أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك

محمّد بن علي البروسوي [ ابن سباهي زاده ]

أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك

المؤلف:

محمّد بن علي البروسوي [ ابن سباهي زاده ]


المحقق: المهدي عيد الرواضية
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٣

وقيل : مخرجه من قرب الأنبار تحت قنطرة دهما. وأخبر سليمان بن مهنّا (١) أنّ مخرج نهر عيسى تحت الأنبار بالقرب منها عند ضيعة يقال لها الفلوجة ، قال : وفي أيّام نقص الفرات ينقطع جريان نهر عيسى ، وتسقى البساتين التي عليه بالدواليب من مستنقعات تبقى في النّهر (٢) المذكور ، ويسير إلى بغداد (فإذا وصل إلى المحول تفرّع منه عدّة أنهار ، ويصبّ في جوف الجانب الغربيّ من بغداد) (٣) في دجلة ، ونسبتة إلى عيسى بن [علي بن](٤) عبد الله بن عبّاس وهو عمّ المنصور.

ومنها نهر صرصر : بالفتح والسكون وتكرير الصّاد والرّاء المهملتين ، ومخرجه من الفرات تحت مخرج نهر عيسى ، ويسير في سواد العراق الذي بين بغداد والكوفة حتّى يصل إلى صرصر ، ويسقي ما عليه من البلاد ، ويصبّ في دجلة بين بغداد والمدائن.

[ومنها نهر الملك : ومخرجه من تحت نهر صرصر ، ويسقي ما عليه من سواد العراق ، ويصبّ في دجلة تحت المدائن](٥).

ومنها نهر كوثى : في المراصد (٦) : بالضمّ ثم السكون والثاء مثلّثة [٢٤ أ] وألف مقصورة تكتب ياء لأنها رابعة الاسم ، ومخرجه من تحت نهر الملك وكذلك يسقي سواد العراق ، ويصبّ في دجلة تحت مصب نهر الملك (٧) ، وإذا جاوزت الفرات نهر كوثى بستة فراسخ تنقسم (٨) بقسمين ويمرّ أحدهما وهو الجنوبيّ إلى

__________________

(١) في الأصل و (س): «بهنا».

(٢) في الأصل : «النكر».

(٣) ما بين القوسين ساقط من (ر).

(٤) ساقط من الأصل.

(٥) ساقط من الأصل.

(٦) صفي الدين البغداديّ ٣ : ١١٨٥.

(٧) في (ر): «المسلك».

(٨) في (س) و (ر): «انقسمت».

٨١

الكوفة ويتجاوزها ويصبّ في البطائح. ويمرّ الآخر وهو أعظمها بازاء قصر ابن هبيرة عند طول سبعين ونصف وعرض اثنتين وثلاثين وخمس (١) وأربعين دقيقة ، ويعرف هذا القسم الأعظم الثّاني بنهر سورا ، ويتجاوز قصر ابن هبيرة ويسير جنوبا إلى مدينة بابل القديمة عند طول سبعين وعرض اثنتين وثلاثين درجة وخمس عشرة دقيقة ، ويتفرّع من نهر سورا المذكورة بعد أن يتجاوز بابل عدّة أنهر ويمرّ عموده إلى مدينة النيل ، ويسمّى من بعد النيل نهر الصراة (٢) ، ثمّ يتجاوز النيل ويصبّ في دجلة وسورا بضمّ السّين المهملة وآخره ألف تمدّ وتقصر ، وهي قرية على هذا النّهر نسب النّهر المذكور إليها.

ذكر دجلة وما يصبّ إليها وما يتشعّب منها

من المشترك (٣) : دجلة بكسر الدّال المهملة وسكون الجيم ، قال : وهي نهر عظيم مشهور مخرجه من بلاد الرّوم ، ثم يمرّ على آمد وحصن كيفا وجزيرة ابن عمر والموصل وتكريت وبغداد وواسط والبصرة ثم يصبّ في بحر (٤) فارس.

من رسم المعمور : أنّ أوّل دجلة ومنبعها حيث الطّول أربع وستون وأربعون دقيقة والعرض تسع وثلاثون. ومن العزيزيّ : أنّ رأس دجلة من شمال ميّافارقين من تحت حصن يعرف بحصن ذي القرنين ، [٢٤ ب] وتجري دجلة من الشّمال والغرب إلى جهة الجنوب والشّرق ثم إلى عرض سبع وثلاثين والطّول بحاله أعني أربعا وستين ، ثم تشرّق وترجع إلى جهة الشّمال إلى طول ثمان وستين وعرض

__________________

(١) الأصل : «وخمسين».

(٢) في الأصل و (ر): «المصران» وفي (س): «مصران» وسقطت من (ب) وما أثبتناه من التقويم (٥٣).

(٣) ياقوت الحمويّ ١٧٦.

(٤) في (س): «نهر».

٨٢

ثمان وثلاثين ، ثم تغرّب (١) بميلة إلى الجنوب إلى مدينة آمد حيث الطّول خمس وستون وثلثان وعرض سبع وثلاثين واثنتان وخمسون دقيقة ، ثمّ يأخذ جنوبا إلى جزيرة ابن عمر حيث الطّول (٢) سبع وثلاثون ونصف والعرض (٣) بحاله ، ثم يأخذ مشرقا وجنوبا إلى مدينة بلد حيث الطّول ست وستون وأربعون دقيقة ، والعرض ست وثلاثون وخمسون دقيقة ، ثم يشرّق إلى الموصل حيث الطّول سبع وستون والعرض ست وثلاثون ونصف ، ثم يسير مشرقا وجنوبا إلى تكريت حيث الطّول ثمان وستون وخمس وعشرون دقيقة والعرض أربع وثلاثون ، ثمّ يأخذ مشرقا نصبا إلى سرّ من رأى حيث الطّول تسع وستون والعرض أربع وثلاثون ثم يأخذ جنوبا على عكبرا (٤) حيث الطول تسع وستون والعرض ثلاث وثلاثون ونصف ، ثم يأخذ جنوبا بميلة إلى الشّرق إلى بغداد حيث الطّول سبعون والعرض ثلاث وثلاثون وخمس وعشرون دقيقة ، ثمّ يسير جنوبا إلى كلو اذا حيث الطّول سبعون على حاله والعرض ثلاث وثلاثون وخمس عشرة دقيقة ، ثم كذلك يسير جنوبا إلى المدائن حيث الطّول سبعون وعشرون دقيقة والعرض ثلاث وثلاثون وعشر دقائق ، ثم يسير جنوبا ويتجاوز السيب (٥) إلى دير العاقول حيث [٢٥ أ] الطّول سبعون وعشر دقائق ، والعرض ثلاث وثلاثون فقط ، ثم يسير مشرقا إلى النّعمانيّة (٦) حيث الطّول سبعون وعشرون دقيقة والعرض بحاله ، ثم يسير جنوبا ومشرقا إلى فم الصلح حيث الطّول اثنتان وسبعون (٧) والعرض اثنتان وثلاثون ، ثمّ يسير مغرّبا إلى واسط حيث

