أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك

محمّد بن علي البروسوي [ ابن سباهي زاده ]

أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك

المؤلف:

محمّد بن علي البروسوي [ ابن سباهي زاده ]


المحقق: المهدي عيد الرواضية
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٣

بحيرة كورى : عن ابن سعيد (١) قال : وهي بحيرة على خطّ الاستواء ، ويخرج منها نيل مصر شمالا ونيل مقدشو مشرقا ونيل غانة (٢) مغربا ، ويستدير بجهتها الشّرقيّة الجنوبيّة جبل يسمّى جبل المقسم ، ومن تحته يخرج نيل مقدشو وتدخل إليها الأنهار الآتية من البطيحتين المقدّم ذكرهما ، وأمّا الشّريف الإدريسيّ فقد حكى ما قاله ابن سعيد من خروج نيل غانة من بحيرة كورى المذكورة ثم قال : وقد أنكر بطليموس ذلك وزعم إنه لا يخرج منها غير نيل مصر فقط ، وإنّ نيل غانة مخرجه (٣) من تحت جبل هناك ؛ فقال في كتاب رسم المعمور : إنّ هذه البحيرة أعني بحيرة كورى بطيحة مدوّرة عند خطّ الاستواء وقطرها جزءان ومركزها عند طول ثلاث وخمسين ونصف والعرض صفر ، وقيل درجتان شمالي فيكون جانبها الغربيّ حيث الطّول اثنتان وخمسون وجانبها الشّرقيّ حيث الطّول أربع وخمسون.

بحيرة السّودان : وهي بالغرب الأقصى بين (٤) قصر عبد الكريم وبين سلا.

بحيرة تونس [العذبة](٥) : وهي بحيرة تجتمع من مياه الأمطار وعليها ربى مشرفة ، ويجتمع بها من أصناف الطير شيء كثير عظيم.

بحيرة تونس غير العذبة : وهي بحيرة تخرج من البحر (٦) المالح من فمّ هناك متّصل بتونس. وتدخل إلى هذه البحيرة المراكب الصغار من البحر ، وبين ساحل هذه البحيرة عند تونس وبين فمها عند البحر عشرة أميال ، ودورها أربعة وعشرون ميلا ، وبهذه البحيرة جزيرة المفرجة (٧) ، وأمّا ساحلها [١٥ ب] المتّصل

__________________

(١) كتاب الجغرافيا ٨٢ ، ٩٣.

(٢) وردت في جميع النسخ : «نيل عانة» والصواب ما أثبتناه من التقويم (٣٨).

(٣) في (س) و (ر): «يخرج».

(٤) في (س): «عند».

(٥) زيادة من (ب) و (س) و (ر).

(٦) في (ر): «الماء».

(٧) في (ب) و (س) و (ر) والتقويم (٣٨): «للفرجة».

٦١

بتونس فتجتمع بها الأقذار.

بحيرة الفيّوم : وهي بحيرة بقرب الفيّوم ، يصبّ فيها فضلات ماء الفيّوم ولا يخرج منها ، وفيها سمك كثير وطرفاء وأجام ، وهي عن (١) الفيّوم على نصف يوم في جهة الشّمال بميلة إلى الغرب ، وطولها شرقا بغرب نحو يوم وهي حلوة.

بحيرة نستروه : وهي بحيرة مالحة تخرج من البحر فيما بين إسكندريّة ورشيد ، وهي في جهة الغرب والشّمال عن رشيد ، وهي على دون مسافة يوم من رشيد ، ولهذه البحيرة فم من البحر المالح ، ولها خليج يأتيها من النيل من جهة رشيد ، وفي طرف هذه البحيرة جزيرة فيها قرية تسمّى نستروه وتنسب البحيرة إليها ، وليس لهذه القرية مزدرع (٢) بل جميع أهل نستروه إنما يعيشون من صيد السمك ، وليس في البحيرات بحيرة يبلغ ضمانها ما يبلغه بحيرة نستروه ، فإنّ ضمان سمكها يبلغ فوق عشرين ألف دينار مصرية ، وإذا توسّطها الإنسان في المراكب لا يرى شيئا من جوانبها لسعتها وبعد مركزها عن البرّ.

بحيرة دمياط وتنّيس : وهما بحيرتان متّصلة إحداهما بالأخرى ومتّصلتان بالبحر المالح ، فبحيرة تنّيس هي (٣) البحيرة الشّرقيّة منهما ، وبحيرة دمياط هي الغربيّة ويصبّ فيها (٤) بحر أشمون وهو النيل الشّرقيّ من النيلين المتفرّقين عند جوجر والمنصورة ، وبحيرة تنّيس ودمياط متّسعة إلى الغاية ، وهي متّصلة بالبحر ويعذب ماؤها في زيادة النيل ويملح إذا نقص النيل ، وهي قليلة العمق يسار في أكثرها بالمرادي (٥) ، وتنّيس في وسطها حيث الطّول أربع وخمسون ونصف [١٦ أ] والعرض ثلاثون ونصف.

__________________

(١) في الأصل : «من».

(٢) في جميع النسخ : «من زرع» وما أثبتناه من التقويم (٣٩).

(٣) في الأصل : «من» وفي (س) و (ر): «فبحيرة تونس تنيس». وما أثبتناه من (ب).

(٤) في (ب) والتقويم (٣٩): «فيهما».

(٥) في (س): «بالمراري».

٦٢

بحيرة زغر : وهي البحيرة المنتنة ، ويصبّ فيها نهر الأردنّ ، وهو نهر الشريعة (١) ، وتغيض المياه فيها ، ولا يخرج منها شيء من النهر ، بل هي مغيض لتلك المياه العظيمة. ولا يكون بها حيوان لا من الطير ولا من السمك. وهي في آخر الغور من جهة الجنوب ، ودورها أكثر من مسيرة يومين ، ووسطها حيث الطّول تسع وخمسون درجة والعرض إحدى وثلاثون.

