أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك

محمّد بن علي البروسوي [ ابن سباهي زاده ]

أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك

المؤلف:

محمّد بن علي البروسوي [ ابن سباهي زاده ]


المحقق: المهدي عيد الرواضية
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٣

جزيرة من أوّل الخامس في فم بحر الزقاق ، وطول هذه الجزيرة نحو اثني عشر ميلا ، وهي تقابل قصر المجاز قبالة مصبّ نهر إشبيلية في البحر المحيط ، وفي بحرها من جهة البرّ وهو المجاز إليها آثار عمارة وقنطرة كان يدخل الماء الحلو عليها في البحر المالح إلى جزيرة قادس ، وفيها كروم كثيرة وبساتين. ابن سعيد (١) : طولها ح عرضها لط ، من المشترك (٢) : وقادس أيضا قرية من قرى مرو الروذ من خراسان.

القادسيّة (٣) : بفتح القاف ثمّ ألف ودال مهملة مكسورة وسين مهملة وياء مثنّاة من تحت ثمّ هاء ، مدينة صغيرة من الثّالث من العراق ، وهي والخورنق والحيرة جميعها على حافّة البادية ، وحافّة سواد العراق فالبادية من جهة الغرب عن هذه البلاد ، والنّخيل والأنهار من جهة الشرق. في المراصد (٤) : وفي العذيب قصر للفرس يسمّى قديس. قيل : به سمّيت القادسيّة نسبة إليه. قال في المشترك (٥) : والقادسيّة بليدة بينها وبين الكوفة خمسة عشر (٦) فرسخا في طريق الحجاج ، وبها كانت وقعة القادسيّة في أيّام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ، في الأطوال : طولها سط كز عرضها لا ل. في القاموس (٧) : والقادسيّة قرية قرب الكوفة مرّ بها إبراهيم عليه السّلام فوجد بها عجوزا فغسلت (٨) رأسه ، فقال : قدّست من أرض. فسمّيت

__________________

(١) كتاب الجغرافيا ١٣٩.

(٢) ياقوت الحمويّ ٣٣٧.

(٣) تقويم البلدان ٢٩٨. وانظر المسالك والممالك لابن خرداذبة ١٢٥ ، الأعلاق النفيسة ١٧٥ ، صورة الأرض ٢٣٩ ـ ، أحسن التقاسيم ١١٧ ، نزهة المشتاق ١ : ٣٨٢ ، معجم البلدان ٤ : ٢٩١ ، آثار البلاد للقزويني ٢٣٩ ، الروض المعطار ٤٤٧.

(٤) صفي الدين البغدادي ٣ : ١٠٥٥.

(٥) ياقوت الحمويّ ٣٣٧.

(٦) في (س) و (ر): «ستة عشر».

(٧) الفيروزآبادي ٧٢٨.

(٨) في الأصل : «فعزلت» وفي (س) و (ر): «فعذلت» ، والصواب ما أثبتناه من (ب) والقاموس.

٥٠١

[١٦٩ ب] بالقادسيّة ودعا لها أن تكون محلّة الحاج انتهى. والقادسيّة أيضا قرية كبيرة بالقرب من سامرّاء يعمل بها الزجاج. من الترتيب : وإنما سمّيت القادسيّة لنزول أهل قادس بها ، وقادس قرية بمرو الروذ.

قارة (١) : قرية كبيرة بين دمشق وحمص وهي منزل للقوافل وغالب أهلها نصارى ، وهي على قريب منتصف الطريق بين دمشق وحمص ، وإلى حمص أقرب وهي عن حمص على مرحلة ونصف وعن دمشق على مرحلتين.

قاشان (٢) : من اللباب (٣) : بفتح القاف وسكون الألف وبالشّين المعجمة وبعد الألف نون ، ويقال بالسين المهملة ، مدينة من الرابع من بلاد الجبل ، وهي أصغر من قمّ ، وغالب بنائها بالطين وأهلها شيعة ، في الأطوال : طولها عو عرضها لد ، في القانون (٤) : طولها عز ك عرضها لد ، في المراصد (٥) : منها يجب الغضائر القاشانيّ.

قاشغر (٦) : وهي كاشغر ، من اللباب (٧) : بفتح القاف وسكون الألف وسكون الشّين وفتح الغين المعجمتين وفي آخرها راء مهملة ، مدينة من السادس من تركستان ، وهي مدينة عظيمة عليها سور وأهلها مسلمون ، في القانون (٨) :

__________________

(١) تقويم البلدان ٢٢٩. وانظر : معجم البلدان ٤ : ٢٩٥ ، الجغرافيا لابن سعيد ١٥٨ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٥٦.

(٢) تقويم البلدان ٤٢٠. وانظر : صورة الأرض ٣٦١ ، نزهة المشتاق ٢ : ٦٨٤ ، معجم البلدان ٤ : ٢٩٦ ، آثار البلاد للقزويني ٤٣٢ ، الروض المعطار ٤٤٧.

(٣) ابن الأثير ٣ : ٧ والنسبة إليها : «قاسانيّ وقاشيّ».

(٤) أبو الريحان البيروني ٢ : ٦٠.

(٥) صفي الدين البغدادي ٣ : ١٠٥٧.

(٦) تقويم البلدان ٥٠٤. وانظر : نزهة المشتاق ١ : ١٩٩ ، معجم البلدان ٤ : ٤٣٠ ، الجغرافيا لابن سعيد ١٧٥ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١١٤٣ ، خريدة العجائب ٥٥.

(٧) ابن الأثير ٣ : ٧٦ وأفردها في باب الكاف ولم يشر إلى أنها تأتي بالقاف.

(٨) أبو الريحان البيروني ٢ : ٧١.

٥٠٢

وتسمّى أردوكند ، صه كه عرضها مد ، في الأطوال : طولها صو ل عرضها مد م.

قاقي : بالقاف والألف والقاف (١) والياء المثنّاة التحتيّة ، وهي في شرقيّ الصّين وشماليها ، في القانون (٢) : وصاحبه قباخان.

قاليقلا (٣) : من اللباب (٤) : بفتح القاف وبعد الألف لام لم يزد على ذلك ، أقول : ثمّ مثنّاة تحتيّة وقاف مفتوحة ولام وألف ، مدينة من الرابع من ديار بكر والنسبة إليها قالي. قال ابن خلكان (٥) في ترجمة إسماعيل بن القاسم القاليّ اللغويّ ونقله [١٧٠ أ] عن العماد الكاتب الأصفهاني أنّ قاليقلا هي أرزن الرّوم ، قال : وذكر البلاذري في كتاب البلدان (٦) ما مثاله ، وقد كانت أمور (٧) الرّوم تشتت في بعض الأزمنة ، وكانت كملوك الطوائف فملك ارمينياقس (٨) رجل منهم ، ثمّ مات فملكت بعده امرأته وكانت تسمّى قالي ، فبنت مدينة وسمّتها قالي قاله ومعنى ذلك إحسان قالي ، وصوّرت صورتها على باب من أبوابها ، فعرّبت فقيل قاليقلا ، في القانون (٩) : طولها سج مه عرضها لح.

