أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك

محمّد بن علي البروسوي [ ابن سباهي زاده ]

أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك

المؤلف:

محمّد بن علي البروسوي [ ابن سباهي زاده ]


المحقق: المهدي عيد الرواضية
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٣

جبل غمارة : وهو جبل ببرّ العدوة وفيه من الأمم ما لا يحصيهم إلّا الله تعالى وهو ركن على البحر فإنّ بحر الزقاق إذا جاوز سبتة مشرقا أخذ جنوبا إلى جبل غمارة (١) المذكور ، وهناك مدينة باديس فرضة لغمارة المذكورة ، وبين باديس وبين سبتة مائة ميل ، ويقابل باديس من الأندلس مالقة وعرض البحر بينهما درجة ومالقة في آخر الإقليم الرّابع وأوّل الخامس على خطّه.

جبل مديونة : وهو جبل مشهور ببرّ العدوة في شرقي مدينة فاس (٢) ، وهو جبل يمتدّ إلى الجنوب حتّى يتّصل بجبل درن ، وشرقيّ جبل مديونة جبال مدغرة ، ومعظم أهل جبال مدغرة كومية قبيل عبد المؤمن ، وجبال مدغرة حيث الطّول ثلاث عشرة والعرض سبع وثلاثون.

جبل يسر : وهو جبل في شرقيّ جبال مديونة أيضا ، ومن جبل يسر ينبع نهر يسر (٣) المشهور هناك.

جبل ونشريش : وهو [٣٢ ب] جبل يتّصل بجبل يسر من شرقيه ، ويعمل بجبل ونشريش البسط الفائقة ، ومن جبل ونشريش ينبع نهر سلف المشهور. قال ابن سعيد (٤) : وهو نهر كبير يزيد عند نقص الأنهار مثل نيل (٥) مصر.

جبل طارق : ويسمّى جبل الفتح لأن المسلمين التجؤوا إليه لمّا عبروا إلى الأندلس ، وهو جبل بجزيرة الأندلس في جانبها الجنوبيّ ومنه فتحوا الأندلس ، وهذا الجبل يظهر في البحر من سبتة ، وتقع الجزيرة الخضراء بالقرب من هذا الجبل وهي قبالة سبتة.

__________________

(١) وردت في جميع النسخ «عمارة» وما أثبتناه من التقويم (٦٦).

(٢) في الأصل : «فارس» وهو تحريف.

(٣) في (س) و (ر): «يسير».

(٤) كتاب الجغرافيا ١٤١.

(٥) في (ر): «نهر».

١٠١

جبل الشارة : من كتاب ابن سعيد (١) قال : وهو جبل ممتدّ في وسط الأندلس ، ويقسمها بقسمين نصف جنوبي ونصف شمالي ، ويمتدّ من شرقي بلاد الأندلس إلى غربيها.

جبل البرت : الفاصل بين جزيرة الأندلس والأرض الكبيرة ، لأنّ الأندلس من جميع جهاتها قد أحاطت بها البحار ولم يبق لها إلّا هذا المدخل ، وامتداد هذا الجبل من البحر المحيط إلى بحر الرّوم أربع مراحل ، وفي هذا الجبل هيكل الزهرة (٢) وهي حيث الطّول أربع وعشرون والعرض ثلاث وأربعون ، وليس إلى الأندلس طريق في البرّ إلّا من هذا الجبل ، ولم يكن يسلك وإنما الأوائل فتحوا فيه أبوابا بالحديد والنار والخلّ ، وطرف هذا الجبل الشّرقيّ من جهة اربونة (٣) وبرشلونة وهي أي برشلونة حيث الطّول أربع وعشرون ونصف والعرض اثنتان وأربعون وثمان عشرة دقيقة ، ومنتهاه البحر المحيط الغربيّ في غربيّ جلّيقية ، وفي طرف هذا الجبل مع بحر الرّوم مدينة طركونة.

جبل الطيلمون (٤) : ويسمّى جبل الطير ، وهو جبل بصعيد مصر في الجانب الشّرقيّ بالقرب من منية ابن خصيب [٣٣ أ] وأنصنا (٥) ، ويدخل طرف هذا الجبل في النيل وينزعج الماء بسببه حتّى يحذر منه على المراكب ، قالوا : وإنما قيل له جبل الطير لأن الطير المعروفة بالبج تقدّم إليه كلّ سنة منها شيء كثيرا في أيّام معلومة وتضع رؤسها في بخش هناك في سفح الجبل المذكور حتّى يتعلّق منها

__________________

(١) كتاب الجغرافيا ١٧٩.

(٢) في التقويم (٦٦): «هيكل الزاهرة».

(٣) في (س) و (ر): «أذبونة».

(٤) في الأصل : «الطيلموث».

(٥) في (س): «انصطا» وفي (ر): «انصتا».

١٠٢

واحد ، وقد استفاض هذا على ألسنة [أهل](١) تلك البلاد والعهدة (٢) على ناقليه.

جبل جالوت : وهو جبل ممتدّ من فوق الواحات (٣) حتّى يسامت اللاهون (٤) ، ويقال إنّ فيه مطالب وعليها كتب بأيدي المشتغلين بهذا الفنّ ، وجبل جالوت المذكور في الجنوب عن جبل الطيلمون (٥).

جبل اللازورد : وهو جبل في الجنوب عن جالوت ، قيل إنّ فيه معدن اللازورد وأمتنع استخراجه لانقطاعه عن العمارة هناك.

جبل الجنادل : قال ابن سعيد (٦) : وهو الجبل الذي تنتهي إليه مراكب النوبة ، ومن شماليّ جبل الجنادل يبتدى الحاجز الذي يمرّ على غربيّ النيل حتّى يتجاوز الفيّوم ، والجنادل حيث الطّول ست وخمسون والعرض اثنان وعشرون.

جبلا طيّ (٧) : وهما أجأ على وزن فعل بالتحريك وسلمى ، وهذان الجبلان مشهوران (٨) وهما في شرقي مدينة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ويمرّ بهما حجاج الكوفة. قال ابن سعيد (٩) : والغربيّ منهما حيث الطّول ثمان وستون والعرض ثمان وعشرون.