بحيرة طبريّة : وهي بحيرة في أوّل الغور ، تدخل إليها الشريعة (٢) المنصبّة من بحيرة (٣) بانياس إلى بحيرة طبريّة ، ووسطها حيث الطّول ثمان وخمسون درجة والعرض اثنتان وثلاثون ، وتنسب إلى طبريّة ، وهي مدينة خراب على شاطيء البحيرة المذكورة من جانبها الغربيّ الجنوبيّ ، ودورها مسيرة يومين وهي قرعاء ليس بها قصب.

بحيرة بانياس : وهي عند (٤) بانياس من معاملة دمشق وهي بطيحة ولها غاب قصب (٥) ، ويقلب فيها عدّة أنهار من جبل هناك ، ويخرج منها نهر الشريعة (٦) ويصبّ في بحيرة (٧) طبريّة.

بحيرة البقاع : جمع بقعة ، موضع يقال له بقاع كلب ، وهي مستنقعات وأهياش وأقصاب في جهة الغرب. عن بعلبك على مسيرة يوم.

بحيرة دمشق : في شرقيّ غوطة دمشق بميلة يسيرة إلى الشّمال ، يصبّ إليها

__________________

(١) في (س): «الشريقة» وفي (ر): «الشريفة».

(٢) في (ر): «الشريقة».

(٣) في (س): «بحر».

(٤) ساقطة من (س) و (ر).

(٥) في الأصل : «غاب وقصب».

(٦) في (س) و (ر): «الشريقة».

(٧) في (س) و (ر): «بحر».

٦٣

[فضلة](١) نهر بردى وغيره ، وتتّسع هذه البحيرة في أيّام الشتاء واستغناء الناس عن الأنهر وتضيق في الصيف. ولها غاب قصب (٢) ، وبها أماكن تحمي عن العدّو ، وهي مشهورة.

بحيرة قدس : وهي بحيرة حمص ، طولها من الشّمال إلى الجنوب نحو ثلث مرحلة (٣) وسعتها طول السدّ حسبما نذكره ، وهي مصنوعة [١٦ ب] على نهر الأرنط فإنّه قد صنع في طرف البحيرة الشّماليّ سدّ بالحجارة من عمارة الأوائل ينسب إلى الإسكندر ، وعلى وسط السدّ المذكور برجان من الحجر الأسود ، وطول السدّ شرقا وغربا ألف ومائتان وسبعة وثمانون ذراعا ، وعرضه ثمانية عشر ذراعا ونصف ذراع بذراع العمل ، وهو حابس لذلك الماء العظيم بحيث لو خرب السدّ سال الماء وعدمت البحيرة ، وهي في أرض مستوية ، وهي عن حمص بعض يوم في غربيها ويصاد بها (٤) السمك.

بحيرة أفامية : وهي عدّة بطائح تفوت الحصر ، بين غابات من الأقصاب ، وأعظم تلك البطائح بحيرتان أحداهما جنوبيّة والأخرى شماليّة ، وماؤهما (٥) من نهر الأرنط يصبّ هناك من جهة الجنوب فيصير منه تلك البطائح ، ثم يخرج النهر المذكور عند النهاية الشّماليّة لهذه البطائح والغابات ، والبحيرة الجنوبيّة من البحيرتين المذكورتين هي بحيرة أفامية ، وسعتها بالتقريب نحو نصف فرسخ وقعرها دون قامة الإنسان ، وأرضها موحلة (٦) لا يقدر الإنسان على الوقوف فيها ،

__________________

(١) ساقطة من الأصل.

(٢) في (ر): «وقصيب».

(٣) وردت في جميع النسخ : «ثلاث مراحل» والصواب ما أثبتناه من التقويم (٤٠).

(٤) في (س) و (ر): «ويصاحبها».

(٥) في الأصل و (ب): «وماؤها».

(٦) في (ر): «مؤجلة».

٦٤

ويحيط بها القصب والصفصاف (١) من كلّ جانب ، وفي وسطها جم (٢) قصب وبردىّ لذلك لا يكاد تنظر العين إلى جميعها لأنّ الجمّ (٣) التي بها تحجب بعضها. ويكون بها وبغيرها من البطائح المذكورة من أنواع الطير مثل التمات والغريرات (٤) والبجعات والأصواغ والأوزّ ؛ والطيور التي تأكل الاسماك مثل الجلط والأبيضانيات (٥) وغير ذلك من طير الماء ، مما لم يكن مثله في شيء من البحيرات التي بلغنا خبرها.

وفي أيّام الربيع ينبت بهذه البحيرة المذكورة النيلوفر الأصفر حتّى يغطي جميعها بحيث يستر الماء عن آخره بورقه وزهره ، وتبقى المراكب [١٧ أ] سائرة بين ذلك النيلوفر. وأمّا البحيرة الثانية الشّماليّة فبينها وبين البحيرة المذكورة غاب قصب ، وفيه زقاق تخرج فيه المراكب من البحيرة الجنوبيّة إلى الشّماليّة ، والبحيرة الشّماليّة المذكورة من عمل حصن برزية ، وتعرف ببحيرة النصارى لأن صيادي السّمك بها نصارى ، ولهم بيوت على الخوازيق في شمال البحيرة المذكورة ، ويكون بقدر بحيرة أفامية أربع مرّات ، ووسط بحيرة النصارى مكشوف ، وينبت النيلوفر في طرفها الجنوبيّ والشّماليّ ، وبها من الطير نحو ما تقدّم ذكره ، وبها السمك المعروف بالأنكليس. ولشهرة بحيرة أفامية وبطائحها أقتصرنا على هذا القدر من وصفها ، وهذه البطائح في الغرب بميلة إلى الشّمال عن أفامية وقريبة منها ، فعرضها وطولها متقارب لعرض أفامية وطولها.

بحيرة أنطاكية : وهي بحيرة بين أنطاكية وبغراس وبين حارم (٦) ، في أرض

__________________

(١) في (س): «والصفاصاف».

(٢) في (س) و (ر): «أجم».

(٣) في (س) و (ر): «الحجم».

(٤) في (س) و (ر): «النمات والغرزات».

(٥) في (س) و (ر): «هجلط والأبيضان».

(٦) في (س) و (ر): «جارم».