قامرون (١٠) : بفتح القاف وألف وميم وراء مهملة ثمّ واو ونون ، جبال

__________________

(١) في (ر): «والنون».

(٢) أبو الريحان البيروني ٢ : ٤٣.

(٣) تقويم البلدان ٢٧٨. وانظر المسالك والممالك لابن خرداذبة ١٢٢ ، صورة الأرض ٣٤٣ ، نزهة المشتاق ٢ : ٨٢٤ ، معجم البلدان ٤ : ٢٩٩ ، آثار البلاد للقزويني ٥٥١ ـ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٥٩ ، الروض المعطار ٤٤٧.

(٤) ابن الأثير ٣ : ٩.

(٥) وفيات الأعيان ١ : ٢٢٧.

(٦) فتوح البلدان ٢٠٠.

(٧) وردت في جميع النسخ : «أمراء» والصواب ما أثبتناه من البلاذري وابن خلكان.

(٨) في (ب): «أرمينياس» وفي (س) و (ر): «أرميناس».

(٩) أبو الريحان البيروني ٢ : ٥٧ وفيه : «طولها سج ك».

(١٠) تقويم البلدان ٣٦٠. وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٦٧ ، نزهة المشتاق ٢ : ٨١٦ ، الجغرافيا لابن سعيد ١٠٩.

٥٠٣

حجاز بين الهند والصّين ، وهي معدن العود ، وقال المهلّبيّ : ومدن قامرون منها دوكرا واكشمينون (١) ، وهي مدينة ملك قامرون قال واكشمينون على نهر بقدر نيل مصر ، في القانون (٢) والأطوال : طولها قكه عرضها ي ، وقامرون خارجة عن الأوّل إلى الجنوب. وعدّها في القانون من الجزائر في بحر الشرق.

القاهرة (٣) : مدينة من الإقليم الثالث إلى جانب شماليّ فسطاط أحدثها الخلفاء الفاطميّون الذين ظهروا في الغرب ثمّ ملكوا مصر ، وكان أوّل من ملك منهم بمصر المعزّ معدّ بن المنصور إسماعيل بن القائم (٤) محمد بن المهديّ عبيد الله ملك ديار مصر واختطّ القاهرة في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. قال ابن سعيد (٥) : ولمّا اختطّ القاهرة رغب الناس فيها ونسوا الفسطاط وزهدوا فيه بعد الاغتباط به ، وكانت القاهرة بستانا لبني (٦) طيلون على القرب من مدينة ملكهم المعروفة بالقطائع ، وسمّيت القاهرة للتفاؤل أي لتقهر من خالف أمرها ، والقاهرة ليست على شطّ النيل بل في شرقيه ، والفسطاط على حافّة النيل وهو محطّ وإقلاع للمراكب ، وبسبب ذلك صار الفسطاط أكثر رزقا وأرخص أسعارا من القاهرة ، في المراصد (٧) : مدينة [١٧٠ ب] بجنب الفسطاط يجمعها سور واحد ، وهي اليوم المدينة العظمى وبها دار الملك ومسكن الجند ، وقد اتصلت العمارة اليوم بينها وبين مصر ، وتعرف بالقاهرة المعزيّة ، لأنها عمرت في أيّام المعزّ أبي تميم

__________________

(١) في (س) و (ر): «اكشنميون» وفي التقويم : «اكشميبون».

(٢) أبو الريحان البيروني ٢ : ٣٧.

(٣) تقويم البلدان ١٠٧ ـ ، وانظر : صورة الأرض ١٤٦ ـ ، أحسن التقاسيم ٢٠٠ ، المسالك والممالك لأبي عبيد البكري ٢ : ٦٠٩ ، معجم البلدان ٤ : ٣٠١ ، آثار البلاد للقزويني ٢٤٠ ، خريدة العجائب ٣٣ ، الروض المعطار ٤٥٠.

(٤) وردت في جميع النسخ : «قاسم». وهو تصحيف.

(٥) لم نجده في كتاب الجغرافيا لابن سعيد.

(٦) في (س): «لبنت».

(٧) صفي الدين البغداديّ ٣ : ١٠٦٠. ونص المراصد ساقط من (ب) و (س) و (ر).

٥٠٤

العلويّ الذي كان بمصر ، أحدثها جوهر غلامه ، كان أنفذه في الجيوش من إفريقية للاستيلاء على الديار المصريّة في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة بعد [موت](١) كافور ، فدخل الفسطاط فاشتقّه ، ونزل تلقاء (٢) الشّام بموضع القاهرة وبنى فيه قصرا لمولاه ، وبنى الجند حوله فانعمر وصار مدينة أعظم من مصر.

قاين (٣) : من اللباب (٤) : بفتح القاف وبعد الألف ياء مثنّاة تحتيّة مكسورة ونون ، مدينة من أوّل الرّابع من قوهستان ، وهي قصبة قوهستان ، وقوهستان من خراسان على مفازة فارس ، وقوهستان اسم للناحية وليس ثمّ مدينة تسمّى قوهستان بل مدينة قوهستان هي قاين ، وهي مثل سرخس في الكبر وماؤها من القنى وبساتينها قليلة وقراها متفرّقة ، في الأطوال : طولها فح ك عرضها لز ل. ابن سعيد (٥) : طولها فد عرضها له ي. في القانون (٦) : طولها فد له عرضها لج له.

قبا (٧) : من المشترك (٨) : بضمّ القاف وفتح الباء الموحّدة وألف ممدودة ، وتروى بالقصر أيضا ، قرية كبيرة على ميلين من المدينة ، وهناك مسجد التّقوى وله فضائل وقبا بالقصر ، بلدة كبيرة من الخامس بفرغانة قرب الشّاش. قال في

__________________

(١) زيادة من المراصد.

(٢) في الأصل : «بلقاء».

(٣) تقويم البلدان ٤٥٢. وانظر : صورة الأرض ٤٤٦ ، أحسن التقاسيم ٣٢١ ، نزهة المشتاق ١ : ٤٦٢ ، معجم البلدان ٤ : ٣٠١ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٦٠.

(٤) ابن الأثير ٣ : ١٠.

(٥) كتاب الجغرافيا ١٦٢.

(٦) أبو الريحان البيروني ٢ : ٥١.