__________________

(١) في الأصل : «تقرب».

(٢) في التقويم (٥٤): «العرض».

(٣) في التقويم (٥٤): «الطول».

(٤) في (س): «عكبرة» وفي (ب) و (ر): «عكيرا».

(٥) في الأصل و (س): «السبب» وما أثبتناه من (ب) و (ر) والتقويم (٥٤).

(٦) في صلّى الله عليه وسلم و (ر): «النعمانة».

(٧) في التقويم (٥٤): «اثنتان وسبعون وثلث».

٨٣

الطول إحدى وسبعون وثلث (١) والعرض اثنتان وثلاثون دقيقة ، ثم يسير (٢) إلى بطائح واسط حيث الطّول ثلاث وسبعون والعرض اثنتان وثلاثون ، ثم يخرج من البطائح ويسير بين (٣) الشّرق والجنوب ويتجاوز البصرة ، ويمرّ على فوهة الأبلّة حيث الطّول أربع وسبعون والعرض إحدى وثلاثون ، ثم يسير إلى عبّادان ويصبّ في بحر فارس حيث الطّول خمس وسبعون درجة والعرض بحاله أعني إحدى وثلاثين.

ويصبّ في دجلة عدّة أنهار فمنها نهر أرزن (٤) ونهر الثرثار : وهو نهر يتشعّب من الهرماس الذي يقلب [إلى](٥) الفرات على ما ذكر ، فيتشعّب من الهرماس نهر الثرثار ، ويمرّ بالحضر (٦) في بريّة سنجار ، ويصبّ في دجلة أسفل من تكريت وقيل فوق تكريت بفرسخين.

ويصبّ إليها أيضا نهر باسانفا : أوله من أرض ميّافارقين ، ويصبّ في دجلة فوق جزيرة ابن عمر بخمسة فراسخ من الشّرق.

ويصبّ أيضا إلى دجلة الزّاب الأعلى : ومخرجه من بين الموصل وإربل من أوّل حدود أذربيجان (٧) ، ويسير حتّى يصبّ في دجلة قرب السنّ (٨) حيث الطّول ثمان وستون والعرض خمس وثلاثون وخمس عشرة دقيقة ، ويقال للزّاب المجنون (٩) لحدّته وشدّة جريانه ، وعليه كان يوم [٢٥ ب] الزّاب الذي قتل فيه

__________________

(١) في التقويم (٥٤): «ونصف» وفي (س): «وثلاثون».

(٢) في (ب) و (س) و (ر): «يشرق».

(٣) وردت في جميع النسخ : «من» وما أثبتناه من التقويم (٥٤).

(٤) في (س): «نهر أرز».

(٥) ساقطة من الأصل وفي (ب): «على».

(٦) وردت في جميع النسخ : «بالحصن» وما أثبتناه من التقويم (٥٥).

(٧) في الأصل : «أذربايجان».

(٨) في (س): «السين».

(٩) في الأصل : «الجنوبي» مكررة.

٨٤

عبد الله (١) بن زياد.

ويصبّ أيضا في دجلة الزّاب الأصغر : وهو نهر مخرجه من جبال شهرزور ، ويمرّ بين إربل ودقوقا ويسير حتّى يصبّ في دجلة. ويصبّ أيضا في دجلة من الفرات أنهار كثيرة ذكرنا ما تيسر لنا عند ذكر الفرات.

ويحمل من دجلة عدّة أنهار منها القاطول الأعلى : بفتح القاف والألف وضمّ الطاء المهملة والواو واللام ، كذا في المراصد (٢). ويخرج من دجلة عند قصر المتوكّل المعروف بالجعفريّ (٣) ، ثم يسير بين القرايا ويسقيها حتّى يمرّ بقرية يقال لها صولى ، فإذا تجاوزها لا يسمّى القاطول ويسمّى حينئذ النهروان ، ولا يزال يمرّ في قرايا وبلاد ويسقيها حتّى يعود (٤) ويصبّ في دجلة أسفل من جرجرايا من الجانب الشّرقيّ حيث الطّول سبعون ونصف والعرض ثلاث وثلاثون.

ويحمل من دجلة ايضا ثلاثة القواطيل أوائلها موضع واحد أسفل من سرّ من رأى بفرسخين ، وسرّ من رأي حيث الطّول تسع وستون والعرض أربع وثلاثون.

ويحمل من دجلة الدجيل. قال في المشترك (٥) : بضمّ الدّال المهملة وفتح الجيم وسكون المثنّاة من تحتها ولام ، قال : وهو نهر في أعلى بغداد ، ومخرجه دون سرّ من رأى ، وعليه كورة كبيرة مشتملة على مدن وقرى.

ويحمل من دجلة أيضا من تحت البطائح عدّة أنهر في (٦) الجانب الشّرقيّ والجانب الغربيّ أمّا الذي في الجانب الشّرقيّ فليس له شهرة طائلة (٧) منها نهر

__________________

(١) في التقويم (٥٥): «عبيد الله».

