تأريخ المستبصر

ابن المجاور

تأريخ المستبصر

المؤلف:

ابن المجاور


المحقق: ممدوح حسن محمّد
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٤٠

ولم يزل خراج عدن يصل إليها وهو مائة ألف دينار يزيد ولا ينقص إلى أن مات المكرم أحمد ، ثم وفى لها بعد موت المكرم العباس ومسعود ابنى المكرم ، فلما ماتا تغلب على عدن زريع بن العباس وأبو الغارات بن مسعود فسار المفضل بن أبى البركات إلى عدن وجرت بينه وبينهما حروب كان آخرها المصالحة على نصف خراج عدن.

ولما مات المفضل تغلبت أهل عدن على النصف الباقى فسار إليهم أسعد بن أبى الفتوح ابن عم المفضل فصالحهم على ربع الخراج للحرة ، ولما ثارت آل زريع فى التعكر تغلب أهل عدن على الربع الذى للحرة ولم يبق لها فى عدن شىء لموت رجالها ، ولم يقدر على بن إبراهيم بن نجيب الدولة على شىء من ذلك ، والله أعلم وأحكم.

ذكر ما شجر بينهم

نزل المفضل بن أبى البركات فى بعض غزواته إلى زبيد وكان معه زريع بن العباس وعمه مسعود بن المكرم ، ولهما يومئذ صبيان فى عدن ، فقتلا جميعا على باب زبيد ، ثم تولى الأمر بعدهما بعدن أبو السعود بن زريع وأبو الغارات بن مسعود ، ثم ولى الأمر بعدهما الأمير الداعى سبأ بن أبى السعود ومحمد بن أبى بكر بن أبى الغارات ثم ولده علىّ الأعز ثم علىّ بن أبى الغارات ، ثم الداعى محمد بن سبأ ، وهو آخر بنى داود ، ثم ولده عمران ، وصفت بعده لآل زريع محمد وأبى السعود ابنى عمران ، وهما طفلان ، والله أعلم وأحكم.

١٤١

ذكر السبب فى زوال ملك على بن أبى الغارات

وحصولها للداعى سبأ

كان محمد بن الجزرى نائبا لعلى بن أبى الغارات فى نصف عدن ، وأحمد ابن غياث نائب سبأ فى نصف عدن ، فقاسط ابن الجزرى فى قسمة الخراج أحمد ابن غياث فامتدت أيادى أصحاب على بن أبى الغارات إلى ظلم الناس وعاثوا وأفسدوا وأطلقوا أيديهم وألسنتهم بمذام الداعى سبأ ، فحينئذ قام القائد بلال بن جرير المحمدى إلى ولاة عدن ، وقد أمره الداعى أن يهايج القوم ويحرك القتال بعدن ففعل بلال ذلك وجرت بينهم وقائع عظيمة فى لحج آخرها قتل الداعى سبأ بن أبى السعود علىّ بن أبى الغارات بها سنة خمس وأربعين وخمسمائة ، وأوصى بالأمر لولده علىّ الأعز ، وكان على الأعز مقيما بالدملوة فهمّ أن يقتل بلالا بعدن ، فمات على الأعز وأوصى بالأمر لأولاده وهم : حاتم وعباس ومنصور ، وكانوا صغارا فجعل كفالتهم إلى أنيس ، خادم حبشى.

وكان محمد بن سبأ قد هرب من أخيه فاستجار بالأمير منصور بن مفضل بن أبى البركات فأجاره ، وحين مات على الأعز فى الدملوة سيّر بلال من عدن رجالا من همدان فأخذوا محمد بن سبأ من جوار المنصور بن المفضل ونزلوا إلى عدن فملّكه بلال واستحلف له الناس ، وزوّجه بلال ابنته ، وجهزه فى جيش فحاصر أنيسا ويحيى العامل بالدملوة فملكها وأطاعته البلاد كافة ، ثم مات فى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.

١٤٢

وتملك بعده ولده عمران بن محمد ثم مات سنة ستين وخمسمائة وخلّف ولدين : محمد وأبا السعود ، وتولى أبو الندا بلال بن جرير المحمدى سنة أربع وثلاثين ومات فى سنة سبع وسبعين وخمسمائة عن أولاد رجال منهم : مدافع وياسر ، وهم آخر الدولة.