(٧) تقويم البلدان ٨١ ، ٥٠٢. وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٣٠ ، البلدان لليعقوبي ٣١٣ ، أحسن التقاسيم ٢٧٢ ، معجم ما استعجم ٢ : ١٠٤٥ ، نزهة المشتاق ١ : ١٤٣ ، معجم البلدان ٤ : ٣٠١ ، آثار البلاد للقزويني ١٠٣ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٦١ ، الروض المعطار ٤٥٢.

(٨) ياقوت الحمويّ ٣٣٩.

٥٠٥

اللباب (١) : وينسب إليها بالواو فيقال قباويّ ، وأمّا قباء التي عند المدينة وبها مسجد أسس على التّقوى فالنسبة إليها قبائي بياء مثنّاة من تحتها. قال ابن حوقل (٢) : وقبا التي بفرغانة تلي أخسيكث ، ولها قهندز خراب ومدينة وربض عامران ، [١٧١ أ] وعلى الربض سور محيط ، ولها وبساتين كثيرة ومياه تزيد على [بساتين](٣) اخسيكث ومياهها ، في الأطوال : طولها صا ن عرضها مب ن ، في القانون (٤) : طولها صب يه عرضها مج.

قباذيان (٥) : في اللباب (٦) : بضمّ القاف وفتح الباء الموحّدة وألف وذال معجمة مكسورة وفتح المثنّاة التحتيّة وألف ونون ، وهي ناحية من نواحي بلخ ، وهي نزهة كثيرة البساتين ويقال لها أيضا قباديان بالدّال المهملة.

قبرس (٧) : من اللباب (٨) : بضمّ القاف وسكون الباء الموحّدة وضمّ الرّاء المهملة وفي آخرها سين مهملة ، جزيرة من الرّابع في بحر الرّوم حذاء الشّام ، وطولها مائتا ميل. قال ابن سعيد (٩) : وذلك من الغرب إلى الشرق ، ولها ذنب دقيق في شرقيها ويقرب (١٠) إلى ساحل الشّام ، وسعتها نحو مائة ميل وبينها وبين الكرك

__________________

(١) ابن الأثير ٣ : ١٢.

(٢) صورة الأرض ٥١٣.

(٣) زيادة من (س) وابن حوقل.

(٤) أبو الريحان البيروني ٢ : ٧٠.

(٥) تقويم البلدان ٤٤٥. وانظر : البلدان لليعقوبي ٢٨٩ ، نزهة المشتاق ١ : ٤٨٨ ، معجم البلدان ٤ : ٣٠٣ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٦٢.

(٦) ابن الأثير ٣ : ١١ وفيه : «ويقال لها قواذيان ، وبالدّال المهملة أيضا».

(٧) تقويم البلدان ١٩٤. وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ١١٢ ، صورة الأرض ٢٠٣ ، المسالك والممالك لأبي عبيد البكري ١ : ٤٨١ ، معجم البلدان ٤ : ٣٠٥ ، آثار البلاد للقزويني ٢٤٠ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٦٣ ، خريدة العجائب ٧٩ ، الروض المعطار ٤٥٣.

(٨) ابن الأثير ٣ : ١٣.

(٩) كتاب الجغرافيا ١٧٠.

(١٠) في الأصل : «ويغرب».

٥٠٦

بضمّ الكاف الأولى وسكون الرّاء المهملة من بلاد الأرمن نحو نصف مجرى. وقال الإدريسيّ (١) : دور جزيرة قبرس مائتان وخمسون ميلا.

وفي سنة سبع وعشرين من الهجرة بعث معاوية من الشّام إلى عثمان رضي الله عنه يستأذنه في الدخول إلى البحر فأرسل إليه إن كنت تدخل بجيوش المسلمين فخذ معك أهلك ، فكتب معاوية إلى [أهل](٢) السواحل أن يجتمعوا في عكّا ، فاجتمع في ساحل عكّا مائتان وعشرون مركبا ثمّ خرج معاوية من دمشق بأهله وولده إلى عكّا ، فركبوا في المراكب ثمّ ساروا حتى أرسوا على ساحل قبرس وأسروا فأرسل ملك قبرس يسأله الصلح وأن يرجع إلى الشّام ويحمل له في كلّ سنة سبعة آلاف دينار ومائتا دينار ، فأجابه معاوية إلى ذلك وأخذ منه جزية تلك السنة ، وكتب عليهم عهدا أنهم لا يغدرون [١٧١ ب] ولا ينقضون أبدا ، ثمّ رجع إلى الشّام وكان عدّة الرّقيق الذي أسروه ثمانية آلاف رأس ، روي عن أمّ حرام بنت ملحان أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : أوّل جيش يغزون [في](٣) البحر قد أوجبوا أي لأنفسهم الجنة. قالت : قلت أنا فيهم؟ قال صلى الله عليه وسلم : أنت فيهم ، ثمّ ركبت البحر مع زوجها في زمن معاوية إلى قبرس فصرعت عن دابتها وتوفيت هناك ودفنت رحمها الله وقد سيّر إليها السلطان الأعظم والخاقان الأكرم السلطان سليم خان بن السلطان سليمان خان جيشا عظيما في البحر ، ففتحت في يوم السبت الخامس عشر من شهر ربيع الآخر من شهور سنة ثمان وسبعين (٤) وتسعمائة ، في الأطوال : طولها يب عرضها له ، في القانون (٥) : طولها لح عرضها لد.

__________________

(١) نزهة المشتاق ٢ : ٦٤٣.

(٢) ساقطة من الأصل.

(٣) زيادة من (س).

(٤) في (س) و (ر): «تسعين». وانظر عن فتح قبرص : أخبار الدول للقرماني ٣ : ٦٦ ـ ، تاريخ الدولة العليّة لمحمد فريدبك ١١٠.

(٥) أبو الريحان البيروني ٢ : ٥٦ وفيه : «طولها نج».

٥٠٧

قراقوم (١) : بفتح القاف والرّاء المهملة ثمّ ألف وقاف مضمومة وواو ساكنة وميم ، معناه بالتركية الرمل الأسود ، بلدة من الثّالث من أقاصي بلاد الترك إلى الشرق ، وهي كانت قاعدة التتر ، وفي جهاتها بلاد المغل وهم خالصة التتر ومنها خاناتهم. ابن سعيد (٢) : طولها قنو م عرضها ل لو.

قرشيّة (٣) : بالضمّ نسبة تأنيث إلى قريش ، قرية بسواحل حمص ، آخر عملها ممّا يلي حلب وأنطاكية ، كذا في المراصد (٤).