٦٥

مستوية تعرف تلك الأرض بالعمق ، وهي من معاملة حلب ، وهي عن حلب في جهة [الغرب](١) على مسيرة يومين (٢) عنها ، ويقلب إلى هذه البحيرة ثلاثة أنهار (٣) تأتي من الشّمال ، فأحدها وهو الشّرقيّ عنها يقال له عفرين (٤) ، والآخر وهو الغربيّ منها يجري تحت دربساك ويقال له النهر الأسود ، والآخر في الوسط بين النهرين المذكورين ويقال له نهر يغرا. ويغرا قرية على النهر (٥) المذكور وأهلها نصارى ، ودور هذه البحيرة نحو مسيرة يوم ، ويحيط بها الأقصاب ، وبها من الطير والسمك قريب ممّا وصف في بحيرة أفامية ، وتجتمع هذه الأنهر الثّلاثة أعني النهر الأسود ويغرا وعفرين (٦) وتصير نهرا واحدا ، ويصبّ في البحيرة من شماليها ، ويخرج من جنوبيها نهر واحد ، ويتّصل نهر الأرنط تحت جسر الحديد. وفوق أنطاكية [١٧ ب] على نحو ميل منها ، وهذه البحيرة في شمالي أنطاكية ، فعرضها أكثر من عرض أنطاكية بدقائق وطولها بطول أنطاكية بالتقريب.

بحيرة أرجيش : وهي شرقيّ خلاط (٧) على مسافة بعض يوم ، وهي بحيرة كبيرة مالحة ووسطها عميق ، ودورها فوق مسيرة أيّام أربعة ، وعلى جوانبها خلاط (٨) وأرجيش وغيرهما ، ويصاد فيها السمك المعروف بالطريخ (٩) يحمل إلى الآفاق. وتهيج في الريح ويقوى موجها (١٠) ، وإذا هاجت وصلت روائحها إلى

__________________

(١) ساقطة من الأصل.

(٢) في (س): «يوم».

(٣) في (س) و (ر): «أنهر».

(٤) في (ر): «عضرين».

(٥) في الأصل : «البند».

(٦) في (ر): «عضرين».

(٧) في (ر): «أخلاط».

(٨) في الأصل : «خلاطها».

(٩) وردت في جميع النسخ : «الطريح» وما أثبتناه من التقويم (٤٢) وهو نوع من السمك الصغير.

(١٠) في (س): «بموجبها».

٦٦

خلاط (١) وغيرها من المدن التي حولها فيعلمون بتموّجها ، وتمتلىء (٢) من أنهار تقلب إليها من غالب جوانبها. وليس فيها قصب.

بحيرة تلا : وهي بحيرة أرميّة ، والبحيرة المذكورة بين مراغة وبين سلماس (٣) في غربيّ مراغة وشرقيّ سلماس ، ومراغة غربيّ تبريز على سبعة عشر فرسخا ، وبين طرف البحيرة الشّرقيّ الشّماليّ وبين مراغة مرحلة ، وامتداد (٤) هذه البحيرة من الغرب إلى الشّرق بانحراف إلى الجنوب نحو مائة وثلاثون ميلا وعرضها نحو نصف ذلك ، وفي وسطها جزيرة فيها قلعة تسمّى قلعة تلا على جبل منقطع في هذه الجزيرة. وكان هولاكو (٥) قد جعل أمواله فيها لحصانتها ، وقيل إنه مدفون بها ، وكان لا يزال عنده مقدّم ألف يقيم سنة لحفظ الموضع ثم يدخل ويخرج مقدّم آخر ويقيم سنة وعلى ذلك ، وليس بتلك الجزيرة مزدرع ولا منتفع به ، وهي صغيرة. والجبل الذي عليه القلعة مرتفع فيها ودور هذه البحيرة عدة أيّام وبعضهم قال ستة أيّام وبعضهم قال أكثر وأقلّ. قال في المشترك (٦) : ويقال لها بحيرة أرميّة ، وأرميّة مدينة على القرب (٧) من البحيرة المذكورة ، وأرميّة من أذربيجان ، وطول هذه البحيرة مسيرة ثلاثة أيّام للراكب في مثله ، وفي وسطها [١٨ أ] جزيرة وقلعة حصينة جدا. وماؤها مالح منتن رديء. وقال ابن حوقل (٨) : وبحيرة أرميّة ماؤها ملح. وبين هذه البحيرة وبين مراغة ثلاثة فراسخ ، وطول هذه البحيرة نحو أربعة أيّام.

__________________

(١) في (ر): «أخلاط».

(٢) وردت في جميع النسخ : «وتميل» وما أثبتناه من التقويم (٤٢).

(٣) في (س) و (ر): «سلاس».

(٤) في (س) و (ر): «وابتداء».

(٥) في (ر): «هلاكو». وفي التقويم (٤٢): «هلاوون».

(٦) ياقوت الحمويّ ٣٨.

(٧) في (س) و (ر): «الغرب».

(٨) صورة الأرض ٣٤٥.

٦٧

بطائح (١) العراق : من رسم المعمور : فمنها بطائح البصرة ووسطها حيث الطّول ثلاث وسبعون والعرض اثنتان وثلاثون ، ومنها بطائح واسط ، حدثت عند اشتغال الفرس بقتال المسلمين في أوّل الإسلام بين واسط والبصرة وقاعدة البطائح الجامدة ، وهذه البطائح تصير من الأنهار الخارجة من دجلة تحت واسط. وللكوفة (٢) بطائح تصير من (٣) فضلات ماء الفرات. وأمّا بطائح واسط فهي من مياه دجلة ؛ فالبطيحة العظمى تدخلها دجلة في زقاق قصب ثم تخرج منها في زقاق قصب ثان إلى بطيحة ثانية ، وكذلك تخرج من الثانية [في زقاق](٤) قصب إلى بطيحة ثالثة ، وكذلك حتّى تصير أربع بحيرات يفصل بينهما القصب ، وتسمّى البطيحة والبحيرة عندهم الهور (٥) ، ثم عند انتهاء البطائح المذكورة يخرج نهر دجلة ، وتسمّى بعد خروجها من البطائح دجلة العوراء ، ثم بعد ذلك يتفرّع منها أنهار البصرة ما سنذكره عند دجلة.

