وأفاد علمّا

فغايته التفرد والسكوت

ذكر خراب عدن

يفيض البحر فيغرق جميع البلد وترجع المدينة لجة من لجج البحر ، كما ذكر فى مبتدأ الخلق أنه يجوز عليها المراكب مقلعة خاطفة فتقول أهل المراكب فيما بينهم : إنا سمعنا فى قديم الأيام أنه كان فى هذا الغب بلد عظيم عامر لأهله مقيم سهل سليم ومقام كريم ، فيقول أحدهم : ما تسمى؟ فيقول له : شذ عنى اسمه.

وبعد خرابها يعمر مرسى غلافقة ، والأصح الأهواب ، إلى أن يرجع أحسن من عدن.

حدثنى أحمد بن عبد الله بن على بن الحمامى الواسطى قال : ما بقى من عمارة عدن إلا اليسير ، قلت : ولم؟ قال : لأنى قرأت فى بعض الكتب : إلا إذا اتصلت عمارتها إلى بابها.

قال ابن المجاور : وقد اتصل إلى الباب بعض العمارات.

وقال آخرون : عدن تخرب سنة سبع وعشرين وستمائة ، ودل على تصديق المقالة دخول نور الدين عمر بن على بن الرسول إلى عدن يوم الأربعاء السادس

١٦٦

والعشرين من شهر رجب سنة أربع وعشرين وستمائة ، وفى يوم الاثنين الثانى من شعبان طرح الفوة على كل من كان فى عدن من غريب وقريب وقوى وضعيف ورجل وامرأة حرة ومفسودة على سعر البهار مائتى دينار وثمانين ملكى ، وضرب الخلق بالخشب ، وكانت الأيام شبه أيام المحشر كل منهم محتشر ينادى : أين المفر؟.

فلما كان سنة خمس وعشرين وستمائة أخذ جميع فلفل التجار وجميع الخف والنحاس والبربهار حسب الفلفل البهار بأربعين دينارا وطرحه على أهل الكارم بستين دينارا ، وأخذ الصفر من أهل الكارم على سعر البهار بستين دينارا وطرحه على أصحاب الخف بثمانين دينارا ، وأعطى أصحاب الفلفل الفوة على سعر البهار بأربعة وثمانين دينارا ، ويأخذ البهار بهارا وربعا ، وإذا أعطى أعطى البهار بهارا إلا ربعا ، ويخرج بعد ذلك من هذه البضائع الواصلة العشور والشوانى ودار الوكالة ودار الزكاة والدلالة ، يفضل مع التاجر لاش فى لاش ، ويحسب التاجر جميع حسابه بحديده والأرض ، وأخذ جميع عطب من وصل من الهند مع التجار مستهلك لا بيع ولا شرى.

وضمن القبان السنة بعشرين ألف دينار ، والسليط على كل بهار يصل خمسة دنانير ، وسوق الخضرة والجوار والرطب واللحم وجميع الدواب بأحد عشر ألف دينار ، ولم يبق شىء يدور عليه اسم وحرف إلا وقد رجع فيه ضمان ما خلا الماء والسمك.

١٦٧

من عدن إلى المفاليس

من عدن إلى المياه ربع فرسخ ، وإلى المزف فرسخ وطوله ثلاثمائة ذراع وستون خطوة بناه شداد بن عاد لما بنى عدن ، ويقال : بناه العجم لما أطلقوا البحر على المياه حتى غرق ما حول عدن من الأراضى فجدد العمارة الشيخ عبد الله بن يوسف ابن محمد المسلمانى العطار وأوقف على عمارته مستغلات بعدن.

وإلى المملاح ربع فرسخ وهو موضع يجمد فيه الملح وكان مخلص رجع الآن على ضمان ، ويقال : إن بعضه صار للسلطان لأن أتابك سيف الدين سنقر اشترى نصفه بألف دينار.

وإلى المجدولى ربع فرسخ ، وإلى اللخبة ربع فرسخ ، ومنها ينقل الآجر والزجاج إلى عدن ، بناها أبو عمرو عثمان بن على الزنجبيلى ، وإلى الحجر العر فرسخ ، وهو مقدار مائة حصاة ممدودة على أيمن الدرب.

وإلى بئر الرجع فرسخان ، ويعبر برمل يسمى المغاوى ، وأما وادى الرجاع فواد نزه ويسمى عند العرب الحردة بين أشجار أثل وأراك ، وقد بنى على البئر مسجد حسن.

حدثنى الحسن بن محمد بن الحسن بن على بن الحسين المحفنى قال : إن الأديب ظفر بن محمد بن ظفر بنى المسجد والبئر فى الرجاع.