قرطاجنّة (٥) : من المشترك (٦) : بفتح القاف وسكون الرّاء وفتح الطاء المهملتين وألف وجيم وتشديد النّون ثمّ هاء ، بلدة من أعمال إفريقية قرب تونس ، وهي خراب وبها آثار قديمة ، وقرطاجنة أيضا مدينة بالأندلس من أعمال تدمير غمرها البحر فبادت.

قرطبة (٧) : من اللباب (٨) : بضمّ القاف وسكون الرّاء وضمّ الطاء المهملتين وباء موحّدة وفي آخرها هاء ، أقول : وهذا هو المشهور. [١٧٢ أ] وقال ابن

__________________

(١) تقويم البلدان ٥٠٤.

(٢) كتاب الجغرافيا ١٦٥.

(٣) سقطت مادة «قرشية» من (ب). وانظر : معجم البلدان ٤ : ٣٢٣.

(٤) صفي الدين البغدادي ٣ : ١٠٧٨.

(٥) تقويم البلدان ١٢٦. وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٨٧ ، المسالك والممالك لأبي عبيد البكري ٢ : ٦٩٩ ، نزهة المشتاق ١ : ٢٨٦ ، معجم البلدان ٤ : ٣٢٣ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٧٨ ، خريدة العجائب ٢٥ ، الروض المعطار.

(٦) ياقوت الحمويّ ٣٤٢.

(٧) تقويم البلدان ١٧٤. وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٨٧ ، صورة الأرض ١١١ ـ ، أحسن التقاسيم ٢٢٩ ، ٢٣٣ ، المسالك والممالك لأبي عبيد البكري ٢ : ٩٠٠ ، نزهة المشتاق ٢ : ٥٦٩ ـ ، معجم البلدان ٤ : ٣٢٤ ، آثار البلاد للقزويني ٥٥٢ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٧٨ ، خريدة العجائب ٢٢ ، الروض المعطار ٤٥٦ ، أخبار الدول للقرماني ٣ : ٤٣٤.

(٨) ابن الأثير ٣ : ٢٥.

٥٠٨

سعيد (١) : هي بلسان القبط بالظاء المعجمة ونقله عن جماعة ، وهي مدينة من أواخر الرابع من غربيّ الأندلس بجنوب ، وهي على غربيّ النهر الكبير الذي عليه إشبيلية ، ومملكة قرطبة شرقيّ إشبيلية ، وهي في الجنوب والشرق عن مملكة بطليوس (٢) ، وهي في جنوبيّ مملكة طليطلة ، وطليطلة عن قرطبة في الشّمال والشرق على سبعة أيّام ، ودور قرطبة ثلاثون ألف ذراع وهي أعظم مدن (٣) الأندلس ، وهي مدينة حصينة بسور ضخم من الحجر ، وبلغت عدد مساجدها ألفا وستمائة مسجد وتسعمائة حمام ، ولقرطبة سبعة أبواب ، في القانون (٤) : طولها ح م عرضها له. ابن سعيد : طولها ي عرضها لح ل ، في الرسم : طولها ط ك عرضها لح ك.

قرقر (٥) : بكسر القاف وسكون الرّاء المهملة وسكون القاف الثّانية وكسر الرّاء المهملة في الآخر ، ومعنى اسمها بالتركي أربعون رجلا ، وأصل اسمها قرق أر ثمّ أدغمت ، وهي قلعة عاصية منيعة في جبل لا يقدر أحد على الطلوع إليه ، ووسط ذلك الجبل وطاة تسع أهل البلد ، وقرقر ناقلة عن البحر وأهلها الجنس الذي يقال له آص ، وعندها جبل عظيم شاهق في الهواء. يقال له جاطرطاغ ، يظهر للمراكب من بحر القرم ، بفتح الجيم وألف وطاء مكسورة وراء ساكنة مهملتين وطاء مهملة وألف وغين معجمة ، وقرقر شمالي صارى كرمان ، وبينهما نحو مسيرة يوم ، وقرقر من آخر السابع من بلاد الآص (٦) ، القياس : طولها نه ل عرضها ن.

__________________

(١) كتاب الجغرافيا ١٦٦.

(٢) في الأصل : «بطليموس» وهو تحريف.

(٣) في الأصل : «أعظم من».

(٤) أبو الريحان البيروني ٢ : ٥٤.

(٥) تقويم البلدان ٢١٤.

(٦) في (س): «الأرمن».

٥٠٩

قرقوب (١) : من اللباب (٢) : بضمّ القافين بينهما راء مهملة ثمّ واو وفي الآخر باء موحّدة ، مدينة مشهورة من الثّالث من الأهواز ، وقيل : من العراق. قال في العزيزيّ : [١٧٢ ب] ومن قرقوب إلى مدينة الطيب سبعة فراسخ ، ومن قرقوب إلى مدينة السوس عشرة فراسخ ، في القانون (٣) : طولها عد عرضها لج ، في الأطوال : طولها عج ل عرضها لب.

قرقيسيا (٤) : المشهور بفتح القاف الأولى وكسر الثّانية بينهما راء مهملة ساكنة ثمّ ياء آخر الحروف ساكنة ثمّ سين مهملة ثمّ ياء ثانية تحتيّة وألف ، مدينة من الرابع من ديار مضر على الفرات والخابور بالقرب من الرقّة ، ونزل بها جرير بن عبد الله البجلي وبها مات ، وينسب إليها القرقيسيانيّ [وقد](٥) تحذف النّون ويجعل عوضها الياء ، وهي مدينة الزبّاء صاحبة جذيمة الأبرش ، القياس : طولها سد م عرضها لو م.

القرم (٦) : بكسر القاف والرّاء المهملة وميم في الآخر ، اسم للإقليم وهو يشتمل على نحو أربعين بلدا منها صلغات وصوداق والكفا المشهورات ، وقد يطلق القرم على صلغات خاصّة ، وصلغات وصوداق والكفا كالأثافي ، فصلغات عن الكفا شماليّ بغرب ، وصوداق شماليّ وشرقّ ، والكفا عن صوداق في سمت الشرق ، وبين كلّ واحدة من هذه المدن الثلاث وبين الأخرى مسيرة يوم ، وصاري

__________________

(١) تقويم البلدان ٣١٤. وانظر : صورة الأرض ٢٥٦ ، نزهة المشتاق ١ : ٣٩٦ ، معجم البلدان ٤ : ٣٢٨ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٨٠.

(٢) ابن الأثير ٣ : ٢٧.

(٣) أبو الريحان البيروني ٢ : ٤٨.

(٤) تقويم البلدان ٢٨٠. وانظر المسالك والممالك لابن خرداذبة ٧٤ ، صورة الأرض ٢٢٧ ، معجم ما استعجم ٢ : ١٠٦٦ ، نزهة المشتاق ٢ : ٦٥٠ ـ ، معجم البلدان ٤ : ٣٢٨ ، الجغرافيا لابن سعيد ١٥٥ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٨٠ ، الروض المعطار ٤٥٥.