(٢) لم نجد ضبطها في كتاب مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع.

(٣) في (س): «بالجعبري».

(٤) في (ر): «يسود».

(٥) ياقوت الحمويّ ١٧٦ ـ

(٦) في (س): «من».

(٧) في (س) و (ر): «كاملة».

٨٥

الأهواز وغيره ، وأمّا الذي في الجانب الغربيّ فالأنهار المشهورة وأنهار الجانب الغربيّ وإن كانت كثيرة جدّا حتّى قيل إنها تزيد على مائة ألف نهر فإنّ أصولها تسعة [٢٦ أ] أنهر :

فأولها وهو الفوقانيّ منها يقال له نهر المرة (١) ويخرج من دجلة إلى جهة الغرب ، فيسقي الأراضي التي هي غربيّ دجلة وشمالي البصرة ، وتنصبّ فضلاته إلى النّهر الثاني.

والثاني يقال له نهر الدير وهناك عند فوهته مشهد محمّد بن الحنفيّة ، وفيه إلى يومنا هذا من الأموال ما لا يحصر فإنّ غالب أهل تلك البلاد روافض وإذا مات الشخص منهم أوصى بماله لهذا المشهد (٢). وهو معظّم عندهم إلى الغاية ، وبين مخرج نهر الدير ونهر المرة ثلاثة فراسخ ، ويخرج نهر الدير في غربيّ دجلة ويسقي تلك البلاد.

والثالث بثق (٣) شيرين وهو تحت نهر الدير بستة فراسخ ، وأخبرني من أثق به أنه خرب وبطل بالكليّة.

والرابع نهر معقل وهو من أجلّ أنهر البصرة وأعظمها ، ومخرجه من تحت بثق (٤) شيرين بفرسخين ، ويسير مغربا ثم يعطف جنوبا كالقوس حتّى يتّصل بالبصرة من غربيها وشماليها ، ويلتقي عند البصرة (٥) مع نهر الأبلّة الذي سنصفه ، وموضع

__________________

(١) ورد في حاشية (س) نقلا عن مراصد الاطلاع (٣ : ١٤٠٦) ما نصّه : «منسوب إلى مرّة بن [أبي] عثمان مولى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، أقطعه إياه زياد. وقيل : حفره مرّة لابن عامر. كذا في المراصد».

(٢) في (ر): «المشهور».

(٣) في الأصل : «ثبق» وقارن بالتقويم (٥٦).

(٤) في الأصل و (ر): «ثبق».

(٥) في الأصل : «نهر البصرة».

٨٦

ملتقاهما يقال له المينا (١) ويسمّى نهر معقل باسم الذي حفره لأن الأحنف أشار على عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أن يحفره [لأهل البصرة ، فأمر معقل بن يسار المزني بحفره](٢) فحفره ونسب إليه.

والخامس نهر الأبلّة ومخرجه من تحت نهر معقل بأربعة فراسخ ، والأبلّة بليدة عند فوهته وذلك بعد أن يتجاوز دجلة سمت البصرة ويسير إلى جهة البصرة ، ويتفرّع منه أنهار تسقي ما على جانبيه من البساتين التي هي أحد المتنزّهات بالدنيا ، ويجري مغرّبا ثم يعطف إلى الشّمال كالقوس حتّى يلتقي مع نهر معقل عند البصرة ، فإذا مدّ البحر جرى نهر الأبلّة في (نهر معقل (٣) ورجع الماء القهقرى حتّى [٢٦ ب] ينتهي المدّ. وتأتي السفن من بحر الهند وتصعد من) (٤) عبّادان في دجلة إلى الأبلّة وتصعد من نهر الأبلّة إلى البصرة ثم تسير في نهر معقل إلى دجلة ، وإذا جزر البحر رجع (٥) الماء وجرى نهر معقل في نهر الأبلّة وهما على ذلك دائما ، وهما مثل نصف دائرة ودجلة بمنزلة الوتر أو القطر. وما يحيط به هذه الأنهر يسمّى الجزيرة العظمى وجميعها بساتين وزروع (٦).

والسادس نهر اليهوديّ وهو تحت نهر الأبلّة بأربعة فراسخ ، وقد خرب بعضه وبقي البعض.

والسابع نهر أبي الخصيب وهو تحت نهر اليهودي بفرسخ ، وبعضه أيضا عامر والبعض خراب.

__________________

(١) في التقويم (٥٦): «المنيا» وفي النسخة الأخرى : «المينا» وجاءت في (س) و (ر) : «الميا».

(٢) ساقط من الأصل.

(٣) في (ر): «المقطة».

(٤) ما بين القوسين ساقط من (س).

(٥) في (س) و (ر): «جمع».

(٦) في (س) و (ر): «ومزارع».

٨٧

والثامن نهر الأمير ومخرجه من تحت نهر أبي الخصيب (١) بفرسخ ، وبعضه عامر وبعضه خراب.

والتاسع نهر القندل ، في المراصد (٢) : بكسر القاف وسكون النّون ، وهو نهر كان موجودا في أيّام عمارة البصرة والآن خراب.

وجميع هذه الأنهر تخرج من دجلة ويتفرّع منها فوق ألف نهر ، وجميعها تسقى البساتين والمزروعات (٣) ، وتنصبّ فضلات بعضها إلى بعض ، وحكى لي من أثق به أنّ البصرة وبلادها التي على هذه الأنهر المذكورة قد خربت حتّى لم يبق [منها غير](٤) قيراط واحد من أربعة وعشرين قيراطا.

دجلة الأهواز : ينبعث من الأهواز وهي حيث الطّول خمس وسبعون والعرض إحدى وثلاثون ، ويمرّ إلى جهة الغرب إلى عسكر مكرم وهي حيث الطّول ست وسبعون في القانون (٥) ، وقال [فيه](٦) غيره : أربع وسبعون وخمس وثلاثون دقيقة ، والعرض إحدى وثلاثون وخمس عشرة دقيقة ، ودجلة الأهواز المذكورة تقارب دجلة في [٢٧ أ] الكبر ، وعليها متنزّهات كثيرة ومزروعات (٧) عظيمة من قصب السّكّر [وغيره](٨).