ويقال فى رواية أخرى : وبعدهم ملك عدن سبأ بن أبى السعود ومحمد بن أبى الغارات ، من بنى زريع ، فكان أحدهم يجبى ما دخل من البر والثانى يجبى ما دخل من البحر ، وكانت البلد بينهما بالسوية ، يأخذ كلّ حقه من المكوسات ، وكان يجرى بين القوم فتنة عظيمة لأجل الماء والحطب وقتال شديد فى الدخل والخرج ، وذلك فى السائلة ، فبقوا على حالهم إلى أن جهز ملك الجزيرة قيس دوانيج وبرمات شبه أبرام النارنجيات ونهابيق ... لأخذ عدن من أربابها ، فلما وصلت الدوانيج أرسوا تحت جبل صيرة وأنفذوا رسولهم إلى بنى زريع ، يعنى أصحاب التعكر والخضراء وقالوا لهم : اعلموا أن ملك كثر أنفذنا على أخذ عدن ، فإن جئتم بالصلح وإلا جئناكم بالفتح ، وهو أقبح ، فقال لهم صاحب حصن الخضراء : أنا عبدكم والبلد بلدكم وولوا فيها من شئتم.

فلما سمع القوم هذه المقالة نزلوا من الدوانيج والبرمات إلى السواحل وقلوبهم آمنة بالأمان والطاعة ، وأنفذ لهم صاحب حصن الخضراء الإضافة التامة ، وأرسل لهم بالدقيق والغنم والنبيذ فخبز القوم وطبخوا ودارت الأقداح بين القوم.

فلما رأى مقدم الجاشو فعل أصحابه قال لهم : كفوا عما أنتم عليه عاكفون ، ولا شك أنها حيلة عليكم أيها الجاهلون! فأنفق عليهم خبزا ولحمّا ونبيذا وجاشوا كما قال :

١٤٣

إنى بليت بأربع ما سلطوا

إلا لحتفى أو بلاى وشقائى

الهم والدنيا ونفسى والهوى

كيف التخلص من يدى أعدائى

فصل : فلما أرست الجاشو مرسى عدن أنفذ صاحب النعكر إلى ابن عمه صاحب الخضراء وقال له : ما نصنع وهذا العدو قد دهمنا؟ فقال له : غلطنا فى الكيل فشرد منا الحيل واعمل برأيك فيما ترى ، فقال : انزل من الخضراء وأنا أكفيك شرهم ، فنزل النحس شبه ألف جعس وسلم الحصن إلى ابن عمه ، وأنشد المنصور بن إسماعيل الأبزى يقول :

الناس بحر عميق

والبعد عنهم سفينة

وقد نصحتك فانظر

لنفسك المسكينه

وحدثنى الشيخ بلال بن جرير المحمدى قال : لما ملكت حصن الخضراء بعدن وأخذت الحرة بهجة أم على بن أبى الغارات وجدت عندها من الذخائر ما لم يقدر على مثله ، وعدن كلها بيدى فى مدة متطاولة.

قال بلال : وبين عدن وبين لحج مسيرة ليلة ، فأذكر أنى كتبت من عدن بخبر الفتح وأخذ الخضراء وسيّرت بشيرا بالبشرى إلى مولانا الداعى سبأ بن أبى السعود ، وفى اليوم [الذى] كان فيه فتح الخضراء فتح مولانا مدينة الرعارع فالتقى رسولى ورسوله بالبشرى ، وذلك من أعجب التأريخ سنة خمس وأربعين وخمسمائة.

واشتغلت الجاشو بالأكل والشرب ودار السّكر بينهم ، فصار مقدمهم ينادى أصحابه : كفوا عما أنتم عليه مشغولون ، فلم يسمع منه إلا من له لب وفهم ، وبقى

١٤٤

الباقون غادون على حالهم إلى أن نزل صاحب حصن النعكر مع جمع من الخلائق ، فركبوا السيف على الجاشو فلم يسلم منهم إلا كل طويل العمر ، فكانت جماجم رءوسهم ملء تلك الأرض ، فكان إذا أشكل على رجل من أهل عدن موضعا قال : أين من الجماجم؟ فعرف الموضع بالجماجم ، والمعنى بالجماجم رءوس الجاشو.

فلما انتصرت بنو زريع هذا النصر نزلوا من الحصون وسكنوا الوادى وبنوا الدور الملاح ، وهم أول من بنى الدور الحجر والجص بعدن ، وكان يجلب الحجر إلى عدن من أعمال أبين لأجل العمارة ، ولم يظهر لأهل عدن المقلع إلا أبو الحسن على بن الضحاك الكوفى ، فلما أن سكن عدن اشترى عبيدا زنوجا يقطعون الحجر من جبال عدن ، وكانت الجوارى تنقله على أعناقها ، فمن حينئذ قطعوا الحجر بها وصارت مقالع يعرف كل مقلع بصاحبه : مقلع على الأنكى ، ويوسف الأردبيلى ، ومقلع ريتيه النحار ، ومقلع إسماعيل السلامى ، ومقلع حميد بن حماسة ، ومقلع عبد الواحد بن ميمون ، ومقلع أبى الحسن بن الدورى ، وتملكوها إلى أن صارت لهم ملكا ومستغلات.