(٥) ساقطة من الأصل.

(٦) تقويم البلدان ٢٠٠ ، ٢١٤. وانظر : خريدة العجائب ٨٢.

٥١٠

كرمان عن هذه الثلاثة في سمت الغرب ، وبين صارى كرمان وصوداق نحو خمسة أيّام. قال في كتاب رسم الأرض : قرم على البحر حيث الطول سح والعرض مز نه ، ويحتمل أن تكون هذه هي القرم والطول المذكور أعني سح من الخالدات فيكون من الساحل طولها لح ، وهو قريب إلى الصحّة. والأزق عن القرم في سمت الشرق.

قرمونية (١) : في المراصد (٢) : بفتح القاف وسكون الرّاء المهملة وضمّ الميم وسكون الواو ونون مكسورة وياء خفيفة [١٧٣ أ] وهاء ، كورة من كور إشبيلية في جنوب النّهر ، وقرمونة مدينة ومعقل في غاية المنعة والارتفاع.

قرميسين (٣) : في المراصد (٤) : بفتح القاف. من اللباب (٥) : بكسر القاف وسكون الرّاء المهملة وكسر الميم وسكون المثنّاة من تحتها وكسر السّين المهملة ومثنّاة تحتيّة ثانية وفي آخرها نون ، ووجدنا في كثير من الكتب بالألف بدلا من الياء الأولى ، ويقال لها كرمانشان ، وفي القاموس (٦) : وهو معرب كرمانشاهان ، وهي مدينة من الرابع من جبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان عند الدّينور (٧) ، وهي عامرة غاصة بالناس وينبت بها الزعفران ، في الأطوال : طولها عج عرضها لد ل ، في القانون (٨) : طولها عد عرضها لد ي.

__________________

(١) انظر : معجم البلدان ٤ : ٣٣٠ ، الروض المعطار ٤٦١.

(٢) صفي الدين البغدادي ٣ : ١٠٨١.

(٣) تقويم البلدان ٤١٢. وانظر : البلدان لليعقوبي ٢٧٠ ، صورة الأرض ٣٥٩ ، أحسن التقاسيم ٣٩٣ ، معجم ما استعجم ٢ : ١٠٦٧ ، معجم البلدان ٤ : ٣٣٠ ، آثار البلاد للقزويني ٤٣٣ ، الروض المعطار ٤٥٦.

(٤) صفي الدين البغدادي ٣ : ١٠٨١.

(٥) ابن الأثير ٣ : ٢٨.

(٦) الفيروزآبادي ٧٢٩.

(٧) في الأصل : «الدهور».

(٨) أبو الريحان البيروني ٢ : ٥٩.

٥١١

قرنين (١) : تثنية قرن ، مدينة صغيرة لها قرى ورساتيق ، وهي على مرحلة من سجستان عن يسار الذّاهب إلى بست ، في الأطوال : طولها فز ك عرضها لب م ، في القانون : طولها فط ن عرضها لا ، وهي غير القرينين (٢) التي بخراسان.

القرية الجديدة (٣) : وهي ينغى كنت ومعنى ينغى كنت القرية الجديدة ، وهي بفتح الياء المثنّاة التحتيّة وسكون النّون وكسر الغين المعجمة وسكون المثنّاة الثّانية وفتح الكاف وسكون النّون وفي الآخر مثنّاة فوقيّة ، وهي من السادس من تركستان على نهر يصبّ في بحيرة خوارزم ، وهي من فاراب على عشرين مرحلة وفيها المسلمون ، في الأطوال : طولها فو ل عرضها مز ، في القانون (٤) : طولها عح ل عرضها مد.

القريشيّة (٥) : منسوبة إلى قريش ، قرية قرب جزيرة ابن [عمر](٦) ، ينسب إليها التفاح ، كذا في المراصد (٧).

القرينين (٨) : من اللباب (٩) : بفتح القاف وكسر الرّاء المهملة وسكون المثنّاة [١٧٣ ب] التحتيّة وفتح النّون وسكون المثنّاة الثّانية ونون ، بلدة من الرّابع من

__________________

(١) تقويم البلدان ٣٤٣. وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٥٠ ، أحسن التقاسيم ٣٠٦ ، نزهة المشتاق ١ : ٤٥٦ ، معجم البلدان ٤ : ٣٣٣ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٨٤.

(٢) في الأصل و (ب): «القرنين».

(٣) تقويم البلدان ٤٨٨.

(٤) أبو الريحان البيروني ٢ : ٧١.

(٥) سقطت مادة «القريشية» من (ب) و (ر) وكتبت في (س) على الهامش. وانظر : معجم البلدان ٤ : ٣٣٧.

(٦) ساقطة من الأصل.

(٧) صفي الدين البغدادي ٣ : ١٠٨٦.

(٨) (٢) تقويم البلدان ٤٥٨. وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٣٢ ، صورة الأرض ٤١٩ ، معجم البلدان ٤ : ٣٣٨ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٨٧.

(٩) ابن الأثير ٣ : ٣١.

٥١٢

خراسان على وادي مرو ، وكان يقال لها بركدين (١) وإنما قيل لها قرينين لأنه كان يقرن بينها وبين مرو الروذ ، فيقال قرينان والقرنين الذي بسجستان غير هذه ، وهذه على أربعة مراحل من مرو الروذ وهذه تثنية قرين وتلك تثنية قرن ، في الأطوال : طول قرينين فز مه عرضها لو نه.

قزدار (٢) : من اللباب (٣) : بضمّ القاف وسكون الزّاي المعجمة وفتح الدّال وألف وراء مهملة ، وهي قلعة صغيرة كالقرية في وطاة على تليل وحواليها بسيتينات ؛ هكذا أخبرني بها شفاها من رآها في زماننا هذا. وقال ابن حوقل (٤) : وقزدار قصبة طوران. في اللباب : وقزدار ناحية من نواحي الهند بينها وبين بست ثمانون فرسخا ويقال لها أيضا قصدار بالصاد المهملة وهي من الثّالث من طوران ، في القانون (٥) : طولها صد ه عرضها ل له ، في الأطوال : طولها صا ل عرضها كز ل.

قزوين (٦) : من اللباب (٧) : بفتح القاف وسكون الزّاي المعجمة وكسر الواو وسكون المثنّاة من تحت وفي آخرها نون ، مدينة من الرّابع من بلاد الجبل ولها حصن وماؤها من السماء والآبار ، ولها قناة صغيرة للشرب ولا تفضل عن ذلك ،

__________________

(١) في التقويم : «بركدير» وفي اللباب : «بركديز».