__________________

(١) في (س): «الخطيب».

(٢) صفي الدين البغدادي ٣ : ١١٢٦ ، وفي تقويم البلدان ٥٧ : «بضم القاف وسكون النون وضمّ الدال».

(٣) في (ر): «المزدرعات».

(٤) من (س) وفي (ر): «حتى لم يبق لي منها قيراط».

(٥) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٤٩.

(٦) زيادة من (س) و (ر).

(٧) في (ر): «ومزدرعات».

(٨) زيادة من (س) و (ر).

٨٨

نهر شيرين : مخرجه من جبل دينار من ناحية نازرنج (١) ويخترق بلاد فارس ويقع في البحر عند جنّابة وهي حيث الطّول خمس وسبعون وخمس وأربعون دقيقة والعرض ثمان وعشرون وكسور.

نهر النوقان (٢) : بفتح النّون وسكون الواو وفتح القاف وألف ونون ، وهو نهر عظيم في بلاد خوزستان ، يجري من ناحية تستر وهي حيث الطّول ست وسبعون وثلث ، والعرض إحدى وثلاثون ونصف ، وهو نهر كبير ويمرّ على عسكر مكرم وهي حيث الطّول ست وسبعون وخمس وثلاثون دقيقة والعرض إحدى وثلاثون وخمس عشرة دقيقة ، وعليه عند عسكر مكرم جسر كبير نحو عشرين سفينة. ولا يضيع من هذا النّهر شيء وإنما يسقي بجميعه النخيل والزروع وقصب السّكّر.

نهر تستر : يخرج من وراء عسكر مكرم ، ويمرّ على (٣) الأهواز ثم ينتهي إلى نهر السدرة إلى حصن مهدي (٤) وهو حيث الطّول خمس وسبعون وثلث ، والعرض ثلاثون وخمس وأربعون دقيقة ، ويقع هناك في بحر فارس.

نهر طاب : الذي يقول فيه بعضهم ما لذ ليّ قط عيش إلّا على نهر طاب ، قال ابن حوقل (٥) : ومخرجه من قرب المرج من جبال أصفهان وهي حيث الطّول ست وسبعون وثلث ، والعرض اثنتان وثلاثون ، والأصح ما قاله في القانون (٦) : أصفهان حيث الطّول سبع وسبعون وثلث ، والعرض ثلاث وثلاثون ، وينضم إليه نهر آخر يقال له نهر مسن ، ثم يسير نهر طاب المذكور ويجري على باب أرجان

__________________

(١) في الأصل و (س): «بازرنج» وفي (ب) و (ر): «باذرنج» وما أثبتناه من التقويم (٥٨).

(٢) في (ب): «الموقان» وفي التقويم (٥٨): «المسرقان».

(٣) في الأصل و (ب): «إلى».

(٤) في (س): «بهوى» وفي (ر): «يهودي».

(٥) صورة الأرض ٢٧٤.

(٦) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٥١.

٨٩

حيث الطّول ست وسبعون ونصف [٢٧ ب] والعرض ثلاثون ونصف ، ثم يسير ويقع في البحر عند سينيز (١) وهي حيث الطّول خمس وسبعون وخمس وثلاثون دقيقة والعرض تسع وعشرون وعشر دقائق.

نهر سكّان : يخرج من رستاق الرويحان من قرية تدعى بساذقرى (٢) ، ويسقي شيئا كثيرا من كور فارس ، ثم بعد ذلك يقع في البحر ، وليس في بلاد فارس أكثر من العمارة والبلاد على هذا النهر.

نهر زندورذ : وهو نهر كبير على باب أصفهان ، وزندورذ بضمّ الزّاي (٣) المعجمة وسكون النّون وفتح الدّال المهملة والواو ثم راء مهملة ساكنة وفي آخرها ذال معجمة ذكر ذلك في اللباب.

نهر الهندمند : في المراصد (٤) : بالكسر ثم السكون وبعد الدّال ميم ونون ساكنة ودال أخرى ، وهو نهر مشهور. قال ابن حوقل (٥) عند ذكر سجستان : أنّ أعظم أنهارها نهر الهندمند (٦) ويخرج من ظهر الغور ، والغور حيث الطّول تسع وثمانون وثلثان والعرض إحدى وثلاثون ، ويمرّ على حدود الرخّج ، ومدينة الرخّج من رسم المعمور : حيث الطّول أربع وتسعون والعرض اثنتان وثلاثون ، ثم ينعطف ويمرّ على بست وهي حيث الطّول إحدى وتسعون والعرض اثنتان وثلاثون ويجري من الشّرق إلى (٧) الغرب ويصل إلى سجستان حيث الطّول تسع وثمانون والعرض

__________________

(١) وردت في الأصل و (س) و (ر): «سنين» وفي (ب): «سيز» والصواب ما أثبتناه من التقويم (٥٨).

(٢) في (ر): «باذقرى» وفي التقويم (٥٩): «بساذفرى».

(٣) في تقويم البلدان ٥٩ ، واللباب ٢ : ٧٨ بفتح الزّاي.

(٤) صفي الدين البغدادي ٣ : ١٤٦٥.

(٥) صورة الأرض ٤١٧.

(٦) صورة الأرض : «الهيل مند».

(٧) في (س): «من الشرق والغرب».

٩٠

اثنتان وثلاثون ونصف ، ثم يقع في بحيرة زرة (١) المقدّمة الذكر. وإذا تجاوز نهر الهندمند بست حتى يصير على مرحلة من سجستان تشعّبت منه أنهار كثيرة أولها يسمّى نهر الطعام ، ثم نهر باسيروذ ، ثم نهر سناروذ (٢) ويجري على فرسخ من زرنج (٣) قصبة سجستان ، وهو [٢٨ أ] النّهر الذي تجري فيه السفن من بست إلى سجستان في زيادة الماء ، وجميع أنهار مدينة سجستان من سناروذ (٤) المذكور ، وعلى باب بست على نهر الهندمند جسر من السفن كما يكون على أنهار العراق.