ويقول أهل البلاد ، وهم العقارب : ما يتفق ماء الحدرة وعيش ، أى لم يتفق أكل خبز وشرب ماء بئر الرجاع ، لأن هذا الماء يغنى عن أكل العيش.

١٦٨

وإلى النويعم فرسخان ، والنويعم واد نزه ونخيل وشجر سدر ، حدثنى بعض أهلها أنهما واديان : أحدهما النويعم ، والثانى وادى مرحب ، وهما آخر الوطاءة وأول الجبال.

وإلى المفاليس فرسخان ، قصبة مختصرة بنيت فى شعب جبل مثلث ، وبنى سيف الإسلام على ذروة هذا الجبل حصن مختصر يسمى المصانع يقال : إنه قديم البناء ، وهو ذو إحكام ومكنة ، وليس يكون لأهلها بيع ولا شراء إلا أيام الوعد لا غير.

صفة بناء الجب

عرب التهائم من موزع إلى أعمال أبين مع جميع العقارب ، وهم عرب هذه البلاد يسمون بنو الحارث ، يدعون المحبة لله وفى الله ، وإذا وجد أحدهم غزالا ميتة أخذها وغسّلها وكفّنها ودفنها وبقى للغزال عزاء فى جميع القبائل مدة سبعة أيام مشققين الجيوب مقطعين الشعور يذرون التراب على المفارق ، فقيل لهم فيما هم فيه فقالوا : نحن نمشى على الأصل ونقول بترك الفرع ، كما قال قيس بن الملوح :

فعيناك عيناها وجيدك جيدها

ولكن عظم الساق منك دقيق

ولم يأكل أحد من أهل هذه القبيلة خبزا مقابل امرأة ولا يشرب ، ولو مات جوعا وظمأ ، ومن هذا الحد يخلى الجمال ويركب الحمير إلى قدام ، وما اشتق اسم المفاليس إلا من الإفلاس ، كما قال أبو نواس :

أريد قطعة قرطاس فتعوزنى

وجلّ صحبى أصحاب القراطيس

لحاهم الله من ود ومعرفة

إن المياسير منهم كالمفاليس

١٦٩

من المفاليس إلى تعز

من المفاليس إلى نقيل الحمر فرسخ ونصف ، بناه الشيخ أحمد بن الجنيد بن بطال ، حدثنى يحيى بن عبد الرحمن الزراد قال : إنما بناه محمد بن سليمان بن بطال ، ويقال : إنه ثلاثمائة وستون ملوىّ ، أى فركة ، ذبح على كل ملوى رأس بقر فدية وستة أحمال حنطة وخرج ثلاثمائة دينار ، ويقال : إنه خرج كل ملوى بألف دينار ، وبنى على كل ملوى سقاية ومسجد ، فلما أتمه طالبته زوجته بمهرها فقال لها : ما تريدين منى؟ قالت : أريد أن تعطينى ثواب عملك وأنت فى حل من المهر ، فأعطاها ثواب ما عمله ، وتم سنة عشرين وأربعمائة ، ويقال : سنة عشرين وخمسمائة ، وهو بناء عجيب حسن.

صفة الحجر الذى فى النقيل

وفى النقيل حجران فيهما على هيئة فرجى امرأتين ، سألت المكارى عن حالهما فقال : إنما كانتا امرأتين مسختا حجرين ، إحداهما بانت فى ضرس جبل ، والثانية قطعت وفرشت فى جملة بناء المدرج ، وبين الحجر والحجر مقدار عشرة أذرع ، تحيضان كل شهر ، ويقال : كل حول.

قال ابن المجاور : ورأيت فيه شيئا شبه الدم ولم يتحقق عندى أنه دم أو غيره.

حدثنى أحمد بن المهنا الصفار الحلى ثم القدسى قال : يمكن أن يكون ذلك الدم موميا بنى آدم ، لأن موميا ابن آدم الأصل فيه هو الذى يعقد من الحجر ويسيل.

وقال بعضهم : إنه يشم من الحجر رائحة كريهة ، شممت ذلك ووجدته

١٧٠

بخلاف ما قالوا ، والحجران هما على مائتين وثلاثين ملويّا ، وهما على يمين الصاعد من المفاليس إلى الجوة ، وعلى يسار النازل من الجوة إلى المفاليس قدر مائة وثلاثين ملويّا ، وعلامتهما أن نبت على رأس الحجر الواحد شجرتان سلم فيصل فيؤها إلى الحجر الثانى الذى أدخل فى جملة البناء.