جبل العارض : وهو جبل له وجه وظهر ، أمّا وجهه فهو صخر أبيض واقف

__________________

(١) زيادة من (س) و (ر).

(٢) في (س): «والعمدة».

(٣) في (س): «الواحدة».

(٤) وردت في الأصل : «اللاهوز» وفي (س): «الاهوت» وفي (ر): «اللاهوت» وما أثبتناه من (ب) والتقويم (٦٧).

(٥) الأصل : «الطيلون».

(٦) كتاب الجغرافيا ١١٥ ـ ١١٦.

(٧) في (س) و (ر): «جبل طيّ».

(٨) في (س): «مذكوران».

(٩) كتاب الجغرافيا ١٣١.

١٠٣

كأنّه نحت حتّى صار كالحائط ووجهه إلى جهة الغرب وظهره إلى جهة الشّرق ، وهو ممتدّ شمالا وجنوبا وطرفه الجنوبيّ متّصل ببلاد اليمن حتّى يقارب صعدة (١) ويصير منها على مسيرة ثلاثة أيّام بالتّقريب ، واليمامة وحجر في ظهره قريبا من منتصفه [٣٣ ب] وبينهما وبين وجهه تقدير مسافة يومين ، وكذلك يبرين (٢) في ظهر العارض ، ويبرين لها نخل كثير وعينان من الماء يجريان.

جبل الطّور : من المشترك (٣) : الطّور في اللغة العبرانيّة اسم لكلّ جبل ثم صار علما لجبال بعينها ، منها طور زيتا بلفظ الزيت ، علم لجبل معروف قرب رأس عين ، وطور زيتا أيضا جبل بالقدس ، وفي الأثر مات بطور زيتا سبعون ألف نبي قتلهم الجوع ، وطور جبل بعينه مطلّ على طبريّة ، وطور سينا (٤) اختلفوا فيه فقيل هو جبل بقرب أيلة وقيل بالشّام ، وقيل سينا حجارته (٥) ، وقيل شجر فيه ، وطور هارون علم لجبل عال مشرف في قبلة القدس قبر هارون في رأسه.

جبل الثلج وجبل لبنان وجبل اللّكام : جميع هذه الجبال متّصلة بعضها ببعض حتّى صارت جبلا [ممتدّا](٦) من الجنوب إلى الشّمال ، فالطّرف الجنوبيّ لهذا الجبل بالقرب من صفد (٧) ، قال في رسم المعمور : جبل الثّلج حيث الطّول تسع [وخمسون](٨) وخمس وأربعون دقيقة والعرض اثنتان وثلاثون ، وهو يمتدّ إلى

__________________

(١) في (س) و (ر): «صورة».

(٢) في (س) و (ر) حيثما وردت : «بيرين» بتقديم الباء.

(٣) ياقوت الحمويّ ٢٩٧.

(٤) في (س): «طور زيتا» وفي (ر): «وطور سينا معا».

(٥) في الأصل : «حجارة».

(٦) ساقطة من الأصل.

(٧) وردت في الأصل و (س) و (ر): «صفة» وفي (ب): «صفت» ، وما أثبتناه من التقويم (٦٨).

(٨) ساقطة من الأصل و (ب).

١٠٤

الشّمال ويتجاوز دمشق ويسمّى إذا صار (١) في شماليها جبل سنير (٢) بفتح السّين المهملة وكسر النّون وسكون المثنّاة من تحت وفي الآخر راء مهملة ، كأمير جبل بين حمص وبعلبك ، كذا في القاموس (٣). وجانبه المطلّ على دمشق قاسيون ويتجاوز دمشق ويمرّ غربيّ بعلبك ويسمّى الجبل المقابل لبعلبك جبل لبنان. قال : وهو حيث الطّول ستون والعرض ثلاث وثلاثون وكسر ، وإذا تجاوز بعلبك وصار شرقيّ طرابلس الشّام يسمّى جبل عكار ، وعكار حصن في الجبل المذكور ، ثم يمرّ شمالا ويتجاوز سمت طرابلس إلى حصن الأكراد ، ويسامت حمص من غربيها [٣٤ أ] على مسيرة يوم ، ويمتدّ ويتجاوز سمت حماة ثم بسمت شيزر (٤) ثم بسمت افامية ويسمّى حين ما يكون قبالة هذه البلاد جبل اللّكام (٥).

قال في كتاب الرسم : وجبل اللّكام حيث الطّول ستون وخمسون دقيقة والعرض خمس وثلاثون وعشر دقائق ، قال : ثم يمتدّ إلى طول اثنتين وستين وعرض سبع وثلاثين. أقول : إذا سامت افامية من غربيها وهناك أعني عند أفامية أوّل جبل آخر شرقي يقابل جبل اللّكام ويناوحه ويسمّى عند أفامية جبل شحشبو نسبة إلى قرية اسمها شحشبو في طرفه الجنوبيّ ، ويمتدّ جبل شحشبو من الجنوب إلى الشّمال فيمرّ على غربيّ المعرّة وسرمين وحلب ، ثمّ يأخذ غربا ويتّصل بجبال الرّوم ، وأمّا جبل اللّكام فيمتدّ شمالا ويصير بينه وبين جبل شحشبو غور اتّساعه (٦) نحو نصف يوم وفيه بحيرات أفامية ، ويمتدّ جبل اللّكام كذلك شمالا حتّى يتجاوز صهيون والشغر وبكاس والقصير وينتهي إلى أنطاكية وهناك ينقطع الجبل المذكور

__________________

(١) في (ب) و (س) و (ر): «وصل».

(٢) في (ب): «سيند» وفي (ر): «سنيرة».

(٣) الفيروزآبادي ٥٢٦.

(٤) في (س) و (ر) بتقديم الراء : «شيرز».

(٥) في (س): «الكام».

(٦) في (س): «غور الساعة» وفي (ر): «غور ساعة».

١٠٥

ويفرغ ويصير قبالة جبل الأرمن من غربيه ، ويمرّ نهر العاصي بينه وبين جبل الأرمن ويفصل بينهما حتّى يقع في البحر عند السويدية.