فصل : ولما قبض شمس الدولة توران شاه بن أيوب بن شاذى على عبد النبى ابن على بن مهدى ، وهو آخر من تولى من العرب أرض الحصيب ، وجاء به مسلسلا إلى عدن ، وقبض على ياسر بن بلال بن جرير المحمدى ، مولى الداعى محمد بن أبى السعود بن زريع ، وهو آخر من تولى من الدعاة ، أقعد كل واحد منهم فى خيمة وحده ، فالتفت عبد النبى فوجد ياسر بن بلال يسارقه بالنظر فقال : يا عبد السوء ما تنظر إلا إلى أسد مقيد بقيد من حديد ومسلسل بسلاسل حديد.

١٤٥

وكان أبناء زريع يؤدون الخراج إلى الخلفاء الفاطميين ، وهو لأجل المذهب لأن القوم كانوا إسماعيلية ، وكل من تولى بأرض اليمن من بنى زريع يسمى الداعى ، أى يدعو الخلق إلى المذهب ، والملاحدة الذين هم ملوك كردكوه وألموت ، وهما حصنان على جبل على مدور لهم ـ أى للملاحدة ـ يأخذون الخراج من جبل السماق الذى لهم بأعمال الشأم ، ومن القرامطة الذين بالسند ، ومن التورسنا الذين هم بأعمال نجران ، وإن كانوا كفارا فهم على عقيدة واحدة ، وبعدهم ملك الغز البلاد وبنوا المنظر على جبل حقات بعد رجوع شمس الدولة توران شاه بن أيوب من اليمن إلى مصر ، وسلم عدن إلى فخر الدين ، أبو عثمان ، عمر بن عثمان بن على الزنجبيلى التكريتى.

ذكر بناء سور عدن

حدثنى عبد الله بن محمد بن يحيى قال : أرسى مركب من المغرب إلى عدن فى الليل فنزل الناخوذة من المركب فدار عدن فإذا هو بدار عالية وبه شمع يقد وعود يبخر فدق الباب فنزل الخادم ففتح له وقال له : هل لك من حاجة؟ قال التاجر : نعم ، فاستأذن الخادم له ، فقال له صاحب الدار يصعد ، فصعد فسلّم كلّ على صاحبه ، من غير معرفة ، وجرى الحديث ، فقال الناخوذة : إنى قدمت الليلة من المغرب وأريد من إنعام المولى أن أخفى عنده بعض التحف ، قال : ولم؟ قال : خوفا من الداعى ، وقال له : أقبل ولا تخف من الظالمين ، انقل جميع ما معك إلى الدار الفلانية ، فنزل التاجر فصارت البحارون ينقلون المتاع من المركب إلى

١٤٦

الصناديق إلى الدار إلى أن يخلوا ثلثى ما فى المركب ، فلما أصبح الناخوذة وجد صاحبه البارحة الداعى بعينه ، وقال فى نفسه : خفت من المطر فوقعت تحت الميزاب ، وتشوش خاطره واسودّ ناظره ، فأنفذ الداعى إليه وقال له : أنا صاحبك البارحة وأنا الداعى مالك عدن ، اليوم طيّب قلبك واشرح صدرك ، عشور مركبك هبة منى إليك مع الدار التى نزلت فيها ، وهذه الف دينار تنفقها ما دمت فى بلادنا ، وحرام علىّ أخذ شىء منك ، لا على وجه الهبة ولا على وجه البيع والشرى ، فقال له الناخوذة : وعلام (١) هذا كله؟ قال : لدخولك علينا البارحة منزلنا فى نصف الليل ، وأمر أن يمد سور من الحصن الأخضر إلى جبل حقات فأدير سور ضعيف وارتدم بعضه على بعض واهتدم لدوام الموج عليه ، فلما خرب أدير عليه سور ثان من القصب شبّك ، وبقى على حاله إلى أن بناه أبو عثمان عمر بن عثمان بن على الزنجبيلى التكريتى دائرا على جبل المنظر إلى آخر جبل العر وركّب عليه باب حقات ، وأدار سورا ثانيا على الجبل الأخضر ، وحده من حصن الأخضر إلى التعكر على رءوس الجبال ، وأدار سورا على الساحل من الصناعة إلى جبل حقات ، وركب عليه ستة أبواب : باب الصناعة ، وباب حومة ، وباب السكة ، وهما بابان يخرج منهما السيل إذا نزل الغيث بعدن ، وباب الفرضة ومنه تدخل البضائع وتخرج ، وباب مشرف ، لا يزال مفتوحا للدخل والخرج ، وباب حيق ، لا يزال مغلقا ، وباب البر ، قد تقدم ذكره ، وبنى سورها بالحجر والجص ، وبنى الفرضة وجعل لها بابين.

