أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك

محمّد بن علي البروسوي [ ابن سباهي زاده ]

أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك

المؤلف:

محمّد بن علي البروسوي [ ابن سباهي زاده ]


المحقق: المهدي عيد الرواضية
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٣

والكبير باناس يدخل إلى قلعتها ويخرج منها إلى المدينة فيتفرق منه في القنوات ما يتفرق ويصبّ باقيه إلى الغوطة.

برديج (١) : في اللباب (٢) : بفتح الباء الموحّدة وسكون الرّاء وكسر الدّال المهملتين ثم مثنّاة من تحت وفي آخرها جيم ، بلدة من أقصى بلاد أذربيجان ، بينها وبين بردعة أربعة عشر فرسخا.

برزند (٣) : من اللباب (٤) : بفتح الباء الموحّدة وسكون الرّاء المهملة وفتح الزّاي المعجمة وسكون النّون وفي الآخر دال مهملة ، بليدة من آخر الرّابع من أذربيجان. في العزيزيّ : منها إلى ورثان خمسة عشر فرسخا. في الأطوال : طولها [٦٩ أ] عح عرضها لح م.

برزية (٥) : بضمّ الباء الموحّدة وسكون الرّاء المهملة وفتح الزّاي المعجمة وسكون المثنّاة من تحت ثم هاء ، قلعة صغيرة مستطيلة من الرّابع من جند قنسرين ، وهي منيعة ، وهي في ذيل الجبل المعروف بالخيط من شرقيه ، وهي من أفامية في جهة الشّمال والغرب على نحو مرحلة ، وبرزية في جهة الجنوب عن الشغر وبكاس على مرحلة قوية. في الزيج : طولها سا عرضها له ي.

برساجان (٦) : بالباء الموحّدة والرّاء المهملة وألف ثم جيم وألف ونون في

__________________

(١) تقويم البلدان ٣٨٨ ، وانظر : نزهة المشتاق ٢ : ٨٢٢ ، معجم البلدان ١ : ٣٧٨ ، مراصد الاطلاع ١ : ١٨١.

(٢) ابن الأثير ١ : ١٣٦.

(٣) تقويم البلدان ٤٠٣ وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ١١٩ ، البلدان لليعقوبي ٢٧١ ، نزهة المشتاق ٢ : ٨٢٢ ، معجم البلدان ١ : ٣٨٢ ، مراصد الاطلاع ١ : ١٨٣.

(٤) ابن الأثير ١ : ١٣٨.

(٥) تقويم البلدان ٢٦٠ ، وانظر معجم البلدان ١ : ٣٨٣ ، وفيه : «برزوية» ، مراصد الاطلاع ١ : ١٨٣ ، ولعلها «برزة» التي ذكرها الحميري في الروض المعطار ٨٧.

(٦) سقطت مادة «برساجان» من (ب) ، وانظر : نزهة المشتاق ١ : ٥١٥.

٢٠١

الآخر ، وفي كتاب الأطوال مكتوبة بغير ألف ، مدينة من السّادس أو الخامس من تركستان. قال ابن سعيد (١) : ولإقليم تركستان قاعدتان إحداهما كاشغر والأخرى برساجان وهي الشّرقيّة ، وكانت هذه في زمن الفضل بن يحيى البرمكي لكفار التّرك ثم أسلموا بعد ذلك ودخلوا في طاعة السلجوقيّة ، وامتداد الإسلام بهم إلى أرض التبت ، ولهم مدن مستعجمة خاملة ومحالات لأهل حسامهم (٢). في الأطوال : طولها صد ل وعرضها مه ة. ابن سعيد : طولها صح م عرضها م ن.

برس برت (٣) : بفتح الباء الموحّدة وسكون الرّاء المهملة ثم سين مهملة ، وبرت بكسر الباء الموحّدة وسكون الرّاء المهملة وفي آخرها تاء مثنّاة فوقيّة ، حصن منيع من الرّابع من بلاد الأرمن ، وهو على جبل عال وهو أعظم معاقل ملك الأرمن وبه خزانته (٤) ، وهو في الشّمال عن سيس على نحو مرحلة من بلاد سيس وبلاد ابن قرمان ، وهو حصن مشرف على بلاد سيس ، على حدّ بلاد سيس من جهة الشّمال ، ويرى من [٦٩ ب] بعد. في الزيج : طولها نط ك عرضها لز.

برشان (٥) : بضمّ الباء الموحّدة وسكون الرّاء المهملة وفتح الشّين المعجمة ثم ألف ونون في الآخر ، ويقال لها أيضا برجان بالجيم ، وهي من السّادس وكانت قاعدة البلاد. (ابن سعيد (٦) : وبرشان كانت قاعدة الأمة الذين يقال لهم برجان وكانت لهم) (٧) شهرة في قديم الزمان ، فاستولت عليهم الألمانيّة (٨) وأبادوهم ، فلم

__________________

(١) كتاب الجغرافيا ١٧٥.

(٢) في (س) و (ر): «خيامهم». وفي كتاب الجغرافيا : «لأهل الخيام».

(٣) تقويم البلدان ٢٥٠.

(٤) في (س) و (ر): «خرابته» وفي التقويم : «خزائنه».

(٥) تقويم البلدان ٢١٠ ، وانظر : المسالك والممالك لأبي عبيد البكري ١ : ٤٥٠ ، معجم البلدان ١ : ٣٧٣ ، مراصد الاطلاع ١ : ١٧٨ ، وفي كليهما : «برجان».

(٦) كتاب الجغرافيا ١٨٣.

(٧) ما بين القوسين ساقط من (س).

(٨) في الأصل : «الأمالية».

٢٠٢

يبق منهم أحد ولا بقي لهم أثر. في الرّسم والقانون (١) والأطوال وابن سعيد : طولها م عرضها مه.

برشنونة (٢) : ويقال برشلونة بفتح الباء الموحّدة وسكون الرّاء المهملة وفتح الشّين المعجمة وضمّ النّون وسكون الواو ثم نون مفتوحة بعدها هاء ، بلدة من أواخر الخامس ، خارجة عن الأندلس ، وهي من بلاد الفرنج (٣) ، وهي مصاقبة (٤) للأندلس وقريبة من طرطوشة ، وقد ضممناها (٥) مع الأندلس في الذكر وإن كانت خارجة عنها لقربها منها ، وبرشنونة (٦) قاعدة ملك من ملوك الفرنج يقال لة برشلوني ، وهو ملك على جنس من الفرنج يقال لهم الكيطلان ، وبرشلونة من جملة فتوح المسلمين ثم ارتجعها الكفار. ابن سعيد (٧) : طولها كد ل عرضها مب يح.