بحيرات فارس : فمنها بحيرة دشت أرزن (٦) ، وهي في الكورة المعروفة بكورة سابور (٧) ، وامتداد هذه البحيرة طولا نحو عشرة فراسخ وماؤها عذب ، وربما جفّت حتّى لم يبق منها إلا القليل ، وعامّة سمك شيراز منها ، ومنها بحيرة جمكان ، ماؤها ملح ، وامتدادها طولا نحو اثنى عشر فرسخا ، وأوّلها من شيراز على فرسخين ، وآخرها قريب من حدود خوزستان. وهي في كورة أصطخر ، وجميع ذلك نقلناه من كتاب ابن حوقل ولذلك لم نذكر لهذه البحيرات أطوالا

__________________

(١) في الأصل : «بحيرة».

(٢) في الأصل و (س): «الكوفة».

(٣) من هنا إلى آخر الورقة [٢٠ ب] من الأصل ساقط من (س).

(٤) ساقطة من الأصل.

(٥) في الأصل : «اللهور».

(٦) في (ر): «أرزرن».

(٧) في الأصل : «شابور» وهي منسوبة إلى سابور أحد ملوك الفرس الساسانية وسميت باسمه.

٦٨

وعروضا ولم نضبط أسماءها لخلوّ [١٨ ب] كتابه من ذلك وعدم ظفرنا به من والله اعلم.

بحيرة زرة : وهي [بحيرة في بلاد سجستان ، يقع فيها نهر الهندمند ابن](١) حوقل (٢) : ويتّسع فيها الماء وينقص على قدر زيادة الماء ونقصانه. نحو ثلاثين فرسخا وعرضها مقدار مرحلة ، وهي عذبة الماء ، ويرتفع منها كثير وأقصاب ، وحواليها كلّها (٣) قرى إلا الوجه الذي يلي مفازة سجستان؟؟؟ بتقديم الزّاي المعجمة ثم راء مهملة مخفّفة وهاء ، نصّ عليه في المشترك (٤)؟؟؟ واليها تنصبّ (٥) مياه سجستان وهي عذبة.

بحيرة أوّل جيحون : من رسم المعمور : وسطها حيث الطّول مائة؟؟؟ ثمان وأربعون.

بحيرة تولية (٦) : بمثنّاة فوقيّة وواو ولام ومثنّاة تحتيّة وهاء ، قيل : العمارة من ناحية الشّمال بحيرة عظيمة بعضها تحت القطب الشّماليّ؟؟؟ مدينة ليس بعدها عمارة يقال لها تولية ، كذا في المراصد (٧).

بحيرة خوارزم : من رسم المعمور : وسطها حيث الطّول تسعون؟؟؟ ثلاث وأربعون ، وجانبها الغربيّ حيث الطّول ست وثمانون والعرض؟؟؟ وأربعون ، ويصبّ فيها جيحون ، وجيحون يأتيها من الشّرق ويصبّ

__________________

(١) ساقط من الأصل وهو في (ب) و (ر) والتقويم (٤٤).

(٢) صورة الأرض ٤١٧.

(٣) ساقطة من (ر).

(٤) ياقوت الحمويّ ٣٨.

(٥) في (ب) و (ر): «ينسب».

(٦) سقطت مادة «بحيرة تولية» من (ب) و (ر).

(٧) صفي الدين البغدادي ١ : ٢٨١.

٦٩

الجنوبيّ الشّرقيّ ، ومن كتاب ابن حوقل (١) : إنّ دور بحيرة خوارزم مائة فرسخ. وماؤها ملح ، وليس بها مغيض ظاهر ، ويقع فيها جيحون ونهر الشّاش وغيرهما ، وبينها (٢) وبين البحر نحو عشرين مرحلة ، وبينها وبين خوارزم [ست مراحل ، وبحيرة خوارزم](٣) قريبة من قرية تسمّى جنب ، وجنب المذكور على خمسة فراسخ من كركنج.

الكلام على الأنهار العظام

اعلم أنّ الكلام على الأنهار كالكلام على البلاد والبحيرات في أنها من الكثرة [١٩ أ] على حدّ لا يبلغ الإنسان الإحاطة بجميعها وإنما المذكور بعضها ونحن نذكر ما وقع لنا منها :

ذكر نيل مصر : وهو النهر العظيم المشهور الذي ليس له نظير في الوجود وقد وصفه ابن سينا ، فقال : وقد انفرد بثلاث صفات عن سائر أنهار الأرض أحدها أنه أطول أنهار الأرض من مبدئه إلى منتهاه ، وذلك يستلزم لطافته بسبب كثرة الجريان. الثانية أنّه يجري في رمال وصخور فيسلم عن الأرض الخنزة (٤) والحماءة والوحل الذي لا يكاد أن يخلو منه نهر. الثّالثة أنّ الحجر فيه لا يخضر [كما يخضر](٥) في غيره ، وهو يزيد في أيّام نقص الأنهار ، وزيادته إنما هي من الأمطار التي تقع في تلك البلاد ، ومبدؤه وأوّله الخراب الذي هو جنوبيّ خطّ الاستواء ولذلك تعسّر الوقوف عليه. ولم يتّصل بنا من أخباره إلا ما نقل عن اليونان وينسب

__________________

(١) صورة الأرض ٤٨١.

(٢) في (ر): «وبينهما».

(٣) ساقط من الأصل وما أثبتناه من (ب) و (ر).

(٤) في التقويم (٤٥): «الخنزة» وفي نسخة أخرى : «الخترة» وتعني : الفاسدة الصعبة المسلك.

(٥) ساقط من الأصل وهو في (ب) و (ر).