جبل الجوديّ : من المشترك (١) : وهو جبل يمتدّ جنوبا وشمالا نحو مسيرة ثلاثة أيّام وارتفاعه نحو مسيرة نصف يوم ، يقول العبد الضّعيف : فعلى هذا يكون ارتفاعه قريبا من أربعة فراسخ لأنّ فراسخ يوم ثمانية على ما سيجيء وهذا مخالف لما ذكره أرباب الهيئة من ارتفاع أعظم جبل على سطح الأرض فرسخان وثلث فرسخ (٢) لا غير ، وهو جبل [٣٤ ب] أخضر به شعرة (٣) من البلوط ، وهو بضمّ الجيم وسكون الواو ثم دال مهملة مكسورة وفي آخرها ياء آخر الحروف مشدّدة ، وهو جبل مطلّ على جزيرة ابن عمر من شرقيها على دجلة فوق الموصل ، ويقال : إنّ عليه استوت سفينة نوح عليه السلام وبالقرب من جبل الجوديّ قرية ثمانين ، قال : والجوديّ أيضا جبل في بلاد طيّ في أجأ.

جبل سياكوه (٤) : وهو جبل شمالي بحر الخزر بميلة إلى الغرب. قال في الرسم : وطرفه الغربيّ حيث الطّول سبعون والعرض خمس وخمسون وطرفه الشّرقيّ حيث الطّول ثمانون والعرض بحاله أعني خمسا وخمسين. قال ابن سعيد (٥) : وجبل سياكوه طرفه في شرقي [بحر](٦) طبرستان ثم يمتدّ حتّى يستغرق الإقليم السّادس والسابع ويستدير على بحر طبرستان حتّى يصير في شماليه.

جبل الحرث : وهو جبل عند أردبيل من أذربيجان لا يرتقى إلى أعلاه لارتفاعه ، وأردبيل حيث الطّول ثلاث وسبعون وخمسون دقيقة والعرض ثمان

__________________

(١) ياقوت الحمويّ ١١١.

(٢) في (ب) و (س): «وثلاث فراسخ».

(٣) في (س): «شجرة».

(٤) في (س): «سياه كوه».

(٥) كتاب الجغرافيا ١٨٩ وفيه : «شياكو».

(٦) ساقطة من الأصل و (ب).

١٠٦

وثلاثون والمسلك إلى أعلى هذا الجبل في غاية الصعوبة ولا تزال عليه الثلوج دائما ، ودونه جبل صغير يسمّى الحويرث. ويخرج من الحويرث مياههم ومحتطبهم ومتصّيدهم فيه ، يقال إنّه لا يعرف جبل أعلى منه في هذه المدن.

جبل : يبتديء من زنجان وهي حيث الطّول ثلاث وسبعون وثلثان والعرض ست وثلاثون ونصف ، يمتدّ شمالا إلى قرب بردعة وهي حيث الطّول ثلاث وسبعون والعرض أربعون (ونصف ، ثم يمتدّ كذلك شمالا إلى تفليس حيث الطّول ثلاث وسبعون والعرض ثلاث وأربعون) (١) ، ثمّ يعطف من الشّمال إلى جهة الجنوب والغرب ويفترق قسمين أحدهما يأخذ إلى جهة الجنوب ويمتدّ [٣٥ أ] إلى قرب حلوان وهي حيث الطّول اثنتان وسبعون وربع والعرض أربع وثلاثون ، ويعطف مشرقا إلى بين قرميسين (٢) والدينور إلى طول ثلاث وسبعين ، ويخرج منه جبل بين حلوان والدينور ، ويدور على الدينور وهي حيث الطّول ثلاث وسبعون والعرض خمس وثلاثون ، ثم يمتدّ الجبل المذكور مشرقا إلى ساوة وهي حيث الطّول خمس وسبعون والعرض بحاله أعني خمسا وثلاثين في شمالي ساوة وذلك بعد أن يتجاوز همذان من شماليها أيضا ، ويخرج منه جبل بين همذان والدينور في شرقيّ الدينور وغربيّ همذان وخروجه إلى نحو الجنوب ، ويدور حول (٣) همذان وفيه عقبة همذان. والقسم الثّاني من أصل هذا الجبل يمتدّ من جبل حلوان إلى نحو الشّمال ، ويمرّ عن شمالي شهرزور إلى نحو أرزن وهي حيث الطّول خمس وستون والعرض ثمان وثلاثون ، ويتشعّب من عند أرزن شعبتين وتمرّ إحداهما إلى جهة الشّرق بميلة إلى الجنوب إلى جزيرة ابن عمر وهي حيث الطّول خمس وستون ونصف (والعرض سبع وثلاثون ونصف ، ويسمّى هذا الجبل عند جزيرة ابن عمر

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من (س).

(٢) في (س): «قريتين» وفي (ر): «قرميسنين».

(٣) في (س): «نحو».

١٠٧

الجوديّ ، وتمرّ الشّعبة الأخرى على شرقيّ قاليقلا (١) وهي حيث الطّول سبع وستون) (٢) والعرض إحدى وأربعون ، ويمتدّ من أثناء (٣) أصل هذا الجبل جبل يمرّ بين خلاط (٤) وسلماس.

جبل بيستون : وهو جبل في بلاد الجبل المعروفة بعراق العجم. قال ابن حوقل (٥) : وهو جبل ممتنع لا يرتقى إلى ذروته ، ووجهه الواحد من أعلاه إلى أسفله أملس ، وعلى ظهره غار ، وفي الغار عين ماء ، ومصوّر في الغار صورة كسرى وشيرين.

جبل دنباوند (٦) : وهو حدّ عمل الرّيّ ، وربما يرى [٣٥ ب] من ساوة ، وهو في وسط جبل يعلوها كالقبّة ، ولم يشتهر أنّ أحدا ارتقاه ، ويطلع من أعلاه الدخان على الدوام ، وهو حيث الطّول خمس وسبعون ونصف والعرض لوك (٧) ، ويرى من مسافة بعيدة.

جبل طبرستان : وهو في الجنوب والشّرق عن بحر الخزر (٨) ، وطرف جبل طبرستان الغربيّ حيث الطّول ست وسبعون والعرض ست وثلاثون وطرفه الشّرقيّ حيث الطّول ثمان وثمانون والعرض خمس وثلاثون.