برطاس (٨) : بضمّ الباء الموحّدة وسكون الرّاء وفتح الطاء المهملتين والألف والسّين المهملة. في المراصد (٩) : وهو اسم لأمّة لهم ولاية واسعة تعرف بهم ، ينسب إليهم الفراء البرطاسيّ ، وهم متاخمون للخزر ، وبرطاس اسم للناحية وللمدينة ، وهم مسلمون ، وبها مسجد جامع. وقد حكى أنّ الليل عندهم لا يتهيأ

__________________

(١) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٧٠.

(٢) تقويم البلدان ١٨٢ ، وانظر : المسالك والممالك لأبي عبيد البكري ٢ : ٩١٠ ـ ، نزهة المشتاق ٢ : ٧٣٤ ، الروض المعطار ٨٦ ـ.

(٣) في (س): «الزنج».

(٤) في (ر): «مضافة».

(٥) في الأصل : «ضمناها».

(٦) في (س) و (ر): «برشلونة».

(٧) كتاب الجغرافيا ١٨١.

(٨) سقطت مادة «برطاس» من (ب) و (ر) وهي في تقويم البلدان ٢٠٤ ، وانظر : صورة الأرض ٣٩٤ ، ٣٩٦ ، نزهة المشتاق ٢ : ٩١٩ ـ ، معجم البلدان ١ : ٣٨٤ ، آثار البلاد للقزويني ٥٧٩ ، خريدة العجائب لابن الوردي ٨٦ ، الروض المعطار ٨٨.

(٩) صفي الدين البغدادي ١ : ١٨٤.

٢٠٣

أن يسار فيه في الصيف أكثر من فرسخ.

برطانية (١) : من خط ابن سعيد (٢) : [٧٠ أ] بالباء الموحّدة والرّاء والطاء المهملتين ثم ألف ونون وياء مثنّاة تحتيّة وفي الآخر هاء ، جزيرة خارجة من السّابع في الشّمال ، إقليم بذاته. قال ابن سعيد : أوّل ما يلقاك إذا بدأت من الغرب من العمائر التي خلف الإقليم السّابع إلى جهة الشّمال جزيرة برطانية ، وهي في البحر المحيط ، وأولها من جهة الجنوب والغرب حيث الطّول ط من سمت الجزائر الخالدات والعرض مع (٣) اخر الإقليم السّابع ، ثم يدخل البحر فيها نحو درجة وثلث درجة ثم يرجع (٤) إلى خط الإقليم السّابع ، ويقال لهذا البحر الخارج من البحر المحيط بحر برطانية وبحر برديل وهو مكتنف (٥) بهذه الجزيرة من جنوبيه ، والبحر المحيط من سائر جهاتها ، وبقى لها مدخل إلى بلاد الأندلس من الجهة الشّرقيّة الجنوبيّة في آخر هذا الجزء ، ومسافة هذه الجزيرة في الطّول ثمانية عشر يوما من الجانب الجنوبيّ ، واتّساعها نحو أحد عشر يوما في الوسط ، ولا ماء لها إلا من المطر ، ولها ملك مفرد ، وقال ابن سعيد : طولها من الخالدات ط عرضها ن ل.

برغاذما (٦) : بالباء الموحّدة والرّاء المهملة والغين المعجمة والألف والذّال المعجمة ثم ميم وألف ، وهي قاعدة جزيرة الصقلب الكبيرة التي لا معمور [فيها](٧) خلف شرقيها وشماليها في البحر المحيط ، وطولها نحو سبعمائة ميل ، واتّساعها في الوسط نحو ثلاثمائة وثلاثين ميلا ، وفيها جبال وأنهار ومدن وعمائر

__________________

(١) تقويم البلدان ١٩٤ ، وانظر الروض المعطار ٨٩.

(٢) كتاب الجغرافيا ١٩٩.

(٣) الأصل : «من».

(٤) في (س): «يخرج».

(٥) في (س) و (ر): «متكفف».

(٦) سقطت مادة «برغاذما» من (ب) وهي في تقويم البلدان ٢٢٠.

(٧) زيادة من التقويم.

٢٠٤

وخلق كثير ، ويقال إنّهم باقون على التمجّس وعبادة النار ، ولا يرون أنفع منها لا سيما إذا كان الجمد عندهم والزرع في هذه الجزيرة وشبهها [٧٠ ب] لا ينشفها الشّمس وإنما ينشف بالدخان وقرب النيران ، وذكر في جغرافيا (١) : أنّ فيها قوما قد التزقت رؤوسهم مع أكتافهم ، وأكثر ما يسكنون في الأشجار الكبار ، يحفرون ويدخلون (٢) فيها ، وقاعدة هذه الجزيرة برغاذما سمّى بها البلغار ، ويقال إنّ أصلهم من هذه المدينة ، وهي (٣) على البحر المحيط وآخر ما ينتهي إليه ظهور البحر المحيط في هذه الجهة مكان قريب في شرقيّ هذه الجزيرة ؛ وذلك في نهاية المعمورة في الشّمال. ابن سعيد (٤) : طول برغاذما مه ل عرضها نز ه.

لما ذكر ابن سعيد برغاذما وطولها وعرضها وأنّ بالقرب من شرقيها ينتهي ظهور البحر المحيط ؛ قال : وبذلك السّاحل مدينة البروس ؛ قال : وهم أمة غابية أجلّ (٥) من الروس ، والروس في شرقيهم وجنوبيهم ، وفي الكتب : أنّ وجوههم كالكلاب ، قال : وذلك دليل الشجاعة ، ويقال إنّ الواحد منهم يخرج إلى العسكر فيقاتل وحده حتّى يقتل تهوّرا وإقداما على الموت.

برغاميس (٦) : في القانون (٧) : ومنه جالينوس ، بينها وبين قلوذيه مسيرة ثلاثة أيّام طولها نب ل عرضها لط م.

برغر (٨) : بالغين المعجمة المفتوحة والرّاء ، قال المسعودي : مدينة التتر

__________________

(١) بطلميوس.

(٢) في (س): «يقعدون».

(٣) في (س) و (ر): «وهم».

(٤) كتاب الجغرافيا ٢٠٢.

(٥) في (س) و (ر) وكتاب الجغرافيا : «أجهل».

(٦) ورد في هامش (س): «برغاميس وهي التي تدعى اليوم برغمة».