وبقى النقيل على حاله إلى أن دخل شمس الدولة توران شاه بن أيوب اليمن فخربت العرب بعض النقيل لئلا يعبر أحد من الغز ، وبقى مهدوما إلى أن تمكن سيف الإسلام طغتكين بن أيوب من الملك وجدد عمارته من ماله ، والأصح أنه أمر تعقب بانيه بالجلالة.

وكان قبل أن يعمر الشيخ محمد بن سليمان بن بطال الركبى هذا النقيل طريق حرز ، وهو أن يخرج على لحج يدخل واديا ولا يزال يسير فيه إلى الجوة فى شعاب وأودية ووطاءة قريب المسافة ، وما قطع الناس مسير طريق حرز إلا من شدة الخوف بها لأنه لا يزال مسافره يحرز رأسا ، فلذلك سمى طريق حرز ، وسنذكره فى أعمال الجوة.

وإلى أسفل النقيل فرسخان وبه موضع منحدر يسمى المجرية ، وفيه أنشد بعضهم يقول :

قطعنا الحمراء والمجريه

مع تلك الجبال والأوديه

وإلى الحنشين نصف فرسخ ، وهما خطان أبيضان فى لحف جبل مستقيمان ، يقال : إنهما كانا حنشين ملتقيين فضربهما البرق فمسخوا خطين أبيضين.

وإلى الحواض فرسخ ، وطاءة ذات خوف شديد ، وإلى الجوة نصف فرسخ ، من أعمال الدملوة ، وإلى الدملوة فرسخ ، والله أعلم.