نهر الرّس (٥) : وهو نهر يخرج من جبال قاليقلا ، وهي حيث الطّول سبع وستون والعرض إحدى وأربعون ، ثم يمرّ إلى الدبيل ، وهي حيث الطّول سبعون وثلث والعرض تسع وثلاثون ونصف ، ثمّ يمرّ إلى ورثان (٦) ثم يلتقي مع نهر الكر بالقرب (٧) من بحر الخزر فيصيران نهرا واحدا ويصبّان في البحر (٨). وخلف نهر الرّس فيما يقال (٩) ثلاثمائة وستون مدينة خرابا. قيل هي التي ذكرها الله تعالى في القرآن [في سورة الفرقان](١٠) فقال : (وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً)(١١) قال ابن حوقل (١٢) : ونهر الرّس يخرج من أرمينيّة ويمرّ الى ورثان ويصير خلف موغان وخلف نهر الكر ثم يقع في بحر طبرستان.

__________________

(١) في (س) و (ر): «بحيرة أرة».

(٢) في الأصل : «ستاروذ» وفي (ر): «ستاروز» وما أثبتناه من (ب) و (س) والتقويم (٥٩).

(٣) في الأصل : «زرلح» وفي (س): «زريج».

(٤) في (ب) و (س) و (ر): «سباروز».

(٥) في الأصل : «الراس».

(٦) في (س): «درتان» وفي (ر): «درثان» وقارن بالتقويم (٥٩).

(٧) في (س) و (ر): «بالغرب».

(٨) بياض في (ر).

(٩) في الأصل : «يقابل».

(١٠) زيادة من (س) و (ر).

(١١) سورة الفرقان آية ٣٨.

(١٢) صورة الأرض ٣٤٥.

٩١

نهر الكرّ : اسمان لنهرين أحدهما وهو أشهرهما وأعظمهما هو النّهر الفاصل بين أذربيجان وأرّان ، والثّاني بفارس وبلاد شيراز يقال له نهر الكر ، وليس له شهرة نهر الكر الذي بأرّان ، ونهر الكر الذي بأرّان أوله عند جبل باب الأبواب وهو عند طول ست وستين وقيل ثلاث وستين وعرض إحدى وأربعين. وقيل منبعه حيث العرض أربع وأربعون ويخترق بلاد أرّان ويصبّ في بحر الخزر (١) ، قال ابن حوقل (٢) : إنّ نهر الكر يمرّ على ثلاث فراسخ من بردعة ويرتفع منه السمك المسمّى بالرازقي المفضل (٣) ، وهو نهر عذب يخرج من ناحية الجبل على حدود شمكور قرب تفليس.

أقول : وبردعة حيث الطّول ثلاث [٢٨ ب] وسبعون والعرض أربعون ونصف ، وتفليس حيث الطّول ثلاث وسبعون والعرض ثلاث وأربعون فعلى هذا يكون جريانه من الجنوب إلى الشّمال لأن الطّول ثلاث وسبعون لم (٤) يتغيّر. ومن كتاب ابن سعيد (٥) : أنّ أوّل نهر الكر حيث الطّول ثلاث وستون والعرض أربع وأربعون وثلثان ونهر الكر كالحد بين أرّان وأذربيجان. قال ابن حوقل (٦) : الذي بفارس يخرج من كروان ويسقي رستاق كام فيروز (٧) ويصبّ في بحيرة الجمكان (٨).

نهر جرجان : أوّله من جبل جرجان وهي حيث الطّول ثمانون والعرض

__________________

(١) في (ب) و (س): «الخرز».

(٢) صورة الأرض ٣٣٨ ، ٣٤٤.

(٣) في الأصل : «المتفضل» وفي (ب): «المنفصل».

(٤) في الأصل : «ثم».

(٥) كتاب الجغرافيا ١٨٩.

(٦) صورة الأرض ٢٧٦.

(٧) في (س) و (ر): «كام فيرون».

(٨) في (س) و (ر): «البجكان» وفي (ب): «الجكان» وفي صورة الأرض : «البختكان» وقارن بتقويم البلدان (٦٠).

٩٢

ثمان وثلاثين ، ويسير مغربا وجنوبا إلى آبسكون (١) حيث الطّول تسع وسبعون وخمس وأربعون دقيقة والعرض سبع وثلاثون وعشر دقائق ، ويفترق من آبسكون نهران ثم يصبّان في بحر الدّيلم.

نهر بلخ : وهو جيحون قد كثر (٢) النقل فيه وأقربه ما نقله ابن حوقل قال : إنّ عموده يخرج من حدود بذخشان حيث الطّول أربع وتسعون وخمس وعشرون دقيقة وعرض سبع وثلاثين وعشر دقائق ، ثم يجتمع إليه أنهار كثيرة ، ويسير مغربا وشمالا حتّى يصل إلى حدود بلخ حيث الطّول إحدى وتسعون وكسر والعرض ست وثلاثون وإحدى وأربعون دقيقة ، ثم يسير إلى الترمذ حيث الطّول إحدى وتسعون وخمس وخمسون دقيقة والعرض ست وثلاثون وخمس وثلاثون دقيقة ، ثم يسير مغربا وجنوبا إلى زم وهي حيث الطّول تسع وثمانون والعرض ثلاث وثلاثون وخمس وثلاثون دقيقة ، ثم يسير مغربا وشمالا إلى أمل (٣) الشط وهي حيث الطّول سبع وثمانون ونصف [٢٩ أ] والعرض ثمان وثلاثون أربعون دقيقة.