(٧) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٦٧.

(٨) سقطت مادة «برغر» من (ب) و (س) وانظر : المسالك والممالك لأبي عبيد البكري ١ : ٢٦٣ ، معجم البلدان ١ : ٣٨٥ ، مراصد الاطلاع ١ : ١٨٥.

٢٠٥

على ساحل بحر مانطس ، وهو بحر متّصل بخليج القسطنطينيّة ، وهم (١) نوع من التّرك.

برقعيد (٢) : كزنجبيل ، مدينة من مدن الجزيرة لها سور وأسواق ، منها إلى آمد (٣) أحد عشر فرسخا ، ومنها إلى الموصل سبعة عشر فرسخا.

برقة (٤) : بفتح الباء الموحّدة وسكون الرّاء المهملة وقاف وهاء ، وهي من الثّالث من أوائل الغرب ، وبرقة على دخلة من البرّ ، قد دخلت شمالا في البحر ، وغالب بلاد برقة براري مقفرة ، وبها آثار مدينة عظيمة كانت عامرة في القديم ، وليس في بلاد برقة غير نهر واحد يقال له نهر درنا. ابن حوقل (٥) : وبرقة بلدة متوسّطة ، وهي في مستو من الأرض وحواليها كورة عامرة ، وهي في وسط البوادي. قال ابن سعيد (٦) : وليس فيها مدينة ممصرة لاستيلاء العرب عليها. في العزيزيّ : (وهي في مرج أفيح واسع وتربتها حمراء ، وبنيّ السور عليها أيّام المتوكل. في الأطوال) (٧) : طولها مب مه عرضها لب. في الرّسم : طولها مح عرضها لح مه.

__________________

(١) في الأصل : «وهو».

(٢) تقويم البلدان ٢٧٤ ، وانظر : صورة الأرض ٢٢١ ، معجم ما استعجم ١ : ٢٤٣ ، نزهة المشتاق ٢ : ٦٦١ ، معجم البلدان ١ : ٣٨٧ ، آثار البلاد للقزويني ٣٠٦ ، مراصد الاطلاع ١ : ١٨٦ ، الروض المعطار ٨٦.

(٣) في التقويم : «بلد» ولعله الصواب.

(٤) جاء ترتيبها في جميع النسخ بعد مادة «بسكرة» وهي في تقويم البلدان ١٤٨ ، وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٨٣ ، ٨٥ ، البلدان لليعقوبي ٣٤٣ ، المسالك والممالك لأبي عبيد البكري ٢ : ٦٤٩ ، نزهة المشتاق ١ : ٣١١ ، الأماكن للحازميّ ١ : ١١٦ ، معجم البلدان ١ : ٣٨٨ ـ ، خريدة العجائب لابن الوردي ٢٩ ، مراصد الاطلاع ١ : ١٨٦ ، الروض المعطار ٩١.

(٥) صورة الأرض ٦٦ ـ

(٦) كتاب الجغرافيا ١٤٦.

(٧) ما بين القوسين ساقط من (س).

٢٠٦

وكانت بلاد برقة تسمّى في أيّام الرّوم أنطابلس (١) فسمّتها العرب برقة لما فتحتها في صدر الإسلام لكثرة حجارتها المختلطة بالرمل. وفي المشترك (٢) : وبرقة كل موضع فيه حجارة مختلفة الألوان ، وولاية برقة تجاور (٣) الديار المصرية ، وهي بين ديار مصر وبين إفريقيّة ، وبرقة ولاية طويلة وقد استولت عليها العرب ، وليس بها في زماننا مدينة جليلة ممصرة. قال في العزيزيّ : ولبرقة جبلان يقال لأحدهما الشّرقيّ وللآخر الغربيّ ، فيها عدّة ضياع نفيسة ، وعيون ماء جارية ، ومزارع وآثار بناء للرّوم جليل ، وأسعارها في سائر الأوقات رخيصة جدّا ، ويحمل منها إلى مصر القطران والشراب والضأن الكثير ، ولها ساحل ترسى به المراكب يقال له اجب (٤) ، ولها مدينة بها منبر وسوق وعدّة محارس على ستة أميال من برقة ، وساحل آخر يقال له طلميثا (٥) وسنذكره.

بركان (٦) : بضمّ الباء الموحّدة وسكون الرّاء المهملة وكاف وألف ونون ، جبل في البحر قبالة روميّة ، وهو جبل شامخ في [٧١ أ] السحاب ، وقبالة روميّة أيضا في البحر جبل آخر شامخ يقال له استنبرى ، وقد مرّ تصحيحه في فصل الألف ، ولا يزال يظهر من هذين الجبلين الدخان نهارا والنار ليلا ، ومعنى بركان واستنبرى الرعد والبرق ، وأمّا الإدريسيّ (٧) فقال : البركان اسم لجبلين أحدهما في جزيرة منقطعة في الشّمال عن صقلية ، ولا يعلم في العالم أشنع منظرا منه ، والثّاني بصقلية في أرض وخمة خفيفة التربة كثيرة الكهوف ، قال : ولا يزال يصعد من

__________________

(١) في (س): «أنطاليس».

(٢) ياقوت الحموي ٤٧ ، ٥٢.

(٣) في (ب) و (س) و (ر): «تجاوز».

(٤) في (ب) و (س) و (ر): «أجية».

(٥) في (س) و (ر): «طلميثة».

(٦) تقويم البلدان ٢٠٠. وانظر : الروض المعطار ٨٩.

(٧) نزهة المشتاق ٢ : ٥٨٦.

٢٠٧

الجبل لهب النار تارة والدخان أخرى والبخار تارة ، وكلّما اشتدت الريح اجتمع بتلك الكهوف تلال رمل كأنها مادّة لتلك النار ، فهي بمنزلة الغذاء خلف المتحلل ، ولو لا ذلك لما دامت النار في ذلك المكان الضيق على مرّ الزّمان. وفي تلك الكهوف مواضع للتنفّس يسمع لها دويّ مثل نباح الكلاب.

بركرى (١) : وقيل باكرى ، بلدة صغيرة من أرمينيّة وهي في شرقي خلاط ، على مسيرة يوم في الجبال ، وعن المهلّبيّ : أنّ بينها وبين أرجيش ثمانية فراسخ. في الأطوال : طولها سو م عرضها لح ل.