٧٠

إلى بطليموس أنّه ينحدر من جبال القمر من عشرة مسيلات (١) منه ، بين كلّ نهر منها والآخر درجة في الطّول ، فالغربيّ منها عند طول ثمان وأربعين والثّاني عند طول تسع وأربعين ، وعلى ذلك حتّى يكون النهر العاشر فيها عند طول سبع وخمسين ، وتصبّ هذه الأنهار العشرة في بطيحتين ، كلّ خمسة أنهر تصبّ في بطيحة ، وقد تقدّم ذكرهما آنفا ، ثم يخرج من كل واحدة من البطيحتين أربعة أنهار ، وينصبّ منها (٢) نهران من الأنهار الأخر فتصير ستة أنهار ، وتسير الأنهار الستة إلى جهة الشّمال حتّى تصبّ في بحيرة مدوّرة عند خطّ الاستواء ، وهي بحيرة كورى المقدّم ذكرها ، ويخرج منها نيل مصر شمالا ويمرّ على بلاد السّودان [١٩ ب] وأوّل ما يمرّ على زغاوة ثم النوبة وعلى مدينتها دنقلة عند طول أثنتين وخمسين وعرض خمس عشرة ، ثم يمرّ شمالا بميلة إلى الغرب إلى طول إحدى وخمسين وعرض سبع عشرة ، ثم يمرّ مغربا نصبا إلى طول خمسين وعرض سبع عشرة على حاله ، ثم يمرّ مغربا بميلة قليلة إلى الشّمال إلى طول أثنتين وثلاثين وعرض تسع عشرة ، ثم يرجع مشرقا إلى طول إحدى وخمسين ، ثم يمرّ إلى الشّمال والشّرق إلى أسوان عند طول خمس وخمسين وعرض اثنتين وعشرين ، ثم يمرّ شمالا بميلة إلى الغرب إلى طول ثلاث وخمسين وعرض أربع وعشرين ، ثمّ يشرّق إلى طول خمس وخمسين ، ثم يشتمل (٣) إلى مصر عند طول (٤) أربع وخمسين وعرض ثلاثين ، ويتجاوز مصر إلى قرية [على](٥) شاطئه تسمّى شطنوف فيفترق النيل فيها شطرين ويمرّ الغربيّ منهما [إلى](٦) بليدة تسمّى رشيد ويصبّ في البحر حيث الطّول ثلاث وخمسون والعرض إحدى وثلاثون ، والشّرقيّ [منهما

__________________

(١) في (ر): «ميلات».

(٢) وردت في جميع النسخ : «فيها» وما أثبتناه من التقويم (٤٥).

(٣) في الأصل و (ب): «يسيل» وما أثبتناه من (ر).

(٤) في (ر): «طلوع».

(٥) سقطت من الأصل وما أثبتناه من (ب) و (ر) والتقويم (٤٦).

(٦) سقطت من الأصل وما أثبتناه من (ب) و (ر) والتقويم (٤٦).

٧١

يفترق](١) أيضا شطرين عند قرية تسمّى جوجر (٢) ، ويمرّ الغربيّ منهما على دمياط من غربيها ويصبّ في البحر ويمرّ الشرقيّ منهما (٣) إلى أشمون طناج (٤) ثم يصبّ في بحيرة هناك في شرقي دمياط تسمّى بحيرة تنّيس وبحيرة دمياط المتّصلة بالبحر ودمياط بين هذين الشطرين الآخرين ، فالشطر الغربيّ من الثّلاثة يصبّ في البحر عند رشيد (٥) حيث الطّول ثلاث وخمسون وخمس وعشرون دقيقة والعرض إحدى وثلاثون وخمس وعشرون دقيقة ، والشطر الثّالث الشّرقيّ يصبّ في بحيرة تنّيس حيث الطّول أربع وخمسون وثلاثون دقيقة والعرض ثلاثون [٢٠ أ] وأربعون دقيقة ، وهذا ما تهيّأ لنا من ذكر النيل. ويخرج من نيل مصر نهر الفيّوم عند زيادته.

نهر السوس الأقصى : وهو نهر يأتي من الجنوب والشّرق من جبل لمطة (٦) ويجري إلى الشّمال ويمرّ على مدينة السوس الأبعد من شماليها حيث الطّول سبع درج والعرض ثلاثون درجة ، ويزرع على جانبه قصب السّكّر والحنّاء وغير ذلك مثل ديار مصر ، ويجري كذلك ويصبّ في البحر.

نهر ملويّة : قال ابن سعيد (٧) : هو نهر كبير مشهور في المغرب الأقصى ، ويصبّ إليه نهر سجلماسة (٨) الذي منبعه من جنوبي سجلماسة بمسافة بعيدة ويصيران نهرا واحدا ، ويصبّ في بحر الرّوم في شرقيّ سبتة وجنوبيها على ثلاثمائة وعشرة أميال منها ، وبين منبع نهر سجلماسة ومصبّه في البحر نحو ثمانمائة ميل.

__________________

(١) ساقط من الأصل وما أثبتناه من (ب) و (ر) والتقويم (٤٦).

(٢) في (ر): «جرجر».

(٣) في الأصل : «والشرقيّ يمرّ منها».

(٤) في الأصل و (ب): «أشمون طتاج» وفي التقويم (٤٦): «أشمون طناح».

(٥) في التقويم (٤٦): «عند دمياط».

(٦) في (ر): «ملطة».

(٧) كتاب الجغرافيا ١٤٠.

(٨) في الأصل و (ر) حيثما وردت : «سلجماسة».

٧٢

نهر إشبيلية : من الأندلس ، قال ابن سعيد (١) : وهو في قدر دجلة ، وهو أعظم نهر بالأندلس ، ويسمّيه أهل الأندلس النّهر الأعظم (٢) ، ومخرجه من جبال شقورة (٣) حيث الطّول خمس عشرة درجة والعرض ثمان وثلاثون وثلثان ، ثم يصبّ إليه عدّة أنهار منها نهر شنّيل (٤) الذي يمرّ على غرناطة ونهر سوس الذي عليه مدينة استجة. قال ابن سعيد : وعلى هذا النّهر من الضياع والقرى ما لا يبلغه وصف ، ويسير من جبال شقورة (٥) إلى جهات جيّان ويمرّ على مدينة بيّاسة ومدينة أبّدة ثم يمرّ على قرطبة ويجري من الشّرق إلى الغرب ، ثمّ إذا تجاوز قرطبة وقرب من إشبيلية ينعطف ويجري من الشّمال إلى الجنوب ، ويمرّ كذلك إلى إشبيلية وتكون إشبيلية على شرقيه وطريانة على (٦) غربيه قبالة إشبيلية من البرّ الآخر ، ثمّ ينعطف فيجري من [٢٠ ب] الشّرق إلى الغرب حتّى يصبّ (٧) في البحر المحيط عند مكان يعرف ببرّ المائدة حيث الطّول ثمان درجات وربع والعرض ست وثلاثون وثلثان ، وتكون جزيرة قادس على يسار مصبّه في البحر للمستقبل (٨) جهة الغرب.