وفي رسم المعمور : واسمها امونة (٤) طولها فه فه وعرضها لز م ، ويجري كذلك مغربا وشمالا إلى خوارزم حيث الطّول أربع وثمانون وخمس دقائق وأربعون والعرض اثنتان وأربعون وخمس وأربعون دقيقة ، ثمّ يسير مشرقا بميلة إلى الشّمال حتّى يصبّ في بحيرة خوارزم حيث الطّول ثمان وثمانون والعرض ثلاث وأربعون. وقال في رسم المعمور : إنه يخرج من جيحون نهر عند طول إحدى وتسعين ويسير جنوبا ويمرّ قرب خجندة (٥) ويتجاوزها ويصبّ في البحر الأخضر عند طول سبع وثمانين وعرض ثمان وعشرين.

__________________

(١) في (س): «أبدسكون».

(٢) في (ب) و (س) و (ر): «اختلف».

(٣) في (س) و (ر): «آمد».

(٤) في التقويم (٦١): «أموية».

(٥) في الأصل : «خجند».

٩٣

نهر الشّاش : وهو نهر سيحون ، ووجدت النقل فيه مختلفا واخترت ما ذكره ابن حوقل (١) فإن يحكي ذلك من مباشرة ويذكر المدن التي يمرّ عليها هذان النّهران أعني جيحون ونهر الشّاش ، من غير تعرض إلى ذكر طول وعرض ، ونحن ضمنّا إلى ذلك أطوال المدن التي على هذين النّهرين وعروضها ليعلم تشريقه من تغريبه قال : إنّ نهر الشّاش بقدر الثلثين من نهر جيحون. قال : وهو يجري من حدود بلاد التّرك ويمرّ على أخسيكث حيث الطّول إحدى وتسعون وثلث والعرض اثنتان وأربعون وخمس وعشرون دقيقة ، ثم يسير مغربا بميلة إلى الجنوب إلى خجندة حيث الطّول تسعون (٢) ونصف ودقائق (٣) والعرض إحدى وأربعون وخمس وعشرون دقيقة ، ثم يجري إلى فاراب وهي حيث الطّول ثمان وثمانون ونصف والعرض أربع وأربعون ، ثم يجري من فاراب إلى ينغى كنت وهي حيث الطّول ثمان وثمانون ونصف (٤) والعرض سبع وأربعون ، ثم يقع في بحيرة [٢٩ ب] خوارزم على مرحلتين [من](٥) ينغى كنت. ومن كتاب آخر : انه يصبّ في بحيرة خوارزم حيث الطّول تسعون (٦) والعرض إحدى وأربعون.

نهر مهران : في المراصد (٧) : بكسر الميم وسكون الهاء وفتح الرّاء المهملة والألف والنّون ، وهو نهر السند ويمرّ بناحية ملتان وهي حيث الطّول ست وتسعون درجة وخمس وثلاثون دقيقة والعرض تسع وعشرون وثلثان ، ويجري إلى الجنوب والغرب ويمرّ على المنصورة وهي حيث الطّول خمس وتسعون والعرض ست (٨)

__________________

(١) صورة الأرض ٥١١.

(٢) في (س): «تسع».

(٣) في الأصل : «دانق».

(٤) في التقويم (٦٢): «ست وثمانون ونصف».

(٥) ساقط من الأصل.

(٦) في (ر): «تسع».

(٧) صفي الدين البغدادي ٣ : ١٣٣٨.

(٨) في (س): «تسع».

٩٤

وعشرون وثلثان ، ثم يقع في البحر بشرقيّ الدّيبل (١) ، والدّيبل حيث الطّول اثنتان وتسعون ونصف والعرض خمس وعشرون وعشر دقائق ، وهو نهر كبير عذب جدّا ويشبه نيل مصر بأن فيه تماسيح وأنه يرتفع ويركب البلاد ثم ينزل فيزرع عليه.

ومن رسم المعمور : أنّ أوّل نهر مهران من طول مائة وست وعشرين وعرض ست وثلاثين ، ثم يسير مغربا وجنوبا إلى طول مائة وعشرين وعرض أثنتين وثلاثين ، ثم يشرق (٢) إلى طول مائة وإحدى عشرة وعرض ست وعشرين ، ثم يسير إلى الجنوب إلى طول مائة وسبع درجات وعرض ثلاث وعشرين ، ثم يفترق فرقتين فتصبّ إحداهما في البحر الهندي حيث الطّول مائة وسبع (٣) درجات والعرض عشرون ، وتمرّ الفرقة الثانية وتصبّ في البحر أيضا بعد ذلك ، وبين ما ذكرناه عن ابن حوقل وبين كتاب رسم المعمور اختلاف كثير وإن جعلنا الأطوال التي من رسم المعمور من الخالدات والأطوال المقدّمة ذكرها من ساحل البحر يقلّ الاختلاف وقد ذكرنا ما وقع إلينا من ذلك.

نهر كنك : ويقال له [٣٠ أ] بالهندية كانكو (٤) ، ويمرّ شرقيّ قنوج (٥) ، وقنوج حيث الطّول مائة وأربع درجات وخمسون دقيقة والعرض ست وعشرون وخمس وثلاثون دقيقة ، وبين نهر كنك وبين قنوج أربعون فرسخا فإذا أخذنا للأربعين فرسخا درجتين بالتقريب وزدنا على طول قنوج يكون كنك حيث الطّول مائة وست درجات ، وكنك نهر معظّم عند الهنود وتحجّ إليه الهنود ويغرقون أنفسهم فيه ويقتلون نفوسهم أيضا على شاطئه.

__________________

(١) كتبت في الأصل بدون نقط ، وفي (س) و (ر): «الدبيل» بتقديم الباء وما أثبتناه من (ب) والتقويم (٦٢).

(٢) في التقويم (٦٢): «يغرب» وأثبتت في الهامش فروق النسخة الأخرى وفيها : «يشرق».

(٣) في التقويم (٦٢): «وأربع».

(٤) في (س): «كانكر».

(٥) وردت في الأصل و (ر) بالحاء : «قنوح».