بروجرد (٢) : من اللباب (٣) : بضمّ الباء الموحّدة والرّاء المهملة وواو وكسر الجيم وسكون الرّاء المهملة وفي آخرها دال مهملة ، مدينة من الرّابع من بلاد الجبل. ابن حوقل (٤) : وهي خصبة تحمل فواكهها إلى كرج (٥) أبي دلف ، وبها الزعفران ، وهي كثيرة الأشجار والأنهار ، وهي على ثمانية عشر فرسخا من همذان. في الأطوال : طولها عد ل عرضها لد ك.

بروسه : بضمّ الباء الموحّدة والرّاء المهملة وسكون الواو وفتح السّين المهملة ثم هاء ، مدينة من وسط الخامس [٧١ ب] من الرّوم ، وهي مدينة متوسطة بين الصغر والكبر ، وتحيط بها الجبال من جميع الجوانب ، والمدينة في أذيال الجبال التي في جهة الجنوب ، ويدخل المدينة من جهة الجنوب نهران عظيمان ، وتجري المياه في البيوت والحمامات والأسواق ، وهي كثيرة البساتين والأشجار

__________________

(١) تقويم البلدان ٣٨٩ ، وانظر : نزهة المشتاق ٢ : ٨٢٥.

(٢) تقويم البلدان ٤١٨ ، وانظر : معجم البلدان ١ : ٤٠٤ ـ وفيه بفتح الباء ، آثار البلاد للقزويني ٣٠٧ ـ ، مراصد الاطلاع ١ : ١٨٩.

(٣) ابن الأثير ١ : ١٤٣ ـ

(٤) صورة الأرض ٣٦٧ ـ

(٥) في الأصل و (ب): «كرخ» وفي (س) و (ر): «كرف» وما أثبتناه من التقويم وصورة الأرض.

٢٠٨

والفواكه ، وتحمل منها الفواكه إلى القسطنطينيّة وهي عن القسطنطينيّة في الجنوب بميلة يسيرة إلى الشّرق ، وبينها في البحر أكثر من مجرى واحد ، وفي البرّ مسيرة ثلاثة أيّام تقريبا ، وخارج المدينة عيون حارّة كثيرة ، وعلى تلك العيون حمامات كثيرة ، وأهل بروسه مخصوصون برفاهية العيش ، ولها قلعة بأعلى مكان ليست بصغيرة ولا كبيرة ، وفي جهة الجنوب عن بروسه جبل شامخ يسمّى جبل الراهب ، ولا يزال الثلج والجمد عن رأسه صيفا وشتاء. طولها سن عرضها م والأصح أنّ طولها ن وعرضها م.

بريسا (١) : مدينة من الأوّل من التكرور ، وهي على شمالي غانة (٢) ولا يوجد بها الخبز إلّا طرفة عند ملوكها. والأبنوس عندهم كثير ، وفي ديارهم شجر القطن ، عن بعضهم : طولها كب عرضها نح ل.

بزاعا (٣) : بضمّ الباء الموحّدة وفتح الزّاي المعجمة ثم ألف وعين مهملة مفتوحة بعدها ألف مقصورة ، ضويعة من أعمال الباب من الرّابع من جند قنسرين ، وهي على مرحلة من حلب في الجهة الشّماليّة الشّرقيّة ، القياس : طولها سب به عرضها لو (٤).

بزدة (٥) : من اللباب (٦) : بفتح الباء الموحّدة وسكون الزّاي المعجمة ودال مهملة وهاء ، قلعة حصينة [٧٢ أ] من مدن ما وراء النّهر ، على ستة فراسخ من نسف

__________________

(١) تقويم البلدان ١٥٦ ، وانظر : نزهة المشتاق ١ : ١٩ ، ٢٠ وفيه : «بريسى» ، الجغرافيا لابن سعيد ٩١ ، الروض المعطار ٨٨.

(٢) في (س) و (ر): «غابة» وفي التقويم : «نيل غانة».

(٣) تقويم البلدان ٢٦٦ ، وانظر : معجم البلدان ١ : ٤٠٩ ، وفيه : بزاعة ، مراصد الاطلاع ١ : ١٩٢.

(٤) في (س) و (ر): «هالو م».

(٥) تقويم البلدان ٤٨٦ ، وانظر : معجم البلدان ١ : ٤٠٩ ـ ، مراصد الاطلاع ١ : ١٩٣.

(٦) ابن الأثير ١ : ١٤٧ ، والنسبة إليها : «بزدي وبزدويّ».

٢٠٩

أعني نخشب. في الأطوال : طولها فط عرضها لح مه.

بسا (١) : وهي بالعربية فسا ، من اللباب (٢) : بفتح الباء الموحّدة والسّين المهملة ثم ألف ، مدينة من الثّالث من فارس. ابن حوقل (٣) : وهي أكبر مدينة في كورة دار ابجرد ، وتقارب في الكبر شيراز ، وأكثر خشب أبنيتها السرو ، ويجتمع فيها البلح والرطب والجوز والأترج (٤). في اللباب : وبسا يقال لها بالعربي فسا وينسب إليها بالعربية فسويّ ، وأهل فارس ينسبون إليها البساسيريّ وسيد أرسلان التّركي كان من فسا ، فنسب الغلام (٥) إليه ، واشتهر بالبساسيريّ. في الأطوال : طولها عط نه عرضها كط. في القانون (٦) : طولها عح ن عرضها لب ك. في الرّسم : طولها عج نه عرضها لح م.

بست (٧) : من اللباب (٨) : بضمّ الباء الموحّدة وسكون السّين المهملة وفي آخرها تاء مثنّاة من فوقها ، مدينة من الثّالث من سجستان ، وهي على شطّ نهر هند مند. ابن حوقل (٩) : وهي مدينة كبيرة خصبة ، كثيرة النّخل والأعناب ، منها إلى غزنة نحو أربع عشرة مرحلة. في اللباب : وهي مدينة [من بلاد كابل بين هراة

__________________

(١) تقويم البلدان ٣٣٠ ، وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٤٦ ـ ، معجم البلدان ١ : ٤١٢ ، مراصد الاطلاع ١ : ١٩٥.

(٢) ابن الأثير ١ : ١٤٩ ، والنسبة إليها : «بساسيريّ وفسويّ».

(٣) صورة الأرض ٢٨١.

(٤) في (س) و (ر): «الأترنج».

(٥) في (س) و (ر): «اللام».

(٦) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٥٠.

(٧) تقويم البلدان ٣٤٤ ، وانظر : البلدان لليعقوبي ٢٨١ ، معجم ما استعجم ١ : ٢٤٩ ، نزهة المشتاق ١ : ٤٥٨ ـ ، الأماكن للحازميّ ١ : ١٢٣ ، معجم البلدان ١ : ٤١٤ ـ ٤١٩ ، وفيه توسع مفيد ، مراصد الاطلاع ١ : ١٩٦ ، الروض المعطار ١١٣.