١٧١

تم القسم الأول من

تأريخ المستبصر

ويليه القسم الثانى

إن شاء الله تعالى

١٧٢

الموضوع

الصفحة

مقدمة الناشر............................................................ ٧

مقدمة المؤلف............................................................ ٩

أسماء مكة وصفاتها...................................................... ١١

زواج أهل مكة......................................................... ١٦

فصل (سيف الدولة مع بنت عمه)....................................... ١٧

صورة مكة............................................................. ٢٠

ولاة مكة.............................................................. ٢١

معاملات مكة.......................................................... ٢٢

من مكة إلى المدينة...................................................... ٢٤

فتح على هذه الجبال.................................................... ٢٤

وادى انظر............................................................. ٢٦

من مكة إلى الطائف.................................................... ٢٨

بناء الطائف........................................................... ٢٨

حصن الهجوم.......................................................... ٣١

الوهط................................................................. ٣٢

خروج سليمان بن عبد الملك إلى الطائف.................................. ٣٣

صفة الطائف.......................................................... ٣٦

من الطائف إلى جبل بدر................................................ ٣٧

السرو................................................................. ٣٨

جبل الملحاء............................................................ ٣٩

سيوف الصواعق........................................................ ٤٠

١٧٣

الموضوع

الصفحة

فصل (فى فنون السيوف)................................................ ٤١

(جبل الملحاء ثانيا)...................................................... ٤٣

نهر السبت............................................................ ٤٥

فصل (مسألة شرعية)................................................... ٤٥

فصل (قول بعض النصارى فى الإسلام)................................... ٤٦

شهور اليهود........................................................... ٤٦

من الطائف إلى صعدة................................................... ٤٩

صفة هذه الأعمال...................................................... ٤٩

ذهبان................................................................. ٥٠

من الطائف إلى مكة.................................................... ٥١

الحجاز................................................................ ٥١

من مكة إلى جدة....................................................... ٥٣

بناء جدة.............................................................. ٥٥

صورة جدة............................................................. ٥٧

الصهاريج.............................................................. ٥٨

خراب جدة............................................................ ٥٨

فضيلة جدة............................................................ ٦٠

أخذ الجزية من المغاربة................................................... ٦١

فصل (فى ذلك أيضا)................................................... ٦٢

فصل (ما رأى فى المنام).................................................. ٦٣

الجار.................................................................. ٦٣

١٧٤

الموضوع

الصفحة

فصل (حكاية)......................................................... ٦٣

جزر مطارد الخيل....................................................... ٦٤

صفة جدة............................................................. ٦٤

من مكة إلى المحالب..................................................... ٦٥

جبل كدمل............................................................ ٦٨

فصل (ما كتب فى الأحجار)............................................. ٦٩

زواج أهل هذه الأعمال.................................................. ٧٠

هبة الإمام أبى موسى.................................................... ٧١

من المحالب إلى صعدة................................................... ٧١

من المحالب إلى زبيد..................................................... ٧٢

فصل (فرج بن إسحاق وعبده)........................................... ٧٥

الأودية التى يقطع منها الخشب........................................... ٧٧

زبيد فى قديم الزمان...................................................... ٧٨

بناء زبيد............................................................... ٨٠

فصل (فى خلق أهل زبيد)................................................ ٨٥

تمام قصة آل زياد....................................................... ٨٦

فصل (فى ملوك زبيد)................................................... ٨٧

الجنابذ وقتل الصليحى................................................... ٩٠

صورة زبيد............................................................. ٩٣

دار شخار بن جعفر.................................................... ٩٤

انقطاع العرب من تهامة.................................................. ٩٤

١٧٥

الموضوع

الصفحة

النخل................................................................. ٩٥

شجر الكاذى.......................................................... ٩٧

صفة زبيد.............................................................. ٩٩

أسامى أهل هذه البلاد................................................ ١٠٥

من المهجم إلى زبيد.................................................... ١٠٧

المغلف والأسيخلة..................................................... ١٠٧

من زبيد إلى عدن..................................................... ١٠٨

بيع النخل............................................................ ١٠٩

فصل (حديث بدوى)................................................. ١١٢

صفة باب المندب..................................................... ١١٣

الفقرات.............................................................. ١١٤

بناء المزدوية المرة....................................................... ١١٤

حشمة أهل المنذرية.................................................... ١١٦

من العارة إلى الحليلة................................................... ١١٨

من العارة إلى المفاليس.................................................. ١١٨

ترن................................................................. ١١٩

من العارة إلى تعز...................................................... ١٢٠

من العارة إلى عدن.................................................... ١٢٠

جبل حريز........................................................... ١٢١

صورة حصن القاعدة................................................... ١٢٢

صفة وادى عبرة....................................................... ١٢٣

١٧٦

الموضوع

الصفحة

ذكر ما كانت عليه عدن فى قديم العهد.................................. ١٢٥

صفة نقر الباب وحفر النهر............................................. ١٢٧

المدن التى كانت حبوسا للملوك......................................... ١٢٨

جبل صيرة........................................................... ١٣٠

فصل (زوجة رام جندر والعفريت هنومت ، حكايات شتى فى حفر السرب) .................................................................... ١٣٠

المعجلين............................................................. ١٣٣

بحيرة الأعاجم........................................................ ١٣٤

بناء عدن............................................................ ١٣٤

فصل (القمر ، أهل سيراف ودخولهم عدن).............................. ١٣٥

ألقاب ملوك عدن من العجم........................................... ١٣٦

بناء الجامع........................................................... ١٣٩

أخبار آل زريع........................................................ ١٤٠

ما شجر بينهم........................................................ ١٤١

زوال ملك على بن أبى الغارات وحصولها للداعى سبأ....................... ١٤٢

(غارة ملك جزيرة قيس إلى عدن)....................................... ١٤٣

فصل (قتل الجاشو)................................................... ١٤٤

فصل (قبض توران شاه على عبد النبى وياسر بن بلال).................... ١٤٥

بناء سور عدن........................................................ ١٤٦

فصل (خروج الإنسان من البحر)....................................... ١٤٨

صورة عدن........................................................... ١٤٩

صفة عدن........................................................... ١٥٠

الآبار العذبة.......................................................... ١٥٠

فصل (بئر زعفران).................................................... ١٥٠

١٧٧

الموضوع

الصفحة

فصل (حديث فى الآبار)............................................... ١٥١

الآبار المالحة بعدن..................................................... ١٥١

آبار ماؤها بحر عدن................................................... ١٥١

الآبار الحلوة بظاهر عدن............................................... ١٥٣

وقاحة نساء البرابر.................................................... ١٥٤

فصل (فيها أيضا)..................................................... ١٥٤

فصل (فى كلاب عدن)................................................ ١٥٦

وصول المراكب إلى عدن............................................... ١٥٧

العشور.............................................................. ١٥٩

تخريج عشور الشوانى................................................... ١٦٠

الذى لم يؤخذ عليه عشور.............................................. ١٦١

ما استجد فى عدن.................................................... ١٦٢

فصل (فى وزن العشور)................................................ ١٦٣

صفة بيع الجوارى...................................................... ١٦٤

البيع والعيب......................................................... ١٦٥

خراب عدن.......................................................... ١٦٦

من عدن إلى المفاليس.................................................. ١٦٨

صفة بناء الجب....................................................... ١٦٩

من المفاليس إلى تعز................................................... ١٧٠

صفة الحجر الذى فى النقيل............................................ ١٧٠

فهرس القسم الأول.................................................... ١٧٣

١٧٨

القسم الثانى

١٧٩
١٨٠