٩٥

نهر طنا : بضمّ الطاء المهملة وفتح النّون وألف ، وهو نهر عظيم يكون أكبر من دجلة والفرات إذا اجتمعا بكثير (١) ، ويجري من أقصى الشّمال إلى جهة الجنوب ، ويمرّ في شرقي جبل يسمّى قشقا طاغ ومعناه الجبل الصعب لصعوبة مرتقاه (٢) ، وفيه أجناس مختلفة من الكفرة مثل الأولاق والماجار والسرب ، ويمرّ هذا النّهر مع شرقي الجبل المذكور وكلّما جرى جنوبا يقرب بحر نيطش المعروف في زماننا ببحر القرم ولا يزال يتقارب منه ويقرب ما بين الجبل والبحر حتّى يصبّ في البحر المذكور في شمالي مدينة تسمّى صقجى ، وهي مدينة [في برّ](٣) القسطنطينيّة من شماليها (٤) بميلة إلى الغرب فعرض صقجى حينئذ اكثر من عرض القسطنطينيّة التي عرضها خمس وأربعون فعرض صقجى يقارب الخمسين بالتقريب ويزيد على خمسين أو ينقص قليلا.

نهر أزو (٥) : بالزّاي المعجمة المفخّمة بعد الألف وفي آخرها واو ، وهو أيضا نهر عظيم يأتي من الشّمال ، وهو شرقيّ [نهر](٦) طنا المقدّم ذكره ، ويمرّ مغرّبا ثم يعطف ويجري (٧) مشرقا حتّى يصبّ في خور من بحر القرم بين صار وكرمان واقجا كرمان وهما مدينتان [٣٠ ب] على بحر القرم عرضهما متقارب لعرض صوداق (٨) وطولهما أقلّ بكثير لأنهما غربي صوداق بمسافة كثيرة ، وصوداق حيث الطّول ست وخمسون درجة والعرض إحدى وخمسون درجة ، كذا ذكر ابن

__________________

(١) في الأصل : «يكثر».

(٢) في (س): «لصعوبته مزلقاه» وفي (ر): «لصعوبة من لقاه».

(٣) ساقط من الأصل.

(٤) في (ر): «من شمال يليها».

(٥) في الأصل و (س): «أوزو».

(٦) زيادة من (س) و (ر).

(٧) في (س): «ويمشي».

(٨) في (س) حيثما وردت : «صوادق».

٩٦

سعيد (١) في الجزء الرّابع من المعمور خلف الأقاليم السبعة.

نهر تان : بتاء مثنّاة من فوق وألف ممالة وفي آخرها نون ، وهو نهر عظيم شرقيّ أزو وغربيّ الإتل يجري من الشّمال إلى الجنوب ويصبّ في بحيرة مانيطش (٢) وهو المعروف في زماننا ببحر الأزق ، والأزق فرضة على ساحله يقصدها التجّار ، ويصبّ نهر تان عند الأزق من غربيها في البحر المذكور.

نهر الإتل : بكسر أوّله وثانيه بوزن إبل ، وهي اسم بلد بين الروس والخزر (٣) يسمّى النّهر به ، وهو من اعظم أنهار تلك البلاد وأشهرها (٤) يأتي من أقصى الشّمال والمشرق من حيث لا عمارة ، ويمرّ بالقرب من مدينة بلار ، وهي المدينة التي تسمّى بالعربي بلغار الداخلة ، وعرضها أكثر من خمسين ، ويجري الإتل المذكور من بلار إلى بليدة على شطّه يقال لها أكك (٥) ثم يتجاوزها إلى قرية يقال لها بلجمن ، ويجري جنوبا ثم يعطف ويجري إلى الشّرق والجنوب ويمرّ على مدينة صراى من جنوبيها وغربيها ، وصراى على شطّ الإتل من شمالي الإتل وشرقيه ، وإذا تجاوز الإتل مدينة صراى يفترق قريب بحر الخزر (٦) فيصير على ما قيل ألف نهر ، ويصبّ جميع ذلك في بحر الخزر من جهته الشّماليّة الغربيّة.

ذكر الجبال

جبل القمر : اختلف في ضبطه فبعضهم يجعله مضافا إلى القمر الذي في

__________________

(١) كتاب الجغرافيا ٢٠٣.

(٢) في الأصل : «نيطش».

(٣) في (ب) و (ر): «الخزز».

(٤) في (س): «وأقصرها».

(٥) في التقويم (٦٤): «أوكك».

(٦) في (ب): «الخزز» وفي (س) و (ر): «الخرز».

٩٧

السماء ويفتح القاف والميم ، وقد رأيته في كتاب ياقوت الذي سمّاه المشترك (١) مضبوطا [٣١ أ] بضمّ القاف وسكون الميم ، وكذلك ذكر جزيرة الزنج في أقصى الجنوب وذكر أنّ اسمها جزيرة القمر بضمّ القاف وسكون الميم ، (وكذا رأيته في كتاب ابن سعيد (٢) بضمّ القاف وسكون الميم) (٣) ، وقد ذكره ابن مطرف في الترتيب ولم يضبطه بل قال هو مشتّق من قمر الطرف.

يقول العبد الضعيف : فعلى ما ذكره ابن مطرف يكون بفتح القاف والميم لأن الجوهري (٤) ذكر في صحاحه أنّ القمر يحير البصر من الثلج ، وقد قمر الرجل يقمر قمرا إذا لم يبصر في الثلج ، وهو جبل في الخراب الجنوبيّ وعرضه إحدى عشرة درجة جنوبيّ خطّ الاستواء ، ومنه منابيع نيل مصر من عشر مسيلات (٥) تنحدر منه ، ولم يثبت وصول (٦) أحد إليه بل شاهدوه من بعد ، قال النصير الطوسيّ في التذكرة : إنهم شاهدوه من بعد وهو أبيض من الثلج الذي عليه ، وهو عندي مستبعد ، فإن عرض إحدى عشرة درجة في غاية الحرارة ويعتبر من عرض إحدى عشرة الشّماليّ وهو عرض عدن من اليمن (٧) ، فإن وقوع الثلج في مثل عرض عدن لم يسمع به في زمان من الأزمنة ، والجانب الجنوبيّ مثل الشّمال بل أشدّ حرارة لحضيض الشّمس. قال في رسم المعمور (٨) : ولونه أحمر ورأسه إلى جهة الجنوب ، أقول وهذا النقل يخالف ما نقله النصير من أنّه أبيض.