__________________

(١) فى الأصل : «على ما» والصواب هو المثبت ، لأنه يجب حذف ألف «ما» الاستفهامية إذا جرّت مع إبقاء الفتحة دليلا عليها ، فرقا بينها وبين الموصولة ، وإذا كان الجار قبلها مختوما بألف مقصورة أبدلت ألفا محضة مثل : «إلام ـ علام ـ حتام».

١٤٧

فصل : قال ابن المجاور : وخروج الإنسان من البحر كخروجه من القبر ، والفرضة كالمحشر ، فيه المناقشة والمحاسبة والوزن والعدد ، فإن كان رابحا طاب قلبه ، وإن كان خاسرا اغتم ، فإن سافر فى البر فهو من أهل ذات اليمين ، وإن رجع فى البحر فهو من أهل ذات الشمال.

فإذا كان هذا حال المخلوق فى عالم الكون والفساد مع مخلوق كذا ، فكيف حال المخلوق بين يدى الخالق غدا فى هول العرض الأكبر ، اللهم لا تناقشنا يا كريم.

وبنى ابن الزنجبيلى قيصارية العتيقة والأسواق والدكاكين ودور الحجر ورجعت عدن فى زمانه ، فلما دخل سيف الإسلام إلى عدن أوقف ابن الزنجبيلى جميع الأملاك على مكة سنة خمس وسبعين وخمسمائة ، وبنى الملك المعز إسماعيل ابن طغتكين بن أيوب بنية جميعها دكاكين بالباب والقفل للعطارين قيصارية جديدة ، ثم بناها المعتمد رضى الدين محمد بن على التكريتى على اسم الملك المسعود يوسف بن محمد بن أبى بكر ، وكثر الخلق بها فبنوا الدور والأملاك وتوطن بها جماعة عرب من كل فج عميق.

وبنى المعتمد محمد بن على حمام حسين وحفرت الناس بها الآبار وبنوا بها المساجد وأقاموا المنابر ورجعت طيبة.

والأصح إنما عمرت إلا بعد خراب فرضة أبين وهرم ، وانتقل التجار من هاتين المدينتين وسكنوا قلهات ومقدشوه فعمرت الثلاث المدن حينئذ ، والله أعلم.

١٤٨

وصورة عدن على هذا الوضع والترتيب :

١٤٩

صفة عدن وذكرها

بناء البلد فى وادى البحر مستدير حوله هواؤه كرب ولكنه يقطع خل الخمر فى مدة عشرة أيام ، وماؤها من الآبار وشىء يجلب من مسيرة فرسخين ، والله أعلم.

ذكر الآبار العذبة

داخل عدن بئر حلقم عود السلطانية ، وبئر على بن أبى البركات بن الكاتب قديمة ، وبئر أحمد بن المسيب ، وبئر ابن أبى الغارات قديمة ، عند باب عدن ، وبئر المقدم قديمة ، وثلاثة آبار لداود بن مضمون اليهودى ، وثلاثة آبار للشيخ عمر بن الحسين ، وبئر لعلى بن الحسين الأزرق ، وبئر جعفر قديمة طولها أربعون ذراعا ، وبئر زعفران ، اشتريت بمدته وأوقفت على المسلمين.

فصل : حدثنى عبد الله بن محمد بن يحيى قال : إنه كان ينقل ماء بئر زعفران إلى سائر بلاد اليمن ، قال لأن سيف الدين ، أتابك سنقر مولى الملك المعز إسماعيل بن طغتكين ، شرب عند المعتمد محمد بن على التكريتى نبيذا أعجبه طعمه فقال له : مم عملت هذا النبيذ؟ قال : من ماء زعفران ، إذا أفلت فى هذا الماء داذىّ وترك فى الشمس يرجع نبيذا كاملا ، ولا يحتاج إلى عسل ولا إلى شىء ، أى وضعة ، فمن الحين كان ينقل له هذا الماء إلى الجند وتعز وصنعاء وزبيد يعملون منه نبيذا ، والأصح ماء الترب.

١٥٠

ويقال : إنه فى الأصل كان عذبا فراتا والآن قد علته ملوحة بعض الشىء من سوء أفعال الخلق.

وبئر السلامى ، بئر حفرها الشيخ إسماعيل بن عبد الرحمن السلامى ، وبئر روح قديمة ، وبئر عود قديمة ، وبئر ابن الذؤيب صهر الشيخ معمر بن جريج ، وبئر الحمام حفرها محمد بن على التكريتى ، وبئر الحمام الثانية قديمة ، وبئر مور قديمة ، وبئر جلاد قديمة ، وبئر الخضامى قديمة.

فصل : حدثنى محمد بن زنكل بن الحسن الكرمانى عن رجل من أهل عدن قال : حدثنى عبد الله بن محمد الإسحاقى الداعى أن بداخل عدن مائة وثمانون بئرا حلوة ولكنها مانعة ، والله أعلم.