(٢) تقويم البلدان ٣٤٨. وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٥٥ وفيه بالصاد : «قصدار» ، أحسن التقاسيم ٤٧٨ ، نزهة المشتاق ١ : ١٧٥ ، معجم البلدان ٤ : ٣٤١ ـ ، آثار البلاد للقزويني ١٠٤ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٨٩.

(٣) ابن الأثير ٣ : ٣٤.

(٤) صورة الأرض ٣٢٤.

(٥) أبو الريحان البيروني ٢ : ٥٢.

(٦) تقويم البلدان ٤١٨. وانظر المسالك والممالك لابن خرداذبة ٥٧ ، البلدان لليعقوبي ٢٧١ ، أحسن التقاسيم ٣٩١ ، معجم ما استعجم ٢ : ١٠٧٢ ، نزهة المشتاق ٢ : ٦٧٦ ، معجم البلدان ٤ : ٣٤٢ ، آثار البلاد للقزويني ٤٣٤ ـ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٨٩ ، الروض المعطار ٤٦٥.

(٧) ابن الأثير ٣ : ٣٤.

٥١٣

وهي خصبة وهي ثغر الدّيلم ، وقزوين وطالقان بين الرّيّ [وبين](١) أبهر وهما ناقلتان عن الوسط إلى جهة الجنوب ، وليس بها ماء جار سوى ما يشرب ويجري إلى المسجد فقط ، ولها أشجار وكروم وكلها عذى. وقال أحمد الكاتب : وقزوين في سفح جبل يتاخم بلاد الدّيلم. وقال ابن حوقل (٢) : ماء قناتها وبيء ، في الأطوال : طولها [١٧٤ أ] عه عرضها لو ، في القانون (٣) والرسم : طولها عه عرضها لز.

قسطمونية (٤) : ويقال كستمونية بفتح القاف وسكون السّين وبالطاء المهملتين وضمّ الميم وسكون الواو وكسر النّون وبالياء المثنّاة من تحت ثمّ هاء ، مدينة من السّادس من نواحي الرّوم. قال ابن سعيد (٥) : هي قاعدة التركمان ويقال إنّ في جهاتها ألف بيت للتركمان ، وتراكمينها يغزون القسطنطينية ، وهي في شرقيّ هرقلة ، وبينها وبين سنوب ثلاثة أيّام ، وعن بعضهم : أنّ بينهما خمس مراحل سنوب في الشّمال وقسطمونية في الجنوب ، وبين قسطمونية وأنكورية خمسة أيّام ، وقسطمونية في الشرق عن أنكورية. ابن سعيد : طولها نه ل عرضها مو مج.

قسطنطينة (٦) : وتسمى بوزنطيا ، من اللباب (٧) : بضمّ القاف وسكون السّين المهملة وفتح الطاء المهملة وسكون النّون وكسر الطاء الثّانية وسكون المثنّاة من

__________________

(١) ساقطة من الأصل.

(٢) صورة الأرض ٣٦٩.

(٣) أبو الريحان البيروني ٢ : ٦٠.

(٤) تقويم البلدان ٣٩٢.

(٥) كتاب الجغرافيا ١٩٥.

(٦) تقويم البلدان ٢١٢. وانظر المسالك والممالك لابن خرداذبة ١٠٢ ـ ، ١٠٩ ، الأعلاق النفيسة ١١٩ ـ ، صورة الأرض ١٩٥ ـ ، معجم ما استعجم ٢ : ١٠٧٤ ، نزهة المشتاق ٢ : ٧٩٧ ، ٨٠١ ـ ، معجم البلدان ٤ : ٣٤٧ ـ ، آثار البلاد للقزويني ٦٠٣ ـ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٩٢ ، الروض المعطار ٤٨١ ، أخبار الدولة للقرماني ٣ : ٤٣٣.

(٧) ابن الأثير ٣ : ٣٦.

٥١٤

تحت ثمّ نون ، وفي القاموس (١) : قسطنطينية بزيادة ياء مشدّدة وقد تضمّ الطاء الأولى منهما ، دار ملك الرّوم. وفتحها من أشراط السّاعة ، وتسمّى بالرّوميّة بوزنطيا انتهى ، وهي مدينة من السادس وهي قاعدة الرّوم. قال في العزيزيّ : وارتفاع سور القسطنطينية أحد وعشرون ذراعا ، ولها أربعة عشر معاملة ، والخليج يطوف بقسطنطينية من شرقيها وشماليها وأمّا جانباه الغربيّ والجنوبي ففي البرّ ، ولها في هذين الجانبين نحو مائة باب.

وحكى لي بعض من سافر إليها قال : سورها كبير وكنيستها مستطيلة ودار الملك تسمّى بلاط (٢) الملك ، وليست قريبة من الكنيسة وداخل سورها مزدرع ، وبالمدينة خراب كثير ، وأكثر عمارتها [١٧٤ ب] بالجانب الشّرقي الشّمالي ، وإلى جانب الكنيسة عمود عال ودوره أكثر من ثلاث باعات وعلى رأسه فارس وفرس من نحاس ، وفي إحدى يدي الفارس كرة وقد فتح أصابع يده الأخرى وهو يشير بها ، قيل : إنّ ذلك صورة قسطنطين [باني هذه المدينة ، قال ابن سعيد (٣) : بناها قسطنطين](٤) واضع دين النصرانيّة ، وبينها وبين سنوب نحو ستة أيّام في البرّ (٥). في الرسم والقانون والأطوال وابن سعيد : طولها مط عرضها مه.

يقول العبد الضعيف : الأوصاف والأخبار التي ذكرها المؤلف لقسطنطينية هي التي في زمانه ؛ وأمّا [الذي](٦) في زماننا فليس فيها خراب أصلا بل كلها معمور ، والعمود الذي ذكره كان قد انهدم قبل زماننا ولم نره أصلا ، ورأيت في

__________________

(١) الفيروزآبادي ٨٨١.

(٢) في الأصل : «بلاد».

(٣) كتاب الجغرافيا ١٨٤.

(٤) ساقط من الأصل.

(٥) في الأصل : «البرّ الشرقيّ».

(٦) زيادة من (س) و (ر).

٥١٥

خريدة العجائب (١) قولا آخر في حقّ هذا العمود ، وهو أنّ هذه المنارة ترى على مسيرة يوم في البحر ، ويقولون إنّ في يده طلسما يمنع العدو ، وقيل : كتب على الكرة بالرّوميّ ملكت الدنيا حتى بقيت في يدي مثل هذه الكرة ، وخرجت منها هكذا لا أملك شيئا ، انتهى كلام صاحب الخريدة.