__________________

(١) في التقويم (٧١): «قليقلا».

(٢) ما بين القوسين ساقط من (س).

(٣) في الأصل : «أفناء».

(٤) في الأصل : «أخلاط» وفي (ر): «الأخلاط».

(٥) صورة الأرض ٣٧١ ، وفيه : «جبل بهستون».

(٦) في التقويم (٧١): «دباوند» ، وورد في هامش (س): «وفي أقاصيص العجم أنّ أفريدون حبس الضّحاك في قلّة هذا الجبل ومن ترهاتهم أنه موجود محبوس إلى هذا العهد».

(٧) في (س) و (ر): «لون».

(٨) في (س): «الخرز» وفي (ب) و (ر): «الخزز».

١٠٨

جبل كرمان : من رسم المعمور : طرفه الغربيّ حيث الطّول تسع وثمانون وثلثان والعرض تسع وعشرون وطرفه الشّرقيّ حيث الطّول أربع وتسعون وخمس وأربعون دقيقة والعرض ثلاث وعشرون وخمس وثلاثون دقيقة.

جبل القيتق : ويمتدّ من ساحل بحر الخزر بالقرب من مدينة باب الأبواب إلى جهة الجنوب. قال في العزيزيّ : ويقال له جبل الألسن لأن فيه أمما لغاتهم مختلفة قيل إنّهم أهل ثلاثمائة لغة ، وفي جانبه الشّماليّ القيتق وهم جنس ، وفي جانبه الجنوبيّ الكبير اللكزى وهم جنس أيضا ، ويمتدّ من باب الأبواب إلى بلاد الرّوم نحو مسيرة شهر ، وجانبه الجنوبيّ كالحائط لا طريق فيه كأنّه نحت بقدوم ، وعرضه مسيرة عشرة أيّام ، ولا يسلك إلى بلاد التّرك إلا بين ساحل بحر الخزر وبين طرف هذا الجبل ، وبين طرفه والبحر ثلاثة أميال ، وبنى هناك أنوشروان حائطا بالصخر والرصاص بعد صلحه واتفاقه مع ملك الخزر على ذلك ، وجعل في ذلك الحائط بابا ومصراعيه من حديد في قديم الزمان فعرف بباب الحديد بسبب ذلك ، وفي أثناء هذا الجبل مسالك [٣٦ أ] عسرة (١) وأكبرها مسلك في وسطه بني عليه سورا وجعل فيه بابا يسمّى باب اللان.

جبل : يأتي من حدود الصّين ويمتدّ مغربا إلى حدود فرغانة وأسروشنة ، ثم يمتدّ حتّى يصير بين كشّ وسمرقند ، ويمتدّ كذلك حتّى يتّصل بجبل بخارى المسمّى بوركة.

جبل الرهون : وهو جبل عال جدّا في جزيرة سرنديب على خطّ الاستواء حيث لا عرض ، ويقال إنّه هو الجبل الذي هبط عليه آدم عليه السلام من الجنّة والله أعلم [بالصواب](٢).

__________________

(١) كذا في الأصل و (ب). وفي (س) و (ر) والتقويم (٧٢): «عشرة».

(٢) زيادة من (س) و (ر).

١٠٩

صفة المعمور [باجمال](١)

قال أبو الرّيحان البيرونيّ في القانون المسعودي (٢) : الرّوم والهند أصدق سائر الأمم عناية بهذه الصناعة ، ولكنّ الهند لا يبلغون غاية اليونانيين فيها ، فيعترفون [لهم](٣) بالتقدّم ولمثله نميل إلى آرائهم ونؤثرها ، فأمّا الهند ففي كتبهم أنّ نصف كرة الأرض ماء ونصفه طين يعنون البرّ والبحر ، وأن على ترابيع خطّ الاستواء أربعة مواضع هي جمكوت الشّرقيّ والرّوم الغربيّ وكنك الذي هو القبّة وسابور (٤) المقاطر لها ، فلزم من كلامهم أنّ العمارة في النصف الشّماليّ بأسره ، وأمّا اليونانيون فقد أنقطع العمران في جانبهم ببحر أوقيانوس ، فلما لم يأتهم خبر إلّا من جزائر فيه غير بعيدة عن السّاحل ، ولم يتجاوز المخبرون عن الشّرق ما يقارب نصف الدور جعلوا العمارة في أحد الرّبعين الشّماليين لأن ذلك موجب أمر طبيعي ، فمزاج (٥) الهواء في مدار واحد لا يتباين (٦) ولكن أمثاله من المعارف موكول (٧) إلى الخبر من جانب الثّقة ، فكان الربع دون النصف هو ظاهر الأمر والأولى بأن يؤخذ به إلى أن يرد لغيره خبر طارىء ، وطول العمارة على ذلك أوفر من عرضها [٣٦ ب] لتعطّل العمارة في الشّمال بالبرد (٨) عند ثلثي ربع الدور بالتقريب ، والهند سمّوا برّ الأرض بلغتهم سلحفاة من أجل إحاطة الماء بحواشيه وبروزه مقبّبا منه وخاصّة إذا اعتقدوا أنّ هذا البارز نصف (٩) كرة يعلوه

__________________

(١) ساقطة من الأصل.

(٢) القانون المسعودي ٢ : ٢٧.

(٣) زيادة من القانون.

(٤) القانون : «سدبور».

(٥) في (ر): «فخراج».

(٦) القانون : «يأباها».

(٧) في (س) و (ر): «هو كون».

(٨) في (س) و (ر): «بالبرّ».

(٩) في (س) و (ر): «بنصف».

١١٠

جبل (١) مبرد من تحت القطب الشّماليّ.