ذكر الآبار المالحة بعدن

بئر وضاح قديمة ، وبئر ثانية إلى جنبها ، وبئر مين عند مرابط الخيل ، وبئر أم حسن قديمة ، وبئر قندلة على طريق الباب ، وبئر سنبل قرب الحمام ، وبئر سالم ، وبئر حندود ، وبئر فرج ، وبئر الزنوج ، وبئر الأفيلة وحفرت سنة عشرين وستمائة ، وبئر ريش السوانى ، وبئر فى قرب دار القطيعى السلاطة ، وبئر الشريعة.

ذكر آبار ماؤها بحر عدن

بئر فى حافة الدياكلة ، وبئر عند باب مكسور ، وثلاثة آبار للبرابر ، وبئر عند

١٥١

الجامع ، وبئر عند مسجد أبان ، وبئر مسجد المالكية ، وبئر حبس القاضى ، وبئر أبى نعمة ، وبئر الجماجم ، وبئر الصناعنة ، وبئر سوق الخزف ، وثلاثة آبار عند بيت ابن فلان ، وبئر سنبل ، وبئران عند مسجد النبى ، وبئر الأديب ظفر ، وبئر حقات ، وبئرا حساس ، وبئر الجرائحى ، والصهريج عمارة الفرس عند بئر زعفران ، والثانى عمارة بنى زريع على طريق الزعفران أيمن الدرب فى لحف جبل الأحمر ، إذا حصل المطر تقلب السيل إليه يومين ويضمن كل عام بسبعمائة دينار.

قال ابن المجاور : وضمن بعضهم هذا فى منتصف ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وستمائة بألف وثلاثمائة دينار ، فقصصت هذه الحكاية على الكرمانى الحفار فقال : يمكن أن تكون مزورة ، قلت له : الدليل عليه أن الغيم والشمس لا يزالان يعلوانه وكلما تقصره الشمس يحلو ، قال : أليس أن الشمس تأخذ ما خف من المياه؟ قلت : فما أخف فى المياه من الماء المالح ولا أثقل من الماء الحلو ، قال : أريد على هذا برهانا ، قلت : لو لم يكن ماء البحر خفيفا لجاف ، ولو جاف لما كان أحد يسلكه فمن خفته ثبت على حال واحد.

والوجه الرابع : حدثنى عبد الله بن مسلم ساكن المياه وعبد الله بن يزيد الحجازى وغزى بن أبى بكر وعمرو بن على بن مقبل قالا جميعا : إن وراء جبل العرفضاء وعليه جبل دائر والبحر مستدير حول الجبل وفى صدر الوادى ، أى فى لحف الجبل ، يخرج منه عين ماء عذب يغلب إلى الوادى ، وقد نبت على نداوة هذه العين شجر الأراك والتنضب والعشر وقد يرجع عقدة ، قلت : فلم لا يستقى منها أهل عدن؟ قال : ليس إلى هذا سبيل ولا عليه طريق الرجالة تتعلق فى لحف الجبل ،

١٥٢

قلت : وما علمكم بهذا؟ قال : إن عاما من الأعوام خالفت عدن وغلقت أبوابها ونحن فى المياه فهربنا بجمالنا إلى هذا الوادى ، قال : فحينئذ حبر ابن المعلا وهذا هو الأصل فى البينة ، وسلم من ساعته.

ذكر الآبار الحلوة بظاهر عدن

بئر أحمد العشيرى قديمة طيبة الماء ، بئر أحمد بن المسيب حفرت سنة أربع عشرة وستمائة ، وبئر العقلانى حفرت سنة خمس عشرة وستمائة ، وبئر خيط عتيقة ، وبئر عقيب وتسمى بئر الكلاب ، ويقال : إن الكلاب نبشت الأرض فى هذا الموضع فحفرت عقيب ذلك فى ذلك المكان بئر عرفت البئر ببئر الكلاب ، وجدد عمارتها أحمد العشيرى سنة اثنتين وستمائة ، وبئر الجديدة حفرت سنة إحدى وعشرين وستمائة ، وبئر السلامى حفرت سنة سبع عشرة وستمائة ، والآبار التى بطريق اللخبة آبار اللخبة بئر السماكين على الطريق فى قرب المسجد ، حفرت سنة ست عشرة وستمائة ، وبئر الموحدين فى أول شط اللخبة ، وبئر أصحاب العمارة ، حفرت سنة أربع عشرة وستمائة لأجل ضرب اللبن ، وبئر الشيخ على بن عبيد ، فى وسط اللخبة ، حفرت سنة عشر وستمائة ، وبئر السعفة ، حفرت على طريق المفاليس قديمة ، ولم يستق منها إلا إذا غلا الماء بعدن ، وبئر العماد على طريق أبين قديمة ، يستقى منها أيام الموسم.