ثمّ إنّ ما نقله المؤلف من العزيزيّ غير صحيح لأنّ القسطنطينية على شكل المثلث فالزاوية الأولى منه فيما بين الشرق والجنوب قريبة من الشرق ، والزاوية الثّانية فيما بين الغرب والشّمال قريبة من الغرب ، والزاوية الثّالثة فيما بين الشرق والشّمال قريبة من الشّمال ، فالضلعان اللذان أحدهما من الزاوية الأولى إلى الزاوية الثّانية [وثانيهما من الزاوية الأولى إلى الزاوية الثالثة](٢) في البحر ، وأمّا الضلع الذي من الزاوية الثّانية إلى الزاوية الثّالثة ففي البرّ ، وليس لقسطنطينية جوانب أربعة حتى يصح ما ذكر في العزيزيّ ، وقبالة القسطنطينية في الجانب الشّرقي الشّماليّ من [١٧٥ أ] البرّ الآخر قلعة متوسطة في الصغر والكبر يقال لها غلطة ، وهي قلعة عامرة آهلة ، وبينها وبين القسطنطينية خليج دقيق عرضه نحو ميل ، ويمتد ذلك الخليج حتى يتجاوز الزاوية الثّالثة للقسطنطينية وإذا جاوزها بمقدار يسير فهناك قبر أبي أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ثمّ يمتد ذلك الخليج إلى الشّمال والشرق حتى ينتهي إلى قرية يقال لها كاغدخانة ، ويصبّ من تلك القرية في الخليج المذكور نهر كبير عذب ، والخليج المذكور بعد أن يتجاوز قبر أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه يدق جدا. وقبالة القسطنطينية من البر الآخر الشّرقيّ قصبة يقال لها أسكدار وهي فرضة القسطنطينية من البرّ الشّرقيّ ، وهي أيضا عامرة آهلة وبها جوامع ومساجد.

وذكر في القانون المسعودي (٣) : أنّه بنيت بوزنطيا وهي القسطنطينية في أيّام

__________________

(١) ابن الوردي ٨٠.

(٢) ساقط من الأصل و (ر).

(٣) أبو الريحان البيروني ١ : ١٨٤ ـ

٥١٦

سنحاريب الصغير من ملوك بابل لأربعة آلاف وثمانمائة وتسع وأربعين سنة من لدن آدم عليه السلام ، ثمّ جاء قسطنطينوس المظفر ولد امرأة اسمها هيلاني لخمسة آلاف وثمانمائة وعشرين سنة من لدن آدم عليه السلام وتنصّر ولثلاث من ملكه بنى سور القسطنطينية وانتقل إليها من روميّة ، ومن لدن آدم عليه السّلام إلى هجرة نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم ستة آلاف ومائة واثنا عشر سنة إلى هنا كلامه.

فبين بناء القسطنطينية وبين الهجرة ألف ومائتان وثلاث وستون سنة ، وبين بناء سورها وبين الهجرة مائتان وإحدى وثمانون سنة ، وذكر ماغريغوريوس في مختصر الدول أنّ قسطنطينوس قيصر القاهر ملك اثنين وثلاثين سنة ، وفي السنة الثّانية له ملك على الفرس [١٧٥ ب] سابور بن هرمز تسعا وستين سنة ، وفي السنة الثالثة لملكة أمر فبني لبوزنطيا سور وزاد في ساحتها أربعة أميال وسمّاها قسطنطينية ، ونقل الملك إليها ، وفي السنة السّابعة استعدّ لغزو مكسانطيس ابن بنت ذيوقليطيانس لأنّه عصى ولم يبايعه وغلب على رومية ، وكان قسطنطينوس يفكّر أنّه إلى أي الآلهة يلجىء أمره في هذا الغزو ، فبينما هو في هذا الفكر رفع رأسه إلى السّماء نصف النهار فرأى راية الصليب في السّماء مثال النور ، وكان فيه مكتوبا أنّ بهذا الشكل تغلّب فصاغ له صليبا من الذّهب وكان يشد له في حروبه على رأس الرّمح ، ثمّ أنه غزا رومية فخرج إليه مكسانطيس ووقع في نهر واختنق وافتتح قسطنطينوس مدينة رومية وبنى قسطنطينوس بيعة عظيمة بالقسطنطينية وسمّاها أحيّاه سوفيا أي حكمة القدوس ، وبيعة أخرى على اسم السليحين ، وبنى بيعة بمدينة بعلبك وكان أهلها يتشاركون في النّساء ، ولم يخلص لأحدهم نسب فكفهم عن ذلك فكفّوا وبنى بأنطاكيا هيكلا ذا ثماني زوايا على اسم السيدة ، وفي أيّامه حاصر سابور ملك الفرس مدينة نصيبين ثلاثين يوما وبدعاء مر يعقوب أسقفها ومارا فريم تلميذه رحل عنها خائبا ، وفي عودته غزا بين النّهرين فنهض قسطنطينوس لمحاربته وعند وصوله إلى نيقوموذيا أدركته المنيّة في سنة اثنين وأربعين وستمائة للإسكندر وذلك يوم الأحد لثمان بقين من أيّار وكان [١٧٦ أ] عمره خمسا وستين سنة ، وفي

٥١٧

مرضه قسّم الملك على أولاده الثلاثة ، وملّك الكبير المسمّى باسمه قسطنطينوس قسطنطينية ، ورتّب الآخر المسمّى قسطنطيس على مصر والشّام وبين النّهرين وأرمينية ، ورتّب الصغير المسمّى قوسطيوس على رومية وسفانيا وما يليها من ناحية المغرب ، وقسطنطينوس وقسطنطينس وقسطيوس بنو القاهر ملكوا خمسا وثلاثين سنة ، ثمّ أنّ قسطنطينوس سار إلى نيقوموذيا فأخذ جسد أبيه فحنطه ووضعه في [صندوق ذهب وحمله إلى قسطنطينية ووضعه في](١) هيكل السليحين ، ثم أنّ قسطنطينوس صاحب القسطنطينية وهو الأخ الأكبر قتل في حرب وقع بينه وبين أخيه الصغير وهو قسطيوس صاحب رومية وخلّف ابنين غالوس وبوليانس ، ثم أنّ قسطنطيس وهو الأخ الأوسط صاحب مصر والشّام نصّب غالوس ملكا على القسطنطينية مكان أبيه فعصى على عمّه الذي نصّبه فسيّر عمّه عليه جيشا [عظيما](٢) فقتله ونصّب أخاه بوليانس مكانه ، وبعد قليل قتل قسطيوس صاحب رومية ومات أيضا قسطنطيس صاحب مصر والشّام فاستقلّ بوليانس بجميع الممالك ، والأصحّ عند هذا الضّعيف أنّ طولها نط ن عرضها ما ن ، أمّا العرض فإنه قد علم بالآلة كونه كذلك ، وأمّا الطول فإني قد رأيت في القانون المسعودي (٣) مكتوبا هكذا مط ن. ويدل [١٧٦ ب] على صحّة ما رأيناه في القانون أنّ المؤلف قد صرّح عند ذكر بحر نيطش أنّ تسع وأربعون درجة وخمسون دقيقة ، وقد فتح القسطنطينية والقلعة التي قبالتها السلطان الأعظم والخاقان الأكرم وهو السلطان الغازي أبو الفتوح والمغازي السلطان محمد خان بن السلطان مراد خان من آل عثمان تغمدهم الله بالرحمة والرضوان ، وخلّد سلطنة أولادهم إلى انقراض الدهور والأزمان في سنة سبع وخمسين وثمانمائة هجريّة ، وجعل الكنيسة التي ذكرها المؤلف جامعا وبنى دار السّلطنة قريبة من الجامع مشرفة على البحر في الجانب