وإنما سمّي بحر أوقيانوس الغربيّ محيطا لأن ساحله يأخذ من أقصى المنتهى في الجنوب محاذيا لأرض السّودان مارّا على حدود أودغست والسوس الأقصى وطنجة وتاهرت ثم الأندلس وجلّيقية والصقالبة ، وينعطف إلى العمران من ناحية الشّمال ويمتدّ من هناك أيضا وراء الجبال غير المسلوكة والأراضي غير المسكونة من شدّة البرد ويمرّ نحو المشرق غير مشاهد ، والبحر الشّرقيّ الذي عنده منتهى العمارة في تلك الناحية غير محصّل كتحصيل أوقيانوس من أجل بعد الشقة وعدم الفوز بمن يتحقق الأمر منه ، ولكنّه بالجملة يمتدّ من الجنوب على مثال أوقيانوس نحو الشّمال فيقال إنّه متحدّ بالممتدّ وراء ما ذكرنا من الجبال الصردة ، ثم البحر الأعظم في جنوب الربع المسكون متصل بالبحر المحيط الشّرقيّ مسمّى بما وازاه في السّاحل من الممالك أو حصل فيه من الجزائر فيأخذ من أرض الصّين إلى الهند إلى الزنج وساحله من جانب الشّمال ليس بمعمور ومن جانب الجنوب ليس بمعلوم (٢) لم يقف (٣) عليه أحد من ركّابه ، ولم يخبر بشيء منه سكّان الجزائر ، ويدخل من هذا البحر في الحدّ الشّرقيّ أعباب وألسنة وخلجان معروفة وأعظمها خليج فارس الذي على شرقيه أرض مكران وعلى غربيه عمان ، ثم خليج القلزم الذي شرقي أوّله [٣٧ أ] أرض اليمن وعدن ، وعلى غربيه أرض الحبشة ورأس بربرة وكالخليج البربريّ ، وكلّ واحد منها يسمّى بحرا على حدة لعظمه.

وأكثر ما يبلغ سالكو البحر الأعظم من جانب المغرب سفالة الزّنج ولا يتجاوزونها ، وسببه أنّ هذا البحر طعن في البرّ الشّماليّ في ناحية المشرق ودخله في مواضع كثيرة ، وكثرت الجزائر في تلك المواضع كالرانج والرنجات وقير والوقواق والزّنج ، وعلى مثله بالتكافىء طعن البرّ في البحر الجنوبيّ في ناحية

__________________

(١) في (س): «يعلق بجبل» ، وفي القانون : «جبل ميرو».

(٢) في (س) و (ر): «غير معلوم».

(٣) في (س): «يتفق».

١١١

المغرب وسكنه سودان المغرب وتجاوزوا فيه خطّ الاستواء إلى جبال القمر التي منها منابيع نيل مصر فحصل البحر هناك فيما بين جبال وشعاب ذوات مهابط ومصاعد ، يتردد فيه الماء بالمدّ والجزر الدائمين ويتلاطم فيحطم السفن ويمنع السّلاك ومع هذا فليس بمانعة عن الاتصال ببحر أوقيانوس من تلك المضائق ، ومن جهة الجنوب وراء تلك الجبال فقد وجدت علامات اتصالها ولم يشاهد ، وبذلك صار برّ المعمورة وسط ما قد أحاط به باتصال ، وفي خلال هذا البرّ مستنقعات مياه كثيرة مختلفة المقادير ؛ فمنها ما استحق بعظمته اسم البحر كبحر نيطش الأرمني وبحر الرّوم وبحر الخزر.

وإذا تقررت جملة المعمورة على هذه الهيئة قلنا إنّ قسمة الأرض إلى أقسام تقوم مقام الأجناس مختلفة عند الأمم وأولاها التسبيع بالأقاليم الممتدّة من شرق الأرض إلى مغربها بالتلاصق في العرض ، والإقليم هو الناحية والرستاق ، والأصل فيها أنّ الاختلافات المحسوسة إنما تكون بالمسير في العرض (١) وأظهرها لعامة الناس اختلاف النهار والليل فإنّه منوط بالشتاء والصيف فجعلوا [٣٧ ب] ما يوجب تفاوت نصف ساعة إقليما ، وهذا ما اخترناه من كلام أبي الريحان.

الكلام على الإقليم الحقيقي والعرفي

الإقليم على قسمين : إقليم حقيقي وهو أحد الأقاليم السبعة المشهورة ، وعرفي وهو كلّ ناحية أو مملكة تشتمل على عدّة كثيرة من الأماكن والبلاد مثل الشّام والعراق وغيرهما ، وقد يكون الإقليم العرفي بعضا من الإقليم الحقيقي ، وقد يكون بعضا من الإقليمين مثل الشّام فإن بعضه من الإقليم الثّالث

__________________

(١) في الأصل : «الأرض» وفي (س) والتقويم (١٣): «العروض» وما أثبتناه من (ر) والقانون.

١١٢

وبعضه من الرّابع ، وقد يشتمل الإقليم العرفي على أبعاض (١) الأقاليم السبعة كما يحكى عن الصّين فإنّه يقال إنّ عرضه أكثر من طوله ، وإنّه يشتمل على رؤوس الأقاليم الشّرقيّة حتّى يستوعب أطراف الأقاليم السبعة.

(فصل) والجمهور جعلوا مبدأ الأطوال (٢) من جانب الغرب ليكون ازدياد عدد الطّول في جهة توالي البروج ، ومبدأ العروض من خطّ الاستواء لأنه بالطبع متعين ، وقد ذكر أنّ بداية العمارة في المغرب كانت جزائر تسمّى بالخالدات وهي الآن معمورة (٣) فجعل بعضهم الجزائر (٤) المذكورة مبدأ الطّول وقوم آخرون جعلوا ساحل البحر الغربيّ مبدأ الأطوال وبينها عشر درجات من دور معدّل النهار.

وقد اختلفوا أيضا في ترتيب الأقاليم بحسب العروض فقوم جعلوا مبدأ الإقليم الأوّل خطّ الاستواء وآخر السّابع منتهى العمارة ، وأمّا المختار الذي عليه المحققون فإنهم جعلوا أوّل الإقليم الأوّل حيث العرض أثنتا عشرة درجة وثلثا درجة وآخر الإقليم السّابع حيث العرض خمسون درجة وثلث درجة وعليه رتبنا الأقاليم السبعة في هذا المختصر ، وأمّا الأطوال فأنّا أثبتناها من السّاحل حسبما اختاره [٣٨ أ] المتأخرون.

فصل في تحقيق أمر المساحة

قد ثبت في علم الهيئة أنّ الأرض كرية (٥) وأنها في الوسط ، فسطح الأرض وهو محدّبها مواز لمقعّر السّماء ، فالدوائر العظام التي على سطح الأرض موازية

__________________

(١) في (ر): «بعض».