وغالب سكان البلد عرب مجمعة من الإسكندرية ومصر والريف والعجم والفرس وحضارم ومقادشة وجبالية وأهل ذبحان وزيالع ورباب وحبوش ، وقد التأم إليها

١٥٣

من كل بقعة ومن كل أرض وتمولوا فصاروا أصحاب خير ونعم ، وغالب أهلها حبوش وبرابر.

ولم يكن فى سائر الربع المسكون والبحر المعمور أعجب من نساء البرابر ولا أوقح منهن ، والله أعلم.

القول على وقاحة نساء البرابر

إذا تخاصم بعض نساء البرابر مع أخرى تخلع ما عليها من الثياب وتلطم صدرها وتصفق وتقفز وتسلق عينيها فى وجه صاحبتها وتغدو كل واحدة منهما تارة تنام وتارة تنحنى وتارة تضحك و [تارة] تبكى وتارة تعبس وتارة تلطم ، وتنتف شعرتها تذره فى الهوى وتدخل إصبعها فى رحمها وتلعق صاحبتها من رحمها أو تدس إصبعها فى ثقبها ، تشمّ صاحبتها الخراء ، وأيش ما عملت إحداهن عملت الأخرى مثل الأولى ، فما رأيت أوقح ولا أوسخ ولا أقل حياء من البرابر ، لا جزاهم الله عن الإسلام خيرا ، وقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الإيمان» وقال حكيم : إذا لم تستحى فاصنع ما شئت ، وقال بعض العجم فى هذا المعنى شعرا :

چه نيكو كفت خسرو با سپاهى

چو شرمت نيست رو آن كن كه خواهى

فصل : نساء بين الصورين بالموصل ونساء النفّاطات ببغداد إذا خاصمت إحداهن الأخرى تصعد السطح عريانة وتقف على الطف وتضرب يدها على رحمها وتقول : اضربى من خرئى لبن ومن شعرتى تبن ، ونساء يتربون فى الخانات ،

١٥٤

يسمونهم العجم كام سروانى ، إذا خاصمت إحداهن الأخرى تضرب إصبعها فى جعصها وتشم صاحبتها ، ونساء السناكمة فى اليمن إذا خاصمت إحداهن الأخرى ترفع إزرتها وتقف على أربع وتقول للتى تقابلها : بالله يا ستى أبصرى الهلال قد طلع والخزا قد انقطع ، ونساء سيوستان تخلع ثيابها وتنزل السيل عريانة تسبح ، ونساء القرامطة إذا قعدت لقضاء حاجة تغطى وجها وتكشف قماشها كله ، ونساء النهروان تمدد قائمة قدام المزين ويحلق لها شعرتها ، وإذا أرادت أن يحلق لها شعر استها يدس المزين فى استها أكرة صغيرة فيها خيط ممدود وتضم المرأة شعرتها على الأكرة ويمد المزين الخيط بيده اليسرى فحينئذ تخرج شعرتها فيحلق الشعر بيده اليمنى وكذلك الرجال ، ونساء الروم يدخلن الحمام مع الرجال فتدخل المرأة مع زوجها عريانة ، والسماكات فى الديبول ، فإذا تخاصمت امرأة مع أخرى تدس السمك فى رحمها ، والنساء اللاتى يبعن الخضر تدس فى رحمها فجلة.

ملبوسهم الكتان والعمائم الملس ، وأما العجم فتتعمم بذؤابة بر الذؤابة فتغرزها فى العمامة ثانية ، وهكذا أصحاب الشيخ عدى بالموصل ، وعلى كتف كل واحد منهم كرأى مصلى أو منديل مطرز.

وقيل لرجل من أهلها : تعال معى إلى فلان ، قال : أنا عريان ، قال : أليس ثيابك عليك؟ قال : صدقت ، ولكن ليس معى كرو.

لبس نسائهم الحجل ، وهو الخلخال ، والحراف ، ويسمى عند العجم مسحه ، والدملج.

وأنشد بعضهم فى حلى أهل اليمن :

١٥٥

يا بدرتم طلعا

ونور فجر سطعا

ويا قضيبا ناعما

على كثيب مرعا

وبارقا من ثغر من

يهواه قلبى لمعا

ويا غزالا مربى

عصرا يجر الخلعا

محجلا مدملجا

محرقا مملجعا

مشيعا مظرقا

مطوفا مقنعا

معبلا محجلا

مكحلا مشرعا

منعما معطرا

ملطفا مسرعا

ومادتهم من الهند والسند والحبشة وديار مصر ، ومأكولهم الخبز وأدمهم السمك ، غاية عمل نسائهم القفاع ، ورجالهم تبيع العطر والقنبار ، وبناء دورهم مربعة ، كل دار وحدها طبقتان السفلى منهما مخازن والعليا منهما مجالس ، وبناؤهم بالحجر والجص والخشب والملح والجص.