(٨) ابن الأثير ١ : ١٥١.

(٩) صورة الأرض ٤١٩.

٢١٠

وغزنة. في العزيزيّ : وهي مدينة](١) جليلة بها عدّة منابر ورباطات كثيرة عظيمة. في القانون (٢) : طولها صا لح عرضها لب يه. ابن سعيد (٣) : طولها ضج عرضها ج. في الأطوال : طولها ص عرضها لح.

بسطام (٤) : من اللباب (٥) : بفتح الباء الموحّدة وسكون السّين وفتح الطاء المهملتين وفي الآخر ميم ، بلدة من الرّابع من قومس. ابن حوقل (٦) : وبسطام لها بساتين كثيرة ، وهي كثيرة الفواكه ، منها أبو يزيد البسطامي الزاهد. في القانون (٧) : طولها عط نه عرضها لو م. في الأطوال : طولها عط ل عرضها لد ي.

بسكت (٨) : من اللباب (٩) : بكسر [٧٢ ب] الباء الموحّدة وسكون السّين المهملة وفتح الكاف وفي آخرها تاء مثنّاة (١٠) ، مدينة من مدن ما وراء النّهر من بلاد الشّاش.

بسكرة (١١) : بكسر الباء الموحّدة وقيل بفتحها وسكون السّين المهملة وكاف

__________________

(١) ساقط من الأصل و (ب).

(٢) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٥١.

(٣) كتاب الجغرافيا ١٦٢.

(٤) تقويم البلدان ٤٣٢ ، وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٣٤ ، معجم ما استعجم ١ : ٢٥٠ ، معجم البلدان ١ : ٤٢١ ـ وفيه : بكسر الباء ، آثار البلاد للقزويني ٣٠٨ ، مراصد الاطلاع ١ : ١٩٦ ، الروض المعطار ١١٤.

(٥) ابن الأثير ١ : ١٥٢.

(٦) صورة الأرض ٣٨٠.

(٧) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٦٠.

(٨) تقويم البلدان ٤٨٧ ، وانظر : معجم البلدان ١ : ٤٢٢ ، مراصد الاطلاع ١ : ١٩٧.

(٩) ابن الأثير ١ : ١٥٤.

(١٠) في الأصل و (ر): «ثاء مثلثة».

(١١) تقويم البلدان ١٣٨ ، وانظر : الأماكن للحازميّ ١ : ١٢٥ ، معجم البلدان ١ : ٤٢٢ ، مراصد الاطلاع ١ : ١٩٧ ، الروض المعطار ١١٣.

٢١١

وراء مهملة وهاء ، مدينة من آخر الثّاني (١) من الجريد (٢) قبالة الغرب الأوسط ، وهي قاعدة بلاد الزاب ، وبسكرة بلاد ذات نخيل وزروع كثيرة ، ومن بسكرة يجلب التمر الطيب إلى تونس وبجاية. في الأطوال : طولها كز عرضها ل. ابن سعيد (٣) : طولها كد كه عرضها كز ل.

بشت (٤) : بضمّ الباء الموحّدة وسكون الشّين المعجمة ثم مثنّاة من فوقها ، ناحية من أعمال نيسابور ، كثيرة الخير خرج منها جماعة من الأدباء.

بشتنقان (٥) : بضمّ الباء الموحّدة وسكون الشّين المعجمة وفتح التّاء الفوقية المثنّاة وكسر النّون وفتح القاف ثم ألف ونون ، قرية من قرى نيسابور ، وهي على فرسخ من نيسابور ، وهي إحدى متنزهات نيسابور.

البصرة (٦) : من اللباب (٧) : بفتح الباء الموحّدة وسكون الصّاد وفتح الرّاء المهملتين ثم هاء ، مدينة من الثّالث في غربي دجلة وشرقي الأبلّة ، وهي مدينة إسلامية بنيت في أيّام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وفي غربي البصرة وجنوبيها جبل يقال له سنام ، وفي جنوبيها وغربيها البريّة ، وهناك أعني في جنوبيها واد يقال

__________________

(١) في (س): «الثالث».

(٢) في (س) و (ر): «الجزيرة».

(٣) كتاب الجغرافيا ١٢٦.

(٤) تقويم البلدان ٤٤٣ ، وانظر : الأماكن للحازميّ ١ : ١٢٣ ، معجم البلدان ١ : ٤٢٥ ، مراصد الاطلاع ١ : ١٩٩.

(٥) تقويم البلدان ٤٤٣ ، وانظر : معجم البلدان ١ : ٤٢٥ ، مراصد الاطلاع ١ : ١٩٩.

(٦) تقويم البلدان ٣٠٨ ، وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٦٠ ـ ، البلدان لليعقوبي ٣٢٣ ، صورة الأرض لابن حوقل ٢٣٥ ، المسالك والممالك لأبي عبيد البكري ١ : ٤٣١ ـ ، معجم ما استعجم ١ : ٢٥٤ ، نزهة المشتاق ١ : ٣٨٣ ـ ، معجم البلدان ١ : ٤٣٠ ـ ٤٤١ ، وفيه تفصيل مفيد ، آثار البلاد للقزويني ٣٠٩ ـ ، خريدة العجائب لابن الوردي ٤٧ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢٠١ ، الروض المعطار ١٠٥ ـ.

(٧) ابن الأثير ١ : ١٥٨.

٢١٢

له وادي النساء لأنّ النساء يظهرن إليه ويلتقطن منه الكماة (١) ، وسنام عن البصرة نحو نصف مرحلة ، وليس في بريّة البصرة مزدرع (٢) على المطر أصلا.

ومربد البصرة من المشترك (٣) : بكسر الميم وسكون الرّاء المهملة وفتح الباء الموحّدة ثم دال مهملة ، وهو محلّة عظيمة بالبصرة من جهة البريّة كان يجتمع فيها العرب من الأقطار ، ويتناشدون الأشعار ويبيعون ويشترون ، قال : وقال الأصمعي المربد هو كل موضع حبست [٧٣ ب] فيه الإبل ومنه مربد التّمر (٤). في الأطوال : طول البصرة عد عرضها ل ح. ابن سعيد (٥) : طولها عد لا عرضها لا. في القانون (٦) : طولها عد عرضها لا.