ويقع في هذا النّهر (٩) المدّ والجزر من البحر مثل دجلة عند البصرة ، ويبلغ فيه المدّ والجزر سبعين ميلا وذلك إلى فوق إشبيلية عند (١٠) مكان يعرف بالأرحى. ولا يملح ماؤه بسبب المدّ عند إشبيلية بل يبقى على عذوبته ، وبين مصبّ نهر

__________________

(١) كتاب الجغرافيا ١٦٦ ـ.

(٢) في (ر): «العظيم».

(٣) في الأصل : «شتورة».

(٤) في (ر): «شتل».

(٥) في الأصل : «شفورة» و (ر): «شقواه».

(٦) في الأصل و (ب): «إلى».

(٧) من منتصف الورقة [١٨ أ] من الأصل إلى هنا ساقط من (س).

(٨) في (ب): «للمستقيل» وفي (س) و (ر): «المستقبل».

(٩) في (ر): «البحر».

(١٠) في الأصل : «عن».

٧٣

إشبيلية في البحر وبين إشبيلية خمسون ميلا ، فالمدّ يتجاوز إشبيلية عشرون ميلا ولا يبرح المدّ والجزر فيه يتعاقبان (١) كل يوم وليلة وكلّما زاد القمر نورا زاد المدّ ، والمراكب لا تزال فيه منحدرة مع الجزر صاعدة مع المدّ. وتدخل فيه السفن العظيمة الإفرنجية بوسقها (٢) من البحر المحيط حتّى تحطّ عند سور إشبيلية.

نهر مرسيّة : بالأندلس ، وهو قسيم (٣) نهر إشبيلية يخرجان من جبال شقورة فيمرّ نهر إشبيلية مغربا ويصبّ في البحر المحيط ، ويمرّ نهر مرسية مشرقا ويصبّ في البحر الشّامي عند مرسيّة.

نهر رومية : أوله عند طول خمس وثلاثين وعرض ثلاث وأربعين ، ثم يمرّ حتّى يدخل رومية وهي حيث الطّول خمس وثلاثون ونصف والعرض إحدى وأربعون (٤) ويخرج منها ويصبّ في البحر عندها.

نهر أبي فطرس : بضمّ الفاء وسكون الطاء المهملة وضمّ الرّاء والسّين المهملتين ، وهو نهر قريب من الرّملة بفلسطين. ومن كتاب المسالك والممالك المعروف بالعزيزيّ : أنّ نهر العوجاء يسمّى نهر أبي فطرس ، وهو شمالي مدينة [٢١ أ] الرملة باثني عشر ميلا ، قال : وما التقى عليه جيشان إلّا غلب الغربيّ منهما وانهزم الشّرقيّ ، فإنّ عليه انهزم المعتضد من خماروية بن أحمد بن طولون ، وعليه انتصر العزيز خليفة مصر الفاطمي وأسر هفتكين التّركي مقدّم جيش الشّرق. أقول : ومنبعه من تحت جبل الخليل قبالة قلعة خراب يقال لها مجد اليابا (٥) ، ويجري من

__________________

(١) في الأصل و (ب): «والجزر فيه يبقى قبل كل يوم ...» وفي (س): «تبعا قبل» وفي (ر): «تبعا قيل» والصواب ما أثبتناه من التقويم (٤٧).

(٢) في (س): «بوحيها» وفي (ب) و (ر): «بوسعها».

(٣) في (ر): «قسم».

(٤) في التقويم (٤٨): «ثلاث وأربعون».

(٥) في (س) و (ر): «مجر اليابا».

٧٤

الشّرق إلى الغرب ويصبّ في بحر الرّوم في جنوبيّ غابة أرسوف. ومن منبعه إلى مصبّه دون مسافة يوم.

نهر الأردنّ : من اللّباب (١) : بضمّ الألف وسكون الرّاء وضمّ الدّال المهملة وتشديد النّون في آخرها ، قال : وهي بليدة (٢) من بلاد الغور من الشّام ، فيها نهر كبير ويسمّى الشريعة ، وأصله من أنهار تصبّ من جبل الثلج إلى بحيرة بانياس ، ويخرج منها الشريعة المذكورة ويسير ويصبّ في بحيرة طبريّة ، ثم يخرج من بحيرة طبريّة ويسير جنوبا ويصبّ في الشّريعة بعد انفصالها عن (٣) بحيرة طبريّة.

نهر اليرموك : بين القصير وبين [بحيرة](٤) طبريّة ، ويصبّ في الشريعة ، وتسير الشريعة وهي نهر الأردنّ في وسط الغور جنوبا ويتجاوز بيسان عند طول ثمان وخمسين وعرض اثنين وثلاثين وخمسين دقيقة ويتجاوزها ويسير جنوبا إلى ريحا عند طول ست وخمسين وثلث وعرض إحدى وثلاثين وكسر ، ثمّ يسير جنوبا ويصبّ في بحيرة المنتنة وهي بحيرة زغر ، وزغر حيث الطّول سبع وخمسون درجة وعشر دقائق وعرض ثلاثين وكسر.

نهر حماة : ويسمّى نهر الأرنط والنّهر المقلوب لجريه من الجنوب إلى الشّمال ، ويسمّى [نهر](٥) العاصي لأن غالب الأنهر تسقي الأراضي [٢١ ب] بغير دواليب (٦) ولا نواعير بل بأنفسها تركب البلاد ، ونهر حماة لا يسقي إلا بنواعير

__________________

(١) ابن الأثير ١ : ٤١.

(٢) في (ب) و (س) و (ر): «بلدة».

(٣) في الأصل : «من».

(٤) ساقطة من الأصل.

(٥) زيادة من (س).