فصل : اختفت الكلاب فيها بالنهار ، وذلك أن كلبا كلب فأكل بعض أولاد البرابر ، فاستغاثت المرأة البربرية إلى رضى الدين المعتمد محمد بن على التكريتى ، فأمر المعتمد بقتل كل كلب فى عدن ، فقتل فى اليوم خمسة وعشرون كلبا وهرب الباقون إلى رءوس الجبال وبطون الأودية ، وسكنوا طول النهار ويخرجون فى الليل يدورون البلد بالليل ، وذلك فى سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ، يأكلون ما يجدونه مرميا فى السناديس ، لأن سناديس القوم على وجه الأرض ، كما قال ابن عباد الرومى :

يربين القطاط بغير نفع

ليأكلن الذى يرمين سقطا

فهن قبور أولاد الزوانى

إذا أسقطتهن لثمن قطا

١٥٦

ولم يظهر بمكة كلب بالنهار بل يأوون فى الجبال ، وتأوى الكلاب فى الكوفة بالنخيل ، وفى مقدشوه بالمقابر ، وأما كلاب عدن فنعوذ بالله من عضهم ، لأنهم رجعوا سما ناقعا لقلة شربهم الماء ، وإذا حصل لهم ماء يكون مالحا ، وهو أشد من كل شديد.

ذكر وصول المراكب إلى عدن

إذا وصل مركب إلى عدن وأبصره الناظرون والناطور على جبل نادى بأعلى صوته : هيريا! وهو آخر جبل الأخضر الذى بنى عليه الحصن الأخضر ، ويسمى فى الأصل سيرسيه ، وما يقدر الناطور ينظر إلا عند طلوع الشمس وغروبها لأن فى ذلك الوقت يقع شعاع الشمس على وجه البحر فيبان عن بعد مسافة ما كان ، ويكون الناطور قد عرض عودا قدامه ، فإذا تخايل له شىء فى البحر قاس ذلك الشىء على العود ، فإن كان طيرا أو غيره زال يمينا أو شمالا أو يرتفع أو يهبط فيعلم أنه لا شىء ، وإن كان الخيال مستقيما على فىء العود ثبت عنده أنه مركب أشار إلى صاحبه وهو ينادى : يا هيريا! وأشار صاحبه إلى رفيقه وأشار الرفيق إلى جراب بإعلام المركب ، فحينئذ يوصل الجراب خبر المراكب إلى والى البلد ، فإذا خرج من عند الوالى أعلم المشائخ بالفرضة ، وبعدهم ينادى بأعلى صوته من على ذروة الجبل : هيريا هيريا هيريا! فإذا سمع عوام الخلق الصوت ركب كلّ جبلا وصعد سطحا يشرف يمينا وشمالا ، فإن كان ما ذكره صحيحا يعطى له من كل مركب دينار ملكى ، وذلك من الفرضة ، وإن كان كاذبا يضرب عشرة عصى.

١٥٧

فإذا قرب المركب ركب المبشرون الصنابيق للقاء المركب ، فإذا قربوا من المركب صعدوا وسلموا إلى الناخوذة ويسألونه من أين وصل؟ ويسألهم الناخوذة عن البلد ومن الوالى وسعر البضائع؟ وكل من يكون له فى البلد أهل أو معارف من أهل المراكب إما أن يهنوه أو يعزوه له وعليه ، ويقدم مبشر نحو الناخوذة ويكتب اسم الناخوذة وأسماء التجار ويكون الكرانى قد كتب جميع ما فى بطن المركب من متاع وقماش فيسلم إليهم الرقعة ، وينزل المبشرون فى الصنابيق راجعين إلى البلد كلهم رأسا واحدا إلى الوالى ويعطونه رقعة الكرانى مع ما كتبوه من أسماء التجار ويحدثونه بحديث المركب ومن أين وصل وما فيه من البضائع ، ويخرجون من عنده يدورون فى البلد يبشرون أهل من وصل بجمع الشمل ويأخذ كلّ بشارته.

فإذا وصل المركب المرسى وأرسى تقدم إليهم نائب السلطان ويصعد المفتش يفتش رجلا بعد رجل ، ويصل التفتيش إلى العمامة والشعر والكمين وحزة السراويل وتحت الآباط ويضرب بيده على حجرة الإنسان ويدخل يده بين أليتيه ويشتمه على قدر المجهود ، وكذلك عجوز تفتش النساء تقرب بيدها فى أعجازهن وفروجهن.