(٢) في (س): «الأطوار».

(٣) في التقويم (٧): «غير معمورة».

(٤) في الأصل و (ب): «الجزيرة».

(٥) في (س): «كروية».

١١٣

للعظام الفلكيّة وينقسم كانقسامها على ثلاثمائة وستين جزءا ، ويسامت (١) كلّ جزء من الدائرة (٢) الأرضية نظيره من الفلكيّة ، فإذا سار سائر على خطّ نصف النّهار وهو الخطّ الواصل بين القطبين الشّماليّ والجنوبيّ في أرض مستوية خالية من الوهدات عريّة عن (٣) الربوات على استقامة من غير انحراف أصلا حتّى يرتفع له القطب أو ينقص له جزءا فالقدر الذي ساره من تلك الدائرة يكون حصّة درجة واحدة منها ، وتكون تلك الدائرة الأرضيّة ثلاثمائة وستين مرّة مثل ذلك القدر ، وقد قام بتحقيق ذلك طائفة من القدماء كبطليموس وغيره فوجدوا حصّة درجة واحدة من العظيمة المتوهّمة على الأرض ستة وستين ميلا وثلثي ميل ، ثم قام بتحقيقه طائفة من الحكماء المحدّثين في عهد المأمون وحضروا بأمره في بريّة سنجار وافترقوا فرقتين من بعد أن أخذوا ارتفاع القطب محرّرا (٤) في المكان الذي افترقوا منه ، وأخذت إحدى الفرقتين في المسير نحو القطب الشّماليّ والأخرى نحو القطب الجنوبيّ وساروا على أشدّ ما أمكنهم من الاستقامة حتّى أرتفع القطب للسائرين في الشّمال وانحطّ للسائرين في الجنوب درجة واحدة ، ثمّ اجتمعوا عند المفترق وتقابلوا على ما وجدوه فكان مع إحداهما ستة وخمسون ميلا وثلثا ميل ، ومع الأخرى ستة وخمسون ميلا بلا كسر فأخذ بالأكثر وهو ستة وخمسون [٣٨ ب] ميلا وثلثا ميل.

وقد تقدّم أنّ القدماء وجدوا حصّة الدرجة ستة وستين ميلا وثلثي ميل ، فبينهما من التفاوت عشرة أميال ، فينبغي أن يعلم أنّ ذلك إنما هو للخلل في العمل لأن مثل هذه الأعمال لا تخلو من تفاوت إذ لا يمكن الاحتراز عن المساهلة والمسامحة تارة في استقامة المشي على خطّ نصف النهار وتارة من جهة الذرع (٥)

__________________

(١) في (س): «ومسافة».

(٢) في (س) و (ر): «الدوائر».

(٣) في (س) و (ر): «من».

(٤) في (س): «مجردا».

(٥) في الأصل : «الذراع».

١١٤

وغير ذلك ، فقد علمت الخلاف في مساحة دور الأرض بين القدماء والمحدثين ، وأن مساحتها عند القدماء أكثر مما هو عند المحدثين ، وغالب [عمل](١) المتأخّرين إنما هو على رأى المتقدّمين لتعلق كثير من المسائل به.

وأعلم أنّ بين القدماء والمحدثين أيضا اختلافا في الاصطلاح على الذّراع والميل والفرسخ ، وأمّا الإصبع فليس بينهم فيها اختلاف ، لأنّهم اجتمعوا واتفقوا على أنّ كل إصبع ست شعيرات معتدلات مضمومة بطون بعضها إلى بعض ، أمّا الذراع فالخلاف بينهم فيه حقيقيّ لأنه عند (القدماء اثنان وثلاثون إصبعا وعند المحدثين أربع وعشرون أصبعا ؛ فذراع) (٢) القدماء أطول من ذراع المحدثين بثمان أصابع ، وأمّا الميل فهو عند القدماء ثلاثة آلاف ذراع ، وعند المحدثين أربعة آلاف ذراع ، والخلاف بينهم فيه إنما هو لفظي ؛ فإنّ مقدار الميل عند الجميع شيء واحد وان اختلفت أعداد الأذرع لأنه على التفسيرين ستة وتسعون ألف إصبع ، فإذا قسمتها اثنين وثلاثين اثنين وثلاثين كان المتحصل (٣) ثلاثة آلاف ذراع ، وإذا قسمتها أربعة وعشرين أربعة وعشرين كانت أربعة آلاف ذراع.

وأمّا الفرسخ فهو عند القدماء والمحدثين ثلاثة أميال ، لكن يجيء الاختلاف [٣٩ أ] لفظيا في الفرسخ إذا جعل اذرعا فإن بذراع القدماء تسعة آلاف ذراع ، وبذراع المحدثين أثني عشر ألف ذراع ، وهو على التفسيرين ثلاثمائة ألف إصبع ينقص اثنا عشر ألف إصبع ، وإذا علمت أنّ الفرسخ عند القدماء تسعة آلاف ذراع ، والميل ثلاثة آلاف ذراع وعند المحدثين الفرسخ أثني عشر ألف ذراع والميل أربعة آلاف ذراع فاعلم أنّ الميل على التفسيرين ثلث فرسخ (٤) وكل فرسخ ثلاثة أميال باتفاق.

__________________

(١) ساقطة من الأصل.

(٢) ما بين القوسين ساقط من (س).

(٣) في (ر): «المحتمل».

(٤) في (س) و (ر): «ثلاثة فراسخ».