__________________

(١) ساقط من الأصل.

(٢) زيادة من (س) و (ر).

(٣) أبو الريحان البيروني ٢ : ٧٠.

٥١٨

الشّرقي من الجامع ، وقسطنطينية الآن مقرّ السّلطنة العثمانية حماها الله تعالى ، في حصن واليها ، وبها آثار عجيبة يطول الكلام بذكرها.

قسطينة (١) : بضمّ القاف وسكون السّين المهملة وكسر الطاء المهملة وسكون المثنّاة التحتيّة ونون وهاء ، وعن بعض المتأخرين أنّ بعد السّين وقبل الطاء نون وحينئذ بضمّ السّين وتسكين النّون ، وهي مدينة من أواخر الثّالث من الغرب الأوسط من معاملة بجاية ، ولقسطينة نهر يصبّ في خندقها العظيم ، ويسمع لذلك دوي عظيم ، ويرى النّهر في قعر الخندق مثل رؤية النجم لشدّة ارتفاع قسطينة عن خندقها ، وهي آخر مملكة بجاية وأوّل مملكة إفريقية. قال الإدريسيّ (٢) : ومدينة قسطينة عامرة وبها أسواق والحنطة تقيم [١٧٧ أ] في مطاميرها مائة سنة لا تفسد ، وهي على قطعة جبل منقطع مربع فيه بعض استدارة لا يتوصل إليه إلّا من جهة بابه من غربيها (٣) ليس بكثير السعة ، ويحيط بقسطينة الوادي من جميع جوانبها ، في الأطوال : طولها كح ل عرضها لا ل. ابن سعيد (٤) : طولها كو م عرضها لج كب.

قشقاطاغ : بالقاف المفتوحة [والشّين المعجمة الساكنة والقاف المفتوحة](٥) والألف والطاء المهملة المفتوحة والألف ثانيا وفي الآخر غين معجمة ، جبل عظيم يجري نهر طنا في شرقيه وقد مرّ عند ذكر نهر طنا.

قشمير (٦) : بكسر القاف وسكون الشّين المعجمة ثمّ ميم مكسورة ومثنّاة

__________________

(١) تقويم البلدان ١٣٨. وانظر : المسالك والممالك لأبي عبيد البكري ٢ : ٧٢٩ ، معجم البلدان ٤ : ٣٤٩ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٩٢ ، الروض المعطار ٤٨٠ ، أخبار الدول للقرماني ٣ : ٤٣٣.

(٢) نزهة المشتاق ١ : ٢٦٥.

(٣) وردت في جميع النسخ : «قربها» وما أثبتناه من النزهة والتقويم.

(٤) كتاب الجغرافيا ١٤٢.

(٥) ساقط من الأصل.

(٦) انظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٦٨ ، نزهة المشتاق ١ : ١٩٣ ، معجم البلدان ٤ : ٣٥٢ ، آثار البلاد للقزويني ١٠٤ ، الجغرافيا لابن سعيد ١٦٤ ، ١٧٦ ، مراصد الاطلاع

٥١٩

تحتيّة ساكنة وراء مهملة في الآخر ، ويقال : كشمير بالكاف ، وقشمير جنس متولّد بين الهند والسّند والأتراك ، وهم في نهاية من الحسن ولم يقدر عليه التتر لامتناعهم بالجبال المحدّقة بهم ، وجبال القشمير في شرقيّ دلّى ، وهي من الإقليم الثّالث ، وقيل : من الرابع.

قصر ابن هبيرة (١) : مدينة من الثّالث من العراق ، وهي قريب من عمود (٢) نهر الفرات ويطلع إليها من الفرات أنهار متفرّقة وليست بالكبار ، وكربلا تحاذي قصر ابن هبيرة من الغرب في البرّيّة. وقال في المشترك (٣) : قصر ابن هبيرة ينسب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاريّ ، والي العراق في أيّام مروان الحمار آخر خلفاء بني أميّة ، وهو بالقرب من جسر سورا من نواحي بابل القديمة. قال في العزيزيّ : ومن قصر ابن هبيرة إلى عمود الفرات الأعظم فرسخان. قال في اللباب : وقصر ابن هبيرة منسوب إلى أبي الثناء عمر بن هبيرة أمير العراق لبني أميّة ، في الأطوال : طولها ع ل عرضها لب مه ، في القانون (٤) : طولها سط م عرضها لج.

قصر أحمد (٥) : بفتح القاف وسكون [١٧٧ ب] الصّاد والرّاء المهملتين ، وأحمد اسم معلوم ، وهو من أوّل الرابع من إفريقية ، وهي آخر حدّ إفريقية في جهة الشرق وأوّل حدّ برقة ، وفي عرضه قصور مسراته (٦) مقدار اثني عشر ميلا ، وهي بلاد لها زيتون ونخيل كثير ، وأهل هذه الأماكن تجلب الخيل إلى الإسكندريّة

__________________

٣ : ـ ١٠٩٤ ، الروض المعطار ٤٨٣.

(١) تقويم البلدان ٣٠٤. وانظر : البلدان لليعقوبي ٣٠٨ ـ ، صورة الأرض ٢٤٣ ، أحسن التقاسيم ١٢١ ، نزهة المشتاق ٢ : ٦٦٨ ، معجم البلدان ٤ : ٣٦٥ ، مراصد الاطلاع ٣ : ١١٠١ ، الروض المعطار ٤٧٥.

(٢) في الأصل : «عمورية».

(٣) ياقوت الحمويّ ٣٥٢.

(٤) أبو الريحان البيروني ٢ : ٤٧.

(٥) تقويم البلدان ١٤٦.

(٦) في (ر): «مشرابة».

٥٢٠