بصرى (٧) : بضمّ الباء الموحّدة وسكون الصّاد المهملة وراء مهملة وألف مقصورة ، مدينة من الثّالث من كورة حوران ، وهي مدينة أزلية مبنية بالحجارة السود مسقفة (٨) بها ، ولها قلعة ذات بناء متين وبساتين ، وبناء قلعتها شبيه ببناء قلعة دمشق ، وهي على أربع مراحل من دمشق ، وفي شرقيها صرخد على نحو ستة عشر ميلا. في القانون (٩) والأطوال : طولها نط ك عرضها لا ل ، الصواب طولها س ح عرضها لب نه.

__________________

(١) الأصل : «الكلمات» وفي (ر): «الكماءة».

(٢) في (ب) و (ر): «من زرع».

(٣) ياقوت الحمويّ ٣٩٢ ـ

(٤) في (س): «مربد الهمى» وفي (ر): «برد الهمى».

(٥) كتاب الجغرافيا ١٥٩.

(٦) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٤٨.

(٧) تقويم البلدان ٢٥٢ ، وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٧٩ ، معجم ما استعجم ١ : ٢٥٣ ، معجم البلدان ١ : ٤٤١ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢٠١ ، الروض المعطار ١٠٩.

(٨) وردت في جميع النسخ : «مشفقة» وما أثبتناه من التقويم.

(٩) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٤٦.

٢١٣

بصنّى (١) : الظاهر أنها بباء موحدة وصاد مهملة مفتوحة ونون مشددة مكسورة ثم ياء مثنّاة تحتيّة ، مدينة من الثّالث من الأهواز. ابن حوقل (٢) : وببصنّى يعمل الستور التي تحمل إلى الآفاق المكتوب عليها عمل بصنّى وقد يعمل ببرذون وكناوان (٣) وغيرهما من تلك المدن ستور يكتب عليها عمل بصنّي وتدلس بستور بصنّى. في القانون (٤) : وفيها طراز الستور ، طولها عد ل عرضها لج ي.

بطايح (٥) : في اللباب (٦) : بفتح الباء الموحّدة والطاء المهملة ، قال : وهي موضع بين واسط وبين البصرة ، وهناك عدّة قرى مجتمعة في وسط الماء.

بطليوس (٧) : بفتح الباء الموحّدة والطاء المهملة وسكون اللام وفتح المثنّاة التحتيّة وسكون الواو في آخرها سين مهملة ، مدينة من الخامس (٨) من غرب الأندلس ، وهي قاعدة مملكة ، ومملكتها في الشّمال والغرب عن مملكة قرطبة ، وهي في الغرب بميلة إلى الجنوب عن مملكة طليطلة ، وبين بطليوس وقرطبة ستة أيّام ، وبطليوس مدينة عظيمة ، وهي على نهر في بسيط من الأرض مخضّر ، [٧٤ أ] وهي محدثة إسلامية. ابن سعيد (٩) : طولها ط عرضها لح ن.

__________________

(١) تقويم البلدان ٣١٣ ، وانظر : نزهة المشتاق ١ : ٣٩٧ ، معجم البلدان ١ : ٤٤٢ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢٠٢ ، الروض المعطار ١٠٩.

(٢) صورة الأرض ٢٥٢.

(٣) في (س): «كنادان» وفي (ر): «كناران» وفي معجم البلدان : «كليوان».

(٤) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٤٨ وفيه : «بجنه وهي بصنى».

(٥) تقويم البلدان ٢٩٦ ، وانظر : معجم البلدان ١ : ٤٥٠ ـ ، الروض المعطار ٩٢.

(٦) ابن الأثير ١ : ١٥٩ ، والنسبة إليها : «بطايحيّ».

(٧) تقويم البلدان ١٧٢ ـ ، وانظر : المسالك والممالك لأبي عبيد البكري ٢ : ٩٠٦ ، نزهة المشتاق ٢ : ٥٤٥ ، معجم البلدان ١ : ٤٤٧ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢٠٤ ، الروض المعطار ٩٣.

(٨) في التقويم : «من الرابع».

(٩) كتاب الجغرافيا ١٦٦.

٢١٤

بطن محسّر (١) : بفتح الباء الموحّدة وسكون الطاء المهملة ونون وضمّ الميم وفتح الحاء المهملة وكسر السّين المهملة المشدّدة وفي الآخر راء مهملة ، وهو واد بين منى والمزدلفة ، وليس هو من واحد منهما (٢).

بطن مرّ (٣) : قد ذكرنا آنفا البطن ؛ وأمّا مرّ بفتح الميم ثم راء مهملة مشددة ، وهي بقعة من الثّاني من الحجاز ، فيها عدّة قرايا ومياه تجري ونخيل كثير ، وهي عن مكّة مسيرة يوم ، وهي على طريق حجاج مصر والشّام ، والنخل والمزدرع متّصل من بطن مرّ إلى وادي نخلة (٤) ، ومنها ومن الطائف تجلب الخضر (٥) والثمار إلى مكّة والميرة أيضا ، وفي أيّام نقص المياه بمكّة ومنى ترد الحجاج من بطن مرّ ويحملون المياه منة إلى منى. في الأطوال : طولها سز ه عرضها كا نه.

بعقوبا (٦) : في اللباب (٧) : بفتح الباء الموحّدة وسكون العين المهملة وضمّ القاف وفي آخرها باء ثانية وألف ؛ قال : وهي قرية كبيرة على عشرة فراسخ من بغداد ؛ قال السّمعانيّ (٨) وحكاه عن الخطيب أنة باعقوبا بزيادة الألف بعد الباء الأولى ، قال : وهي قرية بأعلى النّهروان (٩) ، ومنها أبو هاشم الباعقوبي ، قال السّمعانيّ : وظنّي أنها غير باعقوبا القرية المشهورة التي على عشرة فراسخ من

__________________

(١) تقويم البلدان ٧٨ ، ٨١ ، وانظر : معجم البلدان ١ : ٤٤٩ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢٠٥.

(٢) وعند ياقوت هي منى أو من المزدلفة ، وفي الحديث : «المزدلفة كلّها موقف إلّا وادي محسّر».

(٣) تقويم البلدان ٩٤ ، وانظر : معجم البلدان ١ : ٤٤٩ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢٠٥ ، الروض المعطار ٩٣.

(٤) في الأصل : «نحلة».

(٥) في الأصل : «الحصر».

(٦) تقويم البلدان ٢٩٤ ، وانظر : معجم البلدان ١ : ٤٥٣ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢٠٧.