(٦) في الأصل و (ب): «دوالية» وفي (س) و (ر): «دالية» والصواب ما أثبتناه من التقويم (٤٩).

٧٥

تنزع (١) منه الماء. وهو يجري بكليته من الجنوب إلى الشّمال ، وأوّله نهر صغير؟؟؟ ضيعة قريبة من بعلبك [تسمى الراس في الشّمال عن بعلبك](٢) على نحو؟؟؟ رحلة منها ، ويسير من الراس شمالا حتّى يصل إلى مكان يقال له قائم الهرمل بين؟؟؟ موسية والراس ، ويمرّ في واد هناك. وينبع من هناك غالب النّهر المذكور من موضع يقال له مغارة الراهب (٣) ، ويسير شمالا حتّى يتجاوز جوسية ويسير ويصبّ في بحيرة قدس في غربي حمص ، ويخرج من البحيرة ويتجاوز حمص إلى الرستن ، ثم يسير إلى حماة ثم إلى شيزر (٤) ثم إلى بحيرة افامية ثم يخرج من بحيرة افامية ويمرّ على دركوش ثم يسير إلى جسر (٥) الحديد ، وذلك جميعه في شرقي جبل اللّكام فإذا وصل إلى جسر الحديد ينقطع الجبل المذكور هناك ويستدير النّهر المذكور ويرجع ويسير جنوبا ومغربا ويمرّ على سور أنطاكية ، ويسير كذلك مغربا حتّى يصبّ في بحر الرّوم عند السّويدية (٦) عند طول إحدى وستين وعرض ست وثلاثين.

ويصبّ في نهر الأرنط المذكور عدّة أنهر منها نهر منبعه من تحت أفامية يسير مغربا إلى بحيرة أفامية ويختلط بنهر حماة ، ومنها نهر في شمالي أفامية على نحو ميلين ويعرف بالنّهر الكبير يسير مدّا (٧) قريبا ويصبّ أيضا في بحيرة أفامية ، ويخرجان منها مع نهر الأرنط ، ومنها ثلاثة أنهر تجري من الشّمال وتصبّ في نهر الأرنط تحت جسر الحديد ، فأحد الأنهر الثّلاثة وهو الغربيّ منها وهو النّهر الأسود يجري من الشّمال ويمرّ تحت دربسّاك (٨) ويصبّ في بحيرة أنطاكية ، والنّهر الثاني

__________________

(١) في الأصل و (ب): «تنزح» وفي (س) و (ر): «تنز» وما أثبتناه من التقويم (٤٩).

(٢) ساقط من الأصل.

(٣) في (ر): «الذّاهب».

(٤) في (س) و (ر): «شيراز».

(٥) في الأصل : «الجسر».

(٦) في (س): «السودية».

(٧) في (ر): «حدا».

(٨) في (س) و (ر): «درباك».

٧٦

نهر يغرا ومنبعه قريب يغرا يمرّ على يغرا ويصبّ [٢٢ أ] في النّهر الأسود المذكور ويصبّان في بحيرة أنطاكية أيضا ، والنّهر الثّالث نهر عفرين يأتي من بلاد الرّوم ويمرّ على راوندان إلى الجومة (١) ويتجاوزها إلى العمق ويمرّ في العمق حتّى يتجاوز يغرا ويختلط بالنّهر الأسود ، وتصير الأنهر الثّلاثة أعني النّهر الأسود ونهر يغرا ونهر عفرين نهرا واحدا ويصبّ في بحيرة أنطاكية ويخرج منها ويصبّ في عاصي حماة فوق أنطاكية بالقرب (٢) منها. ويغرا بفتح الياء المثنّاة التحتانية وسكون الغين المعجمة وفتح الرّاء المهملة ثم ألف مقصورة ، وعفرين بكسر العين المهملة وسكون الفاء وكسر الرّاء المهملة ثم مثنّاة تحتيّة ونون ونهر الأسود معلوم.

نهر جيحان : من كتاب رسم المعمور : أنّ أوله عند طول ستين وعرض ست وأربعين ، وهو نهر يقارب الفرات في الكبر ، وهو الذي يمرّ ببلاد سيس وتسمّيه العامّة جهان ، ويسير من الشّمال إلى الجنوب بين جبال في حدود الرّوم حتّى يمرّ بالمصيصة من شماليها ، وجريانه عندها من الشّرق إلى الغرب ، والمصيصة حيث الطّول تسع وخمسون وكسر والعرض ست وثلاثون وخمس عشرة دقيقة ، ويتجاوز المصيصة مغربا ويصبّ بالقرب منها في بحر الرّوم.

نهر سيحان : من رسم المعمور : أوله عند طول ثمان وخمسين وعرض أربع وأربعين ، ويمرّ ببلاد الرّوم ويجري من الشّمال [إلى](٣) الجنوب غربي مجرى جيحان ، وهو دون جيحان في القدر ، ويسير حتّى يمرّ ببلاد الأرمن المعروفة في زماننا ببلاد سيس ، ويمرّ على سور أذنة من شرقيها حيث الطّول تسع وخمسون بغير كسر والعرض ست وثلاثون وخمسون دقيقة ، ويتجاوز أذنة وهي دون مرحلة من المصيصة ، ويلتقي مع جيحان تحت [٢٢ ب] أذنة ومصيصة ويصيران نهرا واحدا ،

__________________

(١) في (س): «الجونة».

(٢) في التقويم (٥٠): «بالغرب».

(٣) ساقطة من الأصل.

٧٧

ويصبّان في بحر الرّوم بين اياس وطرسوس (١).

نهر أنقرة : من رسم المعمور : أوله عند طول ست وخمسين وعرض أربعين ، ثم يمرّ على أنقرة وهي حيث الطّول أربع وخمسون والعرض إحدى وأربعون فيسقي مروجها (٢) وضياعها ، ويصبّ في بحر قرم الرّوم عند طول ست وخمسين وعرض تسع وأربعين. أقول : فإذا لم يختلف طول مخرجه ومصبّه واختلف العرض فكان مخرجه عند عرض أربعين ومصبّه عند عرض تسع وأربعين فجريانه من الجنوب إلى وسط الشّمال.