١١٥

(فصل) وفراسخ درجة واحدة عند القدماء اثنان وعشرون فرسخا وتسعا فرسخ ؛ إذ هو الخارج من قسمة ستة وستين ميلا وثلثي ميل على ثلاثة ، أمّا فراسخ درجة واحدة عند المحدثين فتسعة عشر فرسخا إلا تسع فرسخ ؛ إذ هو الخارج من قسمة ستة وخمسين ميلا وثلثي ميل على ثلاثة ، والعمل إنما هو على مذهب القدماء ، فإذا عمل على مذهب القدماء وضرب حصة الدرجة الواحدة من الفراسخ وهو اثنان وعشرون فرسخا وتسعا فرسخ في ثلاثمائة وستين حصل مقدار الدائرة العظمى من الأرض وهو ثمانية آلاف فرسخ من غير زيادة ولا نقصان ، وأمّا تكسير سطح الأرض على ذلك فهو عشرون ألف ألف فرسخ وثلاثمائة ألف وستون ألف فرسخ وربع ذلك تكسير الرّبع المسكون ، ويكون طول الرّبع نصف المحيط ، وعرضه ربع المحيط ، وأمّا إذا ضرب حصّة الدرجة الواحدة على مذهب المحدثين وهو تسعة عشر فرسخا إلا تسع فرسخ في ثلاثمائة وستين فإنه يخرج مقدار الدائرة العظمى من الأرض على مذهب المحدثين وهو ستة آلاف وثمانمائة فرسخ ، فدور الأرض عند [٣٩ ب] المحدثين ينقص عمّا هو عند القدماء ألفا ومائتي فرسخ.

ذكر مساحة الأقاليم السّبعة على المذهبين

أمّا أبو الريحان البيرونيّ فانه ذكر في القانون المسعودي (١) مساحتها على رأي المتأخّرين فضرب درج الإقليم في تسعة عشر فرسخا إلا تسع فرسخ فقال : الإقليم الأوّل طوله من ساحل البحر الغربيّ إلى نهايته في المشرق مائة واثنتان وسبعون درجة وسبع وعشرون دقيقة ، فيكون بالفراسخ ثلاثة آلاف ومائتين واثنين وخمسين فرسخا وكسرا ، وسعته من الجنوب إلى الشّمال سبع درج وثلثين وثمن درجة ، فيكون بالفراسخ مائة وسبعة وأربعون فرسخا وسبعا وعشرين دقيقة. أقول : فإن أردت مساحته على رأى القدماء ضربت درج الطّول المذكورة وهي ١٧٢ درجة

__________________

(١) ٢ : ٢٩ ـ وأورد مساحات الأقاليم في جداول.

١١٦

و ٢٧ [دقيقة](١) في اثنين وعشرين فرسخا وتسعي فرسخ فيكون بالفراسخ ثلاثة آلاف وثمانمائة واثنين وثلاثين فرسخا ، ويكون التفاوت بين المساحتين خمسمائة وأربعة وسبعين فرسخا ونصف فرسخ ، وهو المقدار الذي تزيد [به](٢) مساحة المتقدّمين طول الإقليم الأوّل على مساحة المتأخّرين. وكذلك تضرب درج العرض وهو سبع درج وثلثان وثمن في اثنين وعشرين وتسعين فيكون بالفراسخ مائة وثلاثة وسبعين فرسخا وسدس فرسخ فيكون التفاوت بين المساحتين ستة وعشرين فرسخا ، وهو المقدار الذي تزيد به مساحة المتقدّمين لسعة الإقليم الأوّل على مساحة المتأخّرين.

وأمّا الإقليم الثّاني فقال أبو الريحان : طوله من ساحل البحر الغربيّ إلى نهايته في الشّرق مائة وأربع (٣) وستون [٤٠ أ] درجة وعشرون دقيقة فيكون بالفراسخ ثلاثة آلاف ومائة وأربعة فراسخ ، وسعته سبع درج وثلاث دقائق ، فيكون بالفراسخ مائة وخمسة وثلاثون فرسخا وربع وثمن فرسخ. أقول : فإذا أردت مساحته على رأي القدماء ضربت درج الطول المذكورة وهي ١٦٤ درجة و ٢٠ دقيقة في اثنين وعشرين فرسخا وتسعين فيكون بالفراسخ ثلاثة آلاف وستمائة واثنين وخمسين فرسخا ، ويكون التفاوت بين المساحتين خمسمائة وثمانية وأربعين فرسخا وهو القدر الذي تزيد به مساحة المتقدّمين لطول الإقليم الثّاني على مساحة المتأخّرين وكذلك تضرب درج العرض وهي سبع درج وثلاث دقائق في اثنين وعشرين وتسعين فيكون بالفراسخ مائة (٤) وتسعا وخمسين فرسخا وربع فرسخ ، فيكون التفاوت بين المساحتين ثلاثة وعشرين فرسخا وربع فرسخ بالتقريب على ذلك.

__________________

(١) ساقطة من الأصل.

(٢) زيادة من (ب) و (ر).

(٣) وردت في جميع النسخ : «وأربعون» والصواب ما أثبتناه من التقويم (١٦) وهو ما سيأتي في النص مكتوبا بالرقم.

(٤) في (س) و (ر): «مائتين» وهو تحريف لا يوافق نتيجة الضرب.

١١٧

طول الإقليم الثّالث مائة وأربع وخمسون درجة وخمسون دقيقة ، فهو على رأي المتأخّرين ألفان وتسعمائة وأربع وعشرون فرسخا ، وعلى رأى القدماء ثلاثة آلاف وأربعمائة وأربعون فرسخا وكسر ، فيكون التفاوت بين المساحتين خمسمائة وستة عشر فرسخا. وكذلك سعته (١) ستّ درجات وثمن وهو على رأى المتأخّرين مائة وخمس عشرة ونصف وربع وثمن وعلى رأى القدماء مائة وستة وثلاثون وثمن ، فالتفاوت بينهما عشرون فرسخا وربع وسدس.

وطول الإقليم الرّابع مائة وأربع وأربعون درجة وسبع عشرة دقيقة ، وهي على رأي المتأخّرين ألفان وسبعمائة وخمسة وعشرون فرسخا [٤٠ ب] ، وعلى رأي القدماء ثلاثة آلاف ومائتان وثمانية فراسخ وربع فرسخ ؛ فالتفاوت بينهما أربعمائة واثنان وثمانون فرسخا ونصف فرسخ (٢) ، وسعته خمس درج وربع وكسر ، وهو على رأي المتأخّرين تسع وتسعون فرسخا وسدس ، وعلى رأي القدماء مائة وثمانية عشر فرسخا وثلث (٣) ؛ فيكون التفاوت تسعة عشر فرسخا وسدسا.