(٧) ابن الأثير ١ : ١٦١ ، والنسبة إليها : «بعقوبيّ».

(٨) الأنساب ٢ : ٤٣ ، ٢٦٥.

(٩) في (س) و (ر): «قرية على نهروان».

٢١٥

بغداد ، فإن كانت تلك فلعلّه ألحق فيها الألف.

بعلبك (١) : بفتح الباء الموحّدة وسكون العين المهملة وفتح اللام والباء الموحّدة ثم كاف في الآخر ، بلدة من أوّل الرّابع من أعمال دمشق في الجبل ، وهي بلدة قديمة ذات أسوار وقلعة حصينة عظيمة البناء ، وهي ذات [٧٤ ب] أشجار وأنهار وأعين ، وهي كثيرة الخير وقيل أنها عادية.

قال ابن حوقل (٢) : وهي مدينة على جبل ، عامّة أبنيتها من حجارة ، وبها قصور من حجارة ، وقد بنيت على أساطين شاهقة ، ليس بأرض الشّام أبنية حجارة أعجب ولا أكبر منها. قال في العزيزيّ : وهي مدينة جليلة قديمة ، بها مذبح تقول الصابئة إنه بيت من بيوتهم عظيم عندهم جدا ، ومن بعلبك إلى الزبداني ثمانية عشر ميلا ، القياس طولها س عرضها لح ن.

بغداذ (٣) : من اللباب (٤) : بفتح الباء الموحّدة وسكون الغين المعجمة وفتح الدّال المهملة وفي آخرها ذال معجمة. قال : وإنمّا سمّيت بغداذ بهذا الاسم لأن كسرى أهدي إليه خصيّ من الشّرق فأقطعه بغداذ ، وكان لهم صنم يعبدونه في الشّرق يقال له بغ ، فقال ذلك الخصيّ : بغداذ ، يقول : أعطاني الصنم ، والفقهاء

__________________

(١) تقويم البلدان ٢٥٤ ، وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٧٧ ، البلدان لليعقوبي ٣٢٥ ، معجم ما استعجم ١ : ٢٦٠ ، نزهة المشتاق ١ : ٣٦٩ ـ ، معجم البلدان ١ : ٤٥٣ ـ ، آثار البلاد للقزويني ١٥٦ ، خريدة العجائب لابن الوردي ٤١ ـ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢٠٧ ـ ، الروض المعطار ١٠٩.

(٢) صورة الأرض ١٧٥.

(٣) تقويم البلدان ٢٩٢ ، ٣٠٢ ، وانظر أيضا : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٥٩ ، البلدان لليعقوبي ٢٣٣ ـ ، صورة الأرض لابن حوقل ٢٤٠ ـ ، المسالك والممالك لأبي عبيد البكري ١ : ٤٣٤ ـ ، معجم ما استعجم ١ : ٢٦١ ، نزهة المشتاق ٢ : ٦٦٦ ـ ، معجم البلدان ١ : ٤٥٦ ـ ٤٦٧ وفيه توسّع ، آثار البلاد للقزويني ٣١٣ ـ ٣٢٨ ، خريدة العجائب لابن الوردي ٤٥ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢٠٩ ، الروض المعطار ١٠٩ ـ.

(٤) ابن الأثير ١ : ١٦٢.

٢١٦

يكرهون هذا الاسم من أجل هذا. وسمّاها المنصور مدينة السلام لأنّ دجلة كان يقال لها وادي السلام ؛ قال : وكان ابن المبارك يقول : لا يقال بغداذ بالذّال المعجمة لأن بغ اسم شيطان وداذ عطيته ، وإنّها شرك ، وإنّما يقال بغداد يعني بالدّال المهملة ، وبغدان. وكان أبو عبيده وأبو زيد يقولان بغداد ومغدان وبغدان ، وقيل في معنى بغداد أيضا عطيّة الملك ، قال بعضهم : إنّ بغ بالعجمية البستان وداذ اسم رجل يعني بستان داذ.

وهي مدينة من آخر الثّالث من العراق ، وهي على شاطيء دجلة ، فالجانب الغربيّ يسمّى الكرخ ، وبه كان سكنى أبي جعفر المنصور لما بنى بغداد وسمّاها الزوراء سمّيت بذلك لأنه جعل أبواب المدينة [٧٥ أ] الداخلة مزورّة عن (١) الأبواب الخارجة ، وأمّا الجانب الشّرقيّ فيسمّى عسكر المهديّ لأنّ المهدي بن منصور أوّل من سكن بعسكره ، ويسمّى أيضا الرّصافة [لأنّ الرّشيد بنى بالجانب الشّرقي قصرا وسمّاه الرصافة](٢) ، ويسمّى جانب الطاق أيضا نسبة إلى رأس الطاق موضع السوق الأعظم.

قال في المشترك (٣) : ونهر المعلّى منسوب إلى المعلّى بن طريف مولى المنصور ؛ قال : وهو أعظم محلّة ببغداد من الجانب الشّرقيّ ، وفيها الحريم ودور الخلافة. في القانون (٤) والأطوال : طول بغداد ع عرضها لج كه. ولما فرغ المنصور من بناء بغداد في سنة ستة وأربعين ومائة أمر نوبخت المنجم أن يأخذ طالعها فوجد المشتري في القوس فحكم بظهور فضلها على سائر البلاد فسرّ المنصور (٥).

__________________

(١) في (س) و (ر): «مزاورة من».

(٢) ساقط من الأصل.

(٣) ياقوت الحمويّ ٤٢٧.

(٤) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٤٨.

(٥) في (س) و (ر): «وفسر المنصور طالعها ط».

٢١٧

بغراس (١) : من اللباب (٢) : بفتح الباء الموحّدة وسكون الغين المعجمة وراء مهملة وألف وفي الآخر سين مهملة ، مدينة من الرّابع من جند قنسرين ، وهي ذات قلعة مرتفعة ، ولها أعين وبساتين وواد. ابن حوقل (٣) : وبغراس على طريق الثغور ، وكان بها دار ضيافة للمسافرين لزبيدة. وفي العزيزيّ : ومن بغراس يفترق طريق الثغرين أعني ثغر الجزيرة وثغر الشّام ، وبينها وبين أنطاكية أثنى عشر ميلا ، وبينها وبين باب إسكندرونة (٤) أيضا أثنى عشر ميلا. القياس : طولها س يه عرضها له نح.