نهر هرقلة : قال ابن سعيد (٣) : ينزل من جبال العلايا إلى جهة سنوب ؛ وسنوب حيث الطّول سبع (٤) وخمسون والعرض ست وأربعون فقط وهرقلة على شرقي هذا النهر من البحر ، وهي التي خرّبها هارون الرشيد ، وهرقلة حيث الطّول سبع وخمسون وثلث والعرض ست وأربعون ونصف.

ذكر نهر الفرات ومضافاتها

أوله من شماليه مدينة أرزن الرّوم وشرقيها ، وأرزن هي آخر بلاد الرّوم من جهة الشّرق ، وهي حيث الطّول أربع وستون وهو غلط والعرض اثنتان وأربعون ونصف ، ثم يأخذ إلى قرب ملطية حيث الطّول إحدى وستون والعرض سبع وثلاثون وقيل تسع وثلاثون ، ثم يأخذ إلى سميساط عند اثنتين وستين وعرض سبع وثلاثين ، ثم يأخذ مشرّقا ويتجاوز قلعة الرّوم ، وهي حصن منيع على جنوبي الفرات وغربيها ، ويمرّ الفرات مع جانب الحصن من شماليه وشرقيه ، ثم يسير إلى

__________________

(١) في (س) و (ر): «طروس».

(٢) في (س) و (ر): «فبقى بروجها».

(٣) كتاب الجغرافيا ١٩٤.

(٤) في (س) و (ر): «تسع».

٧٨

البيرة (١) و [هي](٢) على جانب الفرات من شماليها ، ثم يمرّ مشرّقا حتّى يتجاوز البيرة (٣) وقلعة جعبر ، ويتجاوزها إلى الرّقّة حيث [٢٣ أ] الطّول ثلاث وستون وقيل ست وستون والعرض ست وثلاثون ، ثمّ يسير مشرقا ويتجاوز الرّحبة (٤) من شمالي الرّحبة ، ويسير إلى عانة حيث الطّول ثمان وستون ونصف والعرض ثلاث وثلاثون وعشر دقائق ، ثم يسير إلى هيت حيث الطّول تسع وستون والعرض اثنتان وثلاثون ، ثمّ يسير إلى الكوفة حيث الطّول تسع وستون ونصف والعرض إحدى وثلاثون وخمسون دقيقة ، ثم يسير مشرقا ويصبّ في البطائح حيث الطّول ثلاث وسبعون درجة.

وعن سليمان بن مهنّا أنّ لجانبي الفرات سعة (٥) إلى قائم عنقا وفي قائم عنقا يدخل في واد إلى العانة إلى الحديثة إلى هيت إلى الأنبار ومن هيت (٦) يخرج إلى فضاء العراق والسهول ، ويصبّ في الفرات ، ويخرج منها أنهار كثيرة ، فمن الأنهار التي تصبّ فيها :

نهر سميساط (٧) : وهو يمرّ على سميساط ثم يمرّ على حصين (٨) زياد وهو خرت برت ، ثم يصبّ في الفرات فوق ملطية (٩) ، وملطية حيث الطّول إحدى وستون والعرض تسع وثلاثون والعرض المذكور هو ما أختاره الخوارزميّ.

ويصبّ في الفرات أيضا نهر البليخ : بفتح الباء الموحّدة واللام المثنّاة

__________________

(١) في (س) و (ر): «البرق».

(٢) ساقطة من الأصل.

(٣) في التقويم (٥١): «بالس».

(٤) في (س): «الرحب».

(٥) وردت في جميع النسخ : «منبعة» والصواب ما أثبتناه من التقويم (٥١).

(٦) في (ر): «حيث».

(٧) في التقويم (٥١): «شمشاط».

(٨) في (س) و (ر): «حصن».

(٩) في الأصل مصحفة : «مطلية».

٧٩

التحتانية والخاء المعجمة. وأوّل البليخ من أرض حرّان من [عين](١) يقال لها الذهبانية (٢) (بالذّال المعجمة والهاء والباء الموحّدة والألف والنّون والمثنّاة التحتيّة والهاء) (٣) ، ويسير مشرقا ويمرّ على ظهر مدينة الرّقّة من شماليها ثم يصبّ في الفرات اسفل من الرّقّة.

ويصبّ في الفرات أيضا نهر الخابور : بالخاء المعجمة والألف والباء الموحّدة والواو والرّاء المهملة ، وأوّل الخابور من رأس عين يقال لها عين الزاهرية. ويسير نهر الخابور [٢٣ ب] حتّى يمرّ [على](٤) قرقيسيا حيث الطّول أربع وستون والعرض أربع وثلاثون [وثلث](٥) ويصبّ عندها في الفرات.

ويصبّ في (٦) الفرات أيضا نهر الهرماس : بكسر الهاء والرّاء المهملة والميم والألف والسّين المهملة ، وأوّله من أرض نصيبين ، ثم يسير ويتشعّب منه (٧) نهر الثرثار ، ويمرّ الثرثار بالحضر وببرية سنجار ، ويصبّ في دجلة عند تكريت حيثما تقدّم ذكره ، وأمّا الهرماس فيمرّ بعد خروج نهر الثرثار منه ويصبّ في الخابور قبل وصوله إلى قرقيسيا ويصيران (٨) نهرا واحدا ويصبّان في الفرات عند قرقيسيا ، ويحمل من الفرات عدّة أنهار فمنها :

نهر عيسى : ومخرجه من الفرات عند طول ثمان وستين وعرض أثنتين وثلاثين وذلك ـ أعني مخرجه ـ من قبالة الكوفة من موضع يقال له دهما (٩).

__________________

(١) ساقطة من الأصل.

(٢) في (ب) و (ر): «الرهبانية».

(٣) ما بين القوسين ساقط من (ب) و (ر) وكتب في (س) على الهامش.

(٤) ساقطة من جميع النسخ وعوضناها من التقويم (٥٢).

(٥) ساقطة من الأصل.

(٦) في (س): «إلى».

(٧) في (س) و (ر): «من».

(٨) في (س) و (ر): «ويصير الهرماس والخابور».

(٩) في (س): «دهمة».

٨٠