وطول الإقليم الخامس مائة وخمس وثلاثون درجة واثنتان وعشرون دقيقة ، وهو على رأي المتأخّرين ألفان وخمسمائة وسبعة وخمسون فرسخا بما فيه من الجبر ، وعلى رأي القدماء ثلاثة آلاف فرسخ وثمانية ونصف ، فالتفاوت بينهما أربعمائة واحد وخمسون فرسخا وكسر ، وسعته أربع درجات وربع وثمن وعشر ، وهو على رأي المتأخّرين اثنان وثمانون فرسخا ونصف وثمن ، وعلى رأي القدماء سبعة وتسعون وربع ؛ فالتفاوت بينهما أربعة عشر ونصف وثمن.

وطول الإقليم السّادس مائة وست وعشرون درجة وسبع وعشرون دقيقة ، وهو بالفرسخ على رأي المتأخّرين ألفان وثلاثمائة وتسعون ونصف ، وعلى رأي

__________________

(١) الأصل : «سعة».

(٢) في التقويم (١٧): «ونصف وربع فرسخ».

(٣) في (س): «وثلاثة» وهو تحريف وسقطت هذه الكلمة من (ر).

١١٨

القدماء ألفان وثمانمائة وعشرة ؛ فالتفاوت بينهما أربعمائة وتسعة عشر فرسخا ونصف ، وسعته ثلاث درجات ونصف وثمن وخمس ، وهو بالفراسخ على رأي المتأخّرين اثنان وسبعون فرسخا بما فيه من الجبر ، وعلى رأي القدماء نحو خمسة وثمانين فرسخا فالتفاوت بينهما ثلاثة عشر فرسخا بالتقريب.

وطول الإقليم السّابع مائة وتسع عشرة درجة وثلاث وعشرون دقيقة ، وهو بالفراسخ على رأي المتأخّرين ألفان ومائتان وأربعة وخمسون فرسخا بالتقريب ، وعلى رأي [٤١ أ] القدماء ألفان وستمائة وواحد وخمسون فرسخا بالتقريب ، فالتفاوت بينهما ثلاثمائة وستة وتسعون بالتقريب وسعته ثلاث درجات وثمان دقائق ، وهو بالفراسخ على رأي المتأخّرين اثنان وستون فرسخا بالتقريب ، وعلى رأي القدماء ثلاثة وسبعون فرسخا وكسر فالتفاوت بينهما أحد عشر فرسخا بالتقريب.

وينبغي أن يعلم أنّ بعض الأماكن لم يقع لنا طولها ولا عرضها ، وربما يقع لنا بعدها في الغرب أو الشّرق أو الشّمال أو الجنوب عن (١) أماكن معروفة الطّول والعرض ، وإذا وقع لنا ذلك قرّبنا فيها واستخرجنا عرضها وطولها بالتقريب ، فإنّنا كما إذا أخذنا للدرجة اثنين وعشرون فرسخا وتسعين على رأي المتقدّمين أو تسعة عشر فرسخا تنقص تسعا على رأي المتأخّرين حسبما تقدّم ذكره عند ذكر مساحة الأقاليم ؛ كذلك يمكننا أن نستخرج من المسافة الدرجة بردّ (٢) الفراسخ إلى الدرج ، وكذلك نستخرج من سير السائر بحسب المراحل والأيّام الفراسخ ، فإنّ الفقهاء قدّروا لستة (٣) عشر فرسخا مسيرة يومين ، فكل ثمانية فراسخ مسيرة يوم بالسير الوسط ، فكلّ يومين ونصف عشرون فرسخا.

__________________

(١) في الأصل : «من».

(٢) في (س): «بعد».

(٣) في الأصل و (ر): «الستة».

١١٩

وقد ذكر البيرونيّ أنّ تعريجات (١) الطّرق والتوائها بحسب الجبال والوعر وغير ذلك يكون الخمس بالتقريب ، فإذا كان بين البلدين خمسون فرسخا بحسب سير السائر فيكون على خطّ مستقيم أربعين فرسخا ، وعلى ذلك استخرجنا أطوال أماكن عدّة وعروضها بأن استخرجنا من مسافة الأيّام الفراسخ ومن الفراسخ الدرج وكل ذلك بالتقريب لا بالتحقيق.

وينبغي أن يعلم أنّ غالب ما ذكر من أطوال البلاد وعروضها غير صحيح وفيه غلط كثير ، وقد نصّ أبو الريحان البيرونيّ ، قال [٤١ ب] : ولم يتهيأ لي تصحيح جميعها ، وقد صحّحت ما أمكن منها ، ونحن قد نقلنا ما وصل إلينا مما قيل في ذلك مع علمنا بعدم (٢) صحّته ، لأن معرفة هذه الأماكن بالتقريب خير من الجهل بها بالكلّيّة فإنّ ما لا يدرك كله لا يترك كله ، ومما يدلّ على عدم صحّة ما ذكروه من الأطوال والعروض أنّ مثل أبي الريحان وهو الأستاذ في هذا الفنّ ذكر في القانون لدمشق وسلمية عرضا واحدا مع قطعنا بعدم صحّة ذلك ، لأنّ سلمية في جهة الشّمال عن دمشق بأكثر من درجة ، وربما نجد في كتابنا هذا طول بلد بعينه مختلفا وكذلك عرضه ، والعذر فيه أنني نقلت الأطوال والعروض من القانون للبيرونيّ ، ومن كتاب الأطوال والعروض للفرس ، ومن كتاب أبي سعيد المغربيّ ، ومن كتاب رسم المعمور وهو كتاب نقل من [اللغة](٣) اليونانية إلى اللغة العبرانية (٤) وعرّب للمأمون ، وهذه هي الكتب المعتمد عليها في هذا الفن ، وقلّما تتّفق هذه الكتب على عرض مكان بعينه أو طوله (٥) بل لا بدّ من الاختلاف فيها ، وقد نقلناه عن مجموع هذه الكتب وهي غير متّفقة فحصل في كتابنا اختلاف في

__________________

(١) الأصل : «تفريجات».

(٢) الأصل : «بعدهم» وفي (ب): «مع قطعنا بعدم».

(٣) ساقطة من الأصل.

(٤) في الأصل : «العبرية».

(٥) في الأصل : «طول».

١٢٠