بغشور (٥) : الظاهر أنها بفتح الباء الموحّدة والغين المعجمة الساكنة ثم شين معجمة وواو وراء مهملة في الآخر ، مدينة من الرّابع من خراسان ، والنسبة إليها بغويّ ، وهي بين مرو وهراة ، يقال له بغ وبغشوي (٦). ابن حوقل (٧) : وهي في مفازة ، وماؤهم من الآبار ، وهي من [٧٥ ب] المدن الصحيحة التربة والهواء. في الأطوال : طولها فو كه عرضها لو. في القانون (٨) : طولها فط عرضها لو ل.

بغلان (٩) : من اللباب (١٠) : بفتح الباء الموحّدة وسكون الغين المعجمة وفي

__________________

(١) تقويم البلدان ٢٥٨ ، وانظر : معجم البلدان ١ : ٤٦٧ ، مراصد لاطلاع ١ : ٢٠٩.

(٢) ابن الأثير ١ : ١٦٣.

(٣) صورة الأرض ١٨٤.

(٤) في الأصل : «إسكندريّة».

(٥) تقويم البلدان ٤٥٦ ، وانظر : معجم البلدان ١ : ٤٦٧ ، آثار البلاد للقزويني ٣٢٩ ـ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢٠٩.

(٦) في التقويم : «بغشور».

(٧) صورة الأرض ٤٤١.

(٨) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٦٣.

(٩) تقويم البلدان ٤٤٧ ، وانظر : البلاد لليعقوبي ٢٨٨ ، معجم ما استعجم ١ : ٢٦٢ ، نزهة المشتاق ١ : ٤٨٥ ، معجم البلدان ١ : ٤٦٨ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢٠٩.

(١٠) ابن الأثير ١ : ١٦٤ ، والنسبة إليها : «بغلاني».

٢١٨

آخرها نون ، بلدة بنواحي بلخ ، قال : وظني أنها من طخارستان ، وهي من أنزه بلاد الله على ما قيل بالتفاف الأشجار.

البقاع (١) : جمع بقعة ، موضع يقال له بقاع كلب ، قريب من دمشق ، وهو أرض واسعة بين بعلبكّ وحمص ودمشق ، فيها قرى كثيرة ومياه غزيرة نميرة ، وأكثر شرب هذه الضياع يخرج من جبل ، يقال لهذه العين عين الجرّ (٢) ، وبهذه البقاع قبر إلياس عليه السلام ، كذا في المراصد (٣).

بكاس (٤) : بفتح الباء الموحّدة والكاف ثم ألف وسين مهملة في الآخر ، وبكاس والشّغر قلعتان حصينتان على جبل مستطيل وتحتهما نهر يجري ، ولهما بساتين وفواكه كثيرة ، ولهما مسجد جامع ومنبر ورستاق ، وهما بين أنطاكية وأفامية على قريب منتصف الطريق بينهما ، وفي شرقيهما على شوط فرس جسر كشفهان (٥) ؛ وهو جسر على النّهر ، وهو مشهور ، وله سوق يجتمع الناس فيه كل في أسبوع وبكاس والشّغر من الرّابع من جند قنسرين. في الزيج : طولها سا عرضها له ل (٦).

بلار (٧) : بضمّ الباء الموحّدة وفتح اللام وألف وراء مهملة في الآخر ، يقال لها بالعربي بلغار ، وهي بلدة في نهاية العمارة الشّماليّة ، وهي قريبة من شطّ اتل في البرّ الشّماليّ الشّرقيّ ، وهي وصراى في برّ واحد ، بينهما فوق عشرين مرحلة ،

__________________

(١) سقطت مادة «البقاع» من (ب) و (ر) وانظر : المسالك والممالك لابن خرداذبة ٧٧ ، معجم ما استعجم ١ : ٢٦٣ ، معجم البلدان ١ : ٤٧٠.

(٢) وردت في الأصل بالحاء : «الحر» ، وهو تحريف.

(٣) مراصد الاطلاع ١ : ٢١١.

(٤) تقويم البلدان ٢٦٠ ، وانظر : معجم البلدان ١ : ٤٧٤ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢١٣.

(٥) في (س) و (ر): «كسفهان».

(٦) في (س) و (ر): «كه له».

(٧) تقويم البلدان ٢١٦ ، وانظر : مادة «بلغار» في معجم البلدان ١ : ٤٨٥ ـ ٤٨٨ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢١٩.

٢١٩

وهي في وطاة والجبل عنها أقلّ من يوم ، وبها عدّة (١) حمّامات ، وأهلها مسلمون خفية (٢) ، [٧٦ أ] ولا يكون بها شيء من الفواكه لشدّة البرد ، وكذلك العنب لا يوجد [بها](٣) ، ويستوي فيها الفجل ويكون أسود في غاية الكبر.

وحكى لي بعض أهلها أنّ أوّل فصل الصيف لا يغيب الشفق عنها ، ويكون ليلها في غاية القصر ، وهذا الذي حكاه صحيح موافق لما يظهر بالأعمال الفلكية ، لأنّ من عرض ثمانية وأربعين ونصف (يتقدم طلوع الصبح على غيبوبة الشفق) (٤) ، ويبتدىء تقدم غيبوبة الشفق في أوّل فصل الصيف ، وعرضها أكثر من ذلك فيصح ما نقله (٥) على كل تقدير. في الأطوال : طولها ف عرضها ن ل. في القانون (٦) : طولها ع عرضها مط ل.

بلاساغون (٧) : من اللباب (٨) : بفتح الباء الموحّدة ولام وألف وسين مهملة مفتوحة وألف وضمّ الغين المعجمة وواو ونون ، بلدة من الرّابع (٩) من التّرك ، وراء سيحون قريب من كاشغر. في الأطوال : طولها صا له عرضها مز م. في القانون (١٠) : طولها صا ل عرضها مز م.

بلاطنس (١١) : بفتح الباء الموحّدة واللام ثم ألف وطاء مهملة مضمومة

__________________

(١) في التقويم : «ثلاثة».

(٢) في (ب) و (س) و (ر): «حنفية».

(٣) ساقطة من الأصل و (ب).

(٤) ما بين القوسين ساقط من (ب) و (س) و (ر).

(٥) في (س): «نقلوه».

(٦) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٧٢.

(٧) تقويم البلدان ٥٠٠ ، وانظر : معجم البلدان ١ : ٤٧٦ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢١٥.

(٨) لم نجده عند ابن الأثير.

(٩) في التقويم : «السابع».

(١٠) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٧١.

(١١) انظر عنها : معجم البلدان ١ : ٤٧٨ ، مراصد الاطلاع ١ : ٢١٥.

٢٢٠