فإذا نزلت التجار إلى البلد نزلوا بدبشهم من الغد ، وبعد ثلاثة أيام تنزل الأقمشة والبضائع إلى الفرضة تحل شدة شدة وتعد ثوبا ثوبا ، وإن كان من بضائع البهار يوزن بالقبّان ويضرب فى جميع ما أشكل عليهم الشبح لئلا يبقى شىء وقد عاهدوا الله عزوجل أن يبذلوا المجهود قدام المشائخ.

قال ابن المجاور : وحينئذ يظهر على التاجر الحراف ويقتله الحزن ويبقى فى وادى الدبور بما يعملون معه من الفعل الذى يطير منه البركة والسعادة.

١٥٨

ذكر العشور

ثم ضرائب وقوانين ، استجدت من أيام دولة بنى زريع ، ويقال : أول من استجده فلان اليهودى ، وقيل : يسمى خلف اليهودى النهاوندى ، فبقيت الخلق تجرى على قواعدهم وضرائبهم إلى يوم الدين ، يؤخذ فى بهار الفلفل ثمانية دنانير عشورا ودينار شوانى ، وخروجه على الفرضة ديناران ، وعلى قطعة النيل أربعة دنانير شوانى ، وخروجه من الفرضة ربع ، وعلى بهار الأنكزة ، وهو الحلتيت ثمانية دنانير ، وعلى بهار قشر المحلب ثلاثة دنانير ونصف ، وعلى بهار الطباشير أحد وعشرون دينارا إلا ثلث ودينار شوانى ، وعلى عود الدفواء نصف المبلغ ، وعلى فراسلة الكافور خمسة وعشرون دينارا ونصف وسدس ، وعلى بهار الهيل سبعة دنانير ، وعلى فراسلة القرنفل عشرة دنانير وشوانى دينار ، وعلى الفراسلة عشرة أمنان عنها عشرون رطلا ، وعلى فراسلة الزعفران ثلاثة دنانير وثلث ، وعلى بهار الكتان سبعة دنانير ونصف.

وإذا ابتاع مركبّا يؤخذ من البائع من المائة عشرة دنانير ، ويؤخذ من الحديد عشور النصف استجد فى أيام دولة سيف الإسلام طغتكين بن أيوب ، أول من أخذ منه من أبى الحسن البغدادى ، ويقال : من فلان الفروانى سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، ومن الملاك الربع ، ويقال : الثلث ودينارين استظهارا ، ومن بهار الفوة اثنى عشر دينارا استجد فى أيام دولة الملك المعز إسماعيل بن طغتكين ، وكان عليه قبل ديناران ، ويقال : ثلاثة ، وعلى بهار الحمر ثلاثة جوّز ، وعلى العشرة المقاطع ديناران ونصف ، وعلى العشر العقدات نصف وربع جائز ، وعلى الرأس الضأن ربع ،

١٥٩

وعلى الحصان إذا دخل البلد خمسون دينارا استجد فى دولة الملك الناصر أيوب بن طغتكين بن أيوب ، ويؤخذ فى خروجه إلى البحر سبعون دينارا ، وعلى الرأس الرقيق ديناران ، وإذا خرج من الباب نصف دينار ، وعلى العويلى السندابورى ثمانية دنانير ودينار شوانى ، ويؤخذ فى الخروج من الباب على العوملى نصف دينار وهو لضامن دار النبيذ ، ويؤخذ على شقق الحرير من عمل زبيد نصف دينار وجائز ، وعلى الثوب الظفارى ربع وجائز ، وعلى الشقة البيضاء ثمن ، وعلى السوسى ثلاثة قراريط ، وعلى فوط السوسى ربع وجائز ، وعلى كورجة المحابس أربعة دنانير ، وعلى كورجة الأحواك ديناران ونصف ، وكذلك السباعى ، وعلى كورجة الثياب الخام الهندى ديناران ونصف ، و [يؤخذ] على سواسى الكتان الكبار جائزان وقيراط وعلى الصغير جائزان وفلسان ، وعلى كل قفعة ذرة ثمن ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

ذكر تخريج عشور الشوانى

لم يكن ملوك بنى زريع يعرفون الشوانى وبقوا إلى أن دخل شمس الدولة توران شاه بن أيوب اليمن ودخل معه شوان ، فلما خرج ولى عثمان بن على الزنجبيلى التكريتى عدن وبقيت عنده الشوانى إلى أن هرب دخل سيف الإسلام طغتكين بن أيوب اليمن ، فأشار عليه بعض أرباب العقل فقال له : وبم تستحل أخذ العشور من التجار؟ قال : أجرى على ما كانت عليه ملوك بنى أيوب فيما تقدم من الأيام ، فقال له : إنهم كانوا يأخذون الناس بيد القوة ولكن خذ ذلك أنت على رأى تشكر به عند الخلق ، قال : وما هو؟ قال : أنفذ بهذه الشوانى إلى البحر يحموا التجار من السراق

١٦٠