يقول العبد الضعيف : يمكن أن يدفع هذا الاستبعاد والمخالفة أمّا دفع

__________________

(١) ياقوت الحمويّ ٣٥٨.

(٢) كتاب الجغرافيا ٨٠.

(٣) ما بين القوسين ساقط من (س) و (ر).

(٤) الصحاح ٢ : ٧٩٨.

(٥) في (ر): «ميلات».

(٦) في (س) و (ر): «دخول».

(٧) في (ر): «اليمين».

(٨) في الأصل و (س): «رسم الأرض» ، وهو كتاب رسم الربع المعمور.

٩٨

الاستبعاد فبأن يقال إنّ الاعتبار من عرض عدن ، والقول بإنّ الجانب الجنوبيّ مثل الشّماليّ بل أشدّ حرارة ليس بصحيح لأنهم قد صرحوا أنّ سبب الحرارة هو قرب الشّمس من سمت الرأس والأرض ، وسبب [٣١ ب] البرودة بعدها عنهما فعرض عدن في الشّمال وإن كان مثل عرض جبل القمر في الجنوب إلّا أنّ الشّمس إذا وصلت إلى رأس السرطان يكون بعيدا من مسامتة الجبل المذكور ومن الأرض لكون أوج الشّمس في السرطان فيجوز في هذا الوقت وقوع الثلج في الجبل المذكور بسبب البعدين الموجبين للبرودة بخلاف ما إذا وصلت إلى رأس الجدي فإنها وإن كانت بعيدة عن مسامتة عرض عدن إلّا أنها قريب (١) من الأرض لكون حضيض الشّمس في الجدي فبانتفاء أحد سببي البرودة لا يقع الثلج في عرض عدن ، وأيضا يجوز وقوع الثلج في الجبل المذكور لغاية ارتفاعه وغير ذلك من الأسباب الأرضية ، وأمّا دفع المخالفة بين القولين فبأن يحمل ما ذكره الفاضل الطوسيّ على أنهم شاهدوه في الشتاء فرأوه أبيض من الثلج الذي عليه ، ويحمل ما ذكر في الرّسم [المعمور](٢) على أنهم شاهدوه في الصيف فرأوه أحمر على لونه الحقيقي الذي هو [لون](٣) الحمرة فيصح القولان بلا تعارض بينهما والله أعلم بحقيقة الحال.

ومن كتاب رسم الأرض أيضا قال : وطرف جبل القمر المذكور الغربيّ عند طول ست وأربعين ونصف وعرض إحدى عشرة ونصف جنوبيّ ، ويمتدّ مشرقا حتّى يكون طرفه الشّرقيّ حيث الطّول إحدى وستون درجة ونصف والعرض على حاله إحدى عشرة ونصف جنوبيّ خطّ الاستواء ، فعلى هذا يكون طوله من طرفه الغربيّ إلى طرفه الشّرقيّ نحو خمس عشرة درجة بالتّقريب.

__________________

(١) في (ب) و (س) و (ر): «قربت».

(٢) زيادة من (ر).

(٣) زيادة من (ر).

٩٩

جبل درن : بفتح الدّال والرّاء المهملتين وفي الآخر نون كذا في القاموس (١) ، وهو جبل عظيم مشهور ببلاد المغرب. قال ابن سعيد (٢) : هو [٣٢ أ] جبل عظيم مشهور ببلاد المغرب ، قال ابن سعيد : وهو جبل شاهق ولا يزال عليه الثلج ويظهر من مرّاكش وبينهما مرحلتان ، قال : ويقال إنّ أوّل هذا الجبل عند البحر المحيط الغربيّ في أقصى بلاد المغرب ، ويمتدّ مشرقا حتّى يصير طرفه الشّرقيّ على ثلاث مراحل من إسكندريّة ، ويسمّى طرفه الشّرقيّ المذكور رأس اوثان ، فيكون امتداده نحو خمسين درجة ، قال : وفيه بلاد المصامدة (٣) وبلاد منكورة (٤) وهي في شرقيه ، وفيه بلاد هنتاتة (٥) غرب بلاد منكورة (٦) وغربيها بلاد تينملك (٧).

جبل كزولة (٨) : قال ابن سعيد (٩) : إنّه جبيل (١٠) يبتدىء من البحر المحيط الغربيّ ويمتدّ مشرقا إلى طول اثنتى عشرة درجة ، والمدينة التي هي قاعدة كزولة اسمها تاعجست (١١) والجبل المذكور بين الإقليم الثّاني والثالث (١٢).

__________________

(١) الفيروزآبادي ١٥٤٣.

(٢) كتاب الجغرافيا ١٢٥.

(٣) في الأصل : «الصامدة» وفي (س) و (ر): «المصامرة» والصواب ما أثبتناه من (ب) والتقويم (٦٥).

(٤) في (س) و (ر) والتقويم (٦٥): «مشكورة».

(٥) في جميع النسخ : «هنتانه» والصواب ما أثبت من التقويم (٦٥).

(٦) في (س) و (ر) والتقويم (٦٥): «مشكورة».

(٧) في الأصل : «نينملك» وفي (س): «بتملك».

(٨) سقطت مادة «جبل كزولة» من (س).

(٩) كتاب الجغرافيا ١١٢ ـ

(١٠) في (ب) و (ر) والتقويم (٦٥): «جبل».

(١١) في (ر): «تاعجت». وعند ابن سعيد : «تغوست».

(١٢) في (ر): «وبين الإقليم الثالث».

١٠٠